من زمان، قبل الانقلاب المثليّ، كانوا المثليّين يتجمعوا بالمتروبولين القريبة عبيوتهم، مش مهم من أي قرية، ضاحية أو مدينة زغيرة أنت جاي. لأنه للمثليّ في دايمَا حلم المدينة الكبيرة. مدينة مزدهرة، فيها بقابل باقي اخوته في “الكفاح”.
السنة هي 2002 أنا بسكن بيافا بصف العاشر، خمس دقايق من تل أبيب. يافا بتبين مثل ذرة رمل زغيره مقابل المشهد الفاخر المزهر في تل أبيب. أنا باخذ على نفسي المهمة إني أكون قسم منها. ما تفهموني غلط، في مثليّين كثير وسحاقيات اللي راح ينبسطوا إنه يكونوا في مكان زغير وهادي، لكن أغلب المجموعة بتفضل تكون قسم من المجموعة الكبيرة والمعروفة. شو بجذبنا للمجموعة هالقدة؟
بدائل وتغييرات
في إشي ثاني بحصل: إن كان مرة من المرات البديل لحياة المثليين في إسرائيل إنه انحصر في مدينة تل أبيب، معناها اليوم نظام العالم تغيّر. للمثليين العرب في إسرائيل بديل ثاني، للمثليين العرب في الشمال في خيارات أكثر وهني أبعدوا حالهم عن الحلم التل أبيبي. المشهد المثليّ العربي تجمع من كل أرجاء القرى في الشمال، من ترشيحا وحتى كفر ياسيف في مكان واحد واضح وبارز اللي بعطيهم ملجأ: مدينة حيفا.
في المدة الأخيرة تحولت حيفا للجواب العربي لمتربولين المثليّين في البلاد. لتمييزهم عن الإسرائيليين اليهود، المثليّين العرب كانوا بدهم يبنوا الدفيئة تاعتهم في بيت تربية ودي بمنحهم استجابة لحاجات المجموعة العربية المثليّة. أهلا وسهلا في حيفاـ المتروبولين العربي المثليّ الأول لعرب إسرائيل، (اللي اسمهم عرب 48 كمان).
ليش حيفا؟
هي قريبة أكثر من القرى العربية بالشمال، هناك في تركيز للمجموعة العربية الأكبر في إسرائيل. حيفا فيها أماكن ترفيه منوعة اللي بتخدم أعضاء المجموعة: مقاهي، نوادي، وحياة ليلية صاخبة.
من المعروف إنه كل مجموعة بتميل لأنه تميز نفسها عن المجموعات الثانية، المثليّين العرب الحيفاويين متماشين مليح مع المثليّن العالميين.
وبخصوص السؤال ليش إحنا منميل نهرب من القرية؟ الجواب هو منطقي جدًا: القرية نفسها هي مجموعة مقلصة اللي بتتجمع حول حالها. هي كمان عالأغلب مش راح تعطي الحاجات المطلوبة للمثليّ المتوسط. المثليّ بالقرية الزغيرة مش قليل اللي بتلقاه من النقد والغمز والازعاج. الملجأ الوحيد هو الانتقال للمدينة الكبيرة وفي حالة المثليين العرب في إسرائيل: حيفا.
في منهم اللي بصلوا المدينة الكبيرة من “أجل الحب”، وفي منهم بصلوا عشان يدوروا على انتماء، فهم وتحمّل. لكن كلهم، بلا استثناء بروحوا عشان يبدو الحياة من جديد. القرية هي مش خيار من ناحية أعضاء المجموعة العربية المثليّة في إسرائيل. القرية هي بس محطة وسطى في الطريق لحياة جديدة.