الأب الروحي للدولة اليهودية، تيودور هرتسل، الذي حلم بقيام دولة لليهود، لم يحلم أن تقليد لفيديو يحمل اسمه سيحظى بشهرة كبرى في مواقع التواصل العربية: لا يحدث كل يوم أن يتحول مقطع فيديو مضحك لامرأة إسرائيلية إلى مقطع مضحك في العالم العربي، والسبب هذه المرة يعود إلى خطأ. فهناك من سمع أو قرر أن المرأة الإسرائيلية التي قاطعت بثا مباشرا دون علمها وراحت تنادي زوجها “هرتسل”، الاسم “غسان”.

وقصة الفيديو الأصلي تعود إلى عام 2013، حين كان مراسل التلفزيون السويدي ينقل تقريرا عن الانتخابات الإسرائيلية آنذاك، فدخلت الصورة امرأة محتارة وراحت تنادي “هرتسل” قبل أن تنتبه أنها في الصورة وتختفي. ونقل الإعلامي والمصور المادة إلى التلفزيون وتم تخزينه، ومؤخرا تم عرضه في إطار برنامج “هفوات إعلامية” ليحظى بشهرة عالمية.

وبعدها انشر فيديو التقليد بصيغته العربية “غسان” وحقق نجاحا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي العربية. وراح اللبنانيون يطورون المشهد منذ انتشار التقليد الأول، وصار اسم “غسان” يظهر على شاشات التلفزيون، بمقاطع مضحكة، وعلى مواقع التواصل وفي المناسبات، لا تحصى.

وربما التقليد الأنجح كان للمثلتين اللبنانيتين، ماغي أبو غصن وجيسي عبدو، اللتان أعادتا تمثيل المشهد في بيروت، وحققتا نجاحا في مواقع التواصل الاجتماعي. وبعدهما صار نداء “غسان” رائجا.

ونال التقليد لفيديو “هرتسل” إعجاب المواقع الإسرائيلية، فقد كانت معظم التقاليد مضحكة، أما الأمر الذي حيّر الإسرائيليون فكان الاسم الذي ظهر في التقليد، فتساءل بعضهم كيف سمع اللبنانيون اسم “غسان” بدل هرتسل.

لكن هناك من تعامل مع الفيديو المضحك بجدية، ونبّه أن الفيديو الذي صار ظاهرة في لبنان ودول عربية أخرى، مبني على فيديو صوّر في الحائط الغربي في مدينة القدس، وبطله الحقيقي هو “هرتسل”، وهو اسم مؤسس الدولة اليهودية.

وماذا قال هرتسل، الشخصية التي المنادى عليها في الفيديو؟ في مقابلة مع المواقع الإسرائيلية قال إن الفيديو محرج ومخجل وكان يجب ألا يبث أصلا، وتمنى أن يقوم أحد بشطبه من الشبكة. لكن هرتسل حتى لو نجح في إخفاء الفيديو، لن يستطيع إخفاء الصيغة العربية “غسان”، التي دائما ستذكر المشاهدين بالأصل.

اقرأوا المزيد: 300 كلمة
عرض أقل