وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أجرى أمس (الإثنين) ست مقابلات مختلفة مع الشبكات الإعلامية الرائدة في الولايات المتحدة، فيما يتعلق باحتمال الهجوم على سوريا. وقد رد الرئيس أوباما‎ ‎على المبادرة الرسية لإخلاء سوريا من الأسلحة الكيميائية‎ ‎وقال أنه إذا كان هذا الاقتراح “جديًا” فمن شأنه أن يمنع عملية عسكرية أمريكية‎.

وفي مقابلة أجراها مع شبكة إي بي سي، قال الرئيس إنه على الرغم من أنه غير مستعد لتحديد “إطار زمني” لأي شيء، إلا أنه مستعد لمنح مجال زمني لفحص الاقتراح الدبلوماسي الجديد.‎ “أنا لا أتوقع أن نرى سلسلة من التصويتات هذا الأسبوع أو في المستقبل القريب”، قال الرئيس. وقال زعيم الأكثرية الديموقراطية في السنات، هاري ريد، أن بنيته إرجاء التصويت للمصادقة على الهجوم الأمريكي على سوريا، الذي كان مخططًا إجراؤه يوم الأربعاء.

يبدو أن إسرائيل الرسمية ما زالت غير مستعدة على ما يبدو للرد على الاقتراح الروسي إخلاء سوريا من أسلحتها الكيميائية وإيداعها بين أيدي المجتمع الدولي، ولكن يتم سماع بعض الأقاويل وهي تبدي شكوكًا كثيرة فيما يتعلق بنجاعة هذه الخطوة أو إمكانية حدوثها.

وفي مقابلة أجراها اللواء احتياط غيورا أيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي، قال هذا الصباح إنه “إذا كان الاقتراح يشمل فقط مراقبة استخدام السلاح الكيميائي، فسنفعل القليل جدا، ولكن إذا شمل الاقتراح أيضا خطوات حقيقية لإخلاء السلاح الكيميائي، فهذا أمر لا يستهان به، وبالنسبة لنا هذا إنجاز جيد من دون أن نضطر نحن إلى عمل شيء”.

وقد حذرت مصادر سياسية في القدس من مغبة أن الحديث يجري عن مناورة روسية-سورية هدفها ربح الوقت. وقد أعرب الرئيس بيريس عن شكوكه في النوايا السورية لإخلاء السلاح الكيميائي. “أنا لست واثقا من أن العالم يثق بالسوريين، كشركاء حقيقيين. ما الذي سينتج عن ذلك؟ يجب أن ننتظر ونرى، ستكون هناك مفاوضات أصعب، وأنا متأكد من ذلك”، قال بيريس في خطاب أدلى به أمس.

وفي مقابلة مع الموقع الإخباري والاه، قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، الذي فضل أن يبقى مجهول الهوية، أنه يجب “فحص الاقتراح الروسي بكافة تفاصيله الدقيقة”.

ويعتقد السفير السابق للولايات المتحدة في سوريا، إدوارد جرجيان ( Edward Djerjian‏1989-1991) أنه “إذا اختارت الإدارة طريق الحوار مع ‎ ‎روسيا، فيجب على هذا الحوار أن يتوقف عند مسألة إخراج السلاح من سوريا. مفتاح حل الأزمة السورية متعلق بقدر كبير بالحوار بين الولايات المتحدة وروسيا”. حسب تعبيره “قرار السلاح الكيميائي يجب أن يكون خطوة أولى على طريق حل الأزمة التي تهدد بإشعال المنطقة كلها، وليس مجرد خطوة وحيدة”. وأضاف أن “أوباما يدرك أنه لا يوجد حل عسكري للوضع في سوريا. لم يكن التدخل العسكري المنفرد ليحل أي شيء، ولكن مبادرة دبلوماسية يمكنها بالتأكيد أن تخفض قوة اللهب”.

وقد ربط عضو الكنيست تساحي هنغبي من زعماء حزب الليكود (حزب رئيس الحكومة نتنياهو) بين الاقتراح والمحور السوري الإيراني وقال “الاقتراح الروسي لإقامة مراقبة دولية على السلاح الكيميائي في سوريا هو جزء من منظومة محبوكة روسية-إيرانية-سورية لمنع الهجوم الأمريكي. إذا تم قبول الاقتراح، فسيتبنى السوريون الأسلوب الإيراني المعروف بهدف التلاعب بأية آلية مراقبة دولية يمكن إقامتها، وفي هذه الأثناء تمر أشهر طويلة ويتم إلغاء الهجوم. إذا كان الرئيس أوباما معنيًا بالحصول على سلم لينزل عن الشجرة، فسيتيح له الاقتراح الروسي الامتناع عن الإرباك في الكونغرس. ولكن إذا كان لديها التزام بجباية ثمن محسوس من الرئيس السوري، لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تسقط في هذه المصيدة الشفافة إلى هذا الحد”.

اقرأوا المزيد: 507 كلمة
عرض أقل