سجّلت يردين جربي، لاعبة جودو إسرائيلية شابة، أمس (الخميس)، إنجازًا كبيرًا حين فازت ببطولة العالم حتى 63 كيلوغرامًا للسيدات. وقد أجريت البطولة في ريو دي جانيرو البرازيلية. وفي نهاية يوم مليء بالإثارة، ضمّ خمس معارك ضدّ أفضل لاعبات الجودو في العالم، اعتلت جربي الدرجة الأعلى على منصة التتويج، تقلدت الميدالية الذهبية التي حصلت عليها، وانهمرت دمعة من عينها لدى سماعها النشيد الوطني الإسرائيلي، “هتكفاه”، يُعزَف على شرفها.

أمّا الإنجاز الأفضل لجربي، ابنة الرابعة والعشرين، حتى الأمس، فكان تحقق في بطولة أوروبا، حيث حظيت فيها بالميدالية البرونزية. وبالنسبة للّاعبة التي لم تشارك في الألعاب الأولمبية في لندن 2012، ثمة قفزة كبيرة. فقد كانت طريقها إلى اللقب التاريخي مثيرة للإعجاب، إذ بدأت مع ثلاث ضربات قاضية ضدّ منافسات من السلفادور، إيطاليا، وسلوفينيا. في نصف النهائي، واجهت منافِسة يابانية عنيدة، ومفعمة بالعدائية. لكن بعد بداية متوازنة نسبيًّا، وبعد مرور دقيقتَين و47 ثانية، نجحت جربي في شلّها والتأهل للمباراة النهائية.

إليكم عددًا من الضربات القاضية المذهلة التي نفّذتها جربي:

عند ذاك صعدت إلى الميدان لتخوض أهم معركة في حياتها، أمام الفرنسية كلاريس أغبينينو. صعدت جربي مدفوعة بحافز كبير وبعدائية شديدة، أطاحت بمنافستها بسرعة، ونفّذت مناورة أولى أدّت إلى الإغماء على الفرنسية. وقد تطلّب الإعلان عن فوزها 43 ثانية فقط، فارتاحت حينذاك، وبدأت دموعها تنهمر.

شاهدوا المعركة على الميدالية الذهبية:

http://youtu.be/PS_W9aAc9tY

شاهدوا لحظات انفعال جربي، عندَ تقديم الميدالية لها:

http://youtu.be/NTH-H6YiMxM

وأدّى الفوز إلى توقف بعض السياسيين الإسرائيليين برهةً عن الانشغال بما يحدث في سوريا. فقد اتّصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ببطلة الجودو، وهنّأها قائلًا: “إنه إنجاز هائل؛ نحن نفخر بك. دخلتِ التاريخ!”. وشاطرت وزيرة الرياضة، ليمور لفنات، تمنياتها إذ قالت لها: “إنّها إحدى لحظات القمة في الرياضة الإسرائيلية. أنا فخورة بكِ، وأرسل إليك معانقة كبيرة لإنجازك الهامّ”.

ويُعرف الجودو بصفته المجال الرياضي الأول في إسرائيل من حيثُ الإنجازات. وكان الجيل الذهبي بدأ مع الفوز التاريخي لياعيل إيرد بالميدالية الفضية في أولمبياد برشلونة 1992، والذي رافقه فوز أورن سمودجا بالميدالية الفضية. كان هاتان أوّل ميداليتَين للرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية، لينضم عام 2004 إريك زئيفي، الذي حظي بميدالية برونزية في أولمبياد أثينا، ليصبح شخصية معروفة في كل بيت.

شاهدوا فوز إريك زئيفي بالميدالية البرونزية:

***

أمّا الرياضية الإسرائيلية الأخرى التي تفوّقت على نفسها أمس فكانت لاعبة المضرب الشابة، يوليا غلوشكو. فبعد أن أذهلت عالم التنس وتغلبت في الجولة الأولى لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة على ناديا بتروفا، المصنفة 20 في العالم، واجهت غلوشكو الأمريكيةَ ساتشيا فيكري.

يوليا غلوشكو (KENZO TRIBOUILLARD / AFP)
يوليا غلوشكو (KENZO TRIBOUILLARD / AFP)

استغلت فيكري البداية المترددة لغلوشكو وتقدمت 5 مقابل 3. لكن في هذه اللحظة، ارتدّت الرياضية الإسرائيلية ابنة الثالثة والعشرين، فازت في 4 مباريات متتالية، وقلبت الأمور رأسا على عقب لتصبح النتيجة 5 مقابل 7 في الجولة الأولى. ومدفوعةً بالنصر في الجولة الأولى، عادت غلوشكو إلى الملعب، وواصلت بإيقاع مذهل، في طريقها لإحراز تقدّم بواقع 4 مقابل 1، قبل أن تنجح فيكري في التقليص إلى 3 مقابل 4، لكنّ غلوشكو عادت من جديد وفازت بنتيجة 6 مقابل 3 في الجولة الثانية.

ويُتوقّع أن يؤدي فوزا غلوشكو المقنعان إلى نقلها من المكان المئة والثامن والعشرين في العالم إلى لائحة المئة الأوائل للاعبات كرة المضرب. وفي الجولة الثالثة من البطولة الكبرى التي تجري حاليًّا في نيويورك، ستواجه السلوفاكية دانيلا هانتشوفا، المصنفة ثامنة وأربعين في العالم اليوم، لكنها بلغت في ذروتها المكان الخامس في التصنيف العالمي، واعتُبرت إحدى أهم لاعبات المضرب. يبدو أنّ المهمة ستكون صعبة على غلوشكو. لكن من يدري، فقد تؤدي الروح المعنوية المرتفعة جراء الفوز في أوّل مباراتَين إلى مفاجأة لاعبة التنس المخضرمة، التي حققت في مسيرتها الرياضية ما لا يقل عن 9 ملايين دولار، إثر نجاحاتها المتعدّدة!

اقرأوا المزيد: 542 كلمة
عرض أقل