مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب

صورة من صفحة منفذ عملية الطعن فادي علون
صورة من صفحة منفذ عملية الطعن فادي علون

كيف تبدو صفحة فيس بوك لطاعن فلسطيني؟

"مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب" يحلل صفحات فيس بوك لأربعة شبان فلسطينيين نفّذوا مؤخرا عمليات طعن، وهذه هي النتائج المثيرة للاهتمام

في الانتفاضة الحالية، كما في كل حدث مهم يحدث في العالم العربي في السنوات الأخيرة، من الواضح أنّ وسيلة الإعلام الرئيسية والأهم هي الفيس بوك. تحول موقع التواصل الاجتماعي هذا في السنوات الأخيرة إلى ساحة لاستهلاك المعلومات والتي تتفوق على قنوات التلفزيون، الإذاعة أو الإعلام التقليدي.

ولكن إلى جانب قضية استهلاك المعلومات، يمكّن الفيس بوك كل شخص أيضًا من مشاركة المعلومات. الشخص الذي يريد نشر آرائه أو مشاركة مضامين مع أصدقائه، يمكنه القيام بذلك بشكل علني، وأن يأمل بأن تصل إلى أكبر عدد من الأشخاص.

بهذه الطريقة، تتاح لنا أيضًا فرصة التعرّف على كل شخص بواسطة صفحته على الفيس بوك – ما هي المضامين التي يتلقاها وماذا يختار للمشاركة؟

منشورات على فيس بوك
منشورات على فيس بوك

وتُظهر نظرة معمّقة على صفحات الفيس بوك التابعة لشبان فلسطينيين نفذوا عمليات صورة مثيرة للاهتمام بشكل خاص. اختبر “مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب” أربعة حسابات فيس بوك لمنفذي عمليات ونشر استنتاجاته في تقرير خاص. وصف التقرير، من بين أمور أخرى، أنّه في صفحات الفيس بوك لمنفّذي العمليات يمكننا أن نرى عملية مستمرة من “بلورة” فكرة العملية: تم رفع المنشورات من قبل الشبان على مدى أسابيع وأحيانا أيضًا على مدى أشهر قبل تنفيذ العملية.

ظهر لدى بعض الطاعنين ارتفاع ملحوظ في حجم النشاط على صفحة الفيس بوك قبل أيام من تنفيذ العملية، والذي تضمّن رفع منشورات ذات محتويات تدلّ على رغبتهم في التضحية بأنفسهم. ونرى أنّه لدى بعض الإرهابيين الأكثر بلوغا قد غاب بُعد العفوية والتقليد، والذي كان يميّز الشبان تحت سنّ العشرين.

منشورات على فيس بوك
منشورات على فيس بوك

إحدى المميزات الأخرى لصفحات الفيس بوك هذه هو استخدام المصطلحات الإسلامية. وكما لدى إرهابيين سابقين ففي هذه المرة أيضا يمكننا أن نرى لدى بعضهم اقتباسات من القرآن، وبشكل خاص من آيات تتحدث عن الوصول إلى الجنة وعن أجر الشهيد. بل إنّ أحد منفّذي العمليات قام بأداء الحج إلى مكة وقد عاد قبل أيام من تنفيذ العملية. كما ورفع منفذ العملية ذاته أيضًا على صفحته على الفيس بوك خطبة مسجّلة لشيخ سلفي من السعودية. ورفع آخرون تعابير وجملا شاعت في الآونة الأخيرة في النت والتي تعبّر عن الرغبة في التضحية بحياتهم والوصول إلى الجنة.

منشورات على فيس بوك
منشورات على فيس بوك

وأشارت الدراسة أيضا إلى تأثير التحريض في الإعلام الفلسطيني (التلفزيون، الإذاعة، الفيس بوك): اعتاد الشاب الذي نفّذ عملية إطلاق النار عند مدخل مستوطنة كريات أربع، على مشاهدة برامج قناة الأقصى التابعة لحماس وقناة الجزيرة، وهي مليئة بالمضامين المعادية لإسرائيل. وقد اعتاد أيضًا على الدخول إلى صفحات الفيس بوك التابعة لإذاعة الحرية في الخليل، والتي تم إغلاقها قبل عدة أشهر من قبل الجيش الإسرائيلي بسبب التحريض على الإرهاب. ورفع شاب آخر، والذي نفذ عملية إطلاق النار قرب باب الساهرة في القدس، إلى الفيس بوك، قبل ساعات معدودة من تنفيذه العملية، وثيقة عنوانها: “الوصايا العشر لكل شهيد”.

وكان بالإمكان أن نرى لدى شاب آخر في صفحته على الفيس بوك منشورات ومضامين تمجّد شبانا آخرين نفّذوا عمليات.

اقرأوا المزيد: 430 كلمة
عرض أقل
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)

فوج فوارس التحرير – قوة عسكرية أم دعائية؟

استعرضت حماس هذا الأسبوع "جيشها الشعبي"، المكوّن تحديدًا من شبان صغار. وليس واضحًا بعد إن كان استعراض هذه القوة، التي يُفترض أن تدعم كتائب القسام في المعركة القادمة مع إسرائيل، لها تأثيرعسكري هام

استعرضت حماس الأسبوع الماضي، خلال احتفال عسكري ملفت، أول فوج من “الجيش الشعبي” الذي تقيمه حاليًا في قطاع غزة واسمه “فوج فوارس التحرير”. تعداد هذا الجيش حتى الآن، حسب ادعاءات حماس، هو 2500 فرد. هدف الجيش الشعبي هذا، حسب ادعاءات حماس المُعلنة، هو دعم كتائب عز الدين القسام في المعركة القادمة بمواجهة إسرائيل.

قال مسؤول حماس، محمد أبو عسكر،  الذي ألقى خطبة في الاحتفال، أنه في ظل الذي يحصل اليوم في المسجد الأقصى لا بد أن المواجهة مع إسرائيل قادمة قريبًا. قال العسكر بأن الدورة القادمة الخاصة بتجنيد أفراد للجيش الشعبي ستتضمن كل من عمره فوق 20 عامًا، ولكن نظرة قريبة على صور مراسم استعراض الجيش الجديد تُظهر بانه ليس مكونًا من مقاتلي غزة المتمرسين بل من شبان متحمسين للانضمام لصفوف المقاومة.

مقاتلو "الجيش الشعبي" لحركة حماس (AFP / MOHAMMED ABED)
مقاتلو “الجيش الشعبي” لحركة حماس (AFP / MOHAMMED ABED)

يُقدر “مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب” أن تعداد الجيش الشعبي بالنهاية قد يصل إلى عدة آلاف. ولكن شكل هذه القوة يُشير إلى أن أهميتها لا تكمن في الدعم العملي في القتال، بل بتوسيع دائرة الدعم الشعبي لحركة حماس بعد المعركة المدمرة الأخيرة مع إسرائيل.

وتُشير تقديرات المركز إلى أن نشاط أولئك الشبان في صفوف حماس قد يمنحها وسيلة دعائية ضد إسرائيل، وخاصة إذا  قُتل أحد أفراد “الجيش الشعبي” نتيجة أية عملية عسكرية. إضافة إلى ذلك فإن تشكيل جسم آخر ليس عسكريًا ولا مدنيًا تمامًا سيعمل على تشويش التمييز بين المواطنين الأبرياء وبين المقاتلين المسلحين.

إنما بالمقابل ربما لا يكون “الجيش الشعبي” مجرد ذراع دعائي في يد حماس بل أيضًا سيوسع دائرة القتال ضد إسرائيل. ولكن مسألة التأثير الحقيقي للقوة هي مسألة سنجد إجابة لها فقط في جولة القتال القادمة بين حماس وإسرائيل.

تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
تدريبات الجيش الشعبي لحركة حماس في غزة (AFP / MOHAMMED ABED)
اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
جماعات داعش في العراق (AFP)
جماعات داعش في العراق (AFP)

تهديد داعش على الغرب

ثلث المقاتلين في الحرب الأهلية في سوريا هم من المسلمين السنة من كل العالم، وبما فيها أوروبا. ربما كان هذا هو سبب خوف أوروبا الكبير من داعش

28 أغسطس 2014 | 10:58

يثير الانخراط المتزايد للمسلمين، مواطني الدول الغربية، القلق لدى أجهزة الأمن الغربية. تشير أبحاث أجرتها جهات أمنية إلى تزايد نسبة تطوع مواطنين أوروبيين وأمريكيين للانضمام إلى حركات جهادية تحمل فكر القاعدة ومنها داعش وجبهة النصرة.

