قليلة هي الدول المتطوّرة التي تقع تحت التهديدات الأمنية مثل إسرائيل. لقد أنشأت هذه الاضطرارات الخاصة في إسرائيل صناعة سلاح متطوّرة جدًا، تعتمد على التقنيات التي تُطوّر في البلاد.
لقد أنشأ تهديد الصواريخ على إسرائيل مركز علم شامل للتكنولوجيا المعدّة للدفاع عن الجبهة الداخلية ضدّ الصواريخ. إن شركات مثل رفائيل، إلتا، الصناعة الجوية وإلبيت، هي شركات رائدة عالميًّا اليوم في تطوير وإنتاج صواريخ مضادة للصواريخ، منظومات الرادار ومعدّات الطيران غير المأهولة.
في مجال الدفاع ضدّ هجمات الصواريخ، الزبون الأساسي، وعادة الفريد، للشركات هي وزارة الأمن الإسرائيلية، التي هي جزء مهم أيضًا في مراحل التطوير والتميّز لهذه المنظومات.
مجموعة حماية الأجواء الإسرائيلية مبنية من ثلاث طبقات، حيث “القبة الحديدية” هي الطبقة الأولى، التي تحمي من الصواريخ قصيرة المدى. إلى جانب القبة الحديدية، طُوّرت على يد رفائيل والصناعة الجوية منظومات أخرى، معدّة للحماية في وجه الصواريخ التي تهدد الجبهة الداخلية أو القوات العسكرية.
العصا السحرية
العصا السحرية هي مشروع لشركة رفائيل مع شركة أمريكية، لتطوير وإنتاج منظومة لصد الصواريخ في نطاق 70 إلى 250 كيلومترًا، التي يمكنها أن تصل إلى ارتفاع 50 كيلومترًا. ثمة تقسيم مسؤوليات واضح بين الشركات: رفائيل هي مصدر لأكثر المعلومات التي اعتمدت في المشروع المشترك وهي المسؤولة عن تطوير أغلب منظومات الصاروخ. Raytheon، الشركة الأمريكية، ستزوّد “العصا السحرية” بوحدة الإطلاق. الهدف الأساسي للتعاون مع Raytheon هو استغلال أموال المساعدة الأمنية للولايات المتحدة.
تعمل منظومة “العصا السحرية” عملا مشابها للقبة الحديدية، لكن صاروخها أكبر وذي مرحلتين من التحريك. وتختلف عن القبة الحديدية، أن الصاروخ الصادّ يصيب الصاروخ المهاجم ولا ينفجر بالقرب منه. تستخدم “العصا السحرية”، مثل “القبة الحديدية”، رادار شركة إلتا الإسرائيلية، وكذلك مجسّات قربٍ مماثلة في رأس الصاروخ.
هذه المنظومة معدّة لإيقاف هجمات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في الغلاف الجوي وهي تحل محلّ بطاريات البتريوت القديمة. يقدّر ثمن صاروخ واحد من “العصا السحرية” بمليون دولار. ما زالت المنظومات في نطاق التطوير وبعد تأجيلات كثيرة من المتوقع أن تُعتمد للاستعمال في حملات 2015.
منظومة “الحتس”
منظومة “الحتس” هي منظومة عريقة نسبيًّا، وطُوّرت في الأصل لمجابهة تهديد الصواريخ. المنظومة معدّة للحماية من الصواريخ ذات المدى البعيد، بدءًا من 600 كيلومتر وحتى آلاف الكيلومترات.
لقد طورت الصناعة الجوية “الحتس” كجزء من برنامج “حرب النجوم”، التي بدأت في الولايات المتحدة في 1985. أجريت التجربة الناجحة الأولى للصاروخ منذ 1992. سنة 2000 اعتُمد “الحتس” في النشاط العسكري، واليوم هناك ثلاث بطاريات فعّالة من نوعه. سنة 2009، بدأ تطوير النسخة الثالثة لصاروخ “الحتس”، إذ رُفع مستوى طيرانه، كي يتاح له أكثر مجابهة الصواريخ الباليستية ذات المدى الطويل وإبطال عملها خارج الغلاف الجوي. تُعتبر بطاريات “الحتس” منظومة الدفاع الأساسية لإسرائيل ضدّ الصواريخ الإيرانية. يُقدّر ثمن صاروخ “حتس 3، بمبلغ 2.2 مليون دولار.
“باراك” لحماية السفن
“باراك” هو صاروخ صغير، يزن مئات الكيلوغرامات وطُوّر لحماية السفن من الصواريخ. السفن في البحر هدف سهل للصواريخ، حيث يمكن لمنظومات الصواريخ أن تفرق بسهولة بين السفينة وبين ما يحيط بها.
طُوًر “باراك” بالتعاون مع رفائيل والصناعة الجوية ودخل إلى الخدمة منذ 1991. المنظومة بأكملها موضوعة على سفن الصواريخ. لقد أعدت للتعامل مع صواريخ من نوع “ياخونت”، المطلقة من الأرض وتحلق في مسار مستو قريبًا من سطح الماء. سنة 2009، طُوّرت النسخة الأخيرة- “باراك 8”. يجدر بالذكر أن منظومة “باراك” بيعت للجيش الهندي.
معطف رياح ضدّ الصواريخ المعدّة ضدّ الدبابات
معطف الرياح هي نظام دفاعي في وجه مضادات الدبابات المعدّ للمركبات الحربية والدبابات. هناك في المنظومة رادار، حاسوب إطلاق ووسائل صدّ الصواريخ. على النقيض من منظومات الصواريخ الأخرى، فإن أداة الصدّ لمعطف الرياح مركبة من شاحن لكريّات معدنية تجابه الصاروخ في تحليقه وتجعله ينفجر قبل إصابة المركبات. ما يميّز المنظومة أنه يمكنها بذلك مجابهة الصواريخ قصيرة المدى وذلك خلال تحرك المركبة.
منظومة البتريوت
لم تُطوّر منظومة البتريوت في إسرائيل، نعم، لكنها أصبحت مألوفة، وتُستخدم هي أيضًا، فيما تُستخدم، للحماية من الصواريخ. لقد طُوّرت المنظومة منذ سنوات السبعين على يد شركة Raytheon الأمريكية، كمنظومة لصد الطائرات. سنة 1982، اعتُمد استعمالها في العمليات العسكرية في العالم، وفي 1988، بعد أن رُقّيت، اعتُمدت كجهاز معدّ أيضًا لصد الصواريخ الباليستية.
في حرب الخليج الأولى، سنة 1991، نُشرت بطاريات البتريوت في إسرائيل والسعودية، من أجل الحماية من صواريخ سكاد التي أطلقت من العراق، وتبيّن أن المنظومة لم تكن ناجعة. بعد حرب الخليج تلقّت إسرائيل بعض بطاريات البتريوت التي كانت مهمتها الحماية من طائرات معادية.