يبدو أن الباحثين الذين طوّروا في مستهل التسعينات الفياجرا المشهورة لعلاج ضعف الانتصاب، لم يتوقعوا أنه بعد مرور عقدين ونصف سيتضح أن هذا الدواء ناجع لعلاج حالات طبية مختلفة كليا. يتبين الآن من بحث إسرائيلي جديد، أجراه طاقم أطباء من مستشفى “شيبا” تل هشومير، أن تناول الفياجرا بعد عملية جراحية في صمامات القلب يساعد على خفض الضغط الرئوي ويؤدي إلى المكوث في المستشفى أقل، والتعافي وإعادة التأهيل أسرع.
يعاني المرضى الذين لديهم مشكلة في الصمام التاجي، الموجود في الجانب الأيسر من القلب، من أعراض مثل ضيق التنفس، تعب، انخفاض في الأداء، ويحتاجون إلى عملية جراحية لاستبدال الصمام أو تصليحه. هناك عارض آخر وهو ارتفاع ضغط الدم الرئوي، الذي يحدث نتيجة عبء على شرايين الرئة التي تنقل الدم إلى الأذين الأيسر من القلب. في إطار البحث، من بين 143 مريضا اجتازوا عملية جراحية في الصمام وكان لديهم ضغط رئوي مرتفع جدا، تم توزيع 50 مريضا عشوائيا لمجموعتين، تلقى 25 مريضا فياجرا، وتلقى 25 مريضا دواء وهميا.
بعد مرور نحو 12 ساعة من العمليّة الجراحيّة، وجد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا دواء وهميا بدأ ضغط الدم الرئوي بالارتفاع ثانية، بالمقابل انخفض ضغط الدم الرئوي لدى المرضى الذين تلقوا فياجرا. “إضافة إلى انخفاض ضغط الدم الرئوي، وجدنا أن المرضى الذين تلقوا فياجرا مكثوا وقتا أقل في المستشفى، احتاجوا إلى تنفس اصطناعي أقل، وخضعوا للعناية وقتا أقل في قسم العناية المكثفة”، أوضح الباحثون. “نعتقد أن علاج الفياجرا بعد عملية جراحية في صمام القلب لدى مرضى يعانون من ضغط دم رئوي خطير آمن ولديه أفضليات لخفض ضغط الدم الرئوي، وقد يسرع التعافي وإعادة التأهيل”، أوضح الباحثون.