جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

هل لليهود علاقة ببناء أهرامات مصر؟

ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل، ومنها أن بناتها كانوا من اليهود الذين استعبدهم فرعون، وأخرى تشير إلى تدخل مخلوقات فضائية في عملية البناء؟ ما هي الحقيقة وماذا يقول علم الآثار عن هذه المباني؟

02 أبريل 2018 | 17:38

الفيلم الهوليودي، “الخروج.. آلهة وملوك”، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والذي انتج بميزانية ضخمة، يروي قصة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر زمن الفراعنة، ويطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بموطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة التي يوفرها الفيلم، مستندا إلى كتاب التوراة، هي أن بني إسرائيل بنوا الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، فما هي الحقيقة؟

في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.

وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.

مناحيم بيجن والأهرام؟

تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.

أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.

أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.

وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.

فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟

كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.

ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.

الأهرام، مصر
الأهرام، مصر

وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.

وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!

اقرأوا المزيد: 618 كلمة
عرض أقل
اللهول والأهرام المصرية (Heinz-Albers)
اللهول والأهرام المصرية (Heinz-Albers)

الألغاز المصرية التي لا ينجح العلم في فكّها

أبو الهول الذي يؤرخ له المؤرخون فترة تفوق 10.000 سنة، وقبور الفراعنة التي تحلّ لعنتها بكل من يفتحها: مصر القديمة تحوي الكثير من الأمور والنظريات الغامضة التي ينبهر بها العلم

مصر هي إحدى الدول التي ألهبت الأثريين، التاريخيين، العلماء، صانعي الأفلام وكل هواة المغامرات من قديم الزمان. تُشغل المباني القديمة الضخمة، الأسرار المخبأة تحت الأرض، الأغراض الغامضة ووفرة من النظريات عن تقنيات مفقودة وحكمة قديمة، بال أناس كثيرين حتى اليوم، خاصة أن أغلب الأمور ما زالت غير مفسّرة تفسيرًا كافيًا، مؤكدًا، وواضحًا.

في هذه الأيام يحتفل يهود العالم بالفصح، المعروف أيضا بعيد الحرية. حرية بني إسرائيل من عبودية مصر والصعوبات التي أنزلها بهم فرعون كما ذُكر في التوراة، العهد الجديد والقرآن الكريم. يبدو أنه لا وقت أفضل من هذا لنكشف لكم عن بعض الألغاز المصرية القديمة التي لم ينجح العلم في فك رموزها بعد:

الأهرام- من بناها، كيف ولماذا؟

الأهرام، من بناها ؟ (AFP)
الأهرام، من بناها ؟ (AFP)

إحدى الأحجيات الكبرى المتعلقة بمصر هي طريقة بناء الأهرامات؛ إذ، لا يفصّل أي رسم هندسي أصلي كيف بُنيت، وكل تفسير هو تخمين حذر. ويقول بعض الباحثين إنه لا غموضّ يحيط بالأهرام، التي هي مجرد قبور للذكرى، عالية ومصقولة جيدًا، مبنية من حجارة ثقيلة ذات وزن ضخم، بناها ملوك مصر لأنفسهم. لكن هذا الوصف لا يشرح كيف تم الأمر، ويتجاهل الكثير من النظريات، المشكوك بها، التي تبناها الإنسان لتفسير هذه الألغاز.

اعتبرت أهرام الجيزة، الأكبر من بين الأهرامات، التي يصل ارتفاعها إلى 138 مترًا، حتى القرن 19 المبنى الأعلى عالميًّا، وأيضًا الأقدم من بين العجائب السبع، والوحيدة التي بقيت من بينها. وهي كاملة نوعًا ما. حاولنا في المقال الذي نشرناه قبل مدة قصيرة في موقعنا أن نجيب عن السؤال من بنى الأهرام، لكن يبدو أننا لن نتوصل إلى الإجابة المؤكدة أبدًا.

كانت الكلمة “هرم” مصدر التباس كبير. فالكلمة محط جدل، إذ أن النظرية الرائجة هي أنها كلمة مصرية قديمة تسربت لليونانية ومنها إلى سائر لغات العالم. وحقيقة أن ليس لها جذور في لغة أخرى أدى ذلك في الماضي إلى الادعاء أن مصدر الأهرام من عوالم خارجية، أي من كوكب آخر.

حيرة أبو الهول

أبو الهول (AFP)
أبو الهول (AFP)

أبو الهول الكبير في الجيزة، هو تمثال جسمه جسم أسد ورأسه رأس إنسان، وهو المبنى الأكبر في العالم الذي نُحت من صخرة واحدة، وهو مصدر لغز كبير. مثلا، ليس واضحًا من بناه، ومتى، على شكل من بُنيَ وجههه، ولماذا استعمل، ولمَ هو ناقص الأنف؟ رغم أعمال البحث المضنية التي أجريت حول أحد المباني الأقدم والأشهر في العالم، لا يزال يكتنف الغموض الكثير من التفاصيل.

رغم أن الأمر لم يُثبت بعد، فإن التمثال مجهول الهوية ولا توجد عليه أية علامات واضحة حول من بناه ولماذا، والنظرية الأكثر رواجًا هي أن وجه أبي الهول هو ملامح وجه الفرعون خفرع، وأنه هو مَن بناه. تعتمد النظرية فقط على أن أبا الهول موضوع قُبالة هرم هذا الفرعون، الذي عاش بين السنين 2558 حتى 2532 قبل الميلاد. تفترض فرضيات أخرى أن من بنى أبا الهول هو الأخ غير الشقيق لخفرع، الذي بنى أبا الهول ليخلد ذكرى أبيه خوفو، الذي تشبه ملامحه ملامح وجه أبي الهول.

هنالك نظريات أخرى طبعًا فيما يخص تأريخ أبي الهول. فوجد العلماء في أُسسه علامات لتآكل مستمر لحجر الجير الذي صنع منه بسبب الماء. لكن منذ آلافِ السنين التي مضت لم تجر في الصحراء المصرية كمية تكفي من المياه لهذا التآكل، لذا يدّعي البعض أن أبا الهول أقدم مما يُظن، وأن عمره يقارب 10.000 سنة، حين كانت الصحراء سهولا. حسب هذا الزعم، تآكل حجر الجير الضخم من الماء، ومُذّاك صمم المصريون صورة أبي الهول، وفي عصر مصر القديمة تمّ ترميمه.

اللغز الأكبر بخصوص وجه أبي الهول هو عدم وجود أنفه؛ بل وجود وَهْدَة بعرض متر في وجه، طولها 57 مترًا، عرضها 6 أمتار، وارتفاعها حوالي 20 مترًا، في المكان الذي يجب أن يكون فيه الأنف. أثبتت النظرية القائلة إن الأنف قد كُسر ووقع بسبب قذيفة مدفع من جيش نابليون، خطأُها. وذلك بعد أن اكتُشف في رسم لأبي الهول من 1737، قبل مجيء جيش نابليون إلى مصر، أنه كان يظهر بلا أنفه. إحدى النظريات الأخرى أن رئيس فرقة صوفية متشدد، الشيخ الظاهر، هو المسؤول عمّا حدث من تنكيل بأنف أبي الهول وسقوطه؛ بعد أن رأى فلاحين مسلمين محليين يسجدون لأبي الهول.

لعنة الفراعنة

توت عنخ أمون (AFP)
توت عنخ أمون (AFP)

أحد الألغاز الكبيرة لمصر هو التساؤل عن وجود “لعنة الفراعنة”- لعنة قديمة ألقى بها كهان الدين المصري حينَ وضعوا فرعون في قبره، حسبها من يفتح قبر أحد الفراعنة سيصاب بأذى.

سنة 1922، اكتشف الأثريون البريطانيون قبر توت عنخ آمون، وهو فرعون مَلَكَ مصر القديمة بين السنوات 1324 حتى 1333 قبل الميلاد، في وادي الملوك. هذا هو القبر الملكي الوحيد الذي اكتُشف كاملا، وسُرق مرتين فقط قبل إغلاقه، بحيث وُجدت فيه على الرغم من السرقة أغراض وكنوز ثمينة كثيرة. كان هذا قسم من الآثار الباقية الأكثر غرابة التي اكتشِفت من أيام مصر القديمة. لكن حسب إشاعة غير مؤكدة، وُجدت في القبر لوحة محفور عليها تحذير: “سيحلّ الموت بكل من يحاول أن يشوّش سكينة الفرعون”.

التصديق “بلعنة توت عنخ آمون” نشأ بعد سلسلة من الوفيّات غير الطبيعية التي حلّت بكثير ممن فتحوا القبر وكشفوه. هكذا مات جورج هربرت، مموّل البعثة، واللورد كيرنبورن، منشئ البعثة، بعد ذلك بأقل من نصف سنة. حدثت وفيّات غامضة أخرى لأناس لهم علاقة بالاكتشاف الأثري بعد ذلك بسنوات لاحقة، وذكر ما يبلغ 22 وفاة في سبع سنوات. لكنّ التصديق باللعنة ازداد قوة.

طبعًا، ذكرت بعض التفسيرات الممكنة لظاهرة الوفيّات الغامضة: مثلا، تطوّر بعض الجراثيم أو الفطريات القاتلة في القبور الخانقة. طُرحت الفرضية أن فطريات العث وُضعت عمدًا في القبور كي يعاقبوا اللصوص. وأشارت بعض العينات الهوائية التي أخِذت من قبو مغلق من خلال ثقب إلى مستويات عالية من غازات سامة.

بطريقة أو بأخرى، ما زالت النصب التذكارية لمصر القديمة تزوّد وفرة من الأسئلة والألغاز التاريخية الكثيرة، وتتيح أيضًا صناعة الأفلام الخيالية لهوليوود وصناعة السياحة المصرية، لكن إجابات كثيرة لمّا تُجدْ بعد، مما يثبت أن العلم ليس دائمًا قادرًا على تزويد الإجابات القاطعة لتُفسير ظواهر غير بشرية.

اقرأوا المزيد: 874 كلمة
عرض أقل
جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

هل لليهود علاقة ببناء أهرامات مصر؟

ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل، ومنها أن بناتها كانوا من اليهود الذين استعبدهم فرعون، وأخرى تشير إلى تدخل مخلوقات فضائية في عملية البناء؟ ما هي الحقيقة وماذا يقول علم الآثار عن هذه المباني؟

12 أبريل 2017 | 10:31

الفيلم الهوليودي، “الخروج.. آلهة وملوك”، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والذي انتج بميزانية ضخمة، يروي قصة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر زمن الفراعنة، ويطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بموطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة التي يوفرها الفيلم، مستندا إلى كتاب التوراة، هي أن بني إسرائيل بنوا الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، فما هي الحقيقة؟

في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.

وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.

مناحيم بيجن والأهرام؟

تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.

أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.

أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.

وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.

فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟

كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.

ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.

الأهرام، مصر
الأهرام، مصر

وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.

وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!

اقرأوا المزيد: 618 كلمة
عرض أقل
الثلج يغطي المملكة العربية السعودية عام 2013 (AFP)
الثلج يغطي المملكة العربية السعودية عام 2013 (AFP)

يقف الشرق الأوسط أمامَ شتاءٍ جافّ آخر

يُمكن للمياه في الشرق الأوسط أن تُشكّل سلاحا وسببا للمُجابهات. ابتداءً من الظمأ السوريّ ووصولا إلى القحل المصريّ – من المتوقّع أن يكون الشتاء القريب جافّا جداً

مزيج من الظروف الفيزيائيّة من قلّة الغيوم إلى جانب الزيادة الطبيعيّة المرتفعة لعدد السكان، التي تزيد من استخدامِ وتلويث مصادر المياه الحاليّة، حوّل الشرق الأوسط إلى أحد المناطق الأكثر قحلا في العالم، والذي يُعاني من أزمة مياه شبه مُستديمة. لعبت المياه منذ الأزل دورا مركزيّا أيضا في النزاعات بين دول المنطقة، جرى ذلك نظرا لاستنزاف معظم دول المنطقة مواردَ الماء خاصّتها في الكامل، وبالتالي حاجتها لكلّ قطرة ماء إضافيّة متوفّرة.

في إسرائيل أيضا، من المتوقّع أن يكون الشتاء القادم جافّا جدّا. بعد ثلاثِ سنوات من القحط في شمال إسرائيل، وإثرَ تواجد بحيرة طبريا قريبا جدّا من الخطوط الحمراء، فإنّ توقّعات هطول الأمطار في النصف الأوّل من الشتاء لا تبدو مشجّعة على الإطلاق.

وفقا للتوقّعات التي تمّت دراستها في سلطة المياه الإسرائيليّة، فإنّ النصف الأول من الشتاء سيشهد شحّا بكميّة الأمطار التي ستكون أقلّ من معدّل هطولها في السنوات الماضية.

