محمد أبو شمالة

مروان عيسى مع أحمد الجعبري وخالد مشعل في غزة
مروان عيسى مع أحمد الجعبري وخالد مشعل في غزة

ماذا سيحصل في قيادة حماس؟

مصير ضيف غير معروف، ولكن كما يبدو أنّه ليس جيّدًا، واثنان آخران من القيادة البارزة للجناح العسكري لحماس تمّ اغتيالهما أمس. من الذي سيتولى زمام الأمور، ومن في مرمى إسرائيل؟

مرّ يومان منذ محاولة اغتيال الرجل الأقوى في الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، وما زال مصيره غير مؤكد. ومع ذلك، بسبب قوة القصف، وعدم كفاية الأدلة في كونه حيًّا، تتزايد التقديرات بأنّ الضيف قُتل في القصف، أو أنه أصيب إصابة بالغة على الأقل، رغم نفي حماس.

بعد يوم من ذلك، اغتالت إسرائيل شخصين آخرين من أبرز قادة الجناح العسكري لحركة حماس، ممن سيطرا على الحركة في جنوب القطاع، محمد أبو شمالة ورائد العطار. وقد قُتل معهما قائد آخر في الحركة، ويبدو أن هناك ارتباك وتوتر وإحراج في كتائب عز الدين القسام.

مقاتلو الجناح العسكري لحركة حماس (AFP)
مقاتلو الجناح العسكري لحركة حماس (AFP)

الفراغ الذي تركه ضيف وراءه في الجناح العسكري لحركة حماس كبير جدًا. منذ نحو عقدين وهو يترأس الحركة، وهو المسؤول عن تحويل الجناح العسكري من عصابة صغيرة إلى تنظيم هرمي ومنظّم يملك عناصر الجيش النظامي الذي فيه كتائب، سرايا وألوية. هو من قام بتطوير النظام الصاروخي للحركة، وطوّر تخطيط الأنفاق، والذي تحوّل في الصراع الأخير إلى التهديد الأكبر على إسرائيل. كل من سيحلّ مكانه، فيما لو قُتل فعلا أو أصيب إصابة كبيرة، سيضطر إلى أن يكون قويّا بشكل كاف للإمساك بالحركة وحده، وللاستمرار بدفعها للأمام، وتطوير أفكار جديدة، وعلاقات للتمويل.

ويعتقد الخبراء أنّه ليس هناك اليوم في العمود الفقري لقيادة حماس الكبيرة شخصية ذات كاريزما مثل الضيف أو أحمد الجعبري. حتى أمس، كان العطار أحد المرشّحين الراشدين للحلول مكانه. والآن، يبدو أنّ مروان عيسى، الذي حلّ مكان أحمد الجعبري بعد اغتياله في عملية “عمود السحاب” عام 2012، بقي المرشّح الرئيسي ليكون في رأس الهرم.

منذ عام 2012 يعمل عيسى باعتباره وصلة بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية لحماس في القطاع، وهي وظيفة أنشأت له علاقات كثيرة. أضاف له هذا الوقوف في مفترق طرق حماس قوة ودلالة في أعين كلا الجناحين، ولكنه لا يزال يعتبر شخصية رمادية تمامًا، ولا يكفي من الناحية الكاريزمية كي يقود وحده حركة بهذا الحجم الكبير.

رائد العطار ومحمد أبو شمالة
رائد العطار ومحمد أبو شمالة

إن تعيين عيسى في المستقبل بمنصب قائد للجناح العسكري، إذا ما تمّ، من المتوقع أن يضعه على رأس قائمة المطلوبين في قطاع غزة. ولكنه ليس الوحيد. هناك شخصية بارزة أخرى تشكّل هدفًا للاغتيال والحديث عن أيمن نوفل، قائد لواء المركز في القطاع. كان نوفل أحد المسؤولين عن تفجير معبر رفح الحدودي قبل ستّ سنوات. في نفس العام تمّ القبض عليه في مصر واتُهم بالتخطيط لعمليات إرهابية، ولكنه نجح في الهروب من السجن مع اندلاع الثورة المصرية التي أدت إلى إسقاط الرئيس حسني مبارك عام2011. وفي النهاية، نجح في التسلل مجدّدًا إلى غزة عن طريق الأنفاق.

ويتواجد معهم في “قائمة الاغتيالات” أيضًا أحمد غندور، قائد الجناح العسكري في شمال قطاع غزة وأيضًا رائد سعد، قائد القسّام في مدينة غزة. ظهرت أمس على الشبكة إشاعات حول اغتيال محمود سنوار، قائد الكتائب في لواء خان يونس، ولكن كما يبدو أنّه لا يزال على قيد الحياة، ولا يزال مُدرجًا في قائمة الاغتيالات. بعد الخطأ الذي قام به ضيف، العطار وأبو شمالة، فكما يبدو أنّ بقية القادة في الحركة سيظلّون الآن وقتًا طويلا في المخابئ تحت الأرض خوفًا من ضربة مستهدفة من سلاح الجو الإسرائيلي.

 

اقرأوا المزيد: 464 كلمة
عرض أقل
دخان وغبار في غزة جرّاء قصف الطيران الإسرائيلي (AFP)
دخان وغبار في غزة جرّاء قصف الطيران الإسرائيلي (AFP)

مسار الحرب في غزة بعد الاغتيالات واستدعاء الاحتياط

ربما يدل استدعاء 10 آلاف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي على أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستطول، لكن تصفية قادة حماس قد تعني العكس وهو أن أيامها قصرت

21 أغسطس 2014 | 17:53

قال محللون إسرائيليون بعد أن صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على استدعاء 10 آلاف جندي احتياط جديد في الجيش الإسرائيلي بغية تعزيز القوات المرابطة على الحدود بين إسرائيل وغزة، إن هذه الخطوة، إضافة إلى تواصل إطلاق الصواريخ من غزة، ترسم ملاح حرب طويلة بين الطرفين، لكن آخرين أشاروا إلى أن اغتيال قادة حماس قد يغيّر الحسابات.

واستشهد الفريق الأول من المحللون، أيضا، بأقوال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي (بوغي) يعلون، والذي قال إن “المعركة طويلة، ويجب أن نتحلى بالصبر ونفق صامدين”. لكن آخرين أشاروا إلى أن اغتيال قادة حماس، تحديدا رائد العطار ومحمد أبو شمالة، قد يؤدي إلى تقصير المعركة بين الطرفين.

ويعتقد هؤلاء أن الضربات القاسية التي تلقاها حماس في اليومين الأخيرين، متمثلة باغتيال قادة كبار في الذراع العسكري للحركة، قد توضح للحركة أن خرق وقف إطلاق النار مع إسرائيل كان خطأ فادحا، مما سيحث القيادة السياسية في الحركة على احترام اتفاقات قادمة.

ثانيا، رغم أنه يوجد بديل لكل قائد في حماس قتل، يقول محللون إن المعنويات في الحركة وروح القتال لدى محاربيها باتت منخفضة، ودليل على ذلك هو تهديدات تنشرها الحركة، مثل قصف مطار بن غوريون، دون تنفيذها.
ويتوقع هؤلاء أن تحفّز هذه التطورات الأخيرة قادة حماس إلى اللجوء إلى مخرج ديبلوماسي من الأزمة، خاصة أن الحرب التي تواجهها حماس ضد إسرائيل لم تحظ على دعم كبير من قبل الدول العربية.

وفي تطور لافت آخر له تأثير كبير على مجريات الحرب بين إسرائيل وحماس، التقى اليوم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الأمير القطري، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت مصادر فلسطينية إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، انضم إلى اللقاء. ويشير متابعون في إسرائيل إلى أن عباس يسعى إلى تقليص الفجوات فيما يتعلق بالوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

اقرأوا المزيد: 273 كلمة
عرض أقل