أقامت إسرائيل هذا الأسبوع، مراسم رسمية لذكرى مرور 11 عاما على “حرب لبنان الثانية” وهذا هو اسم الحرب وفق التسمية الإسرائيلية التي دارت بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006 في لبنان والحدود الشمالية من إسرائيل. إلا أن اللبنانيين نعتوها بـ “حرب تموز” وقد دامت 34 يوما منذ 12 حزيران وحتى 14 آب من العام ذاته.
وكما نذكر، اندلعت الحرب بعد شن هجوم خطط له حزب الله في المنطقة الشمالية من الحدود الإسرائيلية، وبعد أن اختطف ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي وقتلهم إضافة إلى إطلاق قذائف مدفعية ثقيلة. ردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما مكثّفا، في البداية كان هجوما جويا ومن ثم بريا لمحاربة قوات حزب الله في جنوب لبنان.
وفي نهاية الحرب، أقر مجلس الأمن القرار 1701، الذي يحظر دخول وسائل قتالية إلى جنوب لبنان. كان الدمار الذي لحق بجنوب لبنان ومعاقل حزب الله في بيروت هائلا. رغم ذلك، تابع حزب الله تعزيز قوته عبر زيادة القذائف طويلة الأمد، فأصبحت قوته أكبر مقارنة بوضعه قبل الحرب، هذا وفق التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية الاخيرة. في السنوات الماضية، أضحى التنظيم مشغولا تماما في الوقوف في الحرب إلى جانب إيران وبشار الأسد في سوريا.
واعتبر الجمهور الإسرائيلي الحرب فشلا ذريعا معربا عن استيائه من القادة السياسيين وقيادة الجيش، وعن طريقة إدارة الحرب. أدى احتجاج جماهيري إلى استقالة وزير الدفاع، عمير بيرتس، ورئيس الأركان، دان حالوتس، والجنرال في الجبهة الشمالية، أودي آدم. في وقت لاحق، وفي أعقاب التهم الجنائية انهارت أيضا حكومة إيهود أولمرت. إلا أنه في السنوات الماضية، بدأت تُسمع أصوات كثيرة في إسرائيل تولي اهتماما للحرب لأنها ضمنت 11 عاما من الهدوء على الحُدود الشمالية الإسرائيلية.
اخترنا في هذا المقال الكشف عن معطيات حول قادة الحرب الخمسة وهم: رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عمير بيرتس، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس الأركان في حزب الله أثناء الحرب، عماد مغنية.
أين هم اليوم؟
إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الإسرائيلي
أثناء الحرب:
بتاريخ 4 كانون الثاني عام 2006، بعد أن مكث رئيس الحكومة، أريئيل شارون، في المستشفى، لأنه عانى من سكتة دماغية وفقد وعيه، نُقلت صلاحيات رئيس الحكومة إلى إيهود أولمرت.
بتاريخ 4 أيار 2006، عُيّنَ أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي.
في البداية، تعرضت حكومة أولمرت إلى أزمتين أمنيتين: بتاريخ 25 حزيران عام 2006، اختطفت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وردا على ذلك شنت إسرائيل حربا في قطاع غزة وطبعا حرب لبنان الثانية.
في يومنا هذا:
في شهر كانون الأول عام 2015، أدانت محكمة الصلح العليا في إسرائيل إيهود أولمرت بارتكاب جرائم فساد وخرق الثقة وحكمت عليه بالسجن لمدة 18 شهرا. مؤخرا، أطلِق سراحه بعد أن كان معتقلا في جناح خاص أقيم في السجن من أجله، وبعد خفض نحو ثلث من محكوميته. رغم إدانته، ظل لدى أولمرت بعض الداعمين والمخلصين الشجعان من مجالي الصحافة والسياسة. هناك افتراض أنه سيعمل في مجال الأعمال.
عمير بيرتس – وزير الدفاع الإسرائيلي
أثناء الحرب:
بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الـ 31 برئاسة إيهود أولمرت، اقتُرِح على عمير بيرتس حقيبة وزير الدفاع الإسرائلية، رغم أنه سياسي يهتم بأمور المجتمَع بشكل أساسي.
بتاريخ 12 حزيران بعد خطف جنديَين إسرائيليَين ووقوع حادثة في شمال إسرائيل، شن وزير الدفاع، عمير بيرتس، حربا حظيت بدعم كامل من رئيس الحكومة، أولمرت. طيلة الحرب، كان لدى بيرتس خطة واضحة لمحاربة حزب الله. خلال الحرب، عارض بيرتس تفجير محطات توليد الطاقة في جنوب لبنان داعيا إلى تقليص إلحاق الضرر باللبنانيين ومُركّزا على شن هجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله.
في يومنا هذا:
شارك عمير بيرتس هذا الأسبوع تحديداُ، في جولة الانتخابات الثانية لرئاسة حزب العمل بعد أن نجح في تحسين صورته الذاتية التي تضررت كثيرا بعد الحرب، وبعد مشاركته في تطوير منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ. ولكنه وبعد أن خسر المعركة الإنتخابية في حزب العمل لصالح خصمه آفي غباي، من المتوقع أن يساهم في محاولات حزبه والمعارضة الإسرائيلية لإسقاط حكومة نتنياهو.
دان حالوتس- رئيس الأركان الإسرائيلي
أثناء الحرب:
بتاريخ 1 حزيران عام 2005، عُيّنَ حالوتس رئيس الأركان الـ 18 للجيش الإسرائيلي. حالوتس هو رئيس الأركان الأول الذي كانت غالبية خدمته العسكرية في سلاح الجو. وهو أول قائد طائرة حربية يشغل منصب رئيس الأركان.
وكما ذُكر آنفًا، دارت الحرب في البداية عبر شن هجمات جوية، حيث أيدها حالوتس بإصرار في المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون الأمنية والسياسية.
أثناء الحرب، نشأ خلاف بين حالوتس ولواء القيادة الشمالية، أودي آدم، وتطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية كثيرا إلى هذا الخلاف.
بتاريخ 28 تموز، في ذروة الحرب وبعد أن عانى حالوتس من آلام في البطن وإنهاك، مكث في المستشفى لإجراء عدة فحوص، ومن ثم أطلِق سراحه. حظيت تلك الحادثة باهتمام كبير في وسائل الإعلام العربية وأثرت كثيرا في متابعة عمل حالوتس.
بعد انتهاء الحرب، تعرض حالوتس لنقد جماهيري عارم وبتاريخ 17 كانون الثاني عام 2007، استقال من منصبه.
في يومنا هذا:
بعد أن استقال حالوتس من منصبه بدأ يهتم في مجال الأعمال. حتى عام 2016، شغل منصب رئيس شركات مبادرة واعتزل الحياة السياسية كليا.
حسن نصر الله – الأمين العام لحزب الله
أثناء الحرب:
كان حسن نصر الله قائد الحرب وحظي بدعم عربي شامل وكانت تدعمه إيران سرا.
في يومنا هذا:
ما زال نصرالله الأمين العام لحزب الله، ويبدو أنه سيشغل هذا المنصب حتى وفاته، حيث أن ليس هناك من قادر على أن يتحداه. ازداد تعلق حزب الله بإيران بشكل ملحوظ، منذ بدء تدخله في سوريا، ورغم ذلك، أصبح الحزب معزولا تماما عن الدول السنية. في حين توفى كبار المسؤولين في حزب الله مثل مُغنيّة ومصطفى بدر الدين، لأسباب ليست معروفة، ما زال نصر الله يختبأ في خندق في الدوحة، ويدير منها الأمور بجرأة.
عماد مُغنية
أثناء الحرب:
كان يعتبر عماد وقت الحرب قائد الجناح العسكري لحزب الله و “رقم 2” في الحزب. بالإضافة إلى ذلك، ترأس وحدات استخباراتية، وجهاز الأمن الوقائي؛ كان مسؤولا عن حراسة نصر الله، وكان قائد التنسيق الخاص بالحرس الثوري الإيراني، وبقوة القدس التي عملت في إطاره، وكذلك بمكتب الزعيم الأعلى، علي خامنئي.
في يومنا هذا:
قُتِل مُغنية إثر تفجير سيارته في كفر سوسة في دمشق ليلا بتاريخ 12 شباط عام 2008، عند خروجه من مدرسة إيرانية.
نقلت صحيفة “الصانداي تايمز” اللندنية تقارير “عن مصادر استخباراتية إسرائيلية” أنه كانت في سيارته وسادة رأس تضمنت عبوة ناسفة صغيرة.