أثار التقرير الذي قدّمته “لجنة لوكر”، هذا الأسبوع، الكثير من الضجيج في إسرائيل. درست اللجنة، التي ترأسها لواء الاحتياط يوحنان لوكر، موازنة الأمن في إسرائيل وقدّمت عددا من التوصيات: فقد أوصت بتحديد موازنة الأمن بـ 59 مليار شاقل للسنوات الخمس القادمة، تقليص القوى البشرية وإجراء تغييرات شاملة في الجيش الإسرائيلي. أثارت بعض توصيات اللجنة ردود فعل غاضبة لضباط كبار. وعرّف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد موتي ألموز هذه التوصيات بأنّها “إطلاق نار بين العينين”، وهاجم وزير الدفاع الإسرائيلي، بوغي يعلون، اللجنة بشدّة قائلا إنّ التقرير الذي عرضته اللجنة “منقطع تماما عن الواقع حول دولة إسرائيل وداخلها”.
وقبل يوم من نشر توصيات لجنة لوكر، قدّم من جهته رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوط، برنامج “جدعون”، الذي يشتمل أيضًا على تغييرات جذرية في الجيش الإسرائيلي، في إطاره: تقليل عدد مراكز القيادة وتحويل وظائف اعتُبرت حتى هذا الوقت عسكرية – إلى وظائف مدنية.
وفي الوقت الذي يكون فيه الجميع في ضغوط بسبب التخفيضات، فكرنا في المساعدة والتوصية بعدة وظائف في الجيش الإسرائيلي والتي في الواقع ليس من السيء إلغاؤها. ربما في الواقع يمكن التنازل عنها من الآن؟
1. “ضابط صفّ” رشاشات الرّيّ
كلمة “ضابط صفّ” تعني “قائد ليس برتبة ضابط”. ماذا يفعل ضابط صفّ الرشاشات الخاصة بالري خلال خدمته العسكرية؟ يشغّل الرشاشات في القاعدة العسكرية، أو بالتعريف الأكثر اتّساعًا: جندي مسؤول عن نظام ريّ النباتات في القاعدة العسكرية. من الجيد للجيش الإسرائيلي أنه هناك، لأنّ العشب أكثر اخضرارا، ولكن إذا كنّا ملزمين بالتخفيض…
2. الحلاق العسكري
لا يجوز للرجال في الجيش الإسرائيلي إطالة شعورهم إلى طول يزيد عن سُمك الإصبع، ويشرف على ذلك “رقيب” الانضباط. في كل قاعدة عسكرية هناك “رقيب” انضباط مسؤول عن المعسكر، وعن النظام والنظافة فيه وعن انضباط الجنود في الخدمة. لم يُولد الحلاق العسكري بالضرورة مع موهبة لممارسة هذه المهنة، ولذلك فحتى الجنود الشجعان لا يضعون شعورهم عادة بين يديه. عادة لا يكون لديه الكثير من العمل ولذلك يفرضون عليه مهامّ دورية في القاعدة. أنا أوصي في إطار التغييرات على الأقل بتحويل الوظيفة إلى مدنية.
لقطة شاشة من فيلم إسرائيلي يعرض عناء المجندات الإسرائيليات اللواتي يشغلن وظائف هامشية في الجيش (YouTube)
3. المسؤول عن “فرم” الأوراق
الوظيفة الثالثة التي ذُهلنا أن نسمع بأنّها موجودة في الواقع وهي مسؤول عن “فرم” الأوراق. أخبرنا أحد الجنود الذين سيتم تسريحهم بعد عدة أيام من الجيش الإسرائيلي، بأنّه كان خلال خدمته العسكرية مسؤول عن وضع الأوراق في آلة خاصة للفرم. وذلك عندما تكون هناك حاجة بطبيعة الحال. من وقت لآخر كانوا يسمحون له بإعداد عروض تقديمية “كل طفل يستطيع القيام بها” كما يقول.
4. مسؤولة عن وضع النايلون على الأوراق
وظيفة أخرى، يبدو أنّه بالإمكان التنازل عنها وهي ضابطة صفّ مسؤولة عن وضع النايلون على الأوراق. من الجدير ذكره أنّ المرأة التي اكتشفنا أنها تقوم بذلك في إحدى القواعد للجيش الإسرائيلي لا تعود إلى المنزل كل يوم، بسبب “أهمية” هذه الوظيفة بطبيعة الحال.
5. رافع العلم
وفي النهاية، اخترت رافع العلم. كان واحدا ووحيدا تم اختياره لرفع العلم الإسرائيلي في القاعدة العسكرية. أحيانا يكون عليه القيام بذلك كل صباح وحينها يشكّل هذا الكثير من المتاعب، وأحيانا يكون مسؤولا عن الإعداد لمراسم معيّنة سيتم فيها رفع العلم. في كلتا الحالتين، لا شكّ أنّه كان بالإمكان توفير هذا الجهد.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني