في عام 2017، أصبحت مخدرات الماريجوانا (أو القنب الهندي وفق اسمه العلمي) منتشرة في أوساط الشبان في إسرائيل.
وفق تقرير مجلس سلامة الطفل، الذي نُشر في أخبار القناة الثانية الإسرائيلية، كانت الماريجوانا المخدرات الأكثر استخداما في أوساط طلاب الصف الحادي عشر والثاني عشر، واحتلت المرتبة الثانية، أقراص منشطة، أقراص خفض الوزن، أو التهدئة، من دون وصفة طبية. في الحقيقة، تغلب القنب الهندي على المخدّرات الصعبة وأصبح شعبيا بين الشبان في إسرائيل.
تبين من استطلاع شارك فيه شبان لصالح أخبار القناة الثانية، أن %60 من الشبان، ادعوا أنهم يعرفون فتية وشبان استهلكوا المخدّرات في سن 16 حتى 18 عاما. من بين الشبان الذين صرحوا أنهم استهلاكوها، ادعى %3 أنهم استهلكوا المخدرات للمرة الأولى في سن 11 عاما، و %6 في سن 14 عاما، ونحو %30 في سن 15 عاما، و %35 في سن 16 عاما.
حتى وقت قصير، كان يعتبر مستهلكو الماريجوانا مجرمين وفق القانون الإسرائيلي، ولكن بعد تعديلات قانونية أجراها وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، تغيّرت سياسة التعامل مع مستهلكي القنب في كل الأعمار. فبدلا من إنفاذ القانون والتجريم، عند استهلاك المخدرات في المرتين الأولتين تُفرض غرامات مالية فقط – تتضمن هذه القوانين القاصرين أيضًا (الذين أعمارهم دون 18 عاما).
يتضح أن الحوار الاجتماعي الثاقب حول شرعنة الماريجوانا، يثير اهتماما لدى الشبان ويحثهم على تجربة استهلاك المخدرات ويتغلب على كل محاولات وزارتي التربية والصحة للتوضيح أن استهلاك المخدرات يؤدي إلى مشاكل طبية واجتماعية كثيرة.
قال 35% من الشبان في عمر 16 عاما وأكثر إنهم يستهلكون المخدّرات (Flash90/Hadas Parush)
تبدأ الحملة التوضيحية في المدارس في إطار دروس التربية. يحاول الكادر التعليمي التحدث مع الشبان. كم يتحدث المعلمون عن الموضوع؟ وكيف؟ يعود القرار حول هاتين النقطتين إلى مدير المدرسة أو الجهة التربوية المسؤولة، وفي الحقيقة ليست هناك تعلميات موحدة لوزارة التربية حول الموضوع.
لا تفشل حملات التوعية أمام الحوار المتزايد في المجتمَع الإسرائيلي حول شرعنة المخدرات فحسب، بل يدعي الشبان أن الحصول على هذه المخدرات سهلا إلى حد معين. يدعي الشبان أنه يمكن الحصول على المخدرات في كل مكان تقريبا. ففي وسع الشبان الذين يرغبون في الحصول على المخدرات التوجه إلى صديق لهم يستهلك المخدرات ويهتم بمساعدتهم. ويوجه الأصدقاء بعضهم إلى المسؤولين عن بيع المخدرات ورجال الأعمال الذين يربحون مئات ملايين الشواكل على حساب الأهالي في إسرائيل عند بيع المخدرات بطريقة غير قانونية.
حتى أن هناك ظاهرة تجمّع الشبان أثناء الاستراحة في المدرسة وتحضير سجائر الدخان والتمتع باستهلاك المخدرات عبر التدخين. يدفع الشبان مقابل المخدرات في بعض الحالات من المال الذي كسبوه أثناء العمل في ساعات بعد الظهر أو بدلا من ذلك من والديهم الذين لا يعرفون كيف تُصرف أموالهم. في حالات الإدمان الصعبة، يحصل الشبان على المال عن طريق السرقة.
