مهاجمة مسجد الفاروق – خلال الضربات الجوية الإسرائيلية في حملة “الجرف الصامد”، هوجم مسجد الفاروق في مخيّم النصيرات في وسط قطاع غزة في 12 تموز، 2014. وأبلغ الإعلام الإسرائيلي أن مسجد الفاروق في مخيّم النصيرات استعمل كنقطة لإطلاق عمليات حماس ولتخزين الصواريخ والسلاح.
استنكر د. حسن الضيفي، وكيل وزارة الأوقاف الدينية في قطاع غزة، أشد استنكار “مهاجمة المساجد في غزة” التي “تكشف عن الوجه الحقيقي لوحشية الاحتلال الإسرائيلي (المركز الفلسطيني للإعلام، 12.07.2014). كما وصف الشيخ يوسف الدعيس، وزير الأوقاف في حكومة الوفاق الوطني في رام الله، الهجمات على مسجد الفاروق والمساجد الأخرى في غزة “بجرائم الحرب” الإسرائيلية. وأضاف أن إسرائيل تشن “حملة اضطهاد حضارية دينية على الفلسطينيين عامة وسكان قطاع غزة خاصة”.
الاستخدامات العسكرية لمسجد الفاروق والمساجد الأخرى
إن استخدام حماس العسكري لمسجد الفاروق ليس استثنائيًّا. فتدأب حماس والمنظمات الإرهابية بانتظام على استخدام الكثير من مساجد غزة لغايات سياسيّة وعسكرية. لا تُستخدم المساجد في قطاع غزة للعبادة فقط، وإنما أيضًّا لأهداف عسكرية وسياسيّة متنوعة، مثل تجنيد النشطاء الإرهابيين، تخزين الأسلحة، أماكن لقاء للنشطاء الإرهابيين، نقاط انطلاق للهجمات الإرهابية، مواقع تدريب، أماكن لإطلاق الصواريخ ومدافع الهاون ومراكز لبث الأفكار السياسية والأيديولوجية.
إن استخدام المساجد متجذر في مفهوم علماء السنة والشيعة، من بينهم يوسف القرضاوي، القدوة الأولى لحماس، ولذلك فإن استخدام المساجد للأهداف العسكرية كجزء من الجهاد، يُشكل استخدامًا شرعيًّا. هذا المفهوم مؤسس على السيرة الإسلامية (الحديث) التي تذكر أن النبي محمد ذاته قد استخدم المسجد لأهداف سياسيّة وعسكرية، بالإضافة إلى الوظيفة العادية للمسجد كدار لعبادة المؤمنين.
تشير الصور المرفوعة على الفيس بوك من المصلين في مسجد الفاروق، أن المسجد قد استخدمته حماس وقد ارتاده نشطاء ذراع حماس العسكرية.
خلال المخيّمات الصيفية، التي تقيمها حماس في صيف 2014، يجتاز الأولاد والفتيان تدريبّا كالتدريب العسكري في المدارس والمساجد.
تم اكتشاف استخدام المساجد في قطاع غزة في عملية الرصاص المصبوب
خلال عملية الرصاص المصبوب (12.2008- 01.2009)، استخدمت حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى المساجد استخدامًا مفرطا لأهداف عسكرية إرهابية. خلال العملية، كشفت عدة أدلة على استخدامات المساجد المتنوعة:
أ. تخزين السلاح، الذخيرة، والمعدّات العسكرية. لقد شملت الأغراض الموجودة في المسجد صواريخ، بنادق كلاشينكوف، ذخائر وحتى مضادات للطائرات. تظهر مقاطع الضربات الإسرائيلية الجوية خلال العملية انفجارات ثانوية قوية بعد الهجوم على المساجد، مشيرة إلى كمية المتفجرات والأسلحة المخزّنة هناك. بناء على مفهوم المنظمات الإرهابية لوظيفة المساجد كمنطلق للقتال، وُضعت متفجرات بالقرب منه، وأقيمت مواقع عسكرية وحُفرت أنفاق بجواره.
ب. إطلاق الصواريخ ومدافع الهاون على فرق جيش الدفاع الإسرائيلي. تُظهر المقاطع المسجّلة من عملية الرصاص المصبوب والصور الجوية بوضوح الصواريخ التي تطلق من باحات المساجد ونقاط الإطلاق والذخائر الموضوعة قرب المساجد.
ج. تعليم دورات قتالية في المساجد. لقد تحدث الناشط العسكري لحماس، القاطن في العطاطرة في شمال قطاع غزة، صبحي ماجد عطار، عن التدريب العسكري النظري الذي تلقاه في مسجد بلال بن رباح في العطاطرة. كجزء من التدريب العسكري، درس عدة مواضيع مثل إطلاق الصواريخ وقذائف الآر بي جي.
نشرت هذه المعلومات للمرة الأولى في موقع مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب