لا يرحب الجميع في إسرائيل بدفء العلاقات مع السعودية. فالدكتور مردخاي كيدار يطالب بوضع شروط أمام السعوديين من أجل التقدّم
منذ الأسابيع الماضية، باتت وسائل الإعلام الإسرائيلية مشغولة أكثر فأكثر بالعلاقات مع السعودية. يتعلق هذا أيضا بالتحركات الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي، فيما يتعلق بالأزمة مع رئيس الوزراء اللبناني الحريري، وكذلك بالمقابلة التي أجراها رئيس الأركان الإسرائيلي مع موقع “إيلاف” السعودي على الإنترنت، التي “دفعها” الجيش الإسرائيلي كخطوة نحو التطبيع ودفء العلاقات بين البلدين.
بشكل عامّ، يمكن القول إن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن التقارب مع الدول العربية إيجابي وهم متحمسون لإمكانية التطبيع، ولكن هناك أيضا بعض الذين يعبّرون عن تحفظاتهم.
وكتب المستشرق الإسرائيلي المتماهي مع اليمين د. مردخاي كيدار، مقالا في موقع “ميدا”، مقترحا فيه أن تضع إسرائيل شروطا أمام السعوديين قُبَيل معاهدة السلام وتطبيع العلاقات.
“المبدأ الأساسي عند التعامل مع السعوديين وغيرهم هو أنه يُحظر على إسرائيل أن تشعر بأن عليها أن تدفع مقابل السلام مع الآخرين بأي شكل من الأشكال. أي ألا تدفع أبدا. مَن يريد صنع السلام معنا، ستتحقق رغبته، وهذا ما سيحصل عليه فقط. لن يُعقّد أي اتفاق آخر”. كتب كيدار مضيفا:” إسرائيل لديها ما يكفي من الوقت. وهي قائمة منذ نحو سبعين عاما دون صنع السلام مع السعودية، ويمكن أن نواصل العيش على هذا النحو لسبعة آلاف سنة إضافية. أي تعبير عن رغبة من جهتنا لصنع السلام بسرعة (مثل الشعارات الهدامة “السلام الآن”)، سيرفع الثمن الذي سيتعين على إسرائيل دفعه. إسرائيل لديها وقت كاف، ولا يُمارس أي ضغط عليها لصنع السلام مع أية جهة”.
والقضية الرئيسية التي يكرث كيدار لها اهتماما هي قطع المسار الإسرائيلي – السعودي عن المسار الفلسطيني: “إذا كان السعوديون يريدون السلام معنا، فليصنعوا السلام معنا دون أن يطرحوا أية قضية أخرى. وإذا تمسكت السعودية بالقضية الفلسطينية، فستتطرق إسرائيل إلى ذلك في اتفاق وفق التعريفات التالية: “إذا أرادت السعودية مساعدة الفلسطينيين فيمكن أن تقيم مدنا وقرى لهم على أراضيها. ومن دواعي سرور إسرائيل أن تساهم بخبرتها في إنشاء هذه المجتمعات وتنميتها لصالح سكانها”. يشكل أي حديث سعودي عن حل مختلف سببا لخروج الوفد الإسرائيلي من المفاوضات”.
وتجدر الإشارة إلى أن آراء كيدار تعتبر متطرفة وأن النهج بين صنّاع القرار في إسرائيل وبين عامة الناس يختلف كليا.
كيدار معروف بين أوساط الجمهور العربي بشكل أساسيّ بسبب المشادة التلفزيونية مع مذيع الجزيرة عندما ادعى فيها أن القدس لم تذكر في القرآن أبدا.