أظهر استطلاع جديد للرأي من قبل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أجراه مركز فلسطيني بارز لاستطلاع الرأي العام في الفترة ما بين 15 و17 من الشهر الجاري (أي بعد 3 أيام من عملية خطف ثلاثة إسرائيليين)، وشمل 1200 فلسطيني من الضفة الغربية وغزة- تحولا كبيرا في اتجاه الرأي العام الفلسطيني إزاء فكرة الدولتين لشعبين، إذ أوضح الاستطلاع أن أغلبية كبيرة من الفلسطينيين يرون أن تحرير فسلطين التاريخية، من النهر إلى البحر، هي الهدف الرئيس في الخمس سنوات القادمة.
وأتى أيضا في الاستطلاع أن 27% فقط من الفلسطينيين قالوا إن الهدف هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة وتحقيق فكرة الدولتين لشعبين. ويَظهر هذا التحول في اتجاه الرأي العام الفلسطيني كذلك من خلال سؤال آخر، حيث يعتقد ثلثا الفلسطينيين أن المقاومة يجب أن تستمر حتى تُحرر فلسطين التاريخية.
وقال ثلث إن هدف القيادة الفلسطينية هو تحقيق حل الدولتين، بينما اتفق ثلثان على أن حل الدولتين هو “جزء من خطة مرحلية” هدفها تحرير فلسطين التاريخية لاحقا. ويشير معدّو الاستطلاع إلى أن هذه النتيجة تفسر تأييد الفلسطينيين لمحمود عباس وفي نفس الوقت رفضهم لحل الدولتين لشعبين.
وأظهر الاستطلاع أن حركة حماس لم تجن مكاسب سياسية من عملية خطف الإسرائيليين، والدليل حسب معدي الاستطلاع، هو التأييد الكبير للرئيس محمود عباس في الضفة الغربية وغزة، حيث رشح 30% عباس ليكون رئيسا في السنتين القادمتين، بينما حظي اسماعيل هنية ومشعل معا على 12 % في الضفة و15% في غزة. حتى أن دحلان يحظى على دعم أكبر من قادة حماس في غزة بنسبة 20%.
ورغم التشدد في اتجاه الرأي العام الفلسطيني نحو حل الدولتين لشعبين، أظهر الاستطلاع أن أغلبية الفلسطينيين لا يؤيدون المقاومة العنيفة أو المسلحة. وقال 70% من سكان غزة إن على حماس الالتزام بوقف النار مع إسرائيل، و56% وافقوا على موقف الرئيس عباس القائل إن حكومة التوافق يجب أن تتخلى عن العنف.
ويشير معدو الاستطلاع إلى أن الاعتقالات التي قامت بها إسرائيل منذ عملية الخطف، وكذلك الحوادث التي أسفرت عن قتل فلسطينيين أثناء التفتيش عن ثلاثة إسرائيليين مخطوفين، قد تكون دفعت الرأي العام الفلسطيني نحو المزيد من العدوانية تجاه إسرائيل.
وعلى السؤال “ماذا ينبغي أن تفعل إسرائيل لكي تقنع الفلسطينيين أنها تريد السلام بالفعل”، قالت الأغلبية “إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين” في إشارة إلى مركزية قضية الأسرى في الرأي العام الفلسطيني. ويجدر الذكر أن إطلاق سراح الأسرى تصدر خيارات أخرى، بفارق كبير، مثل: وقف الاستيطان، وتقسيم القدس وغيرها.
ورغم تراجع التأييد الفلسطيني لفكرة الدولتين لشعبين، تتوقع أغلبية الفلسطينيين أن تعرض إسرائيل المزيد من فرص العمل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية وداخلها . وأعرب أكثر من نصف الفلسطينيين عن رغبتهم في أن يعملوا داخل إسرائيل في وظيفة “جيدة مع أجر عال”.
واللافت أن الفلسطينيين، حسب الاستطلاع، يساوون بين تهديد الجنود الإسرائيليين وحرس الحدود على الأمن والاستقرار وبين الفساد السلطوي والإجرام داخل الأراضي الفلسطينية، فبينما يعد 3/4 من الفلسطينيين قوات الأمن الإسرائيلية مشكلة أساسية، يعد 72% من الفلسطينيين الفساد لدى المسؤولين الفلسطينيين مشكلة أساسية.