وثائق استخباراتية جديدة يتمّ الكشف عنها هذا الأسبوع في ألمانيا تكشف عن أنّ ضبّاطًا نازيين في الجيش الألماني وفي إس إس خطّطوا لإقامة جيش سرّي “لتحرير ألمانيا”، وذلك بعد أربع سنوات من هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. ووفقًا للتقرير الذي ظهر في صحيفة “دير شبيغل”، فقد بلغ تعداد أفراد الحركة السرّية 2,000 ضابط.
كان يهدف البرنامج إلى إنشاء جيش ألماني جديد يبلغ تعداده 40,000 جنديّ، برئاسة الضابط النازي السابق ألبرت شنتس. بعد سقوط ألمانيا النازية، كان شنتس أحد رجال الجيش البارزين في ألمانيا الغربية، بل كان مرشّحًا لمنصب قائد الناتو حتى تمّ الكشف عن ماضيه. جهّز رجال شنتس خطّة تسلّيح وتجنيد مفصّلة للجيش المستقبلي.
تمّ التخطيط لعمليّات الجيش السرّي في الخفاء ودون علم الحكومة الألمانية، واشتملت على المراقبة السرّية لسياسيّين من اليسار الألماني وعناصر يهودية.
وفقًا للتقرير، فبعد الإنشاء الأوّلي توجّه شنتس إلى خدمات الاستخبارات الألمانية وقدّم لهم خدمات الجيش الذي أنشأه. وهكذا كشف المستشار الألماني، كونراد أديناور، عن أمر قيام الحركة السرّية.
وتقدّر “دير شبيغل” بأنّ المستشار الألماني تردّد في مواجهة حقيقة إنشاء الحركة السرّية النازية لأنّه تخوّف من قوّة كبار الضبّاط النازيّين، الذين ما زالوا يحتجزون مناصب رئيسية في ألمانيا الغربية. بعد اكتشاف ماضي شنتس وإلغاء تعيينه لمنصب قائد منظّمة الناتو، تمّ تعيينه في منصب قائد جيش ألمانيا الغربية.
ولا يفصّل التقرير كثيرًا حول مصير الجيش النازي السرّي، ولكن على حدّ ما نعلم فقد اندمج معظم أعضائه في جيش ألمانيا الغربية بعد إقامته من جديد عام 1955.
في وقت لاحق، في سنوات الثمانينات، تم تعيين شنتس في مناصب كبيرة بالصناعة العسكرية الألمانية بل وكان مسؤولا عن تزويد الأسلحة إلى سوريا، مصر وليبيا. فضلًا عن ذلك فقد تفاخر بدوره المركزي الذي أدّاه في تزويد الأسلحة للجيش المصري، بطريقة سمحت باختراق خطّ بارليف في حرب تشرين عام 1973.