أشار بحث أجراه مركز معلومات المخابرات والإرهاب في إسرائيل إلى وجود “دافعية جهادية كبيرة” لدى الشبان الأوروبيين والأمريكيين للانضمام والمشاركة بالقتال. حسب المصادر الاستخباراتية، أكثر من 500 شاب مسلم من دول غربية، غالبيتهم من أُستراليا، انضموا إلى صفوف تلك التنظيمات.

تمثلت واحدة من تلك الحالات الأبرز بمشاركة شاب أمريكي يطلق عليه لقب “أبو هريرة الأمريكي” بعملية تفجير انتحارية ضدّ قطة عسكرية للجيش السوري. تم تنفيذ العملية من قبل جبهة النصرة وبواسطة أربع شاحنات مفخخة انفجرت في الوقت ذاته.

ثم تم الكشف عن شخصية “أبو هريرة”: منير محمد أبو صالحة، شاب في العشرينات من عمره من فلوريدا. وصل أبو صالحة إلى سوريا خلال العام 2013 وتمرن طوال شهرين في معسكر للتدريب تابع لجبهة النصرة في منطقة حلب والتي يسيطر عليها التنظيم.

"أبو هريرة الامريكي"  منير محمد أبو صالحة
“أبو هريرة الامريكي” منير محمد أبو صالحة

أبو صالحة ليس أحد تلك الأمثلة. يكمن الخوف من أن يستخدم أولئك الخبرة التي اكتسبوها من القتال في سوريا لتوجيه قدراتهم التدميرية إلى المكان الذي جاءوا منه، إلى الغرب.

يقدّر د. رونين يتسحاك وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط، على صفحات صحيفة “إسرائيل اليوم”: “واضح بالنسبة لأجهزة المخابرات اليوم أنها فقط مسألة وقت حتى يعود أولئك المقاتلين إلى بلدانهم كإرهابيين متمرسين ومفعمين بالدافعية لمتابعة تحقيق أهدافهم أيضًا في دولهم أو في أوروبا عمومًا”.

تركيا، والتي كانت على مدى التاريخ حلقة الوصل بين آسيا وأوروبا، هي الجسر البري الذي يمكنه أن يتيح الدخول الخطير للجهات الإرهابية إلى قلب أوروبا. إلى هذا أيضًا تُضاف إمكانية التنقل الحر لمن يملكون جوازات سفر أوروبية من دولة إلى دولة الأمر الذي قد يكون خطيرًا للغاية إن تم استغلاله من قبل جهات إرهابية.

تعمل أجهزة الاستخبارات الغربية، حسب كلام د. يتسحاك، بكل جهد للتعاون الحثيث من أجل منع العملية الإرهابية القادمة. السؤال الذي بقي مفتوحًا هو متى سيتم توجيه موجة المتطوعين الغربيين من الغرب وتعود تلك الموجة لتضرب في أوروبا والولايات المتحدة.

اقرأوا المزيد: 314 كلمة
عرض أقل
صواريخ حماس (MOHAMMED ABED / AFP)
صواريخ حماس (MOHAMMED ABED / AFP)

مدارس حماس الإرهابية

الأونروا تكشف عن أنه تم استخدام إحدى مدارسها في غزة كمخزن للقذائف التي تم إعدادها للإطلاق على إسرائيل. هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها حماس المدارس لإخفاء الأسلحة وحتى لإطلاق القذائف، بخلاف ما ينص عليه القانون الدولي

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ليست مؤسسة معتادة على مواجهة الجهات والجماعات الفلسطينية بشكل مباشر وصريح. إلا أنه يبدو في الأسابيع الأخيرة أن موظفي الوكالة لم يعد بإمكانهم التغاضي عن مسألة استخدام منشآتها لإخفاء السلاح الذي أُعد للمس بالمدنيين. صرحت الأونروا في الـ 16 من تموز بأنه تمت تخبئة 20 قذيفة في إحدى من مدارسها.

