قررت وزارة الصحة الإسرائيلية مؤخرا شن حرب ضدّ السكر والمشروبات المحلّاة التي تباع في إسرائيل. في إطار هذا الكفاح حفاظا على صحة الجمهور، هناك إعلان يمكن أن نرى فيه زجاجة تذكّرنا جدا بزجاجة “كوكا كولا” مكتوب عليها: “مشروب غازي – 30 ملعقة صغيرة من السكّر”. لم يظهر على الزجاجة شعار الشركة، ولكن كان واضحا أنّ التلميح هو حول مشروب لشركة “كوكا كولا”.
وفقا لما نشره الملحق الإسرائيلي “كلكليست” فإنّه مباشرة بعد بثّ الإعلان، الذي أوضح من بين أمور أخرى للجمهور الإسرائيلي أنّ 43% من السكر الذي يتناوله يأتي من المشروبات المحلّاة، قد اتصل المدير العام لشركة “كوكا كولا” في إسرائيل بوزير الصحة الإسرائيلي، يعقوب ليتسمان وطلب منه إلغاء هذه الحملة بادعاء أنها ليست صحيحة. وفقا للمدير العام فإنّ 22% “فقط” من السكر المضاف والذي يستهلكه الإسرائيليون (ذلك الذي لا يأتي من الفواكه والخضار)، مصدره من المشروبات المحلّاة. في اليوم التالي زار مدير الشركة العام أيضًا وزارة الصحة الإسرائيلية محاولة منه لتقليل أضرار الإعلان.
وقد أخذت وزارة الصحة الإسرائيلية على عاتقها محاولة تغيير عادات التغذية لدى الإسرائيليين في إطار برنامج يسمّى “يمكن بذل المجهود من أجل الصحة”. وتشنّ الوزارة حربا ضدّ كميات الملح في الطعام والمواد المضرّة الأخرى التي تُباع من دون تقييد في إسرائيل، ولكن كفاحها ضدّ السكر هو الأصعب من بينها. أحد الأسباب هو أنّه من الصعب إدارة كفاح كهذا ضدّ شركات عالمية قوية مثل شركة “كوكا كولا” على سبيل المثال، والتي يستند الجزء الأكبر منها على بيع المشروبات المحلّاة.
وفقا لما نُشر في “كلكليست” فقبل أقل من أسبوع أطلقت وزارة الصحة برنامجا وطنيا للوقاية من مرض السكري. قال وزير الصحة ليتسمان من بين أمور أخرى: “يمارس مصنّعو المواد الغذائية ضغوطًا عليّ كي لا أطلق تصريحات ضدّ الوجبات السريعة واستهلاك السكر، ولكنني أعمل بما يتماشى مع مصلحة الشعب في إسرائيل وفقا لسياسة الوزارة”. ويطرح هذا التصريح مخاوف ويدل على ضغط كبير خلف الكواليس يمارس على وزارة الصحة من قبل شركات المواد الغذائية والمشروبات والتي تجد نفسها معرضة إلى خطر أمام التوجيهات الصحية الجديدة للوزارة.
“هدفنا هو ليس أن يكفّ الناس عن شرب الكوكا كولا. لم نشن حربا ضد شركة “كوكا كولا” أو ضد المشروبات الغازية”، كما قال لـ “كلكليست” ممثّل وزارة الصحة وأضاف: “ولكن قبل ذلك يجب خفض استهلاك السكر، وخفض التسويق المكثّف، أي عدم تمكين التسويق للأطفال والمراهقين. هذان هدفان واقعيان للتحقيق، بل يتمان بالتعاون مع المصنّعين أنفسهم. ولكن في نهاية المطاف فالهدف هو تصنيع كميات أقل من ذلك. سيكون لنا المزيد من الأهداف الواضحة لاحقا، ويمكن قياسها بسهولة من خلال خفض السكر المستورد إلى إسرائيل”.
وتأمل وزارة الصحة أن تفي بمتطلّباتها من خلال التعاون مع مختلف الشركات من أجل الحدّ حقّا من الأغذية المضرّة المقدّمة إلى الجمهور الإسرائيلي.