عندما كان دان أريئيلي ابن 17 عاما، أصيب من مفرقعات أثناء الاستعدادات لحفل حركة الشبيبة الإسرائيلية التي كان عضوا فيها. إثر الإصابة، التي سببت ندبات وإصابات في كل جسمه والتي ما زالت حتى يومنا هذا. مكث دان لثلاث سنوات في المستشفى خاضعا للعلاج. طرأت تغييرات كثيرة في حياته بعد العمليات الجراحية الكثيرة، الألم، والمعاناة الكبيرة التي اجتازها وما زالت ترافقه حتى يومنا هذا، لكن أريئيلي شعر أيضا أنه يرغب في المساهمة في المجتمَع الذي دعمه وعالجه عندما كان مصابا.
في العقد الأخير، سطع نجم البروفيسور أريئيلي، الخبير العالمي بالاقتصاد السلوكي. ففي محاضرة Ted الخاصة به، والتي حظيت بملايين المشاهدات، وفي كتابه “ليس منطقيا وليس صدفة”، الذي تُرجِم إلى 30 لغة، وبيع أكثر من مليون نسخة منه في العالم، أوضح أريئيلي بشكل هام، لماذا نحن البشر نفشل في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمال. في إطار تعبيره عن توجهه البسيط، وبمساعدة عشرات الأمثلة من الحياة اليومية، كشف أريئيلي أمام متابعيه وقرائه الآلية النفسية التي تجعلنا لا إراديين، نفشل مرة تلو الأخرى في القرارات التي تفيدنا اقتصاديا. حقق أريئيلي شهرة عالمية بفضل نجاحه، وأصبح محاضرا مطلوبا، يقدم استشارة هاتفية لمديري شركات يتصلون به عندما يريدون اتخاذ قرارات حاسمة.
“كنت مصابا وقتا طويلة، فغيّرت هذه الحقيقة وجهة نظري”، قال أريئيلي في مقابلة معه وأضاف: “شعرت في الفترة التي اجتزت فيها تأهيلا مدى مسؤوليتي. أفكر أحيانا بالتكلفة التي لحقت بجهاز الصحة، وبتكلفة العمليات التي اجتزتها. لهذا أفكر اليوم كيف يمكن أن أساهم في المجتمع مقابل كل ما حصلت عليه باستخدام الاقتصاد السلوكي. أحاول استخدام طريقتي للتأثير على سلوك الأشخاص، وأن أدفع قدما مشاريع مختلفة تساعد الأشخاص على أن يديروا أمورهم المالية بشكل أفضل، وأن ألتقي مصابين، وأساهم في المجتمع”.
يعتقد أريئيلي، أن الجميع يبحث عن السعادة، ولكن القليلين يحددون ما هي السعادة في نظرهم: أعتقد أن هناك نوعين من السعادة. السعادة اللحظية. أجلس وأتناول الجعة، وأشعر بشعور جيد. لا أحد يريد مثل هذه الحياة المثالية فقط. وهناك النوع الآخر من السعادة، التي نشعر بها بعد تحقيق فكرة أو هدف وهي لا تتضمن سعادة لحظية”. وفق أقواله، تتطلب الحياة الكاملة البحث عن أهمية، محتوى، وعدم الاكتفاء باللحظات العابرة.
بما أن على الجميع العمل، فإن أحد المفاتيح الرئيسية للاكتفاء الذاتي، وفق ادعاء أريئيلي، هو أن نجعل العمل مصدر متعة، وأهمية قدر المستطاع، ولكن يجب تطبيق هذه الفكرة على الشؤون الصغيرة أيضا، مثلا، من هم الأشخاص الذين نعمل معهم يوميا: “تنطوي الدافعية على عناصر كثيرة. تعلمت من تجربتي أنه من المهم جدا العمل مع أشخاص نحبهم. فقبل بضع سنوات، توقفت عن العمل على بعض المشاريع، وأقلت بعض الأشخاص الذين شعرت بعبء في العمل معهم. عندما تربطني علاقة جيدة مع الأشخاص الذين أعمل معهم، تنشئ الدافعية رغبة في التعاون مع هؤلاء الأشخاص ومساعدتهم. كما أنه تربطني علاقة محبة – كراهية مع ما يُعرف بـ “الموعد الأخير” (deadline), ولكنه يساعد كثيرا. فهو يحفز على العمل”.
بالمناسبة، أريئيلي هو ناشط اجتماعيّ وسياسي، ويحاول استخدام تجاربه العلمية بهدف التفكير فيحلول خلاقة للمشاكل الاجتماعية، وللنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وفق ادعائه، يشعر السياسيون أنه “من الأسهل ألا يُصنع السلام” . فلنفترض أن نتنياهو وقع على اتفاقية سلام، وفي اليوم التالي حدثت مشكلة كبيرة جدا. عندها يكون من السهل أن نقول “بيبي أنت غبي”. بالمقابل، إذا لم يتخذ نتنياهو أية خطوة، فلا يمكن اتهامه، لأنه ليس هناك سبب للندم. فالقيادة التي تقول “كل ما أطمح إليه هو ألا يتهمني المقربون بارتكاب خطأ”، تكون الطريق الأفضل لديها هو عدم القيام بأية خطوة”.
خبراء نفسيّون يؤمنون أن الإحباط الجنسي، القمع، علاقات الحب المحظورة، والتحرشات الجنسية في المجتمع الإسلامي يشكل جميعها جزءا من العوامل الكثيرة لتنامي الإرهاب الإسلامي وانتشاره عالميا
ما الذي يدفع الأفراد لتنفيذ عملية؟ لأخذ سكين، ومحاولة قتل مَن يعتقدون أنه عدو؟. طيلة عشرات السنوات، يحاول باحثون، خبراء نفسيّون، خبراء جريمة، وخبراء إرهاب الإجابة عن هذه الأسئلة.
ففي حين أن الرأي القابع بين الجمهور أن الدافع هو أيديولوجي، حماسي وطني، ورغبة في الانتقام، يعتقد الباحثون أن هذه الدوافع وحدها ليست كافية. إذ هناك دائما دافع شخصي أيضا.
في موجة العمليات الأخيرة التي سادت في الضفة الغربية والقدس طُرِح الموضوع على جدول الأعمال ثانية. الميزة البارزة بشكل خاص لموجة العمليات، التي سُمّيت “انتفاضة الأفراد” أو “انتفاضة السكاكين”، هي حقيقة أن في غالبية الحالات، لم يكن تنظيم معيّن مسؤول عن الفلسطينيين منفذي العمليات، ولا خلية أيُّ كانت، بل عمل الفلسطينيون وحدهم، في معظم الحالات من دون تخطيط.
أظهرت التحقيقات في العمليات لاحقا أنه في معظم الحالات، يدور الحديث عن شبّان في ضائقة مادية أو نفسية على حد سواء. كانت الضائقة النفسية في جزء من الحالات ذات صلة بفضيحة جنسية أو محاولة للتكفير عن فضيحة وإنقاذ “شرف العائلة”.
شابة أصبحت حاملا خارج الزواج فخرجت لتنفيذ عملية
“عندما يرتكب الإنسان عملا متطرفا وانتحاريا إلى حد بعيد، يجب أن يكون هناك أكثر من سبب. في معظم الحالات، تُضاف ضائقة شخصية خطيرة إلى الأيديولوجية”، وفق أقوال باحثة أمريكية. في أكثر من مرة، تنبع الضائقة الشخصية من “الوصمة” الاجتماعية ذات الصلة بالجنس، سواء إذا كان الحديث يدور عن تحرش جنسيّ، علاقة حب خارج الزواج، أو حمل غير مخطط له.
في أيلول 2016، حاول شاب وشابة من قرية بني نعيم بالقرب من الخليل دهس جنود كانوا واقفين في محطة ركّاب محاولين قتلهم. اتضح في التحقيق بعد الحادثة أن عائلة الشابة عرفت بالعلاقة بين الشابة والشاب، لذلك خرج العشيقان لتنفيذ عملية استعادة لاحترامهما.
بعد مرور ثلاثة أشهر قبل ذلك، نفذت شابة قريبة من تلك الشابة عملية دهس في المفرق ذاته أيضا. بعد توقيفها اتضح أنها كانت حاملا خارج الزواج ورغبت في تطهير سمعتها من خلال قتل جنود إسرائيليين.
الموت باحترام
هذه ليست ظاهرة جديدة أبدا. في مستند رسمي نشره الشاباك حول مُشاركة النساء الفلسطينيات في الإرهاب أثناء انتفاضة الأقصى، كُتب بوضوح أن “الدافع الأساسي لمشاركة النساء في العمليات الإرهابية هو شخصي (إلى جانب السبب الأساسي – الدافع الوطني). مثلا، هناك دافع رومانسي – أي علاقات حب مع نشطاء عسكريين ذوي علاقة بتجنيدهن، إضافة إلى ضائقات شخصية”.
ورد في المستند ذاته حادثة ارتكبتها ريم عواد، التي فجرت نفسها في معبر بيت حانون (معبر إيرز) في كانون الثاني 2004، فقتلت أربعة أشخاص، وجرحت عشرة آخرين. عواد، مواطنة من غزة عمرها 23 عاما، كانت متزوجة من ناشط حمساوي وكان لديهما ولدان صغيران. في المقابل، كانت تربطها علاقة مع ناشط عسكري حمساوي كبير. هناك تقديرات في الشاباك أنه من الممكن أن الهدف من العملية كان تطهير سمعتها.
منذ ذلك الحين وثق الشاباك عشرات العمليات التي نفذها شبان فلسطينيون، لا سيّما شابّات فلسطينيات، ليطهروا اسمهم ويموتوا أبطالا محترمين. أشارت أبحاث أجريت في العالم إلى أن مجموعات إرهابية تتعرف إلى حالات كهذه وتعمل على تجنيد أشخاص بات احترامهم معرضا للخطر للالتحاق بصفوفها – سواء كانوا نساء تربطهن علاقة غرامية خارج الزواج أو رجال مثليين – مهددة بكشف سرهم، وتعرضهم للموت الشنيع. البديل الذي يقترحه الإرهابيون على هؤلاء الأشخاص هو الموت باحترام.
القمع والسيطرة: الاستغلال الجنسيّ يشكل محفزا للإرهاب
إن العلاقة بين الجنس والإرهاب في المجتمعات الإسلامية عميقة جدا. فهي تتطرق إلى اعتبارات هامة سائدة في المجتمع الإسلامي وفق أقوال الباحثين والخبراء النفسيّين. أولا، ترى الديانة الإسلامية نفسها ديانة مُسيّطرة، عليها أن تكون مسيّطرة وصاحبة نفوذ مقارنة بالأديان الأخرى. إن موضوع السيطرة مُهيّمن أيضا في الحياة اليومية في المجتمعات الإسلامية، والمفهوم القابع هو أن الرجل هو صاحب النفوذ والسيطرة مقارنة بالمرأة.
هذا إضافة إلى أن التحرشات الجنسية، لا سيّما أن الاستغلال الجنسي للبنات صغيرات السن والأولاد، ليس سائدا فحسب في أوساط المجتمع الإسلامي، بل يتم التستر عليه غالبا. يُعتبر الجنس من المحرّمات ومصدر “فضيحة”، ويخاف الأولاد والشبان من التحدث بانفتاح حول الموضوع. يُتوقع من الشبان ألا يعملوا على إشباع رغبتهم الجنسية قبل الزواج. إن الميول المثلية الجنسية ليست مقبولة في المجتمع الإسلامي، وتعتبر تكفيرا بالدين الإسلامي وانحرافا شائنا. تشكل كل هذه العادات أرضا خصبة لتطوّر الإرهاب والحروب: تحاول منظمات جهادية التستر على هذه الفضائح من خلال ضمان الاحترام.
يعرف الخبراء النفسيّون في يومنا هذا أن الأطفال الذين يتعرّضون لتجارب سلبية في سن مبكّرة ذات صلة بالجنس قد يشعرون بخجل وضعف عاطفي في سن المراهقة، لا سيّما إذا لم يكن في وسعهم التحدّث عن تجاربهم مع بالغ داعم. يعاني الأطفال الذين يمرون بتحرشات جنسية من ضائقة كل حياتهم.
يثير التحرش الجنسي لدى الفتيات غالبًا شعورا بالانحطاط وتقديرا نفسيا منخفضا إضافة إلى الخوف من ممارسة علاقات جنسيّة. قد تكون التأثيرات أكثر دمارا على الأمد الطويل لدى الشبان الذين تعرضوا لتحرشات جنسيّة. فهي قد تؤدي إلى غضب، شعور قوي بالخجل والإهانة، ورغبة قوية للانتقام من أشخاص ذوي مناصب قوة، وحاجة إلى إثبات السيطرة. إن العلاقة بالإرهاب واضحة: الهدف الواضح من الجهاد هو أن يحتل الإسلام مكانة مهيّمنة على الشعوب والطوائف الأخرى. تتيح التنظيمات الإرهابية للشبان استبدال مشاعر الإهانة بمشاعر الاستعلاء والسيطرة من خلال جعلهم مقاتلين “أبطالا”.
توق الحصول على 72 عذراء في الجنة
يتطرق الباحث المصري دكتور توفيق حميد في كتابه “الجهاد من الداخل : فهم الإسلام الراديكالي ومواجهته” إلى الطريقة التي يشكل فيها الإحباط الجنسي، إضافة إلى الحضارة الإسلامية التقليدية أرضا خصبة للإرهاب. كان دكتور توفيق جزءا من خلايا إرهابية نشطة طيلة سنة.
وفق أقواله، فإن التوقعات ألا يشبع الرجل المسلم غريزته الجنسية حتى الزواج، إضافة إلى حقيقة أن الزواج قد يُؤجل عند حدوث ضائقة مادية حتى سن 40 عاما، تثير إحباطا جنسيا غير منطقي، قلقا، وحتى غضبا مكبوتا. تستغل التنظيمات الإرهابية هذه النقاط مؤكدة للنشطاء حدوث لقاء قريب بـ 72 عذراء في الجنة، وتخلص فوري من الإحباط.
طرح الباحث الأمريكي ريتشارد دوكينس (Richard Dawkins) ادعاءات شبيهة بعد أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة. وفق ادعائه، أحد الدوافع المركزية لدى خاطفي الطائرة الـ 19 هو عدم ممارستهم علاقات جنسية، وتوقهم القوي للالتقاء بـ 72 عذراء في الجنة. قال الصحفي كريستوفير هيتشنس (Christopher Hitchens) حول هذا الموضوع إن “المشكلة لدى الجهاديين لا تكمن في التوق إلى 72 عذراء، بل في كونهم لم يمارسوا علاقات جنسية بأنفسهم”.
