غاري يوروفسكي

منتجات الحليب (Nati Shohat/Flash90)
منتجات الحليب (Nati Shohat/Flash90)

هل يمكن الاستغناء عن منتجات الحليب؟

أصبح "عيد الحصاد" (شافوعوت) الذي تحتفل به إسرائيل اليوم عيد الحليب والجبنة لدى الإسرائيليين. ولكن الأصوات التي تطالب باعتماد قائمة طعام خالية من منتجات الحليب تُسمع هذا العام أكثر من أيّ وقت مضى

“عيد الحصاد” هو عيد الجبنة الإسرائيلي. من المفترض أصلا أن يشير هذا العيد الذي يستند إلى تقاليد يهودية قديمة في الاحتفال بالتقويم الزراعي؛ إلى بداية موسم الحصاد. وقد حوّل الإسرائيليون العيد مع السنين إلى مهرجان كامل يدور حول منتجات الألبان، فخر السوق الزراعي في إسرائيل: الحليب، الجبنة، الزبدة والقشدة جميعها تتألّق في وجبة العيد للعائلات الإسرائيلية.

هل استهلاك الحليب أمر صحّي؟ من المقبول أن نعتقد أنّ الحليب مصدر جيّد للكالسيوم والبروتين، اللذين يحتاجهما الجسم. ولكن، يعتقد الكثير من العلماء حول العالم أنّ الحليب ومنتجاته ليست صحّية لجسم الإنسان على الإطلاق. نشر باحثون في جامعة هارفارد ورقة موقف توضّح أنّ “استهلاك الحليب ليس ضروريّا لجسم الإنسان”. ويعتقد خبراء التغذية أنّ استهلاك الحليب يلحق الضرر بالإنسان فحسب، وأنّ ليست هناك حاجة إليه على الإطلاق، ما عدا استهلاكه في مرحلة الرضاعة.

علاوة على ذلك، فالحليب الصناعي مليء بالهرمونات والمضادّات الحيوية، التي تُحقن في أجساد البقر لتسهيل عملية الحَلْب وللحفاظ على الحليب صالحًا. بالإضافة إلى ذلك، يختلط مع الحليب الصناعي قيح حلمات الأبقار، التي تُجرح خلال عملية الحَلْب الصناعية. وغنيّ عن البيان، أنّ هذه الموادّ تضرّ أكثر ممّا تنفع جسم الإنسان، ناهيك عن معاناة الأبقار.

ولذلك، يزداد في السنوات الأخيرة في إسرائيل اتّجاه غذائي معاكس تمامًا لـ “مهرجان الحليب”. منذ سنوات، يُسمع النباتيّون صوتًا عاليًّا وواضحًا ضدّ تناول اللحوم، للحفاظ على حقوق الحيوانات. ولكن، بينما لا يستغني النباتيّون عن تناول الحليب والبيض، أقيمت مجموعة الخُضريّون  وهي مجموعة جديدة تحظر استخدام أيّ منتج حيواني.

إنّ المنطق الذي تستند إليه النظرة الخُضريّة هو استمرار مباشر للنظرة النباتية. إنْ كنّا لا نريد إساءة معاملة الحيوانات، ولا نوافق على تربيتها فقط من أجل قتلها وتناول لحومها؛ فلن نوافق أيضًا على تربية البقرات لاستخراج حليبها، ولن نوافق أيضًا على تربية الدجاج لأكل بيضها.

يوضح “موقع الخُضريّة الإسرائيلي” قائلا: “الخُضريّة هي نوع من مقاطعة للمستهلكين؛ فنحن لا نشتري منتجات مرتبطة بالمعاناة وإساءة المعاملة. يتجنّب الخُضريّون كلّ منتج يحوي مكوّنات حيوانية، ابتداء من لحوم الحيوانات التي تُذبح بوحشية، مرورًا بالحليب المخصّص للعجول، ووصولا إلى البيض الذي يؤخذ من الدجاجات المحتجزة في الأقفاص طوال حياتها. عند صناعة الغذاء من مصدر حيواني، يتمّ استخدام الحيوانات وكأنها ماكينات إنتاج”.

علاوة على ذلك، هناك من يدّعي أنّ قائمة الطعام الخُضريّة صحّية أكثر من قائمة آكلي اللحوم. وتُظهر الأبحاث أنّ الخُضريّين يتمتعون بنسبة منخفضة من مرض السكر، القلب والسرطان. والأسباب الرئيسية لذلك هي انخفاض معدّلات السمنة وضغط الدم المرتفع لدى الخُضريّين، وكذلك انخفاض مستويات الكولوسترول.

سبب آخر للانتقال إلى الخُضرية هو حقيقة أنّ صناعة الغذاء من الحيوان هي من بين الصناعات الأكثر تلوّثا على وجه الكرة الأرضية. في الواقع، فقد ذكر تقرير للأمم المتحدة أنّ هذه الصناعات مسؤولة عن 18% من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، أكثر من جميع وسائل النقل مجتمعةً.

رغم أن هدف الخُضريّين نبيل، فقد تلقّوا صورة سلبية لدى الإسرائيليين، صورة أشخاص عدوانيين يحبّون الحيوانات أكثر من البشر. وذلك بشكل أساسيّ بسبب غاري يوروفسكي، وهو يهودي أمريكي يعتبر “غورو” (معلّم) الحركة الخُضريّة. تحظى محاضرة يوروفسكي التي انتشرت حول العالم باعتبارها “أفضل محاضرة ستشاهدونها على الإطلاق”، بنحو مليون مشاهدة في إسرائيل وحدها.

تستند طريق يوروفسكي التي لا هوادة فيها، إلى  أنّه لا يرى أيّة مشكلة في استخدام العنف، طالما أنّ ذلك يعزّز بناء مجتمع خُضريّ. قال في مقابلة أجراها عام 2005: “أريد من أعماق قلبي أنّ يتعرض من يشارك بإيذاء الحيوانات لنفس الأذى أتمنى لكل امرأة ترتدي الفراء أن تواجه اغتصابًا قاسيًّا جدّا، يؤذيها مدى حياتها، وأتمنى لكلّ رجل يرتدي الفراء أن يواجه اغتصابًا شرجيًّا قاسيًّا جدّا حتى تخرج أمعاؤه”.

حتى حين دُعي يوروفسكي ليحاضر في إسرائيل عام 2013، لم تمرّ الزيارة بهدوء. فحين التقى مع إعلامي إسرائيلي يرتدي معطفًا جلديّا، تمنّى له يوروفسكي أن يعاني أولاده وزوجته من الاغتصاب، وهاجمه جسديًّا. وفي أعقاب ذلك تمّ إلغاء محاضراته في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 575 كلمة
عرض أقل
غاري يوروفسكي (Gary Yourofsky)
غاري يوروفسكي (Gary Yourofsky)

غاري يوروفسكي يزور إسرائيل

المرشد النباتي غاري يوروفسكي يزور إسرائيل؛ انفجاره في وجه صحفي يرتدي معطفا من الجلد يثير عاصفة

يزور إسرائيل هذه الأيام غاري يوروفسكي، وهو الشخص المعروف في كل العالم بصفته “المرشد النباتي”، والذي تحظى محاضرته الشهيرة باسم “المحاضرة الأهم التي سوف تسمعونها في حياتكم” بملايين المشاهدات في موقع يوتيوب، وتأتي هذه الزيارة كجزء من حملته النباتية التوضيحية في العالم.

يودّ يوروفسكي أن ينقل رسالة مفادها أن استهلاك اللحوم وجميع المنتجات التي يكون مصدرها الحيوانات (كالبيض ومنتجات الألبان المختلفة) كل ذلك يعتبر من “القتل”، ولذلك فمن الممنوع أكلها. وهو يقارن في محاضراته التعامل مع الحيوانات بالعبودية، العنصرية الإنسانية، بل حتى المحرقة. بحسب ادعائه، فإن البشر يستعبدون الحيوانات ويسيئون لها، وهذا أمر غير إنساني وغير أخلاقي. يتساءل كذلك: إنْ كان هناك برأيكم ذبح إنساني للحيوانات، فهل هناك برأيكم شيء اسمه الاغتصاب الإنساني؟

يوروفسكي معروف بتطرفه، وأمثلته مبالغ بها قصدا، من أجل إثارة التفكير لدى البشر. في أحد البرامج الإسرائيلية الصباحية التي أجرت مقابلة مع يوروفسكي وصف الأولاد الصغار الذين يأكلون اللحوم بـ “القتلة”. وطالما أن تطرفه يتمثّل بالكلام، فليس هناك الكثير من المشاكل، ولكن على ما يبدو أنه تخطى الحدود هذا الأسبوع، وذلك حين قام بمهاجمة صحفي إسرائيلي فقط لأنه يرتدي معطفا من الجلد.

وقد شارك يوروفسكي في إطار زيارته للبلاد في برامج تحقيق للإعلامية الإسرائيلية الشهيرة ميكي حييموفيتش، والمعروفة كمؤيدة لحياة نباتية في إسرائيل. وكان الإعلامي أرئيل سيجل قد شارك هو كذلك في البرنامج، وطلب منه أن يعبر عن رأيه بخصوص ذبح الحيوانات، ثم بشكل مفاجئ، دون إبلاغه مسبقا، ظهر غاري يوروفسكي وبدأ بمواجهته.

ذكر سيجل في العمود الذي كتبه حول الحدث بجريدة “معاريف” تحت عنوان “السلوك الحيواني للمرشد النباتي”، ذكر أن يوروفسكي أحدث معه شجارا، وتمنى أن يغتصبوه هو وأولاده لأنه ارتدى معطفا من الجلد، واقترب إليه بحيث لم يكن هناك سوى 2 سم بينه وبين وجهه مهددا إيّاه. “إنه رجل مضطرب العقل. يبحث عن الدماء”، هكذا كتب سيجل، وقال بأنّ: “يوروفسكي قام بشكل مفاجئ ودفع مقعدي.. وقعت على الأرض…”.

وبحسب ادعاء سيجل، وكثيرين غيره، فإنّ الحوار النباتي أصبح عنيفا ومتطرفا بإيحاء يوروفسكي. وغدت محاضرة الشبكة الخاصة به أمرا شهيرا في إسرائيل، بل تجمع حوله جمهور من المشجعين، بعضهم من المشاهير، ولكن بحسب ادعاء سيجل، فإن مضمون المحاضرة هو نسيج من الانحرافات والأكاذيب وأنصاف الحقائق والديماغوغية الرخيصة. يقول سيجل: “من المهم التركيز على نغمة العنف. على التصريحات التي تنادي بالاغتصاب الجماعي لنساء يلبسن الفراء”.

ويؤكد يوروفسكي بنفسه أن كل ما حدث في الواقعة هو “تبادل للاتهامات” ومشادّة حامية بين شخصين، ولا يفهم ما هو الخطأ في ذلك. في أعقاب الواقعة، بالمناسبة، ألغيت إحدى المحاضرات التي تم التخطيط لها في إحدى الجامعات الكبرى في إسرائيل.

وبعد هذا الحدث، أصبح اسم يوروفسكي عنوانا، ونشأت حرب افتراضية في الشبكات الاجتماعية بين مؤيدي يوروفسكي، الذين يبررون هجومه ضد الذي ارتدى معطفا من الجلد (“قاتل للحيوانات ويتباهى بجثّة كما لو أنها جائزة”)، وبين الذين يعارضون الكلام العنيف ويفضلون أن تُترك لهم الخيارات الأخلاقية ليختاروها بأنفسهم. وليسوا مستعدين على وجه الخصوص لتحمّل الغطرسة الأخلاقية من قبل من يضرب الناس، ولكنه يشفق على الحيوانات.

شاهدوا محاضرة يوروفسكي:

اقرأوا المزيد: 455 كلمة
عرض أقل

مرشد النباتية الروحي الذي يؤثر على إسرائيل

تحظى محاضرات غاري يوروفسكي، الأمريكي، الذي يوصي بانتهاج نظام غذائي يعتمد على النباتات، والمحافظة على حقوق الحيوانات، بصدى كبير في إسرائيل. والسياسيون ليسوا مبالين للأمر

19 أكتوبر 2013 | 20:00

ينبهر الكثير من الإسرائيليين من محاضرات غاري يوروفسكي، وهو أحد النشطاء المعروفين جدًا من أجل حقوق الحيوانات في الولايات المتحدة، وإذا لم يتحولوا إلى نباتيين بعد سماع محاضرته التي تعرض صور عنف صعبة حول التعامل مع الحيوانات، فمعرفتهم وإدراكهم حول معاناة الحيوانات في طريقها إلى صحن الأكل يزدادان.

وقد استمع ما يزيد عن نصف مليون شخص إلى المحاضرة في إسرائيل، أكثر من أي دولة أخرى، إضافة إلى الولايات المتحدة.

وإضافة إلى الميزات الصحية للحمية النباتية التي يوضّحها يوروفسكي (الادعاء أن الأطعمة من مصدر حيواني تؤدي إلى أمراض كثيرة)، فإن أهم انتقاداته موجهة ضدّ الاتحادات غير المكبوحة التي تحوّل صناعة اللحم والحليب إلى جهنمية بالنسبة للحيوانات، بدءًا بشروط التربية والاعتناء بالحيوانات اعتناءً مفزعًا، ومرورًا بتعذيب الحيوانات من أجل التعذيب فحسب.

وعلى الرغم من الادعاءات حول عدم الدقة البيولوجية والعلمية في محاضرات يوروفسكي، يعتقد الكثير من الإسرائيليين أن المحاضرة حثتهم على التفكير والتبصر. ويتفاجؤون إلى أي حد تؤثر اختياراتنا للأغذية على عالمنا.
يتحدث يوروفسكي عن “الأكل عن وعي”، وهو مصطلح آخذ بالترسخ في العالم- ليس عن طعم الأكل فحسب، بل عن تأثيراته الصحية، البيئية والتقليدية أيضًا.

ولا يتأثر الشعب الإسرائيلي من يوروفسكي فحسب، بل يتأثر السياسيون أيضًا من موجة النباتية التي تُغرق الدولة. كتب الصحفي، باراك ربيد، في جريدة هآرتس، مقالًا تحت عنوان “هل بنيامين نتنياهو في طريقه نحو التغيير ليصبح نباتيًا؟”. كما ذكر أن نتنياهو كان قد عبّر مؤخرًا عن مواقف تدعم الحفاظ على حقوق الحيوانات.

تحدث نتنياهو في جلسة الحكومة قائلا: “قرأت في الآونة الأخيرة أن لدى الحيوانات معرفة أكثر مما كنا نعتقد”، وأوصى بالنظر في إصلاح يتيح رقابة أكثر على شروط تربية الحيوانات والاعتناء بها.

وأضاف ربيد أيضًا قائلا: “ليفني هي نباتية من منطلق الضمير منذ سن 13 عامًا”. وعندما زار مرشد النباتية الروحي، يوروفسكي، إسرائيل في شهر أيلول السنة الماضية، حضرت ليفني لسماع محاضرته.

كتبت ليفني على صفحتها على الفيس بوك حول المحاضرة “أدعم النضال لمنع العنف ضد الحيوانات وسوف أساعد قدر الإمكان”.

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل