كيري ونتنياهو يجتمعان في القدس (Flash90)
كيري ونتنياهو يجتمعان في القدس (Flash90)

يجدر التأكد من عدم كون الاتفاق النهائي مع إيران “سيّئًا جدًّا”

ثمة هدف استراتيجي مشترك للولايات المتحدة وإسرائيل وهو منع تسلح إيران بالسلاح النووي. مع ذلك يوجد بينهما فارق ضخم في السؤال كيف يتم تحقيق هدف إيقاف تسلح جيش إيران بالسلاح النووي

إن الاختلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة في قضية الإجابة على التحدي النووي الإيراني خرج هذا الأسبوع من الغرف المغلقة ليتصدر عناوين الصحف وليشكّل تضاربًا واضحًا على محطات التلفاز. ثمة هدف استراتيجي مشترك للولايات المتحدة وإسرائيل وهو منع تسلح إيران بالسلاح النووي. مع ذلك يوجد بينهما فارق ضخم في من حيث السؤال كيف يمكن التوصل إلى هدف توقيف تسلح جيش إيران بالسلاح النووي ؟، ما هي الاستراتيجية السليمة في هذه اللحظة ؟، وإلى أين ستؤدي الاتفاقية الأولية التي ستقف في مركز الجولة الثانية من المحادثات في العشرين من تشرين الثاني من عام 2013.

توافق الدولتان على أنه فقط يدان ضاغطتان يمكنهما تغيير الاستراتيجية الإيرانية، الموجهة نحو القدرات النووية العسكرية: ذراع العقوبات وذراع التهديد الجاد بالهجوم العسكري. رغم ذلك، توجد بين الدولتين فوارق كبيرة في تقديرهما حجم، نجاعة وتوقيت تشغيل الذراعين.

أولا، من المهم التوضيح أن هدف المفاوضات في جنيف في هذه الأيام، هو التوصل إلى “اتفاقية خطوة أولى”، وليس للاتفاقية “النهائية الشاملة” التي يجب التوصل إليها في المستقبل بعد ستة أشهر أخرى من المفاوضات.

يرى الأمريكيون في “الاتفاقية الأولية” ممرًا للمفاوضات حول الاتفاقية الكاملة والنهائية واختبارًا جديًا لتغيير السلوك الإيراني بعد انتخاب روحاني. من وجهة نظرهم، هنالك أهمية لتحسين الجو وتشجيع القوى “المعتدلة” في إيران. هنالك أيضًا تقدم في حقيقة توقيف تأسس وتقدم البرنامج النووي الإيراني، للمرة الأولى منذ عام 2003. إن البديل لعدم التوصل إلى اتفاقية، بنظر الأمريكيين، هو استمرار التقدم الإيراني نحو القنبلة. وفقًا لأقوال كبار المسؤولين في الإدارة فإن الثمن الذي سيدفعونه في تخفيف العقوبات هو منخفض. وفق تقديراتهم، فإن ذراع العقوبات ستبقى أيضًا بعد التخفيف: ستبقى العقوبات المركزية حول تصدير النفط وعلى القطاع المالي سارية المفعول وستستمر في كونها ذراعًا حقيقية، كذلك بعد تخفيف العقوبات، وقبيل تشكيل الاتفاقية النهائية.

محادثات جنيف بين إيران والدول العظمى (AFP)
محادثات جنيف بين إيران والدول العظمى (AFP)

من جهة أخرى، من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية، فإن الخطوة الأمريكية خطيرة وخاطئة. تلاحظ إسرائيل طموحًا أمريكيًا للتوصل إلى اتفاقية بأي ثمن تقريبًا، وإمكانية إضاعة فرصة تاريخية لرفع تحصيلات ضغط العقوبات الشاملة، التي تم فرضها على إيران في السنة الأخيرة. إضافة إلى ذلك، يخشى الإسرائيليون من أن تخفيف العقوبات هو أمر هام وسيقلل الضغط على إيران وربما سيسبب حتى في انهيار نظام العقوبات، لأن “الكثير من الدول الأعضاء ستسارع في إقامة مشاريع في إيران”. والأسوأ من ذلك كله هو التقدير بأنه في هذا السيناريو سيبقى الأمريكيون دون ذراع في المفاوضات التالية لتحصيل “الاتفاقية النهائية”. من وجهة نظر الإسرائيليين، هنالك خوف كبير من أن لا تتوصل الدول العظمى إلى “اتفاقية نهائية” مع إيران، كذلك بعد مرور ستة أشهر. إن الإيرانيين، متحررون من ضغط العقوبات، وسيعودون إلى النشاط الكامل في الشأن النووي الخاص بهم على جميع جوانبه، ومنها مستويات تخصيب متوسطة وحتى أعلى من 20%، إضافة الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، تشغيل الفرن بأراك وحتى تطوير مركبات في البرنامج النووي.

المنشأة النوويّة في أراك (مصدر الصورة: ويكيبيديا)
المنشأة النوويّة في أراك (مصدر الصورة: ويكيبيديا)

يثير تحليل الموقف الأمريكي لدي قلقًا كبيرًا، لأن الأمريكيين لن يكونوا مستعدين للتوصل إلى إمكانية تشغيل أذرعهم في حال فشل المحادثات بعد ستة أشهر. زيادة على ذلك، يبدو أنهم لن يعلنوا عن فشل عملية المفاوضات مع إيران حتى لو لم يتوصلوا إلى اتفاقية. هنالك خوف أن تتحوّل الاتفاقية الأولية إلى اتفاقية ثابتة التي يجدر تعريفها بشكل قاطع على أنها اتفاقية سيئة للغاية. إن معنى الاعتراف بفشل المفاوضات هو الاختيار ما بين إمكانية تشغيل الإمكانية العسكرية وهي خطوة يبعد عنها الأمريكيون منذ البداية حتى الآن، وبين إمكانية تقوية منظومة العقوبات، بحيث “تدفع” إيران، ما يخشونه، إلى المضي نحو القنبلة. التخوف من حرب ثالثة في الشرق الأوسط، صدمة الحروب الطويلة وغير الناجحة في العراق وأفغانستان وعدم ثقة الأمريكيين بالإمكانية العسكرية لخطوة جوية، مركزة وجراحية، يخفض بشكل مقلق موثوقية الذراع العسكرية أمام إيران. الجدالات المقبولة اليوم في واشنطن هي: “ستؤدي العملية العسكرية، على أية حال، إلى عملية دبلوماسية، حيث أنه من الصواب الانتقال مباشرة إلى الدبلوماسية” و”ستؤجل العملية العسكرية البرنامج فقط ولن توقفه”. تعزز هذه الادعاءات القلق في إسرائيل من توطيد الميل إلى قبول إيران نووية وتقوية الداعمين لاستراتيجية “التخفيف والردع”. يمكن التقدير أنه إذا لم يتم تجسير عدم الثقة بين الدولتين وإذا استمرت موثوقية الأذرع الأمريكية للتوصل إلى حلول دبلوماسية في التآكل، فإن الاحتمال العسكري الإسرائيلي، كالرد الوحيد على تحدي البرنامج النووي الإيراني، سيعود ليصبح ذا صلة.

وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان (AFP)
وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان (AFP)

ثمة أهمية كبيرة لإعادة الملائمة الاستراتيجية والتكتيكية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل بلوغ الهدف المشترك لإيقاف امتلاك إيران للسلاح النووي. إنه في غاية الأهمية، أن يتم إرجاع الثقة بين الدولتين على مستوى الرقابة رفيعة المستوى، الرئاسي وخاصة على مستوى القيادة. فيما يلي سبع توصيات لسياسة في حال تم تنفيذها سيكون لها إسهامًا فعليًا لبلوغ الهدف المشترك:

  1. من المهم أن توضح الولايات المتحدة وإسرائيل الاختلاف الذي بينهما بشأن تفاصيل “الاتفاقية الأولية”. على الولايات المتحدة أن توضح لإسرائيل ما هي التسهيلات في العقوبات، التي يتم تداولها الآن، وهل تتجاوز بشكل ملموس تلك التي تم عرضها أمام إسرائيل. إن التوضيح مهم لإعادة الثقة بين الطرفين. إن تبادل الاتهامات حول السؤال فيما إذا كانت إسرائيل تعرف الاتفاقية لا يعزز الثقة بين الدولتين ولا يساهم بإجراء محادثات موضوعية في مسألة الاتفاقية الأولية وتأثيرها على الاتفاقية النهائية. الشفافية في العمل وإعلام إسرائيل بتفاصيل المفاوضات ضرورية لتحويل الحديث من محطات الأخبار إلى غرف صناعي القرار وإلى خطوط الاتصال السرية.
  2. يجب التأكد من أنه في الاتفاقية الأولية المقترحة، يتم شمل كحد أدنى، تحويل كل اليورانيوم المخصب إلى نسبة 20% بحيث لا يمكن للإيرانيين استخدامه لتحويله إلى سلاح؛ إيقاف إنشاء الفرن البلوتوني؛ عدم تشغيل الأجهزة الطاردة من المراكز المتطورة؛ وتعزيز التفتيش وفق البروتوكول الإضافي. من دون هذه المركبات، ليست هنالك أهمية “لتوقيف الساعة النووية” الإيرانية. كذلك من المهم التأكد أن تخفيف العقوبات، الممنوح للإيرانيين في نطاق الاتفاقية، قابل للانقلاب، وأنه لا ينهك بالفعل نظام العقوبات ولا يضعف الذراع المركزية المتبقية، مما سيتيح تغيير الاستراتيجية الإيرانية في المستقبل.
  3. من المهم أن توضح الولايات المتحدة أن “الاتفاقية الأولية” لا تمنح إيران شرعية لنشاطاتها النووية. هنالك خوف كبير أن الاعتراف باستمرار النشاطات الإيرانية يشكل انسحابًا من متطلبات المجتمع الدولي، كما تجسد في قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1773، طلب فيه من إيران إيقاف نشاطها النووي بكامله فورًا.
  4. من المهم أن توضح الولايات المتحدة أن “الاتفاقية الأولية” سارية المفعول فقط لستة أشهر ولن تستمر العملية دون قيد زمني. من الضروري أن تعرف إسرائيل وواشنطن معايير “النجاح” أو “الفشل” في الاتفاقية النهائية، وهي اتفاقية يصح أن يتم توجيه كل الاهتمام والطاقة الدبلوماسية نحوها. من المهم أن نبقى على “الصفحة ذاتها” في القضايا المركزية السبع للاتفاقية النهائية: مستوى التخصيب في البرنامج الإيراني، عدد الأجهزة الطاردة من المركز، مخازن المواد التي ستخرج من إيران، مستقبل فوردو، عدم تفعيل الفرن البلوتوني في أراك، مدى التفتيش المستقبلي على البرنامج وإغلاق الملفات المفتوحة في قضايا السلاح. وكذلك من المهم التوصل إلى اتفاق حول مؤشرات صفقة جيدة، مقبولة أو سيئة.
  5. الموافقة مع الإدارة على برنامج “ب”، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاقية وذلك بعدة سيناريوهات: عدم تحقيق الاتفاقية الأولية، خرق إيران الاتفاقية؛ عدم التوصل إلى اتفاقية كاملة في نهاية الأشهر الستة من المفاوضات.
  6. من المهم أن تعود الولايات المتحدة وتمنح موثوقية للتهديد بأن “جميع الإمكانيات مطروحة على الطاولة” من أجل تقوية ذراع الضغط العسكري على إيران. “فن الحرب”، هو بلوغ أهداف استراتيجية بأقل ما يمكن من الموارد والوقت وبتقليص المخاطر. التهديد باستخدام القدرات العسكرية الأمريكية، والتي هي أكثر القدرات تأثيرًا في العالم، يمكنه في نهاية الأمر أن يمنع الحاجة إلى تشغيلها. من أجل تقوية التهديد الأمريكي، على الولايات المتحدة أن تشعر بجاهزيتها للعمل، وليس فقط في التصريحات (التي ضعفت كثيرًا في الأشهر الأخيرة)، وأن الاحتمال العسكري ذو موثوقية وساري المفعول.
  7. من المهم أن توضح الولايات المتحدة أنه إذا فشلت المحادثات فإن دورة أخرى من العقوبات سوف تبدأ. كذلك تتطلب أيضا الموثوقية بالحزم الأمريكي لتقوية العقوبات. ويستطيع الكونغرس الأمريكي قيادة خطوة أخرى من العقوبات بنجاعة. هذه الخطوة ستكون قائمة وسيكون تشغيلها مشروطًا في حال فشلت المحادثات.

للإجمال – ثمة مصلحة وطنية واضحة ومعلنة للولايات المتحدة وإسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة لبقية الدول العظمى وقسم من الدول العربية، وهي إبعاد إيران عن القدرة على صنع سلاح نووي. من المهم جدًا الحفاظ على التعاون والتنسيق قبل المفاوضات حول الاتفاقية النهائية، وعدم فقدان الثقة بين الطرفين في مرحلة “الاتفاقية الأولية”. من المهم أيضًا إعادة الثقة والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والموافقة على شروط “اتفاقية نهائية وكاملة” مقبولة. على الولايات المتحدة أن تضمن أن الاتفاقية الأولية لا تتحوّل إلى اتفاقية نهائية، تبقي إيران فيها بجميع قدراتها النووية وجاهزة للتوصل إلى قنبلة ذرية في وقت قصير. تقوية الموثوقية على عزم الولايات المتحدة والدول العظمى على تشغيل جميع الأذرع التي بحوزتها، من أجل إيقاف البرنامج النووي الإيراني، إنها شرط أساسي للنجاح في المفاوضات المستقبلية بشأن الاتفاقية النهائية مع إيران.

نشر المقال لأول مرة على موقع المعهد لأبحاث الأمن الوطني في إسرائيل الـ INSS

اقرأوا المزيد: 1330 كلمة
عرض أقل
المنشأة النوويّة في نطنز (مصدر الصورة: ويكيبيديا)
المنشأة النوويّة في نطنز (مصدر الصورة: ويكيبيديا)

4 ـ 6 أشهر تفصل إيران عن امتلاك قنبلة نووية

نشر مركز الأبحاث الأمريكي “ISIS" تقريرًا أشار فيه إلى أن إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية يصل وزنها 25 كيلوغرامًا تقريبًا، في حال استخدمت طهران كل ما لديها من اليورانيوم المخصب إلى درجة 20%.

في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات والاتصالات بين الولايات المتحدة والدول العظمى من جهة وبين إيران من جهة أخرى، نشر مركز الأبحاث الأمريكي المتخصص في شؤون الأمن “ISIS”، أن مدة زمنية تتراوح من 4 حتى 6 أشهر، تفصل طهران عن امتلاك قدرات نووية عسكرية في حال قررت استخدام جميع ما لديها من يورانيوم مخصب حتى نسبة 20%.

تطرق نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بن ردوس، في الوقت نفسه، إلى المفاوضات الدائرة حول برنامج إيران النووي وقال إن الولايات المتحدة ترغب في رؤية خطوات فعلية وحقيقية من جانب إيران، قبل أن تفكر واشنطن في إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وأشار رودس إلى أن إحدى الطرق التي تتم دراستها والتفكير فيها هي رفع القيود المفروضة على ممتلكات إيرانية. ودعا المسؤول في الأمن القومي الأمريكي الكونجرس إلى دراسة إمكانية القيام بخطوات لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران كلما تقدمت الاتصالات بين إيران والغرب.

المحادثات النووية في جنيف (AFP)
المحادثات النووية في جنيف (AFP)

جاء التقرير الذي أصدره مركز الأبحاث الأمريكي، بعد أسبوع من انتهاء الجولة الأولى من الاتصالات بين مسؤولين إيرانيين وممثلين عن الدول العظمى في جنيف. كما تتضارب المعلومات التي نشرها المركز المذكور والتقديرات التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وهي تقديرات تتحدث عن أن إيران تحتاج إلى عام كامل، على الأقل، من أجل الوصول إلى امتلاك قدرات نووية عسكرية.

توقع طاقم البحث في المركز الأمريكي، في بداية الشهر الجاري، أن تحتاج طهران إلى 8 أشهر تقريبًا من أجل تصنيع السلاح النووي. وقال في حينه، رئيس ومؤسس المركز “دافيد اولبرايت” وخلال كلمة له أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، إنه سيكون بإمكان إيران، حتى منتصف العام 2014، تصنيع سلاح نووي على أساس كمية اليورانيوم المخصب التي بحوزتها وهي كمية مخصبة بمستوى منخفض. وحسب اولبرايت، فإن إيران ضخت استثمارات كبيرة في مشروعها النووي خلال الـ 30 عامًا الأخيرة، وأن معظم نشاطات إيران في هذا المجال كانت تتم بصورة سرية عبر عمليات شراء تتم في السوق السوداء. ويرى اولبرايت أن هذه الجهود والمساعي التي تقوم بها طهران لا تتلاءم مع الادعاءات الإيرانية التي تقول بأن هدف إيران هو امتلاك برنامج نووي سلمي.

وجاء في التقرير الصادر عن المركز الأمريكي، أن الاستراتيجية التي يجب اتباعها من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، هي منع طهران من جمع كمية كافية من المواد التي تساعدها في صناعة السلاح النووي.

وأضاف القائمون على إعداد هذا التقرير أن الوقت القصير الذي تحتاجه إيران لتصنيع قنبلتها النووية، ستكون له تأثيرات حقيقية على المفاوضات مع الدول العظمى في الغرب.

وبالعودة إلى أقوال اولبرايت، فإنه بالإضافة إلى المواقع تحت الأرض في “نتناز” و “فوردو”، أعلنت إيران عن نيتها إقامة 10 مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم. كما أن هناك شكوكًا حقيقية بأن النظام في طهران يقوم ببناء مفاعل نووي جديد بصورة سرية.

يًشار إلى أنه ستُعقد الجولة القادمة من المفاوضات بين إيران والغرب في الـ 7 من شهر تشرين ثاني القادم في جنيف.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
حسن روحانی (ATTA KENARE / AFP)
حسن روحانی (ATTA KENARE / AFP)

ماذا سيقترح روحاني على الدول العظمى؟

صحيفة أمريكية: إيـران على استعداد لتجميد تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20%، ويمكن أيضًا أن تقوم بإغلاق المفاعل النووي في "بوردو"

جولة حاسمة ومهمة ستبدأ بعد أسبوع بين إيران والدول العظمى، وذلك فيما يتعلق بالبرنامج النووي. وفي الولايات المتحدة وأوروبا يتطلعون بعد “الهجوم الساحر” الذي قام به روحاني إلى اقتراح وعرض إيرانيَّين ملموسَين وواضحَين بشأن وقف برنامج إيران النووي العسكري بشكل يسمح برفع العقوبات المفروضة على طهران.

وكتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” صباح اليوم (الأربعاء) أن إيران تعمل حاليا على إعداد رزمة من المقترحات والعروض التي تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20% ـ وهو مطلب أساسي للولايات المتحدة والدول الغربية. وكانت إيران قد رفضت هذا المطلب في السابق. والهدف من هذا المطلب الغربي هو منع إيران من تخصيب يورانيوم إلى مستوى يسمح لها باستخدامه لأهداف عسكرية. ويبدو أن سبب التراجع الإيراني هو الأضرار والخسائر التي لحقت بها جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من جانب الغرب. ويتُوقّع أن تطلب الدول العظمى من النظام الإيراني نقل مخزون اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة من أجل تخزينه.

وتتوقع مصادر أوروبية أن تقترح إيران على الغرب فتحَ مفاعلاتها النووية لفرق التفتيش، وتضيف المصادر أن طهران تدرس إمكانية إغلاق المفاعل النووي تحت الأرض المقام في بوردو بهدف تخفيف حدة العقوبات المفروضة عليها. يشار إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران تلحق أضرارا كبيرة بتصدير النفط وتتسبب بانقطاع إيران عن النظام المصرفي العالمي. وتخشى إسرائيل من عملية “احتيال” إيرانية تقوم على وقف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20%، وهو أمر يمكن إعادة استئنافه في المستقبل. وتخشى إسرائيل أيضا من أن فتح إيران مفاعلاتها النووية أمام فرق التفتيش ستؤدي إلى وقف وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، وسيكون من الصعب في المستقبل إعادة فرض العقوبات.

 وفي الكونغرس الأمريكي يتضح وجود معارضة لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران، وهي عقوبات فُرضت من جانب أعضاء الكونغرس على شكل قانون تم إقراره، لذلك فإن عملية إلغاء هذه العقوبات ستحتاج إلى مصادقة الكونغرس عليها. وتحرص إدارة أوباما حتى الآن على عدم الإفصاح عن موقفها بشأن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم للاحتياجات العلمية ولاحتياجات الطاقة على الأراضي الإيرانية.

وتعهد أمس وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل خلال لقائه مع وزير الدفاع موشيه (بوجي) يعلون بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. وقال الناطق باسم “البنتاغون”، جورج ليتل: “في الوقت الذي تنوي فيه الولايات المتحدة فحص الاقتراحات بشأن التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران، فان وزير الدفاع هاغل قال إنّ الولايات المتحدة ستتصرف بعقلانية في التعامل مع التحديات التي تواجهها، وإنّ الولايات المتحدة لن تتردد في القيام بكل ما يمكن من أجل منع إيران من امتلاك السلاح النووي”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل تتابع بقلق المكاسب الدبلوماسية التي نجح روحاني في تحقيقها، في الوقت الذي يتواصل فيه العمل على البرنامج العسكري الإيراني..

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن بريطانيا وإيران شرعتا في محادثات تستهدف استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد عامين من اقتحام حشود غاضبة للسفارة البريطانية.

ويعكس إعلان هيج تحسنا كبيرا في علاقات طهران مع الغرب الذي فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران بعد اقتحام السفارة. وقد يزيد الأمل في حدوث انفراجة في المحادثات مع القوى العالمية حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال هيج أمام البرلمان إن هناك “تغيرا ملحوظا” للأفضل في نهج إيران منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا في يونيو حزيران بدلا من محمود أحمدي نجاد.

وقال هيج “سيعين بلدانا الآن قائما بالأعمال غير مقيم يكلف بتنفيذ مهمة بناء العلاقات بما في ذلك خطوات انتقالية على الطريق نحو فتح سفارتينا في نهاية الأمر.”

وأضاف “من الواضح أن الرئيس والوزراء الجدد في إيران يقدمون أنفسهم وبلدهم على نحو أكثر إيجابية بكثير. يجب أن نختبر صدق الحكومة الإيرانية حتى النهاية.”

وتم اجتياح المبنيين الدبلوماسيين البريطانيين في طهران في تشرين الثاني عام 2011 فيما وصفته لندن بأنه هجوم منسق بعدما تحولت مظاهرة ضد العقوبات البريطانية إلى أعمال عنف وتسلق المحتجون أسوار المبنيين.

وحطمت الحشود وأحرقت المبنيين والوثائق وخشى الدبلوماسيون من مواجهة مصير مماثل لمصير العاملين في السفارة الأمريكية في طهران الذين احتجزوا كرهائن لمدة 444 يوما بعد السيطرة على سفارتهم في عام 1979 .

اقرأوا المزيد: 589 كلمة
عرض أقل
ظريف وروحاني وصالحي (HO / IRANIAN PRESIDENCY WEBSITE / AFP)
ظريف وروحاني وصالحي (HO / IRANIAN PRESIDENCY WEBSITE / AFP)

صالحي ينفي تقارير أجنبية حول إغلاق فوردو

نفى المسؤول الإيراني الكبير تقارير أجنبية تفيد بأن إيران مستعدة لتقديم تنازلات فيما يتعلق ببرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات ضدها

18 سبتمبر 2013 | 16:08

نفى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، اليوم الأربعاء، ما نقتله صحيفة “در شبيغل” الألمانية في وقت سابق، أن إيران مستعدة لإغلاق منشأة التخصيب تحت الأرضية في “فوردو” بجانب مدينة قم، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

واستبعد صالحي، وفق ما نقتله وكالة “مهر” الإيرانية، أن يكون أحد في الحكومة الإيرانية، ولا سيما الرئيس حسن روحاني، أدلى بتصريحات كهذه.

وصرّح صالحي للإعلام الإيراني، على هامش مشاركته في جلسة مجلس الوزراء الإيراني، متطرقا إلى برنامج إيران النووي والأزمة التي خلقها مع الغرب، أن الأزمة ستشهد انفراجاً خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال إنه يتوقع اختراقا في المحادثات خلال العام القادم.

وأضاف المسؤول الإيراني الكبير أن الطاقم المسؤول عن المفاوضات مع الغرب عيّن وجاهز، وأن لقاءه الأخيرة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا آمانو، اتسم بأجواء “إيجابية للغاية”.

يذكر أن التقرير في صحيفة “در شبيغل” أفاد بأن روحاني سيتطرق إلى التطورات الأخيرة في منشأة “فوردو” خلال خطابه في الأمم المتحدة خلال انعقاد الجمعية العامة الأسبوع القادم. وورد كذلك أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سيقابل في الوقت ذاته، وزيرة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرون أشتون، ويطلعها على التطورات.

وتطرق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلة أمس إلى المفاوضات مع إيران، خلال مقابلة مع شبكة تلفزيون تيليموندو الناطقة بالأسبانية، قائلا إن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني يريد فيما يبدو بدء حوار مع الولايات المتحدة وإنه يريد اختبار ما إذا كان الأمر كذلك حقا.

وكان أوباما قد أكدّ في وقت سابق تبادله رسائل دبلوماسية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، معربا عن وجود فرصة دبلوماسية مع الحكم الجديد في إيران. لكنه حذّر إيران من حسابات خاطئة على ضوء قرارات الإدارة الأمريكية في الأزمة السورية، قائلا إن الملف الإيراني يختلف عن الملف الكيماوي.

وفي إسرائيل، كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في أحاديثه مع وزراء الحكومة، مراحل معالجة البرنامج النووي الإيراني وهي: وقف كافة نشاطات تخصيب اليورانيوم، وإخراج كافة كميات اليورانيوم المخصب من الدولة، وإغلاق منشأة التخصيب في فوردو، ووقف مسار إنتاج البلوتونيوم.

ويتوقع أن يناقش نتنياهو الملف الإيراني مع الرئيس أوباما في 30 أيلول (سبتمبر) ومن ثم سيصل إلى نيويورك ليخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة.

اقرأوا المزيد: 323 كلمة
عرض أقل
حسن روحانی (ATTA KENARE / AFP)
حسن روحانی (ATTA KENARE / AFP)

نوبة ابتسامات روحاني

قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر الجاري، يبذل الإيرانيون جهدًا إعلاميًّا واسعًا لإبداء وجه معتدل للغرب. الهدف: إزالة العقوبات

تقول مصادر في واشنطن والقدس إنّ الاتفاق الروسي – الأمريكي المثير للجدل حول تفكيك السلاح الكيميائي الذي يمتلكه الأسد، هو بمثابة “نسخة تجريبية” إن نجحت، يمكن أن تشكّل نموذجًا لتسوية مسألة أخطر بكثير – البرنامج النووي الإيراني.

فمنذ انتخاب حسن روحاني رئيسًا لإيران، ازدادت المؤشرات على تغيّر النبرة في طهران. صحيح أنّ أجهزة الطرد المركزي في منشآت تخصيب اليورانيوم في قم وفوردو لا تزال تعمل، لكن خلافًا لسلفه أحمدي نجاد، الذي كان بوقًا صارخًا للبرنامج النووي الإيراني، فإنّ رسائل روحاني للغرب لطيفة، تدعو إلى التسوية، ويبدو أنّ هدفها وحيد، وهو إذا ما تحقق يمكن أن يكون الإنجاز الأهم للرئيس المنتخَب الذي ينظر إليه الكثيرون في إيران على أنه خشبة الخلاص – إزالة العقوبات القاسية على الدولة.

لا ريب في أنّ روحاني، في الفترة القصيرة التي مرت منذ انتخابه، قد غيّر بشكل جليّ طريقة اتّصال إيران بالغرب: رسائل تسوية ملطّفة، تحفّظ عن الاستخدام السوري للسلاح الكيميائي، شائعات عن لقاء محتمَل مع أوباما (نفاها البيت الأبيض حتى الآن) إثر تبادل رسائل بينهما، وخصوصًا تشغيل منظومة علاقات عامّة ماهرة، في طهران وواشنطن، تهدف إلى إقناع الغرب بأمر واحد – إيران تغيّرت، ويمكن التوصّل معها إلى تسوية هادئة حول أزمة الشأن النووي.

لكن، يُشكّ في أنّ روحاني يمثّل ما يدور في خَلَد الرجل الذي له الكلمة الفصل في إيران – المرشد الأعلى خامنئي.

تنشر حسابات تويتر، التي يديرها داعمو روحاني الشبان والإصلاحيون باسمه، تغريدات بالإنجليزية، موجّهة إلى الغرب، بهدف إقناع الغربيين أنّ إيران ليست كما تظنّون – من تمنيات “سنة سعيدة” للشعب اليهودي وحتّى عرض رياضيّات إيرانيّات يشاركنَ في مسابقات دولية. ويجري دحض بعض التغريدات لاحقًا من المتحدث الرسمي باسم روحاني، لكنها بشكلٍ عامّ تحقق الهدف منها – تحسين مكانة إيران في المجتمع الدولي، ولا سيّما في واشنطن والعواصم الأوروبية.

قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، يبدو أنّ الإيرانيين يبذلون جهودًا استثنائيّة لخلق نقاش مريح أكثر لهم. فإذا كان تركيز العالم في السنة الماضية على الخطر النووي الإيراني، إثر خطاب “الخط الأحمر” الشهير الذي ألقاه نتنياهو، فإنّ التركيز هذه السنة، على الأقل كما يأمل الإيرانيون، سيكون على الخطّ التسووي الذي تنتهجه طهران.

وقد سبقَت وصولَ روحاني إلى نيويورك مجموعة من الإجراءات الإعلامية المحسوبة جيّدًا، منها تسريب لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية عن اقتراح يعتزم روحاني تقديمه خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فسيقترح روحاني إيقاف المنشأة النووية في فوردو عن العمل، وإتاحة المجال أمام مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمتابعة تفكيك أجهزة الطرد المركزي في المكان. مقابل ذلك، سيطلب الرئيس الإيراني من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي إلغاء العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة وعلى المصرف المركزي الإيراني.

ورافقَ هذا التسريبَ ما نُشر حول تبادل رسائل بين أوباما وروحاني، حول احتمال عقد لقاء بين الرجلَين، وحول اتصالات وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون.

ويُقدَّر في إسرائيل أنّ مساعي روحاني، الذي اشتُهر عبر السنين بقدرته على لعب الشطرنج مع الغرب فيما البرنامج النووي الإيراني يتقدّم باطّراد، هي محاولة “لكسب الوقت”، لإزالة العقوبات والتهرّب من تهديد عسكري، فيما تحتفظ إيران بإمكانية التوصل إلى اختراق في المجال النووي في أية لحظة.

والسؤال هو: هل سيعالج الغرب قضية إيران بـ”تصميم” مماثل لذاك الذي أظهره في سوريا، أم سيجري أخذ التهديد على محمل الجد أكثر هذه المرة؟

اقرأوا المزيد: 492 كلمة
عرض أقل