نهر النيل (AFP)
نهر النيل (AFP)

يُمكن أن يؤدي نقص في كمية مياه الأمطار إلى أسوء حالة ركود شهدها مستوى مياه بحيرة طبريا في العقد الأخير، إذ بمقدوره خفضَ مستوى مياه البحيرة ومستوى المياه الجوفيّة أيضا إلى نحو متر حتى متر ونصف تحت الحدود الحمراء.

أدّت في الواقع محطات تحلية المياه التي أقيمت إلى عدم تعلّق إسرائيل تقريبا بمياه الأمطار كمصدر لتوفير مياه الشرب، لكن هناك عدّة سلبيات لهذه المياه المُحلّاة: يكون سعرها أغلى، تتطلّب عمليّة تحلية المياه مصروفَ طاقة هائل، وتفتقر هذه المياه لقسم من المعادن الضرورية لصحة الإنسان. تستدعي قلّة الأمطار أيضا حاجة مُلِحّة لزيادة عمليات الريّ.

المياه: سلاح في الشرق الأوسط

الصحراء العربية (AFP)
الصحراء العربية (AFP)

تُشغل الأزمة الدامية في سوريا، القضية الفلسطينيّة التي لا تنتهي، عدم الاستقرار الأمني، موجة الإرهاب في الشرق الأوسط والمزيد من القضايا على شتّى أنواعها، فِكرَ الدول العربية وسائر دول الشرق الأوسط. وفي الحقيقة فإن النقص الحادّ في موارد الماء يزيد من خطر الوضع القائم، بل وأكثر من ذلك. تمّ في مؤتمر القمّة السنويّ للجامعة العربية (عام 2014) إقرار خطّة استراتيجيّة لتجنّب أزمات مياه يُحتملٌ ظهورها في المستقبل ومنعها، لكن من الواضح أنّ الأزمات متواجدة أصلا في وقتنا هذا، والأيام هي فقط مَن بمقدورها الكشفَ ما إذا ستقوم الجامعة العربيّة، التي تتخذ قرارات أكثر مما تُنفّذها على أرض الواقع، بجَلبِ الخلاص للمنطقة.

يواجه عدد من الدول العربية، صعوبات في مُعالجة أزمة نقص الماء وإيجاد حلول لها. إذ نشرت منظمة الـ UNDP، التابعة للأمم المتّحدة والتي تتابع الموضوع عن كثب، في أحد تقاريرها الأخيرة أنّ المنطقة العربيّة في حاجة إلى استثمار 200 مليار دولار في غضون عشرِ سنوات كيْ تقدر أن تتعامل معَ أزمة المياه هذه وأن تحلّها، خاصّة أنّه وفقا للتكهّنات فإنّه في عام 2050 سيصل عدد سكان الشرق الأوسط إلى 634 مليون نسمة – ارتفاع بنحو 360 مليون نسمة.

إحدى المشاكل المتواجدة في هذا السياق هو أنّ الدول العربيّة تُشاطِر مصادر مياهها السطحيّة، كنهر الفرات ونهر النيل، مع دول مجاورة ليست عربيّة، الأمر الذي بمقدوره أن يَشكّل خطرا على إمدادات المياه وتوفيرها. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تغيّر مُستقبليّ في المناخ المحليّ للمنطقة جدير بإحداث تصحّر وإضرار بتوفير موارد الطعام في المنطقة، ما قد يؤدي إلى زعزعة ثبات الأنظمة غيرَ المستقرّة أصلا، حتى وبإمكانه أن يؤدّي إلى هجرة السكان المحليّين وخَلقِ أرضٍ خصبة لصراعات نحن في غنى عنها.

اقرأوا المزيد: 486 كلمة
عرض أقل
الأهرام المصرية (AFP)
الأهرام المصرية (AFP)

الألغاز المصرية التي لا ينجح العلم في فكّها

أبو الهول الذي يؤرخ له المؤرخون فترة تفوق 10.000 سنة، قبور الفراعنة التي تحلّ لعنتها بكل من يفتحها: مصر القديمة تحوي الكثير من الأمور والنظريات الغامضة التي ينبهر بها العلم

مصر هي إحدى الدول التي ألهبت الأثريين، التاريخيين، العلماء، صانعي الأفلام وكل هواة المغامرات من قديم الزمان. تُشغل المباني القديمة الضخمة، الأسرار المخبأة تحت الأرض، الأغراض الغامضة ووفرة من النظريات عن تقنيات مفقودة وحكمة قديمة، بال أناس كثيرين حتى اليوم، خاصة أن أغلب الأمور ما زالت غير مفسّرة تفسيرًا كافيًا، مؤكدًا، وواضحًا.

في هذه الأيام يحتفل يهود العالم بالفصح، المعروف أيضا بعيد الحرية. حرية بني إسرائيل من عبودية مصر والصعوبات التي أنزلها بهم فرعون كما ذُكر في التوراة، العهد الجديد والقرآن الكريم. يبدو أنه لا وقت أفضل من هذا لنكشف لكم عن بعض الألغاز المصرية القديمة التي لم ينجح العلم في فك رموزها بعد:

الأهرام- من بناها، كيف ولماذا؟

الأهرام، من بناها ؟ (AFP)
الأهرام، من بناها ؟ (AFP)

إحدى الأحجيات الكبرى المتعلقة بمصر هي طريقة بناء الأهرامات؛ إذ، لا يفصّل أي رسم هندسي أصلي كيف بُنيت، وكل تفسير هو تخمين حذر. ويقول بعض الباحثين إنه لا غموضّ يحيط بالأهرام، التي هي مجرد قبور للذكرى، عالية ومصقولة جيدًا، مبنية من حجارة ثقيلة ذات وزن ضخم، بناها ملوك مصر لأنفسهم. لكن هذا الوصف لا يشرح كيف تم الأمر، ويتجاهل الكثير من النظريات، المشكوك بها، التي تبناها الإنسان لتفسير هذه الألغاز.

اعتبرت أهرام الجيزة، الأكبر من بين الأهرامات، التي يصل ارتفاعها إلى 138 مترًا، حتى القرن 19 المبنى الأعلى عالميًّا، وأيضًا الأقدم من بين العجائب السبع، والوحيدة التي بقيت من بينها. وهي كاملة نوعًا ما. حاولنا في المقال الذي نشرناه قبل مدة قصيرة في موقعنا أن نجيب عن السؤال من بنى الأهرام، لكن يبدو أننا لن نتوصل إلى الإجابة المؤكدة أبدًا.

كانت الكلمة “هرم” مصدر التباس كبير. فالكلمة محط جدل، إذ أن النظرية الرائجة هي أنها كلمة مصرية قديمة تسربت لليونانية ومنها إلى سائر لغات العالم. وحقيقة أن ليس لها جذور في لغة أخرى أدى ذلك في الماضي إلى الادعاء أن مصدر الأهرام من عوالم خارجية، أي من كوكب آخر.

حيرة أبو الهول

أبو الهول (AFP)
أبو الهول (AFP)

أبو الهول الكبير في الجيزة، هو تمثال جسمه جسم أسد ورأسه رأس إنسان، وهو المبنى الأكبر في العالم الذي نُحت من صخرة واحدة، وهو مصدر لغز كبير. مثلا، ليس واضحًا من بناه، ومتى، على شكل من بُنيَ وجههه، ولماذا استعمل، ولمَ هو ناقص الأنف؟ رغم أعمال البحث المضنية التي أجريت حول أحد المباني الأقدم والأشهر في العالم، لا يزال يكتنف الغموض الكثير من التفاصيل.

رغم أن الأمر لم يُثبت بعد، فإن التمثال مجهول الهوية ولا توجد عليه أية علامات واضحة حول من بناه ولماذا، والنظرية الأكثر رواجًا هي أن وجه أبي الهول هو ملامح وجه الفرعون خفرع، وأنه هو مَن بناه. تعتمد النظرية فقط على أن أبا الهول موضوع قُبالة هرم هذا الفرعون، الذي عاش بين السنين 2558 حتى 2532 قبل الميلاد. تفترض فرضيات أخرى أن من بنى أبا الهول هو الأخ غير الشقيق لخفرع، الذي بنى أبا الهول ليخلد ذكرى أبيه خوفو، الذي تشبه ملامحه ملامح وجه أبي الهول.

هنالك نظريات أخرى طبعًا فيما يخص تأريخ أبي الهول. فوجد العلماء في أُسسه علامات لتآكل مستمر لحجر الجير الذي صنع منه بسبب الماء. لكن منذ آلافِ السنين التي مضت لم تجر في الصحراء المصرية كمية تكفي من المياه لهذا التآكل، لذا يدّعي البعض أن أبا الهول أقدم مما يُظن، وأن عمره يقارب 10.000 سنة، حين كانت الصحراء سهولا. حسب هذا الزعم، تآكل حجر الجير الضخم من الماء، ومُذّاك صمم المصريون صورة أبي الهول، وفي عصر مصر القديمة تمّ ترميمه.

اللغز الأكبر بخصوص وجه أبي الهول هو عدم وجود أنفه؛ بل وجود وَهْدَة بعرض متر في وجه، طولها 57 مترًا، عرضها 6 أمتار، وارتفاعها حوالي 20 مترًا، في المكان الذي يجب أن يكون فيه الأنف. أثبتت النظرية القائلة إن الأنف قد كُسر ووقع بسبب قذيفة مدفع من جيش نابليون، خطأُها. وذلك بعد أن اكتُشف في رسم لأبي الهول من 1737، قبل مجيء جيش نابليون إلى مصر، أنه كان يظهر بلا أنفه. إحدى النظريات الأخرى أن رئيس فرقة صوفية متشدد، الشيخ الظاهر، هو المسؤول عمّا حدث من تنكيل بأنف أبي الهول وسقوطه؛ بعد أن رأى فلاحين مسلمين محليين يسجدون لأبي الهول.

لعنة الفراعنة

توت عنخ أمون (AFP)
توت عنخ أمون (AFP)

أحد الألغاز الكبيرة لمصر هو التساؤل عن وجود “لعنة الفراعنة”- لعنة قديمة ألقى بها كهان الدين المصري حينَ وضعوا فرعون في قبره، حسبها من يفتح قبر أحد الفراعنة سيصاب بأذى.

سنة 1922، اكتشف الأثريون البريطانيون قبر توت عنخ آمون، وهو فرعون مَلَكَ مصر القديمة بين السنوات 1324 حتى 1333 قبل الميلاد، في وادي الملوك. هذا هو القبر الملكي الوحيد الذي اكتُشف كاملا، وسُرق مرتين فقط قبل إغلاقه، بحيث وُجدت فيه على الرغم من السرقة أغراض وكنوز ثمينة كثيرة. كان هذا قسم من الآثار الباقية الأكثر غرابة التي اكتشِفت من أيام مصر القديمة. لكن حسب إشاعة غير مؤكدة، وُجدت في القبر لوحة محفور عليها تحذير: “سيحلّ الموت بكل من يحاول أن يشوّش سكينة الفرعون”.

التصديق “بلعنة توت عنخ آمون” نشأ بعد سلسلة من الوفيّات غير الطبيعية التي حلّت بكثير ممن فتحوا القبر وكشفوه. هكذا مات جورج هربرت، مموّل البعثة، واللورد كيرنبورن، منشئ البعثة، بعد ذلك بأقل من نصف سنة. حدثت وفيّات غامضة أخرى لأناس لهم علاقة بالاكتشاف الأثري بعد ذلك بسنوات لاحقة، وذكر ما يبلغ 22 وفاة في سبع سنوات. لكنّ التصديق باللعنة ازداد قوة.

طبعًا، ذكرت بعض التفسيرات الممكنة لظاهرة الوفيّات الغامضة: مثلا، تطوّر بعض الجراثيم أو الفطريات القاتلة في القبور الخانقة. طُرحت الفرضية أن فطريات العث وُضعت عمدًا في القبور كي يعاقبوا اللصوص. وأشارت بعض العينات الهوائية التي أخِذت من قبو مغلق من خلال ثقب إلى مستويات عالية من غازات سامة.

بطريقة أو بأخرى، ما زالت النصب التذكارية لمصر القديمة تزوّد وفرة من الأسئلة والألغاز التاريخية الكثيرة، وتتيح أيضًا صناعة الأفلام الخيالية لهوليوود وصناعة السياحة المصرية، لكن إجابات كثيرة لمّا تُجدْ بعد، مما يثبت أن العلم ليس دائمًا قادرًا على تزويد الإجابات القاطعة لتُفسير ظواهر غير بشرية.

