المال هو ما سيحرك في نهاية المطاف أي تنظيم كان- إن كان عمله الرئيسي إنتاج الآيفونات، الاستشارة المالية، أو القتل الجماعي المنظم. والتنظيم الإرهابي مثلُ التنظيم التجاري، بحاجة للمال كي يستمرّ. هناك حاجة للأموال لتمويل العمليات، أجرة النشطاء، معسكرات التدريب، شراء الأسلحة ومواد التفجير، وسائل النقل والعتاد، والصيانة الجارية. تتطلب هذه العمليات الكثير من المال.
لا يمكن للإرهابيين المسؤولين عن الصندوق المالي أن يطلبوا من البنوك قرضا وسيكون من الصعب عليهم توزيع الأسهم، ولذا توزع التنظيمات الإرهابية جهود تجنيد الأموال على عدة قنوات سرية، وتعمل خارج القانون في اقتصاد الظل العالميّ.
مقاتلون من داعش في احد شوارع بلدة عين العرب (AFP)
في قسم كبير من الحالات تشبه طريقة العمل طريقة التنظيمات الإجرامية، التي شكلت طرقُها في جني الأموال مثالا تحتذيه التنظيمات الإرهابية. مع ذلك، ينبغي أن لا ننسى أنه إلى جانب النشاط الإجرامي الواضح، مثل الإتجار بالمخدرات، سرقة البنوك، أو جباية رسوم الحماية والفدية، ثمّة نشاط جليّ، في وضح النهار، تحوّل فيها مبالغ مالية طائلة من الجهات الممولة للتنظيمات الإرهابية، من جمعيات، مؤسسات الصدقة، شركات تجارية، بل وجهات مالية وحكومية.
“يشكل التعاظم الاقتصادي الذي أحرزه تنظيم مثل داعش تهديدا على الدول الغربية والدول العربية المعتدلة”، هذا ما يوضحه اللواء في الاحتياط جيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، في مقابلات للإعلام الإسرائيلي”، “لكن كي يستمر نشاطه الاقتصادي يجب أن يتعاون مع دول وجهات أخرى. داعش، مع كل الموارد الاقتصادية التي نجح في وضع يده عليها، متعلق بالتعاون مع الجانب الآخر. إذ أنه يبيع نفطه، مثلا، لتركيا أيضا”.
أيضًا إفرايم هليفي، رئيس الموساد ورئيس المجلس للأمن القومي سابقا، يشير إلى التأثير التدميري لقدرة داعش الاقتصادية. “لهذا التنظيم قوة اقتصادية نادرة”، يؤكد. يبدو أن هذا هو التنظيم الإرهابي الأكبر في الشرق الأوسط- وحتى في مجال القوة البشرية التي يمتلكها من ناحية سيطرته على مساحات واسعة، في المدن ومراكز التجمع السكاني الكبيرة. يهدد داعش في نشاطه الجذور العميقة للمبنى السياسي في الشرق الأوسط. ستحس هذه الهزة الأرض جيدا في كل العالم”.
نشطاء القاعدة في الصومال (AFP)
المال، إذا كان الأمر كذلك،، هو مصدر قوة داعش- وأيضا مفتاح الحرب ضده. “مفتاح نجاح الحرب ضدّ داعش”، كما يوضح أحد المسؤولين في محادثة مع مجلة فوربس، والذي رتب التنظيمات الإرهابية العشرة الأكثر ثراء في العالم، قائلا: “هو في تكتل تحالف واسع للعمل المتعمق ضده بكل المقاييس، حيث إن البعد الاقتصادي حاسم”.
إذًا كيف نحارب التنظيمات الإرهابية في الحلبة الاقتصادية؟ حسب ادعاء آيلاند، لذلك ينبغي بذل ثلاث محاولات وتنسيقها بالتوازي. “تتركز المحاولة الأولى حول جمع المعلومات والاستخبارات، سواء أكانت هذه معلومات تجارية أو شبكية أو أكثر سرية”، قال موضحا. “المعلومات التي جمعت يجب أن توصلك في نهاية المطاف إلى قناة الأموال- معرفة من يبيع لمن، من يرسل لمن، من يبيض الأموال من أجلهم بطريقة أو بأخرى. المحاولة الثانية هي في المستوى القانوني وتتعلق بالأمور التنظيمية، التشريع، واتخاذ الإجراءات القضائية. المحاولة الثالثة هي في المستوى الاقتصادي، وتتعلق بتطبيق القرارات واتخاذ الإجراءات ضد الجهات الممولة والمساعدة للتنظيمات الإرهابية: إخراجها عن القانون، فرض الحصار أو منع الإتجار معها”.
إذًا ما هي التنظيمات الإرهابية الأثرى (حسب تدريج مجلة فوربس)؟
علم داعش، الدولة الإسلامية
1. داعش، مع تداول سنوي بحوالي مليارَي دولار. مناطق النشاط: العراق، سوريا، والأردن
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
2. حماس، مع تداول سنوي بحوالي مليار دولار. منطقة النشاط: غزة والضفة الغربية
مقاتل من جماعات ال- FARC في كولومبيا (AFP)
3. FARC، تنظيم إرهابي ماركسي، مع تداول سنوي بحوالي 600 مليون دولار. منطقة النشاط: كولومبيا
عناصر حزب الله (MAHMOUD ZAYYAT / AFP)
4. حزب الله، مع تداول سنوي بحوالي 500 مليون دولار. منطقة النشاط: لبنان
مقاتلو جماعات الطالبان (AFP)
5. طالبان، مع تداول سنوي بحوالي 400 مليون دولار. منطقة النشاط: أفغانستان وباكستان
زعيم القاعدة أيمن الظواهري (SITE INTELLIGENCE GROUP / AFP)
6. القاعدة وأذرعها، مع تداول سنوي بحوالي 150 مليون دولار. منطقة النشاط: أفغانستان وباكستان
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني