شارك الالاف من الاشخاص بعد ظهر الاثنين في تشييع جهاد مغنية الذي قتل الاحد في الغارة الاسرائيلية على منطقة القنيطرة في جنوب سوريا، وسط تساؤلات عن امكانية قيام الحزب بالرد على هذه الضربة.
وجهاد هو نجل عماد مغنية، قائد العمليات العسكرية في حزب الله الذي قتل في 2008 في عملية تفجير في دمشق اتهم حزب الله بها اسرائيل. وقتل في الغارة نفسها خمسة عناصر آخرون من حزب الله، بالاضافة الى قيادي في الحرس الثوري الايراني، بحسب ما ذكر مصدر رسمي، بينما افادت مصادر اخرى ان عدد القتلى الايرانيين هو ستة ايضا.
وتعد الغارة من اكبر الضربات الاسرائيلية التي تستهدف حزب الله وحليفه الايراني، الداعمين الاساسيين للنظام السوري، منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011.
واكدت طهران مقتل الضابط في الحرس الثوري الجنرال محمد علي الله دادي، بينما كان برفقة “عدد من مقاتلي وقوات المقاومة الاسلامية”، بعد ان كان مصدر قريب من حزب الله افاد عن مقتل ستة عسكريين ايرانيين، بينهم القيادي، في الغارة.
الا ان المكتب الاعلامي في حزب الله اوضح في رسالة موجهة الى فرانس برس ان “السياسة الاعلامية الثابتة المتبعة من حزب الله تقوم على عدم استخدام صيغة المصادر”، مشيرا الى ان ما نشر حول مقتل الايرانيين الستة “لا علاقة له بالحزب”.
وكان حزب الله نعى الاحد ستة من عناصره بينهم القيادي محمد احمد عيسى، وجهاد مغنية. ويفترض ان يتم تشييع عيسى الثلاثاء في بلدته عربصاليم في جنوب لبنان.
وتم الاثنين تشييع مغنية (25 عاما) وسط حضور شعبي حاشد ومشاركة لمسؤولين في الحزب، وعلى وقع هتافات “الموت لامريكا”، و”الموت لاسرائيل”، و”هيهات منا الذلة”، و”حزب الله حزب الله، قائدنا نصرالله”.
وتم لف النعش بعلم حزب الله الاصفر. واطلقت عيارات نارية في الهواء، بينما كان عديدون يذرفون الدموع.
وقال عضو المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي لصحافيين “لن نصمت طويلا. وبطبيعة الحال ايضا في الوقت والزمان والكيفية المناسبة سوف يكون الرد على هذا العدوان الكبير والنوعي والذي فتح افاقا جديدة في المنطقة”.
ورأى ان “العدو الاسرائيلي عاجز عن القيام بأي حرب عسكرية واسعة على لبنان” حاليا.
وكان الحزب اشار الى ان عناصره الستة قتلوا بينما كانوا يقومون “بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في القنيطرة السورية” الواقعة على مقربة من الخط الفاصل بين الجزءين السوري والمحتل من اسرائيل في هضبة الجولان، عندما تعرضوا “لقصف صاروخي من مروحيات العدو الصهيوني”.
وحصلت فرانس برس على معلومات موثوقة تحدثت عن مقتل ستة عسكريين ايرانيين.
وتحت عنوان “ما بعد الاعتداء ليس كما قبله (…). معادلة شهداء القنيطرة: أكبر من رد واقل من حرب”، كتبت صحيفة “السفير” اللبنانية المؤيدة لحزب الله ان ما حصل يشكل “مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الارض السورية، بين المقاومة وما تمثله والعدو الاسرائيلي وما يمثله”، مضيفة “السؤال البديهي المطروح الآن هو كيف سترد المقاومة واين ومتى؟”.وقال مصدر امني اسرائيلي ان الغارة نفذت بواسطة مروحية على “ارهابيين” كانوا يعدون لهجمات على القسم المحتل من الهضبة.
وتحدثت صحيفة “الاخبار” القريبة من حزب الله من جهتها عن “مغامرة” و”حماقة لا يمكن وصفها بالخطوة الجريئة”. وقالت ان هناك في اسرائيل “من اتخذ القرار الخطأ باختبار المقاومة”.
واضافت “خرقت اسرائيل كل الخطوط الحمراء التي تم ارساؤها خلال العامين الاخيرين (…) لاختبار مدى جدية محور المقاومة بالرد على الاعتداءات الصهيونية في سوريا ولبنان”. وتابعت ان “دم القنيطرة يقرب المقاومة من الجليل”.
وكانت “الاخبار” تشير الى التصريح الذي ادلى به قبل ايام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وقال فيه ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي “استهداف لمحور المقاومة” والرد عليها “امر مفتوح” و”قد يحصل في اي وقت”.
كما اشار الى ان حزبه على جهوزية دائمة للدخول “الى الجليل وما بعد الجليل” في شمال اسرائيل اذا طلبت منه القيادة ذلك.
ونفذ الجيش الاسرائيلي منذ بدء الازمة السورية غارات جوية عدة على مواقع في سوريا لم تعترف بها كلها اسرائيل، وكان آخرها في كانون الاول/ديسمبر قرب دمشق، مستهدفا خصوصا اسلحة موجهة الى حزب الله، بحسب مصادر متطابقة.
وساد التوتر المنطقة الجنوبية الحدودية مع اسرائيل بعد غارة الاحد خشية حصول تطورات على الارض. وافاد مراسل فرانس برس الاثنين عن تسيير دوريات للجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية على طول الحدود.
الا ان خبراء راوا انه سيكون من الصعب على حزب الله المجازفة في خوض حرب مع اسرائيل في وقت يخوض حربا على جبهات عدة في سوريا ضد فصائل المعارضة السورية، وبينها تنظيمات جهادية.
وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان لفرانس برس ان نصرالله قد يكتفي بعملية صغيرة مثل وضع عبوة على الحدود للرد. واضاف “سيقول نصرالله ان الاسرائيليين يحاولون استدراجه في اطار حملتهم الانتخابية، ولا يجب الوقوع في فخهم”.
في اسرائيل، قال المحلل العسكري يورام شويتزر “لا يريد حزب الله حربا مفتوحة”، مشيرا الى ان هناك “خيارات عدة للرد على مستويات مختلفة، من دون الوصول الى المواجهة في الوقت الحالي”.