قاسم سليماني

الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته (إنستجرام)
الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته (إنستجرام)

وزير إسرائيلي يهدد باغتيال الأسد

في ظل التهديدات من حدوث انتقام إيرانيّ، يهدد وزير الطاقة الإسرائيلي بشار الأسد بشكل مباشر: "إذا سمح الأسد للإيرانيين بالعمل من سوريا فهذه نهايته"

هدد وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، اليوم (صباحا) الرئيس السوري، بشار الأسد. في مقابلة معه للموقع الإخباري YNET قال شتاينتس، “إذا تابع الأسد السماح للإيرانيين بالعمل من الأراضي السورية، عليه أن يعرف أن هذه نهايته؛ سنقضي على حكمه”.

تأتي تهديدات شتاينتس في ظل التقارير التي تشير إلى أن إيران قد تنفذ عمليات انتقام قريبا بمساعدة حزب الله، ردا على الهجوم الإسرائيلي على قاعدة “تيفور”. كشف الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) أن طهران تخطط لشن هجوم صاروخي من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، بمساعدة المليشيات الشيعية التي تلقت تدريبات من حزب الله. وفق التقارير، منذ الأيام الماضية بدأ يستعد فيلق القدس التابع للحرس الثوري برئاسة قاسم سليماني لشن هجوم.

أوضح الوزير شتاينتس أيضًا أن “إسرائيل لم تتدخل في الحرب الأهلية السورية حتى الآن. إذا سمح الأسد لإيران بأن تصبح سوريا قاعدة عسكريّة ضد إسرائيل، وتهاجمها من الأراضي السورية، عليه أن يعرف أن هذه ستكون نهايته”. كما وتطرق شتاينتس إلى اللقاء المتوقع بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا: “روسيا هي دولة عظمى ولدينا علاقات كثيرة معها ومصالح مشتركة. على الجميع أن يدرك أن لدينا خطوط حمراء. إذا كانت هناك أية جهة معنية ببقاء الأسد، فعليها أن تطلب منه أن يمنع شن هجوم صاروخي وإرسال طائرات مسيّرة إلى إسرائيل”.

وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس (Yonatan Sindel / Flash90)

وقال شتاينتس في المقابلة إنه “لا يمكن أن يجلس الأسد بأمان في قصره ويسعى للحفاظ على سيطرته في الوقت الذي يسمح فيه بأن تصبح سوريا قاعدة لشن هجمات ضد إسرائيل. بكل سهولة”. قال الوزير في كل ما يتعلق بالرد الإيراني الذي سيخرج حيز التنفيذ: “نحن لسنا معنيين بخوض حرب مع إيران أو أية جهة أخرى، ولكن يحظر علينا أن نسمح بأن تصبح سوريا قاعدة عسكريّة للحرس الثوري. إذا لم نتصدَ للتمركز الإيراني في سوريا، فسنتعرض لهجوم أسوأ من حزب الله”.

وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت (Marc Israel Sellem / POOL)

تطرق وزير التربية، نفتالي بينيت، اليوم صباحا إلى حزب الله، معربا عن قلقه من نتائج الانتخابات في لبنان. جاء في منشور نشره بينيت في صفحته على تويتر: “تستند نتائج الانتخابات في لبنان إلى وجهة نظرنا وهي أن حزب الله = لبنان. لن تفرّق إسرائيل بين دولة لبنان السيادية وبين حزب الله وستنظر إلى لبنان بصفته مسؤولا عن كل عملية تنفذ من أراضيه”.

أثارت أقوال بينيت الاستثنائية انتقادات وردود فعل عاصفة من جهة المتصفِّحين. علق أحدهم على منشور بينيت كاتبا: “خطأ فادح! تعارض أكثرية اللبنانيين حزب الله! فهم يحظون بدعم من ضعف الجيش اللبناني والاجتياح الإسرائيلي. إذا هاجمنا حزب الله عبر شن حرب ضد لبنان فسيظل حكم هذا التنظيم طيلة سنوات كثيرة أخرى.

اقرأوا المزيد: 384 كلمة
عرض أقل
للافتات في لبنان للقائد الأعلى لإيران علي خامنئي والأمين العام لحزب الله نصر الله (AFP)
للافتات في لبنان للقائد الأعلى لإيران علي خامنئي والأمين العام لحزب الله نصر الله (AFP)

مصادر: حزب الله يساعد الإيرانيين على الانتقام من إسرائيل عبر سوريا

إسرائيل تقدّر أن قاسم سليماني عازم على الانتقام من عملية تفجير "قاعدة تيفور" وأنه ينوي إطلاق صواريخ من سوريا لتنفيذ هذه الخطة

06 مايو 2018 | 20:02

إن خطة فيلق القدس معروفة وهي استخدام جهات محلية مثل الحوثيين في السعودية، المليشيات الشيعية في العراق، وغيرها بهدف العمل على الأهداف الإيرانية في المنطقة، دون أن يدفع الإيرانيون ثمنها، إذ أن الرأي العام لن يسكت بسهولة إزاء القتلى والجرحى الذين دفعوا ثمن المغامرات وراء البحر.

تظهر التقارير حول الهجوم ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، في بداية الأسبوع، كمرحلة إضافية من المواجهات الخطيرة بين إسرائيل وإيران في ظل الجهود الإيرانية للتمركز في سوريا. يبدو أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، عازم على الانتقام من الضربة القاضية التي لحقت بإيران عند تفجير “قاعدة تيفور” قبل نحو شهرين، المنسوبة إلى إسرائيل.

قالت جهات إسرائيلية، اليوم (الأحد) لموقع “المصدر” إن سليماني يسعى إلى العمل في سوريا وفق “النموذج اليمني” والذي ستطلق فيه مليشيات شيعية تعمل في سوريا صواريخ ضد إسرائيل. وستحصل هذه المليشيات على مساعدة من الحرس الثوري وعناصر حزب الله في المنطقة. تقول هذه المصادر إنه منذ الأسابيع الماضية هناك استخدام واسع لقوات حزب الله، ويبدو أن سبب ذلك هو أن المليشيات الشيعية خبيرة أقل ولا يمكن الاعتماد عليها كما يعتمد على قوات حزب الله.

الضابط محمود باقري كاظم آبادي، المسؤول عن وحدة الصواريخ أرض – أرض في الحرس الثوري الإيراني هو الذي يهتم بموضوع الصواريخ. تعمل هذه الوحدة تحت إشراف ضابط سلاح الجو في الحرس الثوري، الجنرال حاجي زاده، وهي خبيرة بإطلاق صواريخ على أبعاد مختلفة.

لقد لاحظت السعودية هذه القدرات الإيرانية مؤخرا، إذ إنها أصبحت تتعرض في الفترة الأخيرة لإطلاق صواريخ وقذائف من اليمن ضدها، والتي بدأت تصل إلى الرياض وأبو ظبي مؤخرا.

كما يمكن أن نلاحظ من هذه الأقوال فإن التوتر بين كلا الجانبين في ذروته وذلك على خلفية الانتخابات في لبنان، والقرار الحاسم الذي سيتخذه ترامب فيما يتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. تشير التقديرات إلى أن الأيام القريبة قد تكون خطيرة جدا.

 

اقرأوا المزيد: 280 كلمة
عرض أقل
الشرطة الألمانية (AFP)
الشرطة الألمانية (AFP)

ألمانيا.. اعتقال جواسيس لإيران راقبوا أهدافا إسرائيلية

اقتحمت الشرطة الألمانية منزلا لمواطنين إيرانيين، بتهمة العضوية في "فيلق القدس" والتجسس على أهداف إسرائيلية

16 يناير 2018 | 16:37

اقتحمت القوى الأمنية الألمانية اليوم (الثلاثاء) منازل جواسيس إيرانيين في عدة مدن في ألمانية بتهمة التجسس على إسرائيليين.

وفق التقارير في وسائل الإعلام في ألمانيا، اقتحمت قوات الشرطة، من بين مواقع أخرى، منازل في برلين وبافاريا. وأصدر مكتب المدعي العام في ألمانيا أوامره سامحا بإجراء تفتيشات في منازل العملاء الإيرانيين، الذين ينتمون إلى “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني وفق التقارير.

في شهر آذار من العام الماضي، حكمت المحكمة في ألمانيا بعقوبة السجن لمدة أربعة سنوات وثلاثة أشهر على مواطن باكستاني بتهمة التجسّس لصالح إيران. لقد راقب الجاسوس الذي عمل لصالح الحرس الثوري الإيراني، رئيس الاتحاد الألماني – الإسرائيلي سابقا، الذي يعمل أيضا عضوا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وراقب أيضا بروفيسورا إسرائيليا – فرنسيا. كان ذلك الباكستاني، طالبا في قسم الهندسة في ألمانيا، وتلقى راتبا أكثر من 2000 يورو مقابل عمله جاسوسا.

في الأسبوع الماضي، استدعت ألمانيا السفير الإيراني في الدولة لمحادثة توبيخ بسبب التجسّس في أراضيها ضد جهات ومجموعات لديها علاقة مع إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 151 كلمة
عرض أقل
القصص ال5 الأسخن للأسبوع (AFP/Flash90;Guy Arama)
القصص ال5 الأسخن للأسبوع (AFP/Flash90;Guy Arama)

‏ القصص الـ 5 الأسخن للأسبوع

شخصية عهد التميمي تظهر في برنامج إسرائيلي ساخر ويحيى السنوار يعلن صراحة عن العرض السخي الذي تلقاه من إيران.. اقرأوا القصص الأسخن للأسبوع

30 ديسمبر 2017 | 09:23

حماس تقترب من إيران

فتح الإعلان الصريح لقائد حماس في غزة، يحيى السنوار، عن العرض الإيراني السخي وغير المشروط الذي تلقاه من قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، لمساندة الحركة في حربها ضد إسرائيل- فتح الباب على مصراعيه في ما يتعلق باستراتيجية الحركة في المستقبل القريب. وبدا أن كلام السنوار يأتي في إطار تسويق الحركة لفكرة التقارب من إيران بعد الشرخ الذي سببته الحرب الأهلية في سوريا بين الطرفين. واللافت أن صور سليماني ظهرت في القطاع بعد الخطاب تلبيا لرغبة حماس

القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)

عهد التميمي تعتدي على نتنياهو

ظهرت شخصية الشابة الفلسطينية المثيرة للجدل في أعين الإسرائيليين، عهد التميمي، التي ظهرت في فيديو قصير وهي تضرب جنديين كانا يقفان بمقربة من بيتها، في مقطع في برنامج إسرائيلي ساخر يدعى “دولة رائعة”. وسلط البرنامج الضوء في معالجته شخصية التميمي على مظهرها الأوروبي وعلى انشغالها في وسائل الإعلام، في إشارة إلى أنها تعرض نموذجا مغايرا للشباب الفلسطيني الذي يشارك في الاحتجاجات. وظهرت شخصية التميمي في البرنامج وهي تهدد رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو

شخصية عهد تميمي تظهر في برنامج ساخر إسرائيلي (لقطة شاشة)

احتفالات عيد الميلاد في إسرائيل

احتفلت الطائفة المسيحية هذا الأسبوع في عيد الميلاد المجيد وكنا خصصنا مقالتين يتعلقان بالمناسبة، الأولى تكشف معطيات خاصة بالطائفة المسيحية في إسرائيل، عدد أفرادها وحالته الاجتماعية مقارنة بالطائفة اليهودية والمسلمة. وكنا كذلك سلطنا الضوء على ظاهرة اليهود الذي يصلون إلى القدس في أيام العيد المجيد للمشاركة في قداس ليلة العيد بهدف التعرف إلى الطقوس المسيحية الخاصة بالعيد. والمكان البارز اذي شهد هذه الظاهرة كانت كنيسة “دورميتيون” في القدس

عيد الميلاد في إسرائيل (Flash90/Miriam Alster)

غواتيمالا في أعقاب ترامب

المعركة على القدس: سجلت إسرائيل هذا الأسبوع انجازا هاما بعد الهزيمة التي لحقت بها في الجمعية العامة للأمم المحتدة بشأن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، متمثلا باصطفاف غواتيمالا إلى جانب الولايات المتحدة، فقررت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعلنت على لسان رئيسها أنها متجهة نحو نقل السفارة إلى القدس من تل أبيب. وكشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تتواصل مع نحو 20 دولة من أجل اقناعها على الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل أو نقل السفارة إلى القدس

امرأة تمر بجانب “ميدان إسرائيل” في غواتيمالا (AFP)

غرام بين إسرائيلية وأردني يؤدي إلى طلاقها

كشفنا هذا الأسبوع عن قصة عشق بين امرأة إسرائيلية متزوجة ونادل أردني، أثارت اهتماما كبيرا لدى قرائنا. وتفاصيل القصة أن المرأة كانت تسافر للأردن للمشاركة في دورة رقص شرقي، إلا أن الزوج شكك في نوايا الزوجة بعد أن قالت إن الدورة ما زالت متواصلة بعد انتهاء الموعد المحدد لها. واتضح أن الزوجة كانت تخون زوجها مع نادل أردني تعرفت عليه في مطعم كانت تتناول فيه العشاء. فآلت الأمور إلى الطلاق

راقصة شرقية إسرائيلية – صورة توضيحية (AFP)
اقرأوا المزيد: 378 كلمة
عرض أقل
طفلة فلسطينية تهتف: "أطفال فلسطين يحبونك يا حاج قاسم" (لقطة شاشة)
طفلة فلسطينية تهتف: "أطفال فلسطين يحبونك يا حاج قاسم" (لقطة شاشة)

شاهدوا: أطفال غزة يعربون عن حبهم لقاسم سليماني

في ظل التقارب بين حماس وإيران، يهنئ أطفال غزة الجنرال قاسم سليماني في مقطع فيديو مثير للجدل

في مقطع فيديو نُشر في الأيام الأخيرة، يظهر أطفال غزة في منطقة الحدود مع إسرائيل وهم يرفعون أعلام فلسطين ولافتات تحمل صورا للجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ضابط قوة القدس في الحرس الثوري.

في مقطع فيديو تحت عنوان: “رسالة من أطفال غزة إلى الحاج قاسم سليماني”، يهتف أطفال غزة شاكرين إيران والجنرال سليماني، ومعربين عن حبهم لسليماني وفخرهم به.

يبدو أن مقطع الفيديو جاء في ظل التقارب بين إيران وحماس، وهو بدأ يظهر بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، بعد أن تحدث الجنرال الإيراني مع قيادة حماس في غزة معربا عن دعمه التام لموقف حماس. واقترح سليماني على حماس مساعدة مالية وعسكرية، بهدف التصدي لتأثير إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل.

إن إبداء الدعم للزعماء الشيعة في قطاع غزة ليس أمرا هامشيَا، لا سيما أن الحديث يجري عن أكثرية من السنة. ولكن في ظل العزلة الحالية التي تواجهها حماس في العالم العربي، ليس من المفاجئ أن تلقى حماس دعما إيرانيا.

الجنرال قاسم سليماني (AFP)

لقد أثار مقطع الفيديو انتقادات عارمة بسبب استغلال الأطفال لهذا الهدف، وحتى أنه أثار جدلا حول موقف الفلسطينيين تجاه نشاطات الشيعة ضد السنة في سوريا. كما أن الموضوع يطرح تساؤلات ذات صلة بمستقبل حماس وقطاع غزة، ومتابعة تدخل إيران في غزة.

اقرأوا المزيد: 185 كلمة
عرض أقل
الجنرال قاسم سليماني
الجنرال قاسم سليماني

قاسم سليماني.. “الرجل الغامض” الذي أصبح رمزًا وطنيًا

مَن يخشى في يومنا هذا من التأثيرات العسكرية الكثيرة الخاصة بضابط فيلق القدس، الزعيم الإيراني الكبير، الجنرال قاسم سليماني، قد يحظى برؤيته قائدا في القيادة السياسية الإيرانية في المستقبَل

في شهر أيلول 2016، نشر ضابط فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، بيانا خاصا مصرحا فيه أنه ينوي أن يتابع عمله “جنديا” في خدمة المرشد الأعلى (خامنئي) والشعب الإيراني حتي نهاية حياته. نُشر هذا البيان الاستثنائي على خلفية التقارير في وسائل الإعلام حول نيته الترشح من قبل اليمين المحافظ في إيران في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في أيار 2017. أشار ذكر سليماني بصفته مرشحا محتملا لمنصب رئيس إيران إلى صعوده الصاروخي في السنوات الماضية: فقد ارتقى من كونه “الرجل الغامض” إلى البطل الشعبي المشهور. واتضح في استطلاع أجرته جامعة ميريلاند في صيف 2017، بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي الذي نفذته داعش في طهران، أن سليماني هو الشخصية الأكثر شعبية لدى الإيرانيين.

وُلِد سليماني (الحاج قاسم) بتاريخ 11 آذار 1957 في قرية قَنات مَلِك في محافظة كرمان جنوب شرق إيران. هو الابن الأوسط لعائلة مؤلفة من خمسة أولاد وبنات. يبلغ عمر أخته الكبرى أكثر من 60 عاما، وأخيه الصغير أصغر منه بنحو سبع سنوات، ويعمل مديرا في سجن في لواء طهران. لدى سليماني ثلاثة أولاد وبنتان، إحداهما هي نرجس وتعيش في ماليزيا. بعد أن أنهى سليماني تعليمه في المدرسة الابتدائية عام 1970 في سن 13 عاما، انتقل مع قريب عائلته للعيش في مدينة كرمان العاصمة. عمل مدرب لياقة بدنية وهو حاصل على حزام أسود في الكاراتيه. في عام 1976، بدأ نشاطاته ضد النظام الملكي الإيراني ,بعد وقت قصير من الثورة، انضم إلى الحرس الثوري أيضا.

بعد اندلاع الحرب الإيرانية – العراقية في خريف 1980، أرسِل سليماني إلى الجبهة الجنوبية وكان رئيسا على فيلق من كرمان. تقدم سريعا في المناصب القيادية وبدءا من سن العشرينيات أصبح قائدا لفيلق “41 ثار الله” التابع للحرس الثوري. بعد انتهاء الحرب، عاد الفريق الذي كان مسؤولا عنه إلى كرمان وأصبح هذا الفريق مسؤولا عن محاربة مهربي المخدّرات في جنوب شرق إيران. شكلت محاولاته الكثيرة في الحرب ونجاحاته في الصراع ضد هؤلاء المهربين عاملا هاما في قرار المرشد الأعلى لتعيينه في أواخر عام 1997 وبداية عام 1998 ضابطا لفيلق القدس، وحدة القيادة في الحرس الثوري.

ومنذ ذلك الحين، تلقى سليماني قيادة فيلق القدس، وازداد عدد مقاتليه ومسؤولياته في الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم. بالمقابل، تعززت مكانة سليماني في القيادة الإيرانية. في تصريح لاذع للخامنيئي في اللقاء مع عائلة الشهداء من محافظة كرمان في عام 2005، وصف الخامنيئي سليماني بـ “الشهيد الحي” وفي أوائل عام 2011، منحه بشكل استثانائي رتبة لواء، وهي الرتبة الأعلى في الحرس الثوري.

اهتم سليماني لسنوات بالحفاظ على عدم الظهور في وسائل الإعلام تقريبا لهذا لم يعرفه الجمهور جدا. فتحت التغييرات السياسية التي طرأت في السنوات الأخيرة في العالم العربي فرصًا جديدة أمام إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة. فقد أصبح بفضلها فيلق القدس وسيلة مركزية في مساعي إيران لدفع تأثيرها قدما وأصبح سليماني “يشد خيوط” سياسة إيران في المنطقة. أدى احتلال الموصل على يد داعش في صيف 2014، إلى تعزيز تدخل سليماني في العراق. تحدثت القناة التلفزيونية التابعة لحزب الله “المنار” عن أن سليماني وصل إلى بغداد بعد ساعات قليلة من احتلال داعش للموصل وبرفقته خبراء عسكريّين من إيران وحزب الله، فوضع استراتيجية بالتعاون مع الجيش العراقي والمليشيات الشيعية التي عملت على حماية بغداد وضواحيها من تقدم داعش.

بالمقابل، تابع سليماني تقدمه في سوريا أيضا. وفق أقوال الضابط السابق “جون مغواير” (John Maguire) في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) في العراق، الذي اقتُبست أقواله في مقال استقصائي للمجلة الأمريكية “نيو يوركر” (New Yorker)، في أيلول 2013، فقد كان سليماني قائدا للمعركة الناجحة التي أدارها مؤيدو النظام السوري في أيار – حزيران 2013، التي انتهت بسيطرة حزب الله مجددا على مدينة القصير الواقعة على الحُدود اللبنانية السورية. في أعقاب تعزيز القوى الإيرانية في سوريا في منتصف أيلول 2015، تحمل سليماني مسؤولية تنسيق عمليات قوات تعداداها عشرات آلاف المقاتلين من الحرس الثوري، حزب الله، ومليشيات شيعية أجنبية.

إن تدخل إيران العسكري في المنطقة بقيادة سليماني منع تقدم داعش في العراق، وساعد نظام الأسد على الصمود وساعد الثوار الحوثيين في اليمن أيضا. رغم ذلك، هناك حالات فشل تعرض لها سليماني. ففي صيف 2015، اضطر إلى السفر إلى موسكو والطلب من الرئيس بوتين التدخل عسكريا في سوريا بهدف إنقاذ نظام الأسد. لقد فشلت جهود سليماني في العراق لإقناع زعماء الأكراد على إلغاء أو على الأقل تأجيل الاستفتاء الشعبي حول استقلال الأكراد بصرف النظر عن معارضة إيران وتركيا الكبيرة. أدى تدخله المتزايد في العراق إلى خلافات حادة في الرأي مع رئيس الحكومة، حيدر العبادي الذي تحفظ من تدخل سليماني الواضح في شؤون بلاده الداخلية. ففي أيلول 2015، ورد في صحيفة “النهار” اللبنانية أنه بعد خلاف حاد بين الزعيمين، طرد العبادي سليماني من غرفة الجلسات بعد أن انتقد الأخير الإصلاحات السياسية التي عرضها.

رغم التقييدات التي تعرض لها سليماني أصبح بطلا وطنيا. كلما ازادادت مشاركته في وسائل الإعلام، كثر دعم الجمهور له لدرجة أنه قام بأعمال خاصة تضمنت إصدار فيلم عن حياته، نشر كتاب مذكرات، إصدار طابع بريدي احتراما له، ورفع كليب في اليوتيوب تحت اسم “الجنرال الإيراني”. قد تساعده خدمته العسكرية، قربه من الزعيم الإيراني، وشهرته الجماهيرية الإيجابية في المستقبَل إذا دخل المعترك السياسي. مَن يخشى في يومنا هذا من التأثيرات العسكرية الكثيرة الخاصة بسليماني، قد يحظى برؤيته قائدا في القيادة السياسية الإيرانية في المستقبَل.

اقرأوا المزيد: 800 كلمة
عرض أقل
جنود من البشمركة الأكراد (AFP)
جنود من البشمركة الأكراد (AFP)

من هي القوات التي تعمل على تحرير الموصل؟

وحدة مختارة في الجيش العراقي، قوات شرطة، أكراد، وجهات إضافية أخرى تشارك جميعها في المعركة لتحرير مدينة الموصل. مَن هي هذه القوات؟ وكم تعدادها؟

يشارك عدد كبير من القوات العراقية والدولية في المعركة لتحرير ثاني أكبر مدينة في العراق – الموصل، من براثن داعش.

أعلن رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، عن المعركة المعقّدة، وقد نجحت القوات مجددا في تحرير عدد من القرى والأراضي من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية.

لقد نجح الجنود العراقيون في تحرير مناطق واسعة من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية حتى الآن، ولكن مدينة الموصل هي المدينة الأخيرة التي ما زالت تحت سيطرة داعش.

وثمة قوة أخرى تعمل ضد داعش وهي الوحدة المختارة في الجيش العراقي التي تتزعم المعارك الفاصلة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. لقد أصبح الجيش العراقي الذي خسر عددا من وحداته أثناء المعارك في السنتَين الماضيتَين، قوة هامة في العمل ضد الجهاديين منذ تجدد المعارك برئاسة الولايات المتحدة.

قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)
قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)

إضافة إلى ذلك، أدى الكثير من قوات الشرطة دورا مركزيا هاما في الحرب ضدّ داعش، بل كان دورها أهم من دور الجيش. تشمل قوات الشرطة وحدات خاصة، شرطة فدرالية، وشرطيين من محافظات مختلفة.

ويصل تعداد جنود الولايات المتحدة المشاركين في المعارك إلى أكثر من 7,500 جندي، حيث إن أكثر من نصفهم هم جنود أمريكيون. تشن قوات التحالف الدولي هجوما جويا ضد داعش في العراق وسوريا وتجري تدريبات، وتقدم أسلحة ومعدات لقوات إضافية تحارب الجهاديين. يؤدي معظم جنود قوات التحالف الدولي أدوارا استشارية وتأهيلية، ولكن القوات الخاصة تنتشر في مناطق بالقرب من الموصل وتفجّر أهداف تابعة لداعش بواسطة مدفعية.

البشمركة هي قوات مسلّحة في إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي وتعمل بشكل مستقل في مساحات واسعة في شمال الدولة. تتضمن القوات الكردية جنودا من حزب الحرية الكردستاني الإيراني.

قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)
قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)

قوات الحشد الشعبي هي جهة إضافية في القتال في الموصل. لقد نشأت المنظمة عام 2014، وتتضمن تشكيلة واسعة من قوات الجيش التي تعمل بإشراف حكومي. غالبيتها العظمى هي فصائل إيرانية، تعمل بدعم مليشيات شيعية. ولعبت قوات الحشد الشعبي دورا مركزيا في المعارك ضدّ داعش، إلا أن جزءا من المقاتلين مارسوا انتهاكات مختلفة.

يمكن أن نجد بين القوات المشاركة في القتال في الموصل قوات إيرانية تقدم استشارة ومساعدة مثل تمويل المليشيات المختلفة المقاتلة في الدولة. لقد شارك قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عدة مرات في القتال الدائر في العراق.

وثمة جهة هامة أخرى مشاركة في المعارك وهي المقاتلون الأتراك الذين ينشط جزء منهم في إقليم كردستان العراق في الدولة وينشط جزء آخر أيضا في قاعدة عسكرية بالقرب من الموصل. ولكن طلب رئيس الحكومة العراقي سحب القوات التركية من العراق، إلا أن تركيا ترفض الاستجابة.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
قائد قوة "قدس" في الحرس الثوري الإيراني‏‎،   الجنرال قاسم سليماني (Instagram)
قائد قوة "قدس" في الحرس الثوري الإيراني‏‎، الجنرال قاسم سليماني (Instagram)

إيران تنتظر قاسم سليماني

خدمات قاسم سليماني العسكرية المستمرة، علاقاته بقيادة النظام، وصورته العامة بصفته بطلا قوميا تساعده على الاندماج في السياسة الإيرانية إذا قرر القيام بذلك مستقبلا

في 15 أيلول نشر قائد قوة قدس التابعة للحرس الثوري، قاسم سليماني، بيانا خاصا انتقد فيه “تصريحات العدو” التي تهدف إلى إنشاء انقسام وخلاف داخلي في إيران، مؤكدا على أنّه يعتزم البقاء “جنديا” في خدمة المرشد الأعلى، النظام والشعب الإيراني حتى آخر حياته. بكلمات أخرى: عدم الترشّح في الانتخابات القادمة لرئاسة إيران.

وقد جاء بيان القائد العسكري الاستثنائي على خلفية تقارير نُشرت في الأشهر الماضية في الإعلام الإيراني والغربي حول نية المحافظين تقديم سليماني كمرشح نيابة عنهم في الانتخابات الرئاسية في أيار 2017. يهدف البيان إلى الرد أيضا على كلام الدبلوماسي الأمريكي المسؤول سابقا، دنيس روس، في مقابلة قدمها مؤخرا لمراسل المجلة السعودية “المجلة”، والتي ادعى فيها أنّ زيادة ممارسة الضغوط على إيران حول سياستها الإقليمية من شأنها أن تعزز مكانة المعتدلين بقيادة الرئيس روحاني وتضعف المتطرفين في الحرس الثوري، ومن بينهم قاسم سليماني.‎

قائد قوة قدس التابعة للحرس الثوري، الجنرال قاسم سليمانيضض
قائد قوة قدس التابعة للحرس الثوري، الجنرال قاسم سليمانيضض

وقد حظي بيان سليماني سريعا بالثناء من جميع أطياف الخارطة السياسية الإيرانية. وعرّفت وكالة الأنباء “فارس”، المتماهية مع الحرس الثوري، كلامه باعتباره “ردا حكيما على مشروع التدخل” الذي تقوده الولايات المتحدة بهدف تقسيم المجتمع الإيراني وتعميق التدخل الغربي في إيران.‎ وعلقت جهات متماهية مع المعسكر البراغماتي والإصلاحي بروح مشابهة.

ورحبت الصحافة الإصلاحية من خلال إعلان سليماني. في مقال بصحيفة “اعتماد” جاء فيه أنّه يجب الثناء على سليماني وتقديره على قراره الحكيم في البقاء في الساحة العسكرية والحفاظ بذلك على مكانته كـ “رمز وذخر للمجتمع”. وأشاد المقال بمساهمة قائد قوة قدس في الدفاع عن إيران في الحرب الإيرانية – العراقية وحتى الحرب الحالية ضدّ داعش، وكذلك بشجاعته وطابعه الأخلاقي.

۹۵/۶/۲۸ #امنیت

A video posted by Qasem Soleimani | قاسم سلیمانی (@ghasem.soleimani3) on

إن رؤيا سليماني نفسه، كما يبدو، محافظة، رغم أنه يمتنع بشكل عام عن الإعراب عن مواقفه في القضايا السياسية المثيرة للجدل. خلال أعمال شغب الطلاب الجامعيين في طهران في شهر تموز 1999 كان سليماني من بين الموقعين على رسالة أرسلها ضباط كبار في الحرس الثوري للرئيس الأسبق خاتمي، طالبوا فيها من الأخير بقمع أعمال الشغب بالقوة بل وهددوا بالتدخّل إن لم يستجب.

حتى لو عكست بعض مظاهر الفرحة والرضا من قبل الجانب الإصلاحي من إعلان سليماني إزالة ترشّحه عن جدول الأعمال، فإنّ التأييد الواسع الذي يحظى به في إيران في السنوات الأخيرة واضح، بل آخذ بالازدياد مع زيادة تعرضه للجمهور. أدى طرح اسم سليماني في إطار قضية إحباط محاولة اغتيال حياة سفير السعودية في واشنطن عام 2011، للمرة الأولى إلى موجة تصريحات تأييد غير مسبوقة له، وبلغت ذروتها بعد أن ظهرت دعوات في جلسات الكونغرس الأمريكي إلى اغتياله. في أعقاب تلك الدعوات أطلق متصفّحون إيرانيون حملة في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “كلنا قاسم سليماني”. وتمثّلَ تقدير الشعب لسليماني أيضا في أعقاب التعليقات الداعمة التي حظي بها من قبل المواطنين في أعقاب وفاة والدته في أيلول 2013. وأعرب الكثير من المتصفّحين في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم من يُعتبرون مؤيّدين للمعارضة الإصلاحية، عن حزنهم وأثنوا على سليماني لمساهمته في حماية البلاد.

https://www.youtube.com/watch?v=4XAWyjqKRpQ

أثارت مشاركة سليماني في الحملة العسكرية في العراق وسوريا والإنجازات التي نُسبت إليه في أعقاب ذلك تأييدا غير مسبوق لقائد كبير. نُشرت عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي توثقه في مواقع التواصل الاجتماعي، تم إنتاج فيلم عن حياته، نُشرت سيرته الذاتية، تم إصدار طابع بريدي تقديرا له، كوُتبت قصائد احتراما له بل رُفع مقطع فيديو في اليوتيوب باسم “جنرال إيراني”.

إن خدمات قاسم سليماني المستمرة في الحرس الثوري، علاقاته بقيادة النظام، وعلى رأسها المرشد الأعلى، علي خامنئي، وصورته العامة بصفته بطلا قوميا ومدافعا عن الوطن قد تساعده على الاندماج في السياسة الإيرانية إذا قرر القيام بذلك مستقبلا. لا يُشكل كل ذلك ضمانا لنجاحه في الساحة السياسية، ولكنه يشير إلى سر سحر مرتدي الزي العسكري أيضا في الجمهورية الإسلامية.

نُشر ها المقال للمرة الأولى في منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 578 كلمة
عرض أقل
قائد قوة "قدس" في الحرس الثوري الإيراني‏‎،   الجنرال قاسم سليماني (Instagram)
قائد قوة "قدس" في الحرس الثوري الإيراني‏‎، الجنرال قاسم سليماني (Instagram)

الإنستجرام ضدّ الجنرال الإيراني قاسم سليماني

العلاقات المتوترة بين الفيس بوك والإنستجرام وبين الحرس الثوري والجنرال الإيراني، قاسم سليماني، تزداد توترا وتتعقد

حذف موقع التواصل الاجتماعي، إنستجرام، أمس (الأربعاء) لوقت معين حساب قائد قوة “قدس” الحرس الثوري الإيراني‏‎، الجنرال قاسم سليماني. وفق تقارير وكالة الأنباء الإيرانية، فارس، فإن موقع إنستجرام التابع لشركة فيس بوك، لم يُفصّل الأسباب لإغلاق الحساب الذي يتابعه 320 ألف متابع. رغم ذلك، فقد أصبح اليوم الحساب نشطا مجددا.

وكما ما هو معروف، ليست هناك إمكانية وصول إلى الفيس بوك أو تويتر في إيران، والتواصل الوحيد الذي يسمح به النظام الإيراني للشبان الإيرانيين، مع العالم الخارجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو استخدام تطبيق الإنستجرام. وقد أبلغنا هذا الشهر عن إغلاق حسابات في الإنستجرام تابعة لشبان إيرانيين كثيرين وكذلك عن اعتقالاتهم لأنهم استخدموا الشبكة بهدف نشر رسائل معادية للإسلام والمجتمع.

‌‌‌ ماجرای تقدیر از یک پاسدار نمونه دوران #دفاع_مقدس

A video posted by Qasem Soleimani | قاسم سلیمانی (@ghasem.soleimani) on

ينشر د. راز تسيمط، خبير إسرائيلي للشؤون الإيرانية، في صفحته على الفيس، بين حين وآخر، تحديثات حول التطورات في المجتمع الإيراني وحول نضال الشبان الإيرانيين، والذين يناضل الكثير منهم من أجل الانفتاح وإزالة العقوبات على إمكانية الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي. يعتقد راز أن العلاقات بين الحرس الثوري والعالم الافتراضي مثل فيس بوك وإنستجرام ثنائية، إذ يتحفظ حوار المحافظين في إيران من مواقع التواصل الاجتماعي، من جهة، وقد تعلموا كيف يمكن استخدامها من جهة أخرى. رغم أنه لا يمكن، للوهلة الأولى، استخدام موقعي التواصل فيس بوك وإنستجرام في إيران، فإن ملايين الإيرانيين وكذلك كبار المسؤولين في النظام يستخدمونهما. هذه الظاهرة آخذة بالازدياد، ولا سيما، في السنوات الثلاث الأخيرة، من بين أمور أخرى، بسبب السياسة المنفتحة للرئيس حسن روحاني.‎

إن حالة سليماني استثنائية. كان يهدف النظام إلى عرض سليماني وموضعته في المقدمة بصفته بطلا حضاريا، وهذا جزء من الجهد الدعائي للنظام. يجد موقع فيس بوك نفسه ومواقع تواصل اجتماعية أخرى في الكثير من المرات معرضا لضغط من منظمات في الغرب تطالب بحظر استخدام خداماتها من قبل شخصيات مركزية في إيران. ولكن يدعي تسيمط أن هذه الجهود تفتقد إلى أي احتمال للنجاح تقريبا. وبعد إزالة حساب سليماني، ما زالت تظهر في النت حسابات باسمه. وقد وصل إلى شركة الفيس بوك المسؤولة عن الإنستجرام، سؤال حول سبب إغلاق الحساب ولكن لم ترد الإجابة بعد.

اقرأوا المزيد: 383 كلمة
عرض أقل
جندي من الحرس الثوري الإيراني (AFP)
جندي من الحرس الثوري الإيراني (AFP)

نظرة خاطفة إلى أعماق التدخّل الإيراني في سوريا

جندي إيراني من الحرس الثوري الذي يعمل في سوريا يجري مؤخرًا مقابلة، توفّر لمحة نادرة عمّا يحدث ميدانيًّا وتكشف عن تفاصيل كثيرة يحاول النظام إخفاءها

“يبلغ تعداد قوات حفظ النظام الإيراني في سوريا نحو 7,000 حتى 8,000 جندي حيث يتقاضى كل جندي 1,500 دولار شهريًّا. وتعود القوات إلى إيران مرة واحدة كل ثلاثة حتى أربعة أشهر لعطلة مدتها شهر، وتتلقّى أسرة كل شهيد منحة بقيمة 25 ألف دولار” – هذا هو جزء فقط من التفاصيل الحصرية التي صرح بها جندي من الحرس الثوري الذي لم يُكشف عن اسمه، في مقابلة أجريت معه قبل نحو شهر للصحيفة اليومية “كيهان”؛ وهي صحيفة إيرانية معارضة تصدر في لندن ومعروفة بمصداقيّتها بشكل عام. ورغم أهميتها، فلم تحظَ المقابلة بأي اهتمام في الإعلام الغربي.

تنضم هذه المقابلة إلى المعلومات الكثيرة التي نُشرت مؤخرا في الإعلام الإيراني المعارض حول العمل العسكري الإيراني في سوريا. وتجدر الإشارة إلى التذكير أنّ مصداقية وسائل الإعلام الإيرانية كثيرا ما تكون موضع شك، ولذا يجب التعامل مع هذه المعلومات بحذر. وما زال هذا التقرير، حتى لو كان جزء كبير منه غير موثوقا، ومقارنته مع مصادر خارجية تشير إلى أن هذا ما حدث، يسلّط الكثير من الضوء تحديدا على النقاط نفسها التي يطمح النظام الإيراني في إخفائها، ويكشف ما وراء الكواليس في القتال الإيراني في سوريا.

“المدافعون عن الأراضي المقدّسة”

تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)
تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)

يكرّر مسؤولو النظام الإيراني التأكيد أنّ طهران لا تشارك في المعارك ضدّ داعش، جبهة النصرة وسائر المتمردين السوريين. في نظرهم، فإنّ طهران ترسل فقط مستشارين وترشد القوات المقاتلة. إنّ الاستراتيجية التي تقف خلف هذه المحاولة في إخفاء مشاركة إيران في القتال هي الرغبة في تجنب المواجهة الإقليمية الشيعية – السنية. إن مواجهة كهذه، ستضع المعسكر الشيعي في موقف سيّء لكونه أقلية في العالم الإسلامي.

ومع ذلك، فالحقائق في الواقع تشير إلى غير ذلك. ففي الأشهر الأخيرة، تقود إيران معركة برية واسعة في سوريا بهدف تحرير أراضٍ مهمة سُلبت من يد نظام الأسد. بل إنّ الإعلام الإيراني يبث التقارير بشكل ثابت حول سقوط جنود إيرانيين – ضباط كبار إلى جانب قوى ثانوية – بالإضافة إلى متطوّعين، إلى جانب عناصر الميليشيات الشيعية العراقية، الأفغانية والباكستانية، المدعومة من قبل قوات قدس التابعة للحرس الثوري. تُدعى هذه المجموعة في الإعلام الإيراني “مدافعان حرم”، أي “المدافعون عن الأماكن المقدسة”. وذلك رغم أنهم يُقتلون في حلب وفي سائر نقاط القتال في سوريا، البعيدة عن قبر زينب في دمشق، والذين يُستدعون من أجل الدفاع عنه.

يبلغ تعداد قوات حفظ النظام الإيراني في سوريا نحو 7,000 حتى 8,000 جندي حيث يتقاضى كل جندي 1,500 دولار شهريًّا

هكذا يتحدث الجندي عن تفاصيل حول نقاط تجنيد المتطوعين في معسكرات الحرس الثوري:

“أعلن الحرس الثوري بأنّ لديه فقط مستشارون [في سوريا] ولكن الأمر ليس كذلك. إذا دخلتَ سرّا إلى المعسكرات الرئيسية للحرس الثوري سترى أنّ هناك لافتات مثبّتة بشكل علني لتسجيل المتطوعين من جميع صفوف التنظيمات وجميع الشرائح العمرية للانضمام إلى قوات المدافعين عن الأماكن المقدسة”.

وكما تسرّب في الإعلام الغربي، فقد أجرى قائد قوات قدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، قائد عمليات الحرس الثوري خارج إيران والمسؤول عن الكفاح من أجل إنقاذ الأسد، في تموز الماضي زيارة إلى موسكو، حيث التقى هناك بمسؤولين روس ومن بينهم بوتين وتناقشوا حول وضع المعارك في سوريا. وفقا لهذه التقارير، فقد كانت الزيارة مَعلَمًا حاسما في قرار بوتين بإطلاق قوة عسكرية إلى سوريا والمشاركة بشكل فاعل في المعارك. لقد نفت طهران بشدّة هذه الزيارة على مدى أشهر طويلة، وفي كانون الأول 2015، عندما شعرت بأنّ الأجواء الدولية تسمح بذلك على ضوء تصاعد عمليات داعش في الغرب، اعترفت بحدوثها. وقد أكّد جندي الحرس الثوري في المقابلة المبرّر الذي وقف خلف زيارة سليماني إلى موسكو، موضحا أنّ الاعتبارات العملية التي تقف خلف زيادة القوات الروسية والإيرانية في سوريا هي مساعدة الجيش السوري المنهار وغير المدرّب في حرب العصابات:

“وقد زار قاسم سليماني قبل ثلاثة حتى أربعة أشهر روسيا، والتقى هناك بمسؤولين عسكريين وبعض المسؤولين السياسيين الروس. تطمح روسيا وإيران أيضا إلى بقاء بشار الأسد في الحكم. ومع ذلك، فإنّ استمرار الحرب قد قلّص من الموارد المالية لنظام الأسد. من جهة، بسبب كمية الخسائر الكبيرة في الجيش السوري، فهو غير قادر على الاستمرار في الحرب لوحده. وهناك العديد من التقارير التي تقول إنّ الجيش السوري يعاني من استنزاف شديد لقوات حفظ النظام الخاصة به. ومن جهة أخرى، هناك مشكلة أكبر وهي أنّ قوات داعش والجيش السوري الحرّ بالإضافة إلى جبهة النصرة قد راكمت خبرة كافية ولم يُدخل أفرادها أنفسهم بعد في حروب تقليدية ومباشرة، وإنما يضربون القوات الداعمة للأسد بطريقة [حرب] العصابات. بهذا الشكل قُيّدت أيدي الأسد لأنّ مجال العمل الذي هو على دراية به هو المواجهة المباشرة وليس [حرب] العصابات”.

من بين المتطوعين، تجري قوات الحرس الثوري عملية بحث دقيقة وترسلهم إلى سوريا بعد التدريب. على المتطوعين أن يجتازوا [التدريبات لمدة] نحو 45 يوما في عدة ثكنات داخل طهران، بالإضافة إلى تدريبات حصرية في ثكنات بلبنان وسوريا

“خرج الكثير من الجنود من سوريا مع عائلتهم. وهناك مجموعة أخرى [من الجنود] أخرَج أفرادها أسرهم من سوريا وبقوا وحدهم في البلاد ليقاتلوا. وقد أدى النقص في القدرات العسكرية إلى دعم روسيا للأسد جوّا وبواسطة طائرات حربية وصواريخ بعيدة المدى، وعزّزت إيران قواتها البرية لتعويض جيش بشار الأسد. ومن أجل ذلك، بالإضافة إلى الضباط الكبار، فقد أُرسِلت [من إيران] إلى سوريا أيضًا قوات متوسطة المستوى وضباط صغار. تبقى تلك القوات المُرسَلة في سوريا لنحو ثلاثة حتى أربعة أشهر وتحصل على عطلة [في إيران] مدتها ما يقارب الشهر”.

منظومة تجنيد مشحّمة

الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الاسلامية (AFP)
الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الاسلامية (AFP)

في أعقاب الخسائر التي تلقتها إيران في المعارك بسوريا، شكّك باحثون غربيون بخصوص قدرة القوات الإيرانية العسكرية في سوريا. وقد صرح جندي الحرس الثوري في المقابلة عن تفاصيل جديدة حول طريقة التجنيد والتدريب للمتطوعين، والتي تشمل أيضا تدريبات في سوريا ولبنان، بطبيعة الحال بالتعاون مع حزب الله:

“في بعض الاحتفالات والمؤتمرات الدينية تُوزّع منشورات تدعو إلى التسجيل للدفاع عن الأماكن المقدسة. وفي بعض المساجد يستقبلون المتطوعين. إنه مجرد أمر رمزي. ومن بين المتطوعين، تجري قوات الحرس الثوري عملية بحث دقيقة وترسلهم إلى سوريا بعد التدريب. على المتطوعين أن يجتازوا [التدريبات لمدة] نحو 45 يوما في عدة ثكنات داخل طهران كثكنة أمين المؤمنين، بالإضافة إلى تدريبات حصرية في ثكنات بلبنان وسوريا. يكون بعض الدروس نظريا، مثل تعليم اللغة العربية والتعرّف على جغرافية سوريا ومناطق الصراع. توافق القيادة العامة للحرس الثوري، والتي تنسّق مع مكتب القائد [خامنئي] على تسجيل جميع الأشخاص المرسَلين، بل والمتطوعين. وقد ذهب العديد من الأشخاص إلى سوريا أيضا دون أن يخدموا [مطلقا] في الحرس الثوري وهم يقاتلون هناك”.

رغم النفي الإيراني حول المشاركة الفاعلة في المعارك بسوريا، ففي مواقع هامشية في الإعلام الإيراني تنتشر أخبار يُدعى فيها الشعب إلى التسجيل لصالح الانضمام إلى “المدافعين عن الأماكن المقدسة” (انظروا إلى الصورة على اليسار). في الاستمارات، يُطلب من الراغبين في الانضمام ملء المعلومات الشخصية وإبقاء سبل التواصل من أجل مشاركتهم في المعارك بسوريا.

مدافعان حرم
مدافعان حرم

وأضاف جندي الحرس الثوري موضحا في المقابلة أنّه فقط جزء من المتطوعين الراغبين في الانضمام إلى القتال في سوريا يتم قبولهم ويجتازون عملية التدريب السرية، حيث يأتي معظمهم من قوات الباسيج (وهي ميليشيا شبه عسكرية). وإلى جانبهم، هناك متطوعون آخرون تم رفضهم ولكن رغم ذلك يأتون إلى مراكز القتال ويُقاتلون دون إعلام أسرهم بشيء عن مصيرهم:

إذن، في الواقع فقط قوات حصرية يتم إرسالها إلى سوريا؟

“نعم. الأشخاص الذين يتم إرسالهم من قبل الحرس الثوري، رغم أنهم يعملون هناك [أي في سوريا] باسم سرّي، فإنّ ملفهم الكامل [الذي يشمل] اسمهم، معلومات تاريخ إرسالهم، بالإضافة إلى الراتب ونوع المهمة يكون في إيران”.

من هم هؤلاء الأشخاص؟ من أي أطر يأتون؟

“إنهم أعضاء الباسيج، الذين يؤمنون أنّ عليهم أن يخدموا جيش الإسلام هناك. يتوجه الكثيرون منهم من أجل التسجيل وكي يتم إرسالهم طوعا، ولكن ليس لدينا تجنيد عام. [فقط] قسم يتم قبوله وكان هناك أيضًا من قدِم [إلى سوريا] عن طريق تركيا ولبنان. بطبيعة الحال فإنّ الانضمام بهذه الطريقة إلى القوات التي تحارب داعش والنصرة صعب جدّا، ولا يتم قبول بعضهم ولذلك يضطرون إلى العودة [إلى إيران]”.

هل هؤلاء الذين يتطوّعون بشكل حرّ للقتال في سوريا يحصلون على أجور من مصدر ما؟

“لا، فإن الحرس الثوري يدفع فقط أجور المدافعين عن الأماكن المقدسة. وتذهب البقية إلى هناك على أساس إيمانها فقط. يُقتل الكثير منهم ولا تعرف أسرهم شيئا عن مصيرهم…”.

معركة باهظة الثمن

شركة الطيران الإيرانية ماهان إير (AFP)
شركة الطيران الإيرانية ماهان إير (AFP)

في الأيام التي يتساءل فيها الكثيرون إلى أين سيُوجّه النظام الإيراني الأموال والأرباح التي سيحصل عليها نتيجة صفقة النووي وإزالة العقوبات، من المُستحسن الإصغاء إلى أقوال الجندي الإيراني حول النفقات المالية التي يدفعها النظام الإيراني الإسلامي لصالح مشاركته المباشرة في المعارك بسوريا. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ تعداد القوة الإيرانية في سوريا حتى ثمانية آلاف جندي، أي أربعة أضعاف التقديرات من قبل دوائر أمنية كبيرة في الغرب والتي تُقدّر أن عدد تلك القوات هو ألفي جندي على الأكثر. وفي هذا الشأن يُوضح الجندي:

“يبلغ الأجر الشهري [للمقاتل الإيراني في سوريا] 1,500 دولار في الشهر، وتُقدّم المزايا بحسب الحالة…”. لقد كلّف الوجود الإيراني في سوريا ثمنا باهظا. في المتوسط، فإنّ نحو 7 إلى 8 آلاف من القوات الإيرانية تشارك في الحرب بسوريا، حيث يحصل كل واحد من القوات، على الأقل، على أجر شهري يصل نحو 5-6 ملايين تومان (نحو 1,700 دولار). أضف إلى هذه القائمة المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، الدعم اللوجستي، المساعدة في النقل ونفقات أخرى كثيرة. كل واحد من قوات “المدافعين عن الأماكن المقدسة” والذي يُخاطر بنفسه يحصل على ما يقارب 45 إلى 90 مليون تومان، (نحو 25 ألف دولار). بالإضافة إلى ذلك تُقدّم قوات قدس أموالا لكتيبة الفاطميين – الأفغان والباكستانيين. يكلفنا نقل الجثث والجرحى أيضا نفقات مالية والتي تفرضها علينا الحرب في سوريا… أصبح إرسال القوات إلى سوريا موضع التندّر في أوساط الأصدقاء في الحرس الثوري وهكذا اعتيد على القول مازحين لكل من يعاني من نقص مالي ويشكو من أجره: “مع الاحترام، إلى الأماكن المقدسة” [أي اذهب إلى سوريا ودافع عن الأماكن المقدسة]”.

وإلى جانب المكافآت المالية، تبذل القيادة الإيرانية جهودا دعائية كبيرة من أجل تنمية القوات الإيرانية وتشجيع إرسالها إلى سوريا وزيادة الدافعية في أوساط القوات الإيرانية المقاتلة. في هذا الإطار، صرّح مسؤولون في النظام أنّ الاستشهاد في الدفاع عن الأماكن المقدسة في سوريا والعراق يمنح المتوفى مكانة أعلى أيضا من المكانة التي حظي بها شهداء الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988). لذلك، عندما سُئل إذا ما كان الدافع وراء انضمام المتطوعين إلى المعارك في سوريا أيديولوجيا أم اقتصاديا، قال الجندي إنّ الكثيرين يقومون بذلك بدافع إيمانهم وليس لدوافع مالية:

تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)
تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)

“من الصعب أن نقدّر ما الذي يدفع الناس إلى الدفاع عن الأماكن المقدسة. شخصيًّا، أعتقد أنّهم ينضمّون إلى الحرب لأسباب مالية، ولكن ربما يكون ذلك مؤثرا بدرجة ما. في الواقع فإنّ هؤلاء الذين يشاركون في [الحرب] يفعلون ذلك بدافع الإيمان…”.

كان أحد الموضوعات الأخرى التي طُرحت في النقاش خلال المقابلة هو طرق نقل قوات الحرس الثوري من إيران إلى سوريا. لقد أثير مؤخرا نقاش في الولايات المتحدة حول شركة الطيران الإيرانية “ماهان إير”، ولماذا لا تعمل الإدارة الأمريكية ضدّها. الشركة مشمولة في القائمة السوداء من العقوبات الأمريكية منذ العام 2013، رغم أنها تنقل قوات الحرس الثوري من إيران إلى سوريا. وفي المقابل تسمح شركات آسيوية وأوروبية لهذه الشركة بالعمل كالمعتاد، رغم أنها في الواقع تعمل في خدمة الحرس الثوري كشركة طيران عسكرية بكل معنى الكلمة. وهكذا تم التوضيح في المقابلة:

أين يجري داخل إيران التسجيل للإرسال [إلى سوريا]؟

“إمّا عن طريق الحرس الثوري، حيث تكون عملية التجنيد هناك غير علنية، وإما أن يخرجوا إلى النجف وإلى سوريا بشكل حرّ. أولئك الذين يخرجون مباشرة [إلى سوريا] يجب أن يكون بحوزتهم جواز سفر وتأشيرة دخول إلى سوريا، وعددهم قليل لأنّ عدد المعارك كبير إلى درجة أنّ الرحلات الجوية إلى سوريا قد تقلص”.

كيف يتم نقل الوسائل القتالية؟

يبلغ الأجر الشهري [للمقاتل الإيراني في سوريا] 1,500 دولار في الشهر

“لا يتم نقل وسائل قتاليّة كثيرة من إيران إلى سوريا. ويتم نقل الأسلحة شبه الثقيلة والثقيلة بواسطة طائرات. فلا شيء تقريبا يُرسل برّا. يتم بعض عمليات النقل بواسطة السفن عن طريق الخليج العربي، والبقية عن طريق الرحلات الجوية”.

هل هي رحلات جوية عسكريّة؟

“كلا، معظم ما يتم إرساله يتم عن طريق مطار الإمام الخميني، طائرات تابعة لشركة الطيران ماهان [إير]”.

ولكن ماهان إير هي شركة خاصة، أليس كذلك؟

“نعم، ولكن بالنسبة لهم هذا لا يهمّ. إذا كانت رحلة جوية عادية إلى سوريا والتي تشمل مسافرين [مدنيين] فلا يُرسل من خلالها عتاد عسكري ولكن أحيانا يقوم الحرس الثوري برحلات جوية مستأجرة”.

ألا يوجد بديل وفق التعبير الفرنسي لـ “جزمات على الأرض”؟

على ما يبدو، فقد كان يفترض أن يوفّر الغطاء الجوي الروسي والمشاركة الإيرانية في المعارك للجيش السوري ولحزب الله تفوّقا على أعدائهم في نقاط المواجهة، والتسبب بالتحرير السريع للأراضي التي سُلبت من نظام الأسد. ولكن الجندي الإيراني أشار في المقابلة إلى نقص في القوات البرية، وعدم قدرة قوات حفظ النظام الحالية على التعامل مع كثرة المهام، التطورات التي تجرّ بحسب زعمه إلى استمرار المعارك وتأخير تحرير الأراضي المحتلة. بحسب كلامه، عندما يتم تحرير مناطق من أيدي داعش وجبهة النصرة، تُحتل من جديد من قبلهما بسبب النقص في قوة برّية سورية أو موالية لسوريا كي تسيطر على الأرض:

“صحيح أن روسيا توفر دعما جوّيا فعالا ولكن المهام المتقدّمة وتحرير الأراضي يجب أن تتم عن طريق قوات برية… بعض قوات الأسد منتشرة داخل المدن ومسؤولة عن حماية المراكز الإدارية، الأجهزة ومعسكرات الجيش، وبعضها مسؤول عن حماية المنشآت الحساسة كالمطارات، معامل التكرير، محطات الكهرباء والسدود. من جهة أخرى، من أجل تحقيق تقدّم وتحرير الأراضي يجب أن يكون هناك ما يكفي من القوات البرية ولكنها مشغولة في عدة جبهات. لهذا السبب فإنّ تحرير الأراضي يحدث ببطء. إنّ تركّز القوات في عدّة محاور يؤدي إلى استمرار المعارك، وإلى احتلال الأراضي مجدّدا من قبل داعش أو جبهة النصرة”.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 2064 كلمة
عرض أقل