هابينغتون بوست

الصحف الإسرائيلية الأكثر قراءة (Flash90Olivier Fitoussi)
الصحف الإسرائيلية الأكثر قراءة (Flash90Olivier Fitoussi)

الوسائط الجديدة لن تكون إلا رقمية

حل المحرر المسؤول في الصحيفة المباشرة على الإنرتنت "هابينغتون بوست" ضيفًا على إسرائيل الأسبوع الماضي، وقال في مقابلة مع الصحيفة الاقتصادية "غلوبس": "إذا لم يشعر الصحفي بالارتياح عند استخدامه للوسائط الرقمية، فهو في مأزق"

إذًا كيف ستبدو الوسائط في المستقبل؟ هل سنواصل استلام الصحيفة ونقلب صفحاتها للاطلاع على أخبار العالم؟ إذا سألتم روي سكوب المحرر المسؤول في الصحيفة الأمريكية المباشرة على الإنترنت “هابينغتون بوست”( The Huffington Post)، يبدو أن الإجابة التي ستتلقونها ستكون سلبية

يُعتبر سكوب الذي يحل ضيفًا على إسرائيل في هذه الأيام أحد المحررين الأكثر نجاحًا الذي نجح في قيادة الوسائط في السنوات الأخيرة، ووسائل الإعلام الأمريكية خطوات قدمًا باتجاه عهد الرقمية.

في الوقت الذي يغادر فيه نظراؤه في مختلف أنحاء العالم ويقتصون ويقلصون مؤسساتهم الإعلامية، قام سكوب في السنوات الأخيرة بتشغيل 100 مستخدم في مهن صحفية. الـ “أفينغتون بوست” وهو موقع الإنترنت الذي ربما يشير أكثر من أي موقع آخر إلى العهد الرقمي الجديد من المعلومات الصحفية، يلبس في هذه الأيام حُلّة جديدة وينتقل إلى تناسخه التالي – شبكة بث لتدفق الفيديو تُدعى “هاب بوست لايف”. بعد أن رسخ المفهوم أنه يمكن للمؤسسسة الصحفية أن تدمج داخلها أخبارًا من مزوّدي معلومات أجانب ومن كاتبي المدونات الأحرار، قرروا في “هابينغتون “، بقيادة سكوب، نقل ملايين متصفحي الموقع إلى مقدمة المنصة.

أصبحت الخطوة القادمة في مجال الوسائط، الصحافة والإعلام معروفة وهي تشمل الكثير من الفيديو والبث الحي من مختلف أنحاء العام بواسطة الإنترنت. وفي إطار التغييرات التي يجتازه الموقع الذي يحظى بتصفح كبير، يتيح الهابينغتون بوست في هذه الأيام نقل بث حي في موقع “هابينغتون بوست” بمشاركة المتصفحين، الذين يبثون الأخبار بواسطة كاميرات شبكة من مختلف أنحاء العالم. لقد تحوّل من تمت مقابلتهم والمصادر التي توفرت ذات مرة لتكون وجه الأخبار. “منذ أن أقمنا الـ “لايف بوست” لدينا 10,000 متصل من 90 دولة مختلفة. هذا يؤدي إلى دمقرطة الإعلام. أنت غير ملزم برؤية هؤلاء الأشخاص الذين يبثون لك الأخبار كل الوقت”، يدعي سكوب.

 

لقطة شاشة لصحيفة ال-"هابينغتون بوست"
لقطة شاشة لصحيفة ال-“هابينغتون بوست”

يتفاخر محرر الموقع الأمريكي بإنجازات كثيرة. أحد الإنجازات المثيرة للاهتمام هو مجرد كونه صحيفة اجتماعية، على حد أقوال سكوب، “يوجد اليوم 265 مليون ردًا في الموقع. 70% من الردود الموجودة لدينا هي ردود على ردود أخرى – الأشخاص يديرون حديث بينهم. لقد قلنا لأنفسنا، ماذا إذا أخذنا هذه الأحاديث ووضعناها في المركز، وعندما قمنا بذلك، غيّرنا المنصة، التكنولوجيا والأشخاص الذين قمنا بتشغيلهم. في هذه الأثناء تقدمت التكنولوجيا إلى حد يمكن فيه للناس الاتصال بنا من أي مكان كان، وهذا حوّل العالم إلى أكثر وصولا”.

يعرف سكوب جيدًا العالم المتغيّر من حوله، ومثله مثل شخصيات كبيرة أخرى في عالم الصحافة الناحجة -اليوم، فهو يدعو زملائه الشباب الأصغر منه إلى النهوض والشعور بالأرض التي تغلي تحت ما تفعله أيديهم. “نحن في نقطة كبيرة من الوصل. ليس السؤال المهم ما هو المضمون الذي تقدمه أنت، وكيف يختلف التلفزيون عن الاتصال المباشر. المسألة هي أنك تقدم مضامين والسؤال هو على أية شاشة ستظهر هذه المضامين، على أي خليوي، تلفزيون أو حاسوب. على حد أقواله، “لم يعد يوجد اليوم صحافي خاص بالرقمية، بالتلفزيون أو بالمطبوعات”. أصبح كل شيء مجتمع، والسؤال هو أين نشاهد ذلك هو سؤال أكل عليه الدهر وشرب. لقد فكروا ذات مرة أن المدوّنات هي أشخاص يلبسون البيجاما ويجلسون على حواسيبهم، أم اليوم فالأمر مختلف تماما. إنهم في مقدمة المنصة”.

يخطط روي في هذه الأيام إقامة فرع للجريدة الناجحة “هابينغتون بوست” في إسرائيل أيضًا وحسب التقديرات ستتم إقامة فروع إضافية في عشر دول أخرى في مختلف أنحاء العالم.

اقرأوا المزيد: 499 كلمة
عرض أقل
الدُميتان: "مقبس" و"قابس" وطفلهما الرضيع (علاقات عامة شركة الكهرباء)
الدُميتان: "مقبس" و"قابس" وطفلهما الرضيع (علاقات عامة شركة الكهرباء)

دُمى شركة الكهرباء والنّقاش حول حقوق مضاجعي النظير في إسرائيل

دُميتان مذكّرتان تلدان ابنًا وتهتمّان بالحفاظ على الطفل الرقيق من تلوّث الهواء. أتبدو قصةَ سخيفة؟ هكذا تتجنّد شركة الكهرباء في حملة للصراع حول تلوّث الجوّ، وتطرح بالمناسبة قضية "حقوق الشاذين جنسيًّا"

في هذه الأيام، يبثّ التلفزيون الإسرائيلي سلسلة إعلانات لشركة الكهرباء، تأخذ فيها البطولة دُميتان مذكّرتان، اسمهما “شيكع” (مقبس) و”تيكع” (قابس). ترافق هاتان الدميتان الإسرائيليينَ منذ زمن طويل، لكنّ شركة الكهرباء قررت مؤخرًا القيام بخطوة أخرى.

الدُميتان: "مقبس" و"قابس" وطفلهما الرضيع (علاقات عامة شركة الكهرباء)
الدُميتان: “مقبس” و”قابس” وطفلهما الرضيع (علاقات عامة شركة الكهرباء)

ففي سلسلة الإعلانات الجديدة، التي تهدف إلى إظهار التحسُّن الملحوظ الذي تمرّ به الشركة في تقديم الخدمات للمواطن، المساهَمة في الاتّزان البيئي، وتقليص انبعاث الغازات السامة للغلاف الجوي في عملية إنتاج الكهرباء في إسرائيل، يظهر “قابس” و”مقبس” كوالدَين لديهما رضيع جديد، وهما يبذلان كوالدَين جديدَين قصارى جهدهما للحفاظ على الرضيع من تلوُّث الهواء. يصل ممثّل شركة الكهرباء في نهاية كل إعلان، مُطمئنًا الوالدَين بأنّ شركة الكهرباء تبذل قصارى جهدها للاهتمام بمستقبل الأطفال، وأن لا قلقَ من أيّ نشاط مع الطفل في المساحات المفتوحة، لأنّ الشركة تهتمّ بالبيئة عبر استخدام الغاز (الذي يُعتبَر أنظف وأكثر أمانًا بيئيًّا) لإنتاج الكهرباء.

تثير الحملة الإعلانية الجديدة اهتمام الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية في العالم. فقد نُشرت تقارير موسّعة في هذا الشأن في الأيام الأخيرة، منها سبيل المثال لا الحصر في الشبكة التلفزيونية الأمريكية ABC، وكالة الأنباء‎AP، ‎والمدوّنة ذات الشعبية “هابينغتون بوست”.‎

“تعكس الإعلانات تناقضًا مثيرًا في البلاد المقدّسة”، نقلت AP، “فرغم أنّ للدين تأثيرًا واضحًا، والزواج من الجنس نفسه غير مسموح به، فإنّ الشاذين جنسيًّا يحظَون بالقبول في المجتمع الإسرائيلي”.‏

وشدّد المراسلون في التقارير على أنّ الحملة مثيرة للجدل وتُثير نقدًا لاذعًا من قِبل أفراد في مجتمع الشواذّ وخارجه، يهاجمون “السياسة الضبابية” التي تعتمدها شركة الكهرباء، إذ تتعامل بسخرية، حسب رأيهم، في مسائل هامة على جدول الأعمال الاجتماعيّ في إسرائيل، مثل حقوق مضاجعي النظير، إمكانية تبنّي الأولاد، الحَمل البديل، والصعوبات التي يواجهها اللواطيون والسحاقيات في مأسسة “زواجهم”.

لسنوات، بقيت الميول الجنسيّة لـ”قابس” و”مقبس” ضبابيّة. فرغم شائعات وتلميحات لا تحتمل تأويلها بوجهَين، لم يُعلنا رسميُّا شذوذهما.

مع نشر الأفلام والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الكثيرون بالردّ على “العائلة” الجديدة الشاذّة. وبشكل غير مُفاجئ، وصل الكثير من الردود من “عائلات شاذّة”، تعاني من التمييز من هيئات ومؤسسات مختلِفة في الدولة.

فقد كتب، أحد مؤسسي جمعية “آباء مثليون” التي أقيمت قبل نحو شهر، على صفحته على الفيس بوك: “أرجو أنّ الدولة لم تطلُب من “قابس” و”مقبس” فحص أنسجة للتأكُّد من الأب البيولوجي، لأنه في حالتهما، يبدو الأمر حقًّا بلا لزوم”. وتساءل الكاتب إن كان يمكن انتهاز الحادثة لتغيير تشريعي من أجل “أزواج المثليين”.

اقرأوا المزيد: 355 كلمة
عرض أقل