يُستشف من مؤشر الازدهار العالمي، الذي يُنشر كل سنة من قبل معهد “لغاتوم” (Legatum) اللندني، أن إسرائيل قد ارتفعت مرتبة واحدة في السنة الفائتة – من المرتبة الأربعين إلى المرتبة التاسعة والثلاثين في العالم. على الرغم من ذلك، ما زال هذا التدريج منخفضا عما كان عليه في السنوات السابقة. فعام 2011، كانت إسرائيل في المرتبة الثامنة والثلاثين، وقبلها بسنة في المرتبة السادسة والثلاثين.
يتركّب المؤشّر من عدّة عوامل، وهو في الواقع معدّل لعدد من الفئات، التي يتكوّن التصنيف فيها من معطيات عددية واستطلاعات أُجريت على مواطني تلك الدول. في بعض هذه الفئات، تتواجد إسرائيل في القمّة. فمثلًا، في مجال التربية، تحتلّ إسرائيل المركز الخامس والعشرين، بارتفاع ثمانية مراكز عن العام الماضي. في الاقتصاد، تحافظ إسرائيل على مركزها، الثاني والثلاثين عالميًّا، فيما تهبط مرتبة في مجال المشاريع، إلى المرتبة الحادية والثلاثين. في مجال الحُكم تحديدًا، ارتفعت إسرائيل مرتبة واحدة، إلى المرتبة الثامنة والعشرين. وفي الصحة العامة، ارتفعت مرتبتَين، إلى المرتبة الثالثة والثلاثين.
وتبرز إسرائيل أكثر في المجالات الجماعيّة. فقد وُضعت إسرائيل في المركز التاسع عشر، الذي يمثّل ارتفاعًا بخمس درجات عن السنتَين الأخيرتَين. لكن في الأمن وحرية الفرد، الوضع قاتم جدًّا، إذ إنّ إسرائيل مصنّفة في المقام المئة والثالث عشر على المؤشر في الأمن، والمقام المئة والثاني عشر في حرية الفرد من أصل 142 دَولَة مشاركة في المؤشِّر.
ووُجد من فحص المؤشّرات في العُمق أنّ نحو 90% من الإسرائيليين يظنّون أنّ لديهم مَن يستندون إليه وقتَ الشدّة. يظنّ 31% أنّ هذا وقتٌ جيّد للعثور على العمل، فيما يعتقد 34.6% أنّ إسرائيل هي مكان جيّد للمهاجرين. وفقًا للمؤشِّر، تتفوق إسرائيل في مجال التربية حتّى على الولايات المتحدة، إذ إنّ هناك 13 تلميذًا لكلّ معلّم في إسرائيل، مقابل 14 تلميذًا لكلّ معلّم في الولايات المتحدة. واحتلت الولايات المتحدة المركز الحادي عشر في اللائحة، إذ يعتقد 68.9% من المواطنين أنّ الفساد السلطوي في تزايُد.
المعطيات العددية إيجابية في حالات عدّة، لكنّ إجابات الإسرائيليين في الاستطلاع تُظهر قلة ثقتهم بالدولة. فـ 36% فقط يثقون بالحُكومة، و14% فقط راضون عن جهودها لمكافحة الفقر. إضافةً إلى ذلك، قال 42% فقط من الإسرائيليين إنّ لديهم ثقةً بالمنظومة الاقتصادية، مقابل 59% في العالم. كذلك ثقة الشعب بالجهاز القضائي أقلّ من المعدّل العالمي.
ويضع المؤشّر إسرائيل في المركز الثالث في الشرق الأوسط – بعد الإمارات العربية المتحدة (المرتبة 28) والكويت (33) وقبل المملكة العربية السعودية (50) والمغرب (82). أمّا الدول المجاورة فمصنّفة في مراتب أقلّ بكثير – الأردن (88 – بعد تركيا بمرتبة واحدة)، لبنان (98)، مصر (108)، وسوريا (122). ويبدو أنّ طهران، رغم سباقها النووي، ليست مزدهرة، فقد وُضعت إيران في المركز 101.
تبرز في المراكز الستة الأولى الدولُ الأوروبية. ففي المكان الأول تأتي النروج، تليها على اللائحة سويسرا، كندا، السويد، نيوزيلندا، والدنمارك. أمّا المراكز الأخيرة فتعجّ بالدول الإفريقية. فقد احتلت جمهورية تشاد المركز المئة والثاني والأربعين، تسبقها جمهورية إفريقيا الوسطى، وفي المركز المئة والأربعين الكونغو.