امنة كنعان في محل التوابل في كفر قرع
امنة كنعان في محل التوابل في كفر قرع

رمضان بنكهة نسائية.. جولة في قرية كفر قرع بمناسبة الشهر الكريم

شهر رمضان المبارك، النسوية، والتعايش.. جولة خاصة بمناسبة شهر رمضان بإرشاد مديرة جمعية لتمكين النساء العربيات في كفر قرع

“لا يشعر ببهجة شهر رمضان من فقد والدته”، قالت أمنة كنعان عند بداية الجولة بمناسبة شهر رمضان، التي شاركت فيها مجموعة من الإسرائيليين في كفر قرع. “المرأة فريدة من نوعها، تجمع العائلة، وتقوم بكل خطوة بحب تام. وهي ملكة من حيث سخائها، وتعمل كل الواجبات والمهام المنزلية وحدها – وكل هذا وهي صائمة”، قالت أمنة.

أمنة مع المشاركين في الجولة

بمناسبة شهر رمضان، شاركنا في جولة خاصة في كفر قرع، لمعرفة كيف تستعد البلدات لنهاية صوم رمضان. شارك في الجولة إسرائيليون من مناطق مختلفة، معنيون بمعرفة المزيد عن التقاليد المتبعة في شهر رمضان المبارك، والتعرف إلى روتين حياة جيرانهم المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل.

زيارة إلى حانوت الحلويات

نظم الجولة منتدى “دروب متداخلة” الذي يشارك فيه مواطنون ومبادرون عرب ويهود من أنحاء إسرائيل، ويعملون معا لدفع السياحة المشتركة في المنطقة قدما، وكذلك جمعية “النسيج الأخضر في وادي عارة”، وهي جمعية يهودية عربية تدفع السياحة في منطقة وادي عارة في شمال إسرائيل قدما. يعمل منتدى “دروب متداخلة”، الذي يبادر إلى إقامة عدد من النشاطات ويشجع السياحة المشتركة في إسرائيل، علما منه أنه يمكن للنشاطات السياحية تشجيع التعارف الحقيقي البعيد عن الآراء المسبقة، وتشجيع التعاون العربي – اليهودي.

قرية كفر قرع هي بلدة إسلامية وتقع في الجانب الجنوبي من وادي عارة، الذي يتضمن بلدات عربية – إسرائيلية كثيرة. يعيش في القرية نحو 17 ألف مواطن. مرشدة الجولة هي أمنة كنعان، من كفر قرع ومديرة عامة لجمعية “من أجلكِ للتوعية”، التي أقامتها مجموعة من النساء في كفر قرع، بهدف تحسين حياة النساء في المنطقة وخلق بيئة داعمة لتمكين النساء في المجتمَع العربي في إسرائيل.

كفر قرع (لقطة شاشة)

“قال لي والدي دائما – تعرفي على الآخَر وتعطافي معه”، قالت أمنة. وفق أقوالها، أقيمت جمعية “النسيج الأخضر في وادي عارة” قبل 16 عاما، بهدف تشجيع السياحة في المنطقة والتعارف بين القرى المختلفة والمواطنين. “لا يتحدث الأشخاص معا بشكل مباشر. تعلمت العبرية في المدرسة، ولكن حتى سن 17 عاما لم أتحدث مع اليهود”، قالت أمنة. وأضافت: “لم يجرأ اليهود على الالتفات من حولهم. لقد كان صوتي مختلفا عن صوت الآخرين، فتحت منزلي أمام الضيوف، دعوت أشخاصا، وهكذا بدأت بتحقيق حلمي وإقامة الجمعية، وكل ذلك بالتعاون مع طال راز من بلدة ‘كتسير’.”

منطقة وادي عارة (Yossi Zamir / Flash90)

منذ ذلك الحين وحتى اليوم يصل الكثير من السياح من إسرائيل وخارج البلاد إلى قرية كفر قرع والبلدات المجاورة، ويشارك الكثيرون منهم في جولات “ليالي رمضان”. وفق أقوالها، “هناك حروب طيلة الوقت في إسرائيل، لهذا يخاف الأشخاص من الوصول إلى منطقة كفر قرع، ما يؤدي إلى أضرار في المنطقة. كان هدفنا هو أن يزور الإسرائيليون المنطقة، لهذا بدأنا في التفكير كيف يمكن تشجيعهم على ذلك”. وهكذا بدأت جولات “ليالي رمضان” قبل نحو 15 عاما. “ننجح بواسطة هذه الجولات في البلدة والتنقل في أزقتها في تقريب القلوب. كما أني تعلمت في جامعة إسرائيلية وتعرفت إلى اليهود، هكذا أردت أيضا أن يتواصل اليهود معي باللغة العربية”.

بعد أن شرحت أمنة أمام أفراد المجموعة عن بعض التقاليد المتبعة في شهر رمضان، الصلوات المختلفة، الصوم ووجبة الإفطار، أجرينا جولة مميزة داخل كفر قرع، لنتعرف عن قرب كيف تشعر النساء في شهر رمضان. شاهدنا في وسط القرية المارة وهم يشترون المشتريات الأخيرة قبل وجبة الإفطار، زرنا المخابز وحوانيت الحلويات الخاصة بشهر رمضان، وتعلمنا كيف يمكن إعداد القطايف.

امنة تستعد القطايف

تحدثت أمنة كثيرا عن نشاطاتها الاجتماعية في القرية وتعاونها مع جهات ومنظمات أخرى لدفع التعايش بين العرب واليهود في إسرائيل قدما. “أقمنا مدرسة ثنائية اللغة، يتعلم فيها طلاب عرب ويهود معا. تدرّس في المدرسة أوجه الشبه بين الديانات، وبين اللغتين العربية والعبرية، ويُحتفل فيها بكل الأعياد”، قالت أمنة.

مسجد “نداء الحق”

كما وزرنا في وقت لاحق مسجد “نداء الحق” في القرية وشرح لنا فيه رجل دين عن عادات شهر رمضان وأجاب عن أسئلة كثيرة طرحها أفراد المجموعة الفضوليون فيما يتعلق بالوصايا الإسلامية. في نهاية الجولة، تناولت المجموعة وجبة إفطار احتفالية في منزل أمنة كانت قد أعدتها مسبقا. بعد أن سمعنا صوت آذان المغرب وموعد الإفطار في ذلك اليوم، شعرنا فورا بأجواء الاحتفال التي بدأت تسود في القرية وتناولنا وجبة الإفطار.

زيارة الى مسجد “نداء الحق”

خلال الجولة وتناول الوجبة، تحدثت أمنة عن قصص كثيرة مميزة بمناسبة شهر رمضان، من وجهة نظر النساء، وعن نشاطاتها الاجتماعية الكبيرة وتجاربها كامرأة عربية ومسلمة في إسرائيل. “تغيرت مكانة المرأة كليا في يومنا هذا”، قالت أمنة بشكل حازم. “لا يشكل جسم المرأة مصنعا. ففي يومنا هذا، تتعلم النساء وتعمل، وأصبحت تكلفة تربية الأطفال باهظة جدا”. كما وتحدثت أمنة عن كيف فتحت في منزلها جامعة اجتماعيّة، دعت نساء القرية للمشاركة فيها وتعلم مواضيع مختلفة، مثل تخطيط الأسرة، وصحة المرأة. “يتحدث القرآن عن المساواة، ولكن تكمن المشكلة في التحليل. ليس هناك مَن يتحدث أن على المرأة تربية الأطفال والعمل كخادمة”، ادعت أمنة.

إفطار إحتفالي في منزل أمنة

وتحدثت أمنة عن مشروع “نساء يطبخن السلام”، إذ تستضيف في إطاره نساء مسلمات ويهوديات، يطرحن كل المخاوف ويتحدثن عنها، ويدرن حوارا منفتحا. ولكن، وفق أقوالها، يؤثر الوضع الأمني والسياسي في كل مرة من جديدة في نشاطات الحوار والجولات في شهر رمضان التي تعدها. “منذ المعركة الأخيرة في غزة، لم أطبخ. أريد أن أحضر الوجبات ولكن لا أعرف ماذا أحضر. لقد ألغى الزوار طلبات المشاركة في جولات رمضان، لهذا نشعر بالحزن”.

“متى سيمتلأ القدر في منزلي بالحب، الغنى، والمعرفة؟”، تساءلت أمنة وأضافت: “أسعى إلى الحفاظ على النسيج البشري، ولكن هذا لا يتعلق بي. السياسيون هم المسؤولون الكبار عن ذلك”. وأوضحت أنه في حرب غزة في عام 2014، ألغيت جولات رمضان كان قد طلب إسرائيلون المشاركة فيها مسبقا. لقد أكدت أمنة على رغبتها في تغيير الآراء المسبقة التي يحتفظ بها اليهود في إسرائيل عن العرب. “لماذا هناك آراء مسبقة عن التعرض لمخاطر في منطقة وادي عارة؟ لا تصدقوا السياسيين ووسائل الإعلام، ولا تسمحوا للمتطرفين من كلا الجانبي في إدارة حياتنا. عليكم زيارة كفر قرع والحكم على الأمور بأنفسكم، والنظر بتمعن إلى النسيج البشري الجميل في منطقة وادي عارة”، قالت أمنة.

المحادثة تستمر بعد الإفطار
اقرأوا المزيد: 879 كلمة
عرض أقل
جندية إسرائيلية (لقطة شاشة)
جندية إسرائيلية (لقطة شاشة)

فيديو حول النساء في الجيش الإسرائيلي يثير ضجة

نشر سلاح الجو الإسرائيلي مقطع فيديو تهكميا في يوم المرأة تظهر فيه انتقادات حول رجال يعارضون دمج النساء في الجيش فأثار ضجة داخلية

11 مارس 2018 | 17:24

يوم الخميس الماضي، الذي صادف فيه يوم المرأة، نُشر في صفحة الفيس بوك التابعة لسلاح الجو مقطع فيديو تظهر فيه نساء بمناسبة هذا العيد. وردت في مقطع الفيديو انتقادات ثاقبة ضد مَن يعارض دمج الجنديات والنساء في الخدمة المنتظمة في وظائف رئيسية وقتالية في الجيش.

ظهرت في مقطع الفيديو نساء يخدمن بوظائف كبيرة وهامة في سلاح الجو، بينما يقتبسن أقوال شائعة لرجال يعارضون خدمات الجنديات في الجيش. ولكن بعد وقت قصير من نشر مقطع الفيديو، قرر قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حذف هذا المقطع لأنه وفق أقواله “لم يحصل مقطع الفيديو على مصادقة للنشر”. تدعي مصادر في الجيش أن مقطع الفيديو “ليس من إنتاج الجيش”. حظي مقطع الفيديو في غضون وقت قصير بعد نشرة بعشرات آلاف المشاركات واللايكات.

ظهرت في مقطع الفيديو ضابطات وجنديات وهن يشغلن وظائف مختلفة في سلاح الجو، وسُمعت في الخلفية ادعاءات لحاخامات من الصهيونية المتدينة ضد خدمة النساء في وظائف معينة، مثلا، لا تتمتع النساء بقدرات جسمانية أو عليهن الاعتناء بأطفالهن. في نهاية الفيلم، تظهر قائدة طائرة وهي تدخل حجرة القيادة في طائرة حربية.

ادعى المبادرون إلى مقطع الفيديو أن الهدف من الفيلم لم يكن إثارة الغضب ضد الحاخامات أو جهات دينية، وأن توقيت نشره يهدف إلى الإشارة إلى تقدم النساء في الجيش مقارنة بالرجال.

بعد إزالة مقطع الفيديو، قال رئيس الأركان، غادي أيزنكوت، في مؤتمر بمناسبة يوم المرأة، الذي شارك فيه عشرات الضابطات والمقاتلات اللواتي يخدمنا في وقتنا الحالي وهؤلاء اللواتي خدمنا في الماضي في عام 1948: “في عيد ميلادها الـ 70، أصبحت إسرائيل عسكريا، اقتصاديا، وبنيويا، قوية جدا. عندما يجري الحديث عن دمج النساء في الجيش السؤال الذي يُطرح هو مَن هو الشخص الأكثر ملاءمة لشغل الوظيفة، دون علاقة بالجندر. من الصعب علي أن أتخيل جيشا لا تخدم نساء فيه لأنهن يعززن قوته وقدراته”.

اقرأوا المزيد: 276 كلمة
عرض أقل
ريبي دايموند وهدى أبو عرقوب (تصوير: المصدر)
ريبي دايموند وهدى أبو عرقوب (تصوير: المصدر)

“اخترعنا لغة جديدة”.. هكذا تصنع النساء السلام

في مقابلة خاصة، تحدثت ناشطتان إسرائيلية وفلسطينية مميزتان عن أنشطة حركة "نساء يصنعن السلام"، الصعوبات والنقد، ووعدتا: "لن نتوقف حتى نتوصل إلى اتفاق سياسي"

بعد أقل من أربع سنوات من إنشائها، يبدو أن حركة “نساء يصنعن السلام” أصبحت مشهورة. وقد أنشِئَت هذه الحركة الميدانية غير الحزبية الواسعة في صيف عام 2014، بعد عملية “الجرف الصامد”، ومنذ ذلك الحين وهي تتقدم بسرعة. تتضمن الحركة عشرات الآلاف من النساء من جميع أنحاء الطيف السياسي والاجتماعي في إسرائيل – اليهوديات والعربيات، المتدينات والعلمانيات، اليساريات واليمينيات – يطالب جميعهن بالتوصل إلى اتفاق سياسي ملائم، يكون مقبولا على كلا الطرفين، وبالتالي ينجح في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شريطة مشاركة النساء في المشروع.

تتضمن الأنشطة العديدة التي بدأتها الحركة، التي يعمل فيها نحو 50 طاقم عمل ميدانيا في إسرائيل، إقامة لقاءات منزلية وعرض أفلام تتناول السلام؛ تنظيم احتفالات بالأعياد الدينية المختلفة؛ إجراء مظاهرات تناشد التوصل إلى اتفاق سياسي؛ المشاركة في لجان البرلمان الإسرائيلي وأكثر من ذلك. وبالإضافة إلى عضوات الحركة الإسرائيليات، يرافق الحركة العديد من النساء الفلسطينيات اللواتي يدعمن أنشطة الحركة ويساعدنها.

وأهم نشاطات الحركة هو “مسيرة الأمل” التي أجريت في تشرين الأول 2016، وشارك فيها 30.000 امرأة ورجل – إسرائيليون وفلسطينيون، يهود وعرب من جميع أنحاء إسرائيل – استغرقت المسيرة أسبوعين، وبدأت في شمال البلد وانتهت في القدس. وقد حظيت هذه المسيرة الفريدة بتغطية إعلامية واسعة في إسرائيل وبتأييد مثير للإعجاب في العالم، كما وحققت التغطية التي أوردتها قناة الجزيرة 8 ملايين مشاهدة، وحظيت تغطية شبكة التلفزيون الأسترالية بما معدله 28 مليون مشاهدة.

“مسيرة السلام” التي تنظمها حركة “نساء يصنعن السلام” (فسيبوك)

في الفترة الأخيرة، أجرينا مقابلات مع ناشطتين وهما ريبي دايموند وهدى أبو عرقوب – ريبي هي إسرائيلية عضوة في “نساء يصنعن السلام”، وهدى هي ناشطة سلام فلسطينية وشريكة رئيسية في الحركة.

انضمت ريبي دايموند، وهي أم لطفلين من بلدة بيت زايت بالقرب من القدس، إلى الحركة فور إنشائها في صيف عام 2014. أوضحت ريبي أنه خلال عملية “الجرف الصامد” في غزة شعرت باليأس والقلق الشديد بسبب مواجهة أهوال الحرب. “اعتقدت أنه علي العمل، لأنني شعرت بعد الحرب بشعور سيء. تعهدت أمام نفسي ألا أعود إلى ذات المسار الذي خضته قبل الحرب وألا أنسى”.

هكذا بدأت ريبي تبحث عن إطار تطوع يمكن أن تعمل فيه على حل الصراع، لهذا شاركت في لقاء تعارف لحركة “نساء يصنعن السلام”. “لقد تطورت الحركة ميدانيا، عملنا عملا مكثفا، بهدف التوصل إلى اتفاق”، قالت ريبي.

مظاهرة من أجل السلام في القدس (فسيبوك)

تعمل هدى أبو عرقوب، وهي ناشطة سلام فلسطينية من قرية دورا، وتشغل منصب مديرة قطرية لـ- ‏Allmep‏ ‏‎Alliance) for Middle East Peace‏)، وهي منظمة الأم وتضم أكثر من 100 منظمة سلام إسرائيلية وفلسطينية. هدى هي شريكة رئيسية في حركة “نساء يصنعن السلام”، وتساعد منذ تأسيسها على القيام بنشاطات مختلفة خاصة بالحركة، وتنقل رسالة المصالحة والتضامن مع النساء الفلسطينيات.

في صيف عام 2014، وبعد الحرب مباشرة، عندما عُيّنت مديرة إقليمية في منظمة Allmep، شعرت أن هناك حاجة حقيقية للتحدث مع الإسرائيليين الذين دعموا الحرب في غزة، وليس فقط مع اليسار، كما هو الحال عادة. منذ ذلك الحين، بدأت هدى تتعاون مع حركة “نساء يصنعن السلام”. “يعود القلق الأساسي لدى الطرفين إلى معرفة هل هناك شريك”، قالت هدى. “كانت البداية هامة وسريعة، التقينا مع كبار السياسيين الفلسطينيين سعيا للتوصل إلى تعاون النساء الفلسطينيات”.

تصف الناشطتان الصعوبات التي نشأت في بداية الحركة، مثلا، عندما كان لدى بعض النساء في الحركة مشكلة في استخدام كلمة “الاحتلال”. قالت هدى: “أدركنا أنه إذا أردنا أن ننجح وندفع الحركة النسائية قدما من أجل التحدث إلى الناس الذين يفتقرون إلى الإيمان بإسرائيل، علينا أن نتنازل عن أمور تتعلق باللغة، وأن نخلق لغة جديدة – لغة الأمهات والنساء”. “يجري الحديث عن جهد كبير بذلته النساء اللاتي يرغبن في تحرير أنفسهن من الخوف الرهيب من سماع الأخبار السيئة”. إن أهم شيء تتعامل معه الحركة هو عامل التعافي، لأن المجتمع الإسرائيلي جريح، كما تصفه هدى.

أعضاء الحركة في الكنيست الإسرائيلي (فسيبوك)

أهم ما يميز الحركة، وفق أقوالهما، هو النسيج الاجتماعي المتنوع الخاص بالعضوات. خلافا لمنظمات السلام الأخرى، “نساء يصنعن السلام” هي حركة واسعة غير هرمية تشمل النساء من كل الخلفيات الاجتماعية والسياسية في إسرائيل. مثلا، تتضمن الحركة ناشطات مستوطنات إضافة إلى النساء من اليسار، العربيات، النساء من مركز البلاد وضواحيها، المتديّنات والعلمانيات. قالت هدى: “يتم تحرير هؤلاء النساء من السيناريوهات القديمة التي تقيّد نشاطاتهن، وهذا أمر غير مسبوق”. وقالت ريبي: “هناك فرصة لدى كل امرأة للتعبير عن موهبتها”. وأضافت: “تتضمن الحركة محاميات، راقصات، مربيات وما إلى ذلك، وبما أنها حركة غير منظمة هرمية، فيمكن لكل النساء أن يشاركن ويشعرن بالأمان”.

وماذا بالنسبة للنقد الذي تواجهه الحركة؟ أحد الانتقادات الموجهة إلى الحركة هو أن ليس لديها برنامج عمل أو طريقة محددة لحل النزاع. وفيما يتعلق بذلك، توضح الناشطتان أن ما يمنع الجانبين من التوصل إلى حل هو عدم رغبة القادة. فهما تزعمان أن الحركة لا ترفض أي حل يتفق عليه الطرفان، وستؤيد أي اتفاق يتم التوصل إليه. وتؤكدان مجددا أن الخطاب الذي اعتمدته الحركة هو “إنهاء الصراع” بدلا من “إنهاء الاحتلال”، لأن الصراع أكبر بكثير من الاحتلال. يسمح استخدام هذه اللغة للحركة بتوسيع نشاطاتها، كما توضحان.

تتحدث الناشطتان عن العديد من الردود الشوفينية التي تواجهها النساء في الحركة من الرجال والنساء على حد سواء. ضمن اللقاءات المختلفة التي تجريها الحركة تقام لقاءات غناء، رقص، نشاطات فنية، ويدعي البعض أن الأعمال التي تمارسها النساء ليست جدية و”تحط” من شأنهن. ومع ذلك، تعتقد ريبي وهدى أن النشاطات التي يقمن بها هامة وتشكل وسيلة نسوية للتعبير عن التضامن. وتوضحان أنه على عكس العمل مع الرجال، فلا تتميز الحركة بالعقلية التي تركز على “الأنا”، ولا تتضمن نشاطاتها النسوية المنافسة.

“مسيرة السلام” التي تنظمها حركة “نساء يصنعن السلام” (فسيبوك)

تشير الناشطتان إلى أن نشاطات الحركة ممولة من تبرعات خصوصية، لا سيما من الإسرائيليين ويهود الولايات المتحدة، إذ تبعث الحركة فيهم أملا في إحداث تغيير. والسؤال المثير للاهتمام هو إذا كانت القيادات الإسرائيلية والفلسطينية تدعم نشاطات الحركة وتشجعها. وفي هذا السياق أعربت هدى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يدعم الحركة وأوضحت أنه دعا أعضاءها إلى زيارته في المقاطعة. تقول: “تأثرنا كثيرا من دعمه للنشاط الإسرائيلي”.

وفيما يتعلق بالقيادة الإسرائيلية، أوضحت ريبي أن عضوات الحركة اجتمعن مع رئيس الحكومة نتنياهو وهن مستعدات للاجتماع مع كل من يهتم بالموضوع. “نحن مستعدات للتحدث مع أية جهة تعرب عن نيتها للتشاور معنا. الحركة غير حزبية، نحن ندعم جهات ونعارض أخرى في الوقت ذاته، ونحترم رؤية الجميع ومعتقداتهم”. وفق أقوالها، فإن نساء الحركة معروفات جيدا بين أعضاء البرلمان الإسرائيلي، ويؤيد بعضهم الحركة كثيرا. وأضافت أن أحد أبرز مؤيدي الحركة وأكثرها إثارة للدهشة هو عضو الكنيست يهودا غليك من حزب الليكود اليميني.

أعضاء الحركة مع النائب يهودا غليك (فسيبوك)

ماذا سيحدث في المستقبل؟ تتعهد الناشطتان بعدم التزام الصمت والاستمرار في العمل الهام داخل الحركة التي يبدو أن عضواتها لا يهدأن أبدا. وقالت ريبي: “سينتهي الصراع بيننا وبين الفلسطينيين وستتم تسويته بعد أن نتوصل إلى اتفاق سلام ملائم يتفق عليه الجانبان فقط”. وأضافت “نعتقد أن هذا سيسمح أيضا بدفء العلاقات مع بقية الدول العربية، وربما يتحقق ذات يوم حلم العديد من الإسرائيليين الذين يريدون السفر إلى لبنان واحتساء القهوة والاستماع إلى عرض موسيقي جيد فيه”.

اقرأوا المزيد: 1038 كلمة
عرض أقل
شابة يهودية متدينة - صورة توضيحية (Tomer Neuberg/FLASH90)
شابة يهودية متدينة - صورة توضيحية (Tomer Neuberg/FLASH90)

احتجاج المتدينات الإسرائيليات ضد الحاخام الشوفيني

غمرت ردود فعل غاضبة شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، لا سيّما التي كتبتها النساء المتدينات بسبب أقوال حاخام شوفيني يعمل في مؤسسة تربوية معروفة

أثارت أقوال استثنائية للحاخام يوسف كلنر، الذي يعمل في مؤسّسة دينية معروفة، ضجة في إسرائيل وردود فعل غاضبة. سُمعت أمس (الثلاثاء) في تسجيل له أقوال الحاخام كلنر القاسية ضد النساء، خلال درس نقله تحضيرا لطلابه – الذين على وشك التجند للجيش – حول الحياة العائلية. “تتمتع النساء بالروحانية – هذا تصريح تافه، يمكن التأثير عليهن، لذا هذه الحقيقة ليست صحيحة. فالقدرات الروحانية لدى النساء محدودة”، قال الحاخام. وأضاف لاحقا عدة أقوال ضارة تجاه النساء، مثلا عندما قال: “هل لأن الكثير منهن يلتحق بالجامعات فيصبحن عبقريات؟ لا!”.

لم تتأخر ردود الفعل العاصفة بسبب أقوال كلنر، فثارت عاصفة في شبكات التواصل الاجتماعي عبر تغريدات وتعليقات حول الموضوع. ظهرت بشكل خاصّ ردود فعل النساء المتدينات اللواتي انتقدن بشدة أقوال الحاخام المؤذية. كتبت الصحفية المتدينة حن سرور أرتسي ردا على أقواله: “الحاخامون يخافوننا – يخافون من النساء اللواتي يتعلمن التوراة، من طالبات الحاخامات ومعلمات التوراة، من المتفوقات اللواتي يدرسن للدكتوراة، يلدن خمسة أطفال وينضممن إلى السياسة. وهذه الحالة تثير الإرهاق والحزن، كما يحدث في كل حرب.‎ ‎سنحقق إنجازات وسندحض أقوال الذم. سنعمل، نساء ورجالا، معا”.

كتبت الأكاديمية راحيل أبيشر- لبل في مقال رأي: “أنتن لا تحتجن إلى أن يقول أي شخص لكن كم أنتن قويات وذكيات وتتمتعن بقدرات روحانية كثيرة. دعن الكلاب تنبح. تابعن طريقكن وعززن قدراتكن الروحانية. وعندها ستنجحن أكثر فأكثر”.

الحاخام يوسف كلنر (لقطة شاشة / Youtube)

كتبت متصفحة أخرى في مجموعة النساء المتدينات عبر الفيس بوك: “إن النظرية الغبية أن الرجال هم شعب الله المختار، الروحاني، الذكي، الموهوب، القادر على ممارسة الأعمال الروحانية الهامة، وأن النساء ثرثارات، يتورطن في حوادث طرق، عديمات الرأي، هدفهن في الحياة هو خدمة أزواجهن، تشير إلى عدم فهم القائل، الذي يكرر أقوال تافهة آمن بها الرجال طيلة آلاف السنوات لتبرير استعباد النساء وتسخيرهن لخدمة الرجال”.

اليوم (الأربعاء)، شجب وزير التربية، نفتالي بينيت، من حزب “البيت اليهودي” المتدين أقوال كلنر في مقابلة معه: “هذه التصريحات مثيرة للغضب. أعارضها وأرفض طريقة التعبير عنها، لأنها تخالف تعاليم الصهيونية الدينية واليهودية. تشير تجربتي إلى خلاف ذلك”.

ردا على نشر التصريحات، نشر كلنر رسالة اعتذار. “أعتذر عن تصريحاتي، يخطئ الإنسان أحيانا. فاليوم لن أذكر أقوالا شبيهة”، قال.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
عبد الفتاح السيسي (الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي/ Facebook)
عبد الفتاح السيسي (الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي/ Facebook)

الصفات الرجولية وفق السيسي

الرئيس المصري يوضح للرجال المصريين ما هو النموذج الجديد الذي يتعين عليهم اتباعه ويكشف عن دوره في المنزل

21 يناير 2018 | 15:16

ما الذي قصده الرئيس المصري عندما قال: “مفهوم الرجولة مختلف عن المعروف في مصر”؟ بهدف أن يعرض السيسي موقفه تجاه النموذج الرجولي، قال للجمهور إنه يساعد أفراد عائلته في الأعمال المنزلية وحتى أنه يشطف الأواني. وفق أقواله فإن الرجل الذي يساعد في أعمال المنزل جدير بالتقدير والاحترام. قال السيسي هذه الأقوال يوم الأربعاء الماضي في مؤتمر “حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز”. كان من الممكن أن نلاحظ أن بين تصفيق الجمهور أن الرجال المشاركين في المؤتمر بدوا متوترين أما النساء فقد ابتسمن. لقد كانت تهدف انتقادات السيسي حول النموذج الرجولي المصري إلى رد الفعل هذا.

في وقت لاحق، قبل أسبوع، نُشرت أقوال السيسي في إحدى جلسات منتدى شباب العالم، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، بين ‏4‏ و10‏ نوفمبر الماضي قبل شهر واحد: “المرأة المصرية لها تقدير كبير جدا في نفسي، واللي يتصور إن اللي بنعطيه للمرأة تفضّل أو كرم من رجل، فده كلام لا يليق”.

https://www.youtube.com/watch?v=T0XGTiLFlS4

مؤخرا، بدأت تعمل في الحكومة المصرية وزيرتان بدلا من وزيرين استقالا مؤخرا. للمرة الأولى، أصبحت تشكل النساء %20 من الوزراء في الحكومة المصرية، بزعامة السيسي. ما زالت هذه النسبة منخفضة مقارنة بعدد السكان، ولكن يبدو أن الرئيس المصري يعرف أن دفع مكانة النساء قدما لم ينته بعد. وقال أيضا: “ياريت نشوف حكومة كاملة من السيدات في يوم من الأيام”.

بالتباين، عندما سُئل السيسي عن سبب عدم تعيين وزيرة أو وزير لشؤون المرأة قال: “أنا وزير المرأة” مشيرا إلى أنه لا حاجة لتعيين وزير لمنصب كهذا حاليا. وأضاف: “الأمر مش محتاج ونحن حريصين على ذلك وعامل الكفاءة فقط هو الذي يحكمنا في اختيار العناصر التي يتم اختيارها”.

اقرأوا المزيد: 247 كلمة
عرض أقل
صورة  توضيحية: نساء بدويات (Flash90Hadas Parush)
صورة توضيحية: نساء بدويات (Flash90Hadas Parush)

“قصة الشابة البدوية التي اغتُصبت وقتلت زوجها لن تتصدر العناوين”

تطالب منظمات نسائية وحقوق إنسان الرئيس الإسرائيلي العفو عن شابة بدوية قتلت زوجها كانت قد اغتصبت وبيعت.. ومدون إسرائيلي يثير قضيتها التي لم تحظَ على تغطية إعلامية

في سن 16 عاما، بعد أن أبعدتها أسرتها عن المدرسة لتهتم بالأعمال المنزلية، وبعد أن كان أخوها يضربها بشكل روتيني، باع الوالد هذه الفتاة البدوية من جنوب إسرائيل، لتكون زوجة لرجل أعمى مقابل 5000 دينار أردني.

لقد رفضت أن تتزوج رجلا أكبر منها بكثير، ولم يغمرها بالحب والحنان بل كان يغتصبها مرارا وتكرارا. لقد أدى الاغتصاب الوحشي، الذي تعرضت له، إلى أن تحاول الانتحار ثلاث مرات، ووصلت في إحداها إلى مستشفى في جنوب إسرائيل، وعندها نجحت أخيرا في التهرب من زوجها. بعد دخولها إلى المستشفى ظل الصمت يخيم على قصتها أيضا، ولم يبلغ طاقم المستشفى الشرطة وسلطات القانون في إسرائيل بالعنف الذي تعرضت له الفتاة.

إن العذاب الذي تعرضت له نور (اسم مستعار) لم ينته بعد. ردا على هروبها، ضربها والدها يوميا، وباعها عندما كان عمرها 17 عاما مرة أخرى، مقابل 5000 دينار لرجل أكبر منها بثلاثين عاما.

في شهر كانون الثاني 2013، كانت تحمل نور معها سكينا، وعندما سافرت مع زوجها الثاني في السيارة، طلبت منه أن يتوقف في أحراش بالقرب من بلدة يهودية في جنوب إسرائيل موضحة أنها ترغب في ممارسة العلاقات الجنسية معه. عندما وصلا إلى الغابة، استلقى زوجها على بطانية بعد أن وضعاها وأغمض عينيه، بناء على طلبها. هكذا استغلت النور الفرصة وطعنته حتى الموت. بعد الجريمة المروّعة، اتصلت بالشرطة وأبلغتها أنها قتلت زوجها الثاني.

لهذا حُكِم عليها بالسجن لمدة 11 عاما. في رد رئيس الدولة على رسالة طلب العفو، التي تحدثت فيها نور عن عذابها والأعمال الرهيبة التي ارتُكِبت ضدها خلافا لإرادتها، أوضح رؤوفين ريفلين، رفضه منحها العفو، معرفا أنها قد حظيت بتخفيف الحكم سابقا، بعد أن حكمت عليها المحكمة بالسجن لمدة 11 عاماً فقط.

لم تحظَ قصة نور بتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، على الرغم من القصص المروعة التي تعرضت لها. تسعى الآن محامية يهودية تُدعى روني سدوبنيك، إلى شن حملة إعلامية واسعة في شبكات التواصل الاجتماعي للعفو عن نور، بعد أن حضرت عريضة وقّع عليها أكثر من 10000 شخص تطالب رئيس دولة إسرائيل، التفكير ثانية في طلب العفو هذا.

اقرأوا المزيد: 313 كلمة
عرض أقل
التحرشات الجنسية الأخطر التي تتعرض لها أقوى الشخصيات الإسرائيلية (Flash90)
التحرشات الجنسية الأخطر التي تتعرض لها أقوى الشخصيات الإسرائيلية (Flash90)

تورط المزيد من الرجال النافذين في إسرائيل بتهم تحرشات جنسية

ما زال هاشتاغ ‏Metoo#‏ يكشف عن المسؤولين الإسرائيليين الذين أساءوا استخدام سلطتهم ضد الشابات والموظفات اللاتي عملن تحت إمرتهم وتحرشوا بهن

ما زالت عمليات الكشف عن القصص في أعقاب Metoo#‏ تعصف في إسرائيل في الأيام الأخيرة الماضية بقوة. بفضل الخطاب العام الذي يدور حول قضايا التحرشات الجنسية ويشجع النساء على الكشف عن قصصهن من أجل رفع الوعي حول هذه الظاهرة، وبالإضافة إلى الشهادات المروّعة للنساء حول الاعتداءات الجنسية التي تعرضن لها، اعترف العديد من الرجال أيضا في شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل أنهم تعرضوا للمضايقات أو الاعتداءات الجنسية أيضا.

في الأيام الأخيرة، نُشِرت من بين آلاف الشهادات بعض الشهادات البارزة ضد مسؤولين في وسائل الإعلام، الشرطة، وفي مجال الاقتصاد الإسرائيلي، التي تشهد على أنهم استغلوا منصبهم للتحرش بالنساء واستغلالهن جنسيا.

عضوة الكنيست الإسرائيلية، نافا بوكر (Flash90/Tomer Neuberg)

كانت إحدى الشهادات ضد أحد أبرز المسؤولين الإعلاميين الإسرائيليين، وهو مقدّم النشرة الإخبارية المخضرم حاييم يافين، جاء فيها أنه هاجم صحفية شابة أثناء مقابلة معه. ادعت تلك الصحفية في منشور رفعته على الفيس بوك أنه قبل 40 عاما وافق يافين على إجراء مقابلة لصالح الصحيفة التي عملت فيها، لهذا وصل إلى شقتها. “جلسنا وتحدثنا نحو نصف ساعة، وفي منتصف المحادثة، قام من مكانه وقال:” يمكننا أن نفعل شيئا مختلفا الآن، شيئا آخر”. لقد دُهِشت طبعا، وتحديدا عندما أمسك بيدي، ورفعني في الهواء ومن ثم وضعني بشراسة على السرير ونام عليّ رغم ثقل وزنه”، قالت الصحفية موضحة أنها حاولت معارضته حتى تركها.

مقدّم النشرة الإخبارية المخضرم حاييم يافين (Flash90/Miriam Alster)

وأوضحت عضوة الكنيست الإسرائيلية، نافا بوكر، أنه خلال عملها السابق كصحفية، عرض عليها محرر كبير في القناة الأولى التي عملت معه أن “تزوره في شقته” مقابل ترقيتها في العمل. إلا أنها رفضت اقتراحه الفاحش، مُختارة البقاء في منصبها كصحفية بمنصب غير هام.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة تقريرا خطيرا من بنك إسرائيل ضد أحد أكبر البنوك في إسرائيل، الذي يوضح أن المدير العامّ السابق للبنك تحرش بإحدى الموظفات. وفقا للتقرير، اشتكت الضحية، ولكن شكواها لم تُنقل إلى بنك إسرائيل، ولم تحظَ برد مناسب.

إذا كنتم تتساءلون ما الذي قامت به الشرطة الإسرائيلية التي عليها الاهتمام بإجراء تحقيق في هذه الحالات، فيمكن أن نفهم أن على الموظفين الكبار في الشرطة أن يجتازوا تأهيلا مجددا، في أعقاب الشهادة المروّعة التي أدلت بها مسؤولة كبيرة في الشرطة في الأيام الأخيرة. قالت تلك الموظفة، التي لم تكشف عن اسمها الكامل، إن رئيس الوحدة القطرية لمكافحة الفساد والجريمة الخطيرة هاجمها جنسيا.

المذيع الإسرائيلي المخضرم، غابي غازيت (Flash90/Moshe Shai)

“أريد أن أسمِعَ صوتي، وأصرخ أيضا. بشكل أساسيّ، لأنه عندما قلت الحقيقة – مسوا بكرامتي، بإيماني، وتسببوا لي بالمعاناة الكبيرة رغم مأساتي”، هذا ما كتبته ضابطة في الشرطة. وقالت إن الضابط الكبير، الذي كانت رتبته تعادل رتبة جنرال في الجيش، طاردها عندما كانت في طريقها من مركز الشرطة الذي عملت فيه باتجاه سيارتها، بينما كان ثملا، وأمسك بها بالقوة. بعد ذلك، شدها نحو جسمه وقبلها رُغما عنها.

وبعد أنا ثارت شكوك ضد ذلك الضابط، استُدعيت الضحية للإدلاء بشهادتها في قسم التحقيق مع أفراد الشرطة. عندها، طُلب منها وفق أقوالها: “أن تقول الحقيقة لئلا تتضرر نساء أخريات”. بعد أن قررت الإدلاء بشهادتها ضد الضابط، اكتشفت أن زميلتين من زميلاتها في العمل شهدتا ما حدث لها، ولكنهما لم تساعداها. ولم تُقدّم لائحة اتهام ضد الضابط المهاجم، وهو ما زال يعمل في منصبه الرفيع. في المقابل، أقيلَت الضحية من منصبها ونعتها المفتّش العامّ للشرطة “مجرمة”. في ظل ظاهرة العنف الجنسي التي كُشف عنها في الأسابيع الأخيرة، لن تكون هذه الحالات بالتأكيد التطورات الأخيرة في سلسلة الكشف عن الحالات في أعقاب Metoo#‏.

اقرأوا المزيد: 509 كلمة
عرض أقل
تعرفوا إلى: جاسوسة الموساد التي ساعدت منتِج هوليوود (المصدر)
تعرفوا إلى: جاسوسة الموساد التي ساعدت منتِج هوليوود (المصدر)

جاسوسة الموساد التي ساعدت منتج هوليوود المتهم بالاغتصاب

يتحدث موقع "‏Daily Mail‏" البريطانيّ عن أن إسرائيلية تدعى "ستيلا" عملت مقابل الأجر لمساعدة المُنتِج الهوليوودي، فينشتاين. من المثير للاهتمام معرفة أنها من نسل عائلة مسلمة من سراييفو

“ستيلا بن” (‏Stella Penn‏)، هي جاسوسة إسرائيلية شابة (في الثلاثينيات من العمر)، عملت لدى المُنتج الهوليوودي، هارفي فينشتاين، مقابل الأجر‎‎‏،‏‎ ‎بهدف العثور على ممثلات وصحافييين حاولوا الكشف عن عدة تحرشات قام بها فينشتاين على مر السنوات، هذا وفق النشر في موقع “‏Daily Mail‏” البريطانيّ.

وفق التقارير، جمعت ستيلا، التي عملت من قبل شركة الاستخبارات الإسرائيلية “‏Black Cube‏”، معلومات عن المشتكية الرئيسية، الممثلة روز مكغوان (‏Rose Mcgowan‏)، التي ادعت أن فينشتاين اغتصبها. فقد تخفت ستيلا لنشاطة من أجل حقوق النساء وسجلت حديثها مع مكغوان خلال أربعة لقاءات، محاولة منها للكشف عن أمور تمنعها من نشر التفاصيل المحرجة والخطيرة عن فينشتاين في وسائل الإعلام الأمريكية.

الممثلة الأمريكية روز مكغوان (AFP)

وقد عرضت ستيلا نفسها بصفتها “ديانا” وأنها تعمل مسؤولة فيصندوق استثمارات في لندن، واقترحت على الممثلة 60 ألف دولار مقابل المشاركة في مؤتمر لمكافحة التمييز بحق النساء في أماكن العمل. لاحقا، التقيتا معا في فنادق في لوس أنجلوس، وفي نيويورك، وضغطت ستيلا على الممثلة مكغوان من أجل أن تشاركها بالمعلومات. ورد في “الديلي ميل” أن ستيلا تزوجت مؤخرا وهي تعيش في مدينة يافا في إسرائيل.

وهي معروفة في إسرائيل بصفتها الممثلة ستيلا فتشناك (‏Stella Pechanac‏). وكانت جدتها حائزة على جائزة “شرفاء بين الأمم” من بوسنيا لأنها أنقذت عائلة يهودية من أيدي النازيين في سرايفو أثنا الهولوكوست. وهي الأولى التي حصلت على هذا اللقب.

المنتج الهوليوودي، هارفي فينشتاين (AFP)

في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عام 2011، قالت ستيلا: “بعد أن أنهيت خدمتي العسكرية اجتزت تحقيقا داخليا، وأردت أن أكون مرتبطة بالماضي الخاص بي. أنا اليوم معروفة كإستر وستيلا في الوقت ذاته. أنا حفيدة جدة مسلمة، والدي مسيحي ووالدتي مسلمة، وأصبحت في مرحلة من حياتي يهودية وأحاول أن أستوعب كل هذه الحقائق”. وقالت ستيلا عن سيرتها في مجال التمثيل: “يسألونني دائما في الاختبارات من أية بلد أنا. لا أبدو إسرائيلية ورغم أني أحاول التهرب من هذه التعريفات ومن كوني حفيدة امرأة مسلمة وغير ذلك…. فقد قالوا لي إني جميلة وكارازماتية..”.

اقرأوا المزيد: 294 كلمة
عرض أقل
أقوى نساء العالم لعام 2017 (AFP)
أقوى نساء العالم لعام 2017 (AFP)

مجلة “فوربس”: أقوى نساء العالم لعام 2017

صنفت مجلة "فوربس" المرموقة قائمة النساء الأكثر تأثيرا في العالم وما زالت المستشارة الألمانية رائدة للمرة السابعة على التوالي ولكن مَن هي المرأة العربية الأقوى في العالم؟

مَن هنّ النساء اللواتي يترأسن العالم في عام 2017؟ ما زالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تحتل المرتبة الأولى في قائمة أفضل سيدات الأعمال في هذا العام وهذه هي المرة السابعة على التوالي والمرة الثانية عشر بالمجمل.

وتليها في المرتبة الثانية، وبشكل مفاجئ، رئيسة حكومة بريطانيا، تيريزا ماي، التي تتزعم بريطانيا ضمن الانسحاب المفترض لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي- فترة تاريخية، معقدة، وتحويلية لبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

انجيلا ميركل، أول مستشارة لألمانيا (AFP)

وتحتل المرتبة الثالثة مليندا غيتس، رئيسة مؤسسة بيل ومليندا غيتس، التي ساهمت هي وزوجها، بيل غيتس، حتى الآن بمبلغ 40 مليار دولار، وما زالت تدعم أكثر من 100 منظمة في العالم.

تيريزا ماي – بريطانيا – 61 عاما (AFP)

ودخلت في قائمة مجلة “فوربس” لهذا العام 23 مرشحة جديدة، مما يؤكد على أهمية القوة النسائية، للنساء اللواتي أثرن في السياسة، التكنولوجيا، المصالح التجارية، والإعلام.

بيونسيه (AFP)

وتحتل المرتبة الـ 19، ابنة رئيس الولايات المتحدة، إيفانكا ترامب. إنها تحتل المرتبة الثانية الأعلى من بين المرشحات الجدد في القائمة. تهربت ميلانيا، زوجة والدها، عن الأنظار (وهي لا تظهر في القائمة هذه السنة) ولكن إيفانكا أصبحت الممثّلة الرئيسية في البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب.

تايلور سويفت (AFP)

كما في كل عام، استخدمت المجلة أربعة مؤشرات: المال (المبلغ الصافي الذي تربحه الشركة، الأملاك، أو الناتج)؛ الظهور في وسائل الإعلام، مجالات التأثير، ومداها. تم تحليل المؤشرات وفق المجال الشخصي الذي تعمل فيه المرشحة (الوسائل الإعلامية، التكنولوجيا، الأعمال الخيرية، المنظمات غير الحكومية، السياسة، المال)، وغيره.

الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي (AFP)

وتتضمن قائمة هذا العام 48 مرشحة من الولايات المتحدة وعددا من النساء الجديدات من الدول الأخرى. انضمت رئيسة أستونيا، كيرستي كاليولايد، إلى القائمة واحتلت المرتبة 78. ربما ستعتبر دولتها التي يصل تعداد سكانها إلى 1.2 مليون مواطن صغيرة، ولكنها رائدة في إحداث ثورة رقمية يعمل فيها الإنسان الآليّ كموظف إرساليات، والسماح للجمهور الواسع بأن يختار مرشحيه عبر النت.

المرأة العربية الأكثر تأثيرا في العالم هي الشيخة لبنى (بنت خالد) القاسمي (تحتل المرتبة 36)، وهي المرأة الأولى في الإمارات العربية المتحدة التي تشغل منصب وزيرة التجارة الخارجية. على مرّ السنين عملت كثيرا مع البابا فرنسيس الاول لدفع الأعمال الخيرية في العالم والتبرعات قدما. درست القاسمي في الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا، وبريطانيا. انضمت إلى حكومة الإمارات منذ عام 2004، وما زالت تشغل منصب خاص وهو وزيرة الدولة للتسامُح ودفع الحوار قدما “وزيرة الدولة للسعادة”.

ورغم أن النساء قد يشكلن أقلية عند الحديث عن مناصب قيادية، إلا أن النساء الواردة أسماؤهن في القائمة يحدثن تغييرا هاما. هذه الحقائق تثير أملا للعام القادم 

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

عارضة أزياء إسرائيلية تكشف عن التحرشات الجسنية التي تعرضت لها، إسرائيل تهاجم سوريا ثانية، وتساؤلات تطرح لمعرفة السبب وراء رغبة نائبة الكنيست الإسرائيلية في تفكيك الأسرة التقليدية

20 أكتوبر 2017 | 09:20

نقدم لكم هذا الأسبوع أيضًا كل القصص الساخنة من إسرائيل والمنطقة، بـ 5 صور:

عارضة أزياء إسرائيلية: “تعرضت لاغتصاب لا مرة واحدة، ولا اثنتَين، ولا ثلاثًة”

معيان كيريت (MKeret/Instagram)
معيان كيريت (MKeret/Instagram)

في إطار حملة تسويقية عالمية لرفع الوعي حول المضايقات والتحرشات الجنسية التي بدأت بعد الكشف عن قضية مُنتج الأفلام الهوليوودي، هارفي واينستين، تصدر الموضوع العناوين في إسرائيل. رفع عشرات بل مئات الإسرائيليين منشورات في الفيس بوك مع الهاشتاج #Metoo، متحدثين عن قصصهم الشخصية ذات الطابع الجنسي التي تعرضوا لها قسرا.

إحدى الحالات الجريئة وذات التأثير الأكبر هي قصة عارضة أزياء إسرائيلية سابقا، تدعى معيان كيريت، كانت قد هزت العالم بعد أن كشفت فيها عن التحرشات الجنسية والاغتصابات التي تعرضت لها كثيرا، وحدثت حالتين منها في صغرها.

عضوة الكنيست الإسرائيلية التي تقترح تفكيك العائلة التقليدية

عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي من حزب العمل (Flash90/Moshe Shai)
عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي من حزب العمل (Flash90/Moshe Shai)

تُعرف عضوة الكنيست، ميراف ميخائيلي، من حزب العمل، بصفتها نسوية إسرائيلية تناضل من أجل المساواة في الحقوق والدفاع عن الأطفال. وهي تعارض بحزم مصطلح الزواج في عصرنا المتقدم وتصرح أحيانا بشكل لاذع وغير مسبوق ضد السيطرة الذكورية.

ولكن في هذه المرة، ما أثار غضبا في الحلقات اليمينة الإسرائيلية المحافظة هو المقابلة التي أجرتها للتلفزيون النمساوي وادعت فيها أن العائلة التقليدية تهدم حياة طفل من بين كل خمسة أطفال، موضحة أنه من الأفضل أن تحدد الدولة من هم الوالدون الملائمون ومدعية أنه من الأفضل أن يتربى الأطفال في عائلة تتضمن أشخاصا إضافة إلى الوالد والوالدة.

اليهودية التي قد تنقذ إسرائيل في اليونسكو

أودري أزولاي (AFP / STEPHANE DE SAKUTIN)
أودري أزولاي (AFP / STEPHANE DE SAKUTIN)

اختارت لجنة إدارة اليونسكو، وهي منظمة التربية والعلم والثقافة، هذا الأسبوع، السياسية اليهودية الفرنسية، أودري أزولاي، التي شغلت في الماضي منصب وزيرة الثقافة الفرنسية ومستشارة الرئيس فرانسوا هولاند، لتشغل منصب مدير عامّ المنظمة.

أزولاي هي ابنة مستشار الملك المغربي، أندري أزولاي. جاء اختيارها في ظل إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عن انسحابهما من المنظمة. في حال تم اختيارها من قبل اللجنة العامة المؤلفة من الدول الأعضاء في اليونسكو وعددها 195 عضوا، التي ستجتمع في الشهر القادم، ستبدأ بشغل منصبها بتاريخ 10 تشرين الثاني، وستكون المرأة الثانية التي تشغل هذا المنصب.

وفي حديثها مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت أزولاي: “بعد المصادقة على اختياري، أول ما سأقوم به هو العمل على إعادة مصداقية المنظمة وثقة الدول الأعضاء..”، قاصدة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لانسحابهما من اليونسكو، بعد أن تلقت المنظمة عددا من القرارات المعادية لإسرائيل.

لاعب الجودو، أوري ساسون، لن يشارك في مباراة الجودة في أبو ظبي وهو يرتدي زيا يحمل شعارات إسرائيل

لاعب الجودو الإسرائيلي، أوري ساسون، الحائز على ميدالية برونزية في أولمبياد ريو (AFP)
لاعب الجودو الإسرائيلي، أوري ساسون، الحائز على ميدالية برونزية في أولمبياد ريو (AFP)

بعد مرور نحو أسبوع ونصف، من المتوقع أن يُجرى دوري الجودو العريق العالمي في عاصمة الإمارات العربية، أبو ظبي، وكما هي الحال في كل مباراة عالمية تُجرى في دولة عربية هذه المرة أيضا من المتوقع ألا يشارك اللاعبون الإسرائيليون وهم يرفعون شعارات دولة إسرائيل.

وقد أقرت اللجنة المنظمة للمباراة في أبو ظبي أن يشارك الرياضيون الإسرائيليون في الدوري دون أن يرفعوا شعارات وطنية إسرائيلية. أرسلت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، رسالة لاذعة إلى رئيس اتحاد الجودو العالمي طالبة إلغاء القرار.

الجيش الإسرائيلي يهاجم سوريا ثانية والإيرانيون يهددون

طائرات سلاح الجو في مناورة مشتركة مع سلاح الجو الأمريكي (IDF)
طائرات سلاح الجو في مناورة مشتركة مع سلاح الجو الأمريكي (IDF)

رد الجيش السوري بشدة على الهجوم الإسرائيلي ضد بطاريات الصواريخ السورية المضادة للطيران والذي نُفذ في بداية الأسبوع (الإثنين) موضحا أنه ستكون لهذا الهجوم تأثيرات.

كما ذُكر آنفًا، هاجم سلاح الجو يوم الإثنين الماضي بطارية صواريخ أرض جو تابعة للجيش السوري. تعطلت البطاريات عن العمل مؤقتا في أعقاب الهجوم الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي. جاء الهجوم بعد أن أطلق الجيش السوري صاروخا محاولة منه التعرض لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي حلقت في سماء لبنان.

وسارع الإيرانيون للرد أيضا. التقى رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد بكيري، في دمشق مع رؤساء الجيش السوري مهاجما إسرائيل وقائلا: “لا يُعقل أن تهاجم إسرائيل سوريا متى ترغب في ذلك”، قال في حديثه عن الهجوم الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 556 كلمة
عرض أقل