حظيت صناعة عبيدات الجنس، التي يمارسها تنظيم داعش، بتغطية إعلامية عالمية وأثارت صدمة كبيرة ومروّعة. ولكن، كما يظهر من بحث أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ليس أن مقاتلي داعش يُجبرون عبيدات الجنس على ممارسة الجنس فحسب، بل يُجبروهنّ أيضًا على تناول حبوب منع الحمل، لئلا تتضرر ممارساتهم الجنسية. يعتمد مُقاتلو داعش في ذلك على فتوى في الشريعة تقول إنه يُمكن جعل المرأة عبدة جنس في حال أنها لم تُنجب بعد.
يضم التقرير الخاص بمراسلة صحيفة نيويورك تايمز، روكميني ماريا كاليماشي، شهادة لشابة عمرها 16 عامًا كان ينتابها الخوف عند حلول الغروب لأنه كان وقت بدء اغتصابها. ولكن، أيضًا عندما كان يبيعها مقاتل داعش لمقاتل آخر، كانت تنتقل معها علبة أقراص منع الحمل دائمًا لضمان ألا تصبح حاملا أثناء ممارسة علاقة جنسية مع أي من المقاتلين. وقد تمت المتاجرة بها بين سبعة من مقاتلي داعش.
وكان على الشابة، وفق شهادتها، أن تتناول تلك الأقراص يوميا أمام أنظار المقاتل، للتأكد أنها لا تُحاول أن تحبل سرًا. حتى أن أحد المقاتلين الذين بيعت له كان يُجبرها على تناول قرص “اليوم التالي” الذي يعمل على الإجهاض بعد 24 ساعة من ممارسة الجنس، الأمر الذي كان يجعلها تنزف.
ويُشير هذا إلى ظاهرة غريبة شخصها أطباء عالجوا أكثر من 700 فتاة من الطائفة الأزيدية اللواتي وقعنّ ضحايا عمليات اغتصاب مقاتلي داعش: 5% فقط منهن أصبحن حوامل، بينما لم تحبل بقية الشابات.
ذكرت شابة أخرى أيضًا، عمرها 18 عامًا، في شهادتها كيف أنها بعد أن بيعت لأحد مقاتلي داعش ذهبت مع والدته إلى أحد المستشفيات المحلية وهناك أُجريت لها فحوصات حمل للتأكد من أنها ليست حاملا. وقالت الأم للعبدة: “إذا اكتشفنا أنك حامل سنعيدك”. بعد أخذ ثلاث عينات دم منها، واتضح أنها ليست حاملا، أُعيدت الفتاة إلى المقاتل، وبشرته والدته أن عبدته ليست حاملاً.
ذكرت الشابة أنها اغتُصبت عدة مرات من قبل ذلك المقاتل وبعد أن مل منها أعطاها لأخيه لتكون عبدةً له.
وبينما شدد قادة داعش جدًا، وفق الشهادات المعروضة في تقرير نيويورك تايمز، على ضمان استعمال وسائل منع الحمل وحتى أنهم أحيانًا كان يفرضون استعمال أكثر من وسيلة، كان المقاتلين الشبان، على عكس قادتهم، لا يُشددون كثيرًا على ذلك.