معسكرات الإعتقال

رودي أدموندس (تويتر)
رودي أدموندس (تويتر)

للمرة الأولى: جندي أمريكي يحصل على لقب “صالح من بين الأمم”

المؤسسة الرسمية لتخليد ذكرى الهولوكوست في إسرائيل "ياد فاشيم" منحت أكثر من 26 ألف شخص لقب "صالح من بين الأمم"، ولكن، هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها جندي أمريكي على هذا اللقب

رودي أدموندس، جندي أمريكي من ولاية تينيسي؛ في الولايات المُتحدة، قد شارك في الحرب العالمية الثانية؛ في صفوف الجيش الأمريكي، وكما شارك بدخول قوات التحالف إلى أوروبا عام 1944. لقد تم أسره، من قبل الألمان، في واحدة من المعارك وتم اقتياده إلى أحد مُعسكرات الاعتقال بالقرب من مدينة Ziegenhain؛ في ألمانيا، حيث كان هناك جنود أمريكيون آخرون؛ من أصل يهودي.

تم تعيين أدموندس، من قبل الألمان، كمسؤول عن بعض أكواخ الأسرى. عندما أعلن الألمان، في يوم ما، أن على اليهود فقط أن يمتثلوا للاصطفاف الصباحي، طلب أدموندس من كُل الجنود، الذين كانوا تحت إمرته، أن يمتثلوا للاصطفاف الصباحي وليس اليهود فقط.

عندما رأى الضابط الألماني، في اليوم التالي، عدد الجنود الذين امتثلوا للاصطفاف الصباحي قال لأدموندس: “لا يُعقل أن كلهم يهود” فرد أدموندس قائلا: “كُلنا يهود”. عندما سمع الضابط الألماني ذلك وضع مسدسه على رأس أدموندس وأمره بأن ينادي على كُل اليهود أن يخرجوا من الطوابير وإلا سيُطلق النار عليه.

رد أدموندس على الضابط قائلاً إن مُعاهدة جنيف تنص على أن يقول الأسير اسمه، رتبته ورقمه الشخصي فقط وأنه إذا أطلق النار عليه سيكون عليه أن يُطلق النار على كل الحاضرين لأن جميعهم يعرفون من هو وعندما تنتهي الحرب سيُعلن عنه أنه مُجرم حرب.

لقد جعل رد أدموندس ذلك الضابط الألماني يُعيد مُسدسه إلى مكانه وينصرف من المكان. وقد عاد الأسرى إلى أكواخهم.

توفي أدموندس عام 1985، ولكن ابنه كريس؛ الذي يُشارك في هذه الأيام في حلقة دراسية لزعماء دين مسيحيين؛ في “ياد فاشيم”، المؤسسة الرسمية لتخليد ذكرى الهولوكوست في إسرائيل، سيحصل في العام القادم على لقب “الصالح بين الأمم” باسم والده. وهكذا سيكون أول جندي أمريكي تُعطى له هذه الصفة بعد أن حظي 26 ألف شخص قبله، من كل العالم، بهذا التكريم.

اقرأوا المزيد: 274 كلمة
عرض أقل
آن فرانك
آن فرانك

غموض جديد يكتنف موت آن فرانك، رمز الهولوكوست

معلومات جديدة تكشف أنه من الممكن أنّ تاريخ وفاة الطفلة اليهودية الأكثر شهرة في تاريخ الهولوكوست كما تخيّلنا، هو تاريخ خاطئ، وأنّ آنا وأختها لاقتا حتفهما نتيجة لمرض

قبل سبعين عاما، في سن الخامسة عشر فقط، لاقت الطفلة اليهودية آن فرانك حتفها في معسكر العمل الألماني “برجن بلسن”. والآن يكشف لنا بحث جديد أنه من الممكن أن تاريخ وفاتها المقدّر حتى يومنا هذا، ليس صحيحًا، وأنها في الحقيقة توفيت نتيجة مرضى التيفوس قبل نحو شهر من التاريخ المعلن عن وفاتها.

وكما تبيّن من خلال الأبحاث التي أجريت حتى الآن واعتمدت على الكتاب الشهير “مذكرات آن فرانك”، فقد توفيت فرانك نتيجة حمى التيفوس قبل أسبوعين فقط من تحرير المعسكر على أيدي الروس في تاريخ 31 آذار عام 1945. إن قرب تاريخ وفاتها من تاريخ تحرير المخيّم كان حتى يومنا هذا مدعاة للحسرة والألم حيث كانت آن فرانك قاب قوسين أو أدنى من النجاة.

وتشير أبحاث جديدة قادها متحف “بيت آن فرانك” اعتمدت على دراسة من جديد لتقارير الصليب الأحمر ولشهادات الناجين من المعسكر، إلى إمكانية وفاة آن فرانك وأختها الكبيرة مارغو قبل شهر على الأقل من التاريخ المعروف.

في عام 1944، تم العثور على آن فرانك وعائلتها في مكان اختبائهم في أمستردام، وتم اقتيادهم من هناك إلى معسكر الإبادة “أوشفيتس-بيركناو”. حيث تم فصل أنا وأختها عن سائر العائلة، واقتيدتا للعمل الجبري في “برجن بلسن”. وتصوّر شهادات الناجين الحياة في المعسكر كحياة صعبة إلى أقصى الحدود، فقد نامت الأختان في أسرّة مكتظة، مليئة بحشرات القمل، دون ماء أو طعام.

ويعلل باحثو المتحف أنّ فرانك كانت معرّضة لهذا المرض خلال فترة طويلة، وأن أعراض المرض كانت قد ظهرت عليها وعلى أختها منذ بداية شهر شباط. ويضيف الباحثون أن غالبية حالات الوفاة نتيجة حمى التيفوس حصلت بعد مدة أقصاها 12 يوما منذ ظهور الأعراض الأولية للمرض، ولذلك، من غير المحتمل أن تبقى آنا وأختها على قيد الحياة حتى شهر آذار كما قيل.

ولا يزال الغموض يحيط التاريخ الدقيق لوفاة آن ومارغو فرانك.

اقرأوا المزيد: 275 كلمة
عرض أقل
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)

أوشفيتز: هكذا يبدو معسكر الموت الأكبر في تاريخ البشرية

معسكر الإبادة الأكثر شهرة في أوروبا، معسكر أوشفيتز، الذي يعتبر "فخر آلات القتل النازية". فقد في المعسكر أكثر من مليون ونصف المليون شخص حياتهم في فترة الحرب العالمية الثانية

أحيى العالم هذا العام ذكرى مرور 70 عاما على تحرير معسكر الموت، معسكر أوشفيتز بيركينو في بولندا، “فخر الصناعة النازية” الذي كان مسؤولا عن وفاة أكثر من مليون ومائتي ألف إنسان معظمهم من اليهود.

معظم المباني التي كانت في أوشفيتز لم تعد موجودة اليوم. كان أوشفيتز في ذروته “إمبراطورية عظيمة”، اشتملت على 45 معسكرا وامتدّت على مساحة 40 كيلومترًا مربّعا. لا يوجد لمعظمها اليوم ذكرٌ خارج كتب التاريخ. وفقا لمعطيات محدّثة فقد بقي في الموقع التذكاري لأوشفيتز 20% فقط من المباني الأصلية للمعسكر.

جمعنا لكم 10 حقائق مثيرة للاهتمام بشكل خاص حول موقع الإبادة النازي:

1. معسكرات الإبادة أوشفيتز، في جنوب بولندا، كانت أكبر معسكرات الإبادة التي أقامتها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وقُتل فيها نحو مليون ومائتي ألف إنسان، من بينهم نحو مليون ومائة ألف يهودي (91%).

2. أكثر من أي موقع آخر خلال الحرب، كان معسكر الإبادة، المعسكر الذي عمل على مدى الفترة الأطوال، من حزيران عام 1940 حتى كانون الثاني عام 1945 وقد وصلت فيه ذروة صناعة القتل الجماعي.

3. كان أوشفيتز في ذروته “إمبراطورية عظيمة”، اشتملت على 45 معسكرا امتدّت على مساحة 40 كيلومترًا مربّعا. كان في أوشفيتز ثلاثة معسكرات رئيسية: أوشفيتز، الذي كان معسكر الاعتقال الأولي واستُخدم كمركز إداري لنظام المعسكرات، وقُتل فيه نحو 75,000 مثقف بولندي ونحو 15,000 أسير حرب سوفياتي.‎ ‎معسكر بيركينو، الذي نُفّذ فيه معظم إبادة اليهود، وقُتل فيه نحو مليون ومائة ألف يهودي، ونحو 22,000 من الغجر. ومعسكر مونوفيتس الذي عمل كمعسكر عمل، وسوى هذه المعسكرات الثلاثة عمل حول أوشفيتز نحو أربعين معسكرًا ثانويًّا، تم فيها تشغيل اليهود في أعمال السخرة.

معسكر أوشفيتس (AFP)
معسكر أوشفيتس (AFP)

4. كانت معسكرات الإبادة مؤسّسة معروفة في ألمانيا النازية. أقيمت معسكرات الاعتقال الأولى منذ عام 1933، مع صعود الحزب النازي إلى الحكم، ومن بينها معسكر الاعتقال داخاو الذي افتُتح في 20 آذار عام 1933.وقد خُصّصت المعسكرات في البداية لتكون أداة لقمع معارضي السلطة داخل ألمانيا نفسها، في تلك المرحلة خُصّصت المعسكرات لسجن “العناصر غير المرغوب بها”، كالمجرمين ومعارضي السلطة. سُجن اليهود في معسكرات الاعتقال بشكل أساسيّ عام 1938 وخصوصا بعد “ليلة البلور”، في 9 تشرين الثاني عام 1938 بهدف حملهم على مغادرة ألمانيا.

5. كان في المعسكرات ليلة الحرب 25,000 سجين، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية ارتفع عدد سكان المعسكرات، عندما بدأ الألمان بسجن الشباب من الدول التي احتُلّت من قبلهم فيها، وخصوصا أولئك الذين اشتُبه بهم كعناصر تنظيمات سرية وكخطيرين على الاحتلال الألماني. لم يكن الهدف من المعسكرات هو الإبادة، ولكن العمل الذي فُرض على الشباب في المعسكرات كان قاسيا جدا، وكان الاستخفاف بحياة الإنسان في تلك المعسكرات آخذ بالتزايد. وبناء عليه، فقد ارتفع عدد الذين لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال.

6. كان شكل المعسكر مستطيلا. وكان طوله نحو 300 متر وعرضه نحو 200 متر، وكان يقع بجوار أحد الأنهار في تلك المنطقة.‎ ‎كما كان محاطا كلّه بسياج كهربائي مزدوج على ارتفاع أربعة أمتار. كان فيه لدى إقامته 20 مبنى من طابق واحد، ولكن الألمان أضافوا تسعة مبان أخرى، وأضافوا طابقا آخر للمباني الموجودة. كان في المعسكر ما مجموعه 29 مبنى، “مباني بلوك”، مرتّبة في ثلاثة صفوف: في وسط الصفّ الشمالي كان هناك المبنى الذي كان مطبخ المعسكر، وبجانبه بوابة الدخول.

7. وُضعت على بوابة الدخول (ولا تزال قائمة) لافتة ساخرة تقول “‏Arbeit Macht Frei‏”، أي: العمل يُحرّر. أُجبِر السجناء الذين كانوا يخرجون من المعسكر خلال اليوم لأعمال البناء أو الزراعة على السير من خلال البوابة على صوت عزف الفرقة الموسيقية النسائية في أوشفيتز.

معسكر أوشفيتس (AFP)
معسكر أوشفيتس (AFP)

8. قادت شهادات تاريخية لمحرّري المعسكر من السوفييت وأدلة أخرى جُمعت خلال السنين بعد الحرب العالمية، من كلام معتقلين كانوا في المعسكر، الباحثين إلى إثبات الرأي القائل إنّ معظم القتل في المعسكر تمّ بواسطة التعذيب، الضرب، إطلاق الرصاص الحيّ والقتل الجماعي في غرف الغاز.

9. بدأت عملية إبادة المعتقلين في المعسكر مع إنزالهم من القطارات إلى الأرصفة. رغم الضغوط والعنف الذي أُنزل فيه المعتقلون اليهود من القطارات، بذل الألمان جهودهم لإخفاء مصير القتلى حتى آخر لحظة. حرص أعضاء الإس إس على الهدوء وعلى ألا يتحدّث المعتقلون فيما بينهم، كي لا تحدث اضطرابات. تمّ الاختيار على الرصيف، واقتيد المرسَلون للموت سيرًا أو نُقلوا لغرف الغاز. حتى مع السير إلى غرف الغاز تم الحفاظ على الصورة المسترخية. رافقت سيارة إسعاف تابعة لوحدة إس إس أولئك الذين حُكم عليهم بالإعدام، ممّا أنشأ وهم المرافقة الطبية. في الواقع، فقد حُمّلت في سيارات الإسعاف عُلب السمّ، زيكلون B.

10. بذل الألمان جهودا كبيرة من أجل منع الهروب من أوشفيتز. كانت المعسكرات محاطة بالأسلاك الشائكة والأسوار الكهربائية، الخنادق والحرّاس المسلّحين مع الكلاب. وقد وُضع خلف سياج المعسكر نفسه المزيد من أبراج الحراسة ممّا سُمّي “السلسلة الكبيرة”، على بعد مئات الأمتار بل بضعة كيلومترات من سياج المعسكر. تمّ تعريف كلّ منطقة المعسكر، نحو 40 كيلومتر مربّع، بأنّها “منطقة خاصة”، تم إفراغ سكانها البولنديين منها، وكان يُحظر الدخول إليها دون إذن خاص. وقد تمّ في منطقة أوشفيتز تسكين أسر لأعضاء الإس إس والذين كشفوا عن النظرة العدائية بشكل خاصّ تجاه كلّ من حاول الفرار من المعسكر. وقد أثقلت على الفارّين أيضًا التحريضات في المنطقة: فقد كان من الصعب الاندماج مع السكان وهم يرتدون زيّ المعسكر، مع رقم موشوم على أذرعهم ومع حلق شعورهم. حذّر الألمان سكان المنطقة بأنّهم سيُعاقبون بشدّة إذا ساعدوا الهاربين. كانت هناك عقبة أخرى في طريق الفارّين وهو إدراكهم، بأنّ أصدقاءهم في المبنى بل والمعسكر كلّهم سيُعاقبون بشدّة في عقاب جماعي. لم يتخلَّ الألمان حتى عندما لم يتمّ الإمساك بالفارّين في الأيام الأولى؛ تلقّت جميع وحدات الشرطة الألمانية رسائل وتفاصيل عن الفارّين، وقامت الوحدات المختلفة بعمليات التفتيش الدقيقة باحثين في كلّ أرجاء الرايخ الألماني.

اقرأوا المزيد: 852 كلمة
عرض أقل
ألويس برونر (Wikipedia)
ألويس برونر (Wikipedia)

مستشار التعذيبات لدى الأسد، النازي، توفي في دمشق

ألويس برونر، المجرم النازي المطلوب في العالم الذي هرب إلى سوريا بعد الحرب العالمية الثانية، ونجا من محاولتي اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي وعمل كمستشار للتعذيبات لدى الأسد

تُوفي ألويس برونر، ضابط “إس إس” الذي كان من أكثر الرجال ولاء لأدولف هتلر وكبير مساعدي أدولف آيخمان، ودُفن في دمشق، هذا ما أفاده وكيل استخبارات ألماني في الشرق الأوسط في الأيام الماضية.

كان برونر أكثر مجرم نازي مطلوب في العالم وكان مسؤولا عن موت آلاف اليهود في فترة الهولوكوست. عمل برونر، المولود في النمسا، كمساعد لأدولف آيخمان وساعد في إدارة عمليات طرد يهود فرنسا، النمسا واليونان إلى معسكرات الاعتقال والإبادة.

هناك قائمة طويلة من الجرائم التي يتولى ألويس مسؤوليّتها بدءًا من عام 1941. كان حينذاك نائبا لآيخمان في مكتب هجرة اليهود وحرص خلال توليه للمنصب على الطرد الجماعي لـ 48,000 يهودي نمساوي إلى خارج البلاد الآرية وأمر بنقلهم إلى معسكرات الاعتقال والإبادة في بولندا، لاتفيا ولتوانيا.

عام 1943، بعد أن تحمّس آيخمان لإمكانيات الشر لدى برونر وعرّفه باعتباره “أفضل رجلّ لديّ”، قام بإرساله إلى اليونان، حيث سارع إلى طرد 46,000 يهودي من سالونيك خلال شهرين فقط. كانت قسوته أشهر من نار على علم. بل إنّ مرؤوسيه في “إس إس” قد كرهوه.

وقد تحدّثت أدلة تمّ جمعها بعد الحرب من الناجين من الهولوكوست في معسكرات أمضى برونر فيها وقتا، عن قسوته وساديّته. اضطر اليهود في إحدى الحالات إلى الركض لساعات في المعسكر وإلقاء أنفسهم في الوحل. بعد أن انهاروا واستنفدوا طاقتهم تمّ ضربهم حتى الإغماء. وقد أمر مرؤوسيه في “إس إس” في إحدى الحالات بقتل أربعة يهود بدم بارد أمام أنظار الجميع. وتحدثت أدلة أخرى كيف أمر بوقوف تسعة من اليهود وهم عراة، في ليلة باردة من شهر تشرين الثاني، لمدة 12 ساعة متواصلة قام خلالها حراس “إس إس” بضربهم.

بعد الحرب، تم إدراج اسمه في قائمة مجرمين الحرب الأكثر طلبا. تمّ اعتقاله وسجنه في معسكرات الأسرى التابعة لجيش الولايات المتحدة والجيش البريطاني، ولكنه تمكّن من التملّص بعد أن أخفى ماضيه وأقنع المحقّقين بإطلاق سراحه. عاد إلى النمسا، وبمساعدة صديق اعتمد هوية مزوّرة، حصل على شهادات جديدة وفرّ إلى مصر. التقى هناك بالزعيم الفلسطيني، الحاج أمين الحسيني، الذي أقنعه بالانتقال إلى مكان أكثر أمنا: سوريا. قبل برونر هذه النصيحة وانتقل إلى سوريا التي انتحل فيها شخصية رجل أعمال وتاجر من أصول ألمانية. وفي هذا الإطار طوّر علاقات مع موظّفي السفارة الألمانية.

اعتُقل عام 1960 من قبل الشرطة السورية للاشتباه بتجارته للمخدّرات. ومن أجل إثبات براءته، اعترف أنّه كان الساعد الأيمن لآيخمان، بعد أن اختطف الأخير من قبل الموساد في الأرجنتين وتم تقديمه للمحاكمة في القدس. سارعت الشرطة السورية وأجهزة الأمن في البلاد إلى إطلاق سراحه. أخذه الرئيس السوري حافظ الأسد تحت رعايته وعيّنه في وظيفة مشابهة لتلك التي عمل بها في النظام النازي؛ مستشارا لشؤون التعذيبات.

على مرّ السنين، امتنع النظام السوري من تسليمه رغم المطالبات الكثيرة من قبل الدول الغربية. نجا من محاولتين للاغتيال كانت كما يبدو من قبل عناصر الموساد، في عامي 61 و 80، بواسطة مغلّفات متفجّرة وفقد إحدى عينيه وثلاثة من أصابعه.‎ ‎رغم أنّ وظيفة برونر الدقيقة في حكومة حافظ الأسد لم يتمّ تعريفها أبدا، ولكن وكالات الاستخبارات وخبراء الهولوكوست أوضحوا بأنّه كان متورّطا في التعامل القاسي مع الجالية اليهودية في سوريا وكان خبيرا في الإرهاب والتعذيب. قال برونر إنّ الشيء الوحيد الذي يندم عليه بأنّه لم يقتل المزيد من اليهود. لم يعبّر عن ندمه أبدا.

ووفقا للمعلومات الجديدة فقد تُوفي قبل أربع سنوات عن عمر يناهز الثمانية والتسعين عاما ولم يحاكم عن جرائمه.

اقرأوا المزيد: 510 كلمة
عرض أقل
صورة لطفلة خلال فترة الهولوكوست (فيلم قائمة شندلر)
صورة لطفلة خلال فترة الهولوكوست (فيلم قائمة شندلر)

الدبدوب، المونوبولي والدمى التي نجت من الهولوكوست مع الأطفال الذين لعبوا بها

كان من المفترض أن يستمرّ لثلاثة أشهر فقط، ولكن معرض "ليست هناك ألعاب للأطفال" الذي يحكي قصص أطفال عن ألعاب لعبوا بها في الهولوكوست؛ يُعرض منذ 17 عامًا في "ياد فاشيم". زيارة مؤثرة قبيل إغلاق العرض وافتتاح معرض أكثر اتساعا، والذي سيهتمّ بعالم الأطفال في فترة الهولوكوست

كان من المفترض أن يكون معرض “ليست هناك ألعاب للأطفال” في “ياد فاشيم” (متحف يخلّد ذكرى الهولوكوست في القدس) معرضا مؤقتا، يعرض للزوّار الصغار مقتنيات طفولية، دمى، ألعاب ورسومات من مجموع الأغراض في المتحف. تم أخذ اسم المعرض من كتاب المؤلف يانوش كورتشاك “قوانين الحياة”. وقد تم افتتاحه عام 1996 لثلاثة أشهر فقط، ولكنه معروض منذ 17 عاما على التوالي، ربما لأنّه من المؤلم إغلاق جناح ينجح إلى درجة كبيرة في إثارة عواطف الزوار من جميع الأعمار. تُعرض في المعرض قصص لأطفال حول ألعاب لعبوا بها في الهولوكوست، كانت بديلا عن آبائهم وأمهاتهم، أو نسجوا من خيالهم، إلى جانب الدمى، ألعاب العلب ورسومات الأطفال.

