عليزا أولمرت

(Al-Masdar / Guy Arama)
(Al-Masdar / Guy Arama)

زوجات السياسيين الإسرائيليين

من خلف الكواليس أو في مركز المنصة السياسية.. تعرفوا إلى زوجات السياسيين الأكثر إثارة للاهتمام في إسرائيل على مر السنوات

طيلة سنوات، تصدرت أسماء زوجات رؤساء الحكومة والسياسيين في إسرائيل العناوين كثيرا. بداء من بولا بن غوريون، مرورًا بليئة رابين، وانتهاء بسارة نتنياهو – ما زال الاهتمام الجماهيري بزوجات الزعماء الإسرائيليين مستمرا وهو آخذ بالازدياد.

السؤال الذي يُطرح عندما يجري الحديث عن زوجات السياسيين هو ما مدى تأثيرهن في قرارات أزواجهن وتصرفاتهم. يدعي الكثيرون أنه لا شك أن زوجة رئيس الحكومة أو الدولة، تؤثر في قرارات زوجها رغم أنها ليست ممثلة الشعب، وتؤثر أحيانا في خطوات قد تؤدي إلى تغييرات تاريخية هامة.

منذ إقامة دولة إسرائيل، وقف إلى جانب السياسيين الإسرائيليين نساء كثيرات. اختار جزء من هؤلاء النساء الظهور علنا، وتصدّر مركز المنصة إلى جانب أزواجهن، وحتى أنهن أثرن في خطوات سياسية هامة، وبالمقابل، اختار جزء آخر منهن الابتعاد عن الأضواء، وبناء سيرة ذاتية مستقلة. كما وتغيّر الاهتمام الإعلامي والجمهوري على مر السنوات بين امرأة وأخرى، في حين اهتم الصحفيون وأعمدة القيل والقال بمجموعة نساء أكثر من غيرها.

بمناسبة يوم المرأة العالميّ، سنتطرق إلى بعض زوجات السياسيين البارزات والأكثر اهتماما في إسرائيل على مر السنوات.

بولا بن غوريون
كانت بولا (‏1892-1968‏) زوجة رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأول في دولة إسرائيل، دافيد بن غوريون. عملت ممرضة، واعتقدت أن دورها الأساسي يتمثل بالحفاظ على زوجها. لقد اعتنت به واهتمت بكل أمور العائلة ليتسنى له الاهتمام بشؤون الجمهور كما ينبغي. اهتمت بالأمور المالية العائلية، تربية أطفالهما الثلاثة، ولم تشاركه في الأمور التي قد تثير قلقا لديه.

لقد عاشت بولا الحياة العامّة والسياسية في ظل زوجها، الذي اعتقدت أنه صاحب النبوة. إضافة إلى ذلك، بشكل غير مباشر، أثرت كثيرا في الخطوات السياسية لبن غوريون وأعماله، لأنها كانت تعرف كل الأمور قبله. عرف السياسيون، الدبلوماسيون، والسياسيون أنهم قادرون على التحدث مع بن غوريون عبر الهاتف بعد الحصول على موافقة زوجته فقط. يُحكى أن في العدوان الثلاثي (حرب ‏1956‏)، أصيب بن غوريون بالتهاب الرئتين لهذا أدار الحرب من المنزل. قال الأشخاص القليلون الذين حصلوا على موافقة من بولا للاقتراب من بن غوريون، إنها كانت تدخل خلال النقاشات لقياس درجة حرارة زوجها. “الأهم هو أن يكون معافى، وإلا لن تستفيدون؟”، قالت بولا.

روث ديان
في العام الماضي، احتفلت روث بعيد ميلادها الـ 100، وكانت زوجة رئيس الأركان ووزير الدفاع الإسرائيلي الأول، موشيه ديان. كانت ناشطة اجتماعيّة بارزة في إسرائيل، وتزوجت من موشيه في عام 1935، وكان لديهما ثلاثة أطفال. طيلة سنوات، عملت بشكل مستقل، وتضمن عملها إرشاد المرضى والقادمين الجدد ومساعدتهم، وكذلك ساعدت منظمات حقوق الإنسان. مثلا، في عام 1967، شاركت في إقامة منظمة خيرية تدعى “فرايتي إسرائيل” (Variety Israel)، وتعمل كعضوة مجلس عام لمنظمة حقوق الإنسان “ييش دين”.

(Moshe Dayan / Flash90)

إضافة إلى ذلك، كانت ناشطة في منظمات كثيرة تعزز التعايش بين العرب واليهود في إسرائيل. حظيت روث على لقب “دكتور” من جامعة بن غوريون في النقب تقديرا لأعمالها لدفع التعايش بين اليهود والعرب قدما. في السبعينيات، دخلت المجال السياسي بعد أن ورد اسمها في قائمة حزب يساري إسرائيلي قُبَيل الانتخابات للكنيست الإسرائيلي.

ليئة رابين
كانت ليئة (‏1928-2000‏) زوجة رئيس الحكومة الأسبق، إسحاق رابين، وقد تزوجا خلال حرب الاستقلال في عام 1948. وقد شغلت منصب رئيسة جمعية وطنية للأطفال التوحديين، تدعى جمعية “ألوت”، وكانت ناشطة في منظمات تطوعية مختلفة. في الستينيات، بدأت بالعمل في إطار منظمة نسائية إسرائيلية كبيرة، وفي عام 1976، ترأست بعثة إسرائيلية شاركت في مؤتمر عالمي للنساء في الأمم المتحدة، أقيم في المكسيك.

(AFP)

كانت ليئة التي أصبحت زوجة رئيس الحكومة في سن صغيرة نسبيا مقارنة بزوجات الرؤساء السابقين، امرأة جازمة وأحبت أن يسطع نجمها. لقد أقامت علاقات متينة مع بعض الصحافيين، الذين خدموا مصلحتها أحيانا وفي أحيان أخرى ألحقوا بها ضررا. مثلا، وقعت حادثة عندما كان إسحاق رابين سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، لأن ليئة لم تبلّغ عن حسابها الدولاري خارج البلاد، لهذا في عام 1977، اضطر زوجها إلى الاستقالة من منصب رئيس الحكومة بشكل تراجيدي.

عليزا أولمرت
عليزا هي فنانة وكاتبة مسرحيات إسرائيلية، وزوجة رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت. بدأت طريقها المهنية كعاملة اجتماعية، وبعد ذلك درست التصميم البيئي وأقامت معرضا مميزا لرسومات، صور، وفنون بلاستيكية. استنادا إلى مكانتها الاجتماعية وكونها زوجة رئيس الحكومة، طلبت ميزانية خاصة للقيام بالأعمال الجماهيرية، وبدأت بالعمل في منظمات رفاه مختلفة. لقد كانت رئيسة جمعيات لدفع الشبان المعرضين للخطر قدما وتطوير الأطفال صغار السن.

(Flash90 / Nati Shohat)

برزت عليزا في ابتعادها عن الحلبة السياسية بعد أن بدأت تهتم بالعمل على سيرتها كفانة قديرة. عرضت أعمالها الفنية في المتاحف الكثيرة، وشاركت في عروض في إسرائيل ودول أخرى في العالم. في عام 2008، حصلت على جائزة “شتاينغر” الألمانية، التي تُقدّم لخبراء بالموسيقى، الرياضة، الإعلام، والسينما. جاء في تعليلات تقديم الجائزة أن عليزا امرأة شجاعة تستخدم الفن لدفع السلام قدما.

سارة نتنياهو
سارة هي زوجة رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، ويبدو أنها تصدرت عناوين الصُّحف الرئيسية أكثر من أية امرأة أخرى. تزوجت من رئيس الحكومة منذ عام 1991، وهي تعمل خبيرة نفسية تربوية في بلدية القدس. خلال الولاية الأولى لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو (1996-1999)، عملت سارة في جمعية للأطفال في ضائقة وحتى أنها ساعدت منظمات رفاه مختلفة. في عام 2000، بدأت تمارس مهنتها، ومنذ ذلك الحين تعمل خبيرة نفسية.

(Yonatan Sindel / Flash90)

منذ ولاية نتنياهو الأولى كرئيس حكومة، حظيت سارة باهتمام كبير في وسائل الإعلام الإسرائيلية. غالبا، تحدثت وسائل الإعلام عنها بشكل سلبي، وركّزت على تعاملها غير اللائق، وتأثيرها الاستثنائي في قرارات زوجها، لا سيما فيما يتعلق بتعيين المسؤولين في المناصب البارزة. في حزيران 2012، اقتبست صحيفة “بيلد” الألمانية أقوال رئيس الحكومة نتنياهو، التي أشارت إلى أن سارة أقنعته بأن يوافق في النهاية عن إجراء صفقة مع حماس لإعادة الجندي المخطوف غلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح نحو ألف إرهابي.

ليهي لبيد
ليهي هي صحفية وكاتبة إسرائيلية، وزوجة وزير المالية، يائير لبيد، ورئيس حزب المعارضة الإسرائيلية “هناك مستقبل”. إضافة إلى عملها كصحفية، تعمل ليهي منذ عام 2016 رئيسة جميعة “شيكل”، وهي جمعية تقدم خدمات جماهيرية لأشخاص مع احتياجات خاصة، وتدفع احتياجاتهم قدما.

(Gili Yaari / Flash90)

كما هي الحال مع نساء أخريات، تبتعد ليهي عن تسليط الأضواء عليها، وتركز على على عملها ونشاطاتها الاجتماعية. في السنوات الماضية، بدأت تلقي محاضرات أمام النساء في أنحاء العالم، اللواتي يشاركن في المحاضرات لمعرفة القليل عن الأنوثة والأمومة من الكاتبة، الصحفية، وزوجة السياسي، التي تلقي أمامهن نظرة عن عالمها الخاص. ففي عام 2008، أصدرت ليهي كاتبها الناجح “إشت حايل” (امرأة باسلة) تتحدث فيه عن مواجهتها اليومية لتربية طفل يعاني من التوحد، كما عاشتها.

اقرأوا المزيد: 954 كلمة
عرض أقل
الزوجان أولمرت (AFP)
الزوجان أولمرت (AFP)

لقاء سري بين أولمرت وزوجته بين قضبان السجن

بعد ثلاثة أيام من بداية قضاء أولمرت عقوبة السجن في أعقاب إدانته في قضية فساد يحظى بزيارة زوجته عليزا والتي جرت سرّا

التقى رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت سرّا بزوجته عليزا، بعد ثلاثة أيام فقط من بداية قضائه لعقوبة السجن في سجن معسياهو. التقى أولمرت وزوجته سرّا في الجناح 10 في السجن، حيث يقضي أولمرت فيه عقوبة السجن. وقد تم ترميم الجناح تماما قبل وصول أولمرت من أجل ملاءمته للمتطلّبات الأمنية المشدّدة.

ولم تذكر خدمات السجون كم من الوقت استمر اللقاء، وقالت إنّه يحق للسجين أولمرت تلقّي الزيارات في السجن حتى بعد فترة قصيرة من بدء قضاء عقوبته. وقد حُكم على أولمرت بالسجن لمدة 27 شهرا بتهم رشوة واحتيال في قضية “هوليلاند”، وذلك بعد أن تمت تبرئته من جرائم الرشوة الأكثر مركزية.

تعرف أولمرت وعليزا على بعضهما البعض في فترة دراستهما في الجامعة العبرية في القدس عام 1970. في مقابلة مع صحيفة “الجارديان” البريطانيّة قال أحد معارفهما إنّ أولمرت كان يغازل عليزا، والتي لم تستجب له في البداية. ولكن بعد عدة أسابيع تبادل الاثنان المغازلات، وبعد وقت قصير من ذلك عقدا خطوبتهما.

يوجد لدى الزوجين أولمرت أربعة أبناء، وابنة متبنّاه واحدة.

وتعتبر عليزا فنانة وكاتبة مسرحية، وكانت على مر السنين معروفة بآرائها اليسارية، بخلاف آراء زوجها اليمينية. هناك من يدعي أنّ آراء عليزا هي التي أدت إلى الانقلاب في طريقة التفكير لدى أولمرت، والذي مع مرور السنين بدأ بتأييد انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ودفع قدما برنامج فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة، وأجرى مع السلطة الفلسطينية مفاوضات لتوقيع اتفاق سلام وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.

اقرأوا المزيد: 221 كلمة
عرض أقل