نساء عربيات في إسرائيل (Flash90/Yossi Zeliger)
نساء عربيات في إسرائيل (Flash90/Yossi Zeliger)

القوّة المفقودة للسياسيّات العربيّات

قوة النساء العربيات في دولة إسرائيل ضعيفة بالنسبة لنظيراتهنّ في المجتمَع اليهودي في إسرائيل. والسبب: المبنى الاجتماعي العشائري وظاهرة إقصاء النساء.

أعطى الإعلان المفاجئ للنائب حنين زعبي (التجمع الوطني الديمقراطي) أنّها تفكّر في الترشّح لرئاسة بلدية الناصرة بعض الأمل لسياسيّات كثيرات في المجتمَع العربي، اللاتي لم يحظَين لسنوات طويلة برؤية زعيمة تقود مدينة كبرى كالناصرة.

ويبدو أنّ حنين زعبي ليست وحيدة في الميدان. فحتى هذه اللحظة، يبدو أنّ 22 سيّدة عربية (بينهنّ درزية واحدة) يترشحنَ في أماكن معقولة لدخول المجالس المحلية والبلديات، التي يُفترض أن تجري في 22 تشرين الأول 2013.

لكن رغم هذه المعطيات التي تبدو مشرقة، فمنذ إقامة الدولة عام 1948، وصلت ثلاث نساء عربيات فقط إلى الكنيست، وهنّ: حسنيّة جبارة (ميرتس) التي انتُخبت للكنيست الـ 15، نادية حلو (العمل) التي انتُخبت للكنيست الـ 17، وحنين زعبي (التجمع) التي انتُخبت للكنيست الـ 18 والـ 19.

وعلى المستوى المحلي، فإنّ المعطيات أسوأ: فمنذ تأسيس الدولة، شغلت امرأة عربية واحدة منصب رئاسة مجلس محلي. فالرائدة كانت فيوليت خوري من كفرياسيف، التي كانت عضوًا في المجلس المحلي لمدة تسع سنوات، وانتُخبت لرئاسته عام 1974.‎ ‎وإذا قررت النائب حنين زعبي الترشح، فستسعى إلى تكرار إنجاز خوري وإلى تسجيل سابقة: أن تكون أول سيدة عربية تترأس المجلس البلدي لمدينة.

لكن رغم التجربة المثبَتة لنساء عربيّات كثيرات يقرّرن الترشح لمواقع مسؤولية كرئيسات للمجالس أو حتى يُخترنَ للترشح ضمن قائمة موجودة والعمل كعضوات مجلس، فإنهن يواجهن غالبًا عوائق اجتماعيّة. فكثيرات منهنّ يؤكدن على أنّ فكرة ترشح امرأة على رأس القائمة أو كجزء من قائمة يثير اعتراضًا شديدًا داخل المجتمع العربي. فلا يزال ممكنًا في المجتمَع العربي تمييز أنماط سياسية قديمة قائمة على الولاء العائلي. ويتصدّر هذه الولاءات بشكل عامّ رجال، وهم الذين يحدّدون الإيقاع، ويمارسون ضغوطًا اجتماعية، واقتصادية أحيانًا على المرشّحات أو على عائلاتهنّ للتنازل عن ترشّحهنّ.

سعاد شحادة (64 عامًا)، أم لخمس بنات في المكان الثاني في لائحة ميرتس لبلدية حيفا، لديها سجلّ مثير للإعجاب. فهي مديرة المركز الاجتماعي المتعدد المجالات في حيّ وادي النسناس، ناشطة في مجال تعزيز مكانة المرأة ودعم التربية في إسرائيل، مرشدة لقاءات نساء من كل العالم بالاشتراك مع وزارة الخارجية، ومن مؤسسات لوبي النساء الحيفاويات العربيات. وفي مقابلة مع صحيفة غربيّة قالت شحادة: “من المُثبَت أننا مديرات أفضل. أنا أيضًا أرفع القبعة لحنين زعبي. فهي ستستطيع حتمًا إدارة بلدية الناصرة أفضل من الرجال”.

في المجتمَع الإسرائيلي بشكل عامّ ثمة ظاهرة إقصاء للنساء، وهي أقوى أيضًا في المجتمَع العربي والمجتمع الحاريدي. فالمرأة يُنظَر إليها دائمًا باعتبارها أضعف وتحتلّ دائمًا المكان الثاني خلف الرجل.

النائبة حنين زعبي (Kobi Gideon, Flash90)
النائبة حنين زعبي (Kobi Gideon, Flash90)

ووفقًا لمعطيات نشرها تحالف المنظمات النسائية في إسرائيل، فإنّ رقم 22 امرأة عربيّة مرشحة في أماكن واقعيّة للمجالس والبلديّات يشير إلى نزعة هبوط في نسبة الترشح للنساء في الوسط العربي. فللمقارنة، ترشحت 249 امرأة عام 2003، وانتُخبت اثنتان فقط. وعام 2008، ترشحت 149 سيّدة، وانتُخبت ستّ منهن فقط.

أمّا السبب الآخر الذي يُضعف حظوظ النساء بترؤس بلدية أو مجلس محلي فهو اقتصاديّ. فالحملة الانتخابية تكلّف المال، وللنساء العربيات اللواتي بعضهنّ لا يعمل والأخريات تعملنَ كأجيرات لا مالَ وتمويلَ لإدارة حملات ضخمة، وغالبًا ما تدخلنَ السياسة كمتطوّعات.

وتدّعي عضو الكنيست السابقة نادية حلو، التي مثّلت حزب العمل في الكنيست الـ 17، في لقاء مع صحيفة غربيّة: “إنّ الحيّز العام لا يزال مغلقًا أما النساء رغم أنهن تميزنَ على مر السنين في الثقافة والمقدرات الإدارية والقيادة. وتضيف حلو أنه ربما على الحكومة والكنيست، من أجل إحداث تغيير، أن تخصّص في القانون مقاعد في القوائم للنساء فقط”.

وتؤدي المكانة البائسة للنساء العربيات في السياسة المحليّة إلى تحويلهن مع بنات جنسهنّ الحاريديات إلى المجموعتَين الأضعف بين الجمهور العام للنساء في إسرائيل.

عام 1948، أسست نساء عربيّات في إسرائيل حركة النهضة النسائية، التي أدت عام 1973 إلى تأسيس حركة أوسع، ضمّت نساءً يهوديات أيضًا، وهي تندي – “حركة النساء الديمقراطيات في إسرائيل”.‎ وعملت “تندي” منذ تأسيسها من أجل السلام في الشرق الأوسط والعالم، التعايش بين إسرائيل والفلسطينيين، والمساواة في الحقوق للنساء في شتى مجالات الحياة: في المجتمَع، السياسة، والعمل. وكانت غالبية الطلاب الجامعيين الذين شاركوا في نضال الطلاب الجامعيين العرب عام 2000 إناثًا.

حتى الكنيست الـ 18 لم تمثّل أية سيدة عربية أي حزب عربي في الكنيست، حتى انتخاب حنين زعبي ممثلة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي.‎ ‎وتُسجَّل سابقة إدخال سيدة عربية إلى الكنيست، حسنيّة جبارة، لصالح حزب ميرتس.‎ ‎ويعود انتخاب جبارة لموقع واقعي في قائمة ميرتس للكنيست إلى حدّ كبير إلى طريقة تخصيص المقاعد التي اتُّبعت في ميرتس في تلك الفترة. فقد ألزمت تلك الطريقة وضع مرشّح عربي في مكان شبه مضمون، وتعزيز ترشّح النّساء.

إنّ مكانة النساء في السياسية القطرية والمحلية ذات أهمية لقيام مجتمع متوازن، لكنّ مستقبل النساء العربيات في السياسة لا يبدو مُشرقًا لا سيّما على ضوء المعطيات. ويمكن أن يكون تشريعٌ منظم مطلوبًا لضمان مكان للنساء في قيادة المجتمع.

اقرأوا المزيد: 707 كلمة
عرض أقل
ميراف ميخائيلي وتسيبي حتوبلي وستاف شافير
ميراف ميخائيلي وتسيبي حتوبلي وستاف شافير

نساء السياسة الإسرائيلية – وجوه جديدة وقديمة

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في إسرائيل واكتمال القوائم الحزبية المختلفة ، تبرز أسماء نسائية جديدة في مشهد السياسة الإسرائيلية

03 ديسمبر 2012 | 13:41

نعرض في هذه المقالة أسماء جديدة، ونذكر بأسماء قديمة لها وقع خاص في السياسة الإسرائيلية.

ميراف ميخائيلي – حزب “العمل”

أجمع الإعلام الإسرائيلي على أن ميراف ميخائيلي هي المفاجأة الأكبر في قائمة حزب “العمل” التي ستتنافس في الانتخابات البرلمانية القريبة. وتحدث بعض المطلعين على شؤون الحزب أن ميخائلي تصدرت المرتبة الخامسة في القائمة الحزبية على الرغم من أنف زعيمة الحزب شيلي يحيموفتش.

صورة من صفحة "فيسبوك" الخاصة بميراف ميخائيلي
صورة من صفحة “فيسبوك” الخاصة بميراف ميخائيلي

وعملت ميخائيلي في مجال الإعلام سابقا لدخولها السياسة، وبرزت في الإعلام المرئي، حيث قدمت برامج في مجالات عديدة منها الرياضة والثقافة، وانخرطت بعدها في الإعلام المكتوب، وكانت صاحبة عامود رأي في صحيفة “هآرتس” المعروفة.

