رأس السنة اليهودية (Flash90/Mendy Hachtman )
رأس السنة اليهودية (Flash90/Mendy Hachtman )

مأكولات عيد رأس السنة

يُعرَف اليهود بمحبتهم للطعام في الأعياد، لكن في رأس السنة هنالك معنى خاص للمأكولات

يحل عيد رأس السنة اليهودي في اليوم الأول من شهر تشري (عادة في أيلول أو بداية تشرين الأول)، الشهر الأول في التقويم اليهودي، واليوم الذي به، بحسب المعتقدات، بدأ الله بخلق العالم والإنسان. عشية عيد السنة الجديدة تجتمع العائلات معاً، ومن المعتاد لبس الأبيض من أجل استقبال السنة الجديدة، وقبل الوجبة يبدؤون بطقوس منح البركات.

ويشمل نظام البركات المأكولات المختلفة التي يرافق كلّا منها تمني سنة أفضل:

عادة يبدؤون بتفاحة بالعسل، ويباركون “لتحل علينا سنة سعيدة وحلوة كالعسل”. ويرمز كل من التفاح والعسل إلى الحلاوة والجودة، ويزرعان الأمل بسنة ذات أحاسيس حلوة، دون مرارة أو حزن. ومن المعتاد أيضا غمس خبز رأس السنة بالعسل، على خلاف باقي السنة، التي يغمسون فيها الخبز بالملح.

تفاح وعسل (iStock)
تفاح وعسل (iStock)

بعد ذلك، يأكلون ثمار الرمان، فاكهة ترمز إلى الوفرة والجودة. والبركة هي “أن نكون ممتلئين في تطبيق الوصايا كالرمان”. في الديانة اليهودية 713 وصية، وثمة من يقول إنه في كل كوز رمان 713 حبة. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، فإنّ الطموح هو القيام بأكبر عدد ممكن من الأفعال الجيدة والوصايا في السنة الجديدة، آملين أن نكون كلنا أشخاصا أفضل.

ثمار الرمان، فاكهة ترمز إلى الوفرة والجودة (Flash90/Nati Shohat)
ثمار الرمان، فاكهة ترمز إلى الوفرة والجودة (Flash90/Nati Shohat)

الطعام الحلو الأخير هو التمر، وعليه نبارك “أن يتيتم أعداؤنا ومن يسعى للتسبب لنا بالضرر”.  بالعبرية، كلمة “انتهى” تشبه كلمة “تمر” وفي وقت أكل الفاكهة الحلوة يأملون أن تكون هذه سنة سلام دون أعداء.

تمر (Flash90/Hadas Parush)
تمر (Flash90/Hadas Parush)

بعد ذلك ينتقلون إلى المأكولات المالحة. وثمة هنا لعبة كلمات ونغمات. يؤكل الكراث في رأس السنة لأن اسمه يشبه الجذر العبري “قطع”. ومن هنا الصلاة بأن يقطع أعداءنا، وأعمالنا السيئة. كلمة سلق تشبه في لفظها الجذر العبري “طرد” ومعناها أن يزيل أو يهرب. الصلاة الملائمة لأكل السلق هي طرد كافة أعدائنا. القرع، الذي يدعى بالآرامية “كارة” يشبه الكلمة العبرية “قطع”. نطلب من إلهنا أن ينتزع منا الأفكار والأعمال السيئة. عندما نأكل لوبية (نوع من البازيلاء) نبارك: “أن تزداد حقوقنا ونفرح”.

الصلاة الملائمة لأكل السلق هي طرد كافة أعدائنا (iStock)
الصلاة الملائمة لأكل السلق هي طرد كافة أعدائنا (iStock)

في النهاية يباركون: “أن نكون رأسا لا ذنبا”. العادة في عائلتي هي تناول لحمة الرأس (عادة عجل)، وفي العائلات الشكنازية (اليهود الألمان أو البولنديين) يُؤكَل عادةً رأس سمكة الكارب، ومنه يُعدون كباب “جفيلتي فيش” (سمك محشو،  باللغة الييدية) الذي تشتهر به الطائفة.

كباب "جفيلتي فيش" (iStock)
كباب “جفيلتي فيش” (iStock)

عدا كل هذا، هناك من يتناول فاكهة جديدة، لم يأكلها منذ السنة الماضية إشارةً إلى التجدد الموجود في رأس السنة، وشكر الله على امتياز بدء سنة جديدة.

اقرأوا المزيد: 348 كلمة
عرض أقل
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

“تربحوا وتسعدوا”.. عن عيد الميمونة في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)
الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)
الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)
عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
الفول.. مصري أو إسرائيلي؟ (Alpha, Flickr)
الفول.. مصري أو إسرائيلي؟ (Alpha, Flickr)

العثور على الفول القديم في العالم.. في إسرائيل

يتضح أن مصدر الفول الوطني المصري هو في إسرائيل تحديدًا.. العثور على حبوب فول عمرها 14.000 عام في منطقة حيفا

هل مصدر الفول في مصر أو في إسرائيل؟ صحيح أن الفول يعتبر طعاما وطنيا مصريا، إلا أن الباحثين الإسرائيليين وجدوا مؤخرا أربعة حبوب سوداء لنبتة الفول بالقرب من حيفا، وهي بقايا قديمة لهذه الحبوب.

وفق مقال نُشر اليوم (الأربعاء) في صحيفة “هآرتس”، وُجِدَت أربعة الحبوب في موقع أثري “مغارة الواد” في غربي جبل الكرمل، وهذا اكتشاف فريد من نوعه: يُقدّر عمر هذه الحبوب البرية لنبتة الفول بنحو 14 ألف عام – نحو 4.000 عام قبل الثورة الزراعية وتدجين النباتات الزراعية – أي، أنها الشهادة الأولى على مصدر الفول.

إن البحث عن “مصادر النباتات”، والأنواع الأصلية للنباتات في الحقل، يشغل علماء الآثار، علماء الزراعة، بيولوجيين، وفي السنوات الأخيرة أصبح يشغل خبراء الوراثة أيضا. يتيح البحث، مثل الشهادات الأثرية الأخرى، معرفة أنماط الحياة والقوائم الغذائية للحضارات القديمة. ولكنه يهتم بالأساس بمعرفة تاريخ التدجين ومعرفة التنويعة الوراثية للحبوب المعدة للتربية بهدف تحسينها. وفقا لذلك، قد يتيح العثور على الحبوب الأصلية تطوير أنواع فول جديدة.

وفق أقوال الباحثين، فإن عملية تدجين الفول، مثل عمليات التربية الأخرى، تشكل بداية طريق عملية انتقائية مستمرة. فيتم القيام بهذه العملية من خلال الاعتناء بالحبوب وبمزاياها، بحيث تكون ملائمة لاحتياجات الإنسان وظروف النمو التي سادت في بيئته. هذه عملية مبنية على التجربة والخطأ عمرها مئات آلاف السنوات وحدثت في أماكن مختلفة، وأدت إلى تطور أنواع مختلفة من الفول حتى انقراض الفول الأصلي.

عندما سُئل الباحث الإسرائيلي إذا كان الكشف يثبت أن مصدر الفول ليس في مصر، فرفض الإجابة، ولكن قال إن “الزراعة في بلاد النيل أقل تطورا من الزراعة لدينا”.

واكتُشفت أنواع أطعمة أخرى في البحث كان يستخدمها سكان المنطقة الذين اعتاشوا على الصيد وتناولوا لحوم الحيوانات التي عاشت في المنطقة، مثل السلاحف، الأفاعي، الأرانب، الخنازير البرية، الأيائل السمراء، الخلد، ولكنهم اعتاشوا على الكثير من النباتات في منطقة الكرمل.

اقرأوا المزيد: 275 كلمة
عرض أقل
رأس السنة العبرية (Flash90/Abir Sultan)
رأس السنة العبرية (Flash90/Abir Sultan)

مأكولات عيد رأس السنة

يُعرَف اليهود بمحبتهم للطعام في الأعياد، لكن في رأس السنة هنالك معنى خاص لذلك

يحل عيد رأس السنة اليهودي في اليوم الأول من شهر تشري (عادة في أيلول أو بداية تشرين الأول)، الشهر الأول في التقويم اليهودي، واليوم الذي به، بحسب المعتقدات، بدأ الله بخلق العالم والإنسان. عشية عيد السنة الجديدة تجتمع العائلات معاً، ومن المعتاد لبس الأبيض من أجل استقبال السنة الجديدة، وقبل الوجبة يبدؤون بطقوس منح البركات.

رأس السنة العبرية (Flash90)
رأس السنة العبرية (Flash90)

ويشمل نظام البركات المأكولات المختلفة التي يرافق كلّا منها تمني سنة أفضل:

كباب "جفيلتي فيش" (Thinkstock)
كباب “جفيلتي فيش” (Thinkstock)

عادة يبدؤون بتفاحة بالعسل، ويباركون “لتحل علينا سنة سعيدة وحلوة كالعسل”. ويرمز كل من التفاح والعسل إلى الحلاوة والجودة، ويزرعان الأمل بسنة ذات أحاسيس حلوة، دون مرارة أو حزن. ومن المعتاد أيضا غمس خبز رأس السنة بالعسل، على خلاف باقي السنة، التي يغمسون فيها الخبز بالملح.

الرمان (Flash90/Hadas Parush)
الرمان (Flash90/Hadas Parush)

بعد ذلك، يأكلون ثمار الرمان، فاكهة ترمز إلى الوفرة والجودة. والبركة هي “أن نكون ممتلئين في تطبيق الوصايا كالرمان”. في الديانة اليهودية 713 وصية، وثمة من يقول إنه في كل كوز رمان 713 حبة. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، فإنّ الطموح هو القيام بأكبر عدد ممكن من الأفعال الجيدة والوصايا في السنة الجديدة، آملين أن نكون كلنا أشخاصا أفضل.

بزلاء (Thinkstock)
بزلاء (Thinkstock)

الطعام الحلو الأخير هو التمر، وعليه نبارك “أن يتيتم أعداؤنا ومن يسعى للتسبب لنا بالضرر”.  بالعبرية، كلمة “انتهى” تشبه كلمة “تمر” وفي وقت أكل الفاكهة الحلوة يأملون أن تكون هذه سنة سلام دون أعداء.

تمر (Flash90/Hadas Parush)
تمر (Flash90/Hadas Parush)

بعد ذلك ينتقلون إلى المأكولات المالحة. وثمة هنا لعبة كلمات ونغمات. يؤكل الكراث في رأس السنة لأن اسمه يشبه الجذر العبري “قطع”. ومن هنا الصلاة بأن يقطع أعداءنا، وأعمالنا السيئة. كلمة سلق تشبه في لفظها الجذر العبري “طرد” ومعناها أن يزيل أو يهرب. الصلاة الملائمة لأكل السلق هي طرد كافة أعدائنا. القرع، الذي يدعى بالآرامية “كارة” يشبه الكلمة العبرية “قطع”. نطلب من إلهنا أن ينتزع منا الأفكار والأعمال السيئة. عندما نأكل لوبية (نوع من البازيلاء) نبارك: “أن تزداد حقوقنا ونفرح”.

شمندر (Thinkstock)
شمندر (Thinkstock)

في النهاية يباركون: “أن نكون رأسا لا ذنبا”. العادة في عائلتي هي تناول لحمة الرأس (عادة عجل)، وفي العائلات الشكنازية (اليهود الألمان أو البولنديين) يُؤكَل عادةً رأس سمكة الكارب، ومنه يُعدون كباب “جفيلتي فيش” (سمك محشو،  باللغة الييدية) الذي تشتهر به الطائفة.

الكراث (Thinkstock)
الكراث (Thinkstock)

عدا كل هذا، هناك من يتناول فاكهة جديدة، لم يأكلها منذ السنة الماضية إشارةً إلى التجدد الموجود في رأس السنة، وشكر الله على امتياز بدء سنة جديدة.

