بعد أسابيع واجه فيها مواطنو القرى التعاونية الواقعة في الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة، وذلك في المنطقة المعروفة بـ “التفافي غزة” حرائق كبيرة بسبب الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المتفجرة التي يطلقها الفلسطينيون من وراء الحدود مع إسرائيل، تنجح مبادرة لأعضاء القرية التعاونية “نير عام” في إثارة جدل ثاقب بين اليمين واليسار في إسرائيل.
يوم الجمعة الماضي، طيّر عشرات الأطفال من هذه القرية التعاونية بالونات باتجاه غزة، تضمنت حلوى رمزا للسلام والتعايش.
حدث ذلك في نهاية الأسبوع الماضي التي شهدت أكثر من 20 حريقا في المنطقة، نتيجة بالونات متفجرة أطلقها الفلسطينيون إضافة إلى الحر الشديد. دعم الكثير من الإسرائيليين المبادرة معربين عن أنها تشكل رسالة تربوية للأطفال – رسالة لا للكراهية والعنف، ولكن كان هناك من هاجم هذه المبادرة بشدة، في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أيضا.
كتب أحد المغردين في تويتر: “لا شك أن مواطني غزة يحتفظون بالحلويات لتوزيعها في العملية القادمة التي سيُقتل فيها الإسرائيليون”. كتب متصفح آخر: “لا يُعقل أن ترسل الحلوى إلى مَن يسعى إلى حرقنا”. كُتِب في موقع الإنترنت المتضامن مع اليمين: “أصبحت القرية التعاونية “نير عام” مثيرة للضحك”، وهاجم برنامج في محطة إذاعة الجيش المبادرة أيضا. ولكن كانت هناك ردود فعل أخرى في النت. فهناك من كان معجبا بمبادرة مواطني القرية التعاونية وعلق على أقوال المنتقدين: “لا يمكن أن ينتقد المواطنون مَن لا يواجه الحرائق يوميا”.
عمل مواطنو القرية التعاونية انطلاقا من الدفاع عن موقفهم وأوضحوا أنه يبعث القوة ويعزز أيدولوجية السلام، وأشاروا إلى أنهم يهدفون إلى غرس الأشجار بدلا من الأشجار التي دمرتها الحرائق قائلين: “هم يحرقون ونحن نزرع”. تجدر الإشارة إلى أن المواطنين في المنطقة يصوتون لأحزاب اليسار والمركز، ويدعم معظم المواطنين التخفيف عن ضائقة مواطني غزة، وحتى منح تصاريح العمل لهم في إسرائيل.