تفاجأ الزوار الذين وصلوا إلى متحف الطبيعة في القدس، في الأسابيع الماضية، بعد أن شاهدو ستارا قرنفليا يغطي جزءا من المعروضات. سألت زائرة عمال المتحف عن المعروضات المخبأة وعن سبب عدم عرضها، فأجابها العمال أن المعروضات تتعلق بالتطور، وقد تم إخفاؤها لأن الطلاب اليهود المتدينين الحاريديين يزورون المتحف، وهم لا يؤمنون بنظرية التطوّر. أثارت هذه المعلومات ضجة في إسرائيل، وخلافات فيما يتعلق بشرعية إخفاء المعروضات في المتحف.
توضح المعروضات المخبأة المراحل التدريجية لتطور الإنسان منذ أن كان قردا. تدحض هذه النظرية التحليل الأخلاقي اليهودي الذي يشير إلى أن العالم بدأ قبل 5,778 سنة. بناء على ذلك، بهدف عدم المس بمشاعر المتدينين اليهود، قرر المتحف إخفاء المعروضات عن أعين المتدينين.
قال مدير عام جمعية إسرائيلية للتربية العلمية: “على متحف الطبيعة أن يعرض النتائج العملية الحقيقية. لا شك أن المتحف لديه حرية الاختيار لمعروضاته، ولكن بعد أن قرر عرض معروضات معينة عليه أن يعرضها أمام الجميع، من أجل الإنصاف”.
ردا على ذلك، أوضح مركّز التربية في المتحف، د. روزنيتسكي، أنه يفضل أن يتعرف الطلاب إلى المجالات الأخرى في المتحف بدلا من أن يرفض طلبهم ويلغي زيارتهم. “كانت لدي تساؤلات هل علي أن أوافق على طلب عدم وصول المتدينين إلى المتحف أو عرض المعروضات الجميلة الأخرى، والسماح لهم بالتعرف إلى عالم البيئة، الطبيعة، وجودة البيئة. في المتحف حديقة جميلة للحيوانات. لم يرَ هؤلاء الأطفال حيوانات أبدا. وهنا يستطيعون التعرف إلى عالم الحيوانات. واحتراما للتعددية والتربية، يخفي المتحف معروضات معينة”.
وأعرب روزنيتسكي أن المتدينين ليسوا الزوار الوحيدين الذين يطلبون عدم رؤية جزء من المتحف، “فالعرب يطلبون أيضا عدم إظهار معروضات ذات طابع جنسي، لهذا يخفيها المتحف عند زيارتهم”.