استثمرت المملكة العربية السعودية المال في البرنامج النووي العسكري الباكستاني، وهي تعتقد أنّ بإمكانها إحرازَ سلاح نووي إن أرادت، هكذا نقل بعض المصادر لبرنامج “نيوز نايت” الذي بُثّ أمس، الأربعاء، على شبكة BBC. ووفقًا للتقرير البريطانيّ، يبدو أنّ المملكة السعودية ستنجح في اجتياز العتبة النووية قبل عدوّها اللدود – إيران.
وقال مصدر مسؤول في حلف شمال الأطلسي، على مستوى صانعي القرار، للبرنامج البريطانيّ إنّه وفقًا للمعلومات الاستخبارية التي رآها، فإنّ السلاح النووي الذي أنتجته باكستان من أجل السعودية جاهز للشّحن.
وذكر المصدر أقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، اللواء في الاحتياط عاموس يدلين، في مؤتمر في السويد الشهر الماضي، بأنه إذا صنّعت إيران قنبلة نووية، فإنّ “السعوديين لن ينتظروا شهرًا واحدًا. فقد دفعوا مسبقًا ثمن القنبلة. سيتوجّهون إلى باكستان، ويُحضرون ما يحتاجون إليه”.
يُذكَر أنّ إحدى الذرائع التي تستخدمها إسرائيل ضدّ إيران نووية هي أنّ الأمر سيثير سباق تسلُّح في المنطقة، مما سيدفع المنطقة إلى عدم الاستقرار. ويدّعي محلّلون عسكريون في إسرائيل أنّ السعوديين يتحدثون عن النووي الإيراني بجديّة، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال تساهَل الغرب مع إيران في شأن برنامجها النووي.
وفي عامَ 2009، حذّر الملكُ عبدُ الله المبعوثَ الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، أنه إذا تخطّت إيران عتبة النووي “فنحنُ أيضًا سنحصل على سلاح نووي”.
وقال غاري سامور، الذي كان حتى آذار المنصرم المستشارَ الخاصّ بأوباما لتفكيك السلاح النووي، لـ BBC: “أظنّ أنّ السعوديين مقتنعون بأنّ لديهم تفاهمات مع باكستان، تتيح لهم في أسوأ الأحوال حقّ حيازة سلاح نووي من باكستان”.
ورغم أنّ السعودية وقّعت على المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي، فقد امتلك السعوديون في الثمانينات، بسريّة مُطلقة، عشرات الصواريخ البالستية من الصين. ونشرت السعودية هذه الصواريخ، التي تُعتبَر غير دقيقة كفاية بالنسبة لسلاح تقليديّ، منذ عقدَين.
ورغم ذلك، تنكر السعودية أنها تسعى لامتلاك سلاح نووي، وتدعو مجدّدًا إلى تجريد الشرق الأوسط من سلاح كهذا، مشددةً على إسرائيل.
أمّا من جهة باكستان، فإنّ تسليم سلاح نووي إلى حكومة أجنبية قد يقودها إلى تعقيدات سياسيّة دوليّة خطيرة، من بينها تدهوُر خطير في علاقاتها بالبنك الدولي ودُول مانحة أخرى
ونفى البلّدان، السعودية وباكستان، بشكل مطلَق تقرير BBC، واصفَين إياه بأنه “تخمينات تفتقر إلى أيّ أساس”.