وتتميز ميخائيلي في نظرتها الأنثوية، حيث تعتمد في أسلوبها الكلامي والكتابي على صيغة المؤنث، على سبيل المثال قولها: “المرء تعتقد…”. وتُعرف ميخائيلي بمواقفها السياسية المناهضة للحكومة الإسرائيلية الراهنة، واليمين الإسرائيلي، بما في ذلك رفض العنف والاحتلال. واقترح مطلعون أن أفكارها لا تروق لزعيمة الحزب يحيموفتش، التي تحاول أن تجذب إلى حزبها ناخبين مناليمين السياسي، إضافة لليسار.

ستاف شافير- حزب “العمل”

تبلغ شافير 27 عاما، وهي أصغر المرشحين سنا للكنيست الإسرائيلي.

صورة من صفحة "فيسبوك" الخاصة بستاف شافير
صورة من صفحة “فيسبوك” الخاصة بستاف شافير

واستطاعت شافير رغم صغر سنها أن تحتل المكان التاسع في قائمة العشرة مرشحين الأوائل، وسبقت بذلك سياسيين مرموقين مثل: نحمان شاي، وأفيشاي برفيرمان. وقد سطع نجم شافير في صيف 2011، خلال الاحتجاجات الشعبية ضد غلاء المعيشة في إسرائيل، وما أطلق عليه المراقبون ب “اعتصام الخيام”، نسبة للخيام التي نصبت في جادة “روتشيلد” في تل أبيب، ومن ثم انتشرت في أرجاء إسرائيل. وكانت شافير من القادة البارزين في أرض الميدان، وشوهدت مرارا على شاشات التلفزيون الإسرائيلي، حيث كانت الناطقة بلسان حركة الاحتجاج، وذاع صيتها بأنها محاربة بلا هوادة من أجل العدالة الاجتماعية.

واتخذت شافير مسارا مغايرا لقيادية بارزة أخرى في صفوف الحركة الاحتجاجية، وهي دافني ليف، إذ قررت شافير أن تلجأ إلى مجلس الشعب كأداة للتغيير الاجتماعي، وعدم الاكتفاء بالعمل خارج البرلمان مثل زميلتها دافني.

ناديا حلو- حزب “العمل”

استطاعت حلو الوصول إلى المرتبة ال 19 في قائمة المرشحين للكنسيت القادم، التاسع عشر. وهي عاملة اجتماعية من مدينة يافا، كانت أول امرأة عربية – مسيحية تشغل وظيفة في البرلمان الإسرائيلي، وتم انتخابها للكنسيت عام 2006.
واجتهدت حلو خلال عملها كعاملة اجتماعية في مجال حقوق المرأة في إسرائيل، ولا سيما مكانة المرأة العربية، وتقلدت منصب نائبة حركة “نعمت” الإسرائيلية، التي تعني بقضية التعايش والسلام. وشغلت مناصب عدة في جمعيات إسرائيلية وعربية، قبل دخولها العمل السياسي، واهتمت بقضايا شتى منها: السلام، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الأقليات وغيرها.
وترأست حلو في الكنسيت السابع عشر لجنة حقوق الطفل، وكانت عضوة مساهمة في لجان الكنسيت: مثل لجنة الداخلية، والمحافظة على البيئة، واللجنة الخاصة بمكانة المرأة وتمكينها. وساهمت خلال عملها البرلماني في مشاريع قوانين تتعلق بحقوق المرأة والمجالس المحلية.

تسيبي حتوبلي – حزب “الليكود”

تحتل حتوبلي المكان العاشر في قائمة الحزب الأقوى في إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو. وهي من الأسماء البارزة في “الجيل الصاعد” الذي يقود حزب الليكود مثل: جدعون ساعر وجلعاد أردان. وتُعرف حتوبلي بمواقفها اليمينية المتشددة، وتعاطفها مع المجتمع الديني كونها سياسية متحفظة في ما يتعلق بأمور الدين. وتساءلت بعض المجلات الإسرائيلية المتهمة ب “القيل والقال”، عن أسباب عزوف حتوبلي عن الزواج، نظرا إلى انتسابها إلى مجتمع ديني وهي في عقدها الثالث.

صورة من صفحة "فيسبوك" الخاصة بتسيبي حتوبلي
صورة من صفحة “فيسبوك” الخاصة بتسيبي حتوبلي

وزاولت حتوبلي قبل خوضها السياسة مهنة المحاماة، وعملت في مجال الإعلام. ودرست حتوبلي، عدا عن اهتمامها بمجال القانون، وكتبت مقالات عدة بمجال الديانة اليهودية. واشتركت في عام 2006 في حلقة سياسية على شاشة المحطة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي، وبزر في جدالاتها الطابع اليميني، وكانت من منتقدي رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت إبّان الحرب الثانية على لبنان وبعدها.
وفي عام 2008 ترشحت ضمن قائمة الليكود للكنيست الثامن عشر، واستطاعت أن تحتل المكان ال 18 والذي منحها مقعدا في البرلمان الإسرائيلي. وكانت حتوبلي من أصغر الأعضاء سنا في الكنيست، وهي من مواليد عام 1978. وتعرف حتوبلي بأسلوبها الحازم ومواقفها السياسية المتشددة.

شيلي يحيموفتش- حزب “العمل”

زعمية حزب العمل منذ منتصف العام الجاري. فازت يحيموفتش بالمنصب بعد أن هزمت منافسها وزير الدفاع في السابق، عمير بيريس. ووضعت شيلي منذ تزعمها الحركة القضايا الاجتماعية في صدارة عملها السياسي. وانتقد الإعلام الإسرائيلي شيلي بسبب تهربها من المواضيع السياسية- الأمنية، واختبائها وراء القناع الاجتماعي.
لكن شيلي أبدت آراءها السياسية والأمنية في الفترة الأخيرة، خاصة خلال العملية العسكرية “عمود السحاب” ضد غزة، ونيل السلطة الفلسطينية مكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وركزت في حدثيها على قصور الحكومة الإسرائيلية في الشأنين، متّبعة دور المعارضة السياسية بدل الكشف عن خطها السياسي. ويشك بعض المحللون السياسيون بأن سياسة شيلي تميل إلى اليمين السياسي أكثر من اليسار.
ودخلت يحيموفتش العمل السياسي عام 2005 بعد مشوار طويل في الإعلام، وترقت في سلم المراتب في الحزب حتى وصلت زعامة الحزب. وتُعرف شيلي بأنها تتفاعل مع متابعيها على “فيس- بوك” إذ تشهر آراءها هنالك بدون انقطاع.
وتداول الإعلام الإسرائيلي الأخبار أن شيلي حاولت ضم تسيبي ليفني إلى صفوف حزب “العمل”، بعد أن اعتزلت الأخيرة الحياة السياسية وتركت حزب “كاديما”، إلا أن تسيبي عادت إلى السياسة وأقامت حزبا جديدا، مديرة ظهرها لشيلي.

تسيبي ليفني- حزب “الحركة”

تُعد ليفني من الوجوه المألوفة في السياسة الإسرائيلية، وذات سيرة سياسية مرموقة، إذ تبوأت مناصب رفيعة مثل وزيرة الخارجية ووزيرة العدل، ونائبة لرئيس الحكومة أولمرت، وكانت بذلك أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس الحكومة في إسرائيل، ووزيرة الخارجية الثانية بعد جولدا ميئير.
وترأست ليفني خلال عملها في الخارجية الإسرائيلية المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وبعد اعتزال إيهود أولمرت العمل السياسي تزعمت ليفني حزب “كاديما” (الذي أقامه رئيس الحكومة الأسبق أريك شارون). وفي انتخابات 2009 حازت على 29 مقعدا في الكنسيت الإسرائيلي، وأصبح حزب “كاديما” الحزب الأكبر في إسرائيل، إلا أنها لم تفلح في مهمة تشكيل ائتلاف حكومي، ونُقلت المهمة إلى زعيم الحزب الأكبر الثاني في انتخابات 2009، وهو رئيس الحكومة الراهن بنيامين نتنياهو.
وأعلنت ليفني في الأسبوع الماضي عن إقامة حزب جديد بعد أن تركت حزب “كاديما” واعتزلت السياسة مؤقتا، واطلقت على الحزب اسم “هتنوعا”، أي “الحركة”. ووجّه الصحافيون في إسرائيل أسئلة صارمة لليفني عقب خطوتها إقامة حزب جديد بدل الانضمام إلى حزب قائم مثل حزب “العمل” بزعامة يحيموفتش أو حزب “هنالك مستقبل” بزعامة يائير لابيد. واتهم بعض المحللين ليفني بأنها تعاني من “أنانية” مفرطة. وقد سألتها الإعلامية أيلا حسون في المؤتمر الصحافي الخاص بالإعلان عن الحزب الجديد، قائلة: لقد منحك الجمهور الإسرائيلي 29 مقعدا في الانتخابات الماضية ولم تفعلي بهم شيئا؟ لماذا تطلبين منهم الثقة مرة أخرى؟

اقرأوا المزيد: 955 كلمة
عرض أقل