قانون المؤذن

تعهد غافني وفاكنين بأنهما لن يدعما "قانون المؤذن" (Flash90/Guy Arama/المصدر)
تعهد غافني وفاكنين بأنهما لن يدعما "قانون المؤذن" (Flash90/Guy Arama/المصدر)

نواب متدينون يهود: لن ندعم قانون “حظر الآذان”

في حديث مع رؤساء الأحزاب الدينية اليهودية في البرلمان الإسرائيلي، حصل أعضاء الكنيست العرب، على وعدهم بعدم دعم القانون الذي يهدف إلى تقييد الأذان في المساجد

24 يناير 2018 | 16:24

تعهد عضوا الكنيست موشيه غافني (حزب يهدوات هتوراه) واسحق فاكنين (حزب شاس)، وهما رئيسا الفصائل الدينية اليهودية في البرلمان الاسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، أمام رئيسي ائتلاف الأحزاب العربية، زحالقة والطيبي، بأنهما لن يدعما “قانون المؤذن”، المثير للجدل.

وطلب عضو اللجنة أحمد الطيبي (القائمة المشتركة) من كلا الرئيسين خلال اجتماع للجنة المالية في البرلمان الإسرائيلي، بأن يلتزما بأنهما لن يؤيدان القانون. وأوضح غافني أنه يلتزم بوعده، في حين أضاف فاكنين: “قلت لك على “قطع يدي” لن نصوت لصالح قانون المؤذن”.

“هذا قانون جنوني لأشخاص مهووسين”، قال الطيبي وأضاف “هناك أشخاص لا يفوتون أية فرصة للعمل ضد الجماهير العربية”، وذلك عندما تطرق إلى محاولات حكومة نتنياهو لدفع “قانون المؤذن” المثير للجدل قدما. وأعرب غافني قائلا: “ما زالت الوعود سارية المفعول”.

وكما هو معروف، تمت الموافقة على اقتراحَي “قانون المؤذن” في القراءة الأولى في آذار الماضي بتشجيع من رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ولكن لم يطرأ تقدم منذ ذلك الحين.

كما هو معروف فإن “قانون المؤذن” يشكل تعديلا للقانون ضد الضجيج، الذي يحظر تشغيل مكبّرات الصوت في دور العبادة، التي تؤدي إلى “ضجيج قوي أو غير محتمل”. جاء في اقتراح القانون أنه في وسع وزير حماية البيئة بعد حصوله على موافقة وزير الداخلية أن يحدد الحالات التي يُسمح بها باستخدام هذه المكبّرات. في حال تمت الموافقة على القانون بالقراءة الثانية والثالثة، فمن المتوقع أن يغرم من يخالفه وأن يدفع مبلغ نحو 2800 دولار (10.00 شواكل) لكل مخالفة.

اقرأوا المزيد: 219 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

الدول الأقوى في العالم، جندية عربية في الجيش الإسرائيلي، إزالة اسم شارع ياسر عرفات، قانون المؤذن، وشمة ضد شمة. هذه هي الصور والأحداث الأبرز في الأسبوع الماضي

10 مارس 2017 | 09:47

كما في كل أسبوع، اخترنا لكم الصور التي تصدرت العناوين في الأسبوع الماضي‎:‎

الدول الأقوى في العالم

نُشِر هذا الأسبوع المؤشر السنوي المسمّى “أفضل دول العالم” لعام ‏2017‏ الذي يجريه موقع “أخبار أمريكا والعالم‎”‎‏. وفق الاستطلاع، صُنفت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في العالم من ناحية القوة العسكرية، ‏‎ ‎‏وتبوأت إسرائيل المرتبة الـ 8‏ في العالم، في حين عقبتها السعودية والإمارات في المرتبتين ‏9‏ و 10‏.

قوات سعودية خاصة (AFP)
قوات سعودية خاصة (AFP)

إزالة شارع “ياسر عرفات”

هذا الأسبوع، ثارت ضجة في إسرائيل في أعقاب شارع “ياسر عرفات” في القرية الدرزية جث، في شمال إسرائيل. بعد أن أثار اسم الشارع احتجاجا في مواقع التواصل الاجتماعي، أمر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزير الداخلية تبديل اسم الشارع وإزالة اللافتة الحالية، رغم أن الكنيست قد صادق على اسم الشارع قبل 4 سنوات، في ولاية نتنياهو. لقد تمت إزالة اللافتة، ولكن نجحت هذه الخطوة في إثارة احتجاج في المجتمع العربي في إسرائيل.

شارع ياسر عرفات في قرية جت
شارع ياسر عرفات في قرية جت

شمة ضد شمة

بعد أن التقى في الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة الفنان العراقي نصير شمة والسفير الإسرائيلي كرمل شمة هكوهن، وأثارا ردود فعل جيدة وتقارب العراقيين والإسرائيليين بعد أن دعا السفير شمة الإسرائيلي الفنان شمة لزيارة إسرائيل، رفض الأخير هذه الأخبار في أعقاب انتقادات صعبة تعرض لها في بلاده، معلنا أنه لا ينوي زيارة إسرائيل.

العازف العراقي المعروف نصير شمة (فيسبوك)
العازف العراقي المعروف نصير شمة (فيسبوك)

قصة الجندية العربية التي تشغل القبة الحديدية

احتفالا بيوم المرأة العالميّ الذي صادف هذا الأسبوع، قدمنا لكم قصة جنيفر جوزين، شابة عربية مسيحية، متطوعة للخدمة في الجيش الإسرائيلي. تبلغ جوزين 20 عاما، ‏‎ ‎‏وتخدم منذ عامين في وظيفة هامة وحساسة – مقاتلة في منظومة القبة الحديدية. يشغل مقاتلو القبة الحديدية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي الأكثر تقدما ضد الصواريخ، القذائف، والطائرات دون طيار.

عربية، مسيحية ومقاتلة في منظومة القبة الحديدية
عربية، مسيحية ومقاتلة في منظومة القبة الحديدية

فوضى ومشادات كلامية في الكنيست بسبب قانون المؤذن

هذا الأسبوع، في نهاية جلسة صاخبة، تمت المصادقة في الكنيست بقراءة تمهيدية على “قانون المؤذن” الذي يهدف إلى خفض صوت مكبرات الصوت في المساجد. دار جدال حاد أثناء الجلسة بين أعضاء الكنيست العرب وبين أعضاء الكنيست اليمينيين. أخرِج عضو الكنيست أيمن عودة من القاعة بعد أن مزق مشروع القانون، وصرخ عضو الكنيست المبادر إلى القانون بوجه عضو الكنيست أسامة السعدي قائلا: “اذهبوا إلى السعودية”. فرد عليه السعدي صارخا لذلك أخرِج من القاعة. بدأ نائبا كنيست عربيان بالقول “الله أكبر” أثناء جلسة الهيئة العامة للكنيست.

