في هذه الأيام يستعد المسلمون، مواطنو دولة إسرائيل، للاحتفال بعيد الفطر بعد فترة صيام شهر رمضان، استمرت 30 يوما.
يبلغ تعداد مواطني إسرائيل المسلمين اليوم نحو مليون و-300 ألف مواطن وقد ساهم التحسّن الاقتصادي الكبير الذي يعيشونه إلى جانب الانفتاح (وإن كان انفتاحا قليلا) على الأسواق والاقتصاد الإسرائيلي العام، في أن يكون الكثير من الأسر قادرا على تمويل رحلات جوية وعطلات صيفية جيدة في دول المنطقة.
يختار مئات آلاف العرب المسلمين الذين يعيشون في إسرائيل إحدى الوجهات البارزة لقضاء “عطلة تشمل كل شيء” في تركيا واليونان. في السنوات الأخيرة رغم أن العلاقة بين تركيا وإسرائيل قد عرفت انخفاضا دبلوماسيا غير مسبوق، ستؤدي في الأيام القريبة، المصالحة التي تمت في الأسبوعين الماضيَين بين الدولتين، إلى تدفق جماعي للأسر العربية إلى تركيا، ولا سيما، إلى مدينتي المنتجعات أنطاليا وبودروم.
وهناك أسباب أخرى لتدفق المسلمين من مواطني إسرائيل إلى مدن المنتجعات والفنادق التركية الفاخرة وهي: السعر الجذاب الذي تطرحه هذه الوجهات، حقيقة أن تركيا دولة مسلمة تستضيف عشرات آلاف السائحين المسلمين في أيام العيد وتوفر لهم جوا احتفاليا بشكل خاصّ، والذي لا يتوفر تماما في إسرائيل، كما تُجرى الاحتفالات في العالم العربي.
تركيا لن تختفي عن خارطة العطلات الخاصة بالإسرائيليين بشكل عام وبعرب إسرائيل بشكل خاص (Flickr)
إن قضاء “العطلة التي تشمل كل شيء” في تركيا، يسمح للأسر قضاء الوقت في مدن المنتجعات ذات الفنادق الفاخرة والتي توفر قوائم طعام غنية ومتنوعة، نشاطا واسع النطاق ومتنوعا للأطفال، جولات ورحلات أصيلة في أسواق القرى والمدن التركية المجاورة لمواقع المنتجعات وكل هذا مقابل حزمة تشمل كل المتع والملذات خارج البلاد.
تشير بيانات نشرتها وزارة السياحة التركية خلال الصيف في السنة الماضية (2015) إلى أنّ الإسرائيليين يعودون لزيارة المواقع السياحية فيها. في شهر آب 2015 حدث ارتفاع بنسبة 101% مقارنة بشهر آب 2014، وهي فترة الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. وحدث كذلك ارتفاع بنسبة 30% مقارنة بشهر آب 2013. وفقا للبيانات خلال شهر آب 2015 فقد زار تركيا أكثر من 38 ألف إسرائيلي. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بشكل ملحوظ مع تدفّق أسر عربية إلى المواقع الشعبية في تركيا، وتزيد شركات السياحة الإسرائيلية من وتيرتها في تسويق مواقع وحزمات العطَل لمختلف الأوساط في إسرائيل.
المنتجعات الفخمة في تركيا (Flickr)
ويجب الإضافة إلى كل ذلك أيضًا الأسباب الاقتصادية: حظيت فنادق ضخمة في أنطاليا على سمعتها مع مرور السنين باعتبارها تقُدم المقابل الأفضل للمال. ويوضح خبراء سياحة إسرائيليون أنّ تركيا لن تختفي كما يبدو أبدا عن خارطة العطلات الخاصة بالإسرائيليين بشكل عام وبعرب إسرائيل بشكل خاص. يدرك المواطن الإسرائيلي العادي الذي يبحث عن مقابل جيد لماله أنّ قضاء عطلة في تركيا أفضل بكثير من قضائها في اليونان وسائر الدول.
أكبر المنتجعات السياحية في مدينة أنطاليا التركية (Flickr)
وفي هذه الأثناء، يشكو أصحاب الفنادق التركية من أنّ انخفاض عدد السائحين الإسرائيليين، قد أدى إلى زيادة العرض وأصبح الكثير من الفنادق يعمل بوتيرة منخفضه جدا، حتى في فترات الصيف. وذلك بسبب التوسع السريع وغير المراقب في مجال السياحة. كل عام يُضاف نحو 35,000 سرير جديد في فنادق في أنطاليا. حتى الآن يوجد فيها أكثر من 600 ألف سرير في الفنادق ومن أجل ملء الغرف الجديدة في الفنادق هناك حاجة لإضافة أكثر من مليون سائح، بحسب ما يقوله المختصون في مجال السياحة في تركيا.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني