بمناسبة يوم العائلة الإسرائيلي، نشرت دائرة الإحصاء المركزية، أمس (الأربعاء)، معطيات الولادة والأسماء الأكثر شيوعا في إسرائيل لعام 2016.
كان اسم “يوسف” الأكثر شيوعا لدى الأطفال العرب واليهود المولودين في عام 2016، إذ سُمي 1.934 طفلا بهذا الاسم. احتل هذا الاسم المرتبة الثانية في قائمة أسماء البنين الأكثر شيوعا، في حين احتل اسم “محمد” المرتبة الأولى محافظا عليها منذ السنوات الماضية.
هذه هي السنة الثانية على التوالي التي كان فيها الاسم “نوعام” الأكثر شيوعا لدى البنين اليهود، في حين كان اسم “تمار” الأكثر شيوعا بين البنات اليهوديات، وهذا بعد أن كان الاسم “نوعاه” الأكثر شعبية طيلة 16 عاما.
أما لدى المسلمين فيدعى كل واحد من بين خمسة أطفال مسلمين محمد أو أحمد. بالتباين ظل اسم مريم الاسم الأكثر انتشارا بين البنات المسلمات.
التاريخ الهجري في متحف مدينة قونية التركية (Wikipedia)
10 حقائق مثيرة عن التقويم الهجري
سنة جديدة بدأت بحسب التقويم الهجري - سنة 1437. بمناسبة رأس السنة الإسلامية، فيما يلي بعض الحقائق المثيرة حول التقويم الذي بحسبه يتم تحديد أعياد الإسلام
يبدأ التقويم الإسلامي من هجرة نبي الإسلام محمد من مدينة مكة إلى المدينة عام 622 بحسب التقويم الميلادي المعروف لدينا.
ومع ذلك، فلم يتم استخدام التقويم الإسلامي حتى العام 638 للميلاد. بدأ استخدامه بعد أن شكا والي البصرة أبو موسى الأشعري أمام الخليفة المسلم عمر أنّ الرسائل الرسمية خالية من التاريخ. بعد نقاش قصير، قرّروا البدء بعدّ العصر الإسلامي من فترة الهجرة.
يستند التقويم الهجري إلى دوران القمر، أي إلى رؤية مولد القمر وعدد المرات التي يقوم فيها القمر بالدوران دورة كاملة حول الكرة الأرضية. وهكذا يكون هناك 354 يوما في السنة الهجرية، (في حين أنه بحسب التقويم الميلادي هناك 365 يوما) حيث يضاف كل عدة سنوات يوم إضافي للشهر الأخير في السنة.
طقوس العاشوراء في إيران (AFP)
يتكون هذا التقويم من 12 شهرا (دورات القمر)، حيث يبدأ كل يوم بشروق الشمس. تبدأ السنة الإسلامية في الأول من شهر محرم. بخلاف اليهودية، لا يتم الاحتفال برأس السنة في الإسلام، ولكن اعتيد في عدة بلدان إسلامية على منح عطلة في بداية شهر محرم.
يعتبر شهر محرم شهرا حزينا بالنسبة للمسلمين الشيعة بسبب موت الإمام الحسين بن علي في العهد الأول للإسلام في هذا الشهر. في العاشر من شهر محرّم (عاشوراء) يقوم الشيعة بمجموعة ممارسات تعبّر عن الحزن، بما في ذلك المسيرات وطقوس جلد الذات.
مصلون أمام قبة الصخرة يحتفلون بعيد الأضحى (Sliman Khader/FLASH90)
الشهر التاسع في السنة الإسلامية هو شهر رمضان، الذي يصوم فيه المسلمين كل يوم منذ مطلع الفجر وحتى الغروب. قبيل انتهاء هذا الشهر تحلّ ليلة القدر، والتي فيها بحسب المعتقد نزل أول وحي على النبي محمد. بعد أيام من هذه الليلة يتم الاحتفال بعيد الفطر، الذي يشير إلى نهاية شهر الصيام، ويتم الاحتفال في الواقع في الأيام الأولى من شهر شوال – وهو الشهر العاشر في التقويم الهجري.
الشهر الثاني عشر والأخير في التقويم الإسلامي هو شهر ذو الحجّة، ويتم خلاله الاحتفال بعيد الأضحى عند انتهاء الحجّ السنوي إلى مدينة مكة في السعودية.
أعياد أخرى في التقويم الإسلامي: في الثاني عشر من الشهر الثالث في الإسلام، وهو شهر ربيع الأول، يحتفل المسلمون بيوم مولد النبي محمد. في السابع والعشرين من شهر رجب، وهو الشهر السابع في التقويم الإسلامي، يحتفل المسلمون بالحدث الذي بحسب التقاليد قام فيه النبي محمد برحلته الليلية إلى السماء على ظهر حصانه الخارق البراق. هناك لدى الشيعة أعياد أخرى، والتي ترتبط بشكل أو بآخر بأحفاد علي وحقّهم في حكم العالم الإسلامي.
مسلمون يصلون خلال عيد الفطر الذي ينهي صيام شهر رمضان (AFP)
ولأنّ التقويم الإسلامي أقصر من التقويم الميلادي، فسوف يتطابقا في نهاية المطاف. يوجد الآن 578 سنة من الفارق بين التقويمين. ولكن سنة 2593 للميلاد المسيحي ستكون أيضًا سنة 2593 للهجرة.
أقدم دليل على استخدام التقويم الإسلامي هو ورق بردي من مصر، كُتب تقريبا في العام 22 للهجرة (643 للميلاد). وهو أيضا أقدم ورق بردي عربي نجا.
في مستهلّ السنة العبرية الجديدة تنشر سلطة السكّان والهجرة البيانات الأبرز للسنة الماضية. ولد 161 ألف طفل ونسبة كبيرة جداً من بين الأسماء هي الأسماء: محمد ويوسف
مع بداية السنة اليهودية الجديدة، نشرت سلطة السكّان والهجرة اليوم (الأحد) البيانات الرسمية بخصوص مواطني إسرائيل للسنة الماضية. خلال العام، ولد 161,081 طفل إسرائيلي، في حين توفي 40,636 إسرائيلي.
وما هو الاسم الأكثر شيوعاً بين المواليد؟ لن تصدّقوا ولكن اتضح أنّها السنة الثالثة على التوالي التي يكون فيها اسم محمد (للذكور) هو الاسم الأكثر شيوعاً في إسرائيل.
تمار هو اسم البنات الأكثر شيوعاًفي إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
من بين الأطفال الذين وُلدوا، صنّفت سلطة السكان قائمة بالأسماء الأكثر شيوعاً: في المركز الأول بالنسبة للأطفال الذكور في الوسط اليهودي وُجد اسم أوري، وبعده إيتان وفي المركز الثالث أريئيل. وبغضّ النظر عن الأوساط، يقف اسم محمد في المركز الأول، بعده اسم يوسف وفي المركز الثالث إيتان.
المراكز الأولى بالنسبة للبنات متشابهة، سواء في الوسط اليهودي أو باحتساب جميع الأوساط الأخرى. وجد اسم تمار في المركز الأول. وتأتي بعده أسماء نوعا وتاليا، وبعدها اسم شيرا؛ الذي انخفض مركزا واحدا منذ السنة الماضية.
شارلي إيبدو: الصحيفة الساخرة التي لا ترغب بالتوقف (AFP PHOTO / MIGUEL MEDINA)
شارلي إيبدو: الصحيفة الساخرة التي لا ترغب بالتوقف
التقاليد الساخرة في فرنسا قديمة كقدم الجمهورية، والسخرية من الدين ترافقها منذ الثورة الفرنسية. مجلة شارلي إيبدو، التي تأسست عام 1969، تدفع اليوم ثمنا باهظا على كونها وضعت السخرية فوق كل شيء
تم الكشف عن ثمن حرية التعبير في فرنسا اليوم بثقله الكامل. تمّت اليوم مهاجمة الصحيفة الساخرة “شارلي إيبدو” التي نشرت في عدة فرص صور كاريكاتير ساخرة عن النبي محمد، من قبل مسلّحين قتلوا 12 شخصا، من بينهم أعضاء في هيئة التحرير ورجال شرطة.
تأسست الصحيفة الساخرة “شارلي إيبدو” عام 1969 من قبل مجموعة من الساخرين من ذوي الميول اليسارية الفوضوية، ومثّلت منذ بداية طريقها خطّا ساخرا تجاه جميع الأديان والاعتقادات المحافظة. وفي هذا المفهوم فهي تكمّل طريق أجيال الفرنسيين الساخرين من التقاليد المحافظة منذ أيام الثورة الفرنسيّة.
تم استخدام شعار “غبي وشرير” من قبل أعضاء الصحيفة حتى في السنوات التي سبقت تأسيسها. وكانت الصور العارية أيضًا من ضمن الخطّ الذي اعتمده محرّرو الصحيفة.
لم يكن ثمّة شيء مقدّس بنظر النقاد الساخرين في الصحيفة؛ لا ضباط الجيش، ولا الرؤساء ولا رؤساء الحكومات، ولا التقاليد القديمة وخصوصا الدين. أدى الأمر في بعض الأحيان إلى مقاطعتها وحظر توزيع أعداد هجومية لها بشكل خاصّ. في سنوات الثمانينيات من القرن العشرين هبطت مكانة الصحيفة، وتوقفت عن الظهور حتى عام 1992، حيث عادت في ذلك العام.
ومع مرور الوقت بدأت صحيفة “شارلي إيبدو” تصبح أكثر تماهيا مع الخطّ المعادي للإسلام والذي ميّز بعض الشرائح من الشعب الفرنسي في العقد الأخير. كان محرّر الصحيفة، فيليب فال، من أكبر المؤيدين للقانون الذي حظر على النساء المسلمات ارتداء الحجاب في المدارس العامة.
على هذه الخلفية، بعد سنوات قليلة من ترك فال لوظيفته، نشرت الصحيفة في شهر أيلول عام 2012 الكاريكاتير الذي أثار غضب الكثير من المسلمين في فرنسا والعالم والذي سخر من النبي محمد، وعرضه كمعاق على كرسيّ متحرّك يتم دفعه من قبل يهودي.
في أعقاب ذلك النشر، أغلقت فرنسا وأخلت يوم الجمعة الذي تلا ذلك ممثّليّاتها في 20 دولة على خلفية الخشية من موجة احتجاجات للمسلمين بعد الصلوات في المساجد. أعلنت وزارة الخارجية في باريس بأنّه ولأسباب تتعلّق بالحذر، سيتم إغلاق المراكز الثقافية الفرنسية ومدارسها في تلك الدول.
“نحن هنا في النظام معتادون على ذلك، فهذا يحدث من وقت لآخر بسبب طابع الصحيفة، التي تحاول عرض الجانب المضحك والساخر من الأحداث الجارية”، هذا ما قالته في ذلك الوقت زينب العزاوي، إحدى محرّرات الصحيفة، من أصول مغربية.
وأعرب رئيس الحكومة الفرنسية، جان مارك أيرولت، عن استيائه من النشر الكاريكاتوري ولكنه أكّد أنّ في فرنسا هناك حرية تعبير. ووجّه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، انتقادات لقرار الصحيفة الأسبوعية بنشر الكاريكاتير وأمر بزيادة الأمن في ممثّليّات فرنسا في العالم.
لم تردع تلك الموجة من العنف هيئة تحرير “شارلي إيبدو”. فقد نشرت في الأسبوع الماضي في الصحيفة كاريكاتيرا يظهر فيه قاطع رؤوس جهادي بأسلوب تنظيم داعش وهو يقطع عنق النبي محمد. وتظهر كتابة بجوار النبي محمد: “أيها الأبله، أنا النبي محمد”، وكُتب بجوار الجهادي: “اصمت أيها الخائن”.
مسلحان يهاجمان مقر الصحيفة التي نشرت الرسوم الساخرة من النبي محمد (AFP PHOTO / PHILIPPE DUPEYRAT)
وقال شهود عيان من ساحة جريمة القتل اليوم إنّهم سمعوا المسلّحين يصرخون بأنّهم ينتقمون باسم النبي محمد وصاحوا “الله أكبر”. يبدو ذلك هو الثمن الأفظع الذي يدفعه أولئك الذين لم يرغبوا بالحدّ من حرّية تعبيرهم.
بين النبي محمد وداعش: ما الذي يجذب في الخلافة الإسلامية إلى هذه الدرجة؟
مشروع داعش هو بلا شكّ مصاب بجنون العظمة، ولكنه يستند إلى فكرة هي أكثر بكثير من مجرّد خيال. ما هي أوجه التشابه التاريخية؟ ما هي الخلافة في الواقع؟ ولماذا يرغب الكثير من المسلمين بها؟
حين أعلنت الدولة الإسلامية (داعش) عن نفسها كخلافة في شهر حزيران عام 2014 واتخذ زعيمها أبو بكر البغدادي لنفسه لقب خليفة، بدا أنّ ذلك هو تأكيد إضافي على جنون العظمة عند التنظيم. أصرّ البغدادي على أنّ مبايعة هذه الخلافة هي بمثابة واجب ديني مفروض على جميع المسلمين، ممّا أثار بطبيعة الحال إدانة واسعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إنّ النظام الوحشي الذي يقوده البغدادي هو بطبيعة الحال بعيد عن أن يفي بالفهم الإسلامي التقليدي بخصوص كيف يجب أن تبدو الخلافة، ولكنه يثير أيضا الطموح مع صدى قوي ومتزايد في العالم الإسلامي الواسع.
أبو بكر البغدادي (AFP)
سقطت الخلافة الإسلامية الأخيرة – العثمانية – رسميّا قبل 90 عاما. ولكن، في استطلاع أجري عام 2006 في أوساط مسلمين يعيشون في مصر، المغرب، إندونيسيا وباكستان، قال ثلثا المشاركين إنهم يؤيّدون هدف وحدة جميع الدول الإسلامية لتصبح خلافة واحدة جديدة. لماذا يحلم الكثير جدا من المسلمين بخلافة كهذه؟ إنّ الإجابة كامنة في تاريخ هذه المؤسسة.
معنى الكلمة العربية “خليفة” هي ممثّل أو وريث، وترتبط في القرآن بفكرة النظام العادل. إنّ كلّا من آدم ثم داود وسليمان يوصفون باعتبارهم “خليفة” لله على الأرض. حين توفي النبي محمد عام 632، حصل وريثه على هذا اللقب كزعيم للمجتمع الإسلامي، وهو الأول من بين “الخلفاء الراشدين” الأربعة الذين حكموا في العقود الثلاثة الأولى من العصر الإسلامي الجديد.
في استطلاع أجري عام 2006 في أوساط مسلمين يعيشون في مصر، المغرب، إندونيسيا وباكستان، قال ثلثا المشاركين إنهم يؤيّدون هدف وحدة جميع الدول الإسلامية لتصبح خلافة واحدة جديدة
أوضح رضا بانكهورست مؤخرا، وهو مؤلف كتاب The Inevitable Caliphate، لشبكة BBC أنّ الخلفاء الأربعة قد عُيّنوا بموافقة شعبية. بحسب كلامه، فقد أنشأ عهدهم النموذج المثالي للخليفة باعتباره شخصية مختارة من الشعب والتي عُيّنت لتكون مسؤولة عنه وللتأكّد من تطبيق القانون الإسلامي. الخليفة الحقيقي ليس فوق القانون.
يطعن المسلمون الشيعة بهذه النسخة من التاريخ. فهم يعتقدون أنّ أول خليفتين أخذا دون حقّ الزعامة ممّن كان يُفترض أن يكون – بحسب ادعاء الشيعة – هو الزعيم الحقيقي: علي، ابن عمّ النبي. كان هذا الصراع في وقت مبكّر من الخلافة مصدر الانقسام الذي استمر في الإسلام. ولكن بالنسبة للمسلمين السنة اليوم، والذين يعيش الكثير منهم في ظلّ أنظمة استبدادية، فإنّ النموذج المثالي لخلافة تتأسّس على مبدأ الحكومة المنتخبة بالموافقة الشعبية يبدو جذّابا جدّا.
خلافات تقوم وتسقط
دعاية الخلافة الإسلامية قادمة
أحد أبرز عوامل الجذب في الخلافة اليوم هو ذاكرة العظمة الإسلامية التي تثيرها. بعد عهد الخلفاء الراشدين صعد إلى الحكم الإسلامي الخلفاء الأمويون والخلفاء العباسيّون. “بعد 70 عاما من وفاة النبي، امتدّ العالم الإسلامي من إسبانيا والمغرب حتى وسط آسيا وجنوب باكستان، حينذاك كان هناك إمبراطورية شاسعة تقع كلّها تحت سيطرة زعيم مسلم واحد”، كما يقول المؤرخ البروفيسور هيو كينيدي. بحسب كلامه، فإنّ هذه الوحدة الإسلامية هي بالضبط ما يتشوّق إليه الناس.
وقد اتّسم العصر الإسلامي الذهبي أيضًا بالإبداع الفكري والثقافي. قدّر الديوان الملكي العباسي في بغداد الأدب والموسيقى وعزّز الابتكارات في مجالات الطبّ والعلوم والرياضيات. ولكن وسّعت تلك السلالات من سيطرتها إلى مسافات بعيدة وبسرعة كبيرة، وأصبح من الصعب على الأسر الحاكمة أن تسيطر على جميع الأراضي الإسلامية. في تلك الأوضاع قام أشخاص آخرون وزعموا أنّهم خلفاء يمثّلون المجتمع الإسلامي، بل بكونهم ظلّ الله في الأرض. بدأ يعترف المسلمون بأنّه يمكن أن يكون هناك أكثر من خليفة واحد قادر على تمثيل مصالح المجتمع.
عاشت الخلافة العباسية على مدى 500 عام حتى انهارت تماما عام 1258. ومع ذلك، فقد بقيت مؤسسة الخلافة حيّة. وُضع أبناء الأسرة العباسية كخلفاء في القاهرة بيد المماليك، وهم القوة السنية الصاعدة في تلك الفترة. لقد كان هؤلاء الحكام مجرّد دمى بيد المماليك، ولكن حقيقة وجودهم حافظت على النموذج الأمثل لحاكم واحد يمكن أن يتّحد خلفه جميع المسلمين.
https://www.youtube.com/watch?v=4PU8qIlUJ_w
انتقل الحكم في العالم الإسلامي في القرن السادس عشر إلى السلاطين العثمانيين. تمّ القضاء نهائيّا على الإمبراطورية العثمانية من قبل كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، عام 1924. لقد اعتقد أنّ إلغاء مؤسسة الخلافة أمر ضروري لحملته في تحويل ما تبقّى من الإمبراطورية إلى دولة قومية علمانية في القرن العشرين. تمّ طرد الخليفة العثماني الأخير من إسطنبول إلى باريس. ولكن المؤسسة التي كان يمثّلها استمرّت على مدى 1300 عام، وكان تأثير إلغائها على الحياة الفكرية الإسلامية عميقا.
قال سلمان سيد، الذي يدرّس في جامعة ليدز لشبكة BBC إنّ المفكرين المسلمين في سنوات العشرينيات من القرن العشرين وجدوا أنفسهم فجأة يطرحون أسئلة لم يواجهوها من قبل أبدا: هل يجب على المسلمين أن يعيشوا في دولة إسلامية؟ كيف ينبغي لهذه الدولة أن تدار؟ وما إلى ذلك. حتى منتصف القرن العشرين طرح زعماء مثل جمال عبد الناصر في مصر إجابة لتلك الأسئلة؛ قدّمت الأيديولوجية المعروفة بالقومية العربية نوعا من الخلافة العلمانية، بل أقام ناصر في سنوات الخمسينيات وحدة باسم “الجمهورية العربية المتحدة” بين مصر وسوريا.
ولكن تغيّر كلّ شيء في الشرق الأوسط مع تأسيس دولة إسرائيل. ظهر ضعف القومية العربية أمام القوة العسكرية لإسرائيل. استمدّت القومية العربية شرعيّتها لكونها أرادت إعادة العرب إلى سابق مجدهم وتحرير “فلسطين”، ولكن الهزيمة العربية في حرب عام 1967 كشفت عن خواء هذه الأيديولوجية وفراغها.
الخلافة كأداة لكتابة التاريخ الحديث
تونس، الدولة التي أشعلت “الربيع العربي” (AFP)
قامت في العقود الأخيرة أحزاب مختلفة تحاول إعادة الخلافة بسبب خيبة الأمل من النظام السياسي الذي يعيش تحت حكمه غالبية المسلمين. وفقا لرضا بانكهورست، فعندما يتحدّث الناس عن الخلافة، فإنّهم يتحدّثون عن زعيم مسؤول، عن العدالة وعن مسؤولية إعطاء الأحكام والمحاسبة وفقا للشريعة الإسلامية. يقف جميع ذلك في تناقض صارخ مع الطاقم المتنافر من المستبدّين، الملوك والأنظمة القمعية التي تفتقر إلى الشرعية الشعبية في الشرق الأوسط.
ولا تتوق هذه الأنظمة بطبيعة الحال إلى تحقيق فكرة الخلافة. في الأيام الأولى للربيع العربي، فُسّرت الثورات التي قامت في دول مثل تونس، مصر وليبيا في الغرب باعتبارها دليلا على أنّ مستقبل المسلمين يكمن في الديمقراطية. ثمّ جاء الانقلاب الذي نفّذه عبد الفتاح السيسي في مصر ضدّ الإخوان المسلمين وفظائع الدولة الإسلامية في الاضطرابات الدموية التي سادت في سوريا والعراق.
وفقا لسلمان سيد، فإنّ كثيرا من الناس يقولون إنّ الدولة الإسلامية بدأت في الواقع من انقلاب السيسي. “حتى الآن هناك فجوة كبيرة من الشرعية في غالبية الحكومات المسيطرة على الشعوب العربية، وهذه الفجوة لا تتقلّص… إحدى الطرق للتفكير في الخلافة هي بحث المسلمين عن الحكم الذاتي. إنّ فكرة أنّ باستطاعتك كتابة تاريخك أصبحت قوية جدا وبالنسبة للمسلمين فأنا أعتقد أنّ الخلافة هي الأداة التي يحاولون من خلالها كتابة تاريخهم”، كما يوضح.
https://www.youtube.com/watch?v=mnLxV9MdUfY
يطعن العديد من العلماء السنة بحقيقة كون الخلافة مشروعًا سياسيّا. يزعم الشيخ رضوان محمد، على سبيل المثال، أنّ مفاتيح الخلافة سياسية. “أعتقد أنّ الدولة الإسلامية يجب أن تأتي من الداخل”، كما يقول. “يجب أن تكون دولة إسلامية أولا وقبل كلّ شيء من حيث الفكر والعقل”. حتى تلك الغالبية الساحقة من الذين يعتقدون أنّ الخلافة الجديدة هي هدف سياسي واقعي يرفضون تماما العنف الذي تقوم به داعش.
ولكن داعش تستغلّ بذكاء العناصر التاريخية للخلافة والتي تخدم أهدافها بالشكل الأفضل. ويشير المؤرخ كينيدي على سبيل المثال إلى أزيائهم وأعلامهم السوداء التي تحاكي العباءات السوداء التي اعتمدها العباسيون كزيّ لديوانهم في القرن الثامن. وهم يذكّرون بذلك بالعصر الذهبي للإسلام.
عندما يتحدّث المسلمون عن الخلافة، فإنّهم يتحدّثون عن زعيم مسؤول، عن العدالة وعن مسؤولية إعطاء الأحكام والمحاسبة وفقا للشريعة الإسلامية
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التسمية الأصلية لداعش – الدولة الإسلامية في العراق والشام – تذكّرنا بالأيام التي لم يكن فيها حدود وطنية بين هاتين المنطقتين واللتين كانتا جزءًا من الخلافة الكبيرة. ولذلك، فإنّ نجاح داعش يعكس بشكل ما كيف أصبح الطموح للخلافة قويّا. مشروع داعش هو بلا شكّ مصاب بجنون العظمة، ولكنه يستند إلى فكرة هي أكثر بكثير من مجرّد خيال.
بين النبي وداعش
لقطة شاشة لعنصر داعش يتحدث اللغة الإنجليزية نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالي (AFP)
هل يمكن تعريف داعش كخلافة، وإن كان ذلك ممكنا، ما هي الفروق بينها وبين الخلافة من العهد الأول للإسلام؟ “جميعنا يحلم بخلافة إسلامية تقوم كما كانت في عهد نبوة محمد”، هذا ما كتبه الكاتب أحمد الريسوني في مقال على موقع الجزيرة. “ضمّت الخلافة الراشدة تحت سلطانها كافة المسلمين، بغضّ النظر عن قلتهم أو كثرتهم. كان جميع المسلمين راضين عنها وفرحين بها. وأما الخلافة المعلنة مؤخرا فليس تحت سيطرتها حتى واحد من ألف من المسلمين ومن بلاد المسلمين. ثم هل كل من تحت سيطرتهم مسَلِّم لهم وراغب فيهم ومحب لسلطانهم؟ قطعًا لا”.
“ثانيا”، يستمر الريسوني، “إن اختيار الخليفة كان يتم بعد تشاور وتداول بين عامة أهل الرأي والمكانة، بل حتى بمشاركة واسعة من عامة المسلمين – نساء ورجالا… وأما خليفة المسلمين المزعوم، فلا ندري من بايعه ومن اختاره. وما قيمتهم ومكانتهم في الأمة الإسلامية؟”
ثالثا: إن التداول والاختيار للخلفاء الراشدين كانا يتمّان في حرية مطلقة وأمان تامّ، وليس تحت سطوة السيوف والتهديد والوعيد. وأما الخلافة المتحدث عنها في وسائل الإعلام، فيراد فرضها وتثبيتها في خضم الفتنة والحرب، وفي جو الخوف والرعب، وتحت التسلط والإكراه…”. ويلخّص قائلا: “إن “خلافة” تأتينا بالسيف وتخاطبنا بالسيف، لن تكون -فيما لو كانت- إلا نذير شؤم ومصدر شر لهذه الأمة”.
نُشرت، البارحة (الأحد)، في إسرائيل معطيات دائرة الإحصاء المركزية بمناسبة عيد رأس السنة الذي يصادف يوم الأربعاء القريب. نُشرت أيضًا، إلى جانب نشر قوائم تشير إلى عدد المواليد هذا العام، عدد الأزواج وعدد المواطنين الدقيق، قوائم تضم الأسماء الأوسع انتشارًا والتي أُطلقت على مواليد هذا العام من الذكور والإناث.
تصدر قائمة الأسماء اسم يوسف، وهو الاسم المنتشر جدًا في أوساط اليهود الحاريديين. ومن ثم جاء اسم دانيئل، أوري، ايتي، عمر، آدم، نوعم، آريئيل، ايتان ودافيد. ليست هناك في القائمة أي جملة تُشير إلى أن القائمة تتطرق فقط لأسماء المواليد اليهود، لذا، ساد اعتقاد بأن هذه الأسماء هي الأسماء الأوسع انتشارًا في كل إسرائيل بكل فئاتها.
نُشرت القوائم في كل مواقع الإنترنت والصحف نقلاً عن التقرير الذي عممته دائرة الإحصاء والهجرة على الصحافة. ولكن، أظهر استطلاع قامت به صحيفة “هآرتس” أن أكثر الأسماء انتشارًا بين مواطني إسرائيل هو اسم “محمد”، وأنه تم شطب الاسم عمدًا من القائمة، تمامًا مثل اسم محمود، الذي جاء في المرتبة التاسعة. من الجدير بالذكر أن القائمة التي نُشرت لا تضم فقط الوسط اليهودي، حيث تضمنت أسماء لأطفال عرب يحملون اسم آدم ويوسف. يبدو أن السلطة شطبت من القائمة فقط الأسماء العربية الواضحة.
تبيّن أيضًا لصحيفة “هآرتس” أنه في العام الماضي عممت سلطة السكان والهجرة بيانًا مشابهًا قبل عيد رأس السنة وتم شطب اسم محمد من تلك القائمة أيضًا على ما يبدو. في تلك المرة أيضًا لم يتم ذكر أن القائمة تضم فقط أسماء جزء من المجتمع ولم يتم عرض قائمة منفصلة تخص الوسط العربي. تظهر، بالمقابل، في المعطيات التي تنشرها دائرة الإحصاء المركزية كل عام ثلاث قوائم منفصلة خاصة بالأسماء الأوسع انتشارًا – للأطفال اليهود، المسلمين والمسيحيين.
وجاء عن لسان المتحدثة باسم دائرة السكان والهجرة الرد بأن “المعطى المنشور هو المعطى المطلوب في السنوات الأخيرة من قبل كل من يتوجه لتلقي المعلومات ولهذا السبب تم نشر تلك القائمة، التي تتضمن الأسماء العبرية الأوسع انتشارًا. وليس هناك، بخلاف ما تدعيه صحيفة “هآرتس” أي نية مقصودة للتجاهل وكدليل على ذلك توجه مراسلكم إلينا للحصول على القائمة الكاملة وحصل عليها بعد دقائق”.
إلا أن أمنون باري سولتسيانو، المدير المشارك في جمعية صندوق أبراهام قال “يبدو أن التصريح العلني بأن الاسم الأوسع انتشارًا في إسرائيل هو اسم عربي مسلم هو أمر يسبب عدم راحة بالنسبة للمسؤولين في دائرة السكان والهجرة الذين يتناسون أن هذه السلطة هي جهة إحصائية إسرائيلية ولا تقتصر على الوسط اليهودي. عليهم أن يستوعبوا حقيقة أن إسرائيل هي دولة فيها أكثر من قومية واحدة. التجاهل المقصود لعدم ضم أسماء عربية ضمن الأسماء الأوسع انتشارًا هي خطوة تمييزية ومهينة والتي قد يفهم منها المواطنون العرب أن دائرة السكان لا تعتبرهم مواطنين كاملين في الدولة”.
نشرت نائبة الكنيست، عن حزب ميرتس، تمار زاندبرغ البارحة المعطيات على صفحتها الفيس بوك وكتبت: هذا الكذب العنصري يبدو وكأنه أسود على أبيض من خلال البيان الرسمي الذي نشرته دائرة السكان والهجرة، حيث أن هذه ليست المرة الأولى…هذا أمر مخجل جدًا…”هذا للأسف مثال دامغ على مكانة المواطنين العرب في إسرائيل”.
أصبح لأول مرة الاسم محمد الأكثر شيوعًا للبالغين في أوسلو، عاصمة النرويج. هذا ما نشرته يوم الجمعة الماضي وسائل الإعلام في الدولة، بعدما قدم معهد الإحصاءات SSB هناك جردًا إحصائيًّا لمجموع السكان في المدينة.
لمدة أربع سنوات، كان محمد الاسم الأكثر شيوعًا بين الأطفال الذكور في أوسلو لكنه لم يكن الأكثر شيوعًا بين الرجال البالغين. الآن هنالك في المدينة 4801 بالغ وغير بالغين يحملون اسم محمد، أو أشكالا أخرى لذات الاسم، كمثال: محمود أو أحمد، وبالتالي فقد تجاوز هذا الاسم الاسمين اللذين كانا الأكثر شيوعًا في أوسلو حتى الآن: يان، والذي وصل إلى 4667 بالغًا وغير بالغ يحملونه و 4155 من الذين يحملون اسم فر.
يصل تعداد سكان النرويج الآن إلى نحو أربعة ونصف مليون شخص. وفقًا للتقديرات، فإنّ نحو 150 ألف منهم هم من المسلمين، الذين أتوا بالأساس من الباكستان والصومال، كما هنالك البعض من أصول عراقية ومغربية. بحسب موقع على شبكة الإنترنت يعنى بدفع الإسلام في الدولة قدمًا، هناك الآن ما يقارب 90 منظمة ومركز إسلامي في النرويج.
هذه أيضًا المرة الأولى التي يصبح بها اسم محمد الأكثر شيوعًا بين السكان البالغين في أي دولة أوروبية، وهذا مؤشر جدي للتوسع الكبير للسكان المسلمين في القارة. في تقرير مماثل من العام الماضي نُشر أن محمد أصبح الاسم الأكثر شيوعًا بين الأطفال في بريطانيا كما هو الحال في مقاطعة ويلز في الجزيرة البريطانية. هنالك ما يقارب 2.7 مليون من المسلمين في بريطانيا.
يهود من اليمن مع رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريس (Yossi Zeliger/Flash90)
التحيّات من صنعاء وذمار
نجت الجالية القديمة ليهود اليمن من الانقلابات التاريخية، ولكن حتى بعد استقرارها في إسرائيل لم تتوقّف معاناتها. وأيضًا: خمسة مطربين يهود يمنيّين يجب أن تعرفوهم
لا يُعرف الكثير عن الأيام الأولى للجالية اليهودية في اليمن، ولكن من المعلوم للجميع أنّ اليهود الأوائل قدِموا إلى اليمن منذ فترة طويلة جدّا. تعود الأدلة الأثرية الأقدم إلى القرون التي سبقت عام صفر ميلادي، وهناك من يدّعي أنّه قد قامت في اليمن جالية يهودية قبل أكثر من 2,500 عام. في قرية بيت الخضر القريبة من العاصمة صنعاء عثر على أدلة على قيام كنيس قديم من تلك الفترة.
وتظهر أدلة أخرى أن اليهود قد عاشوا في مملكة حِمْيَر، والتي قامت في جنوب شبه الجزيرة العربية، قبل ظهور النبي محمد. تقرّب ملك هذه المملكة، يوسف ذو نواس (الذي اسمّي بهذا الاسم بسبب الضفائر التي زيّنت رأسه) من اليهودية والحاخامات اليهود الذين أقاموا في تلك الفترة في فلسطين (أرض إسرائيل)، وهناك من يقول إنّه قد تهوّد. في أعقاب ذلك، قام بذبح الكثير من النصارى الذين وصلوا من إفريقيا، معظمهم حبشيّ، وذلك في محرقة نجران. في نهاية المطاف، أثار الملك غضب الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، والتي هزمته وجعلته ينتحر.
أحكام قاسية إلى جانب الازدهار في العهد الإسلامي
تمتّع يهود اليمن في الفترة القصيرة التي سيطر فيها الفرس على المنطقة بعلاقات مع جالية بابل الكبيرة، والذي تشعّب من الجزيرة العربية حتى العراق. ولكن مع صعود الإسلام أصبح وضعهم غير مستقرّ، على الرغم من تمتّعهم بمكانة أهل الذمّة. من الصعب أن نعرف كيف كان وضع يهود اليمن بالضبط في تلك الفترة، حيث إنّ الأدلة قليلة جدّا.
أطفال يهود يتعلمون التوراة في اليمن (AFP PHOTO/KHALED FAZAA)
ما نعرفه أنّه أثناء تواجد الجاليات اليهودية في العالم العربي، في العصور الوسطى، كانت أوضاع يهود اليمن صعبة للغاية. فرض ملك في تلك الفترة يسمّى عبد النبي أحكام قاسية على اليهود. ولكن ازدهر الفكر والفلسفة اليهودية في تلك الفترة باليمن أكثر من أي وقت مضى.
يهودي يمني في القدس في اواخر القرن التاسع عشر (Wikipeida)
هناك شخص مذكور أكثر من الجميع وهو ناتانئيل الفيومي، رئيس حاخامات اليمن الذي ألّف الكتاب الفلسفي “حديقة العقول”، وهو نصّ يجمع بين الاعتقاد بإله واحد، أهمية التوبة والإيمان بالخلاص واليوم الآخر. أثّرت الكثير من المصادر على الكتاب، من اليهود والمسلمين، وهناك من يعتبره نسخة يهودية من المذهب الشيعي الإسماعيلي. ويعرف الحاخام نتانئيل بجداله مع المسلمين، واقتبس من القرآن لإثبات ادعائه بأنّ عقيدة اليهود أبدية، من سورة المائدة: “وكيف يحكّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله”.
بعد سنوات طويلة من الحرب نجح اليمنيّون في طرد العثمانيين من بلادهم وبدأ حكم الزيديين في اليمن (1635). في البداية، كان هذا الحكم متسامحًا تجاه اليهود، ولكن في عام 1678 أقرّ الملك أحمد بن حسن المهدي قرارات بالنفي لتطهير اليمن من يهودها. ألغيت القرارات بعد عامين وعاد يهود اليمن إلى منازلهم، وحاولوا تأسيس مجتمعهم من جديد. بعد ذلك عاد العثمانيّون واحتلّوا اليمن.
الهجرة إلى إسرائيل
كلّما تطوّرت الصهيونية، تزايدت في اليمن الرغبة بالوصول إلى فلسطين (أرض إسرائيل). وقد ازدادت هذه الرغبة بشكل خاصّ في نهاية القرن التاسع عشر لدى يهود اليمن، والذين كانوا الأوائل من بين الدول العربيّة الذين وصلوا بأعداد كبيرة إلى فلسطين (أرض إسرائيل). هاجر نحو 2,500 يهودي يمني إلى إسرائيل في سنوات الثمانينات من القرن التاسع عشر.
قدوم يهود اليمن إلى إسرائيل في الخمسينات (Wikipedia)
تزايدت في بداية القرن العشرين القوانين المعادية لليهود في اليمن. حُظر على اليهود أن يركبوا الخيول أو السير في الشوارع المعبّدة. رفضت المحاكم اليمنية سماع شهادات اليهود ضدّ المسلمين. وفي ذروة الموجة المعادية لليهود دخل إلى حيّز التنفيذ قانون قديم يقضي بأنّ كلّ يهودي لم يبلغ 12 عامًا بعد سيُجبرعلى اعتناق الإسلام. في أعقاب هذه القرارات، هاجر نحو 17,000 يهودي يمني إلى إسرائيل في الأعوام بين 1922-1945. حتى تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، تمكّن نحو نصف يهود اليمن من الهجرة إلى إسرائيل.
وكما في جميع الدول العربيّة، فقد زاد قيام دولة إسرائيل من التعرّض لليهود المحلّيين وفرضت عليهم أوضاعًا صعبة. توصّل عشرات الآلاف من اليهود إلى طريق، من خلال عدن، لفلسطين (أرض إسرائيل)، وتبقّى العديد من اللاجئين في عدن في حالة صعبة. هاجر إلى إسرائيل في هذه السنوات 50,000 من يهود اليمن، وأصبحت الجالية اليمنية في إسرائيل هي الأكبر. بقي في اليمن اليوم أقل من 200 يهودي، بحيث إنّ معظمهم قد تجاوز الستّين من عمره.
عائلة حباني اليمنية تحتفل بعيد الفصح للمرة الأولى في إسرائيل (GPO)
المحنة وحوادث الاختطاف
لم تنته معاناة يهود اليمن مع وصولهم إلى إسرائيل. لم تحرص المؤسسة الإسرائيلية، التي تألفت حكومتها بالأساس من مهاجري أوروبا، على معاملتهم بالمساواة. تمّ إيواؤهم في ظروف من الفقر. أدّت السنوات الطويلة التي مرّت على يهود اليمن باعتبارهم مجتمع مقطوع الصلة عن بقية العالم العربي، إلى تعامل يهود الدول العربيّة باشتباه تجاه يهود اليمن، ولقد استمروا في إسرائيل أيضًا على العيش كمجتمع منعزل.
خيّمت قضية رئيسية على علاقة المجتمع اليمني في إسرائيل مع المؤسسة
أب يمنى يهودي وابنه (Wikipedia)
والمجتمع وهي قضية الأطفال المختطفين. كان من المعتاد في مخيّمات استيعاب المهاجرين ألا ينام الأطفال مع والديهم، ففي الوقت الذي عاش فيه الوالدان في الخيام، تمّ نقل الأطفال إلى أكواخ. أُخبر العديد من الآباء الذين جاؤوا لزيارة أبنائهم في الأكواخ بأنّ أطفالهم قد توفّوا ودُفنوا، رغم أنّهم أُخذوا منهم وهم بصحّة وعافية. لم يتمّ عرض شهادة الوفاة في أيّ من الحالات، وفي الكثير من الحالات أيضًا لم يكن هناك قبر.
وجد بعض الآباء صعوبة في تقبّل هذا الخبر القاسي، وبعد أن بكوا، صرخوا واشتكوا لكون الطفل الذي أُخذ منهم كان معافى، تمّت إعادة الطفل إليهم وهو في حالة جيّدة، رغم إخبارهم بأنّه قد توفّي. تقبّل بقية الآباء الأخبار القاسية ولم يجادِلوا. أثارت حقيقة أنّ بعض الأطفال أعيدوا إلى آبائهم الاشتباه في أن يكون الأطفال قد خُطِفوا وأُخذوا لعائلات أخرى.
ووفقًا للاشتباه، فإنّ المؤسسة الإسرائيلية لم تثق بالآباء اليمنيّين بأنّ يربّوا أطفالهم في ظروف مناسبة، ولذلك قامت باختطافهم وتسليمهم إلى أسر أخرى. أقيمت ثلاثة لجان تحقيق في إسرائيل على مدى سنوات من أجل معالجة هذه المزاعم، ونوقش أكثر من 800 حادثة اختطاف.
وقد استُمع في اللجان إلى شهادات لمسؤولين كبار كانوا مسؤولين عن عملية استيعاب المهاجرين، حيث قالوا إنّ بعض الأطفال قد نُقلوا لتبنّيهم في الولايات المتحدة. قرّرت لجان التحقيق بأنّه ورغم هذه المزاعم، فإنّ معظم الأطفال الذين اختفوا توفوا فعلا، ولكن لا يزال هناك شعور لدى الكثيرين بأنّ العدالة لم تظهر حتّى الآن.
أصوات العنادل
الشيء الذي يربط المجتمع اليمني في إسرائيل بشكل كبير مع كل الشعب الإسرائيلي، هم أولئك المطربون الرائعون الذين خرجوا من أبناء وبنات هذا المجتمع. ليس الحديث فقط عن المطربين الذين يؤدّون الأغاني بالأسلوب اليمني التقليدي، وإنّما عن مجموعة واسعة من الأساليب التي تمزج بين القديم والجديد.
هل تعلمون، على سبيل المثال، بأنّه في كلّ المرات الثلاث التي فازت فيها إسرائيل بالأوروفيزيون، كان الممثّلون الإسرائيليون من أصول يمنية؟ المطرب يزهر كوهين الذي مثّل إسرائيل عام 1978، المطربة جالي عطري التي مثّلتها عام 1979 والمطربة دانا إنترناشيونال التي مثّلتها عام 1998؛ جميعهم كان من أصول يمنية.
القائمة طويلة وفيها أسماء كثيرة، ولكننا اخترنا للقرّاء خمسة ممثّلين بارزين من أفضل مطربي إسرائيل، والذي قدِم آباؤهم من اليمن:
هل تم تتويجه بلقب “الملك” عبثًا. أوصلت أغاني زوهر أرجوف، الذي غيّر اسم عائلته حيث كان في الأصل يدعى “عورقبي”، الموسيقى الشرقية لكل بيت في إسرائيل، وأصبح نجمًا بلا منازع. ولكن توهّج نجاح زوهر في حياته، وأصبح مدمنًا على المخدّرات واضطرّ في نهاية المطاف للانتحار في الزنزانة في الشرطة الإسرائيلية.
عوفرا حازا
بكت البلاد جميعها حين توفيت عوفرا حازا عام 2000، فقد كانت تعاني المطربة المحبوبة جدّا في سنّ صغير من مرض الإيدز الذي أصيبت به. ليس هناك شخص لا يعرف صوت الطفلة الصغيرة التي ولدت في حيّ فقير بتل أبيب لأسرة مكوّنة من تسعة أطفال، وأصبحت المطربة الأكثر شهرة في إسرائيل. استمعوا إلى أغنية عوفرا حازا باللغة العربية:
بوعاز شرعبي
المطرب صاحب الاسم اليمني المثالي والذي ولد لأسرة مكوّنة من عشرة أطفال، يمزج بين أسلوب الروك الكلاسيكي والجاز وبين الجذور العميقة في اليمن. وهو يزعم أنّ أخته قد اختطفت خلال قضية عمليات الخطف التي ذكرناها في السابق. تزوّج شرعبي ثلاث مرّات، كان من بينها زواج من امرأة اسمها هالين وكانت مدمنة على المخدّرات وانتحرت في السجن. ولكن لم يؤثّر شيئًا من هذه المآسي الشخصية على الموسيقى الرائعة التي ينتجها.
http://youtu.be/P9byhmQ0-bQ
مرجليت صنعاني
ولدت مرجليت صنعاني والتي تعرف أساسًا باسم “مرجول” في اليمن عام 1948، وهاجرت إلى إسرائيل وهي في جيل سنة. تمزج في أغنياتها بين الروك، البلوز والموسيقى اللاتينية، ويُلاحظ في أغنياتها تأثير الروح الأمريكية من أصول إفريقية. وهي تعرف في إسرائيل ليس فقط كمطربة وإنّما كمقدّمة لبرامج تلفزيونية كثيرة. اخترنا أن نعرض لكم إحدى أغانيها اليمنية التقليدية:
شوشانة ذماري
كانت شوشانة ذماري، التي ولدت في اليمن عام 1923 المطربة الأولى التي لم تكن من أصول أوروبية وأصبحت أسطورة إسرائيلية، وكانت مقبولة ومحبوبة بين جميع شرائح الشعب. بل هناك من وصفها بـ “المطربة الوطنية”، في أعقاب 70 عامًا لنشاطها في إسرائيل. رافقت الأغنية العبرية منذ السنوات التي سبقت قيام دولة إسرائيل، ولا يوجد من لا يعرف صوتها العميق والرنّان في إسرائيل. في هذه الأغنية التي تدعى “في كروم اليمن” تعبّر عن شوقها للمكان الذي ولدت فيه.
محمد الإسم المفضّل للمواليد الجدد في لندن وهاري الأكثر شعبية في انكلترا وويلز
لندن ـ (يو بي آي) ـ أظهرت دراسة جديدة أصدرها مكتب الإحصاءات الوطنية، الإثنين، أن اسم “محمد” كان المفضل للمواليد الجدد بالعاصمة البريطانية لندن في العام الماضي، فيما كان هاري،...