عضو الكنيست أيمن عودة يمزق أوراق مشروعَ القانون (لقطة شاشة)
عضو الكنيست أيمن عودة يمزق أوراق مشروعَ القانون (لقطة شاشة)
اقرأوا المزيد: 343 كلمة
عرض أقل
عضو الكنيست أيمن عودة يمزق أوراق مشروعَ القانون (لقطة شاشة)
عضو الكنيست أيمن عودة يمزق أوراق مشروعَ القانون (لقطة شاشة)

مشادات وفوضى في الكنيست عقب التصويت على “قانون المؤذن”

الناطق بلسان نتنياهو في اللغة العربية يوضح لوسائل الإعلام العربية على تويتر: القانون يحظر استخدام مكبرات الصوت فقط في المساجد خلال ساعات الليل، مثل ما هو متبع في الدول العربية والإسلامية

في نهاية جلسة مشحونة، صادق الكنيست اليوم (الأربعاء) بالقراءة التمهيدية، على صيغتي قانون للحد من صوت المكبرات في المساجد، ما يدعى ب”قانون المؤذن”.

وأيد 55 نائبا مشروع القانون الذي قدّمه عضو كنيست من الحزب اليميني إسرائيل بيتنا (حزب ليبرمان) يتضمن أيضا صوت المكبرات في الكنس، وعارضه 48 نائبا، وقد حظي اقتراح القانون الذي قدمه أعضاء الكنيست من البيت اليهودي (حزب بينيت) ورئيس المعارضة، ديفيد بيتان (الليكود) بأغلبية شبيهة أيضا.

وشهدت الجلسة تبادل اتهامات ومشادات بين أعضاء الكنيست المؤيدين للقانون والنواب العرب.

وأُخرِج رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست أيمن عودة من القاعة بعد أن مزق أحد مشروعَي القانون ودارت مواجهة بين أعضاء القائمة المشتركة وبين عضو كنيست آخر من إسرائيل بيتنا، نعتهم بـ “إرهابيين” وطلب من رئيس الجلسة إخراجهم من الهيئة العامة للكنيست بدأ عضو الكنيست طالب أبو عرار يصرخ “الله أكبر” أمام أعضاء الكنيست اليمينيين وانضم إليه عضو الكنيست عبد الحكيم حاج يحيى أيضا.

وأبعِد كذلك عضو الكنيست أسامة السعدي بعد أن صرخ في وجهه عضو الكنيست، روبرت إيلتوب (إسرائيل بيتنا) قائلا: “اذهب إلى المملكة العربية السعودية”، ورد عليه أسامة صارخا. بعد مرور وقت قصير من ذلك، أبعِد عضو الكنيست أحمد الطيبي أثناء خطابه من على منصة الكنيست.

وتوجه عضو الكنيست أورن حزان إلى مقاعد المعارضة وصرخ نحو أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة. قال عضو الكنيست إيلتوب لهم: “اليهودية ولدت قبلكم وستظل بعدكم أيضا”. عندها صرخ في وجهه عضو الكنيست الذي أدار الجسلة، يتسحاق فاكنين (شاس) قائلا: “لا تصب زيت على النار”.

وكتب المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي باللغة العربية، أوفير جنلدمان، على تويتر، ردا على مواقع إعلام عربية كتبت أن القانون يمنع الآذان في القدس، أن “القانون يحظر استخدام مكبرات الصوت فقط في المساجد خلال ساعات الليل مثلما يتم القيام به في معظم الدول العربية والإسلامية”.

“مشروع القانون هو إعلان حرب بين أبناء النور وأبناء الظلام، حرب ضد العنصرية”، قال في خطابه عضو الكنيست زهير بهلول (المعسكر الصهيوني). “دار جدل حول هذا الموضوع بين شيوخ وحاخامات وأوضحوا أنهم يعارضون القانون. يتبنى نتنياهو كعادته نار التحريض ضد الأقلية العربية بدلا من أن ينظر في أعين الجمهور الإسرائيلي كله ويقدم له إجابات حول القضايا المحرجة”.

اقرأوا المزيد: 327 كلمة
عرض أقل
النائب اليميني يهودا غليك في زيارة الى مسجد في مدينة الرملة بصحبة النائب زهير بهلول
النائب اليميني يهودا غليك في زيارة الى مسجد في مدينة الرملة بصحبة النائب زهير بهلول

ناشط يميني ينضم إلى المسلمين لإسقاط قانون المؤذن

عضوا البرلمان يهودا غليك وزهير بهلول زارا مدينة الرملة والتقيا يهودا ومسلمين يعيشون في المدينة لإسقاط قانون المؤذن

“الحوار والتعاون هما الطريقة الأفضل للتوصل إلى الحل”، قال أمس (الأحد) رئيس بلدية الرملة، يوئيل لافي، أثناء زيارة عضوي الكنيست زهير بهلول (المعكسر الصهيوني)، ويهودا غليك (الليكود)، اللذين وصلا إلى مدينة الرملة المختلطة بهدف فحص مواجهة قانون المؤذن بشكل آخر.

وصل غليك وبهلول، المبادران إلى اللوبي البرلماني لتعزيز العلاقات بين اليهود والمسلمين، إلى الرملة محاولة منهما التوصل إلى حل متفق عليه لصوت المؤذن والتعلم من حلول متبعة في المدينة. أثناء جولتهما، شارك حاخام المدينة، الحاخام يحيئيل أبو حصيرة، ورئيس الأوقاف الإسلامية في الرملة، عدنان الجروشي أيضا، وحصلا على لمحة شاملة من رئيس البلدية حول طابع المدينة التي تشهد تعايشا بين اليهود والعرب وشاهدا عن كثب النموذج المتبع بنجاح في المدينة، فيما يتعلق بصوت الآذان.

وتعمل في مدينة الرملة منذ سنوات مراكز لتسوية النزاعات بين الطوائف المختلفة في المدينة. نجح المسؤولون في التوصل إلى أن يُسمع صوت الآذان في مساجد المدينة في وقت واحد، وأن يكون مستوى الصوت في ساعات الصباح الباكرة حتى 45 ديسيبل – أقل من الحد الأدنى الذي ينص عليه القانون.

للمزيد عن يهودا غليك، اضغط هنا 

n_mm1201-edit

ودعا عضوا الكنيست غليك وبهلول رئيس الحكومة نتنياهو إلى تبني النموذج المتبع في مدينة الرملة – إقامة مراكز تسوية في المدن المختلطة، وخفض مستوى صوت الآذان أثناء صلوات الصباح، حتى أن يكون أقل من المستوى المصادق عليه في أنظمة الوزارة، ومن ثم التنازل كليا عن الحاجة إلى قانون المؤذن.

وقال عضو الكنيست يهودا غليك أثناء الجولة إنه تعلم من رئيس البلدية، حاخام المدينة، ورئيس الأوقاف الإسلامية في المدينة أن “سر الحياة المشتركة يكمن في منح كل شخص شعورا بالانتماء”. وأضاف: “لا يمكن فرض الشعور بالانتماء، ولكن يمكن تحقيقه عند بناء الثقة المتبادلة عبر الحوار. آمل اتباع النموذج الذي شاهدناه في الرملة في كل المناطق التي يعيش فيها اليهود والمسلمين معا”.

اقرأوا المزيد: 274 كلمة
عرض أقل
مسجد الجبلية في يافا (Flash90/Gili Yaari)
مسجد الجبلية في يافا (Flash90/Gili Yaari)

مسابقة الآذان للأشبال.. احتجاج ضد قانون المؤذن

نحو 80 شابا انضموا إلى منافسة صوت المؤذن الأفضل في يافا في أعقاب قانون المؤذن. الجائزة للحاصل على المرتبة الأولى: أداء العمرة

أعلنت الهيئة الإسلامية المنتخبة في مدينة يافا مؤخرا عن منافسة “مسابقة الآذان للأشبال”، وتأتي هذه المبادرة احتجاجا على محاولة المصادقة على قانون المؤذن في الحكومة الإسرائيلية.

المنافسة معدّة للأشبال والشباب ما بين عمر 12-20 عاما لرفع الوعي حول “الإكراه والإسكات” وضدهما وفق أقوال المشرفين عليها. كجزء من المنافسة، عُلِقت في أنحاء يافا لافتات كُتب عليها: “لن يسكت صوت الآذان”، وقال المنظمون إن الاستجابة كبيرة. الجائزة التي سيحصل عليها الفائز هي أداء العمرة.

وتوضح الهيئة الإسلامية أن المنافسة ستُجرى على غرار برنامج تلفزيون الواقع مثل “ذا فويس” (The Voice) و “عرب أيدل” (Arab Idol).

مسابقة الآذان للأشبال في يافا (Facebook)
مسابقة الآذان للأشبال في يافا (Facebook)

الهيئة الإسلامية المنتخَبة في يافا هي المجلس العام الأعلى في البلاد وتعداد أعضائها نحو 3.000 شخص. يخشى المسؤولون في الهيئة من محاولة إسكات صوت المؤذن في دور العبادة من خلال فرض عقوبات أو أوامر بلدية تل أبيب يافا.

%80 من بين المشاركين هم شبان أعمارهم بين 12 حتى 18 عاما والبقية هم شبان أعمارهم 20 عاما. وانضم للمشاركة في المنافسة حتى الآن نحو 80 شابا. بسبب الطلب الكبير للمشاركة، كان على منظمي المنافسة أن يمددوا موعد انتهاء التسجيل حتى 20 شباط.

ويقول منظمو المنافسة إنه أثناء الاختبارات سيشرف شيوخ على تعليم التلاوة الصحيحة وفي النهاية سيتم اختيار 10 شبان للمشاركة من أجل الفوز بالجائزة الكبيرة – أداء العمرة. من المتوقع أن تجرى المنافسة الأخيرة في مكان عام في يافا، وستتم دعوة كبار السياسيين الإسرائيليين ورجال دين كبار.

اقرأوا المزيد: 215 كلمة
عرض أقل
يهودا غليك (Noam Moskowitz)
يهودا غليك (Noam Moskowitz)

“عربي أطلق النار صوبي، وعربي آخر أجرى لي عملية جراحية”

عضو الكنيست يهودا غليك كان على وشك الموت بسبب نشاطه في الحرم القدسي الشريف. في مُقابلة خاصة لموقع "المصدر" يتحدث عن برامجه لمَنح المساواة الكاملة للفلسطينيين، وإقامة مركز صلاة سلام عالمي في الأقصى

التقيتُ يهودا غليك في المدينة القديمة في القدس، ومشينا معا لإلقاء نظرة على الحرم القدسي الشريف – وهو المكان الذي يكرس له غليك جلّ اهتمامه، وقد تعرض للموت بسببه. في تاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، أطلق فلسطيني من القدس الشرقية النار على غليك “انتقاما” على نشاطه في المكان المُقدّس. أصيب غليك بجروح بالغة، لكن الأطبّاء نجحوا في إنقاذ حياته. واليوم بعد أن اجتاز مرحلة طويلة من التعافي، أصبح يشغل منصب عضو كنيست من قِبَل حزب “ليكود”، الحِزب الحاكم في إسرائيل.

وفي طريقنا إلى حائط البُراق (حائط المبكى بتسميته اليهودية) والحيّ اليهودي، بينما كنا نتحدث، مرّرنا عبر سوق في الحيّ الإسلامي. لم تكن هذه خطوة سهلة أبدا. فقد أحاط بنا 8 حراس يحملون سلاحا مشهورا على طول الطريق. منذ محاولة اغتيال غليك، لا يمكن الاستهانة بالتهديدات الموجهة إليه للقضاء عليه.

ولكن غليك لا يخاف. فهو يتجوّل دون أن يرتدي سترة واقية من الرصاص، ويصل إلى كل مكان تقريبًا في المدينة القديمة في القدس. “هذا جزء من الحياة، ونحن نعرف أن الكراهية تسود هنا. ولكن عدم الخضوع هو الطريقة لمواجهتها. أتوخى الحذر، وإذا دعت الحاجة إلى وجود حراسة نعمل وفق ذلك، ولكن ليس هناك أي مكان لا أصل إليه بسبب الخوف. لا يحدث ذلك إطلاقا”. يقول غليك حازما. “حوادث الطرق أيضا تعرض الشخص للخطر، فهل علينا ألا نسافر في السيارة؟”.

غليك والحراس في السوق الإسلامي في القدس القديمة (Noam Moskowitz)
غليك والحراس في السوق الإسلامي في القدس القديمة (Noam Moskowitz)

إن طريق النزول باتجاه سوق القدس، المليء بالسيّاح، والمُزيّن في هذه الأيام بزينة عيد الميلاد، يعطي لمحة هامة تعرض جيدا العلاقة المثيرة للجدل بين شخصية غليك وبين القدس الشرقية. يسير غليك منتصب القامة ومبتسما، ويلوّح بيده للباعة في السوق الذين يعرفونه، ويقول لهم “صباح الخير” بالعبرية والعربية. فيجيبه بعض الباعة مبتسمين، ويردون التحية، وحتى أن جزءا منهم يصافحونه ويعانقونه بحرارة. وفي المقابل، يصمت آخرون ويتجاهلونه، ويجيبه آخرون بغضب واستخفاف: “لا تستحق سماع تحية صباح الخير! “لماذا نصبّح عليك؟” قال أحدهم. “لا بأس”، رد غليك بهدوء.

“أنت أحد اليهود الأكثر شهرة في القدس الشرقية. ولكنني آسفة لأنني أقول لك هذه الكلمات، فيبدو لي أنك الأكثر كرها أيضا”

“هذا ليس دقيقا. فكما أن هناك فارق بين ما نسمعه من السياسيين وبين ما نسمعه من الشعب، هناك فارق أيضا بين ما نسمعه في وسائل الإعلام وما نسمعه من الشعب البسيط”، يقول غليك. “أنا شخصيًّا تربطني علاقة جيدة جدا، علاقة صداقة قريبة بالكثير من الفلسطينيين، في القدس أيضًا. مثلا، كانت هناك فترة أضربتُ فيها عن الطعام، لم أكل وشربت سوائل فقط (احتجاجا على أمر حظر دخولي إلى الحرم القدسي). كان يصل إليّ بائع متجوّل في المدينة القديمة في القدس كل يوم، ويُقدّم لي شراب الرمان الطازج. صحيح أن هناك مَن يكره ويحرّض، ولكن لا أنشغل في الكراهية، وأهتم بالسلام والمحبة فقط”.

عموما، لا يعرفك الفلسطينيون، فأنت ناشط في مجالات عديدة أخرى غير نشاطك في قضية الحرم القدسي. فأنت إنساني جدا، وتعمل من أجل حقوق الإنسان، ولكن تُسمع أقوال سيئة عنك في وسائل الإعلام العربية

“في الحقيقة، في الأسبوعين الماضيَين تحديدًا وردت أخبار إيجابية عني في وسائل الإعلام العربية”

يعارض قانون المؤذن. غليك في الكنيست (Flash90/Miriam Alster)
يعارض قانون المؤذن. غليك في الكنيست (Flash90/Miriam Alster)

هل تقصد قانون المؤذن؟

“نعم. يجب معرفة أن كل ما أقوم به هو بهدف الدعم وليس المعارضة. فأنا رجل سلام. كل ما أقوم به هو من مُنطلق إنساني، محبة الآخر، وعمل الخير. سواء كان الحديث يدور عن محاربة مشروع قانون المؤذن، والالتزام بأن يمارس المسلمون طقوسهم الدينية، أو أن يصلي كل اليهود بما في ذلك اليهود الإصلاحيون، في حائط المبكى (البُراق)، أو أن تُقام مسيرة المثليين في بئر السبع والقدس. وكذلك زيارة اليهود إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، وهو المكان الأكثر قداسة للشعب اليهودي”.

ومع ذلك، أنت تدعو اليهود إلى زيارة الحرم القدسي الشريف، وتكافح من أجل صلاتهم فيه. هذا يمس بنقطة دقيقة جدا

“أفهم أنني أمس بنقطة دقيقة، ولكن لا أعتقد أن زيارة اليهود في المكان الأكثر قدسية في اليهودية من شأنه إزعاج الآخرين. أوضِحُ ثانية أنني لا أعارض أحدا بل أنا أُؤيد فقط. أُؤيد أن يقوم الجميع بما هو جيد لهم ويؤمنون به”.

كرّر غليك أثناء المقابلة الرسالة الأهم لديه – من ناحيته، ينظر إلى دخول اليهود إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) على أنه نشاط سلام، تقارب، وأن الصلاة لا تُلحق ضررا بأحد.

“مَن يسمع أقوالي يعرف أنني أدعم كل الوقت مَنح الحرية للأشخاص بأكبر قدر ممكن، واحترام أبناء الأديان الأخرى، المسلمين، والمسيحيين. أنا لا أكره المسلمين، ولكن أعارض العنف، سواء كان من جهة المسلمين أو اليهود”

وصلنا إلى أحد أسطح مباني المدينة القديمة التي تطل على باحة الحرم، وفي الوسط، كانت تطل قبة الصخرة المُذهّبة.

“انظري ما أجمل المنظر”، يقول غليك مشيرا إلى المسجد. “يسود فيه الهدوء. فقبل سنتين كنتِ تسمعين صراخا إلى ما لا نهاية. لقد أخرِجَت العناصر التي تحدث عنفا في الحرم الشريف فساد الهدوء (القصد هو المرابطون). بالمناسبة، العرب هم الأشخاص الأكثر سرورا من هذه الخطوة، ويقولون “شكرا، أخيرا أُبعِدَت هذه العناصر المتطرفة”. ما أجمل المنظر.

نظر غليك إلى المكان المقدس، وبات واضحا أنه منفعل. توقف للحظة عن المقابلة لتأدية الصلاة، وذرفت الدموع من عينيه عند انتهائها. “آسف”، يعتذر قائلا: “يحرك هذا المكان مشاعري”، مشيرا إلى قلبه.

حلمُكَ هو إقامة معبد القدس الثالث في هذا المكان؟

“حلمي هو أن يكون الحرم القدسي الشريف مركز صلاة ومركز سلام عالميا، مركز لكل الأديان التوحيدية. بحيث يستطيع كل من يؤمن بالله الوصول إلى هذا المكان المُقدّس وتأدية الصلاة. مكان يقرّب قلوب البشر”.