كتب في الكتالوج لدى افتتاح المعرض: “بخلاف معارض أخرى متعلقة بالهولوكوست، لا يركّز هذا المعرض على التاريخ، الإحصاءات أو أوصاف العنف الجسدي. في هذا المكان، تمثّل لعب الأطفال، الألعاب، الأعمال الفنّية، اليوميات والأشعار المعروضة هنا جزءًا من القصص الشخصية للأطفال، وهي توفّر بذلك لمحة عن حياتهم خلال الهولوكوست. أصبحت الدمى والدباديب جزءًا لا يتجزّأ من حياة الأطفال الذين حملوها خلال الحرب. في كثير من الحالات، رافقت الألعاب أولئك الأطفال خلال الحرب وشكّلت مصدرا رئيسيا للراحة والرفقة. بالنسبة لبعض الأطفال، كانت الدباديب والدمى المقتنيات الأهم التي بقيت معهم لدى انتهاء الحرب”.

يهوديت عنبر مع دمية دبدوب من رومانيا، تصوير إميل سلمان، هآرتس
يهوديت عنبر مع دمية دبدوب من رومانيا، تصوير إميل سلمان، هآرتس

بعد نصف عام سيتم إغلاق المعرض العريق. سيتم عرض جزء من المعروضات فيه بالإضافة إلى العديد ممّا تمّ جمعه خلال السنين واحتُفظ به في الأرشيف في جناح للمعارض في ياد فاشيم، والذي سيُقام فيه معرض أكثر اتساعا. سيهتمّ المعرض ليس بالألعاب والإبداع فحسب، بل بكل عالم الأطفال في فترة الهولوكوست. ولكن يبقى للمعرض القديم سحره الخاص، وهذه المقالة هي شكل من أشكال الفراق عنه.

هناك الكثير ممّا يمكن تعلّمه من الهولوكوست. إنّ عالم الأطفال عالمٌ إبداعيّ ومثير للإعجاب وفيه الكثير من القوى والتفكير الفريد

تم أخذ الكثير من تلاميذ المدارس الثانوية في إسرائيل لزيارته خلال السنين وليس بالضرورة أنهم قد خرجوا منه حزينين. إلى جانب المعروضات تم وضع مكتبة لكتب الأطفال في موضوع الهولوكوست وفيها أيضا دفاتر وأدوات كتابة. “حافظنا على الدفاتر. معظم الأطفال يكتبون حين يشعرون بالمتعة، لقد تأثروا وكانوا يرغبون بالعودة”، هذا ما تقوله يهوديت عنبر، أمينة المعرض ومديرة متاحف ياد فاشيم، والتي أجرت في الشهر الماضي جولة خاصة في مجموع مقتنيات ومعارض الأطفال القديمة، بمشاركة زوار من صناعة الألعاب في إسرائيل، مخترعين، محاضرين، مصمّمين، مختصّين بالألعاب وأبناء الجيل الثاني والثالث من الناجين من الهولوكوست.

تضيف عنبر: “ربما يكون هذا المعرض الأكثر قسوة مما يمكن التفكير فيه، ولكن ليس هناك أي شيء مخيف فيه. على المستوى الأولي هذه ألعاب قديمة للأطفال. كانت ابنتي في الثامنة حين جاءت لمساعدتي في الصيف في العمل بمتحف ياد فاشيم. وقالت بخصوص هذا المعرض “كان في الهولوكوست أطفال مثلي”. هذا أمر جيّد، لا نحتاج إلى فهم كل القصة القاسية في سنّ كهذا”.

"كابيتال"، مونوبول من بودابست، تصوير إميل سلمان، هآرتس
“كابيتال”، مونوبول من بودابست، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“حين عملنا على المتحف الكبير، أردت الاشتغال بتجسيد الهولوكوست. في تلك المرحلة كان لدينا لعبة مونوبول وصلت من غيتو تيريزينشتات (الجمهورية التشيكية)، دمية وملابس سجين يهودي وهذا كلّ شيء. فكرت في وضع المونوبولي داخل زجاج، ووضع سجادة وكتب ودعوة الأطفال الذين يزورون المتحف للقراءة والكتابة. ولكنني توقفت حينذاك وقلت لنفسي: “ماذا تعني ألعاب الأطفال؟ في الهولوكوست كان هناك قتل. من لعبَ في الهولوكوست؟” خشيت أن يغضب الناجون منّي. أخبرت البروفيسور يسرائيل غوتمان، أحد الناجين من الهولوكوست وباحث في المجال، بأنّني أخشى أن تكون الألعاب نقطة حساسة. امتلأت عيناه بالدموع. طلب أن أقيم المعرض، وإذا كان لدى أحدهم مشكلة بأنّ يتوجه إليه.

“أرسلت رسائل لبعض الناجين من الهولوكوست، الذين كانوا أطفالا في فترة الحرب. في البداية، تعاملوا مع اللعب خلال الهولوكوست باعتبارها تهمة رهيبة. غضبت إحدى الناجيات من حيفا. هاتفتها وتحدّثنا. بعد ذلك أرسلت لي طوال الوقت رسائل صغيرة مع مذكراتها، بالإضافة إلى الألعاب التي لعبت بها. تحدثت في إحدى الرسائل كيف وصلت إلى أسرتها التي أخفتْها، لقد أعطيتْ لها دمية وقامت بتحطيمها. وكعقاب لها ألقوا بها خارجًا فقامت بالتبوّل على الوحل وصنعت دمية ولعبت معها. فهمت أنني ألمس نقطة مهمة جدّا. كبرتْ المجموعة لتحوي عدة دمى ودباديب وما لا يحصى من القصص، فقرّرت إقامة المعرض هنا.