في كانون الثاني 2016، كشفت الاستخبارات الأمريكية مستندا من بين مستندات أخرى عُثر عليها أثناء الهجوم على مخبأ أسامة بن لادن عام 2011. كان ذلك المستند رسالة من بن لادن إلى شيخ كبير في القاعدة شمال إفريقيا، كتب فيها أن المقاتلين الميدانيين الذين يقاتلون وقتا طويلا وغير قادرين على الزواج، يعانون من “توتر متطرف”، لذلك طلب منه أن يسمح لهم، من خلال فتوى، بممارسة الاستمناء للتخلص من التوتر. في الهجوم ذاته على منزل بن لادن، عُثر على مجلات إباحية، ومواد أخرى تشهد على أن بن لادن اهتم كثيرا بموضوع الاستمناء. يبدو أن من كان يُعتبر أحد الجهاديين الكبار في العالم في القرن الواحد والعشرين، قد فهم العلاقة بين الجنس والجهاد.
تشعرون بضائقة نفسية؟ تتساءلون إذا ما كنتم بحاجة إلى أخصائي نفسي؟ من الممكن جدا أن تكون الإجابة عن ذلك موجودة في حسابكم في إنستجرام. دراسة جديدة في جامعة هارفارد تكشف أنّ أنواع الفلاتر (مرشحات التصوير الافتراضية والإطارات المميزة) التي يختارها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لصورهم من شأنها أن تشير إلى أنهم يعانون من الكآبة.
في إطار الدراسة اختبر الباحثون نحو 44 ألف صورة نشرها 166 مستخدما في إنستجرام من الولايات المتحدة – لقد شخص خبراء مسبقا بعض الأشخاص أنهم يعانون من الكآبة، وبينما لم يعاني الآخرون من اضطرابات في الحالة النفسية. أدخل الباحثون الصور إلى برنامج حاسوب، وعرف البرنامج مميزاتها واكتشف أنّ كل مجموعة اختارت أنواعا مختلفة من الفلاتر.
وفقا لنتائج الدراسة، فإنّ مجموعة المستخدمين الذين عانوا من الكآبة كانوا يميلون إلى نشر عدد أكبر من الصور في فلاتر مظلمة – كأولئك الذين أضفوا على صورهم ظلالا زرقاء، رمادية، وغامقة. وكان الفلتر الأكثر شعبية عند المصابين بالكآبة هو Inkwell، والذي هو في الواقع فلتر باللونين الأسود والأبيض، ويليه Crema، Willow، Reyes و־Stinson.
فلتر Inkwell
فلتر Crema
في المقابل، مال المختَبَرون الذين لم يعانوا من الكآبة إلى نشر صور أكثر إضاءة وذات ظلال فاتحة أكثر. وكان الفلتر الأكثر شعبية الذي استخدموه هو Valencia الفوسفورية، ومعه أيضا الفلاتر X-pro II Hefe، Amaro، Rise و־Lo-fi.
فلتر Amaro
فلتر Rise
ولم يكتف ِالباحثون بمعاينة الفلاتر بل فحصوا أيضا إذا كانت هناك علاقة بين الحالة النفسية ومحتوى الصورة. وكانت الإجابة؟ مركّبة. “إذا كنت تبتسم أو لا في الصورة فهذا لا يدل على إذا كنت كئيبا أم لا”، كما قالوا. “ولكنّنا اكتشفنا أنّ الأشخاص المصابين بالكآبة يميلون إلى وضع صور أكثر لأنفسهم وأقل للأشخاص آخرين. ونحن نقدّر أنّ سبب ذلك ينبع من حقيقة أنّ الأشخاص المصابين بالكآبة يعملون أقل على التفاعل مع الآخرين ويفضّلون البقاء وحدهم”.
وأشار الباحثون إلى أنّ البرنامج الذي طوّروه يمكنه فحص حسابات الإنستجرام بشكل تلقائي، وأن يقرر بذلك إذا ما كان مستخدمون معيّنون ينتمون إلى المجموعة المعرّضة لخطر الإصابة بالكآبة – حتى قبل الخضوع للتشخيص المهني. بالإضافة إلى ذلك، فقد أكّدوا على أنّ التشخيص بواسطة فلاتر إنستجرام يمكنه أن يُستخدم فقط كأداة إضافية، ولكن لا يمكنه أن يكون بديلا عن المشخّص البشري – الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي.
أعترف بأنّني عندما سمعت للمرة الأولى قصة الدكتور عوفر غروزبارد، وهو عالم نفس إسرائيلي متخصّص في علم النفس السريري، لم أعرف ما يمكن توقّعه. في بداية المحادثة، تبدو القصة مثل الخيال. ولكن سرعان ما اتّضح لي بأنّ الرجل وعمله الكثير في مجال دراسة علم النفس الحديث في العلاقات بين الوالدين وأطفالهما، استنادا على آيات من القرآن، هو مجرّد جزء من مجموعة واسعة وعمل جديد وحديث حول الشرق الأوسط الذي يتغيّر سريعًا في الآونة الأخيرة.
في محادثة رائعة أجريتها مع الرجل، فهمت إلى أي مدى تُغيّر التصورات تجاربَ الكثيرين منّا في حياتهم اليومية. ظاهريّا بدأ اهتمام الدكتور غروزبارد بالقرآن حين كان يقدّم درسا روتينيّا لطلاب اللقب الثاني من البدو في علم النفس التطوري، في مكان ما في إسرائيل. حاول غروزبارد أن يفهم كيف يمكنه مساعدة الطلاب في معالجة حوادث يواجهونها في عملهم النفسي مع المجتمع البدوي. “توجّهت إليّ إحدى الطالبات، واسمها بشرى، وقالت لي في أحد الدروس: هل تعلم أنّ كلّ ما نتعلّمه هنا لا يفيد. كيف عليّ أن أردّ على والدين يتوجّهان إليّ بزعم أنّ “شيطانا سيطر على ابنهما”. سألتها ماذا تعتقدين أنّه يمكن أن يساعدهما؟ لقد أجابت بشكل تلقائي تقريبا: القرآن. لم أقرأ بنفسي هذا الكتاب ولم أفهم عمّ تتحدّث”.
الدكتور غروزبارد: “سرعان ما فهمت بأنّ القرآن يحوي الكثير جدّا من النصوص التربوية، تركيز رائع على العلاقات بين بني البشر، بين الأم وابنها، بين الجيران وبين الخصوم”
كانت المرة التالية التي التقى فيها الدكتور غروزبارد مع طلابه بعد أن اقتنى نسخة من القرآن مع ترجمة باللغة العبرية وبدأ بقراءتها. “سرعان ما فهمت بأنّ القرآن يحوي الكثير جدّا من النصوص التربوية، تركيز رائع على العلاقات بين بني البشر، بين الأم وابنها، بين الجيران وبين الخصوم. استطعت بالاستعانة بالترجمة العبرية أن أستخرج بضعة آيات وطلبت من الطلاب كتابة قصة تلائم الآية، قصة من الحياة اليومية لمرضاهم. كانت النتيجة مثيرة للإعجاب حيث تلقّيت أكثر من 300 قصة حقيقية ومثيرة. تفسيرات نفسية تستند إلى تلك الآيات. تطوّر الأمر سريعًا جدّا للبحث عن آيات أخرى وتحليلها. في وقت لاحق طلبنا موافقة أربعة شيوخ محليّين وتحوّل ذلك إلى كتاب “القرآن الكريم مرشد لتربية الأولاد”.
ألم يكن هناك من عارض مطلقا فكرة أن يكون عالم نفس يهودي هو من يصدر مرشدا لتربية الأطفال؟
“سؤال جيّد. كان هناك الكثير ممّن عارضوا. هناك بعض المثقّفين من جامعة الأزهر الذين عارضوا الكتاب والكلام الذي جاء فيه. أثار الكتاب عاصفة كبيرة وانقضّت وسائل إعلامية من جميع أنحاء العالم على القصة. تقديري أنّ من حرصوا على انتقاد الكتاب وعملنا المتأخر في موقع “قرآنت” لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة القضايا التي قمنا بتحليلها”.
من بين جميع القضايا التي تُشغل عالم علم النفس وعالم الإسلام، لماذا اخترتم التركيز تحديدًا على الجانب النفسي للتربية في الإسلام؟
“إنّ الاكتشاف الأكثر إثارة والذي وجدناه هو أن العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة”
“اتضح أن الطلاب قاموا بعمل تمهيدي وبحثوا بأنفسهم في الموضوع ولم يجدوا تحليلات معاصرة في العالم العربي عن تصورات تربوية ونفسية حديثة في القرآن. كانت الدراسات في هذا المجال قليلة. إنّ الاكتشاف الأكثر إثارة والذي وجدناه هو أن العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة والتي كانت موجودة منذ مئات السنين قبل ذلك، أي قبل الاشتغال بها في علم النفس الحديث”.
كان السؤال التالي الذي وجّهته للدكتور غروزبارد هو سؤال خشيت في البداية من طرحه وخصوصا بعد فترة طويلة تمّ فيها تشويه معادلة “الإسلام هو الحلّ”، واتخذت ما لا يُحصى من التفسيرات السياسية التحريضية وغير الدقيقة. ومع ذلك سألته.
هل تعتقد أنّ الإسلام يحمل حلولا لمشاكل في المجتمعات الإسلامية – العربية؟مثل التطرّف الديني الذي نعايشه في السنتَين الماضيتَين؟
“تبذل النصوص القرآنية طاقات كبيرة لتحسين مكانة الإنسان وانخراطه في المجتمع الذي ينشط به، لتطوير وتقدّم الإنسانية”
“أعتقد أنّه بالتأكيد نعم. مرة أخرى، لم أقرأ القرآن مطلقا قبل الحادثة وتجربتي هي مع طلابي العرب الذين التقيت بهم في علم النفس السريري. من خلال قراءتي وتحليل القرآن لم آخذ انطباعا عن التطرّف. على العكس، وجدت الكثير جدّا من الاهتمام بالمجتمع، بالعلاقات بين البشر. تبذل النصوص القرآنية طاقات كبيرة لتحسين مكانة الإنسان وانخراطه في المجتمع الذي ينشط به، لتطوير وتقدّم الإنسانية. إحدى الآيات المثيرة للإعجاب هي: “وإنْ جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكل على الله إنّه هو السميع العليم”، وهي آية مثيرة للإعجاب من جوانب نفسية حديثة تهتمّ بالاحترام، وبجوانب الثقة بالناس، وبتشجيع الأعمال الصالحة”.
ما الذي لا يفهمه الغرب، في نهجه تجاه الشرق الأوسط وحربه الجديدة على التطرّف الديني؟
يؤكد الدكتور غروزبارد على أنّ التطرّف الديني موجود في جميع الأديان وهو يقدّم للمتطرّفين قوّة لا نهائية. “ينبغي على الناس فهم هذه المسألة. يمنح التطرّف المتطرّفين قوة سيطرة وأداة لإدارة حياة الآخرين. ينبغي على الأشخاص النقديين والمعتدلين أن يكونوا واعين وأن يسألوا أنفسهم لماذا يستخدم المتطرّف تعبيرات وتفسيرات متطرّفة للنصوص الدينية”.
بالنسبة للدكتور غروزبارد، فإنّ الناس في الشرق عموما، وفي الشرق الأوسط خصوصا والناس في الغرب يفكّرون بطريقة مختلفة. إذا كانت “الأنا” تندرج في أعلى سلّم الأولويّات فإنّ “المجتمع” في الشرق هو الذي يحل في أعلى سلّم الأولويّات الاجتماعي.
إنه يجلب نماذج عديدة في كتابه “بابل: مرشد للالتقاء بين الشرق والغرب”، حول الاختلافات المعرفية بين الثقافتين.
“إنّ التركيز الغربيّ هو على الفرد، على ذاته وعلى ما يمكن أن يعطيه، مقابل المنظور الاجتماعي الشمولي للشرقيّ.”
“النرجسية هو مصطلح ثقافي قديم يُستخدم كثيرا في علم النفس الحديث. النرجسي هو شخص غارق داخل نفسه، مشغول بذاته ولديه صعوبة في رؤية الآخرين وفهمهم. هكذا هم الغربيّون. إنّ التركيز الغربيّ هو على الفرد، على ذاته وعلى ما يمكن أن يعطيه، مقابل المنظور الاجتماعي الشمولي للشرقيّ. من المهمّ جدّا لدى الغربيّين أن يقولوا رأيهم. من المهمّ جدّا بالنسبة لهم أن يحقّقوا أنفسهم”.
“ينظر العرب والمسلمون إلى أنفسهم، أولا وقبل كل شيء، كجزء من المجتمع وكجزء من التقاليد. أنا، وما أفكّر فيه وأريده، أقلّ أهمية من الأسرة، ومن العادات والتقاليد. أنظرُ إلى الخارج؛ إلى القواعد والعادات والمجتمع وأقل إلى داخل نفسي”.
وإذا أردنا ترجمة ذلك في نظرة الغرب إلى الشرق، فعلى هذه النظرة أن تكون مختلفة ممّا هو معتاد اليوم. “لا يفهم الغربيّون مفهوم الشرف. وهو في الشرق القاعدة الأولى للسلوك بين بني البشر. دون شرف فإنّ الناس يُسحقون في الشرق الأوسط. لا يفهم سكان الشرق الأوسط مفهوم “الإعجاب بالنفس من الإنجازات الشخصية”، إنّهم أكثر تواضعا ويعتقدون أنّ الإنجازات هي بفضل ومن أجل الجميع. كذلك فلا يحبّ الشرقيّون الإعجاب بهم أكثر من اللازم. مفهوم الشراكة هو أفضل أحيانا، بحسب رأي الدكتور غروزبارد، من مفهوم التعاطف. الرضى مهم في الشرق حتى لو كان على حساب مقولة أنصاف الحقائق.
وما هو رأيك بشخصية النبي محمد؟
“نحن بطبيعة الحال نعلم عنه وفقا لما جاء في التراث والقرآن. أعتقد أنّه شخصية نجحت في إحداث ترتيب في الشرق الأوسط، وفي دفع الملايين، ووضعهم في مقدّمة التاريخ. لقد كان مليئا بالحنان والرحمة والحكمة، ممّا أقدّره جدّا. تركّز القيم التي حاول غرسها في العرب والمسلمين في العالم مرة أخرى على الجماعة والعلاقات بين الأفراد. وهو أمر لا يمكن أن نجده، على سبيل المثال، بمثل تلك الحماسة في التوراة.
بحسب تصوّر الدكتور غروزبارد فإنّ الولايات المتحدة والدول الغربية، التي تُجري في هذه الأيام المفاوضات مع إيران حول قضية السلاح النووي، خاسرون أمامها. “في مثل هذا النوع من المفاوضات يشغّل الجانب الإيراني علاقاته الاجتماعية، نحن نرى الرئيس الإيراني يومض بنصف ابتسامة هنا ونصف ابتسامة هناك. يستخدم الإيرانيون علاقاتهم وحكمة حياتهم للتلاعب. إنهم يعرفون كيف يتصرّفون داخل مجموعة. لدى الغرب ميزة في التفكير المنطقي التحليلي. تتركه هذه الحقيقة مكشوفا. على سبيل المثال، فإنّ المفاوضين الغربيين لا يفهمون كيف تدير إيران المفاوضات برأسين (مع الرئيس الإيراني من جهة ومع آية الله مع جهة أخرى). بالنسبة للغرب فلا يمكن تصوّر ذلك، ويستغلّ الإيرانيون الأمر”.
ماذا يخطر لكم حين تسمعون عبارة “تجارب حكومية”؟ جهود لإيجاد دواء لمرض السرطان؟ ربما اختراعات مهمّة ستغيّر حياتنا إلى الأبد؟ لقد تبيّن أنّه قد كانت هناك أيضًا تجارب مروّعة على البشر والتي لم تقدّم البشرية فعليّا.
لا حاجة للبحث كثيرًا من أجل العثور على صور قاسية لجثث بشر وحيوانات في ظروف قمعية، وفي الواقع من الصعب أن نصدّق أيّة مشروعات جنونية حظيت خلال السنوات بتمويل حكومي في مختلف البلدان، وعلى رأسها الولايات المتحدة. أمامكم ثلاثة نماذج صادمة بشكل خاصّ، والتي تنصّلت معظم الدول من المسؤولية عنها، أو اعترفت بها متأتئة بحرج بعد ضغط شعبي كبير.
زراعة رأس
برزت الحيوانات ولا زالت خلال السنين في التجارب المهمة والأقل أهمية، وقدّمت تضحيات جسيمة، بعضها لا لزوم لها تمامًا، من أجل “مستقبل” البشرية. أحد المجالات البارزة في التجارب على الحيوانات هو زراعة الأعضاء. كانت سنوات الذروة لهذه التجارب هي السنوات بين خمسينات وستّينات القرن الماضي. بعد أن نُفّذت عام 1954 بنجاح زراعة الكلى الأولى للبشر، فكّر العلماء وقالوا “لماذا لا نحاول زرع أعضاء أخرى، كالرأس على سبيل المثال؟” وقبل البحث عن الإجابة عند البشر، أخذ هؤلاء العلماء بعض القردة والكلاب، أغلقوا عليها المختبرات وزرعوا لها أعضاء مختلفة من الجسم.
كان أول المجرّبين جرّاح أمريكي يُدعى تشارلز جتري، والذي زرع عام 1908 رأس كلب على رقبة كلب آخر، وصنع وحشًا برأسين والذي سرعان ما فارق الحياة. عام 1951 تابعه الجرّاح الروسي فلاديمير دميكوف، الذي زرع لكلب نصف جسد آخر، وفي عام 1970 وصل جرّاح الأعصاب الأمريكي روبرت جي وايت إلى لحظة “الذروة”، وذلك حين زرع لقرد رأسًا إضافيًّا. وبطبيعة الحال فإنّ القرد لم يعش وتوفي بعد مدّة قصيرة. كان الهدف من تلك التجارب، التي تلقّت جميعها تمويلا حكوميًّا، هو إيجاد حلّ لمشكلة فشل الأعضاء.
صاروخ الحمام وقطّة جاسوسة
مجال آخر برزت فيه الحيوانات هو المجال العسكري، والذي تُستخدم فيه الحيوانات بشكل أساسيّ لأغراض استخباراتية وتجسسية. وهنا أيضًا يبرز الأمريكيون، مع بعض التجارب الغريبة نوعًا ما، والتي شارك فيها من بين أشخاص آخرين عالم النفس السلوكي المهمّ فردريك سكينر.
كانت هناك تجربة مثيرة شارك سكينر بها خلال الحرب العالمية الثانية، وهي فحص إمكانية إدخال زوج من الحمام إلى داخل صاروخ. لماذا يفعلون ذلك لزوج الحمام المسكين؟ لمساعدة الصاروخ في الوصول إلى الهدف. كان من المفترض أن تنقر الحمامات صورة صغيرة على خارطة تمّ تثبيتها بالصاروخ، وقد حرّكت النقرات محرّكات صغيرة ووجّهت الصاروخ في طريقه. وبالطبع، فقد فشلت التجربة.
مشروع آخر، جرى في سنوات الستينات، كلّف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عشرة ملايين دولار واستمرّ لخمس سنوات كاملة، وهو تجربة صُنع قطّة جاسوسة. كجزء من الحرب الباردة ضدّ الاتحاد السوفياتي، ظنّ الأمريكيون أنّه سيكون أمرًا باردًا أن يرسلوا قطة “بريئة” للتجوّل في أروقة الكي جي بي. زُرعت في جسد القطّة – بشكل مروّع – هوائيّات وأجهزة إرسال، وقد اعتمدت للتنصّت على محادثات الناس. كانت نهاية التجربة مأساوية جدّا، فبعد دقائق معدودة من إطلاق القطّة للمهمّة، تمّ دهس المسكينة من قبل سيّارة أجرة. وبالمناسبة، فقد كشف الشعب الأمريكي عن القصة عام 2001 فقط.
يلعبون بنفوسنا
الحيوانات الأخرى التي “ساهمت” في التجارب الحكومية هي البشر. أحد المشاريع المثيرة التي نُفّذت فيها تجارب كهذه هو مشروع MK ULTRA الذي فحص تأثير المخدّرات والعقاقير النفسية على سلوك البشر. بدأ كلّ شيء في سنوات الخمسينات في أروقة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، فقد سعوا هناك إلى دراسة كيفية التأثير أو التحكم بالحالة النفسية للإنسان، وفحصوا إذا ما كان ممكنًا تغيير وظيفة الدماغ، ووسيلة لمحاولة إنتاج جنود أفضل أو طرق تعذيب “أكفأ”. أما الأشخاص الذين شاركوا في التجارب، دون علمهم بطبيعة الحال، فقد كانوا أمريكيين وكنديين، والمخدّر الرئيسي الذي تمّ فحصه عليهم هو مخدّر الهلوسة LSD. تضمّنت التجارب كذلك مخدّرات وأدوية مثل: الهيروين، حبوب النشوة، المورفين وأيضًا العلاج بالصدمات الكهربائية.
وكجزء من التجربة، افتتحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عددًا من بيوت الدعارة في مدينة سان فرانسيسكو، وأعطت للزبائن دون علمهم كمية من LSD قبل ممارسة الجنس، وقد تمّ تصوير ذلك بطبيعة الحال بهدف “التعلّم”.
تجربة رهيبة أخرى أجريت خلال تنفيذ المشروع في كندا، حيث فحص الدكتور دونالد كاميرون سبعين مريضًا لمعرفة كيفية تأثير المخدّرات والعلاج بالصدمة الكهربائية في محاولة لانتزاع معلومات من عقولهم. بين عامي 1964 – 1957، وبتمويل أمريكي، أعطى الدكتور اللطيف صدمات كهربائية للكثير من “المرضى” وبعد ذلك أدخلهم في غيبوبة بواسطة المخدّرات، أسمعهم أصواتًا مختلفة بوتيرة عالية، وفحص الاستجابات. كانت للتجربة نتائج مثيرة للإعجاب، إلا أنّ ضحاياها أفاقوا منها مع فقدان قوي للذاكرة. لقد نسوا التكلّم، لم يتذكّروا أسماءهم وأسماء أبناء عائلاتهم وعانوا من ندوب نفسية شديدة.
ومن أجل الإنهاء مع طعم أكثر حلاوة، نذكّركم بأنّ الكثير من التجارب التي تجري برعاية الحكومات المختلفة تسفر بالفعل عن نتائج مفرحة للبشرية، ولا تستخدم الحيوانات أو البشر من أجل الحصول على نتائج.
الدماغ البشري هو عضو معقّد ومتشابك وهذا أمر جيد وسيء على السواء. إنّه يمنحنا ميزة كبيرة عن سائر الحيوانات الأخرى، ولكن حين يحدث خطأ ما، فقد يتسبّب ذلك بمجموعة متنوعة من الأمراض النفسية. فيعاني عشرات الملايين من البشر حول العالم من تلك المشاكل، وتجعل الأمراض الأكثر ندرة المصابين بها يُظهرون سلوكيّات غريبة بشكل خاصّ. حاولنا أن نلخّص ونقدّم لكم بإيجاز بعض الاضطرابات النفسية الأغرب في العالم:
متلازمة القدس (Jerusalem Syndrome): “أنا المسيح”
الذين يعانون من “متلازمة القدس” هم أكثر تديّنًا من المعدّل (Miriam Alster/FLASH90)
رغم أنّ إسرائيل تعتبر دولة صغيرة ولكنها تحظى باضطراب نفسي خاص بها. يعاني المصابون بمتلازمة القدس من أوهام وضلالات ذات طابع ديني، وهم واثقون أنّهم المسيح المنتظر كما في الكتب المقدّسة (عادة يسوع، وفي حالات معيّنة النبي موسى).
وغالبًا ما يتصرّف المصابون بهذه المتلازمة بطريقة متطرّفة، بحيث يرتدون الملابس بنمط توراتي ويحاولون التبشير أمام المارة في القدس. رغم أنّ هذه المتلازمة تميّز الحجاج المسيحيين، ولكن يعاني منها اليهود أيضًا.
وتظهر الأوصاف الأولى للمرض في أدب الحجاج في العصور الوسطى. فتشير الدراسات إلى أنّ معظم المرضى المصابين بهذه المتلازمة قد عانوا من أمراض نفسية قبل ذلك، وغالبًا ما يكونون في جيل الشباب من دولة غربية، ذوي خلفية دينية، يعيشون وحدهم، وكذلك يزورون المدينة وحدهم. يقوم مركز الصحّة النفسية في القدس بعلاج عدد من المرضى يتراوح بين ثلاثة حتى خمسين مريضًا في كلّ عام.
قبل وقت طويل من أن تصبح “الزومبي” (الموتى الأحياء) من أبطال الثقافة، كان هناك أشخاص عانوا من هذه المتلازمة الغريبة جدًا، والتي تسمّى أيضًا “وهم الزومبي”. يؤمن الذين يعانون من المتلازمة بأنّهم أموات، تعفّنوا أو أنّهم فقدوا جميع أعضائهم الداخلية أو حتى دمهم، وأحيانًا يكونون متأكّدين بأنّه يمكنهم العيش للأبد كمصّاصي الدماء.
تم توثيق أول مريضة عام 1880، وذلك عندما وصف عالم الأعصاب الفرنسي، جول كوتار، مريضة له رفضت الاعتراف بوجود الله أو الشيطان وأنكرت أيضًا وجود أجزاء من جسدها. لقد رفضت تناول الطعام زاعمةً بأنّها لن تموت، وفي النهاية ماتت جوعًا.
ينتشر المرض بشكل أساسيّ في أوساط النساء في سنّ اليأس، ويظهر غالبًا بشكل مفاجئ لدى المرضى الذين ليس لديهم تاريخ من الأمراض النفسية. في حالات نادرة، لا يعترف المرضى مطلقًا بوجود أنفسهم وتترافق المتلازمة في الكثير من الأحيان بالاكتئاب.
متلازمة كابجراس (Capgras syndrome): “أنت لستِ أمي رغم أنّك تشبهينها”
“وهم المستنسخين”، أو كما تسمّى بالاصطلاح العلمي “متلازمة Capgras”، وهي حالة يعتقد فيها الإنسان أنّه أو أقرباءه (عادة الزوجين أو أبناء الأسرة) قد حلّ مكانهم مستنسخ منتحل. يخاف الكثير من الذين يعانون من هذه المتلازمة من “المستنسَخ” بل ويحاولون قتله أو إبلاغ الشرطة عنه.
من غير الواضح ما الذي يسبّب هذه المتلازمة، ولكن تعاني منها النساء أكثر من الرجال وهي شائعة لدى النساء اللواتي يعانين من انفصام الشخصية، الخرف وأيضًا لدى الأشخاص الذين عانوا من إصابات في الرأس. قد يصبح الذين يعانون من هذه المتلازمة عنفوانيّين بهدف حماية أنفسهم، ووفقًا لإحدى النظريات الرائدة، فالسبب هو اضطراب في مركز الرؤية والذي يُلحق الضرر بالقدرة على التعرّف على الوجوه المألوفة.
تظهر متلازمة كابجراس في عدّة صور: يعتقد المريض أنّه شاهد المستنسَخ عنه بأمّ عينه، وأنّ المستنسَخ لا يُرى، وهو رجل مألوف يرتدي صورة شخص آخر، وأنّ الشكل الخارجي وشخصية شخص مألوف قد تغيّرا، وأنّ الناس لا يعرفونه في الواقع وفي حالات معيّنة يعتقد المريض أنّه قد تمّ استنساخه وهناك مستنسَخ عنه.
https://www.youtube.com/watch?v=vFZM3mohiDg
هل أنت مصاب بمتلازمة ستندال (Stendhal syndrome)؟ يُحظر الدخول إلى المتحف…
متحف اللوفر (AFP)
هل تأثّرتم مرّة بصورة كبيرة من إبداع فنّي في متحف؟ لقد تبيّن أن هناك أشخاص قد يتأثّرون حتى الموت من الفنّ. يزيد هذا المرض النفسي الجسدي من معدّل ضربات القلب، يؤدي إلى الدوار، الارتباك والهلوسة، وفي حالات نادرة إلى الموت أيضًا. تحدُث جميع هذه الأعراض حين يتعرّض المصاب بالمتلازمة لأعمال فنّية، وخصوصًا حين يكون تعرّضه مركّزًا. كما في المتحف.
سمّيتْ المتلازمة على اسم الكاتب الفرنسي ماري هنري بيل (الذي يُدعى ستندال)، والذي عانى منها لدى زيارته لمدينة فلورنسا. ومثل ستندال نفسه، فالأشخاص المصابون بها هم عاديّون تمامًا، يتصرّفون بشكل طبيعي عادة، ولكنّهم يتجنّبون الدخول إلى المتاحف أو المعارض. تنتشر المتلازمة بشكل خاصّ في أوساط السائحين الذين يأتون لزيارة الأعمال الفنّية الشهيرة وفي بعض الحالات يحاولون أيضًا تدمير اللوحة، كما حدث في مرات لا تُحصى مع لوحة الموناليزا، حتّى تمّت تغطيتها في النهاية بزجاج سميك.
متلازمة باريس: وهذا ينطبق على اليابانيين فقط
سياح يابانيون يزورون مواقع تاريخية في باريس، فرنسا (AFP)
بخلاف سائر الأمراض النفسية، فهذه المتلازمة تنطبق على السائحين اليابانيين الذين يزورون باريس. لقد تبيّن أنّ الكثير من اليابانيين الذين يزورون المدينة الأكثر رومانسية في العالم يعانون من انهيار عصبي ويضطرّون لدخول المستشفى أو العودة إلى بلادهم في أسرع وقت.
يعرف السائحون اليابانيون باريس من الأفلام الرومانسية والصور الجميلة لبرج إيفل فقط، وعند وصولهم للمدينة يعانون من نوع من الصدمة الثقافية الزائدة. إنّهم يمرّون بأزمة حين يكتشفون أنّها مجرّد مدينة، قد تكون أيضًا قذرة، ولا يستطيعون مواجهة هذا الواقع القاسي.
وفقًا لكلام الخبراء، فإنّ حقيقة أنّ معظم مقدّمي الخدمات الفرنسيين بالكاد يتحدّثون الإنجليزية ويُظهرون الازدراء تجاه السائحين، تزيد فقط من هذه الظاهرة، وقد يبدو ذلك مضحكًا، إلا أنّ هذه الظاهرة جدّية بشكل كبير في اليابان.
أقامت السفارة اليابانية في باريس مركزًا خاصّا للسائحين، يعمل على مدار الساعة، بل ويعمل فيه بعض علماء النفس والأطبّاء النفسيّين لعلاج هذه المتلازمة تحديدًا.
لو سألتم أي أب قبل ثلاثين حتى أربعين سنة، ماذا كان يفضّل أن يتعلم ابنه أو أي مهنة يختارها، لسمعتم الإجابة المؤكدة تمامًا: طبيبًا، محاميًّا، أو معلمًا.
وربما السؤال عن أي مهنة ينبغي اختيارها هو السؤال الأهم لمستقبل من يبلغ عشر سنوات وأكثر، أي هؤلئك الفتيان الذين في بداية حياتهم. فمن جهة، هم يبحثون عن الرضا والتحقيق الذاتي، ومن جهة أخرى، يبحثون عن أمان شامل، وإرضاء الوالدين إذا كان ممكنًا.
ويُضاف إلى تشابك هذه الدوافع، القلق من اختيار الاتجاه غير الصحيح: ما هي المهن التي تُعتبر اليوم مغامرة كبيرة، أي مهن ستنقرض في السنوات القادمة لأن العاملين فيها سيُستبدلون بآلات وأجهزة كمبيوتر؟ في المقالة التالية، سنحاول أن نستعرض أي مهن ستنقرض وأيها ستزدهر. تذكروا، إنها مقالة صحفية خالصة، ولا تستميت في التنبؤ بكل ما يخبئ المستقبل تحت جناحيه.
الرياضيات
يزداد الطلب على خبراء الرياضيات، ليس في شركات التقنيات فحسب. وسيتيح التفكير التحليلي الذي اكتُسب من التعامل مع الأرقام لمتعلمو الرياضيات، الحرية الكبيرة في اختيار مهنتهم المستقبلية. ويقدّر بعض الخبراء أنه في السنوات القادمة، ستصل توقعات النمو في المهن إلى نسبة 20% من الطلب على خبراء الرياضيات.
علماء الأحياء
علم الأحياء (Thinkstock)
نسمع بين الفينة والأخرى عن نجاح آخر لفكرة ناشئة بيوتكنولوجية جديدة في العالم، وعن إصدار جديد لشركة دوائية صغيرة في البورصة العالمية. لا يُتوقع أن تدخل طرق العمل من عالم التقنية العالية (الهايتك)، التي كثيرًا ما تتخلى عن تشغيل الإنسان، هذا المجال في السنوات القريبة. وكذلك، ليس متوقعًا، أن تصبح أجهزة الحواسيب والروبوت ذات فهم بمستوى يتيح لها أن تحلّ محل الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، مما يزيد من الانجذاب إلى الموضوع.
العلماء الروحانيين
يبدو هذا وكأننا نقول الشيء ونقيضه. فصحيح أن عالم التقنية العالية والحاسوب حقًا يتطلبان اليوم رياضيين أو مهندسين، لكن في حالات كثيرة، يبحثون في الشركات الكبرى تحديدًا عن هؤلاء ذوي التفكير المختلف عن التفكير التحليلي. والدليل على ذلك هو عاملو جوجل. فيعمل في الشركة عاملون من مجال علم الاجتماع والنفس جنبًا إلى جنب مع خبراء عمليين.
الجغرافيون
مهندس معماري (Thinkstock)
هذه المهنة أيضًا تبدو وكأنه لا أساس لها. وكل ما في الأمر أنه مع نمو الحضارة الإنسانية زادت رغبتهم في هندسة النطاق الجغرافي الذي يعيشون فيه. فصار تخطيط المدن والأحياء في السنوات الأخيرة مهنة مطلوبة جدًا. ويمكن للتأهيل المهني أن يفتح فرصًا متنوعة للعمل في مجالات الجغرافيا الإنسانية، مثلا في تخطيط المدن- وهو مجال قد نما إلى أحجام ضخمة مع تطور المدن في شرق آسيا- أو الجغرافيا المادية، التي تهتم ببحث الكرة الأرضية مثل التغييرات في حالة الطقس ورصد نقاط الهزات الأرضية.
الأطباء
صحيح أن اليوم هناك وسائل مساعدة تقنية وآلية تستطيع القيام بإجراءات طبية بسيطة، ولكن لا تبدو في المستقبل المنظور تقنية حساسة بما يكفي لتنفيذ التشخيص واتخاذ القرارات المصيرية. ويُتوقع أن تكون أهمية هذه المهنة مرتفعة نسبيًّا، خاصة حين يتعلق الأمر بعمليات معقّدة وطويلة.
الممرضون- خبراء الجيل الثالث
سيصبح ابني طبيبًا! حقًا؟ (Thinkstock)
ربما تتفاجأون، لكن ليست كل المهن متعلقة بتقدم التقنيات بل متعلقة أيضًا بارتفاع معدل الأعمار. فهناك حاجة متزايدة إلى مقدمي علاج للجيل الثالث، ولذلك أصبحت مهنة الممرضين أو الأطباء في مجال الشيخوخة، مطلوبة أكثر فأكثر. يعي المجتمع الذي نعيش وننشط فيه أن الشيخوخة فيها الكثير من الوحدة وأن بعض الأشخاص يريدون أن يختصوا ويقفوا إلى جانب المسنين”. يبدو أن طول العمر يؤدي إلى تغيير فكري: لا شك أن الحديث ليس عن أخصائيين في مجال الشيخوخة فحسب، بل عن مهنيين يمكنهم أن يُبدوا رأيهم في مواضيع العلاج الاجتماعي للمسنين، علاج الوحدة، وملاءَمة وتيرة الحياة والتقنيات لحاجات الجيل الثالث.
وماذا عن المهن التي يبدو أنها ستنقرض عن وجه الأرض؟
المصوّرون
تصوير مهني (Thinkstock)
لا يمكن التخلي عن مهنة التصوير بهذه السهولة، لكن من الواضح لنا جميعًا أنها قد غيّرت وجهتها من النقيض للنقيض. وأصبح كل فتى اليوم لديه جهاز ذكي مصورًا من الدرجة الأولى، إذ، يرفع صورًا على الإنستغرام ويحظى بآلاف الإعجابات. ويستطيع كل منا توثيق اللحظات التاريخية والفنية بفضل الجهاز المناسب معه في الوقت المناسب، وبالتأكيد فإن جودة التصوير، جيدة.
وتتيح التكنولوجيا التصوير بواسطة الهاتف الذكي، ولذلك أصبح التصوير متوفرًا لكل منا. وقد يبقى بعض المصوّرين القلائل، ولكننا نلاحظ أن حوانيت التصوير على أنواعها آخذة بالاضمحلال. ربما تسهّل التكنولوجيا على المصورين في المستقبل، ولكن ثمة أهمية لنظرة وخبرة المصوّر التي من الصعب أن يصل إليها كل شخص في توثيق الأحداث التاريخية أو الشخصية.
رجال الاتصالات والصحافة
إن عالم الصحف في أزمة كبيرة. فمع دخول الشبكات الاجتماعية والإنترنت إلى حياتنا، قد تغيّرت طريقة تعاملنا مع المعلومات والأخبار. كذلك، لا تنجح الصحافة في التعامل مع الوسائط الاجتماعية، التي تمكّن كل منا من التعبير عن رأيه أو الإبلاغ عن أحداث في بيئته. وتظهر أبحاث في الولايات المتحدة من معهد PEW مثلا أن 30% من الأمريكيين يتلقون الأخبار والمعلومات من الفيس بوك وأن 8% يفعلون ذلك في تويتر.
الطهاة والطباخون
طهاة (Thinkstock)
يبدو أن الطهاة المهنيين في المطابخ الفاخرة، سيضطرون إلى أن يكونوا قلقين أقل، وبالمقابل، يجدر بالطباخين في المطاعم الشعبية أو شبكات الطعام السريعة أن يكونوا قلقين أكثر. وذلك لأن أجهزة الروبوت تدخل مجال الصناعة أكثر وأكثر وتبدّل الأيدي العاملة. ويلبي العاملون في مطابخ الوجبات السريعة، تعليمات إعداد الوصفات بحذافيرها وتوزيع الطعام حسب مقادير محددة سلفًا. وبالمقابل، تعرف أجهزة الروبوت القيام بتلك الأعمال تمامًا.
موظفو البريد
ليس في إسرائيل فقط، تقلص شبكات بريدية كثيرة في العالم أيام توزيع الرسائل وتضطر إلى إقالة الموظفين. لا تستطيع الشركات البريدية الحكومية التعامل مع الانخفاض في طلب إرسال الرسائل العادية ومنافسة شركات الإرسال الخاصة. وهناك ميّل أكثر اليوم إلى إرسال رسائل إلكترونية، وتنجح أجهزة الحواسيب والروبوت برصد إرسال الرزمات جيدًا وذلك بمساعدة أيادِ إنسانية.
المصرفيّون
تعتبر الأعمال البنكية اليوم أعمالا واعدة. فصحيح أن الأجور عالية وشروط العمل جيّدة، لكن يظهر بحث أجري في جامعة أوكسفورد أن هذه المهنة أيضًا مهددة بالانقراض. ففي المستقبل القريب، يمكن للوغاريتمات المستجَدَّة أن تبدّل موظفي البنوك وأن تتخذ قرارات مصيرية، مثل منح القروض، وأيضًا حساب قدرة الإرجاع حسب معايير عقلية فقط.
المحامون
سوق المحامين في العالم مغرق إغراقًا: إسرائيل هي الدولة ذات نسبة المحامين الأعلى عالميًّا مقارنة بعدد السكان، مما يؤثر في قدرة المحامين على المساومة في البحث عن عمل ملائم. فبموجب تقرير صدر في إسرائيل سنة 2012، اضطر ثلث المحامين إلى ترك مهنتهم. يجب أن نذكر دائمًا أن تعلم الحقوق والمحاماة يشكل منصة لمجالات أخرى في سوق العمل.
قرر المبادر، المستثمر والكاتب جيمس ألتوشير مشاركة قرّائه بمعرفته في مجال الاستثمار وقام بنشر لائحة المنتجات التي كشف فيها عن الموديلات الكبيرة التي من المفضّل أن تستثمروا فيها اليوم، إذ من شأنها أن تحوّلكم إلى أثرياء في المستقبل القريب.
وفي الموقع Business Insider والذي نُشرت فيه لائحة ألتوشير، قرروا تبسيط الطريق التي ستحوّلكم إلى مليارديرات وحتى أكثر من ذلك، ونشروا المجالات والتطويرات التي من المجدي استثمار المال فيها الآن.
الدفع عن طريق الهاتف الخليوي
الدفع عن طريق الهاتف الخلوي (Thinkstock)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
سوق الدفعات عن طريق الهاتف الخلوي هو سوق ذات منافسة كبيرة ويضم زبائن عملاقة مثل غوغل، آبل وبي بال. كذلك أعلن عدد من التجار الكبار مؤخرًا عن خدمة دفعات رقمية مشتركة والتي ستقرأ تحويلات تجارية على الزبائن.
علاجات نفسية
التمارين الفكرية التي ستحسّن جودة حياتكم (Thinkstock)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
أصبح الناس اليوم في العالم أكثر ضغطا. ونتيجة لذلك تحوّلت العلاجات النفسية والعقلية إلى سلعة مطلوبة جدًا ويُتوقع أن تكون مطلوبة أكثر في المستقبل القريب.
الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية (Thinkstock)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
أصبح أصحاب العديد من المنازل على معرفة أكبر حول استهلاك الطاقة الشمسية التي حوّلت منازلهم إلى مستهلكة الطاقة الشمسية وبشكل مستقل تقريبًا. وحسب شركة Nano Markets المختصة في مجال الأسواق، ستصل قيمة السوق العالمي لأجهزة الطاقة الشمسية، لوحده، إلى ملياري دولار عام 2018.
سيساعد استهلاك الليثيوم في السيارات أيضًا على خفض تكاليف أجهزة تخزين الطاقة الشمسية.
أرض زراعية
حقول البطيخ في غزة (Flash90/Abed Rahim Khatib)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
رغم التراجع المؤقت، فأصحاب الأراضي الزراعية وكذلك الذين يستثمرون فيها، هم من الأثرياء. فهذا حسب ادعاء وكالة الأنباء رويترز. وذلك بسبب وجود طلب كبير جدًا على المحصول الآتي من الولايات المتحدة، وخاصة من قبل الصين.
الرجل الآلي
الرجل الآلي (Thinkstock)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
ادعا بروفيسوران من المعهد التكنولوجي المرموق في ماشوستس، في كتابيهما الجديد “جيل الآلة الثاني” (The Second Machine Age)، أن استخدام الرجل الآلي – أو آلات تقوم بعدة عمليات في آن واحد وبشكل أوتوماتيكي – سيظهر بصورة غير عادية. ويمكن القول اليوم إن هذه الآلات تمكّنت من استبدال الكثير من العمال في مجالات عدة – وخفضت مصاريف الشركات العملاقة كما وأنها أكثر نجاعة مقارنة بالإنسان العامل.
أقمشة ذكية تمنع التعرّق
لياقة بدنية (Thinkstock)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
نظرًا لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، من الواضح أن الأقمشة التي تمنع العرق قد تصبح منتوجًا مطلوبًا جدًا. شركة Smart Weave هي إحدى الشركات المعروفة في هذا المجال فمنتجاتها تمنع بقع العرق المزعجة. وفي الفترة الأخيرة، دخلت إلى هذا السوق شركات أخرى تطور أقمشة ذكية، بالإضافة إلى شركات تنتج أقمشة خاصة بزي الجنود ذات صفات إضافية إضافة إلى منع العرق الزائد.
السياسة
الكونغرس الأمريكي (ويكيبدية)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
صادقت المحكمة العليا في الولايات المتحدة مؤخرًا على الكثير من القوانين التي تُحدد كمية الأموال التي يمكن استثمارها في الحملات الانتخابية. وعلى سبيل المثال، استثمرت مجموعة الأخوة – كوك، وهي عائلة مصنّعين ورجال أعمال أمريكيين، أكثر من 30 مليون دولار في حملتها ضدّ سيناتور ديمقراطي.
السياسة هي قوة – وأينما تتواجد القوة والقيود القانونية الفضفاضة، سنجد الكثير من الأموال.
الغاز الطبيعي
استخراج الغاز الطبيعي من حقل “تمار” في البحر المتوسط بالقرب من شواطئ إسرائيل (FLASH90)
لماذا يُستحسن الاستثمار في ذلك؟
في إسرائيل، هناك من يرى أن مستقبل استهلاك الطاقة في كل الدولة، يعتمد على الغاز الطبيعي الذي تم الكشف عنه قبالة سواحل إسرائيل. وهناك الكثير من الشائعات حول صفقات غاز إقليمية كبيرة تصدّرت عناوين الصحف والأخبار مثل إمكانية قيام الأردن بشراء الغاز، لها ولمصر، من إسرائيل، في محاولة لمنع أزمة الغاز لديهما. يُشار إلى أن الغاز يعتبر أكثر نقاءً ومصاريف إنتاجه أرخص بكثير من النفط ومنتجاته.