إضافة إلى كل هذه المشاكِل، هناك العطلة الصيفية التي يستغلها الشبان لقضاء الوقت في شواطئ البحر، المشاركة في حفلات خاصة في المنازل والنوادي حتى ساعات الليل المتأخرة.
الشرب حتى الثمالة
يفحص أفراد الشرطة المرورية مستوى الكحول لدى الشبان (Flash90/Gideon Markowicz)
لم تصبح الماريجوانا وباء بين أوساط الشبان في إسرائيل فحسب، بل هناك مخدرات ضارة وفتاكة أكثر وهي الكحول.
قبيل الصيف، تجري وزارة الأمن الداخلي استطلاعا لمعرفة الشعور بالأمن الذي يشعر به الشبان في عمر 12 حتى 18 عاما وأكثر، وتتضح صورة مثيرة للقلق فيما يتعلق بعادات الشرب، استخدام الشبكات الاجتماعية، والتعرض لعنف بشكل عامّ. هناك زيادة في تعرض الشبان للإجرام، لا سيما العنف الجسدي مثل الضرب، الاستفزاز، والمضايقة.
فحص الاستطلاع مستوى تعرض الشبان لأنواع مختلفة من الجريمة، وتيرة إبلاغ الجهات المختلفة، مستوى معرفة الشبان للطواقم المهنية، مستوى ثقة الشبان بالشرطة، ومستوى العنف في البلدات. يتضح من الاستطلاع الذي أجري مؤخرا، وشارك فيه 1434 شابا، أن مشكلة استهلاك الكحول آخذة بالازدياد: قال خمس الشبان الذين شاركوا في الاستطلاع (%20)، إنهم شربوا مرة واحدة على الأقل خمسة كؤوس كحول في غضون بضعة ساعات. ازدادت نسبة الشبان الذين أبلغوا عن شرب كمية شبيهة من الكحول بضعفين مقارنة بالاستطلاع السابق. ويتضح من الاستطلاع أن %18 من المستطعلة آراؤهم أن لديهم صديق يستهلك المخدّرات.
يحظى الشبان في إسرائيل بتشجيع في أعقاب حوار شرعنة المخدّرات (Flash90/Yonatan Sindel)
تطرقا إلى نهايات الأسبوع، يتضح من بين من تعرض من الشبان إلى حالات عنف أن ساعات المساء والليل تشكل “خطرا” أكثر: %7 من الشبان تعرضوا لعنف جسدي في نهاية الأسبوع في ساعات الصباح، %11 تعرضوا لعنف في ساعات الظهر، و %26 تعرضوا لعنف في ساعات المساء، وكانت ساعات الليل ذورة العنف ونستبها %56.
ويتضح من استطلاع أخر أجري (بين أوساط طلاب الصف السابع حتى الثاني عشر في 1500 مدرسة في إسرائيل) في شهر كانون الثاني هذا العام أن في الصفين السابع والثامن، يستهلك أكثر من %35 من الطلاب الكحول، 21.9% من بينهم فيتان، و 13.5% فتيات، وفي المدرسة الثانوية استهلك أكثر من %90 من الطلاب الكحول، 51.5% من الشبان و 39.6% من الفتيات.
كما ويتضح من توزيعة المعطيات وفق مجموعات سكانية أن الطلاب اليهود يستهلكون الكحول أكثر من الطلاب العرب: قال 69.7% من الطلاب اليهود إنهم يستهلكون الكحول، مقارنة بـ 35.9% من الطلاب العرب.
يثبت وباء التدخين واستهلاك الكحول المتزايد والخطير بين الشبان في إسرائيل، أن ليس القانون وحده الذي يحظر التدخين واستهلاك الكحول حتى سن 18 وأكثر هو الهام، بل هناك أهمية للتربية ومواجهة السلطات المحلية والمدارس للوضع للقائم.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني