رفكاه ويوسي بار متزوجان منذ أكثر من عشر سنوات وليس لديهما أطفال. وهما مؤمنان، واتخذا قرارا استثنائيا. “أريد طفلا لا يريده أي شخص آخر”، قالت رفكاه للعاملة الاجتماعية في اللقاء قبيل التبني، فنظرت إليها العاملة الاجتماعية مندهشة. في النهاية تبنى الزوج طفلة تعاني من متلازمة داون. حذرهم الأطبّاء من أنها مريضة جدا وتتطلب منهما اهتماما خاصا وأنها لن تعيش لوقت طويل.
ولكن لم تؤثر أقوال وتحذيرات الأطبّاء في الزوج بل ردود فعل والديهما. “عندما أخبرنا والدينا أننا نود تبني طفل لديه إعاقة، توسلوا ألا نتخذ هذه الخطوة”، قالت رفكاه لمراسلة القناة الإخبارية الإسرائيلية “كان”.
بعد نشر التقرير الإخباريّ حول الزوج الذي أثر في قلوب إسرائيليّين كثيرين، قال والدون آخرون لديهم أطفال يعانون من متلازمة داون، إنه خلافا للنظم الإدارية في المستشفى، حاول العاملون في المستشفى إقناع الوالدين ترك أطفالهم. “يُستحسن ألا تدمروا حياتكم وحياة العائلة، فأنتم ما زلتم صغارا”، قالت ممرضة في مستشفى لرجل وُلد له طفل يعاني من متلازمة داون. اقترح طبيب آخر على امرأة حامل أن تنجز “ولادة هادئة” أي أن تحاول إماتة الجنين بعد أن اتضح في مرحلة مبكّرة من الحمل أنه يعاني من متلازمة داون. شهد أكثر من 21 زوجا أن الطاقم في مستشفيات مختلفة شجعهم على التنازل عن أطفالهم.
عائلة بار (لقطة شاشة)
من غير المقبول في المجتمع الحاريدي الذي تنتمي إليه رفكاه ويوسي، تربية أطفال لديهم إعاقة وتعد هذه الحالة مصيبة كبيرة. لذا يقرر الكثير من الوالدين ترك أطفالهم في المستشفى. “هناك والدون كثيرون تركوا أطفالهم، لم يتخذوا هذه الخطوة بمحض إرادتهم، بل بسبب الوصمة الاجتماعية”، قالوا وأضافوا: “نحن نعتقد أن إقناع الوالدين تربية أطفالهم الذين يعانون من إعاقة هو عمل إنساني. وهذا هو هدفنا الأسمى في الحياة”.
يشعر الأطباء بحزن في كل مرة يترك فيها الوالدون أطفالهم الذين يعانون من متلازمة داون. قال الطبيب الذي يعالج الطفلة التي تبناها الزوج: “إن رؤية طفل في قسم الخدج دون أن يعتني به الوالدون هي مشهد رهيب. كنت أفكر أحيانا أن أخذها مع في نهاية الأسبوع ولكن لا يمكن”.
يمكن مشاهدة المقابلة مع رفكاه ويوسي بار. رغم أن المقابلة تُجرى باللغة العبرية، ولكن يمكن ملاحظة معاملة الزوجين أحدهما للآخر ومعاملتهما لطفلتهما بالتبني:
https://www.facebook.com/kan.news/videos/335950050163291/
يعتقد يوسي أيضا أن معظم الوالدين قادرين على تربية أطفالهم الذين لديهم إعاقة. وفق أقواله: “من المهم أن يتخذ الوالدون قرارا حقيقيا، وأن يفعلوا ما يشاءون. نجحنا في إقناع معظم الأزواج. هناك تسعة أطفال يعانون من متلازمة داون ونجحنا في إقناع والديهم في أخذهم إلى المنزل وعدم تركهم في المستشفى”.
أثار الزوج دهشة في قلوب المشاهدين بعد أن أظهر كيف يعتني بالطفلة التي تعاني من متلازمة داون بمحبة وحتى أن والد رفكاه الذي عارض التبني في البداية “شاهد الطفلة تمار وحملها على يديه طيلة ساعات، ثم بكى واعتذر لأنه عارض تبني هذه الطفلة المحبوبة”. حتى أن الزوج أعرب عن نيته تبني أطفال آخرين لديهم متلازمة داون، قبل أن يتبنى أطفالا معافين.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني