وجدت دراسة جديدة وشاملة أجريت في الجامعة الإسرائيلية على اسم بن غوريون، في بئر السبع، أنّ المستخدمين المدمنين على الهواتف الذكية يعانون من اضطراب نقص الانتباه والتركيز، تأخير في الإرضاء، انخفاض في القدرة الحسابية، انخفاض في القدرة على معالجة المعلومات وقلق اجتماعي متزايد. وهي بيانات مقلقة ويمكنها أن تؤثر على نمط حياة ملايين البشر حول العالم.
سعى البروفيسور الإسرائيلي، ذو الاسم العالمي في مجال البحث في علوم الحياة في جامعة بن غوريون، إلى دراسة تأثير استخدام الهواتف الذكية على حياة مستخدميها. شارك في الدراسة 3,000 طالب كان عليهم أن يجيبوا على مجموعة متنوعة من الأسئلة حول نمط استخدام هواتفهم الذكية. نجح الباحثون في التعرّف على 65 طالبا، من بينهم 35 تم تعريفهم على أنهم يكثرون من استخدام الهواتف الذكية، مقابل 30 طالبا أشاروا إلى أنهم يستخدمون هاتفا خلويا قديما. عند انتهاء التجربة فُحصت التأثيرات الفسيولوجية والنفسية على مستخدمي الهواتف الذكية بكثرة بالمقارنة مع المستخدمين الذين لم يستخدموا هاتفا ذكيا أبدا.
تهدف التجربة إلى فحص مدى تأثير استخدام الهواتف الذكية، بشكل أساسيّ “الإدمان” على نمط حياة مستخدميها وماذا يحدث لمن لا يستخدم هاتفا ذكيا ويفضّل استخدام هاتف قديم.
وبهدف التجربة، وضع الباحثون في الهواتف الذكية الخاصة بالطلاب الذين تمّ تعريفهم كـ”” تطبيق متابعة المستخدمين. عند انتهاء التجربة أجريت فحوصات معرفية وطُلب من الطلاب الإجابة عن استبيانات. أظهرت نتائج الدراسة أنّ هؤلاء يعانون من انخفاض في الانتباه والتركيز، بالإضافة إلى الانخفاض الحادّ في القدرة الحسابية ومن تأخير في الإرضاء، من ضبط نفس منخفض جدّا وقلق اجتماعي عالٍ (انعدام الثقة). ومع ذلك قال الباحثون إنّ قدرات الذاكرة لدى أولئك الطلاب لم تتضرّر.
وكانت النتيجة الأكثر مثيرة للاهتمام عندما اكتشف الباحثون أنّ أولئك المدمنين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي المرتفع، أي يهمّهم جدّا ماذا يعتقد الآخرون عنهم وعن الصور والمنشورات التي يرفعونها إلى الفيس بوك، الواتس آب والإنستجرام، وهم يعانون من انعدام الثقة.
فحصت المرحلة الثانية من الدراسة معطى مثيرا للاهتمام جدّا: ماذا يحدث للطلاب الذين يستخدمون الهواتف الذكية للمرة الأولى في حياتهم وما هي تأثيراتها عليهم بالمقارنة مع أولئك الذين ظلّوا يستخدمون أجهزة خلوية قديمة.
وزّع الباحثون الهواتف الذكية على الطلاب في المجموعة الثانية. وأظهرت النتائج أنّ الطلاب الذين استخدموا الهواتف الذكية للمرة الأولى في حياتهم عانوا من انخفاض في القدرة الحسابية و من زيادة ملحوظة في اضطراب القلق الاجتماعي. معطى آخر مثير للاهتمام: لقد اشترى معظمهم بعد انتهاء التجربة هاتفا ذكيا.
متى يبدأ الأطفال الرضّع بالنوم لليلة كاملة، في أي جيل تنبت أسنانهم، وما الذي يمكن فعله معهم طوال يوم كامل في البيت؟ ها هي الأسئلة التي تقلق الأهل الجدد على شبكة الإنترنت
هناك لدى الأهل الجدد أسئلة كثيرة تتعلق بالطريقة التي عليهم تربية أطفالهم وفقها. يبحث الأهل الجدد غالبًا عن إجابات في الكراسات الإرشادية الطبية، لدى أهلهم، جدودهم وجدّاتهم الذين قاموا بتربية أطفال في حياتهم أو يبحثون عن إجابات لدى أهل مخضرمين.
في عصرنا الحالي هناك مكان آخر أيضًا يوجه الأهل القلقون أسئلتهم إليه: محرك البحث؛ جوجل. لا يمكن إنكار حسنات محرك البحث: متاح بكل اللغات (تقريبًا)، يعطي لكل سؤال مليون إجابة وهو متاح نهارًا وليلا. يتيح محرك جوجل أيضًا تصنيف الإجابات الأكثر انتشارًا، أي الأكثر نجاحًا.
قرر موقع Babble المعروف أنه يوفر على الأهل هذا العمل الشاق وقام بتركيز بعض الأسئلة الأكثر شيوعًا وحتى الإجابات التي يقدمها محرك جوجل. وهاكم بعض النتائج الملفتة.
1. في أي عمر ينام الأطفال الرضّع طوال الليل؟
ما من إجابة واحدة لهذا السؤال، على الأرجح، وهناك العديد من الطرق لمساعدة الطفل لينام نومًا متواصلاً وأفضل. يسأل آلاف الأهل هذه الأسئلة بعد ليالٍ من عدم النوم، والإجابة المطروحة هي من تجربة الكثيرين في محرك البحث، والإجابة هي: الجميع ينامون بالنهاية.
2. ما هو الحل لغازات البطن؟
يريد الجميع أن يعرف كيفية التخلص من غازات البطن التي تقلق راحة المواليد الجدد حتى بلوغهم سن الثلاثة أشهر، وهناك مقالات عديدة بهذا الشأن. الغالبية تنصح بإجراء تدليك للبطن وأن يشرب الرضيع سائل الشومر.
3. ما هي كمية الكافيين التي يمكن شربها في فترة الإرضاع؟
قد يتحوّل الكافيين، في فترة القلق هذه، إلى صديق حقيقي إنما لا يُنصح بذلك في وقت الإرضاع. لا تعرض الشبكة إجابة واحدة للموضوع، ما عدا التفادي أو التقليل من كمية الكافيين المستهلكة. عمومًا، خمسة كؤوس في اليوم هي كمية كبيرة بلا شك، ولا تشكل القهوة المصدر الوحيد للكافيين فهو موجود في الشاي أيضًا والشوكولاته والمشروبات الخفيفة.
التقطوا الصور من مستوى وجه أولادكم (Flash90/Yossi Zamir)
4. متى تنبت الأسنان عند الأطفال؟
يسيل لعاب الأطفال كثيرًا ويبكون إنما ذلك ليس دائمًا له علاقة بالأسنان. تبدأ أسنان الرضع بالظهور، حسب جوجل، بين سن ثلاثة أشهر وسنة بينما الجيل المتوسط لظهورها هو سبعة أشهر. ليس هناك طفلان تتشابه ظروف نموّهما، بالطبع، وحتى أن هنالك أطفال يولدون ولهم أسنان – حالة نادرة جدًا.
5. لماذا لون براز الأطفال الرضّع أخضر؟
يخشى الكثير من الأهل التحدث عن هذا الموضوع، لهذا يسألون جوجل أسئلة من هذا النوع. يمكن أن يشير لون البراز الأخضر لدى الأطفال، حسب مقالة تتطرق للموضوع وردت في موقع بريطاني، إلى زيادة اللاكتوز في غذاء الطفل، الأمر الذي يحدث عندما لا يحصل الطفل الرضيع على الحليب الدهني الذي يأتي في نهاية الإرضاع. يمكن أن يحدث اللون الأخضر أيضًا بسبب فائض الحديد الذي يفرزه الجسم الصغير.
وإن كنتم والدين جديدين ننصحكم بأن تتابعوا البحث في موقع Babble الذي قام بتركيز بعض الأسئلة الشائعة الخاصة بالأطفال، إنما أيضًا يمكنكم استشارة الأهل المخضرمين وأطباء الأطفال.
للاكتئاب أعراض مختلفة وكثيرة. يمكن أن يشير تكرّر عدد من الأعراض معًا لفترة زمنية متواصلة، إلى حالة اكتئاب تستدعي العلاج، لكن ما هو مرض الاكتئاب في الحقيقة؟
من يصدّق؟ لكن، هناك لمرض الاكتئاب يوم محدد في التقويم السنوي الدولي والمسمى “يوم التعريف العالمي بالاكتئاب والقلق”، ويقام كل سنة في أول شهر تشرين الثاني وهو مخصص لزيادة الوعي لظاهرة الاكتئاب التي تعتبر المرض النفسي الأكثر انتشارًا في العالم.
أصابت الأخبار عن موت الممثل الهوليوودي الأمريكي روبين ويليامز أمس، مجال السينما والعالم بصدمة كبيرة. وُجد الممثل الرابح للأوسكار روبين ويليامز متوفيًّا في بيته في كاليفورنيا. صارع ويليامز ابن 63 سنة على مدى سنوات إدمان المخدرات والكحول وكذلك الاكتئاب.
الممثل الأمريكي الراحل روبين ويليامز (AFP)
نعتقد أن هذه فرصة مواتية لنحاول ونشرح بعض المواضيع المتعلقة بهذا المرض النفسي العسير. إليكم بعض الحقائق عن الاكتئاب:
حسب التقديرات، يعاني حوالي 14% من سكان إسرائيل والعالم، من الاكتئاب.
تقدّر منظمة الصحة العالمية، أنه حتى سنة 2020 سيدرج مرض الاكتئاب في المرتبة الثانية من بين الأمراض الأكثر صعوبة في العالم بعد أمراض القلب، من ناحية الوطأة العالمية على الإنسانية، بسبب خسارة أيام عمل وتكلفة العلاج الباهظة.
لكن ما هو الاكتئاب حقًا؟ الاكتئاب المرَضي، هو اضطراب نفسي يتميّز بنمط واسع ومستمر من مزاج نفسي متدنٍّ، يرافقه تقدير ذاتي متدنٍّ، وفقدان الاهتمام والمتعة التي تعتبر عادة سارّة للنفس. حظي مجمل الأعراض باسمه المهني، وُصف وُصنف كاضطراب في المزاج بإضافته سنة 1980 لكتاب التشخيص التابع لمنظمة العلاج النفسي الأمريكية.
هناك لظاهرة الاكتئاب عدة أسباب، وما زال قسم منها ليس معروفًا. على ما يبدو، هنالك عدة عوامل بيولوجية وعاطفية يمكنها أن تزيد من احتمال إصابة أحد ما بالاكتئاب خلال حياته. في العقد الأخيرة تشير الشواهد العلمية على ارتباط وراثي بالاكتئاب، الذي يمكن أن ينتقل وراثيًّا. تجارب الحياة الصعبة، أنماط شخصيات معيًنة، توتر زائد، تقدير ذاتي متدنٍّ أو تشاؤم مفرط، كل ذلك يمكنه أن يزيد من خطر الوقوع في الاكتئاب.
تطوَّر فهم الاكتئاب وعوامله كثيرًا خلال السنوات، ومع ذلك ليس هنالك من فهم كامل وبعض جوانب معينة من الاكتئاب تشكل موضوعًا للنقاش والبحث. من بينها اقتراح تفسيرات من مجال علم النفس، التطور والبيولوجيا. العلاجات النفسية للاكتئاب مبنية على نظرياتِ الشخصية، التواصل بين الإنساني، والتعلم. تتمحور النظريات البيولوجية بالأساس حول العلاقة بين الاكتئاب والنواقل العصبية مثل السيروتونين، نورأدرينالين ودوبامين: مواد كيميائية موجودة في الدماغ طبيعيًّا وتساعد على التواصل بين الخلايا العصبية.
كذلك يمكن للناس الأقوياء وأصحاب القوة النفسية العالية، أن يعانوا من الاكتئاب.
تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال. سيعاني حوالي ربع مجموع النساء وثمن الرجال، من نوبة واحدة على الأقل أو حالة من الاكتئاب خلال الحياة.
حوالي 3% حتى 5% من الفتيان يعانون من الاكتئاب المرَضي كل سنة. يعاني واحد من بين 25 فتى من الاكتئاب في فترة البلوغ.
الخطوة الأولى نحو العلاج هي تحديد الظاهرة. للأسف الشديد، من الصعب على مَنْ وقعَ في الاكتئاب التفكير الصافي أو معرفة الأعراض التي يعانونها. يمكن لإظهار الاهتمام والدعم من جانب العائلة والأصدقاء، أن يساهم في طلب المساعدة المهنية.
حوالي 80%-90% ممن يعانون من ظاهرة الاكتئاب (حتى في الحالة الأصعب منه)، يمكن لهم أن يطلبوا المساعدة بواسطة الدعم النفسي، العلاج الدوائي، أو دمج كليهما معًا.
الدماغ البشري هو عضو معقّد ومتشابك وهذا أمر جيد وسيء على السواء. إنّه يمنحنا ميزة كبيرة عن سائر الحيوانات الأخرى، ولكن حين يحدث خطأ ما، فقد يتسبّب ذلك بمجموعة متنوعة من الأمراض النفسية. فيعاني عشرات الملايين من البشر حول العالم من تلك المشاكل، وتجعل الأمراض الأكثر ندرة المصابين بها يُظهرون سلوكيّات غريبة بشكل خاصّ. حاولنا أن نلخّص ونقدّم لكم بإيجاز بعض الاضطرابات النفسية الأغرب في العالم:
متلازمة القدس (Jerusalem Syndrome): “أنا المسيح”
الذين يعانون من “متلازمة القدس” هم أكثر تديّنًا من المعدّل (Miriam Alster/FLASH90)
رغم أنّ إسرائيل تعتبر دولة صغيرة ولكنها تحظى باضطراب نفسي خاص بها. يعاني المصابون بمتلازمة القدس من أوهام وضلالات ذات طابع ديني، وهم واثقون أنّهم المسيح المنتظر كما في الكتب المقدّسة (عادة يسوع، وفي حالات معيّنة النبي موسى).
وغالبًا ما يتصرّف المصابون بهذه المتلازمة بطريقة متطرّفة، بحيث يرتدون الملابس بنمط توراتي ويحاولون التبشير أمام المارة في القدس. رغم أنّ هذه المتلازمة تميّز الحجاج المسيحيين، ولكن يعاني منها اليهود أيضًا.
وتظهر الأوصاف الأولى للمرض في أدب الحجاج في العصور الوسطى. فتشير الدراسات إلى أنّ معظم المرضى المصابين بهذه المتلازمة قد عانوا من أمراض نفسية قبل ذلك، وغالبًا ما يكونون في جيل الشباب من دولة غربية، ذوي خلفية دينية، يعيشون وحدهم، وكذلك يزورون المدينة وحدهم. يقوم مركز الصحّة النفسية في القدس بعلاج عدد من المرضى يتراوح بين ثلاثة حتى خمسين مريضًا في كلّ عام.
قبل وقت طويل من أن تصبح “الزومبي” (الموتى الأحياء) من أبطال الثقافة، كان هناك أشخاص عانوا من هذه المتلازمة الغريبة جدًا، والتي تسمّى أيضًا “وهم الزومبي”. يؤمن الذين يعانون من المتلازمة بأنّهم أموات، تعفّنوا أو أنّهم فقدوا جميع أعضائهم الداخلية أو حتى دمهم، وأحيانًا يكونون متأكّدين بأنّه يمكنهم العيش للأبد كمصّاصي الدماء.
تم توثيق أول مريضة عام 1880، وذلك عندما وصف عالم الأعصاب الفرنسي، جول كوتار، مريضة له رفضت الاعتراف بوجود الله أو الشيطان وأنكرت أيضًا وجود أجزاء من جسدها. لقد رفضت تناول الطعام زاعمةً بأنّها لن تموت، وفي النهاية ماتت جوعًا.
ينتشر المرض بشكل أساسيّ في أوساط النساء في سنّ اليأس، ويظهر غالبًا بشكل مفاجئ لدى المرضى الذين ليس لديهم تاريخ من الأمراض النفسية. في حالات نادرة، لا يعترف المرضى مطلقًا بوجود أنفسهم وتترافق المتلازمة في الكثير من الأحيان بالاكتئاب.
متلازمة كابجراس (Capgras syndrome): “أنت لستِ أمي رغم أنّك تشبهينها”
“وهم المستنسخين”، أو كما تسمّى بالاصطلاح العلمي “متلازمة Capgras”، وهي حالة يعتقد فيها الإنسان أنّه أو أقرباءه (عادة الزوجين أو أبناء الأسرة) قد حلّ مكانهم مستنسخ منتحل. يخاف الكثير من الذين يعانون من هذه المتلازمة من “المستنسَخ” بل ويحاولون قتله أو إبلاغ الشرطة عنه.
من غير الواضح ما الذي يسبّب هذه المتلازمة، ولكن تعاني منها النساء أكثر من الرجال وهي شائعة لدى النساء اللواتي يعانين من انفصام الشخصية، الخرف وأيضًا لدى الأشخاص الذين عانوا من إصابات في الرأس. قد يصبح الذين يعانون من هذه المتلازمة عنفوانيّين بهدف حماية أنفسهم، ووفقًا لإحدى النظريات الرائدة، فالسبب هو اضطراب في مركز الرؤية والذي يُلحق الضرر بالقدرة على التعرّف على الوجوه المألوفة.
تظهر متلازمة كابجراس في عدّة صور: يعتقد المريض أنّه شاهد المستنسَخ عنه بأمّ عينه، وأنّ المستنسَخ لا يُرى، وهو رجل مألوف يرتدي صورة شخص آخر، وأنّ الشكل الخارجي وشخصية شخص مألوف قد تغيّرا، وأنّ الناس لا يعرفونه في الواقع وفي حالات معيّنة يعتقد المريض أنّه قد تمّ استنساخه وهناك مستنسَخ عنه.
https://www.youtube.com/watch?v=vFZM3mohiDg
هل أنت مصاب بمتلازمة ستندال (Stendhal syndrome)؟ يُحظر الدخول إلى المتحف…
متحف اللوفر (AFP)
هل تأثّرتم مرّة بصورة كبيرة من إبداع فنّي في متحف؟ لقد تبيّن أن هناك أشخاص قد يتأثّرون حتى الموت من الفنّ. يزيد هذا المرض النفسي الجسدي من معدّل ضربات القلب، يؤدي إلى الدوار، الارتباك والهلوسة، وفي حالات نادرة إلى الموت أيضًا. تحدُث جميع هذه الأعراض حين يتعرّض المصاب بالمتلازمة لأعمال فنّية، وخصوصًا حين يكون تعرّضه مركّزًا. كما في المتحف.
سمّيتْ المتلازمة على اسم الكاتب الفرنسي ماري هنري بيل (الذي يُدعى ستندال)، والذي عانى منها لدى زيارته لمدينة فلورنسا. ومثل ستندال نفسه، فالأشخاص المصابون بها هم عاديّون تمامًا، يتصرّفون بشكل طبيعي عادة، ولكنّهم يتجنّبون الدخول إلى المتاحف أو المعارض. تنتشر المتلازمة بشكل خاصّ في أوساط السائحين الذين يأتون لزيارة الأعمال الفنّية الشهيرة وفي بعض الحالات يحاولون أيضًا تدمير اللوحة، كما حدث في مرات لا تُحصى مع لوحة الموناليزا، حتّى تمّت تغطيتها في النهاية بزجاج سميك.
متلازمة باريس: وهذا ينطبق على اليابانيين فقط
سياح يابانيون يزورون مواقع تاريخية في باريس، فرنسا (AFP)
بخلاف سائر الأمراض النفسية، فهذه المتلازمة تنطبق على السائحين اليابانيين الذين يزورون باريس. لقد تبيّن أنّ الكثير من اليابانيين الذين يزورون المدينة الأكثر رومانسية في العالم يعانون من انهيار عصبي ويضطرّون لدخول المستشفى أو العودة إلى بلادهم في أسرع وقت.
يعرف السائحون اليابانيون باريس من الأفلام الرومانسية والصور الجميلة لبرج إيفل فقط، وعند وصولهم للمدينة يعانون من نوع من الصدمة الثقافية الزائدة. إنّهم يمرّون بأزمة حين يكتشفون أنّها مجرّد مدينة، قد تكون أيضًا قذرة، ولا يستطيعون مواجهة هذا الواقع القاسي.
وفقًا لكلام الخبراء، فإنّ حقيقة أنّ معظم مقدّمي الخدمات الفرنسيين بالكاد يتحدّثون الإنجليزية ويُظهرون الازدراء تجاه السائحين، تزيد فقط من هذه الظاهرة، وقد يبدو ذلك مضحكًا، إلا أنّ هذه الظاهرة جدّية بشكل كبير في اليابان.
أقامت السفارة اليابانية في باريس مركزًا خاصّا للسائحين، يعمل على مدار الساعة، بل ويعمل فيه بعض علماء النفس والأطبّاء النفسيّين لعلاج هذه المتلازمة تحديدًا.
لن يضر أبدًا تطبيق بعض التمارين البسيطة التي من شانها أن تساعدنا على التعامل بشكل أفضل مع الحياة العصرية. على أي حال، نعيش في عالم تكثر فيه الضغوطات، السعي لتأمين الرزق، القلق بخصوص العائلة والنشاط المفرط
كما هو معروف، نتأثر كثيرًا من طريقة تعامل الآخرين معنا، أكثر حتى من الأمور التي يقولونها لنا. العقل هو عضو مضلل ويمكن التأثير عليه من خلال طرق متعددة.
ستحسّن النصائح التي نوردها هنا حياتكم. يبدو أن البشر متشابهين جدًا بتصرفاتهم في حالات عديدة. إن تعملنا تذويت بعض السلوكيات يمكننا الحصول على النتائج التي نطمح إليها. يمكن للنصائح التالية أيضًا أن تساعدكم على تحقيق الأفضل. من الجيد دائمًا أن نكون على دراية بتأثيرها وبالمقابل ألا نقع في المصائد النفسية للآخرين. إذاً، تستحق القراءة، التذويت والتبني. وتذكروا: “كل شيء في الرأس”:
عندما تلتقون شخصًا ما لأول مرة، حاولوا معرفة لون عينيه وأنتم ترسمون ابتسامة على وجوهكم. أي، تأملوه بشكل دقيق وبتركيز. ربما لأن هذا الأمر يستغرق ثانية واحدة أكثر من العادة قد نجد الناس يتعاملون مع ذلك بشيء من التعجب.
تقنية “الدوس على الرجل”: يميل الناس إلى إنجاز مهام لصالحكم إن سبق وأوكلت لهم مهام سهلة من قبل. هذه التقنية النفسية لها تأثيرها لدى خبراء المبيعات. إن جعلكم خبير مبيعات تعترفون بشيء ما (مثلاً أنكم تحبون أن تكونوا بصحة جيدة)، سيكون من تلك اللحظة فصاعدًا أي شيء يقترحوه عليكم بما يخص الصحة معتمدًا على إجابتكم الأولى. مثلاً: سيقنعنكم بالانضمام إلى نادي لياقة بدنية بسرعة أكبر، إجراء تدليك أو التسجيل للمشاركة بالماراثون التالي الذي سيقام في مدينتكم.
اطلبوا من شخص ما أن يقوم بتنفيذ مهمة صعبة لصالحكم وسيقول لكم “لا”. ثم اطلبوا منه أن يفعل ما أردتموه حقًا. على الأغلب سيقول “نعم”، وذلك بسبب الرفض السابق المزعج.
إن سألتم شخصًا ما سؤالاً، ورد بشكل جزئي ومتردد، لا تقاطعوه. انتظروا بضع دقائق واستمروا بالتحديق في عينيه. على الأرجح أنه سيتابع كلامه ويجيب على سؤالكم. سيُقدّر كثيرًا هذا التصرف.
امضغوا العلكة في حالات التوتر. إن كنتم مقبلين على تقديم خطاب أمام جمهور كبير، امضغوا علكة (قبل اللحظة الهامة بالطبع). اتضح أننا عندما نمضغ العلكة تصل إلى الدماغ إشارة بأنه ليس في وضع تهديد.
عندما تتعلمون شيئًا جديدًا، أخبروا صديقكم بالأمر أو أي شخص آخر في محيطكم. إن نقلتم المعلومة كما يجب، هذا يعني أن هناك احتمال كبير بأنكم فهمتم بالفعل تلك المعلومة.
سيتذكر الناس الإحساس الذي تركتموه لديهم وليس ما قلتموه لهم.
ابقوا دائمًا هادئين عندما يتهجم عليكم أحد. الاحتمال الكبير هو أن ذلك الشخص الواقف أمامكم “سيجن” جنونه، ولكن سيعود فيما بعد ليعتذر على سلوكه.
أداة جيدة لكسب الثقة بالنفس هي دخول غرفة ما وتخيّل أن جميع من فيها يحبونكم.
إن كنتم تعانون من مشكلة بتذكر الأسماء، نقدّم لكم خطة ناجحة: عندما يقوم شخص ما بتقديم نفسه، مثلاً اسمه أحمد محمد، كرر بعده وقل “تشرفت بمعرفتك أحمد محمد…” عملية التكرار تساعد على حفظ الاسم في الدماغ. عادةً، يحب الناس التوجه إليهم باسمهم الشخصي.
يمكن للخوف أن يكون وسيلة تحذير تُبعد الإنسان عن الخطر، مع ذلك، يمكن أن يكون الخطر معيقًا لنشاط الإنسان، مجال تحركه وفعاليته. حاولت نظريات عديدة أن تشرح أسباب الخوف والقلق. كذلك، كيف ترتبط الألوان بالإحساس الانفعالي وماذا يمكن أن يكون تأثير هذا اللون أو ذاك على سلوك الإنسان.
تثبت الأبحاث أن للألوان تأثيرات فيزيولوجية وحسيّة على حالات الخوف والقلق وحالات جسدية أخرى. في البحث الذي أجراه د. روبرت جيرارد من جامعة كاليفورنيا، سُجلت تجارب وأحاسيس أناس عن ألوان مختلفة. لقد فحص بدقة كل مجال تأثير الضوء واللون، وحاول أن يجيب عن الأسئلة التالية: هل توقظ ألوان الأحمر والأزرق أحاسيس ومشاعر مختلفة عند الناس؟ هل تسبب الألوان تغييرات متوافقة في الجهاز العصبي الذاتي، في فعالية المخ والمشاعر الذاتية؟
وُجد في البحث أن الناس القلقين يحسون أن اللون الأحمر مزعج. وأظهر الناسُ الذي لديهم توتر عال رد فعل فيزيولوجي شديد للأحمر. مقابل ذلك، فقد هدّأ الأزرق الناس المتوترين. حسب البحث، يولّد اللون الأزرق إحساسًا متزايدًا بالراحة، الهدوء، والأفكار الجميلة، بينما يولّد الأحمر انفعالا، استفزازًا وتوترًا.
إليكم بعض الأمثلة من ردود الفعل الجسدية الإضافية للون، وهذه المعطيات يدعمها بحث د. جيرارد، وغيرها من الأبحاث:
الأصفر
اللون الأصفر (Wikipedia)
هو اللون الأول الذي يميّزه الإنسان عندما “يرى” شيئًا ما. وهو اللون الأكثر تعقيدًا في تحليل الدماغ له.
للناس رد فعل حذر للأصفر في الطبيعة، وخاصة عندما يندمج مع الأسود. إن الشخص الذي يشعر بالتوتر تكون استجابته للون لأصفر سريعة ومؤقتة وهو يضيف ركنًا للضغط الموجود. تجعل الغرف المصبوغة بالأصفر الأولاد يبكون في أوقات متقاربة أكثر ويؤدي الوسط الأصفر إلى نشوء الحساسية بوتيرة أعلى.
الأحمر
اللون الأحمر (Wikipedia)
تعمل الغدة النخامية، حين يتعرض الإنسان للأحمر. تُرسل من هذه الغدة إشارة كيميائيّة في جزيء من الثانية إلى غدة الكلى التي تفرز حالا مادة الإبينيفرين (أدرنالين). ثم يَجري الأدرنالين في الدم، ويسبب تغييرات فسيولوجية معيّنة ترافقها تأثيرات أيضيّةٌ.
ردود الفعل التالية يمكن أن تحدث فورًا، لكنها تختفي بعد عدة دقائق أو ساعات (يختلف ذلك من إنسان إلى آخر): يرتفع ضغط الدم، يشتد جريان الدم ويتمثل بنبض متسارع، تزداد سرعة وتيرة التنفس، يسيطر الجهاز العصبي الذاتي وتصبح الاستجابات تلقائية، تصبح غدد اللعاب أكثر حساسة، تتحسن الشهية، وتزداد حدة حاسة الشمّ.
الأزرق
اللون الأزرق (Wikipedia)
يعرف بتأثيره المهدئ، اللون الأزرق السماوي (الذي يعرف بالمستشفى بالأزرق القلبي) هو اللون الأكثر إرساءً للهدوء من بين الألوان. حين يكون في مجال الرؤية، يجعل الدماغ يفرز 11 مادة من النواقل العصبية المهدئة. هذه الهورمونات هي إشارات كيميائيّة تبثّ الهدوء في الجسم. كذلك تُبطئ النبض، تعمّق الأنفاس، تخفف التعرّق، تخفض حرارة الجسم، تُحدث استجابة “الكرّ أو الفرّ” (Fight Or Flight)، تقلل الشهية (في الطبيعة الأطعمة الزرقاء قليلة).
البني
اللون البني (Wikipedia)
يُعد البني عامّة لونا آمنا من ناحية بيئية. يضفي بيئة صحية للعمل، اللعب، النوم ولتنفيذ عمليات أيضية عامةٍ. تؤثر إضافة أغراض بنية على الأعضاء الداخلية والنفس وتحسن أداءها. وجود البني يساعد في تبديد الاكتئاب النفسي، تحفيز إنتاج السيروتينين (وهو موصل عصبي، له وظيفة رئيسة في تعديل الأحاسيس والمشاعر المتعلقة بمزاج الإنسان)، تقليل الغضب وإقصاء التعب المزمن. كذلك، يرفع اللون البني مستويات الحوامض الأمينية من نوع تريبتوفان- التي تؤثر على النوم، الشقيقة، على جهاز المناعة وعلى تقلبات المزاج.