علم الأحياء

الدماغ البشري (Thinkstock)
الدماغ البشري (Thinkstock)

حقائق مذهلة عن دماغ الإنسان

يتحكم بكل مشاعرنا، تصرفاتنا وأيضًا بوعينا وفكرنا. رغم الغموض الذي يكتنفه، اكتشف باحثون في السنوات الأخيرة بعض الأشياء المذهلة التي يفعلها دماغنا

يُعتبر الدماغ البشري أعقد عضو في أجسامنا وفي كل عالم الأحياء على ما يبدو. هذا العضو الغريب الغامض هو الذي أتاح لنا تطوير لغة، ثقافة وعلاقات اجتماعية، وبالنهاية حتى السيطرة على الكرة الأرضية. يحاول باحثون وأطباء منذ سنوات حل غموض الدماغ، ورغم كل سنوات البحث في هذا الموضوع، تعرف الإنسانية القليل جدًا عن طريقة عمل الدماغ، لماذا هو مبني كما هو مبني وما الذي يجعل أدمغة البشر أكثر تميّزًا عن أدمغة المخلوقات الأخرى.

إنما في القرن الـ 21 يمكن القول أنه أخيرًا رغم أن هناك الكثير من الأشياء التي لم نكتشفها بعد، هنالك الكثير من الأشياء التي نعرفها عن هذه الماكينة المذهلة. إذا هاكم بعض الحقائق المذهلة عن الدماغ البشري:

الدماغ البشري (Thinkstock)
الدماغ البشري (Thinkstock)

يمكن العيش دون دماغ

بالإضافة للقدرة العقلية، يمكن للدماغ أن يسيطر على نشاطات في أجسامنا والتي تجعلنا نستمر بالحياة – التنفس، عمل القلب، الهضم وبقية الأمور. بحيث يكون العيش دون الدماغ أمر غير مستحيل. إلا أنه، هنالك حالات موثقة في التاريخ العلمي لأشخاص وُلدوا دون أجزاء معينة من الدماغ أو عانوا من إصابة خطيرة جدًا في الدماغ ولكنهم تابعوا حياتهم بشكل طبيعي، دون تضرر القدرة العقلية أو الذهنية لديهم.

ظهرت حالة في عام 2007 حيرت الأطباء: خلال فحص طبي عادي أجري لرجل في الـ 44 من العمر في فرنسا، للدماغ اتضح أن 75% من الدماغ مليء بالسوائل بدل الخلايا العصبية (Neuron)، والتي هي خلايا الأعصاب التي تنقل المعلومات في الدماغ. يتوقع الطب من رجل كهذا أن يكون مصابًا بإعاقة عقلية صعبة، إنما تفجأ الطبيب المعالج بأنه يقف أمام رجل طبيعي للغاية. قال الطبيب، “هو رب عائلة، أب لولدين ويعمل في الحقل الجماهيري”، عندما أجري للرجل فحص ذكاء حصل على علامة 75. ربما النتيجة هي تحت المعدل (الذي هو حوالي الـ 100)، إنما نتحدث عن مستوى يتيح للرجل أن يؤدي وظائفه.

إذًا ما هو تفسير ذلك؟ يُعتبر الدماغ من أكثر الأعضاء قدرة على التكيف، وبإمكانه أن يغير وأن يلائم نفسه لأي وضع جديد. عندما يولد شخص ما دون جزء من الدماغ، تتحمل الأجزاء المتبقية مسؤولية أداء وظائف الأجزاء الناقصة وتكمل الناقص (تقريبًا).

انفصال الدماغ (Split brain)

ماذا كان ليحدث لكم إن استيقظتم صباحًا واكتشفتم بأنه لديكم بدل الدماغ الواحد – دماغين مختلفين داخل رؤوسكم؟ يبدو أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعيشون في هذا الواقع كل يوم، ويتدبرون أمورهم بشكل لا بأس به.
في الواقع، جميعنا لدينا “دماغان” إنما هما مرتبطان ويعملان كوحدة عضوية واحدة. يتكون الدماغ من فصين – الأيمن والأيسر – المرتبطان ببعضهما البعض من خلال “جسر” من الخلايا العصبية التي تسمى”Corpus Callosum”. ذلك الجسر هو المسؤول عن نقل المعلومات بين الفصين. كل فص من الفصين له وظائف مختلفة وتخصصات خاصة به. مثلاً، الجزء المسؤول عن معالجة اللغة موجود في الفص الأيسر، بينما الفص الأيمن ناشط أكثر في الإدراك المكاني.

أفضل مثال للفرق بين الفصين يمكن أن نميزه لدى المصابين بداء الصرع الحاد والذين يتم إجراء جراحة لهم لقطع ذلك “الجسر” بين فصي الدماغ، ويؤدي إلى انقطاع التواصل بينهما بشكل تام. نرى للوهلة الأولى بأن المرضى الذين أُجريت لهم الجراحة يتصرفون تصرفًا طبيعيًّا جدًا. حتى أن جودة حياتهم تتحسن، حيث نجد أن نوبات الصرع وترددها تصبح أقل أو تختفي تمامًا. لكن عندما تم البدء بإجراء تجارب بسيطة على أولئك المرضى، تم اكتشاف بعض الأمور الغريبة وغير المتوقعة. اتضح من التجارب التي أُجريت أن المرضى طوروا وعيًا منفصلاً – كل جانب من جانبي أدمغتهم رأى صورة مختلفة تمامًا للعالم.

يمكن العيش دون دماغ (Thinkstock)
يمكن العيش دون دماغ (Thinkstock)

مثلاً، إن عرضتم على شخص، لديه انفصال دماغ، صورة كرة سلة في مجال الرؤية للفص الأيمن، وتفاحة في مجال الرؤية للفص الأيسر، وتسألوه عما يراه – سيقول لكم أنه يرى كرة سلة فقط. وبصورة عجيبة، إن طلبت منه أن يرسم ما يراه بيده اليسرى – سيرسم تفاحة. أي، طورت كل جهة من جهتي الدماغ لها وعيًا مختلفًا، ولا يمكنهما التواصل معًا.

الدماغ لا يشعر بالألم

العضو المسؤول عن خلق الإحساس بالألم في جسمنا لا “يشعر” هو ذاته بالألم. لماذا لا يشعر؟ الدماغ بحد ذاته ليس لديه مستقبلات ألم لهذا لا يتلقى إشارات وجود ألم.

يستغل جراحو دماغ هذه الحقيقة وغالبًا ما يقومون بإجراء جراحات دماغ بينما يكون المريض في حالة وعي كامل، مع تخدير موضعي فقط. يستطيع الجراح في هذه الحالة أن يطرح على المتعالج أسئلة وأن يتأكد بأنه لا يتسبب بضرر عصبي ويضر مناطق هامة، مثل مناطق اللغة أو أجزاء خاصة بالحركة.

يمكن السيطرة على الأحلام

أحد الأسئلة الكبيرة في حياة البشر هو سؤال “لماذا نحلم”؟ تداول فلاسفة، رجال دين، علماء نفس وأطباء كثيرًا هذا السؤال ولم يتوصل أحد لإجابة دامغة. إنما على الرغم من ذلك، كل ليلة، جميعنا نحلم. لا نتذكر دائمًا ماذا كان الحلم، إنما أحيانًا يكون الحلم لطيفًا جدًا يجعلكم ترغبون أن تعودوا إليه. ممكن علميًا، على ما يبدو، التأثير على الأحلام بطريقة تسمى الحلم الصافي أو “العلم الواعي”. وهو نوع من التأمل الذي يتيح، بمساعدة التمرن والتدرب، السيطرة على مجريات الحلم وهكذا تكونون أشبه بممثلين في عرض تمثيل سريالي.

اقرأوا المزيد: 748 كلمة
عرض أقل
سيصبح ابني طبيبًا! حقًا؟ (Thinkstock)
سيصبح ابني طبيبًا! حقًا؟ (Thinkstock)

سيصبح ابني طبيبًا! حقًا؟

تعدّ بعض المهن التقليدية مثل المعلم أو المحامي مهنًا من الماضي، بينما تتصاعد المهن ذات الصلة بالتقدم التكنولوجي

لو سألتم أي أب قبل ثلاثين حتى أربعين سنة، ماذا كان يفضّل أن يتعلم ابنه أو أي مهنة يختارها، لسمعتم الإجابة المؤكدة تمامًا: طبيبًا، محاميًّا، أو معلمًا.

وربما السؤال عن أي مهنة ينبغي اختيارها هو السؤال الأهم لمستقبل من يبلغ عشر سنوات وأكثر، أي هؤلئك الفتيان الذين في بداية حياتهم. فمن جهة، هم يبحثون عن الرضا والتحقيق الذاتي، ومن جهة أخرى، يبحثون عن أمان شامل، وإرضاء الوالدين إذا كان ممكنًا.

ويُضاف إلى تشابك هذه الدوافع، القلق من اختيار الاتجاه غير الصحيح: ما هي المهن التي تُعتبر اليوم مغامرة كبيرة، أي مهن ستنقرض في السنوات القادمة لأن العاملين فيها سيُستبدلون بآلات وأجهزة كمبيوتر؟ في المقالة التالية، سنحاول أن نستعرض أي مهن ستنقرض وأيها ستزدهر. تذكروا، إنها مقالة صحفية خالصة، ولا تستميت في التنبؤ بكل ما يخبئ المستقبل تحت جناحيه.

الرياضيات

يزداد الطلب على خبراء الرياضيات، ليس في شركات التقنيات فحسب. وسيتيح التفكير التحليلي الذي اكتُسب من التعامل مع الأرقام لمتعلمو الرياضيات، الحرية الكبيرة في اختيار مهنتهم المستقبلية. ويقدّر بعض الخبراء أنه في السنوات القادمة، ستصل توقعات النمو في المهن إلى نسبة 20% من الطلب على خبراء الرياضيات.

علماء الأحياء

علم الأحياء (Thinkstock)
علم الأحياء (Thinkstock)

نسمع بين الفينة والأخرى عن نجاح آخر لفكرة ناشئة بيوتكنولوجية جديدة في العالم، وعن إصدار جديد لشركة دوائية صغيرة في البورصة العالمية. لا يُتوقع أن تدخل طرق العمل من عالم التقنية العالية (الهايتك)، التي كثيرًا ما تتخلى عن تشغيل الإنسان، هذا المجال في السنوات القريبة. وكذلك، ليس متوقعًا، أن تصبح أجهزة الحواسيب والروبوت ذات فهم بمستوى يتيح لها أن تحلّ محل الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، مما يزيد من الانجذاب إلى الموضوع.

العلماء الروحانيين

يبدو هذا وكأننا نقول الشيء ونقيضه. فصحيح أن عالم التقنية العالية والحاسوب حقًا يتطلبان اليوم رياضيين أو مهندسين، لكن في حالات كثيرة، يبحثون في الشركات الكبرى تحديدًا عن هؤلاء ذوي التفكير المختلف عن التفكير التحليلي. والدليل على ذلك هو عاملو جوجل. فيعمل في الشركة عاملون من مجال علم الاجتماع والنفس جنبًا إلى جنب مع خبراء عمليين.

الجغرافيون

مهندس معماري (Thinkstock)
مهندس معماري (Thinkstock)

هذه المهنة أيضًا تبدو وكأنه لا أساس لها. وكل ما في الأمر أنه مع نمو الحضارة الإنسانية زادت رغبتهم في هندسة النطاق الجغرافي الذي يعيشون فيه. فصار تخطيط المدن والأحياء في السنوات الأخيرة مهنة مطلوبة جدًا. ويمكن للتأهيل المهني أن يفتح فرصًا متنوعة للعمل في مجالات الجغرافيا الإنسانية، مثلا في تخطيط المدن- وهو مجال قد نما إلى أحجام ضخمة مع تطور المدن في شرق آسيا- أو الجغرافيا المادية، التي تهتم ببحث الكرة الأرضية مثل التغييرات في حالة الطقس ورصد نقاط الهزات الأرضية.

الأطباء

صحيح أن اليوم هناك وسائل مساعدة تقنية وآلية تستطيع القيام بإجراءات طبية بسيطة، ولكن لا تبدو في المستقبل المنظور تقنية حساسة بما يكفي لتنفيذ التشخيص واتخاذ القرارات المصيرية. ويُتوقع أن تكون أهمية هذه المهنة مرتفعة نسبيًّا، خاصة حين يتعلق الأمر بعمليات معقّدة وطويلة.

الممرضون- خبراء الجيل الثالث

سيصبح ابني طبيبًا! حقًا؟ (Thinkstock)
سيصبح ابني طبيبًا! حقًا؟ (Thinkstock)

ربما تتفاجأون، لكن ليست كل المهن متعلقة بتقدم التقنيات بل متعلقة أيضًا بارتفاع معدل الأعمار. فهناك حاجة متزايدة إلى مقدمي علاج للجيل الثالث، ولذلك أصبحت مهنة الممرضين أو الأطباء في مجال الشيخوخة، مطلوبة أكثر فأكثر. يعي المجتمع الذي نعيش وننشط فيه أن الشيخوخة فيها الكثير من الوحدة وأن بعض الأشخاص يريدون أن يختصوا ويقفوا إلى جانب المسنين”. يبدو أن طول العمر يؤدي إلى تغيير فكري: لا شك أن الحديث ليس عن أخصائيين في مجال الشيخوخة فحسب، بل عن مهنيين يمكنهم أن يُبدوا رأيهم في مواضيع العلاج الاجتماعي للمسنين، علاج الوحدة، وملاءَمة وتيرة الحياة والتقنيات لحاجات الجيل الثالث.

وماذا عن المهن التي يبدو أنها ستنقرض عن وجه الأرض؟

المصوّرون

تصوير مهني (Thinkstock)
تصوير مهني (Thinkstock)

لا يمكن التخلي عن مهنة التصوير بهذه السهولة، لكن من الواضح لنا جميعًا أنها قد غيّرت وجهتها من النقيض للنقيض. وأصبح كل فتى اليوم لديه جهاز ذكي مصورًا من الدرجة الأولى، إذ، يرفع صورًا على الإنستغرام ويحظى بآلاف الإعجابات. ويستطيع كل منا توثيق اللحظات التاريخية والفنية بفضل الجهاز المناسب معه في الوقت المناسب، وبالتأكيد فإن جودة التصوير، جيدة.

وتتيح التكنولوجيا التصوير بواسطة الهاتف الذكي، ولذلك أصبح التصوير متوفرًا لكل منا. وقد يبقى بعض المصوّرين القلائل، ولكننا نلاحظ أن حوانيت التصوير على أنواعها آخذة بالاضمحلال. ربما تسهّل التكنولوجيا على المصورين في المستقبل، ولكن ثمة أهمية لنظرة وخبرة المصوّر التي من الصعب أن يصل إليها كل شخص في توثيق الأحداث التاريخية أو الشخصية.

رجال الاتصالات والصحافة

إن عالم الصحف في أزمة كبيرة. فمع دخول الشبكات الاجتماعية والإنترنت إلى حياتنا، قد تغيّرت طريقة تعاملنا مع المعلومات والأخبار. كذلك، لا تنجح الصحافة في التعامل مع الوسائط الاجتماعية، التي تمكّن كل منا من التعبير عن رأيه أو الإبلاغ عن أحداث في بيئته. وتظهر أبحاث في الولايات المتحدة من معهد PEW مثلا أن 30% من الأمريكيين يتلقون الأخبار والمعلومات من الفيس بوك وأن 8% يفعلون ذلك في تويتر.

الطهاة والطباخون

طهاة (Thinkstock)
طهاة (Thinkstock)

يبدو أن الطهاة المهنيين في المطابخ الفاخرة، سيضطرون إلى أن يكونوا قلقين أقل، وبالمقابل، يجدر بالطباخين في المطاعم الشعبية أو شبكات الطعام السريعة أن يكونوا قلقين أكثر. وذلك لأن أجهزة الروبوت تدخل مجال الصناعة أكثر وأكثر وتبدّل الأيدي العاملة. ويلبي العاملون في مطابخ الوجبات السريعة، تعليمات إعداد الوصفات بحذافيرها وتوزيع الطعام حسب مقادير محددة سلفًا. وبالمقابل، تعرف أجهزة الروبوت القيام بتلك الأعمال تمامًا.

موظفو البريد

ليس في إسرائيل فقط، تقلص شبكات بريدية كثيرة في العالم أيام توزيع الرسائل وتضطر إلى إقالة الموظفين. لا تستطيع الشركات البريدية الحكومية التعامل مع الانخفاض في طلب إرسال الرسائل العادية ومنافسة شركات الإرسال الخاصة. وهناك ميّل أكثر اليوم إلى إرسال رسائل إلكترونية، وتنجح أجهزة الحواسيب والروبوت برصد إرسال الرزمات جيدًا وذلك بمساعدة أيادِ إنسانية.

المصرفيّون

تعتبر الأعمال البنكية اليوم أعمالا واعدة. فصحيح أن الأجور عالية وشروط العمل جيّدة، لكن يظهر بحث أجري في جامعة أوكسفورد أن هذه المهنة أيضًا مهددة بالانقراض. ففي المستقبل القريب، يمكن للوغاريتمات المستجَدَّة أن تبدّل موظفي البنوك وأن تتخذ قرارات مصيرية، مثل منح القروض، وأيضًا حساب قدرة الإرجاع حسب معايير عقلية فقط.

المحامون

سوق المحامين في العالم مغرق إغراقًا: إسرائيل هي الدولة ذات نسبة المحامين الأعلى عالميًّا مقارنة بعدد السكان، مما يؤثر في قدرة المحامين على المساومة في البحث عن عمل ملائم. فبموجب تقرير صدر في إسرائيل سنة 2012، اضطر ثلث المحامين إلى ترك مهنتهم. يجب أن نذكر دائمًا أن تعلم الحقوق والمحاماة يشكل منصة لمجالات أخرى في سوق العمل.

اقرأوا المزيد: 933 كلمة
عرض أقل