اقرأوا المزيد: 348 كلمة
عرض أقل
وصفات من كتاب كفاح دسوقي، "مطبخ السلام"
وصفات من كتاب كفاح دسوقي، "مطبخ السلام"

تكافح من أجل السلام

كفاح دسوقي تحلم في إصدار كتاب وصفات خُضرية، باللغتين العربية والعبرية، لتقرّب بين الناس. لقد نجحت حتى الآن في تجنيد نصف المبلغ لتحقيق حلمها

تبدو صفحة فيس بوك التابعة لكفاح دسوقي مثل جزيرة من السلام في بحر من الكراهية والعنصرية. تظهر منشورات عن الحب، التسامُح والتعايش، تعليقات مؤيدة بالعربية والعبرية، ومن حين لآخر تظهر أيضًا صور طعام عربي شهي.

“ربما بهذه الدولة لا يوجد سلام سياسي , ولكنني سوف ابني عالمي الخاص وأزرع به السلام المفقود”

تعيش كفاح، البالغة من العمر 28 عاما، ومن مواليد قرية الفريديس، اليوم في براغ، حيث تدرس هناك اللغة واللقب الثاني. لغتها الأم هي العربية، ولكنها تتقن العبرية جيدا، بل وتكتب أشعارا باللغة العبرية. في الشهر الماضي عملت على مشروع خاص، يدمج بين حبها للكتابة وحبها للمطبخ: كتاب طبخ باللغتين العربية والعبرية، تظهر فيه وصفات الأطعمة العربية التقليدية، ولكن جميعها وصفات خضرية تماما، من دون أية مكونات طعام حيوانية.

وتنجح في جمع الأموال لتمويل الكتاب بواسطة موقع التمويل الجماعي، “HeadStart“، وتتحدث فيه عن نفسها: “أحد أحلامي هو أن يبحث الناس سوى الحرب في البلاد والصراع القائم منذ سنوات طويلة، عن المشترك والجيد بدلا من الانشغال بالسيئات والسلبيات. أنا أيضًا أكتب الشعر الذي يتحدث تحديدا عن تمكين مكانة المرأة وعن مواضيع أخرى تتعلق بي، لذلك فالكتابة والطبخ ترقصان معا التانغو في رأيي وقد قررتا أن تُظهرا هذا الرقص لكل العالم عن طريق كتاب الطبخ”.

كفاح دسوقي (تصوير: shalev man)
كفاح دسوقي (تصوير: shalev man)

في مقابلة خاصة لموقع “المصدر”، تحدثنا معها حول الطبخ، الخضرية، والسلام.

حديثينا من فضلك قليلا عن المشروع

“اسمي كفاح ولدي حلم، وهو أن أصنع “السلام” المميز والخاص بي، وذلك عن طريق  إصدار كتاب وصفات خُضرية من المطبخ العربي مكتوب باللغة العربية والعبرية معا.

يدور الحديث عن مشروع ضخم، وهو إصدار كتاب وصفات طبخ من أشهى الأطباق والحلويات، معد للخضريين، النباتيين، محبي الإنسان والأكل على حد سواء.

وصفات هذا الكتاب لذيذة أيضا لأكلي اللحوم وليس فقط الخضريين. ستجدون العديد من الوصفات الرئيسية، وصفات خفيفة حلويات كلها من المطبخ العربي بالطريقة الخضرية، بالكتاب توجد 50 وصفة مبتكرة باللغتان العربية والعبرية مع صور مثيرة للشهية.

 لماذا فكرت في كتاب طبخ تحديدا؟

الأكل والموسيقى هما لغتان مشتركتان من خلالهما يمكننا ان نوحد ثقافات, عربي ويهودي يمكنهم ان يتحدثوا عن الوصفات اللذيذة من غير اي مشادات.

بهذا الكتاب ستجدون معنى السلام, سلام مع الحيوان, سلام  مع الانسان , ربما بهذه الدولة لا يوجد سلام سياسي , ولكنني سوف ابني عالمي الخاص وازرع به السلام المفقود , كتاب طبخ لانه ببساطة الأكل الصحي واللذيذ هو مشترك للجميع. 

ولماذا ترغبين أن يُكتب بكلتا اللغتين معا؟

لانه من الصعب ان نجد هاتين اللغتين معا بصورة إيجابية، اردت ان اصنع تغيير بسيط، شيء تراه العين وتبتسم له المعدة، من دون سلبيات او مشادات.

"منسف رز باللبن"، وصفة من كتاب كفاح دسوقي، "مطبخ السلام"
“منسف رز باللبن”، وصفة من كتاب كفاح دسوقي، “مطبخ السلام”

منذ متى وأنت خضرية؟

انا خضرية تسع اشهر.

هل ثمة علاقة بين الخضرية والسلام في نظرك؟

طبعا , كل هذه الحروب تأتي من العنف الذي نربى عليه , لو كلنا عشنا بعالم كله سلام مع جميع الكائنات , الحيوانات والبشر, لو تربينا ببيئة بعيدة عن المعاناة اليومية التي يشعر بها الحيوان بهذه المصانع , نشعر باننا اكثر إنسانية ورحمة , اكثر محبة للبيئة وللمحيط, ستكون طاقات إيجابية كثيرة من حولنا وربما عندها سوف نصنع السلام.

“من الصعب ان نجد اللغتين معا بصورة إيجابية، اردت ان اصنع تغيير بسيط، شيء تراه العين وتبتسم له المعدة، من دون سلبيات او مشادات”

هل تشعرين أن هناك المزيد من الطلب لهذه الوصفات في المجتمع العربي أو اليهودي

بطبيعة الحال عدد اليهود هو الغالبية بالدولة ولان نشاطي في وشائل الإعلام هو تغيير الصورة النمطية عن العرب بالمجتمع اليهودي فبطبيعة الحال عدد المتابعين اليهود عندي اكثر، لكنني واثقة بان هنالك الكثير من الخضريين الذين يبحثون عن وصفات صحية ولذيذة من المجتمع العربي.

أية ردود فعل واجهتها؟

حتى الان لاقى المشروع صدد كبير عند جميع الفئات وخلال 13 يوم وصلنا لنصف المبلغ, كان هناك بعض التحفظات من قبل الغير خضريين , لكن بصدد الخضرين هنالك اهتمام كبير.

هل تريدون شراء الكتاب ودعم مشروع كفاح؟ ادخلوا إلى الرابط: مطبخ السلام

اقرأوا المزيد: 576 كلمة
عرض أقل
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

“تربحوا وتسعدوا”: عن عيد الميمونة الذي أضحى عيدًا وطنيًّا في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)
الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)
الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)
عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
المصريون يتناولون طعاما يهوديا (لقطة شاشة)
المصريون يتناولون طعاما يهوديا (لقطة شاشة)

شاهدوا: المصريون يتناولون طعاما يهوديا

استعدادا لعيد الفصح، الذي يُحتفل به بمناسبة خروج شعب إسرائيل من مصر، حظي بعض المصريين بفرصة تذوق طعام يهودي يتم تناوله خلال عيد الفصح. كانت ردود الفعل مثيرة للضحك جدا

20 أبريل 2016 | 19:34

يحتفل اليهود في نهاية الأسبوع بعيد الفصح، لذكرى خروج بني إسرائيل من العبودية إلى الحرية في مصر عن طريق الصحراء، ومن هناك إلى أرض إسرائيل.

إنهم يحتفلون بالعيد من خلال تناول وجبة عشاء عائلية كبيرة وخاصة، يأكلون فيها عددا من المأكولات الخاصة.

خلال عيد الفصح لا يأكل اليهود الخبز العادي، بل يأكلون خبز خاص يدعى “مصة” وهو خبز خال من الخميرة، قاس بعض الشيء ومربع الشكل.

ومن المعتاد أيضا أن يأكلوا عشية العيد “مارور” المصنوع من جذور الفجل، وهو حار بشكل خاص، ويأكلونه مع الخس.

بالإضافة إلى ذلك ياكلون وجبة سمك عشية العيد. في حين يتناول اليهود الشرقيين قطع سمك بصلصة حارة، يحضر اليهود الشكناز (يعود أصلهم إلى الدول الأوربية) السمك المطحون ويعدون منه شرائح سمك تسمى “غفيلطيه فيش” في الإيديش تدعى – أسماك محشوة . هذه الشرائح معروفة في لونها الرمادي وذات سمعة وصيت سيء بشكل خاص.

وقد تذوق جزء من المصريين كل هذه المأكولات للمرة الأولى في حياتهم. كيف كانت ردود فعلهم؟ شاهدوا الفيديو ولن تتوقفوا عن الضحك:

 

اقرأوا المزيد: 155 كلمة
عرض أقل
عائلة فلسطينية تفطر (Abed Rahim Khatib / Flash 90)
عائلة فلسطينية تفطر (Abed Rahim Khatib / Flash 90)

في أية دولة عربية تكلفة الطعام هي الأغلى ثمنًا؟

دراسة بريطانية فحصت كم يبلغ سعر سلة الطعام للأسرة المؤلفة من 4 أفراد في مختلف الدول في العالم. فالوضع في الشرق الأوسط ليس مشجّعًا

فحصت دراسة بريطانية جديدة ما هي تكلفة أطعمة الأسرة التي تتألف من أربعة أفراد في أنحاء العالم. وقد فحصت الدراسة قائمة يومية متوسطة للفرد البريطاني، والتي تم تشكيلها وفقا لإحصاءات حكومية رسمية، وتشمل منتجات أساسية مثل الخبز، الأرز، الفواكه والخضار، اللحوم من أنواع مختلفة ومنتجات الألبان.

جرت مقارنة سعر تلك المنتجات تماما في كل واحدة من البلدان، وفُحصت العلاقة بين تكلفة المنتجات الغذائية ومتوسط الأجور في تلك الدولة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المقارنة قد تكون إشكالية، حيث إنّه في أماكن مختلفة من العالم تكلفة بعض هذه المنتجات (وخصوصا الحليب، اللحوم، والأغذية الطازجة) باهظة الثمن جدّا، ولذلك فهي ليست مدرجة في القائمة اليومية المعتادة في تلك البلدان، ومع ذلك فإنّ المنتجات الغذائية المستهلَكة في دول معينة، مثل البقوليات، لم تكن مشمولة في المقارنة.

رغم ذلك، كانت النتائج مفاجئة، وبعضها مقلق بشكل خاصّ. في دول أفريقيا الشرقية (أوغندا، إثيوبيا وكينيا) تبلغ تكلفة المنتجات التي تم فحصها أكثر من 200% من الدخل الشهري للأسرة. في دول أفريقية أخرى بلغ السعر 100%. وهكذا يحدث عندما تكون الأسعار في القارّة الأكثر فقرا هي الأغلى، وهذا بدوره يؤدي إلى تخليد الفقر والفجوات بينها وبين العالم الغربي. ومع ذلك، يجب أن نذكّر بأنّ القائمة اليومية في تلك البلدان تختلف تماما عن القائمة التي تم فحصها.

movehub.com
movehub.com

عندما نفحص دول الشرق الأوسط، نكتشف صورة ليست أقلّ سوءًا. الدولة التي كانت السلّة الغذائية فيها هي الأغلى سعرا مقارنة بالدخل الشهري هي فلسطين مع 86.9%، وبعدها مباشرة تأتي المغرب، حيث تصل فيها تكلفة الأطعمة لأربعة أفراد إلى 86.4% من الراتب الشهري.

في تونس بلغت تكلفة السلّة الغذائية 42.5% من الدخل، وفي مصر 33.5% وفي الأردن 31.7%. في الجزائر وصل المبلغ إلى 17.4% من الدخل الشهري، وفي إسرائيل بلغ سعر السلّة الغذائية للأسرة التي تتألف من 4 أفراد 12.4% من الدخل الشهري (وهو الأكثر قربا من بريطانيا، حيث بلغت التكلفة هناك 12.3%).

