مرة أخرى ألعاب اتهامات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. أرسل مستشار الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة، يوسي كوهين في الأسبوعين الماضيَين رسائل احتجاج إلى البيت الأبيض وإلى قائمة طويلة من دول الغرب، متهمًا فيها الفلسطينيين بأنّهم خدعوا وزير الخارجية في الولايات المتحدة، جون كيري، في كلّ ما يتعلق بجدّية نواياهم تجاه المفاوضات مع إسرائيل وطلب أن تُلقى مسؤولية فشل محادثات السلام عليهم.
كشفت صحيفة “هآرتس” صباح اليوم عن نسخة من الرسالة من تاريخ 22 نيسان، بعد ثلاثة أسابيع من قرار إسرائيل بإطلاق الدفعة الرابعة من الإفراج عن الأسرى، وتقديم الفلسطينيين طلبات الانضمام إلى 15 اتفاق دولي، وبالتباين التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي أدى إلى تعليق المفاوضات.
ألحقت بالرسالة وثيقة من 65 صفحة والتي قدّمها رئيس فريق المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات، إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في 9 آذار، بعد ثلاثة أسابيع من الموعد الذي كان من المرتقب فيه أن تطلق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين. يوصي عريقات في الوثيقة بالسياسة التي يجب أن تتّخذها السلطة الوطنيّة الفلسطينية مع إسرائيل في الشهر الأخير من المفاوضات وبعد تاريخ 29 نيسان، وهو الموعد الذي تنتهي فيه مدّة الأشهر التسعة التي خُصّصتْ لمحادثات السلام.
أوصى عريقات في الوثيقة بتقديم طلبات انضمام لاتفاقية جنيف وسلسلة من الاتفاقات الدولية الأخرى، لإبلاغ الولايات المتحدة والقوى الغربية بأنّ الفلسطينيين لن يمدّدوا المفاوضات بعد 29 نيسان، وطلب إطلاق سراح جميع الأسرى المائة والأربعة والذين وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم دون علاقة بتمديد المفاوضات، وزيادة الجهود في تحقيق المصالحة مع حماس من أجل إحباط ما قال إنّه محاولة إسرائيلية لإيجاد انفصال سياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوصيات باتخاذ تدابير سياسية ودعائية أخرى.
في الشهر الأخير، قامت السلطة الوطنيّة الفلسطينية بتطبيق معظم التوصيات التي ظهرت في وثيقة عريقات. وقد أشار كوهين في تلك الرسالة أنّ هذا دليل على أنّه في الوقت الذي يناقش الفلسطينيون فيه الولايات المتحدة حول إمكانية تمديد محادثات السلام، فإنّهم يخطّطون لتنفيذ خطوات تؤدّي إلى تفجير مبادرتهم.
مرفق نسخة من هذه الرسالة.
في هذه الأثناء، نشر الإعلام الإسرائيلي أمس كلام رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيرس، والذي اعترف فيه أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أوقف الاتصالات التي أجراها الرئيس الفلسطيني، قبل لحظة من اتفاق السلام التاريخي. في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية، قال بيرس إنّه توصّل قبل 3 سنوات هو وعباس إلى تفاهم “في جميع النقاط تقريبًا”، ولكن “كان لدى نتنياهو انطباع بأنّ هناك عرض أفضل جاء عن طريق طوني بلير”.