أطفال يهود في معسكرات الإعتقال خلال فترة احرب العالمية الثانية (AFP)
أطفال يهود في معسكرات الإعتقال خلال فترة احرب العالمية الثانية (AFP)

“توجّهت متحمّسة مع كل المعروضات التي جمعتها إلى المصمّم حنان دي لانجا. قال لي: “لديك بعض اللعب المحطمة، ستنشئين منها معرضا؟ إنْ لم تضيفي لونًا، لن يكون هناك أي شيء”. قلت له إنّ الأسود والرمادي هي ألوان الهولوكوست، فكيف يكون هناك ألوان في ياد فاشيم؟ ولكنّه صدق. كانت في الهولوكوست ألوان. في معسكر أوشفيتز أيضًا كانت السماء زرقاء وكان العشب أخضر، وفي الثقافة الغربية كانت اللعب ملوّنة. توجّهت إلى إدارة ياد فاشيم وقلت لهم إنّنا قرّرنا إضافة الألوان إلى المعرض. لم نرغب بإنشاء شعور مضاد لدى الناجين. وهكذا، كان الزوار على مدى سنوات في ياد فاشيم ينزلون في الدرج، ويبحثون عن المراحيض، يشاهدون ألوانا، ويقولون لأنفسهم: “حسنا، هذا ليس ياد فاشيم”، ويعودون أدراجهم للأعلى.

“هناك الكثير ممّا يمكن تعلّمه من الهولوكوست. إنّ عالم الأطفال عالمٌ إبداعيّ ومثير للإعجاب وفيه الكثير من القوى والتفكير الفريد”، كما تؤكّد عنبر. “هناك إمكانيات هائلة لدى الأطفال، وأحيانا أفكر بأننا نحن الكبار نضع الحواجز أمام إبداعهم. يهمّني شخصيّا كيف تصرّف اليهود في الهولوكوست، كبشر في أزمة، هناك الكثير ممّا يمكن تعلّمه منهم. لم تكن لتنجوَ في الهولوكوست لدقيقة لو لم يساعدوك. واليوم، كيف ننظر للمسنّ، للطفل وللضعيف؟

ما هي لعب الأطفال والألعاب الأكثر إثارة ممّا وصلكم؟

لعب أطفال من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس
لعب أطفال من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“لدينا هناك ثلاثة لعب مونوبول من الهولوكوست، لكل واحدة هناك قصة. أعدّ الأولى أب لابنته التي وُلدت عام 1941 في هنغاريا، وهو عام سيّء جدا للولادة فيه، وكانت تستند إلى شوارع بودابست، مع الترام والشوارع الرئيسية. بعد فترة من ذلك اقتيد لكتائب العمل ولم يعدْ. تتطرّق بطاقات اللعبة إلى الأحداث في خلفية الحرب: “ادفع ضريبة الجوع”، “سرقوا لك المحفظة في القطار”، “ادفع ضريبة المرض” وهكذا.

“كانت المونوبولي الثانية من غيتو تيريزينشتات وهي تحمل قصة تراثية. تم صنعها عام 1943 في ورشة رسم عملت في النهار لصالح النازيين وفي المساء لصالح الأطفال. كان الأطفال يمرّرون اللعبة لمن يبقى في الغيتو بعدهم، ولم يعلم من أخذها بأنّها جاءت من طفل تمّ قتله. الجائرة الكبرى فيها هي يوم عطلة. عاش الأطفال في تيريزينشتات عن طريق لعبة المونوبولي هذه وتعلّموا عن الحالة التي يتواجدون فيها. تستند اللعبة على مظهر الغيتو كما يبدو لطائر يطير. وقد تعلّموا منها مكان المطبخ الرئيسي، السجن، الحصن، المستودع، منزل الآباء، وجميع المعلومات إلى جانب عنصر اللعبة. لقد تمت صناعتها بحيث يمكن تلوينها بقدر الإمكان. بالنسبة للأطفال الصغار كانت عبارة عن دفتر رسم. هناك أيضا لعبة مونوبول لعب بها طفل في غيتو شنغهاي، ولكنها تجارية، عادية وبسيطة، نجت معهم في الهولوكوست”.

“إنّ اللعبة عبارة عن وسيلة للنجاة والتي يكون لها في بعض الأحيان أهمية أكبر من الطعام والشراب. ليس هناك أي طفل لم يلعب حتى اللحظة الأخيرة من حياته. نحن نحتفظ هنا بقصص أوري أورلاب. لم يكن طفلا في الهولوكوست، في غيتو وارسو وبيرغن بيلسن، بل كان طرزانًا، ملك الصين، يعيش في اللعبة والخيال. حين جئت إليه لم يكن يرغب بالسماع مني حول المعرض. وفي يوم من الأيام حينذاك دخل، ووضع لي على الطاولة علبة من جنود الرصاص، طلب الحفاظ عليها وذهب”.

موناليزا ياد فاشيم

من الرائع التجوّل في المعرض مع الأمينة عليه، التي تعرف جيّدا قصّة كلّ المعروضات والتي عملت على جمعها وإحضارها للمكان وما زالت تتأثر وتبكي من القصص الأكثر قسوة في المعرض.

دمى من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس
دمى من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“نحن نلتقط لعب الأطفال بملاقط من خلال مقابلات مع أطفال من الناجين من الهولوكوست”، كما تقول عنبر. “أمرّ أحيانا على عشرات المقابلات مع الناجين وأجد أسئلة تاريخية فقط، أبحث عن إجابات على ألعاب ولا أجد. بحثنا عن المقتنيات في جميع أنحاء العالم، في مؤتمرات الناجين بشرق أوروبا، في جمعيات الأطفال الناجين في الولايات المتحدة. تصل المقتنيات دوما نتيجة لعلاقات شخصية، وكل شيء كهذا يكون مشحونا بشكل فظيع”.

اللعبة عبارة عن وسيلة للنجاة ويكون لها في بعض الأحيان أهمية أكبر من الطعام والشراب

“في إحدى الحالات ذهبنا إلى فيلم تم إنتاجه عن أهرون أفلفلد وتنسو لترنسنيستاريا في رومانيا. كان ذلك كابوسا حقيقيا منذ 14 عامًا. التقينا في المقبرة اليهودية بامرأة مسنّة، ثقيلة الحركة. أخبرتنا بأنّ والدتها دخلت إلى الغيتو مع ثلاثة أطفال واكتشفت بأنّها حامل. حين ولدت لها طفلة قرّرت ألا تطعمها. بقيت الطفلة لثلاثة أيام دون طعام وكبرت لتكون هي، المرأة ثقيلة الحركة التي التقينا بها. قدّمت لي دبدوبًا ضخمًا أعطاه إياها إخوتها ونجا معها من الهولوكوست. لقد فهمت بأنّه لن يكون هناك شخص آخر يستطيع أن يقصّ قصّتها. تجوّلت وهذا الدبدوب بيديّ في كلّ رومانيا”، هذا ما قالته وعانقت الدبدوب الروماني السمين.