غليك وزوجته في المستشفى بعد محاولة اغتياله (صورة باذن عائلة غليك)
غليك وزوجته في المستشفى بعد محاولة اغتياله (صورة باذن عائلة غليك)

ولكن لماذا سيُوافق المسلمون على حلم كهذا؟ هناك المسجد لدى المسلمين، والذين يرونه كنقطة التمسك الأخيرة بالقدس تقريبا، فلماذا يتنازلون عن كونه خاصا بهم؟

“لماذا يجدر بهم التنازل؟ هل تنزهتِ في العالم؟ عندما زرتُ إسطنبول، دخلت إلى مسجد كبير وصليت صلاة العصر فيه. هذا منحني شعورا جيدا. اقترب مني إمام المسجد وقال “ما أجمل أن تصلي في المسجد”. فمن جهته المسجد معد لصلاة المسلمين. إذا أصبح هذا المكان مركزا عالميا يزوره أشخاص من كل العالم، مكانا مقدّسا للجميع، فسيتمتع الجميع به. سيصبح موقعا سياحيا للجميع، ويحترم الجميع بعضهم، وهذا أروع ما يكون. أصلي في المساجد كثيرا، زرت مسجد الأحمدية في حيفا، إمام المسجد يدعوني دائما لزيارته وينشر صوري وأنا أصلي فيه. هذا فخر لي”.

يتابع غيلك “إضافة إلى ذلك، على الإنسان أن يعترف بالتاريخ. لا شك أن هذا المكان مُقدّس بشكل أساسي لشعب إسرائيل، وكل من يؤمن بالتوارة، والمسيحيون والمسلمون يؤمنون أيضا أن هذا المكان مُقدّس. لا يمكن أن تستولي أية طائفة عليه بشكل حصري لأنها قررت أنه مُقدّس لها”.

يهودا غليك (Noam Moskowitz)
يهودا غليك (Noam Moskowitz)

يتحدث غليك منفعلا، ومن الواضح أنه يحب هذا الموضوع. لا يبدو أن هناك من يستطيع أن يمنعه أن يفكر أن الصلاة المشتركة لليهود والمسلمين في الأقصى هي الفكرة الأفضل في العالم، والتي ستُحقق السلام والازدهار في الشرق الأوسط.

هذه فكرة رائعة حقا، ولكن..

“هذا يحدث في الواقع أيضا! يزور الحرم الشريف كل يوم صباحا مئات اليهود وتسير الأمور على ما يُرام”.

أنت لا تعتقد أن هذا يشكّل خطرا؟ لا تعتقد أنه قد يؤدي إلى انتفاضة ويشعلها؟

“لا، العكس. العكس تماما! في المناطق التي لم تُقام فيها مستوطنات، دخل إليها الإرهابيون. الأماكن التي استوطنا فيها، واعتدنا على أننا أصبحنا حقيقة لا نهرب منها، يسود فيها الهدوء. لماذا يُمارس العنف؟ عندما يكون معروفا أنك تهرب… مثلا، قبل عشرين عاما افتُتحت “أنفاق حائط المبكى” (البراق) بين عامي 1996-97، حدثت أعمال شغب، وقُتِل 17 إسرائيليا و 50 فلسطينيًّا. الآن، وفق أقوالكِ، يجب إغلاق هذه الأنفاق، لأنها تشكل خطرا. ما الذي فعلوه؟ قرروا ألا يغلقوها. ماذا حدث؟ أصبحت أنفاق حائط المبكى (البراق) منطقة سياحية وساد فيها الهدوء. عندما تهرب من الإرهاب، فهذا ما يحاول الإرهاب تحقيقه، ولكن عندما تفعل العكس، فأنت توضح أن علينا أن نتجول هنا ولن يحدث شيء، وهكذا يكون الحال”.

حسنا… ما الذي لا يعرفه العرب عنك؟ القراء العرب الذين يزورون موقع “المصدر” لقراءة المقابلة عنك؟

“القراء الذين يعروفنني وفق ما يقرأونه في مواقع معادية، فبالتأكيد كل المعلومات تظهرني بصفتي “رجل حرب”. ولكن مَن يسمع أقوالي يعرف أنني أدعم كل الوقت مَنح الحرية للأشخاص بأكبر قدر ممكن، واحترام أبناء الأديان الأخرى، المسلمين، والمسيحيين. أنا لا أكره المسلمين، ولكن أعارض العنف، سواء كان من جهة المسلمين أو اليهود. أعارض كل مَن يمارس العنف. وأدعم كل من يعمل على احترام الآخرين. وهذه هي الحقيقة”.

يجب على المسلمين أيضا أن يعلموا أن الله ليس لهم وحدهم. العالم بأسره يحارب اليوم الإسلام المتطرّف. مَن عانى كثيرا من المسلمين المتطرفين هم العرب. لقد مات منذ إقامة الدولة وحتى يومنا هذا في كل حروب إسرائيل 50 ألف عربي، معظمهم من المسلمين. في تلك الفترة، في السبعينيات، مات في أنحاء العالم 11 مليون مسلم على يد المسلمين. العرب المسلمون ليسوا أعدائي. بل العكس، هم شركائي في النزاع ضد الجهات العنيفة والمتطرفة”.

هل تعتقد أننا سنعيش بسلام إلى جانب الفلسطينيين في المستقبَل القريب؟

“نحن نعيش الآن بسلام مع الفلسطينيين”

نحن نعيش بسلام بين حرب وأخرى

“لا، عُذرا. نحن نعيش بسلام. يعيش بيننا ‏20%‏ من الفلسطينيين هنا في دولة إسرائيل، وجزء منهم أعضاء كنيست، مديرو مستشفيات، رؤوساء جامعات وكليات، وأطباء جراحون. مقابل العربي الذي أطلق النار صوبي، عربي آخر، طبيب جراح، أجرى عملية جراحية لي. نحن نعيش بسلام مع الفلسطينيين الذين يعيشون هنا في إسرائيل. وبالنسبة للذين يعيشون وراء الخط الأخضر، فكل ما كانت هناك مستوطنات أكثر، يسود سلام أكثر. سكان المستوطنات يعيشون بسلام مع جيرانهم. هذا صحيح، فهناك جهات معادية، وندير حربا مضنية ضدها، ولا نتعامل معها بصبر. وعلى قوات الأمن أن تحارب كل الجهات المعادية الدينية أو السياسية، كما تتعامل الشرطة مع الجريمة، وهذه الحرب مستمرة سواء كانت داخل الخط الأخضر أو خارجه. ولكن نحن نعيش بسلام. نستيقظ صباحا، نعمل، ونعيش بسلام”.

“لماذا على الفلسطينيين أن يعانوا، هل لأننا ارتكبنا خطأ وسمحنا لـ30 ألف رجل عصابات من تونس بالقدوم إلى الضفة وسميناهم السلطة الفلسطينية؟ لماذا لا يمكن أن يتمتعوا بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها السكان العرب في إسرائيل؟”

الرؤيا السياسية لغليك استثنائية في المشهد السياسي الإسرائيلي. فهو يعتقد أن على إسرائيل ضم الضفة الغربية تماما، ومَنح الفلسطينيين مساواة كاملة في الحقوق، بما في ذلك الحق أن يصوتوا في الانتخابات وأن ينتخبوا للبرلمان، تحسين البنى التحتيّة، وتحسين ظروف الحياة. هو يؤمن أن معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية معنيون بذلك، ولكنهم لن يعترفوا بذلك.

ماذا بالنسبة للطموح الوطني الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية؟ قد يقول لك فلسطيني – لماذا توجد دولة إسرائيل ولا توجد دولة فلسطينية؟

“نحن لا نعمل بهذه الطريقة. يوجد هنا دولة. دولة يهودية. كانت لدى الفلسطينيين فرص كثيرة لإقامة دولة فلسطينية ولكنهم تنازلوا عنها. وتغيّر الواقع. فالواقع الآن هو كالآتي، يعيش وراء الخط الأخضر اليوم مليون يهودي ومليوني فلسطيني. وعلينا الآن مواجهة هذا الوضع. لا أعتقد أن طرد أي من الطرفين هو عمل إنساني. علينا العيش معا. ويمكن أن نعيش معا، في الدولة اليهودية، التي تمنح حقوق كاملة لكل مواطنيها. لماذا على الفلسطينيين أن يعانوا، هل لأننا ارتكبنا خطأ وسمحنا ل30 ألف رجل عصابات من تونس بالقدوم إلى الضفة وسميناهم السلطة الفلسطينية؟ لماذا لا يمكن أن يتمتعوا بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها السكان في أم الفحم؟ لأنه عندها يريد الفلسطينون دولة خاصة بهم.

ويتابع غيلك: “هل يمكن العثور على مواطن في أم الفحم يقول إنه عندما تُقام دولة فلسطينية سيتنازل عن هويته الإسرائيلية ويحصل على هوية فلسطينية؟ هل هذا ممكن؟! “ليس ممكنا أبدا!. عندما أتحدث عن الموضوع مع الفلسطينيين، فهذا ما يريدونه، التخلص من السلطة الوطنيّة الفلسطينية، الفاسدة، التي تنهب الأموال، وتقتل الفلسطينيين، وأن تتركهم يعيشون بسلام، ويتمتعون بحقوق متساوية. لماذا عندما أكون مريضا، أستطيع السفر لنصف ساعة من منزلي حتى مستشفى سوروكا في بئر السبع، المستشفى الأكثر تقدما في العالم، وجاري الفلسطيني يسافر إلى مستشفى في الخليل، المستشفى الأكثر تأخرا في العالم. نعيش معا على نفس رقعة الأرض، لماذا لا يتمتع الفلسطينيون بالحقوق ذاتها؟”.

غليك في الكنيست (Hadas Parush/Flash90)
غليك في الكنيست (Hadas Parush/Flash90)

“يمكن أن نميّز بسهولة ما حدث هنا طيلة 70 عاما، وما حدث في الأراضي الفلسطينية في الـ 70 عاما. لقد بدأنا من الصفر قبل 70 عاما. بُنيت هنا دولة، نشأت صناعة الهايتك، الأكثر تقدما في العالم، وما زال يعيش الفلسطينيون في مخيّمات اللاجئين، لأن السياسيين الفلسطينيين معنيون بأن يبقوا فيها، وبينما نحن نطمح إلى أن يتطور الفلسطينيون، وأن يعيشوا مثل العرب الذين يعيشون في دولة إسرائيل”.

لنفترض أن هذا سيحدث، وتقرر دولة إسرائيل فرض سيادتها على كل الضفة الغربية، وتمنح الفلسطينيين حقوق متساوية. بعد مرور عشر سنوات، عشرين، أو ثلاثين، قد يتم اختيار رئيس حكومة عربي فلسطيني.

“لماذا يتم اختيار رئيس حكومة عربي؟”

لأنه ستكون أكثرية فلسطينية

“مَن يقول إنهم سيشكلون أغلبية؟ اليوم يشكل اليهود في إسرائيل والضفة الغربية 76% من السكان، مقابل 33%‏ من الفلسطينيين. عندما تكون هذه الدولة يهودية، هناك قانون العودة الذي يتيح لكل اليهود في العالم أن يحصلوا على مواطنة إسرائيلية فور قدومهم إلى البلاد. نسبة الولادة بين اليهود والعرب في كل المنطقة اليوم شبيهة. إذا كيف ستصبح أكثرية فلسطينية؟ سيزداد عدد اليهود. لن يحدث هذا، لن تصبح أكثرية فلسطينيية، ولكن اليساريين الذين يريدون إقامة دولة فلسطينية يهددون أنه ستصبح أكثرية فلسطينية ودولة ثنائية القومية. هذا كذب”.

“عندما أتحدث مع الفلسطينيين، فهذا ما يريدونه، التخلص من السلطة الوطنيّة الفلسطينية الفاسدة، التي تنهب الأموال وتقتل الفلسطينيين، وأن تتركهم يعيشون بسلام، ويتمتعون بحقوق متساوية”

“ستكون هنا دولة يهودية، وستزداد فيها الأكثرية اليهودية. وأكثر من ذلك، يعيش اليوم عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يتوقون إلى الانتقال إلى دبي، قطر، كندا، أي مكان يمكن أن يخطر في بالكِ. ولكن لا يُسمح لهم بذلك اليوم. أنا أؤيد أن يرحل كل إنسان إلى أي مكان يشاء في العالم ويتقدم”.

ولكن كيف يمكن أن تمنح حقّ العودة لليهود ولا تمنحه للفلسطينيين؟

“لأن هذه الدولة ستظل دولة يهودية. هذا تعريفها تمامًا. ماذا تعني بدولة اليهود؟ أقصد أن الأمم المتحدة قررت أن اليهود قادرون على القدوم إلى هذه الدولة. هذه هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم المفتوحة أمام اليهود، وتمنح حقوق كاملة لكل الأقليّات”.

في الختام، أين ترى نفسك بعد مرور 20 عاما؟

“أصعب شيء علي هو تنبؤ المستقبل”، يقول مازحًا. “أستطيع تنبؤ الماضي جيدا، أنا مؤرخ، حامل لقب ثان في علوم التاريخ، ولكن لا أستطيع أن تنبؤ المستقبل”.

أين ترغب أن تكون؟

“في دولة إسرائيل الكبرى، حيث يكون الحرم القدسي الشريف مركزا للصلاة من أجل الله، مركز صلاة لكل الشعوب، مكان يتقدم فيه المجتمَع أكثر فأكثر ويتطور، مكان يعرف الجميع أننا نعيش هنا بسلام”.

اقرأوا المزيد: 2127 كلمة
عرض أقل
المسجد الأقصى (Flash90/Lior Mizrahi)
المسجد الأقصى (Flash90/Lior Mizrahi)

كيف تم القضاء على مشروع قانون المؤذن؟

من خلف الكواليس عمل أعضاء كنيست عرب ويهود، حاخامات ومشايخ وشخصيات عامة كثيرة من أجل التسبب برفض وكما يبدو بالإلغاء النهائي لقانون المؤذن المثير للجدل

تمت إزالة قانون المؤذن، المثير للجدل، من جدول الأعمال للهيئة العامة للكنيست، البرلمان الإسرائيلي. وعلّق المبادر إلى اقتراح القانون، عضو الكنيست موطي يوجاف (البيت اليهودي)، قائلا إنّ “قانون منع الضجيج من دور العبادة مخصص لحماية نوم المواطنين، اليهود والمسلمين على حدّ سواء. تم وضع القانون أمام التصويت بعد توافقات تم تحقيقها بالتوافق مع المبادرين إلى القانون ورئيس الحكومة”.

وفي أوساط أعضاء الكنيست، المشاركين في النقاشات حول القانون، تم التوضيح بأنّ وزير الداخلية، رئيس حزب شاس، أرييه درعي، هو الذي ضغط لإزالة الاقتراح من جدول الأعمال، لأنّه يخالفه منذ اليوم الأول.

تم تأجيل التصويت على القانون عدة مرات بسبب المشاكل في الائتلاف. أعرب أعضاء كنيست حاريديون عن معارضة القانون خوفا من أن يتم تطبيقه أيضا على صفارات السبت، ولكن الحكومة قبلت التماس وزير الصحة الإسرائيلي، يعقوب ليتسمان، (ممثل الأحزاب الدينية)، وقررت بأنّه سيتم تنفيذه فقط بين الساعات 23:00 حتى 7:00.

فيما عدا أعضاء الكنيست العرب، الذين كانت معارضتهم للقانون واضحة، فقد أعرب رئيس الدولة رؤوفين ريفلين أيضا عن معارضته “لماذا نحتاج إلى هذا القانون؟”، كما قال الرئيس لأعضاء الكنيست. وقد جاءت معارضة ريفلين في أعقاب محادثة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي اشتكى فيها من “قانون المؤذن”.

وقد ذكرنا أمس، بأنّ ناشط اليمين وعضو الكنيست، يهودا غليك (الليكود) أيضًا، عمل من خلف الكواليس من أجل التسبب بإفشال اقتراح القانون. في لقاء أجراه مع عضو الكنيست زهير بهلول (العمل) ومجموعة من الحاخامات والمشايخ المحليين قال غليك إنّه يمكن التوصّل إلى حلول بدون هذا القانون الذي لا لزوم له والأساس هو الحفاظ على نسيج العلاقات الهشّ بين العرب واليهود في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 245 كلمة
عرض أقل
النائب العربي زهير بهلول والنائب اليهودي يهودا غليك يقيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا ضد قانون المؤذن (Miriam Alster/FLASH90)
النائب العربي زهير بهلول والنائب اليهودي يهودا غليك يقيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا ضد قانون المؤذن (Miriam Alster/FLASH90)

نواب عرب ويهود يُطالبون بمنع قانون المؤذن

رجال دين مرموقون بمبادرة النائب زهير بهلول والنائب يهودا غليك، الناشط اليميني الذي أطلق الفلسطينيون النار عليه في القدس، يقترحون صيغة بديلة لمشروع قانون المؤذن

عقد النائب زهير بهلول والنائب يهودا غليك (الليكود)، الناشط اليميني المعروف، إثر قرار الحكومة الإسرائيلية متابعة السعي لتمرير قانون المؤذن، اجتماعًا طارئًا يهدف إلى بلورة تفاهمات دينية موحّدة من خلال الحوار بدلا من التشريع. شارك في اللقاء حاخامات، شيوخ، أئمة، وكهنة مرموقون.

قال النائب غليك في الاجتماع، “هناك أناسٌ يقولون: يوجد هنا الكثير من رجال الدين، لا بد أن يحدث انفجارٌ هنا! وأنا أقول: يوجد هنا الكثير من الناس الذين يحتل الله مكانة هامة في قلوبهم، فلا شك أن هناك إمكانية كبيرة للسلام والحوار. حاول كثيرون منع انعقاد هذا اللقاء ولكننا هنا من أجل دفع تفاهمات واتفاقات قُدما”.

وقال النائب زهير بهلول: “عندما أرى الأشخاص الذين يشاركون في هذا اللقاء أشعر بالفخر، فيجب أن تُدار حياتنا وفق الحوار الحقيقي وليس القوانين. توضح الشراكة بيني وبين والنائب غليك ماهية التفهم والحوار واعتراضنا على مثل هذا التشريع العدائي والقسري”.

قال الشيخ محمد كيوان، وهو رئيس لجنة الأئمة في إسرائيل: “لا يشكّل صوت المؤذن ضجيجًا. إذا كان هناك خلافٌ فيُمكننا التوصل إلى حلول من خلال الحوار، ولكن لا نقبل أبدا أي حلول تُفرض قسريا”.

وقال الحاخام عوديد وينر، مدير عام مكتب الحاخامية الرئيسية في إسرائيل والمستشار الأول اليوم لحاخامات إسرائيل الكبار، “إن الألم الذي يشعر به إنسان لأن هناك مسّ بديانته هو ألم حقيقي. طلب الحاخام الأكبر في إسرائيل، الحاخام دافيد لاو، التبليغ أنه لا يوجد هنا أي قانون ديني يتعلق بذلك. بل هناك أهمية للجيرة الحسنة. وهنالك حلول يمكن تطبيقها. هناك في حياتنا المُشتركة نسيج اجتماعي رفيع جدًا وعلينا أن نحافظ عليه”.

عُمم بيان مُشترك في نهاية اللقاء:

“نتوجه نحن المجتمعون هنا من حاخامات وكهنة ورجال دين، يهود، مُسلمين دروز ومسيحيين، إلى رئيس الحكومة ونطالبه بمنع طرح قانون المؤذن في الكنيست. حق العبادة هو حق إلهي ولا يتعلق بتشريع وقوانين. هذا الحق أيضًا مُعترف به في وثيقة الاستقلال”.

اقترح المجتمعون حتى صيغة بديلة للقانون بهدف جعل ذلك التشريع زائدًا عن حده، وستُشكل لجان محلية من الطوائف المختلفة في كل سلطة محلية من أجل التوصل إلى صيغة وحلول متفق عليها. في المقابل، ستُشكّل لجنة متعددة الديانات أيضًا، في ديوان رئيس الحكومة تكون عنوانا لهذا الموضوع وستبلور صيغة متفق عليها في الأماكن التي فيها خلافات.

اقرأوا المزيد: 334 كلمة
عرض أقل
رئيس دولة إسرائيل يستضيف قادة الدين اليهودي والإسلامي في المقر الرئاسي (GPO)
رئيس دولة إسرائيل يستضيف قادة الدين اليهودي والإسلامي في المقر الرئاسي (GPO)

رئيس لجنة الأئمة في لقاء مع ريفلين: سنخفض صوت المؤذن

رئيس دولة إسرائيل يستضيف قادة الدين اليهودي والإسلامي. رئيس لجنة الأئمة: وجهنا طلبا إلى الجمهور المسلم لخفض مستوى صوت المؤذن في البلدات المختلطة

استضاف رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، اليوم (الثلاثاء) زعماء الدين اليهودي والإسلامي في منزله، سعيا إلى سدّ الفجوات بخصوص عمل المؤذن في أرجاء البلاد من خلال الحوار.

افتتح الرئيس الكلام قائلا إنّ “القدس قد جمعت دائما كل الأصوات معا، صلوات اليهود، أصوات الأذان، وأجراس الكنائس. أنا ابن مترجم القرآن، الذي كان يحافظ على التعاليم وأعرف الحاجة للعمل باكتراث”.

“طلبت الالتقاء بكم لنبحث سبل التقدم معا حتى لو واجهنا خلافات، فأعتقد أن لقاء كهذا قد يؤثر تأثيرا إيجابيا في الشعب كله”، كما أوضح الرئيس ريفلين.

وقال الحاخام الشكنازي الرئيسي لمدينة القدس في اللقاء: “أعتقد أن هناك حاجة إلى أن تُسمع القيادة الدينية والجماهيرية اليهودية والإسلامية الأعلى في البلاد الدعوة المشتركة إلى الحوار، وفي المقابل العمل على وقف سن قانون المؤذن”. وأضاف أيضا “أعتقد أنّها يجب أن تكون دعوة مشتركة، فمن جهة، تتعامل مع الأماكن التي يشكل فيها مستوى صوت المؤذن مشكلة ومن جهة أخرى تدعو إلى كبح إجراءات التشريع الحالية”.

وأكد رئيس المحكمة الشرعية، الشيخ عبد الحكيم سمارة قائلا: “يمكننا التوصل من خلال الاتفاق والحوار إلى حل في كل مكان تشكل فيه مكبّرات الصوت مشكلة. يمكن التوصل إلى حلول أيضا بعيدا عن القانون. نتفق جميعا أن هناك حاجة إلى العمل على خفض مستوى الصوت في الأماكن الإشكالية ونحن سنعمل من أجل ذلك دون علاقة بالقانون”.

وقال الشيخ محمد كيوان، رئيس لجنة الأئمة الذي يمثل نحو 400 إمام في اللقاء: “كرامة الإنسان فوق كل اعتبار. سنحافظ على بعضنا البعض. نحن مرتبطون ببعضنا البعض، ليس لدينا حل آخر وآمل أن نستطيع التوصل إلى اتفاقات في الحوار، بعيدا عن قوانين كهذه. لقد طالبنا الجمهور بخفض مستوى الصوت في كل البلدات المختلطة (القصد البلدات التي يعيش فيها عرب ويهود متجاورين)”.

اقرأوا المزيد: 260 كلمة
عرض أقل
ريفلين في البلدات البدوية (Mark Neyman/GPO)
ريفلين في البلدات البدوية (Mark Neyman/GPO)

الرئيس الإسرائيلي: “قانون المؤذن غير ضروري”

في أول حديث له حول اقتراح القانون المثير للجدل في إسرائيل، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين "يقترح على السياسيين في إسرائيل عدم وضعنا في مواقف محرجة"

يعارض رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين بشدّة قانون المؤذن ويعتقد أنه يعرض صورة إسرائيل في العالم كدولة ديمقراطية لليهود فقط، لا لجميع مواطنيها. كما يبدي الرئيس خشيته على الإعلام الحر في الدولة وقلقه من تفشي التحريض ضدّ صحفيين بارزين.

في مقابلة خصوصية مع وسيلة إعلام إسرائيلية (موقع ‏Ynet‏)، تطرّق ريفلين إلى عدّة مواضيع ساخنة، مدّعيًا أنّ رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، محمود عباس، “أسير لدى حماس”، وموضحًا أنّه لن يلتقي به ما دام أبو مازن يرفض لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

“ترامب أحجية في نظر كثيرين”، قال ريفلين في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” وموقع “Ynet” في ختام زيارته إلى الهند. وتابع: “لا يعرفه كلّ العالم الدبلوماسي والسياسي كرجل دولة. فالبعض سمعوا عنه كرجل أعمال. وثمة مَن قرأوا عنه إشاعات، لكن لا أحد يعرف كيف سيُدير عهده الرئاسي”.

منارة المسجد الأقصى (Flash90)
منارة المسجد الأقصى (Flash90)

أمّا بالنسبة لما يُعرَف بـ “قانون المؤذن” الذي يثير ضجة كبيرة لدى الجمهور العربي في إسرائيل، فقد أوضح ريفلين لمراسلي صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ إسرائيل “دولة متعددة الحضارات. قانون المؤذن، إن كان يهدف إلى منع إزعاج المواطنين، هو قانون غير ضروري، إذ ثمة قوانين مثل (قانون الضجيج) و(قانون الإزعاج). يجب فرض قانون الضجيج في كلّ مكان يشكّل فيه الأذان مصدر إزعاج. هذه تسوية ممكنة في الحياة المشتركة بين الناس، دون أن نجرّ أنفسنا إلى صراعات قد يعتبرها العالم، وحتى نحن، ترتيبات ذات دافع إثني أو ديني”.

وأضاف الرئيس: “حين كنتُ طفلًا، كان فخر القدس أننا كنّا نسمع في آنٍ واحد أجراس الكنائس وأصوات الأذان مع صلاة الجمعة الصادرة عن المعابد اليهودية. قانون الضجيج هو قانون يجب الالتزام به، ولكن ليس على مستوى صراع إثني… يوضح أمر كهذا للعالم بأسره أنّ الكنيست تسنّ قانونًا موجّهًا ضدّ المُسلمين حصرًا”.

اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل