فدوى البرغوثي

فدوى البرغوثي (Flash90)
فدوى البرغوثي (Flash90)

السيدة القوية وراء الرجل الأقوى في فلسطين

يدخل مروان البرغوثي عامه ال15 في السجن الإسرائيلي، لكن حضوره في الشارع الفلسطيني يظل قويا.. هل زوجته فدوى هي السبب وراء بقائه "حيا" من الناحية السياسية؟

24 ديسمبر 2016 | 09:59

حضر اسم الأسير الفلسطيني الأشهر في السجن الإسرائيلي، مروان البرغوثي، مطلع الشهر الجاري بقوة في الشارع الفلسطيني، بعدما تصدر قائمة الشخصيات الفتحاوية في اللجنة المركزية لحركة فتح، أعلى لجنة قيادية في الحركة، وعلت الأصوات داخل الحركة وفي الشارع الفلسطيني التي طالبت الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تعيين البرغوثي نائبا له. وكل هذا والرجل يقبع في السجن الإسرائيلي ل5 مؤبدات و40 عاما أخرى منذ عام 2002. ما هو سر نجاحه؟

تظهر استطلاعات الرأي في السنوات الأخيرة مرة بعد مرة أن شعبية مروان البرغوثي لدى الفلسطينيين لا تتراجع، ورغم وجوده خلف القضبان إلا أن صوته لا يزال مسموعا بقوة في الخارج، في فلسطين ودول العالم. ولولا قرينته، فدوى البرغوثي، المحامية النشيطة، لكان صوته خفت تماما.

فقد أصبحت فدوى مشهورة، واسمها مرادف لاسم مروان البرغوثي، وحين يدور الحديث عن واحد يذكر الثاني حتما.

تعيش في ظل مروان؟

تكتب فدوى في رسالة نشرت العام الماضي، في ذكرى مرور 14 عامًا على اعتقال البرغوثي: “عندما وقعت في حب مروان كنت في الإعدادي وكان هو ربما لم يكمل الثانوي وقد ولد كلانا في قرية كوبر (رام الله)”. وتتابع أنها منذ أن وقعت في حبه لم يعد تراودها خواطر الحياة من دونه، رغم التحذيرات التي سمعتها من عائلتها ومنه شخصيا بأن الارتباط به لن يخلو من المتاعب خاصة بعدما سجن البرغوثي في إسرائيل لمدة 5 سنوات، بين العامين 1978 و 1983.

ويظهر أحيانا خلال المقابلات التي تجريها فدوى مع وسائل الإعلام العربية أن محور الحديث معها هو مروان البرغوثي وأحواله في السجن وعلاقته بالعائلة، وليست هي وحياتها ومن تكون، وتظهر وكأنها متحدثة مروان البرغوثي، تتكتم على عنائها وتقوم بوظيفتها على أحسن وجه.

لكن نتائج الانتخابات التي أفزها المؤتمر السابع، تبرهن أن فدوى بنت لنفسها مقاما في حركة فتح، فقد حققت فوزا سياسيا كبيرا، وانتخبت عضو في المجلس الثوري للحركة. ويتحدث مسؤولون فلسطينيون عنها أنها مناضلة نشيطة قوية، تخدم القضية الفلسطينية بإخلاص، وقد استطاعت عبر حملتها الخاصة بمروان البرغوثي رفع قضية الأسرى جميعا في العالم.

وكانت فدوى قد أعلنت خلال العام الجاري عن ترشح زوجها لرئاسة عباس رغم أنه خلف القضبان، ودار الحديث عن أن السياسي الفلسطيني المعروف صائب عريقات يدعم ترشيحه. وقالت خلال الشهر الجاري إن الرئيس عباس اتصل بها ليبلغها أن زوجها حصل على أعلى الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية، أعلى لجنة قيادية في الحركة.

فدوى البرغوثي تحتفل مع الرئيس عباس بفوز زوجها الأسير، مروان البرغوثي، في المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي لحركة فتح (AFP)
فدوى البرغوثي تحتفل مع الرئيس عباس بفوز زوجها الأسير، مروان البرغوثي، في المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي لحركة فتح (AFP)

زوجة “نيلسون منديلا” الفلسطيني

تقول فدوى في مقابلاتها إنها “تدافع عن قضية عادلة، وقد زارت نحو 50 دولة، والتقت رؤساء دول، وبرلمانيين، ومناضلين رافعة راية مروان البرغوثي، ومطالبة بإطلاق سراحه”. وهي المحرك وراء حملة منحه جائزة “نوبل” للسلام، في تجربة مشابهة لتجربة القائد الوطني الجنوب أفريقي نلسون مانديلا.

وتكتبت فدوى أن مروان هو من أقنعها بدراسة الحقوق، رغم أنها كانت على وشك انهاء دراسة الرياضيات. وربما كان يعلم آنذاك أنه سيكون لها دور في الدفاع عن قضيته، ومواصلة النضال حينما يدخل السجن المؤبد.

وعدا عن الدور الذي تقوم به في الخارج، تهتم فدوى على وضع زوجها في صورة الأوضاع في فلسطين، والبقاء على ذكر اسمه في كل مناسبة وعدم خفتان صوته أبدا.

ورغم الأمل الذي تبثه فدوى، إلا أن تحرير البرغوثي من السجن الإسرائيلي شبه مستحيل. فبالنسبة لإسرائيل، البرغوثي متورط بقتل 5 إسرائيليين. ووصفه القضاة الإسرائيليين بأنه قاد العمليات الإرهابية خلال ترأسه “التنظيم” و “كتائب شهداء الأقصى”، وكان العقل المدبر وراء موجة الإرهاب التي قتلت العشرات من الإسرائيليين.

مروان البرغوثي (AFP)
مروان البرغوثي (AFP)

أم لعائلة

وفدوى ليست فقط محامية دفاع عن زوجها مروان البرغوثي، فهي حين تعود إلى بيتها بعيدا عن نشاطها السياسي، أم ل4 أولاد. وحين تُسأل في المقابلات الإعلامية عن أصعب ما تواجه في حياتها فترد أنه حرمان أطفالها من دور الأب.

وتقول فدوى أن أشد اللحظات صعوبة عليها هي حين تستمع إلى شكاوى أبنائها عن غياب الأب من العائلة. وتروي في رسالة شخصية أنها وضعت أولادها جميعا بغياب مروان، فإما كان في السجن أو الاعتقال الإداري أو المنفى، قبل دخول السجن المؤبد عام 2002.

وهي تقول إن العائلة تفعل مونتاج للصور العائلة ليظهر فيها مروان، وتحافظ على الصلة معه عبر الرسائل التي ينقلها له محاميه وينقلها معه للعائلة.
وحين تسأل إن كانت تريد مروان أن يصبح رئيسا؟ تجيب “أريد مروان الزوج، الشريك الحبيب. نصفي بعيد وغائب. أرجو أن يرجع للأولاد”. لكنها لا تنسى أبدا دورها الوطني فتكمل “لكنه سيستجيب إلى نداء الشعب الفلسطيني دائما”.

اقرأوا المزيد: 643 كلمة
عرض أقل
من اليمين الى اليسار: رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس والأسير مروان البرغوثي (AFP)
من اليمين الى اليسار: رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس والأسير مروان البرغوثي (AFP)

هزيمة سياسة الوضع القائم ل “أبو مازن”

مروان البرغوثي، المُعتقل في إسرائيل، تقدم الأسبوع الماضي خطوة إضافية إلى منصب وريث أبو مازن في قيادة السلطة الفلسطينية. اليأس الذي يجتاح حركة فتح نتيجة سياسته الفاشلة أمام إسرائيل سيُستبدل بوحدة وطنية مع حركة حماس

في أعقاب فوز زعيم فتح المعتقل في إسرائيل، مروان البرغوثي، بغالبية الأصوات في انتخابات المجلس المركزي للحركة في الأسبوع الماضي، تتزايد الأصوات الفلسطينية التي تدعو الرئيس محمود عباس إلى تعيين البرغوثي نائبًا له، ووريثا لزعامة السلطة الفلسطينية.

تتناقض مواقف البرغوثي بشكل واضح مع مواقف عباس في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية مثل طبيعة مواجهة إسرائيل وضرورة المصالحة مع حماس. ففي حين يركز عباس على محاولة عزل إسرائيل على الساحة الدولية، وفي الأمم المتحدة، تحدث البرغوثي هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة الغد الأردنية عن ضرورة العودة إلى “مسار النضال والوحدة الوطنية والمصالحة والخيار الديمقراطي الداخلي”، وهو الخطاب الذي يمثل المشاعر الطاغية في حركة فتح. يعتقد عباس أن “الوحدة الوطنية” مجرد كلام، في حين يعتقد البرغوثي أن التوافق الوطني الواسع شرط أساسي لمواجهة إسرائيل.

يمكن أن نضيف إلى ذلك أيضا العلاقة القائمة على الشك بين عباس وبين الدول العربية وذلك بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لحركة فتح على خلفية الصراع بينه وبين محمد دحلان، وذلك خلافا لدعوة البرغوثي إلى تعزيز العلاقة مع الدول العربية (وكذلك مع الدول الغربية الصديقة).

وكان عباس، على الرغم من الخلافات، قد اتصل بفدوى البرغوثي لتهنئتها بفوز زوجها. وشجعها ما قاله لها أبو مازن حول الاعتقاد أن مروان قد يعيَّن وريثا له على الرغم من كونه أسيرا لدى إسرائيل. وقد قالت (فدوى) هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة “الحياة” اللندنية: “الرئيس تسلم الحركة من شهيد، وليس مستبعداً أن يسلمها إلى أسير”. وأضافت إن “الرئيس متمسك بالثوابت الوطنية، وبالتالي فإن الأرجح أن يكون مروان خياره الأول لقيادة الحركة من بعده”.

فدوى البرغوثي تحتفل مع الرئيس عباس بفوز زوجها الأسير، مروان البرغوثي، في المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي لحركة فتح (AFP)
فدوى البرغوثي تحتفل مع الرئيس عباس بفوز زوجها الأسير، مروان البرغوثي، في المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي لحركة فتح (AFP)

ويبدو أن تصريح رئيس الحكومة نتنياهو هذا الأسبوع والذي جاء فيه إن انتخاب البرغوثي يعكس “التشدد في ثقافة التحريض” في حركة فتح هو ما يعزز تحديدًا شخصية الأخير داخل حركته. وقد وصف رئيس المخابرات العامة السابق في الضفة الغربية، توفيق الطيراوي، البرغوثي قائلا إنه “قائد وطني تختطفه حكومة الاحتلال”.

وكان الوزير الفلسطيني لشؤون الأسرى، عيسى قراقع، قد كرّس مقالاً مطولاً، في موقع “معا” الإخباري، لتوضيح سبب انتخاب مروان من قبل 930 عضوا من أصل 1300 عضو شاركوا في المؤتمر السابع لحركة فتح، قال فيه: “الفتحاويون انتخبوا من يمثل وجعهم الانساني، ومن ينتصر لأرواح الشهداء وعذابات وتضحيات الاسرى وأحلام اللاجئين والمبعدين”، وفقًا لما كتبه قراقع.

مهم جدًا أن ننتبه إلى صعود نجم فدوى البرغوثي، زوجة مروان، والعضو معه في الحركة. ففي حين فاز زوجها بغالبية الأصوات في اللجنة المركزية، فازت فدوى بالمرتبة الأولى في انتخابات المجلس الثوري، وهي الهيئة الثانية من حيث أهميتها. باتت المحامية فدوى البرغوثي منذ فترة طويلة ممثلة جماهيرية لزوجها خارج السجن وذلك بسبب شخصيتها المحببة ولغتها الفصيحة، ولكن يبدو أن صعود نجم زوجها يساعدها أيضا.

يأتي تفضيل البرغوثي على جبريل الرجوب، وهو رجل الأمن ورجل المؤسسة القديم في كل من منظمة التحرير الفلسطينية وفي حركة فتح، تعبيرا عن عدم الثقة بالسلوك المحافظ لعباس في مواجهة إسرائيل. لم تتمكن الجهود الدبلوماسية، لسنوات طويلة، في ظل زعامة أبو مازن من أن تُغيّر سوى القليل في حياة الفلسطينيين اليومية، وفشلت في إعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات. بالمُقابل تشكل الأقوال المبطنة للبرغوثي في حديثه مع الصحيفة الأردنية أن السبل السلمية لعباس قد استنفدت نفسها، وأنه يجب “إعادة دراسة مهام السلطة الفلسطينية”، مؤشرا جيدا بالنسبة لإسرائيل حول سلوك السلطة الفلسطينية في مرحلة ما بعد أبو مازن. ‎

جاءت نتيجة مؤتمر حركة فتح ناجحة بالنسبة للحركة ولأبو مازن نفسه، الذي حافظ على موقعه كزعيم للحركة بلا منازع في هذه المرحلة. تتجه الأنظار الآن إلى المجلس الوطني الفلسطيني، وهو الهيئة التشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الفلسطينيين في الشتات، والذي لم يعقد أي اجتماع له منذ عقدين.ستشارك حركتَي حماس والجهاد الإسلامي وفقًا لأقوال محمود العالول، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، في اجتماعات المجلس الوطني على الرغم من أنهما ليستا عضوين في منظمة التحرير الفلسطينية.‎

هذا المقال نشر لأول مرة على موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 583 كلمة
عرض أقل