وبشكل غير مفاجئ، فإنّ الدول الأكثر جدارة للعيش فيها هي دول الخليج. البحرين 10.9%، عُمان 8.9%، السعودية 6.7%، والدولة التي كانت السلّة الغذائية فيها هي الأقلّ تكلفة في العالم مقارنة بالراتب الشهري هي قطر، فقد بلغت 2.6%.

اقرأوا المزيد: 322 كلمة
عرض أقل
الحمص الوردي في مطعم "سمسم" (Instagram)
الحمص الوردي في مطعم "سمسم" (Instagram)

هل تذوّقتم مرة الحمّص الوردي؟

شقيقتان لبنانيتان من مدينة نيويورك تجتاحان مطعم مأكولات لبنانية، وتقدّمان فيه "حمّصا ملوّنا"

شبكة مطاعم لبنانية جديدة تجتاح نيويورك: أصبحت شبكة المطاعم اللبنانية “سمسم” (Semsom) للشقيقتين اللبنانيتين كارين وكريستين أسود صرعة في مجال المطاعم.

يفتخر المطعم، الذي يقدّم طعاما نوعيّا ولكن سريعا، بقائمة طعام لبنانية متنوعة، غنية وأصلية، تشتمل على الطحينة، اللبنة، المشاوي، أطباق الأرز المختلفة، والشيء الرائع الكبير: حمص ملوّن. تحظى الوجبات الداكنة بتتبيلات مختلفة والتي تضفي عليها لونا ومذاقا فريدين، على سبيل المثال الحمص البرتقالي مع السمّاق والزعتر، الحمص الأخضر، والمميّز منه، ولكن الأكثر جمالا: الحمص الوردي مع السماق.

تدير الشقيقتان اليوم مطعمين ناجحين في بيروت، ولكن أصبحتا معروفتان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتديران مطاعم أيضًا في السعودية، الكويت وعمان، وتخططان لافتتاح مطاعم في دبي. ولكن النجاح الكبير، والأكثر مفاجأة، هو تحديدًا في نيويورك.

الحمص البرتقالي في مطعم "سمسم" (Instagram)
الحمص البرتقالي في مطعم “سمسم” (Instagram)

يقع الفرع النيويوركي للمطعم في حي “إيست فيليج” العصري، وأصبح أحد الأماكن المحبوبة على الطلاب الجامعيين الكثر في ذلك المكان. والمطعم خبير بالتتبيلات والمذاقات الموسمية وذات الرائحة العبقة من الشرق الأوسط، ويقدّم طعاما طازجا ولذيذا، لا يمكن العثور على مثيل له في نيويورك. ويساعد السعر الجذاب، أقل من عشرة دولارات لوجبة جميلة ومرضية، كثيرا على المبيعات، وبطبيعة الحال – السحر اللطيف للحمص بالألوان والمذاقات المختلفة والذي يجذب المتذوّقين الفضوليين.

ويدير المطعم أيضًا صفحة إنستجرام ناجحة، ويستخدم مواقع التواصل الاجتماعي جيدا من أجل المساعدة على التسويق. ستجعلكم الصور الجميلة والمحفّزة التي تظهر فيه أنتم أيضا تريدون القفز لتناول الحمص في نيويورك.

اقرأوا المزيد: 285 كلمة
عرض أقل
  • التمر (Flash90/Issam Rimawi)
    التمر (Flash90/Issam Rimawi)
  • تفاح بالعسل (Flash90)
    تفاح بالعسل (Flash90)
  • "جفيلتي فيش" (Thinkstock)
    "جفيلتي فيش" (Thinkstock)
  • شمندر (Thinkstock)
    شمندر (Thinkstock)

مأكولات عيد رأس السنة

يُعرَف اليهود بمحبتهم للطعام في الأعياد، لكن في رأس السنة هنالك معنى خاص لذلك

يحل عيد رأس السنة اليهودي في اليوم الأول من شهر تشري (عادة في أيلول أو بداية تشرين الأول)، الشهر الأول في التقويم اليهودي، واليوم الذي به، بحسب المعتقدات، بدأ الله بخلق العالم والإنسان. عشية عيد السنة الجديدة تجتمع العائلات معاً، ومن المعتاد لبس الأبيض من أجل استقبال السنة الجديدة، وقبل الوجبة يبدؤون بطقوس منح البركات.

ويشمل نظام البركات المأكولات المختلفة التي يرافق كلّا منها تمني سنة أفضل:

عادة يبدؤون بتفاحة بالعسل، ويباركون “لتحل علينا سنة سعيدة وحلوة كالعسل”. ويرمز كل من التفاح والعسل إلى الحلاوة والجودة، ويزرعان الأمل بسنة ذات أحاسيس حلوة، دون مرارة أو حزن. ومن المعتاد أيضا غمس خبز رأس السنة بالعسل، على خلاف باقي السنة، التي يغمسون فيها الخبز بالملح.

فاكهة الرمان (Flash90/Yonatan Sindel)
فاكهة الرمان (Flash90/Yonatan Sindel)

بعد ذلك، يأكلون ثمار الرمان، فاكهة ترمز إلى الوفرة والجودة. والبركة هي “أن نكون ممتلئين في تطبيق الوصايا كالرمان”. في الديانة اليهودية 713 وصية، وثمة من يقول إنه في كل كوز رمان 713 حبة. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، فإنّ الطموح هو القيام بأكبر عدد ممكن من الأفعال الجيدة والوصايا في السنة الجديدة، آملين أن نكون كلنا أشخاصا أفضل.

التمر (Flash90/Issam Rimawi)
التمر (Flash90/Issam Rimawi)

الطعام الحلو الأخير هو التمر، وعليه نبارك “أن يتيتم أعداؤنا ومن يسعى للتسبب لنا بالضرر”.  بالعبرية، كلمة “انتهى” تشبه كلمة “تمر” وفي وقت أكل الفاكهة الحلوة يأملون أن تكون هذه سنة سلام دون أعداء.

الكراث (Thinkstock)
الكراث (Thinkstock)

بعد ذلك ينتقلون إلى المأكولات المالحة. وثمة هنا لعبة كلمات ونغمات. يؤكل الكراث في رأس السنة لأن اسمه يشبه الجذر العبري “قطع”. ومن هنا الصلاة بأن يقطع أعداءنا، وأعمالنا السيئة. كلمة سلق تشبه في لفظها الجذر العبري “طرد” ومعناها أن يزيل أو يهرب. الصلاة الملائمة لأكل السلق هي طرد كافة أعدائنا. القرع، الذي يدعى بالآرامية “كارة” يشبه الكلمة العبرية “قطع”. نطلب من إلهنا أن ينتزع منا الأفكار والأعمال السيئة. عندما نأكل لوبية (نوع من البازيلاء) نبارك: “أن تزداد حقوقنا ونفرح”.

شمندر (Thinkstock)
شمندر (Thinkstock)

في النهاية يباركون: “أن نكون رأسا لا ذنبا”. العادة في عائلتي هي تناول لحمة الرأس (عادة عجل)، وفي العائلات الشكنازية (اليهود الألمان أو البولنديين) يُؤكَل عادةً رأس سمكة الكارب، ومنه يُعدون كباب “جفيلتي فيش” (سمك محشو،  باللغة الييدية) الذي تشتهر به الطائفة.

اللوبياء (Thinkstock)
اللوبياء (Thinkstock)

عدا كل هذا، هناك من يتناول فاكهة جديدة، لم يأكلها منذ السنة الماضية إشارةً إلى التجدد الموجود في رأس السنة، وشكر الله على امتياز بدء سنة جديدة.

"جفيلتي فيش" (Thinkstock)
“جفيلتي فيش” (Thinkstock)

اقرأوا المزيد: 348 كلمة
عرض أقل