مظاهرات شعبية

المتظاهر اليهودي وهو يتدحرج بعد أن أنزل عليه وابل من المياه الكريهة (Flash90)
المتظاهر اليهودي وهو يتدحرج بعد أن أنزل عليه وابل من المياه الكريهة (Flash90)

فيديو رائج.. شابة محجبة تطرح أرضا خلال مظاهرة في القدس

منذ الساعات القليلة الأخيرة، يغرق النت مقطع فيديو لرجل يرتدي ملابس سوداء يسقط أرضا من مياه الشرطة خلال تفريق مظاهرة في القدس

لا شك أن من تصفح في الساعات الأخيرة شبكتيّ التواصل الاجتماعيتين الشعبيتين، الفيس بوك أو الإنستجرام قد شاهد مقطع الفيديو التالي.

يظهر في الفيديو رجل يرتدي ملابس سوداء ويقع أرضا بعد تعرضه لوابل من المياه الملونة باللونين الأخضر والفيروزي. وقد نجح الوابل الثقيل الذي أطلِق باتجاه الرجل في إسقاطه أرضا وتدحرُجه في الشارع، بينما يقف من حوله عشرات المتظاهرين وهم يرتدون ملابس سوداء.

أصبح مقطع الفيديو منتشرا في النت في العالم وحظي بعشرات آلاف المشاركات والتعليقات. التُقط هذا الفيلم ضمن مظاهرة كبيرة قام بها أمس (الأحد) شبان يهود متدينون من القدس ضد قانون يسمح للجيش بتجنيدهم قسرا.

https://www.facebook.com/uniladmag/videos/3788793217810376/

حتى قبل سنوات قليلة، لم يكن الشبان المتدينون، الذين درسوا التوراة، ملزمين قانونيا بالتجنّد في الجيش الإسرائيلي، لكن هذا الاستحقاق تغير بعد تغيير القانون الذي بدأ يلزم هؤلاء الشبان بالتوقف عن دراساتهم الدينية لمدة نحو عامين من أجل التجنّد للخدمة العسكرية. عارض العديد من الحاخامات القانون وبدأ المجتمع الحاريدي المتديّن في القدس في هذه الأيام بشن نضال من خلال سد الطرقات وتعطيل الحياة اليومية العادية في المدينة.

في كل مرة يريد فيها الحاخامات وقادة المجتمع المتدين أن يتصدر الموضوع العناوين الرئيسية، يأمرون مئات الطلاب بالوصول إلى وسط القدس وسد طرق السكة الحديدية والطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة.

التقطت عدسة كاميرا الفيديو أمس (الأحد) أحد المُتظاهرين وهو يسقط أرضا من شدة وابل المياه الذي ألقي صوبه عبر حافلة خاصة بشرطة إسرائيل تهدف إلى فض المظاهرات. تحمل هذه الشاحنة آلاف اللترات من المياه الممزوجة بمادة كريهة جدا، تعمل كالمادة الذي ينشرها الظربان في الطبيعة. تكون هذه المادة الكريهة ممزوجة بالماء وعند رشها على المتظاهرين تترك رائحة كريهة، تظل حتى بعد أسبوع ورغم الاستحمام.

أصيب الكثيرون في تلك المظاهرة واعتقلت الشرطة نحو 40 شخصا بعد أن سدوا الطرقات ولم يعملوا وفق أوامر الشرطة عند فض التظاهُرة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يمارس فيها أفراد الشرطة العنف تجاه المتظاهرين المتدينين. في الآونة الأخيرة، اشتكى الكثيرون من أن الشرطة تهدد المتظاهرين وتضربهم بالعصي وتركلهم دون رحمة. وبطبيعة الحال، تدعي الشرطة أن المظاهرات عادة ما تكون غير قانونية وأن العنف الذي تمارسه ضد المتظاهرين متناسب ويتم لمنع وقوع المزيد من التحريض من قبل الشباب.

اقرأوا المزيد: 333 كلمة
عرض أقل
حرق أحذية نيو بالانس في أمريكا (Twitter)
حرق أحذية نيو بالانس في أمريكا (Twitter)

كارثة ماركة “نيو بالانس” للأحذية

إعلان موقع النازيين الجدد أنّ "حذاء نيو بالانس هو الحذاء الرسمي للرجل الأبيض" يلحق ضررا بكبرى شركات الأحذية في العالم

أعلن الموقع الإخباري الأمريكي “دايلي ستورمر” للنازيين الجدد، عن حذاء نيو بالانس باعتباره “الحذاء الرسمي للرجل الأبيض”، وأدخل الشركة العريقة في قلب الصراع الأمريكي بين مؤيدي ترامب ومعارضيه. وردا على دعم اليمين المتطرف لماركة “نيو بالانس”، بدأ معارضو الأجندة العنصرية، بحرق أحذية الماركة، إلقائها في سلّة المهملات أو المرحاض، ورفع توثيقات لأعمالهم الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي.

https://twitter.com/omaha_trash/status/796518233465622528

نشر المقال الذي أشعل الاحتجاج في موقع للنازيين الجدد، المؤيد للنظرية المتطرّفة حول تفوّق البيض. وجاء المقال في أعقاب تصريح مسؤول في شركة “نيو بالانس”، أعرب فيه عن دعمه للأجندة الاقتصادية للرئيس ترامب، على ضوء معارضته لاتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP)، الذي يثير مخاوف في أوساط الشركات الأمريكية. من الجدير بالذكر أنّ كلينتون أيضًا قد أعربت عن معارضتها لهذا الإتفاق.

حرق أحذية نيو بالانس في أمريكا (Twitter)
حرق أحذية نيو بالانس في أمريكا (Twitter)

فسّر المدوّن المنتمي للنازيين الجدد دعم ترامب باعتباره تضامنا مع مبادئ حزب اليمين التابع للنازيين الجدد المتطرّف، ولذلك دعا قراءه إلى الشراء من منتجات الشركة: “لقد قامت نيو بالانس بلفتة تهدف إلى دعم الأشخاص البيض وتشجيع الإنتاج في الولايات المتحدة. علينا دعم ذلك”، كما كتب المدوّن، “أنا أرى كيف ستصبح حذاء ماركة “نيو بالانس” الحذاء الرسمي للإنسان الأبيض، وتصنع الشركة بلوزات وسترات أيضا.. يمكننا أن نتعرف على بعضنا البعض [النازيون الجدد] عبر ملابسنا الرياضية”.

https://twitter.com/milftears/status/796557820829175808

أدى التعبير عن دعم موقع النازيين الجدد لشركة “نيو بالانس”، كما هو متوقع، إلى ضرر أكثر من الفائدة. دعا الكثير من الزبائن إلى مقاطعة منتجات الشركة وأعلنوا أنّهم لن يشتروا من منتجاتها مجددا لأنّهم لا يريدون التضامن مع العنصرية وكراهية الأجانب. وأصبح حرق أحذية الشركة مشهدا ثابتا أيضا في مظاهرات معارضي ترامب في أرجاء الولايات المتحدة. “أشتري أحذية نيو بالانس منذ عشر سنوات، ولكن إذا كانت الشركة تؤيد ترامب، فسيكون هذا هو حذائي الأخير من منتجاتها”، كما كتب أحد زبائن الشركة في تويتر.

سارعت شركة “نيو بالانس” إلى التنصّل من دعم موقع النازيين الجدد المثير للجدل، ونشرت بيان توضيحي في مواقع التواصل الاجتماعي أوضحت فيه أنّها “لا تحتمل العنصرية أو الكراهية بأي شكل كان”، ولكن حتى الآن قد لحق ضرر كبير بها.‎

اقرأوا المزيد: 310 كلمة
عرض أقل
  • الجهة الأمامية من وزارة العدل خلف المتظاهرين المقدونيين (AFP)
    الجهة الأمامية من وزارة العدل خلف المتظاهرين المقدونيين (AFP)
  • المتظاهرون "يزيّنون" جدران بناية حكومية (AFP)
    المتظاهرون "يزيّنون" جدران بناية حكومية (AFP)
  • متظاهر يلقي قذيفة ألوان على بناية البرلمان في مقدونيا بواسطة مقلاع (AFP)
    متظاهر يلقي قذيفة ألوان على بناية البرلمان في مقدونيا بواسطة مقلاع (AFP)
  • متظاهرون يرشون لونا على تمثال بوابة النصر في مقدونيا ببنادق مائية (AFP)
    متظاهرون يرشون لونا على تمثال بوابة النصر في مقدونيا ببنادق مائية (AFP)
  • الجهة الأمامية من وزارة العدل المقدونية (AFP)
    الجهة الأمامية من وزارة العدل المقدونية (AFP)

“ثورة الألوان” في مقدونيا: طابات بدلا من الحجارة

المقدونيون يحتجون ضد فساد حكومتهم بطريقة ليست عنيفة بل فعالة وجميلة

ثارت قضية في مقدونيا قبل سنة أدت إلى انهيار ثقة الجمهور بالحكومة نهائيا، عندما كشف زعيم المعارضة عن أن الحكومة أجرت تجسسا سريا على أكثر من 20,000 مواطن، ومن بينهم سياسيون، قضاة، صحافيون، عمال في منظمات غير حكومية وغيرها. لذلك احتج الشعب، فسقطت الحكومة وأجريت انتخابات، ولكن لم ينتهِ بهذا كل شيء.

في شهر نيسان الماضي، أوقف فجأة رئيس مقدونيا التحقيق مع عشرات السياسيين المشتبه بهم في التورط في فضيحة التجسس، والتي وردت في إطارها شبهات حول تزييف نتائج الانتخابات، ولذلك عفا عنهم. لذلك قرر المواطنون الغاضبون الخروج إلى الشارع، والتعبير عن غضبهم بطريقة خلاقة.

وقد وصلوا وبحوزتهم بنادق مائية، كانت مملؤة بالألوان، وبـ “قنابل ألوان” أيضا – هي في الحقيقة أكياس نيلون مليئة بالألوان،  من ثم “أطلقوها” على مبان لهيئات الحكومة.

منذ ذلك الحين، يواصل المواطنون الاحتجاج، ويستيقظ سكان عاصمة مقدونيا، سكوبيه، كل يوم صباحا، ويرون بقع ألوان جديدة. اختار المتظاهرون مواقع ثانوية تابعة للجمهورية، مواقع سياحية وضعتها الحكومة في ميدان المدينة وغيرها من الأماكن المميزة.

المتظاهرون يرشون الطلاء على ديوان الرئيس:

المتظاهرون يرشون الطلاء على ديوان الرئيس (AFP)
المتظاهرون يرشون الطلاء على ديوان الرئيس (AFP)

بناية ضريبة الدخل في مقدونيا تحظى بـ “طلاء جديد”:

بناية ضريبة الدخل في مقدونيا تحظى بـ "طلاء جديد" (AFP)
بناية ضريبة الدخل في مقدونيا تحظى بـ “طلاء جديد” (AFP)

المتظاهرون “يزيّنون” جدران بناية حكومية:

المتظاهرون "يزيّنون" جدران بناية حكومية (AFP)
المتظاهرون “يزيّنون” جدران بناية حكومية (AFP)

واجهة مقر الحكومة مطلية بألوان أطلِقت من قذائف ألوان عشوائية:

واجهة مقر الحكومة مطلية بألوان أطلِقت من قذائف ألوان عشوائية (AFP)
واجهة مقر الحكومة مطلية بألوان أطلِقت من قذائف ألوان عشوائية (AFP)

متظاهر يلقي قذيفة ألوان على بناية البرلمان في مقدونيا بواسطة مقلاع:

متظاهر يلقي قذيفة ألوان على بناية البرلمان في مقدونيا بواسطة مقلاع (AFP)
متظاهر يلقي قذيفة ألوان على بناية البرلمان في مقدونيا بواسطة مقلاع (AFP)

متظاهرون يرشون لونا على تمثال بوابة النصر في مقدونيا ببنادق مائية:

متظاهرون يرشون لونا على تمثال بوابة النصر في مقدونيا ببنادق مائية (AFP)
متظاهرون يرشون لونا على تمثال بوابة النصر في مقدونيا ببنادق مائية (AFP)

تبدو الجهة الأمامية من وزارة العدل في مقدونيا ملوّنة أكثر من أي وقت مضى:

الجهة الأمامية من وزارة العدل المقدونية (AFP)
الجهة الأمامية من وزارة العدل المقدونية (AFP)
اقرأوا المزيد: 213 كلمة
عرض أقل
أظفال اثيوبيون في إسرائيل (Anna Kaplan/ Flash90)
أظفال اثيوبيون في إسرائيل (Anna Kaplan/ Flash90)

كل ما تريدون معرفته عن الإثيوبيين في إسرائيل

بيانات مثيرة للاهتمام حول السكان الإثيوبيين في إسرائيل تشير إلى وجود فجوات اجتماعية، وتفسّر الإحباط الذي أدى إلى الاحتجاج والمظاهرات العنيفة

انشغلت العناوين في إسرائيل، في الأيام الماضية، بشكل أساسيّ بأمر واحد: احتجاجات الإثيوبيين. يعيش في إسرائيل اليوم نحو 135,500 مواطن من أصول إثيوبية، وهم يشكّلون نحو 1.7% من سكان إسرائيل. وتشير البيانات التي تنشرها دائرة الإحصاء المركزية، بالإضافة إلى تقارير مراقب الدولة التي تُنشر على مرّ السنين، إلى أنّ ثمّة فجوات اجتماعية كبيرة بشكل خاصّ بين المجتمع الإثيوبي في إسرائيل وسائر السكان، ومن خلالها يمكن أن نفسّر بشكل كبير الغضب المكبوت الذي انفجر أمس في مظاهرة لأبناء الجالية.

وفقا لمعطيات نشرها مراقب الدولة عام 2014، فإنّ 51.7% من الأسر الإثيوبية تعتبر فقيرة، ويشكل هذا ضعف معدّل السكان العام، والذي يبلغ وفقا لتقديرات مختلفة بين 21.8% حتى 29.8%. يصل الدخل المالي الإجمالي للأسرة الواحدة في أوساط السكان من أصول إثيوبية إلى 11,453 شاقلا جديدًا، مقابل 17,711 شاقلا جديدًا في عموم الأسر، ويشكّل 35% أقلّ من المعدّل لدى مجموع السكان. يبلغ متوسط الإنفاق لدى الأسرة الواحدة مبلغ 9,385 شاقلا، مقابل 14,501 لدى عموم الأسر، وهو أيضا أقل بـ 35%.

منذ العام 2010، نُشر تقرير خطير من قبل مراقب الدولة، حذّر بأنّ هناك فشل في التعامل مع المهاجرين من إثيوبيا على جميع المستويات. وفقًا للتقرير، في الجيش الإسرائيلي أيضًا لا تتم معاملة أولئك المهاجرين بالشكل المناسب. ويبلغ معدّل المهاجرين من إثيوبيا بين عموم الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي 3%، وتصل نسبة الجنود الذين سُجنوا في السجون العسكرية من بين أبناء الجالية إلى نحو 11%.

احتجاج الإثيوبيين في تل أبيب (Tomer Neuberg/FLASH90)
احتجاج الإثيوبيين في تل أبيب (Tomer Neuberg/FLASH90)

أحد الأسباب الرئيسية للاحتجاجات الحالية هو تعامل الشرطة مع السكان الإثيوبيين، والذين بحسب كلامهم، يصبحون “مشتبه بهم فوريين” بالجريمة والعنف، دون أي أساس من الأدلة. ورغم أنه لا يمكن الحصول على بيانات من الشرطة حول الاعتقالات من أبناء هذه الجالية، ولكن يمكن الافتراض بأنّ عددهم أكبر من المعتقلين من السكان بشكل عام.

وفقا لدراسة نُشرت في “هآرتس” فلدى نحو 31% من أبناء الجالية ليست هناك ثقة بالشرطة، بالمقارنة مع 25% من مجموع السكان. يقول 41% من المهاجرين من إثيوبيا إنه في أحيان كثيرة جدّا تعتقل الشرطة في محيطهم أشخاصا دون سبب مبرّر (مقابل 17% من مجموع السكان) ويعتقد 27% أنّهم لو قدموا شكوى في الشرطة فسيحصلون على معاملة أسوأ من تلك التي تُعطى للمجموعات الأخرى (مقابل 5%). وفقا للبيانات التي نُشرت في مناقشة للجنة الاستيعاب عام 2011، “احتمال أن يصل مراهق مهاجر، أو ابن لعائلة مهاجرين، إلى السجون هو تقريبا ضعف الاحتمال لدى أبناء جيله من الإسرائيليين”.

وتظهر أيضًا البيانات حول حالة التعليم في أوساط الجالية صورة قاسية. 50% ممّن ولدوا في إثيوبيا حاصلين على شهادة بجروت (مقابل 63% لدى مجموع السكان)، في الامتحانات التي تفحص المستوى العام في النظام التعليمي فقط والتي تجري في سن الرابعة عشرة، فإنّ علامة المعدّل لدى التلاميذ الإثيوبيين هي 38.4، مقابل 64.45 لدى مجموع السكان.

درس نحو 312,528 طالب جامعي عام 2014 في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، من بينهم 2,785 طالبًا من أصول إثيوبية، أي: 0.9% فقط من مجموع الطلاب في إسرائيل هم من أصول إثيوبية (حيث إنّ نسبتهم من مجموع السكان هي 1.7% – أي الضعف تقريبا). بالإضافة إلى ذلك، فإنّ معظم الطلاب الإثيوبيين قد درسوا للحصول على اللقب الأول (88%)، 11.2% درسوا اللقب الثاني و 0.5% فقط درسوا اللقب الثالث – الدكتوراة (مقابل 4% من جميع الطلاب الجامعيين من السكان الذين يدرسون لهذا اللقب).

ومع ذلك، فالبيانات “الجافة” عن الفقر، التعليم والسجلات الجنائية هي جزء من المشكلة فقط. فإنّ قسما كبيرا منها لا يمكن قياسه، وهو واضح في العنصرية التي يعيشها أبناء الجالية بشكل يومي، في طابور الباص، في التعامل بالشارع، في القبول لأماكن العمل وفي الافتراضات النمطية الموجّهة إليهم من قبل جميع مواطني الدولة. يبدو، إذن، أنّه على الرغم من أنّهم “مواطنون متساوو الحقوق” في دولة إسرائيل، فإنّ الطريق نحو المساواة الحقيقية لا تزال بعيدة جدّا.

اقرأوا المزيد: 570 كلمة
عرض أقل
نتنياهو يلتقي مع الجندي الذي اعتدى عليه شرطيان من أجل مناقشة مشاكل يهود أثيوبيا في إسرائيل (GPO)
نتنياهو يلتقي مع الجندي الذي اعتدى عليه شرطيان من أجل مناقشة مشاكل يهود أثيوبيا في إسرائيل (GPO)

الاحتجاج الذي خرج عن السيطرة

آلاف المتظاهرين الأثيوبيين تجمعوا في تل أبيب، والمظاهرة تحوّلت إلى أعمال عنف وأصيب العشرات، والشرطة ردت بقوة شديدة

نضال الجالية الأثيوبية في إسرائيل آخذ بالتسارع. بعد أن انتهت يوم الخميس الأخير مظاهرة صغيرة، نسبيًا، في القدس بأعمال شغب ومناوشات مع الشرطة، تحوّلت مظاهرة الأمس في تل أبيب ضد العنصرية إلى أعمال عنف خارجة عن السيطرة.

سار المتظاهرون، من الجالية الأثيوبية وإسرائيليين آخرين الذين خرجوا تضامنا وشجبًا للعنصرية، في شوارع تل أبيب وأغلقوا الطرقات والشوارع الرئيسية في المدينة، إلى أن وصلوا إلى ميدان رابين، المعروف بأنه مركز التظاهر الرئيسي في إسرائيل.

المظاهرة في تل أبيب (Ben Kelmer FLASH90)
المظاهرة في تل أبيب (Ben Kelmer FLASH90)

استطاع المتظاهرون ورجال الشرطة، خلال المسيرة، الحفاظ على الانضباط بعض الشيء، وتم الحفاظ على النظام بشكل نسبي، ما عدا الاختناقات المرورية التي حدثت، إلا انه بعد التجمع في ميدان رابين تفجّر بركان الغضب وخرجت الأمور عن السيطرة، وبدأت أحداث عنف بين المتظاهرين والشرطة مما جعل الشرطة تستخدم وسائل متطورة لتفريق المظاهرات مثل قنابل الصدمة والغاز المُسيل للدموع كما وهاجم رجال الشرطة، من على خيولهم، المتظاهرين بالعصي بهدف تفريقهم.

المظاهرة في تل أبيب (Ben Kelmer FLASH90)
المظاهرة في تل أبيب (Ben Kelmer FLASH90)

بدا الميدان في ساعات المساء، الذي هو عادة ما يكون مكان ترفيه نابض بالحياة، كساحة حرب. تفرقت المظاهرة فقط بعد مناوشات عنيفة ولكن كانت حصيلة ذلك عشرات الجرحى، من رجال الشرطة والمتظاهرين، ولا سيما الغضب الذي بقي دون التغلب عليه والذي يعود إلى تعامل الشرطة التمييزي ضد أبناء الجالية الأثيوبية الذين يعانون من العنف، التمييز والإهمال منذ سنوات، والذين قرروا الآن ألا يصمتوا وأن يُحركوا الوعي الإسرائيلي تجاه قضيتهم. لا شك أنهم نجحوا بذلك، إلا أنه من غير المؤكد أن التضامن والتماثل معهم سيستمر لفترة طويلة إن تحول العنف إلى جزء لا يتجزأ من احتجاجهم.

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90Alex Kolomoisky)
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90Alex Kolomoisky)

نتنياهو للمتظاهرين: “أنتم مدعوون للانتقال إلى السلطة الفلسطينية أو إلى غزة”

تعبير غير مسبوق لرئيس الحكومة الإسرائيلية ردّا على المظاهرات في أوساط الجمهور العربي في إسرائيل. ردّ نتنياهو على العملية الإرهابية اليوم في تل أبيب قائلا: "لا حدود للإرهاب"

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يزيد من حدّة خطابه ضدّ الفلسطينيين، بالشكل الأكثر وضوحا منذ انتخابه رئيسًا للحكومة. ردّ نتنياهو في افتتاحية جلسة حزب الليكود اليوم في الكنيست على عملية الطعن التي حدثت اليوم في تل أبيب وعلى المظاهرات في أوساط مواطني إسرائيل العرب بعد مقتل الشاب الفلسطيني من قبل عناصر الشرطة في كفر كنا.

هاجم نتنياهو في تصريحاته المظاهرات، وقال إنّه سيعمل بحزم ضدّ “مثيري الشغب الذين يدعون إلى تدمير إسرائيل”. توجّه إلى المتظاهرين قائلا: “إلى جميع أولئك الذين يتظاهرون ويطلقون شعارات ضدّ دولة إسرائيل ولصالح الدولة الفلسطينية؛ أنتم مدعوون للانتقال إلى السلطة أو إلى غزة. وإنّ دولة إسرائيل لن تضع أية صعوبة في هذا الصدد”.

وقد تطرّق نتنياهو قبل ذلك إلى عملية الطعن، وقال: “لا حدود للإرهاب الموجّه ضدّنا. إنّه موجّه إلى جميع أنحاء البلاد لسبب بسيط، وهو أنّ الإرهابيين يريدون طردنا من جميع الأماكن التي نحن فيها. أنا أعدكم بأمر واحد، بأنّهم لن ينجحوا. سنستمر في محاربة الإرهاب الذي نحاربه منذ إقامة دولة إسرائيل بل وقبل ذلك وسننتصر عليه معًا”.

وكرّر نتنياهو الكلمات التي أكثر من التصريح بها مؤخرا، واتهم قيادة السلطة الفلسطينية بالتحريض الذي أدى إلى العمليات الإرهابية. وعد نتنياهو بمكافحة “التحريض الذي تقوده السلطة الفلسطينية مع عناصر إسلامية متطرّفة”. وأضاف بأنّه أمر الحكومة “بتفعيل جميع الأدوات التي تمتلكها، كل صرامة القانون بما في ذلك القوانين الجديدة، ويشمل ذلك هدم منازل الإرهابيين”.

في نهاية خطابه توجه نتنياهو بشكل ضمني إلى شركائه السياسيين وقال إنّه “مقابل هذا الواقع فنحن بحاجة إلى التوحد”. وأضاف: “هذا ليس وقت التصريحات المفرّقة. كلّما كنّا أكثر توحّدا، سنكون أكثر قوة وهذا هو المطلوب اليوم من دولة إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
المظاهرة في ميدان رابين وسط تل أبيب (Tomer Neuberg/FLASH90)
المظاهرة في ميدان رابين وسط تل أبيب (Tomer Neuberg/FLASH90)

آلاف يهتفون في تل أبيب إلى إنهاء الحرب ويواجهون مظاهرات مضادة

الرياح تهب في إسرائيل حيال مظاهرات الإسرائيليين ضدّ ما يحدث في غزة: "يرفض اليهود والعرب أن يكونوا أعداء". وبالمقابل، متظاهرو اليمين يحتجون ضدهم: "اذهبوا إلى غزة"

على خلفية الحرب الضروس التي تدور رحاها في قطاع غزة، تتواصل التجاذبات بين الإسرائيليين الداعمين لمتابعة الحرب وبين هؤلاء اللذين يطالبون بوقف النار فورًا والتوقف عن أي قتل من كلا الطرفين. وقد اجتمع أمس آلاف المُتظاهِرين في ميدان رابين وسط تل أبيب ودعوا إلى وقف الحرب حالًا. وكان عنوان الحدث هو “لا نريد قتلى آخرين”.

وقد ألقى عضو الكنيست الإسرائيلي دوف حانين الذي شارك في المظاهرة أمس خطابًا وسأل: “هل أوصلتنا نقطة دم واحدة في هذه الجولة الأخيرة، إلى مكان أفضل؟ فهناك طريقة أخرى، وثمة جمهور في إسرائيل يطالب بها”.

وقد جرت المظاهرة تحت حراسة شديدة من قبل شرطة إسرائيل التي فصلت بين المتظاهرين ضد الحرب وبين المتظاهرين الذين دعوا إلى استمرار القتال وتصعيده في غزة. وفي الوقت الذي أضاء متظاهرو اليسار فيه شموعًا لذكرى القتلى من الطرفين وهتفوا بشعارات مثل “يرفض العرب واليهود أن يكونوا أعداء” و “كسر دائرة الرعب”، هتف متظاهرو اليمين بهتافات فظة مثل “يساريون خونة” وشتموا عضو الكنيست حنين الزعبي.

وقام عشرات من متظاهري اليمين بسد شارع ابن غفيرول وحاولوا خرق النظام العام. وقد تم اعتقال أربعة منهم حيث اشتُبه بهم بالتصرف بعنف، وأتاحت الشرطة فتح المحور من جديد. “يجب السماح لمواطني الدولة بممارسة حقهم في التعبير عن احتجاجهم، ولكن الشرطة لن تسمح بأن تتحوّل أحداث الاحتجاجات الشرعية  إلى أحداث تخل بالقانون”، هذا ما قالوه في الشرطة بعد أن حاول بعض نشطاء اليمين بالدخول إلى منطقة تم تحديدها لمظاهرة اليسار.

بعد ساعات معدودة قبل إجراء المظاهرة، حاولت الشرطة إلغائها بادعاء أنه لن يكون بالإمكان حراسة المُتظاهرين. قبل نصف ساعة فقط من بدء المظاهرة، صادقت الشرطة للمنظمين على إجراء المظاهرة كما كان مخططًا. وقد أعرب منظمو المظاهرة عن الانزعاج من سلوك الشرطة في هذا السياق.

ويستغربون في إسرائيل الآن، هل هذا وقت ملائم للمظاهرة أثناء الحرب ويتساءلون إن كان هذا وقتًا مقبولا وملائمًا؟ يدّعي النائب شمعون أوحايون من كتلة إسرائيل بيتنا أن المشترِكين في المظاهرة يتعاطفون مع أعداء إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 296 كلمة
عرض أقل
الاشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين (AFP)
الاشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين (AFP)

مظاهرات في البرازيل قبل انطلاق كأس العالم

قالت الشرطة ان خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا خلال الاشتباكات. كان المحتجون يحاولون قطع طريق يؤدي إلى استاد كورنثيانز ارينا الذي سيستضيف مباراة الافتتاح بين منتخب البرازيل ومنتخب كرواتيا

عد سنوات من التأخير في أعمال البناء وتجاوز الميزانية تنطلق نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم في البرازيل اليوم الخميس تحت سحابة من السخط بين البرازيليين حتى مع توافد المشجعين الأجانب من أجل البطولة.

وقبل ساعات فقط من انطلاق المباراة الافتتاحية اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين وقال متحدث باسم الشرطة العسكرية في ساو باولو إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق أكثر من 100 متظاهر كانوا يحتجون على الإنفاق الحكومي على الحدث الرياضي الكبير.

وبعد ساعتين تجمع المتظاهرون ثانية واشتبكوا مع الشرطة مرة اخرى والقوا الحجارة وأشعلوا النيران في بعض النفايات. وقالت الشرطة ان خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا خلال هذه الاشتباكات.

وكان المحتجون يحاولون قطع طريق يؤدي إلى استاد كورنثيانز ارينا الذي سيستضيف مباراة الافتتاح بين منتخب البرازيل صاحب الضيافة ونظيره الكرواتي وهو استاد شيد حديثا في ساو باولو وتجسد تكلفته والتأخر في تسليمه الاستعدادات المتعثرة لكأس العالم.

المشجعين قبل المباراة بين منتخب البرازيل ومنتخب كرواتيا (AFP)
المشجعين قبل المباراة بين منتخب البرازيل ومنتخب كرواتيا (AFP)

وقالت وسائل إعلام محلية إن الشرطة اعتقلت مشجعا واحدا على الأقل وقال شهود إن شخصا ضمن طاقم شبكة سي.ان.ان أصيب خلال المواجهات.

ومن المقرر أن تنطلق المباراة الأولى في البطولة في الساعة 2000 بتوقيت جرينتش.

وينظر العديد من المشجعين حول العالم للبرازيل باعتبارها الموطن الروحي لكرة القدم وسيأتي عشرات الآلاف للبلاد من أجل البطولة التي تستمر شهرا لكن حتى الان لا يزال الحماس غائبا بين البرازيليين.

ويشعر كثيرون بالغضب من انفاق 11.3 مليار دولار على استضافة كأس العالم في الوقت الذي تعاني فيه الخدمات العامة من قلة التمويل.

وهزت احتجاجات ضخمة في الشوارع البلاد في العام الماضي ورغم أن حجمها تراجع كثيرا مؤخرا إلا أن مسؤولين يتوقعون أن يحاول مئات من المتعصبين الاحتجاج من جديد.

ويقول برازيليون إن البلاد ستمضي قدما بمجرد بدء المنافسات خاصة اذا ارتقى فريقهم لمستوى التوقعات وفاز بالبطولة للمرة السادسة وهو رقم قياسي.

وقال روجيريو سوزا وهو مشجع في ساو باولو “انتظروا فقط حتى تبدأ البرازيل في الفوز. حينها سترون الناس في الشوارع” رغم أنه حذر من أن الفشل قد يؤدي لمزيد من السخط.

ملعب ماراكانا (YASUYOSHI CHIBA / AFP)
ملعب ماراكانا (YASUYOSHI CHIBA / AFP)

وأضاف “يحصي البرازيليون الألقاب فقط. لا أحد يهتم بالمركز الثاني. اذا لم يفوزوا بالكأس على أرضهم.. ستنهمر الانتقادات.”

وترفض ديلما روسيف رئيسة البرازيل الشكوى من الانفاق الضخم والتأخير في اعداد الاستادات والمطارات وتراهن أن البرازيل ستقدم عرضا مبهرا داخل وخارج الملعب.

وقالت في كلمة أمس الاربعاء “ما اراه على نحو متزايد هو الترحيب الذي تلقاه الفرق وسعادة البرازيليين بفريقهم.”

لكن قائمة المشاكل المحتملة طويلة. ففي الواقع ربما يثبت في النهاية أن استضافة كأس عالم ناجحة اصعب على البرازيل من الفوز بها.

ويبدو الخطر الرئيسي بالنسبة للجماهير والحكومة هو احتجاجات الشوارع العنيفة.

وهناك خطط لاحتجاجات واضرابات عمالية في 12 مدينة ستستضيف البطولة بينها إبطاء في العمل عن طريق بعض عمال المطار في ريو دي جانيرو رغم أن التهديد باضراب طويل في مترو الأنفاق في ساو باولو تراجع.

وكست بعض الأعمال في ريو أبوابها ونوافذها بألواح خشبية في وقت متأخر من يوم أمس الاربعاء تحسبا لاندلاع أعمال عنف. وتستضيف ريو دي جانيرو سبع مباريات في كأس العالم بينها المباراة النهائية.

وأبدى مسؤولون في أحاديث خاصة تخوفهم من أن تؤدي الاحتجاجات ومشاكل المرور لفشل الجماهير في الوصول لاستاد كورنثيانز ارينا لحضور مباراة الافتتاح.

وأمرت الحكومة بعطلة جزئية اليوم الخميس في محاولة لتخفيف الازدحام. لكن قائمة طويلة من الشخصيات المهمة بينهم عشرة زعماء دول ومسؤولون كبار في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تعني أن المرور سيظل معقدا.

ملعب ‏Arena Pantanal‏ في مدينة كويابا (Wikipedia)
ملعب ‏Arena Pantanal‏ في مدينة كويابا (Wikipedia)

والاستاد نفسه كان مصدرا للقلق.

ولم يتم تسليمه فقط متأخرا بستة أشهر وبتكلفة بلغت 525 مليون دولار – وهو ما يزيد بنحو 150 مليون دولار عن الميزانية المحددة – لكن بسبب التأخير ستكون مباراة الخميس الأولى في الاستاد بكامل طاقته.

وقالت ليزبيث سيلفا التي تعمل في مدرسة في ساو باولو “أصلي من أجل ألا يحدث أي شيء خطأ. تسمع عن كل هذه المشاكل.. لكن لا تزال ترغب في تشجيع البرازيل.”

ويتخطى الأمر في البرازيل كأس العالم نفسها.

وتسعى روسيف لاعادة انتخابها في أكتوبر تشرين الأول وخروج البطولة بشكل سيء من المرجح أن يؤدي لتراجع شعبيتها وهي تحت التهديد بالفعل. وتظهر الاستطلاعات أنها تتقدم حاليا بنحو عشرة في المئة من النقاط على منافسها المحتمل اذا امتد التصويت لجولة ثانية مثلما تتوقع الغالبية.

وأي مشاكل لوجيستية واضطرابات قد تؤذي بشكل أكبر سمعة البرازيل بين المستثمرين التي عانت منذ تراجع نهضة اقتصادية استمرت لعقد كامل عقب تولي روسيف الرئاسة.

وعلى الأقل هناك عامل وحيد من المتوقع أن يكون متعاونا اليوم الخميس وهو الطقس. وتتوقع الأرصاد سماء صافية وحرارة تبلغ 24 درجة مئوية وهو طقس دافيء بالنسبة لشتاء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

والمنتخب البرازيلي – الذي يقوده المهاجم نيمار البالغ عمره 22 عاما – مرشح بشدة للفوز على كرواتيا.

ومع تقدم البطولة قد تساعد أيضا حماسة الجماهير الأجنبية – التي تتوافد بالفعل بأعداد كبيرة على المدن المستضيفة – على تخفيف التوتر بين البرازيليين أنفسهم.

اقرأوا المزيد: 716 كلمة
عرض أقل
مظاهرات ضدّ الحكومة الأوكرانيّة  (AFP)
مظاهرات ضدّ الحكومة الأوكرانيّة (AFP)

مقاتلو الجيش الإسرائيلي يقودون حركات المتمرّدين في أوكرانيا

وُلدوا في أوكرانيا، هاجروا إلى إسرائيل، وخدموا في وحدات قتاليّة في جيشها، والآن مع اندلاع الاضطرابات في كييف يعودون وينضمّون إلى المتظاهرين ضدّ الحكومة الأوكرانيّة

تخوض المعارضة في أوكرانيا منذ أشهُر صراعًا عنيفًا ضدّ قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بالتراجُع عن التوقيع على اتّفاق تجاريّ مع الاتحاد الأوروبي لعدم المسّ بالعلاقات مع روسيا. منذ اندلاع الاضطرابات قبل ثلاثة أشهر، والوضع ينحو تدريجيًّا باتّجاه التصعيد، إلى درجة الخشية من حرب أهلية.

هذا الأسبوع، تبيّن أنّ بين المتمردين في الميدان المركزيّ في كييف خمسة مواطنين إسرائيليين وُلدوا في أوكرانيا، هاجروا إلى إسرائيل، تجنّدوا للخدمة في وحدات قتاليّة في الجيش الإسرائيلي، ثمّ عادوا أدراجهم بعد تحرّرهم إلى مسقط رأسهم. ويُعتبَر أحد هؤلاء الشبّان قائد مجموعة مُتظاهِرين.

كُشف النقاب عن المشارَكة الإسرائيلية في تظاهُرات كييف في مُقابلة مع شابّ مُسرَّح من الجيش الإسرائيلي يحمل الجنسيّة الإسرائيلية، نُشرت الأسبوع الماضي في موقع الإنترنت الخاصّ بالمنظمة الرئيسية للجاليات اليهودية في أوكرانيا، “هافاعاد” (اللجنة). ادّعى الرجُل أنه أحد قادة المتمردين في الميدان والشوارع المجاورة التي أصبحت معاقل للثوّار. وقد رفض الكشف عن اسمه، لكنّه أوضح الدوافع وراء مشاركته في التظاهُرات الاحتجاجيّة: “بعد أن أودتْ التظاهرات بحياة بشر، أدركتُ أنّ عليّ أنا أيضًا الانضمام إلى النضال. يجب أن يهتمّ شخص ذو خبرة قتاليّة بألّا يكون هناك سفك دماء”.

وروى الجنديّ المقاتِل السابق أنّ أربعة شبان إسرائيليين آخَرين ينشطون في شوارع كييف تحت قيادته، ومثله تمامًا خدموا هم أيضًا في وحدات قتاليّة في الجيش الإسرائيلي، وبعد تسريحهم عادوا إلى أوكرانيا. “يعمل تحت قيادتي 30 متمرّدًا يعارضون الحكومة الحاليّة”، قال متحدّثًا كيف انجرّ هو ورفاقه قبل بضعة أيّام إلى مواجهة عنيفة مع الشرطة: “ألقينا زجاجات حارقة على رجال الشرطة، لكن لم يكُن لدينا خيار آخر. فقد أطلقوا النارَ علينا”.

ويمكن أن تؤدّي التقارير المفاجِئة حول وُجود إسرائيليين بين المُتظاهرين، التي نُشرت صباح اليوم (الأحد) في “يديعوت أحرونوت” إلى إحراج الحكومة الإسرائيلية، التي تُصرّ على الحفاظ على الحياد في النزاع الدائر في أوكرانيا ولا تتدخّل في الشؤون الداخلية الأوكرانيّة.

اقرأوا المزيد: 278 كلمة
عرض أقل
مظاهرة المتسللون السودانيون والآرتريون في تل ابيب (JACK GUEZ / AFP)
مظاهرة المتسللون السودانيون والآرتريون في تل ابيب (JACK GUEZ / AFP)

آلاف طالبي اللجوء الأفارقة يُضربون ويتظاهرون في تل أبيب

طالبو اللجوء يحتجّون على احتجاز زملائهم في منشأة سجن في الجنوب، ويدّعون: الحكومة الإسرائيلية تحرّض علينا بطريقة منهجيّة

تجمّع آلاف طالبي اللجوء وداعميهم صباح اليوم (الأحد) للتظاهر في ميدان رابين في تل أبيب بعد أن ساروا إلى هناك من جنوبيّ المدينة، احتجاجًا على قانون منع التسلُّل وعلى سجن طالبي لجوء في منشأة “حولوت” في الجنوب. ينادي المتظاهرون: “حرية، حرية، لا سجن بعد”، ويرفعون لافتات عليها أرقام سجناء، ولافتات كُتب عليها “نحن بشر”. وكانوا أعلنوا أمس عن إضراب عام على الخلفيّة نفسها، معلنِين أنهم سيتغيّبون عن العمل لثلاثة أيّام بدأت اليوم.

قال أحد المتظاهرين للموقع الإخباري “والاه”: “كان من المهمّ بالنسبة إليّ أن أصل إلى هنا لأقول للحكومة الإسرائيلية إننا لاجئون ولدينا حقوق لا كلاجئين فحسب، بل كبشَر أيضًا”. حسب تعبيره، فهم مشغِّلوه الإضراب ودعموا تغيّبه عن العمل صباح اليوم. “يفهم المديرون والزملاء في العمل الوضعَ الذي دُفعنا إليه، وهم لا يريدون أن يرَوني أنا وغيري نغادِر إلى السجن، دون أن نقترف سوءًا”.

جميع منظّمي التظاهُرة مواطنون إريتريون وسودانيون، يلبسون قمصانًا لامعة، وغير معنيّين بالتصادُم مع القوى الأمنية ذات العدد الكبير التي تحمي المكان. ويحافظ المتظاهرون على النظام أيضًا، ويتبعون إرشادات المنظِّمين، لتجنُّب اعتقالات غير ضروريّة.

وتُعتبر هذه خطوةً إضافيّة في احتجاج طالبي اللجوء والمتسلِّلين، الذي شمل مسيراتٍ من المنشأة إلى بئر السبع وتظاهرات في القدس وتل أبيب. “نطلب من الحكومة أن توقف احتجاز طالبي اللجوء وأن تغيّر القانون. لم نقترف إثمًا ولا يجب أن نكون في السجن. لا نستحقّ إذلالًا كهذا”، قال أحد منظِّمي الإضراب، وهو طالب لُجوء من إريتريا.

متسلل سوداني متظاهر احتجاجًا على قانون منع التسلُّل (Roni Schutzer/Flash90)
متسلل سوداني متظاهر احتجاجًا على قانون منع التسلُّل (Roni Schutzer/Flash90)

بعد المسيرة والتظاهُرة اليوم، يُتوقَّع أن يتوجّه طالبو اللجوء بشكل رسميّ إلى ممثلية الأمم المتحدة للّاجئين في إسرائيل، وكذلك لسفارات أجنبيّة. وسيُطالِبون بإلزام الحكومة الإسرائيلية بتحمُّل مسؤوليتها تجاه طالبي اللجوء، والتعامُل معهم وفق معاهدة اللاجئين والقوانين الدولية.

أمّا مَن سيواجِه مشكلة كبيرة في الأيّام القادمة فهم أرباب العمل الكُثر الذين يمتلكون مطاعم، شركات تنظيف، وفنادق، يعمل فيها الكثير من العمّال الإفريقيين. “الوضع اليوم هو أنّ طالبي اللجوء يجري استيعابُهم في عدّة وظائف مثل الخدمة في المطاعم والمقاهي، الطبخ، الصيانة، خدمة الغرف الفندقية، والتنظيف لأنّ الإسرائيليين ليسوا على استعدادٍ للقيام بأمورٍ كهذه. على الدولة أن تجلس مع أرباب العمل وتبلوِر حلًّا لتخصيص كمية من العمّال الأجانب أو طالبي اللجوء الذين لا يمكن طردُهم، حينها يكون جميع الأطراف راضين”.

يوضح منظّمو التظاهُرة: “في السنوات الأخيرة، تحرّض الحكومة الإسرائيلية علينا بشكل منهجيّ. يُصوّرنا نوّاب ووزراء في الحكومة كذبًا كمتسلّلين، كمقيمين غير شرعيّين، وكمهاجرين من أجل العمل، في حين أنّ طلبات لجوئنا فُحصت بشكل كامل، ولم يُبتّ في مكانتنا بعد. ندعو الشعب الإسرائيلي ألّا يصدِّق أكاذيب الحكومة. ندعو سكّان ومواطني إسرائيل أن يدعموا مطالبنا الأساسيّة – دراسة طلبات لجوئنا بشكل نزيه وشفّاف، ترتيب إقامتنا في إسرائيل بشكل شرعيّ، ومنحنا حقوق إنسان أساسيّة لنتمكّن من أن نعيش هنا بكرامة حتّى نتمكّن من العودة إلى وطننا”.

اقرأوا المزيد: 416 كلمة
عرض أقل