أما دبدوب فريد ليسينغ، فهو دمية ممزّقة وصغيرة، تصفها عنبر بـ “موناليزا ياد فاشيم”. يدعوه ليسينغ، الذي نجا وهو طفل من الهولوكوست في هولندا ويعيش اليوم في الولايات المتحدة ويشتغل بعلم النفس، باسم “Bear” (دبّ بالإنجليزية) وحتى وقت إنشاء المعرض لم يفترق عنه إطلاقا. كيف وصل مع ذلك إلى ياد فاشيم؟

دبدوب الطفل فريد ليسينغ، الذي تم إخفاؤه عند عائلات مسيحية في هولندا، تصوير ياد فاشيم
دبدوب الطفل فريد ليسينغ، الذي تم إخفاؤه عند عائلات مسيحية في هولندا، تصوير ياد فاشيم

“اعتاد ليسينغ كاختصاصي نفسي على تمرير ورشات لليهود الأمريكيين الذين نجوا من الهولوكوست وهم أطفال”، تقول عنبر. “كان يأتي إلى تلك المؤتمرات دومًا مع دبدوبه، الذي نجا معه من الهولوكوست. أخبرتني عنه مديرة منظمة الأطفال الناجين من الهولوكوست في الولايات المتحدة وقالت لي: “يهوديت، ليس لديك أية فرصة، إنّه لا يعطي الدبدوب إلى أيّ كان، إنّه غير مستعدّ للافتراق عنه”. قرّرتُ رغم ذلك محادثته هاتفيا. تحدّثت معه عن المعرض، شرحت له بأنّه مؤقّت لثلاثة أشهر وأنّه يمكننا بواسطة الدبدوب أنّ نحكي قصّته.

“فرّقت والدة فريد أطفالها الثلاثة في الخفاء. وهناك هاجمه كلب ومزّق رأس الدبدوب. كان فريد مريضًا جدّا، عانى من الخنّاق، وعانى من حمّى شديدة جدّا وخشوا بألا يجتاز تلك الليلة. دعوا والدته لتبقى معه في تلك الليلة رغم الخطر. جاءت وسألته عمّا يريد منها أن تفعل، وحينها طلب بأن تصنع لـ Bear رأسًا جديدًا. كيف تفعل ذلك في قلب الليل بالخفاء. أخذت قطعة من باطن معطفه وبطريقة ما خاطتْ له مثل هذا الرأس مع عينين. واليوم يبدو الدبدوب كالجنين. تساقط جميع شعره.

“طلب دراسة ذلك لعدّة أيام. وحينها تحدّثنا مجدّدا. تُفيض الكلمات التي قالها الدموع في عينيّ في كلّ مرة أتذكّرها. قال: “تحدّثت مع Bear، وقرّرنا أنّ مجيئه إلى البلاد ليحكي قصّتنا أهمّ من البقاء معي، وقد حان الوقت لنفترق للمرة الأولى”. لم يعلم حينذاك أنّهما يفترقان إلى الأبد”.

كيف وصل الدبدوب إلى إسرائيل؟

“توجّهت إلى شركة شحن دولية متخصّصة بالفنون، وطلبت إرسال الدبدوب إلى إسرائيل. ومن أجل التأمين سألوني: ما هي قيمة الغرض؟ شعرت بالتوتّر بشكل فظيع. فلا يوجد له ثمن. قلت للموظف: هل تعرف الموناليزا؟ هذا المعروض يساوي أكثر منها لأنّه يحوي روحا لإنسان. كان هادئا عبر الخطّ. بدا لي أنّه أغمي عليه في الجهة الأخرى. وفي جهتي أنا بكيت. شعرتُ بألم فراقهم، لقد سار معه لسنوات طويلة. ويحدث في كثير من الأحيان لمن كان طفلا في فترة الهولوكوست بأنّه يتشبّث بالعديد من الأشياء. اجتاز الأطفال الهولوكوست بالشكل الأكثر صعوبة.

من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس
من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“وحينها، في أحد أيام الجمعة قبيل افتتاح المعرض، وصل الدبدوب إلى البلاد. انتظرت أنا ومديرة قسم المقتنيات في ياد فاشيم تلك الشحنة. جاءت إلى الموقف شاحنة ضخمة وخرج منها صندوق كبير، وكان موظفو الشحن مهتاجين جدّا وصاح أحدهم بالآخر، بينما قلنا نحن لهم بأنّنا لن نذهب إلى البيت حتى يقوموا بتفكيك الحزمة. حينها فتحوا الصندوق، وبدأوا بالتفكيك، وأخرجوا المزيد والمزيد من التعبئة، أوراق التغليف، وأكثر من ذلك. وفي النهاية خرج ذلك الشيء الصغير والمسحوق، والذي يبدو إنسانيّا. كلانا شاهده وانفجرنا ببكاء تاريخي”.

“جلس سائق الشاحنة على الرصيف وقال: “لم أعد أفهم أيّ شيء. قدمت حزمة ضخمة وفي النهاية أجد شيئا يبدو مثل خرقة صغيرة وكلتاكما تبكيان. لماذا؟ قصصنا عليه القصة وبكى بنفسه وتأثّر بشكل كبير”.

“ومنذ ذلك الحين، التقط جميع زعماء العالم الصور مع BEAR الذي يعود لفريد ليسينغ. أطلب دوما تصويرهم لإرسال الصور إلى ليسينغ. كانت هنا مارغريت تاتشر، طوني بلير، جميع رؤساء الأركان، ومن لم يأتِ”.

“حين دُعينا إلى مؤتمر الأطفال الناجين من الهولوكوست في سياتل، اصطحبنا الدبدوب معنا ليلتقي عائدًا بصاحبه. جُننّا تماما من هذا الدبدوب. تركنا ملاحظة على نافذة العرض بأنّ الدبدوب خرج لزيارة عائلية. أعددنا له صندوقا خاصّا، سافرنا والتقينا بفريد، وقد أخذ BEAR لينام معه في المساء. قال في الصباح: “BEAR لكم”. لا زلنا نتراسل حتى اليوم. نرسل له تحيات الأطفال الذين يقفون بجانبه، يعانقون ذلك الصندوق الصغير وينفجرون بالبكاء. ونادرا ما يمرّ الزوار بجانب دبدوب ليسينغ دون أن يقفوا. أحيانا، حين أكون على وشك ترك المكتب في المساء، أبدو حزينة لأنّني سأترك الدبدوب وحده في صندوقه الزجاجي. ولكنني أكون سعيدة في اليوم التالي حين أجده مجددا. من نواح كثيرة، يحمل هذا الدبدوب في داخله الموضوع الرئيسي للهولوكوست. ذلك الألم الرهيب”.

نُشر هذا المقال لأول مرة في موقع “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1909 كلمة
عرض أقل
zara
zara

بلوزة للأطفال توحي بالهولوكوست من تصميم شركة ZARA

مستهلكون غاضبون في صفحة الفيس الخاصة بشركة الأزياء الإسبانية العملاقة "زارا": بلوزة للأطفال تبدو أشبه بالبلوزات التي كان يرتديها نزلاء معسكرات الاعتقال

تعرض شركة الأزياء العالمية “زارا” بلوزات للأطفال تسمى “بلوزة شريف شرطة مخططة” (Striped “Sheriff” T- Shirt) والتي تكلفتها 17 يورو. إلا أن تلك البلوزة تبدو أكثر مثل بلوزة سجين يهودي في معسكر اعتقال – أكثر من كونها بلوزة نقيب شرطة: هناك خطوط على البلوزة (خطوط عرضية في الحقيقة) تحمل رقعة صفراء على شكل نجمة دواد (نجمة زي شريف الشرطة).

وصلت إلى صفحة الفيس بوك الخاصة بشركة “زارا” العالمية ردود فعل غاضبة من زبائن الشركة حول العالم. فقد كتب بعض الزبائن المصدومين على صفحة الفيس بوك وعبّروا عن رأيهم الغاضب بما يتعلق بتصميم البلوزة.

كانت إحدى المعلّقات أم لأطفال حيث كتبت قائلة: “أعتقد أن هناك أشخاص حمقى وجهلة يعملون في زارا”. زبون إسرائيلي كتب: “سؤال فقط: هل البلوزة تتضمن وشمًا مؤقتًا على شكل رقم على اليد؟ هل لديكم جاكيتات صغيرة تحمل الرمز “أس. أس؟”

لاحظ الكثير من المستهلكين بأن البلوزة مصنوعة في الشركة التركية وهي تباع في المتاجر الرئيسية التابعة لشركة الأزياء الإسبانية في دول: إسرائيل، فرنسا، ألبانيا والسويد.

وقالت الشركة في ردها على الضجة التي أحدثتها إن “البلوزة هي “بلوزة عمدة” (Sheriff): “نفهم الحساسية التي أثرناها، لذلك قررنا إزالة البلوزة من على الرفوف وسنتخلص قريبا من المخزون”.

اقرأوا المزيد: 183 كلمة
عرض أقل
أدولف هتلر (Wikipedia)
أدولف هتلر (Wikipedia)

هتلر.. حقائق ربّما لم تعرفوها عن الطاغية النازي

من منّا لا يعرف هتلر؟ كتب تاريخية، أفلام وثائقية، تفسيرات نفسية وما لا نهاية له من الكتب التي تحكي قصة حياة هذا الطاغية. ولكن ثمّة بعض الحقائق التي ربّما لم تعرفوها

28 أبريل 2014 | 11:33

يصادف في إسرائيل اليوم ذكرى الهولوكوست لتذكّر 6 ملايين يهوديّ تمّ قتلهم منهجيّا من قبل ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر. صعد هتلر، الزعيم الشمولي لألمانيا النازية، إلى الحكم عام 1933، وأحدث الحرب العالمية الثانية عام 1939، وكان مسؤولا – وفقًا لخطّة الحلّ النهائي – عن الإبادة المنظّمة لأكثر من ستّة ملايين يهوديّ، وأنهى حياته في قبور “الفوهرر” (مخبأ الزعيم) عام 1945.

هذه الحقائق معروفة لنا من دراستنا للتاريخ في المدارس. الأمور التالية، بالمقابل، قد تفاجئنا. حقائق عن الرجل الذي أباد الملايين من البشر وأشعل العالم في حرب عالمية دامية ومدمّرة:

  1. لم يزر هتلر معسكرات الاعتقال أبدًا.
  2. كانت المحبوبة الأولى لهتلر فتاة يهودية. لم يتحدّثا إطلاقًا، فقد كان يشعر بالحرج الشديد من أن يذهب إليها.‎ ‎
  3. كان من الممكن أن يكون اسم هتلر “أدولف شيكلجروبر”، لولا أنّ والده قد غيّر اسم العائلة عام 1877.
  4. خلال الحرب العالمية الأولى، أنقذ جنديّ بريطاني حياة جنديّ ألماني جريح، وقد كان هو أدولف هتلر.
  5. قصف هتلر منزل ابن شقيقه في ليفربول، ومن ثمّ انضمّ ابن شقيقه للبحريّة الأمريكية لمحاربته.
  6. ومن المفارقات الشديدة أنّ هتلر كان نباتيّا، بل وأصدر قوانين ضدّ الاعتداء على الحيوانات.
  7. كان هتلر متورّطا في محاولة انقلاب فاشلة ضدّ الحكومة المركزية في برلين عام 1923. بسبب مناهضته للسلطات الحاكمة فقد حُكم عليه بالسجن لخمس سنوات، وأثناء وجوده في السجن، كتب هتلر توسّلا لشركة مرسيدس، طالبًا قرضًا لشراء سيّارة.
  8. كان هتلر مرشّحا لجائرة نوبل للسلام عام 1939. فقد قدّم نائب برلماني سويدي اسم هتلر كمرشّح للجائزة المرموقة، ولكن بعد عدّة أيام من ذلك سحب ترشيحه.
  9. قاد هتلر الحملة الأولى في التاريخ الحديث ضدّ التدخين.
  10. حين كان شابّا، كان يطمح بأن يكون كاهنًا أو رسّامًا.
اقرأوا المزيد: 259 كلمة
عرض أقل
منزل  آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)
منزل آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)

آن فرانك- صوت واحد يتحدّث باسم 6 ملايين

في مثل هذا اليوم، قبل 85 عاما، ولدت آن فرانك، الفتاة التي وضعت إبان الهولوكوست دفتر مذكرات، والذي أصبح من أهم الوثائق الحية لضحايا النازية

27 أبريل 2014 | 21:46

من يعلم قصص الهولوكوست يعلم بالتأكيد قصة الطفلة اليهودية آن فرانك، التي وضعت إبان الكارثة دفتر يوميات خطّت فيه قصة حياتها وحياة عائلتها، الذين عاشوا في ظلام دامس في المخبأ في سقيفة مكاتب “أوبتيكا” في أمستردام، هربًا من ملاحقة النازيين. وإن كنتم لم تسمعوا عنها من قبل إليكم قصة حياتها المثيرة.

وضعت، آن (أنليس ماري)، شابة يهودية وُلدت في ألمانيا، انتقلت مع عائلتها إلى هولندا عام 1933 إبان الكارثة، دفتر يوميات، اشتُهر بعد الحرب العالمية الثانية. وكشفت مذكراتُها لقراء عديدين في العقود التالية البُعد الإنساني في حياة ضحايا تلك الفترة. وصدرت اليوميات، التي وثقّت فيها الفترة التي اختبأت فيها برفقة أبناء أسرتها من تهديد ملاحقة النازيين في مخبأ في مكاتب شركة “أوبتيكا” في أمستردام، ككتاب، وحظيت بشعبية واسعة، وتُرجمت إلى عشرات اللغات.

وكان أوتو فرانك، والد آن فرانك، الوحيد بين أفراد الأسرة الذي نجا من الكارثة، وتزوّج لاحقًا بناجية من الكارثة، وانتقل للعيش في مدينة بازل. توفي في آب 1980 في بازل جراء إصابته بسرطان الرئة. وعُزلت إديث فرانك، أمّ آن، عن ابنتَيها في أوشفيتس. وأُرسلت البنتان آن ومرغوت إلى معسكر برجن بلسن.

وتوفيت إديث فرانك في 6 كانون الثاني 1945 جرّاء الجوع والمرض. وروى شهود عيان أنّها بدأت في أيامها الأخيرة، جرّاء مرضها، تبحث عن ابنتَيها وتجمع طعامًا استعدادًا للمّ الشمل، الذي لم تعش لتراه. وبعد عشرين يومًا من وفاتها، حرّر جنود الجيش الأحمر معسكر الاعتقال.

توفيت مرغوت فرانك، الأخت الكبرى لآن، كما يبدو جراء مرض التيفوئيد في معسكر برجن بلسن. ووفقًا لشاهد عيان، توفيت قبل أيام معدودة من آن فرانك، لكن تاريخ وفاتها غير معروف بدقّة.

وكانت آن فرانك قد وثّقت في مذكراتها علاقتَها بأفراد أسرتها، ملاحظةً بدقة شديدة الفروق الشخصية بينهم. ووصفت آن نفسَها بأنها مقربة من أبيها، الذي ذكر لاحقًا أنه كان يشعر بقُرب خاصّ من آن، فيما كانت مرغوت أكثر ارتباطًا بوالدتها.

في 15 تموز 1944، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اعتقالها، كتبت آن فرانك في يومياتها قولها الأكثر شهرة على الإطلاق: “أيامنا صعبة: أفكار، أحلام، وآمال مكتومة تمزقنا، ونحن محطّمون إزاء الواقع القاتم. من العجيب أنني لم أهجر مُثلي العليا. فهي تبدو غير معقولة في الواقع. رغم ذلك، فأنا ألتصق بها، لأنني أومن، رغم كل شيء، بأنّ البشر هم جيدون بالنسبة لي …‎ ‎‏ من المستحيل بالنسبة لي بناءُ حياتي على أسس من الفوضى، الألم، والموت. أرى العالم بأسره يتغير ببطء، ويصبح برية مقفرة. أسمع الجلبة، التي ستُجهز علينا يومًا ما، تقترب …”

ويعود تاريخ آخر تسجيل في دفتر اليوميات، وهو الشهادة الرئيسية على ما حدث في المخبأ، إلى 1 آب 1944، يوم اقتياد العائلة للموت. ففي صباح ذلك اليوم، اقتحم شرطيون مكان الاختباء، إذ قام شخص لا يزال مجهولًا بإبلاغ الشرطة عنه.

ونجحت أسرة فرانك في الصمود في المخبأ نحو عامَين وشهر واحد، لكن مصيرهم كان قد حُدّد.‎ ‎‏ وتوفيت آن نفسها في معسكر برجن بلسن في 31 آذار 1945. للمزيد من المعلومات حول حياة أسرة فرانك ودفتر اليوميات الذي خطته آن ، بإمكانكم زيارة موقع مكتبة علاء الدين.

اقرأوا المزيد: 458 كلمة
عرض أقل
منزل  آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)
منزل آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)

يوم آن فرانك المصيري

قبل 69 سنة من اليوم، اكتشف النازيون مخبأ أسرة فرانك، واقتادوها إلى معسكر الإبادة أوشفيتس

من يعلم قصص المحرقة يعلم بالتأكيد قصة الطفلة اليهودية آن فرانك، التي وضعت إبان الكارثة دفتر يوميات خطّت فيه قصة حياتها وحياة عائلتها، الذي عاشوا في ظلام دامس في المخبأ في سقيفة مكاتب “أوبتيكا” في أمستردام، هربًا من ملاحقة النازيين.

اليوم، في الرابع من آب عام 2013، يحيي العالم الذكرى السنوية التاسعة والستين لاكتشاف النازيين مكان اختباء أسرة فرانك وإرسال العائلة بأسرها إلى معسكرات الإبادة.

ووضعت، آن (أنليس ماري)، شابة يهودية وُلدت في ألمانيا، انتقلت مع عائلتها إلى هولندا عام 1933 إبان الكارثة، دفتر يوميات، اشتُهر بعد الحرب العالمية الثانية. وكشفت مذكراتُها لقراء عديدين في العقود التالية البُعد الإنساني في حياة ضحايا تلك الفترة. وصدرت اليوميات، التي وثقّت فيها الفترة التي اختبأت فيها برفقة أبناء أسرتها من تهديد ملاحقة النازيين في مخبأ في مكاتب شركة “أوبتيكا” في أمستردام، ككتاب، وحظيت بشعبية واسعة، وتُرجمت إلى عشرات اللغات.

وكان أوتو فرانك، والد آن فرانك، الوحيد بين أفراد الأسرة الذي نجا من الكارثة، وتزوّج لاحقًا بناجية من الكارثة، وانتقل للعيش في مدينة بازل. توفي في آب 1980 في بازل جراء إصابته بسرطان الرئة. وعُزلت إديث فرانك، أمّ آن، عن ابنتَيها في أوشفيتس. وأُرسلت البنتان آن ومرغوت إلى معسكر برجن بلسن. وتوفيت إديث فرانك في 6 كانون الثاني 1945 جرّاء الجوع والمرض. وروى شهود عيان أنّها بدأت في أيامها الأخيرة، جرّاء مرضها، تبحث عن ابنتَيها وتجمع طعامًا استعدادًا للمّ الشمل، الذي لم تعش لتراه. وبعد عشرين يومًا من وفاتها، حرّر جنود الجيش الأحمر معسكر الاعتقال.

توفيت مرغوت فرانك، الأخت الكبرى لآن، كما يبدو جراء مرض التيفوئيد في معسكر برجن بلسن. ووفقًا لشاهد عيان، توفيت قبل أيام معدودة من آن فرانك، لكن تاريخ وفاتها غير معروف بدقّة.

وكانت آن فرانك قد وثّقت في مذكراتها علاقتَها بأفراد أسرتها، ملاحظةً بدقة شديدة الفروق الشخصية بينهم. ووصفت آن نفسَها بأنها مقربة من أبيها، الذي ذكر لاحقًا أنه كان يشعر بقُرب خاصّ من آن، فيما كانت مرغوت أكثر ارتباطًا بوالدتها.

في 15 تموز 1944، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اعتقالها، كتبت آن فرانك في يومياتها قولها الأكثر شهرة على الإطلاق: “أيامنا صعبة: أفكار، أحلام، وآمال مكتومة تتمزقنا، ونحن محطّمون إزاء الواقع القاتم. من العجيب أنني لم أهجر مُثلي العليا. فهي تبدو غير معقولة في الواقع. رغم ذلك، فأنا ألتصق بها، لأنني أومن، رغم كل شيء، بأنّ البشر هم جيدون بالنسبة لي …‎ ‎‏ من المستحيل بالنسبة لي بناءُ حياتي على أسس من الفوضى، الألم، والموت. أرى العالم بأسره يتغير ببطء، ويصبح برية مقفرة. أسمع الجلبة، التي ستُجهز علينا يومًا ما، تقترب …”

ويعود تاريخ آخر تسجيل في دفتر اليوميات، وهو الشهادة الرئيسية على ما حدث في المخبأ، إلى 1 آب 1944، يوم اقتياد العائلة للموت. ففي صباح ذلك اليوم، اقتحم شرطيون مكان الاختباء، إذ قام شخص لا يزال مجهولًا بإبلاغ الشرطة عنه.

نجحت أسرة فرانك في الصمود في المخبأ نحو عامَين وشهر واحد، لكن مصيرهم كان قد حُدّد.‎ ‎‏ توفيت آن نفسها في معسكر برجن بلسن في 31 آذار 1945.
للمزيد من المعلومات حول حياة أسرة فرانك ودفتر اليوميات الذي خطته آن ، بإمكانكم زيارة موقع مكتبة علاء الدين

اقرأوا المزيد: 471 كلمة
عرض أقل