عبّرت الأونروا عن امتعاضها من الحادثة وقالت إنه “غير مسبوق”. إلا أنه، من يتابع ما يحدث في قطاع غزة يعرف بأن تكتيك إخفاء وسائل قتالية وحتى عناصر قتالية داخل مؤسسات تربوية هي ظاهرة شائعة جدًا لدى حماس. هذا بالإضافة إلى المنشآت العسكرية التي تنشئها حماس قرب المدارس.

سجلت إسرائيل عددًا من الاستخدامات، غير المشروعة التي تقوم فيها حماس في السنوات الأخيرة، فيما يخص المدارس في القطاع، ومنها إطلاق القذائف من مناطق قريبة للمؤسسات التربوية، تفخيخ المدارس، تخبئة وسائل قتالية مختلفة داخل تلك المؤسسات، وإجراء تدريبات عسكرية داخل المدارس.

ليس في نية إسرائيل المس بالمؤسسات التربوية بينما تستغل المنظمات الإرهابية في غزة ذلك. ولقد أظهر بحث أجراه مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب في إسرائيل بأن إطلاق القذائف من مناطق قريبة من المؤسسات التربوية هو أمر شائع. أطلق الفلسطينيون مثلاً، في 18 كانون الأول من العام 2009، بعد أن أعلنت إسرائيل عن وقف لإطلاق النار، قذائف من مكان قريب من مدرسة.

ورصد سلاح الجو الإسرائيلي، فيما يخص تلك الحادثة، منصة إطلاق صواريخ عند داخل حي “الشجاعية” وهي المنصة التي تم إطلاق الصواريخ منها باتجاه إسرائيل والتي كانت قد وُضعت بين مدرستين، وتم تفادي تفجير تلك المنصة بسبب قربها من المدرستين. إلى جانب ذلك، تم تسجيل عشرات الحالات التي تم فيها إطلاق نيران من المدارس.

تؤكد شهادات من الميدان ذلك الادعاء. واعترف نواف فيصل عطار، الناشط في حركة حماس من سكان حي “العطاطرة” في شمال غزة، الذي تم اعتقاله خلال عملية “الرصاص المصبوب” (في 11 كانون الثاني 2009)، خلال التحقيق معه بأن مقاتلي حماس اعتادوا إطلاق الصواريخ من المدارس.

وأعطى مثالاً على ذلك مدرسة “سخنين” في منطقة أبو حليمة ومدرسة أخرى في حي الأمل اللتان تم إطلاق صواريخ منهما. وحسب أقواله، فعل أفراد حماس ذلك إدراكًا منهم أن الطائرات الإسرائيلية ستتفادى مهاجمة المدارس.

اقرأوا المزيد: 329 كلمة
عرض أقل
موقع التفجير المزدوَج في بيروت (AFP)
موقع التفجير المزدوَج في بيروت (AFP)

الانتحاريّون الإرهابيون: من العراق، مرورًا بِسوريا، وُصولًا إلى لبنان

تبدو ظاهرة الإرهابيّين الانتحاريّين، مع الانفجار في المستشاريّة الثقافيّة الإيرانية في بيروت اليوم، طريقة عمل رئيسيّة تنتهجها جبهة النصرة والتنظيمات الأخرى

يُعتبَر التفجير المزدوَج الذي حدث في بيروت اليوم قرب المستشاريّة الثقافيّة الإيرانية حلقة جديدة في السلسلة الطويلة لنزاعات السنّة والشيعة الممتدّة من بيروت على ساحل البحر المتوسّط، مرورًا بِسوريا، وليس انتهاءً بعمق العراق. ويمثّل الإرهابيّان الانتحاريّان، اللذان ألحقا أضرارًا هائلة جنوب بيروت، طريقة عمل آخذة في الانتشار ما دامت الحرب الأهلية السورية مستمرّة – أي العمليّات الانتحاريّة. ليس استخدام الانتحاريّين جديدًا في الشرق الأوسط، ولا هو كذلك في الصراع السني – الشيعي في بيروت نفسها، لكنه آخِذ في الازدياد.

وفقَ دراسة لمركز المعلومات الإسرائيلي حول الاستخبارات والإرهاب، أضحت العمليّات الانتحاريّة خلال الحرب الأهلية السورية علامةً فارقة للتفجيرات المنسوبة إلى جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، المحسوبتَين على تنظيم القاعدة والجهاد العالميّ.

فضلًا عن ذلك، نقلت جبهة النصرة وكتائب عبد الله عزام العمليّات الانتحاريّة إلى داخل لبنان مع مطلع عام 2014، لتُمسي طريقة النشاط الرئيسية في الصراع ضدّ حزب الله والطائفة الشيعيّة في لبنان. جبهة النصرة، ممثّل القاعدة في سوريا، هي تنظيم الثوار الذي نفّذ أكبر عددٍ من التفجيرات الانتحارية في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية. فمنذ الإعلان عن إنشائها (في كانون الثاني 2012) وحتّى كانون الأول 2012، أعلنت الجبهة مسؤوليتها عن 43 من أصل 50 تفجيرًا انتحاريًّا نُفِّذ ضدّ نظام الأسد.

خلال عام 2013، نفّذت جبهة النصرة 34 تفجيرًا انتحاريًّا. في الوقت نفسه، نفّذ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الفرع السوري للقاعدة في العراق، الذي بدأ عمله أواخر أيار 2013، تسعة تفجيرات إرهابية انتحاريّة أخرى. بالإجمال، نفّذ التنظيمان معًا عام 2013 ما مجموعه 43 تفجيرًا انتحاريًّا، شارك فيها نحو 53 إرهابيًّا انتحاريًّا.

تسرّب هذا النوع من التفجيرات إلى لبنان. ففي لبنان، جرت 5 تفجيرات انتحاريّة منذ مطلع عام 2014، أربعة منها نفّذتها جبهة النصرة، وواحد نفّذته الدولة الإسلامية في العراق والشام. ينضمّ تفجير اليوم إلى هذه المعطيات، ويشير إلى منحى توسّع الحرب السورية إلى داخل الحُدود اللبنانيّة.

وفق تقدير الباحثين، كلّما طال أمد الحرب الأهلية، فإنّ العمليّات الانتحاريّة مُعرَّضة أكثر “للتسرُّب” إلى دُول أخرى، حيث إنّ الناشطين الجهاديّين المتواجدين اليوم في سوريا يمكن أن يبادروا إلى أو يكونوا جزءًا من تفجيرات انتحاريّة حين يعودون إلى بلدانهم، مستغلّين الخبرة العمليّة الكبيرة التي اكتسبوها في سوريا والعلاقات التي نسجوها مع ناشطي القاعدة والجهاد العالمي. علاوةً على ذلك، يمكن أن تُرسل التنظيمات المحسوبة على القاعدة والجهاد العالمي، العاملة في سوريا، بمبادرتِها انتحاريين إرهابيين لتنفيذ مهامّ إرهابيّة في الدول الغربية، دولة إسرائيل، وحتّى دول عربيّة إسلاميّة أخرى.

اقرأوا المزيد: 371 كلمة
عرض أقل
كاريكاتير من موقع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا
كاريكاتير من موقع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا

رغم الخسائر الكبيرة: حزب الله لا يتخلى عن سوريا

صدر تقرير عن مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب في إسرائيل يكشف عن تكثيف تدخل حزب الله في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة رغم خسارته لـ ٣٠٠ ضحية حتى الآن

كثف حزب الله تدخله العسكري في الحرب الأهلية السورية خلال الأسابيع الأخيرة رغم خسائره الفادحة، هذا ما كشف عنه التقرير الذي أعده مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب. وفقا للتقرير فإن هنالك ثلاثة مواقع قتال أساسية لحزب الله وهي المناطق القروية شرقي دمشق (الغوطة الشرقية) وسلسلة جبال القلمون شمالي دمشق والتي تمتد على طول الحدود السورية اللبنانية (محور دمشق حمص) وقبر السيدة زينب جنوبي دمشق.

يعمل حزب الله في المناطق الثلاث هذه كقوة مساندة للجيش السوري ولقوات الأمن السورية وليس كقوة عسكرية مستقلة (كما كان في منطقة القصير). يتم القتال بالتنسيق الكامل مع الجيش السوري. وفقًا لصحيفة الرأي الكويتية (١٢ كانون الأول ٢٠١٣) فإن الجيش السوري وحزب الله يقومان بتنسيق مشترك لإدارة المعركة. قدر المركز الإسرائيلي عدد مقاتلي حزب الله بعدة آلاف وهو عدد مشابه للقوات التي شاركت في معارك القصير (١٩ أيار – ٥ حزيران ٢٠١٣).

 الأهداف العسكرية والسياسية للحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري بمساعدة حزب الله هي: الهدف الأول – تعزيز سيطرة نظام الحكم على المنطقة الريفية الشرقية وخاصة الغوطة الشرقية؛ الهدف الثاني – السيطرة على منطقة جبال القلمون شمالي دمشق وتفريق تنظيمات المتمردين المتمركزة شمالي قواتهم في منطقة دمشق والحدود السورية اللبنانية. وجاء هذا ردًا على النجاحات الأخيرة التي حققها المتمردون (مثل الاستيلاء على مخازن الأسلحة الكبيرة في مهين جنوبي حلب) ووضع نظام الحكم السوري في موقع أقوى استعدادًا للخطوات السياسية المستقبلية الممكنة (“جنيف 2”).

بالإضافة إلى الأمر الأساسي الذي يدفع إيران وحزب الله لمساندة الحكم السوري بتحقيق أهدافه الاستراتيجية، توجد لدى حزب الله مصالحه الخاصة الأمنية والدينية. يسعى حزب الله من الناحية الأمنية للسيطرة على مناطق الحدود السورية اللبنانية (سلسلة جبال القلمون) التي تشكًل مقرًا للتنظيمات التابعة للقاعدة وللجهاد العالمي والتي تقاتل ضده. أما من الناحية الدينية فهو يسعى إلى  حماية منطقة قبر السيدة زينب من هجمات المتمردين الذين يدركون أهمية الموقع الدينية (جزء كبير من خسائر حزب الله حدثت في موقع القبر).

 تمت خلال الحملة الأخيرة (التي لم تنته بعد) مشاركة قوات كبيرة من حزب الله، ومني التنظيم بخسائر كبيرة: قتل ٤٧ مقاتلا من حزب الله خلال شهر تشرين الثاني والنصف الثاني من كانون الأول. وصل إجمالي عدد القتلى بعد معركة القصير  إلى ١٨٠ شخصًا ووصل الآن إلى ٣٠٠. هذا الرقم يعبّر عن حد أدنى من التقديرات حيث يستمر الإعلان عن أسماء قتلى في وسائل الإعلام اللبنانية  يوميًا. وعلينا الأخذ بالحسبان بأنه لم يتم الإعلان عن جميع أسماء القتلى ولم يتم نقل جميعهم للدفن في لبنان ولا نعرفهم جميعًا. قدّر المركز عدد القتلى بـ٣٠٠، شخصان مركزيان من بينهم: علي إسكندر (علي الكبير)- ضابط كبير من حزب الله، عمل في مواقعه في جنوب لبنان. عمل كقائد حملات وقائد قوات حزب الله في المنطقة الريفية شرقي دمشق. قُتل في ٢٣ تشرين الثاني ٢٠١٣ أثناء القتال في المنطقة الريفية شرقي دمشق, وعلي حسين البزي (الحج ساجد) – ضابط من حزب الله. ولد في قرية بنت جبيل في جنوب لبنان لكنه عاش في صيدا. عمل سابقًا كمسؤول حزب الله في صيدا. وعمل على  تدريب مقاتلي حزب الله. قتل في معارك القلمون في ٨ كانون الأول ٢٠١٣.

 يجدر الذكر بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله نفى الادعاء القائل بأن تدخل حزب الله في سوريا جاء بقرار إيراني. وشدد على أن تدخل حزب الله كان تدريجيًا وأنه “كان قرارنا” الذي تم تبليغ الإيرانيين به (من المعروف أن تدخل حزب الله في سوريا هو جزء من الاستراتيجية العامة لإيران التي تفضّل التدخل غير المباشر على التدخل المباشر).

اقرأوا المزيد: 532 كلمة
عرض أقل