اقرأوا المزيد: 874 كلمة
عرض أقل
أبو الهول (AFP)
أبو الهول (AFP)

الألغاز المصرية التي لا ينجح العلم في فكّها

أبو الهول الذي يؤرخ له المؤرخون فترة تفوق 10.000 سنة، قبور الفراعنة التي تحلّ لعنتها بكل من يفتحها: مصر القديمة تحوي الكثير من الأمور والنظريات الغامضة التي ينبهر بها العلم

مصر هي إحدى الدول التي ألهبت الأثريين، التاريخيين، العلماء، صانعي الأفلام وكل هواة المغامرات من قديم الزمان. تُشغل المباني القديمة الضخمة، الأسرار المخبأة تحت الأرض، الأغراض الغامضة ووفرة من النظريات عن تقنيات مفقودة وحكمة قديمة، بال أناس كثيرين حتى اليوم، خاصة أن أغلب الأمور ما زالت غير مفسّرة تفسيرًا كافيًا، مؤكدًا، وواضحًا.

في هذه الأيام يحتفل يهود العالم بالفصح، المعروف أيضا بعيد الحرية. حرية بني إسرائيل من عبودية مصر والصعوبات التي أنزلها بهم فرعون كما ذُكر في التوراة، العهد الجديد والقرآن الكريم. يبدو أنه لا وقت أفضل من هذا لنكشف لكم عن بعض الألغاز المصرية القديمة التي لم ينجح العلم في فك رموزها بعد:

الأهرام- من بناها، كيف ولماذا؟

الأهرام، مصر
الأهرام، مصر

إحدى الأحجيات الكبرى المتعلقة بمصر هي طريقة بناء الأهرامات؛ إذ، لا يفصّل أي رسم هندسي أصلي كيف بُنيت، وكل تفسير هو تخمين حذر. ويقول بعض الباحثين إنه لا غموضّ يحيط بالأهرام، التي هي مجرد قبور للذكرى، عالية ومصقولة جيدًا، مبنية من حجارة ثقيلة ذات وزن ضخم، بناها ملوك مصر لأنفسهم. لكن هذا الوصف لا يشرح كيف تم الأمر، ويتجاهل الكثير من النظريات، المشكوك بها، التي تبناها الإنسان لتفسير هذه الألغاز.

اعتبرت أهرام الجيزة، الأكبر من بين الأهرامات، التي يصل ارتفاعها إلى 138 مترًا، حتى القرن 19 المبنى الأعلى عالميًّا، وأيضًا الأقدم من بين العجائب السبع، والوحيدة التي بقيت من بينها. وهي كاملة نوعًا ما. حاولنا في المقال الذي نشرناه قبل مدة قصيرة في موقعنا أن نجيب عن السؤال من بنى الأهرام، لكن يبدو أننا لن نتوصل إلى الإجابة المؤكدة أبدًا.

كانت الكلمة “هرم” مصدر التباس كبير. فالكلمة محط جدل، إذ أن النظرية الرائجة هي أنها كلمة مصرية قديمة تسربت لليونانية ومنها إلى سائر لغات العالم. وحقيقة أن ليس لها جذور في لغة أخرى أدى ذلك في الماضي إلى الادعاء أن مصدر الأهرام من عوالم خارجية، أي من كوكب آخر.

حيرة ابو الهول

أبو الهول (AFP)
أبو الهول (AFP)

أبو الهول الكبير في الجيزة، هو تمثال جسمه جسم أسد ورأسه رأس إنسان، وهو المبنى الأكبر في العالم الذي نُحت من صخرة واحدة، وهو مصدر لغز كبير. مثلا، ليس واضحًا من بناه، ومتى، على شكل من بُنيَ وجههه، ولماذا استعمل، ولمَ هو ناقص الأنف؟ رغم أعمال البحث المضنية التي أجريت حول أحد المباني الأقدم والأشهر في العالم، لا يزال يكتنف الغموض الكثير من التفاصيل.

رغم أن الأمر لم يُثبت بعد، فإن التمثال مجهول الهوية ولا توجد عليه أية علامات واضحة حول من بناه ولماذا، والنظرية الأكثر رواجًا هي أن وجه أبي الهول هو ملامح وجه الفرعون خفرع، وأنه هو مَن بناه. تعتمد النظرية فقط على أن أبا الهول موضوع قُبالة هرم هذا الفرعون، الذي عاش بين السنين 2558 حتى 2532 قبل الميلاد. تفترض فرضيات أخرى أن من بنى أبا الهول هو الأخ غير الشقيق لخفرع، الذي بنى أبا الهول ليخلد ذكرى أبيه خوفو، الذي تشبه ملامحه ملامح وجه أبي الهول.

هنالك نظريات أخرى طبعًا فيما يخص تأريخ أبي الهول. فوجد العلماء في أُسسه علامات لتآكل مستمر لحجر الجير الذي صنع منه بسبب الماء. لكن منذ آلافِ السنين التي مضت لم تجر في الصحراء المصرية كمية تكفي من المياه لهذا التآكل، لذا يدّعي البعض أن أبا الهول أقدم مما يُظن، وأن عمره يقارب 10.000 سنة، حين كانت الصحراء سهولا. حسب هذا الزعم، تآكل حجر الجير الضخم من الماء، ومُذّاك صمم المصريون صورة أبي الهول، وفي عصر مصر القديمة تمّ ترميمه.

اللغز الأكبر بخصوص وجه أبي الهول هو عدم وجود أنفه؛ بل وجود وَهْدَة بعرض متر في وجه، طولها 57 مترًا، عرضها 6 أمتار، وارتفاعها حوالي 20 مترًا، في المكان الذي يجب أن يكون فيه الأنف. أثبتت النظرية القائلة إن الأنف قد كُسر ووقع بسبب قذيفة مدفع من جيش نابليون، خطأُها. وذلك بعد أن اكتُشف في رسم لأبي الهول من 1737، قبل مجيء جيش نابليون إلى مصر، أنه كان يظهر بلا أنفه. إحدى النظريات الأخرى أن رئيس فرقة صوفية متشدد، الشيخ الظاهر، هو المسؤول عمّا حدث من تنكيل بأنف أبي الهول وسقوطه؛ بعد أن رأى فلاحين مسلمين محليين يسجدون لأبي الهول.

لعنة الفراعنة

توت عنخ آمون (AFP)
توت عنخ آمون (AFP)

أحد الألغاز الكبيرة لمصر هو التساؤل عن وجود “لعنة الفراعنة”- لعنة قديمة ألقى بها كهان الدين المصري حينَ وضعوا فرعون في قبره، حسبها من يفتح قبر أحد الفراعنة سيصاب بأذى.

سنة 1922، اكتشف الأثريون البريطانيون قبر توت عنخ آمون، وهو فرعون مَلَكَ مصر القديمة بين السنوات 1324 حتى 1333 قبل الميلاد، في وادي الملوك. هذا هو القبر الملكي الوحيد الذي اكتُشف كاملا، وسُرق مرتين فقط قبل إغلاقه، بحيث وُجدت فيه على الرغم من السرقة أغراض وكنوز ثمينة كثيرة. كان هذا قسم من الآثار الباقية الأكثر غرابة التي اكتشِفت من أيام مصر القديمة. لكن حسب إشاعة غير مؤكدة، وُجدت في القبر لوحة محفور عليها تحذير: “سيحلّ الموت بكل من يحاول أن يشوّش سكينة الفرعون”.

التصديق “بلعنة توت عنخ آمون” نشأ بعد سلسلة من الوفيّات غير الطبيعية التي حلّت بكثير ممن فتحوا القبر وكشفوه. هكذا مات جورج هربرت، مموّل البعثة، واللورد كيرنبورن، منشئ البعثة، بعد ذلك بأقل من نصف سنة. حدثت وفيّات غامضة أخرى لأناس لهم علاقة بالاكتشاف الأثري بعد ذلك بسنوات لاحقة، وذكر ما يبلغ 22 وفاة في سبع سنوات. لكنّ التصديق باللعنة ازداد قوة.

طبعًا، ذكرت بعض التفسيرات الممكنة لظاهرة الوفيّات الغامضة: مثلا، تطوّر بعض الجراثيم أو الفطريات القاتلة في القبور الخانقة. طُرحت الفرضية أن فطريات العث وُضعت عمدًا في القبور كي يعاقبوا اللصوص. وأشارت بعض العينات الهوائية التي أخِذت من قبو مغلق من خلال ثقب إلى مستويات عالية من غازات سامة.

بطريقة أو بأخرى، ما زالت النصب التذكارية لمصر القديمة تزوّد وفرة من الأسئلة والألغاز التاريخية الكثيرة، وتتيح أيضًا صناعة الأفلام الخيالية لهوليوود وصناعة السياحة المصرية، لكن إجابات كثيرة لمّا تُجدْ بعد، مما يثبت أن العلم ليس دائمًا قادرًا على تزويد الإجابات القاطعة لتُفسير ظواهر غير بشرية.

اقرأوا المزيد: 874 كلمة
عرض أقل
الأهرام المصرية خلال عرض فني بحضور مسؤولين مصريين وصينيين كبار (Wissam Nassar/Flash90)
الأهرام المصرية خلال عرض فني بحضور مسؤولين مصريين وصينيين كبار (Wissam Nassar/Flash90)

هل اليهود هم من بنوا الأهرام في مصر؟

ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل. فهل بناها عبيد؟ أم إنه عمل لا يمكن سوى لمخلوقاتٍ فضائية إتمامه؟ لحسن الحظ، وجد علم الآثار إجابات يقبلها المنطق

28 ديسمبر 2014 | 11:57

الفيلم الهوليودي الجديد، “الخروج.. آلهة وملوك”، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والذي انتج بميزانية ضخمة، يروي قصة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر زمن الفراعنة، ويطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بموطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة التي يوفرها الفيلم، مستندا إلى كتاب التوراة، هي أن بني إسرائيل بنوا الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، فما هي الحقيقة؟

في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.

وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.

رجل أمن مصري في موقع الأهرام (AFP)
رجل أمن مصري في موقع الأهرام (AFP)

مناحيم بيجن والأهرام؟

تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.

أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.

ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.

وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.

فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟

كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.

ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.

الأهرام، مصر
الأهرام، مصر

وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.

وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!

اقرأوا المزيد: 619 كلمة
عرض أقل
كنيس عدلي أو  أو شعار هاشامايم في القاهرة (SAMIR RAAFAT / AFP)
كنيس عدلي أو أو شعار هاشامايم في القاهرة (SAMIR RAAFAT / AFP)

يهود النيل – من فرعون إلى عبد الناصر

في العصور السالفة، استقرّ الحُكماء اليهود في الإسكندرية ونشروا حكمتهم للعالم. حتّى القرن العشرين، لم تكُن الصهيونية والوطنيّة المصرية متناقضتَين. لكن اليوم، تكاد جالية يهود مصر تكون غير موجودة

لم تكن الجالية اليهودية في مصر يومًا أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط، ولا أبرز جالية. فالجاليات العراقية، الشاميّة، اليمنيّة، والإفريقية الشمالية كانت أبرز بشكلٍ عامّ. لكن منذ فجر التاريخ، نسج اليهود علاقات خاصّة مع مصر، لم تتوقّف يومًا. فمنذ ذهاب إبراهيم الخليل ويعقوب إلى مصر في أزمنة الكتاب المقدّس، وجد الكثير من اليهود ملجأً في بلاد النيل.

شعب مُقاتِلين وحُكماء

ثمة شهادات قديمة على أنّ مقاتِلين يهودًا مأجورين كانوا يعيشون في جزيرة إلفنتين على حدود مصر الجنوبيّة، إذ كانوا مؤتَمَنين على حراسة الحدود من الغزاة القادمين من الصحراء، الذين تعاونوا مع المملكة الفارسيّة. حتّى إنّ أولئك اليهود أنشأوا معبَدًا فاخرًا جدًّا، كان مركزًا للنزاع مع جيرانهم غير اليهود. كذلك، استخدم الملك بطليموس الأول المقاتِلين اليهود بشكلٍ كبير لحماية مملكته.‎

في الحقبة الهلينستية، التي ازدهرت فيها مدينة الإسكندرية وأضحت مركزًا عالميًّا للحكمة، الفلسفة، الهندسة، والعمران، لم تتضرّر مكانة اليهود. ففي القرن الثالث قبل الميلاد، وضع حُكماء يهود من الإسكندرية الترجمة الأولى للأسفار المقدّسة العبرانيّة إلى لغة أجنبية، التي دُعيت “الترجمة السبعينية”، لأنّ 72 من الحكماء اليهود عملوا على الترجمة إلى اليونانيّة وفق التقليد. بعد ذلك بسنوات، ظهر في الإسكندرية فيلَسوف يهودي شهير آخَر، هو فيلون السكندري، الذي كان يطمح إلى أن يُظهر أنّ اليهودية دين يمكنه أن يندمج مع مبادئ الفلسفة اليونانيّة، ولا يناقضها.

بطليموس الثاني ومترجمو السبعينية، رسم من عام 1672
بطليموس الثاني ومترجمو السبعينية، رسم من عام 1672

في الحقبة الرومانية أيضًا، واصل اليهود الازدهار، لكنّ تمرّدهم على الحُكم الروماني عام 115 للميلاد كان ذا عواقب وخيمة عليهم. فقد كان يهود الإسكندرية عاملًا رئيسيًّا في الصراع ضدّ الرومان، الذي بدا في البداية انتصارًا كبيرًا على الإمبراطورية. لكن الإمبراطور تراجان أرسل قوّات عسكريّة كبيرة أدّت إلى انتهاء ثورة اليهود بإبادة 90% من يهود مصر، وتدمير المجمع اليهودي الفاخر في الإسكندرية. ولم تبدأ مكانة اليهود بالتعافي إلّا مع صعود الإسلام، إذ حظوا، كباقي يهود العالم الإسلاميّ بمكانة “أهل الذمّة”.

رغم أنّ تعامُل السلطات الإسلاميّة كان يتغيّر مع السنين، ورغم العبء الماديّ المتمثل في الضرائب والجزية، تمتّع يهود مصر باستقلال شبه تامّ. في القرن السابع للميلاد، ازدهر في مصر اليهود القرّاؤون، وهم فرع خاصّ من اليهودي لا يعترفون بأيّ من “الكتابات الدينيّة” عدا التوراة نفسها. ولا تزال هذه الجماعة، الموجودة في صراع طويل الأمد مع باقي الطوائف اليهودية، قائمةً في إسرائيل إلى اليوم.

حين بلَغ عظيمُ اليهود القاهرة

موسى بن ميمون
موسى بن ميمون

في أواخر القرن الثاني عشر للميلاد، وصلَ مصرَ رجلٌ يُعتبَر أحد أحكم اليهود وأفضلهم في التاريخ، وهو موسى بن ميمون. كان ابنُ ميمون، الذي وُلد في الأندلس، وانتقل جرّاء ضائقة اقتصاديّة إلى المغرب، في طريقه إلى الشرق الأوسط، رجل دين، فيلَسوفًا، عالمًا، وطبيبًا. وبالتوازي مع كونه رئيس الجالية اليهودية في مصر، كان ابن ميمون أيضًا طبيب الملك الأفضل بن صلاح الدين. قضى موسى بن ميمون وقتًا طويلًا في البلاط الملكيّ في القاهرة، لكنه استمرّ في تكريس قسمٍ كبير من عمله للفتاوى الدينية لليهود.

جعلت الخبرة المنوّعة، التي شملت كتب الفلسفة والعلوم اليونانيّة، إلى جانب الاطّلاع الكامل على الأدب الدينيّ السابق له، ابن ميمون اسمًا يبعث على الفخر لدى كلّ يهودي إلى يومنا هذا. في القاهرة، خَطَّ كتابه الشهير دلالة الحائرين، الذي يُرشِد اليهودي الحائر الذي لا ينجح في التوفيق بين مبادئ دينه وبين العلم والفلسفة، واستخدم فيه ابن ميمون مبادئ مدرسة “الكلام” الإسلاميّة. ويُعتبَر الكتاب مُؤَلَّفًا نموذجيًّا.

أيّام الازدهار

في عصر المماليك، كان وضع اليهود حرِجًا جدًّا. فقد جعل التعصُّب الديني ضدّ جميع الطوائف غير المسلمة، الذي كان موجَّهًا بشكل خاصّ ضدّ الطوائف المسيحية، اليهود يدفعون ثمنًا باهظًا. أمّا مع صعود الإمبراطورية العثمانية، فقد تحسَّن وضع اليهود نوعًا ما، لكنّه ظلّ متقلّبًا. وأدّت المجازِر المُرتكَبة ضدّ الجالية اليهودية إلى تقلُّص عدد اليهود بشكل ملحوظ في القاهرة والإسكندرية في القرون التي تلَت. ولكن مع تولّي محمد علي باشا السلطة، عاد وضع اليهود إلى التحسُّن.

حين بدأت تُثار مسألة شقّ قناة السويس في القرن التاسع عشر، تحسّن وضع اليهود أكثر أيضًا. فقد امتلأت القاهرة بمندوبين وذوي مصالح بريطانيين، فرنسيين، وألمان، وساعدت المبادرةُ الاقتصاديةُ اليهودَ على انتهاز تلك العلاقات لإقامة علاقات تجاريّة جيّدة.

في مطلع القرن العشرين، بلغت جالية يهود مصر الذروة، وتكوّنت ليس من يهودٍ عاشوا في مصر طوال قرون فحسب، بل أيضًا من مُهاجِرين يهود أتَوا من جميع أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا. وأتى إلى مصر أيضًا يهودٌ من أصول بولندية وروسيّة بسبب التعامُل السيء مع اليهود في أوروبا الشرقية. أدّى هذا إلى جعل يهود مصر ينطقون بلُغاتٍ مختلفة. فالمخضرَمون تحدّثوا باللهجة العربية المصرية، فيما المُهاجرون المتحدّرون من المطرودين من إسبانيا تحدّثوا الإسبانية – اليهودية، التركية، اليونانيّة، والإيطاليّة، أمّا الأوروبيون الشرقيون فكانوا ناطقين بالروسية، البولندية، ولهجات من الألمانية – اليهوديّة. في الواقع، كانت الجالية المصرية في ذلك الحين أشبه بقوس قزح.

جوقة يهودية في الإسكندرية
جوقة يهودية في الإسكندرية

في القاهرة والإسكندرية، كانت ثمة مدارِس يهودية درّست مختلف اللغات والحضارات الأوروبية، التي اختارها والِدو التلاميذ. كما أنشأت الجالية اليهودية مستشفَيات في القاهرة والإسكندريّة، مؤسسات للمُسنّين، ومؤسسات صَدَقة وثقافة مختلفة، بما فيها مسرح جماهيريّ.

الدمج بين الصهيونيّة والوطنيّة المصريّة

بلغت الصحافة اليهودية في مصر ذروتَها في القرن العِشرين. فقد عمل نحو 90 صحيفة يهودية في مصر بدءًا من نهاية القرن التاسع عشر، حتّى مغادرة معظَم اليهود إلى إسرائيل. إحدى أشهر الصحف، التي كانت تصدُر في العشرينات، كانت صحيفة “إسرائيل”، التي نُشرت بالعربية، الفرنسيّة، والعبرانيّة. أنشأ الصحيفةَ د. ألبرت موصيري، أحد أعيان الجالية اليهودية. كان موصيري وطنيًّا مصريًّا، ولكنه دعم الصهيونيّة أيضًا. وهو لم يجِد أيّ تناقض بين الصهيونية وبين القوميّة العربية، بل ظنّ أنّ الدولة اليهودية يمكن أن تُقام في قلب الشرق الأوسط.

في تلك السنوات، بدأت الفكرة الصهيونية تنمو لدى يهود مصر. بدأ عدد أكبر فأكبر من شبّان مصر ينتمون إلى حرَكات شبابيّة صهيونية، فيما تبرّع أثرياء الجالية اليهودية بالمال لشراء أراضٍ للمستوطَنات اليهودية في فلسطين. ولدى صدور وعد بلفور عام 1917، عبّر يهود القاهرة والإسكندريّة عن فرحهم علنًا.

النشرة العربية لصحيفة "إسرائيل" المصرية
النشرة العربية لصحيفة “إسرائيل” المصرية

لكن في الثلاثينات، تزايدت الدعاية النازية والفاشيّة بين المصريّين، ما أدى إلى تدهوُر أوضاع اليهود. أدّى العداء لليهود في نهاية المطاف إلى إغلاق صحيفة “إسرائيل”. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وازدياد الحديث عن الحاجة إلى دولة يهودية، تزايد السخط العربيّ والمصريّ على اليهود.

أيّام العِداء

في جلسةٍ للأمم المتحدة سبقت الإعلان عن إقامة دولة يهودية، في تشرين الثاني 1947، حذّر سفير مصر، يوسف هيكل باشا: “يعيش مليون يهودي بسلام في مصر وباقي الدول الإسلامية، ويتمتّعون بجميع حقوق المواطِنين. وهم بالتأكيد لا يرغبون في الهجرة إلى فلسطين. لكن إذا أُقيمت دولة يهودية، فليس في وسع أحدٍ أن يمنع الكوارث. ستندلع اضطرابات في فلسطين، تمتدّ إلى جميع الدول العربية، وتؤدي ربما إلى حرب عرقيّة … إذا قرّرت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، فإنها ستتحمّل مسؤولية الكوارث الخطيرة جدًّا وقتل عددٍ كبير من اليهود”.

لكنّ قرار إنشاء دولة يهودية اتُّخذ في الأمم المتحدة، وقرّرت مصر إرسال جيشها لنصرة فلسطين وتدمير الكيان الصهيوني. ولم يُؤدِّ الإخفاق المصري والانتصار الإسرائيلي عام 1948 سوى إلى تحوُّل التعامُل مع اليهود إلى أكثر سوءًا. فاعتُقل عددٌ كبير منهم، وصودرت ممتلكاتُهم.

بين حزيران وتشرين الثاني عام 1948، شرعَت الحكومة المصرية والجماهير في مصر في ممارسة العنف والاضطهاد ضدّ اليهود. في الحيّ اليهودي، أُلقيت قنابل، تسبّبت بوفاة 70 يهوديًّا وإصابة نحو 200 آخَرين، فيما أدّت اضطرابات أخرى في أرجاء مصر إلى مقتل وإصابة مئات آخَرين من اليهود. كما اعتُقل ألفا يهودي، وصودرت ممتلكات آخَرين.

كنيس بن عزرا في منطقة الفسطاط (Roland Unger)
كنيس بن عزرا في منطقة الفسطاط (Roland Unger)

في 30 أيار 1948، أعلنت الحكومة المصرية عن نيّتها مصادرة ممتلكات أيّ مواطن، في حال ثبت أنّ نشاطه يشكّل خطرًا على أمن الدولة. فانتقلت ملكيّة نحو 70 شركة ومصلحة يهودية إلى الحكومة المصرية. دفع ذلك يهودًا كثيرين إلى اجتياز الحدود، ليقيموا في إسرائيل. فغادر نحو 30 ألف يهودي القاهرة، ووصل نصفهم إلى إسرائيل.

تزايدت النزعة مع ارتقاء جمال عبد الناصر السُّلطة. فهزيمتا مصر أمام إسرائيل عامَي 1956 و1967 جعلتا مصريين عديدين يصبّون جام غضبهم على اليهود القليلين الباقين. أدرك معظم اليهود عام 1956 أنّ مصر لم تعُد ملجأً آمنًا بالنسبة لهم، فهاجروا إلى إسرائيل أو إلى دُول أخرى. صادرت الحكومة جميع ممتلكات اليهود الذين غادروا مصر، واضطُرّوا إلى التوقيع على تعهُّد بأنه لا يمكنهم مطالبة مصر بأيّ شيء أو العودة إليها مطلقًا. حتّى عام 1957، هبط عدد يهود مصر، الذي بلغ نحو 80 ألفًا في مطلع القرن، إلى مُجرَّد 15 ألفًا.‎ ‎

أمّا اليوم فلم يبقَ في مصر سوى بضع عشراتٍ من اليهود، يعيش معظمُهم في الإسكندرية. أدرك يهود مصر أنّ الأيّام التي كان يمكن فيها لليهود في مصر أن يرَوا أنفسهم وطنيّين مصريّين وصهيونيّين على حدٍّ سواء ولَّت، وأنه أصبح عليهم أن يختاروا بين الكون مصريين والكون صهيونيين. كانت تلك النهايةَ الحزينة لقصّة جالية عظيمة، كان يمكنها لولا الظروف السياسية أن تواصل النمو والازدهار داخل مصر، إلى جانب دولة إسرائيل، حتّى يومِنا هذا.

اقرأوا المزيد: 1292 كلمة
عرض أقل
أبو الهول وخفرع في الجيزة (AFP)
أبو الهول وخفرع في الجيزة (AFP)

مَن بنى الأهرام حقًّا؟

ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل. فهل بناها عبيد؟ أم إنه عمل لا يمكن سوى لمخلوقاتٍ فضائية إتمامه؟ لسعادتنا، وجد علم الآثار إجابات يقبلها المنطق

15 أبريل 2014 | 09:28

في عيد الفصح، العيد اليهوديّ المبنيّ على قصّة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر، يُطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بمصر، موطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة المنتشرة في إسرائيل والعالم هي أسطورة بناء بني إسرائيل الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد.

في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.

وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.

الأهرام المصرية خلال عرض فني بحضور مسؤولين مصريين وصينيين كبار (Wissam Nassar/Flash90)
الأهرام المصرية خلال عرض فني بحضور مسؤولين مصريين وصينيين كبار (Wissam Nassar/Flash90)

مناحيم بيجن والأهرام؟

تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.

أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.

ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.

وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.

فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟

كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.

ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.

الأهرامات المصرية (AFP)
الأهرامات المصرية (AFP)

وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.

وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!

اقرأوا المزيد: 604 كلمة
عرض أقل