تنشر المجلّة الأمريكية فوربس (Forbes) من حين لآخر قائمة بأثرياء العالم. تضمنت قائمة الأثرياء العرب لعام 2015 من بين أمور أخرى 40 مليارديرا من ثماني دول عربية، بلغت قيمة ممتلكاتهم وأموالهم 146.1 مليار دولار. يعتبر هذا المبلغ أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لثلاث دول عربية هي: ليبيا، تونس ولبنان.
تقف السعودية في أعلى قائمة الدول العربيّة من حيث عدد أصحاب المليارات فيها: فهناك عشرة سعوديين في قائمة فوربس. تبلغ قيمة ممتلكاتهم 51.9 مليار دولار. الأبرز من بينهم هو ذو الثراء الفاحش الوليد بن طلال.
حاولنا أن نفهم كيف نجح أصحاب الثروات هؤلاء في الحصول على ثروتهم، ومن ثم اخترنا أثرى أربعة شخصيات في العالم العربي وجلبنا لكم باختصار كيف حقّقوا ثروتهم الفاحشة.
الأمير الوليد بن طلال
أعلن الأمير السعودي الوليد بن طلال، الرجل الأكثر ثراء في الشرق الأوسط، في بداية هذا العام بأنه سيتبرّع بجميع ثروته، المقدّرة بمبلغ 32 مليار دولار، للأعمال الخيرية، ولينضم لذلك إلى سلسلة من أصحاب المليارات في العالم – من بينهم وارن بافت، بيل غيتس ومارك زوكربيرغ – الذين تعهّدوا فعلا بالتبرّع بثروتهم، أو على الأقل بمعظمها، للأعمال الخيرية.
صنع الأمير الوليد بن طلال، مؤسس ومدير عام الشركة القابضة Kingdom، ثروته من الاستثمارات في مجموعة متنوعة من الشركات من بينها News Corp و Twitter، ومن بين حيازاته الحالية يمكن أن نعدّ ملاهي Euro Disney، بنك City وشبكة فنادق Four Seasons.
محمد العمودي
رغم أن اسمه ليس معروفا ومن النادر جدا أن نسمع به، ولكن محمد العمودي هو أحد الأشخاص الأكثر ثراء في الشرق الأوسط، ويقع بحسب مجلة فوربس في المركز الثاني بعد الوليد بن طلال.
يبلغ العمودي من العمر 50 عاما، وقد ولد في المملكة العربية السعودية لأم إثيوبية، صنع ثروته في مجال العقارات والبناء، الزراعة، وشركات الطاقة في جميع أنحاء السعودية وإثيوبيا منذ العام 1970. صنع ثروته الأولى في البناء بالمملكة العربية السعودية، ولا يزال مستمرا في بناء مجمّعات متنوعة، من مراكز المستشفيات إلى الجامعات. وقد استثمر في إثيوبيا في القطاع الزراعي، صناعة الإسمنت وتعديل الذهب. من خلال الابتكار الذي ورّده لإثيوبيا فقد قام بتأهيل آلاف الدونمات من الأراضي لزراعة الفواكه، الخضروات، الحبوب، البنّ والشاي. وهو يصدّر حبوب البنّ لسلسلة مقاهي ستاربكس وأوراق الشاي لليبتون. وسيفتتح عام 2015 فندق The African Union Grand Hotel في أديس أبابا. والعمودي أيضًا مالك شركتي النفط والتكرير Svenska و Preem.
تُقدّر ثروته الإجمالية بنحو 10.8 مليار دولار.
عبد الله بن أحمد الغرير وعائلته
ينحدر عبدالله وأخوه الملياردير سيف من سلالة عائلة تجارية بارزة في الإمارات. في 1967، أسس عبد الله (بنك المشرق) الذي يعد اليوم من البنوك القوية في البلاد. وهو لايزال رئيس مجلس الإدارة، وابنه عبد العزيز الرئيس التنفيذي.
أما شركة العائلة القابضة فيديرها شخص حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد ويطبق فيها أسلوب الإدارة المؤسساتية بطابع غربي، بمساعدة أبناء عبدالله الذين يشرفون على أقسام عدة منها الأطعمة والإنشاءات والعقارات.
يترأس عبد العزيز شبكة الشركات العائلية بدول مجلس التعاون الخليجي التي تأسست مؤخراً لتحديث الشركات العائلية وضمان أن تبقى في أيدي من يملكها من عائلات.
تُقدّر ثروة العائلة بنحو 6.4 مليار دولار
نصيف ساوريس
يدير نصيف شركة (أوراسكوم للصناعات الإنشائية)، أعلى الشركات العامة قيمة في مصر. وفي أوائل 2013، نقل إدراج الشركة من سوق الأسهم المصرية إلى بورصة نيويورك (يورنيكست) في أمستردام. وقد أنهى نزاعاً ضريبياً مع حكومة مصر في عهد الرئيس السابق محمد مرسي في أبريل/ نيسان 2013 موافقاً على دفع 1 مليار دولار بين 2013 و2017. حكومة مرسي اتهمت (أوراسكوم) بالتهرب الضريبي حينما باعت شركة الإسمنت خاصتها إلى الشركة الفرنسية العملاقة (لافارج- Lafarge) في 2007. هذا النزاع أوقف التقدم بعطاء مزمع لأسهم (أوراسكوم للإنشاءات) من طرف شركتها الأم في هولندا، (أوراسكوم إن في- OCI N.V). في العام الماضي، تلقت (أوراسكوم) تعهدات بدفع 2 مليار دولار لإجراء استثمارات، بما فيها 1 مليار دولار من بيل غيتس و3 مستثمرين كبار في الولايات المتحدة.
في شهر أيار الأخير اشترى بنتهاوس في الجادة الخامسة للملياردير الراحل أدغار برونفمان مقابل 70 مليون دولار، مما جعله صاحب إحدى التعاونيات الأغلى في مانهاتن.
تُقدّر ثروة نصيف اليوم، بحسب فوربس، بنحو 6.3 مليار دولار.
وفي هذه القائمة وجدنا أنه من المناسب إدخال ثريّين اثنين إسرائيليين تحديدا، والسماح بلمحة عن عالم الثراء الإسرائيلي وبماذا يختلف عن الثراء العربي. اختلاف واحد بارز هو حجم الثراء، وسوف نشرح بعد قليل.
باتريك درهي
باتريك درهي هو دون شكّ الإسرائيلي الأكثر ثراء في العالم مع ثروة تقدّر بمبلغ 35 مليار شاقل. وهناك الاختلاف الكبير بين أصحاب المليارات الإسرائيليين وأصحاب المليارات العرب. ثروة الإسرائيليين أصغر بشكل ملحوظ من ثروة العرب. لدى درهي ثروة بقيمة 9.2 مليار دولار، أي نحو 30% من ثروة بن طلال الحالية، العربي الأكثر ثراء في العالم.
يرتبط اسم درهي في إسرائيل بشكل أساسيّ مع شركة الاتّصالات الساتلية HOT، بعد أن اشترى الاستحواذ عليها عام 2009. حرص منذ ذلك الحين على الابتعاد عن أعين الإعلام وقلّل من المقابلات. في نيسان 2014 تصدر للعناوين عندما هزّ سوق الاتصالات الفرنسي لدى فوزه بمناقصة بيع شركة الهواتف المحمولة SFR، الثانية في حجمها في فرنسا، والتي دفع عليها نحو 23 مليار دولار نقدًا.
يعيش درهي (51 عاما) اليوم في سويسرا مع زوجته وأبنائه الأربعة، ويملك شقة في مشروع روتشيلد 1 في تل أبيب، وهو أحد المشاريع العقارية الأكبر في إسرائيل.
إيال عوفر
رجل الأعمال إيال عوفر (63 عاما) هو سليل أسرة إسرائيلية نبيلة. وهو الابن الأكبر في الأسرة وقد قام خلال سنوات بتنسيق أنشطة الإبحار، النقل البحري في إسرائيل، العقارات وقطاع الفنادق للأسرة.
يشارك إيال بالمبادرة إلى مشاريع مختلفة، مثل إقامة أبراج سكنية في مانهاتن، نيويورك. تم تقسيم شركات النقل البحري المملوكة للإخوة عوفر من جديد بعد وفاة الوالد عام 2011 وحصل إيال على النشاط الجاري من لندن وموناكو.
تخرّج عوفر من كلية أتلانتيك في مجال الهندسة المعماريّة والهندسة. تعيش أسرته في لندن وهو يقضي أوقاته بين إنجلترا، نيويورك وإسرائيل، ويمتلك العديد من المنازل، بما في ذلك منزل في إحدى أثرى المدن في إسرائيل، هرتسليا، وفي لندن ونيويورك.
تُقدّر ثروة الرجل اليوم بنحو 7 مليار دولار.