عبد ربه منصور هادي

مقاتلون من الحوثيين في صنعاء في 21 نيسان/ابريل 2015  (اف ب محمد حويس)
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء في 21 نيسان/ابريل 2015 (اف ب محمد حويس)

محادثات في مسقط بين المتمردين الحوثيين ووفد أمريكي

هذه المحادثات هي الأولى التي يجريها الأمريكيون مع الحوثيين منذ بدأ تحالف بقيادة السعودية في 26 اذار/مارس توجيه ضربات جوية في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي انتقل الى السعودية

وبدفع من وساطة عمانية، فان هذه المحادثات هي الأولى التي يجريها الأمريكيون مع الحوثيين منذ بدأ تحالف بقيادة السعودية في 26 اذار/مارس توجيه ضربات جوية في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي انتقل إلى السعودية.

وقال المتحدث راجح بادي لفرانس برس في الرياض إن “المحادثات بين الحوثيين والوفد الأمريكي جاءت بناء على طلب الجانب الأمريكي”.

وأضاف أن وفد المتمردين الذي يترأسه صالح الصمد رئيس المكتب السياسي للحوثيين وصل قبل إيام إلى مسقط في “طائرة قدمها الأمريكيون”.

وردا على سؤال عن مضمون المحادثات، أمل بادي “بان تندرج في إطار الجهود الدولية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216″، الذي ينص خصوصا على انسحاب الحوثيين من صنعاء ومدن أخرى سيطروا عليها منذ العام الفائت.

وأرجأت الامم المتحدة مفاوضات سلام كان مقررا أن تبدأ في 28 ايار/مايو في جنيف لأن الحكومة اليمنية اشترطت للمشاركة فيها انسحابا مسبقا للحوثيين من المناطق التي احتلوها.

وكرر بادي الأحد أن “أي لقاء في جنيف أو سواها يجب أن يركز على وضع آلية لتطبيق القرار 2216”.

وأوضح أن هادي وأعضاء حكومته سيتشاورون مجددا مع موفد الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الذي ينتظر وصوله إلى الرياض بعد لقاءات عقدها في صنعاء في اليومين الأخيرين.

والتقى الشيخ أحمد السبت مسؤولين في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي لا يزال يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين.

وكرر الدبلوماسي الموريتاني لدى مغادرته صنعاء الأحد كما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية التي باتت في يد الحوثيين أن “تسوية الأزمة اليمنية تمر بعودة جميع المكونات والقوى السياسية إلى طاولة المفاوضات”.

اقرأوا المزيد: 236 كلمة
عرض أقل
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء (AFP)
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء (AFP)

‎الحرب التي بعد عملية اليمن: يمكن لإيران أن تسترخي

أحد أهداف العملية السعودية في اليمن، والتي استمرت رغم الإعلان عن انتهائها، هو إيقاف النفوذ الإيراني. برهنت المعركة أنّه ليس هناك، اليوم، تهديد عسكري على تدخّل طهران، لا في صنعاء ولا في دمشق

كان بطل حرب التحالف العربي في اليمن هو الناطق السعودي باسم القوات “المشتركة”، الجنرال أحمد العسيري. في كل يوم وقف العسيري، وهو يتحدث الإنجليزية والفرنسية، أمام جمهور الصحفيين وشرح خطوات الحرب التي استمرت 27 يوما، وصف الهجمات والأهداف التي تمّ القضاء عليها وردّ على الأسئلة كما فعل الناطقون الأمريكيون في حروب الخليج.

وقد أعلن، في الأسبوع الماضي، بشكل مفاجئ للعالم، أنّ الحرب انتهت لأنّ “جميع الأهداف قد تم تحقيقها” ومن الآن سننتقل من عملية “عاصفة الحزم” إلى عملية “إعادة الأمل”، والتي هي في الأساس عملية دبلوماسيّة لإعادة الاستقرار السياسي في اليمن.

سيكون هذا مناسبا لإنهاء الحرب. ببساطة يعلنون عن الانتصار وينتهي الأمر بذلك. بشكل مشابه لإعلان الانتصار الإسرائيلي في عملية “الجرف الصامد” هكذا أيضًا فصّل العسيري الأهداف التي تم القضاء عليها، من بينها قواعد عسكرية ومواقع للصواريخ، الإضرار بالبنى التحتية لقوى الحوثيين والهزيمة الكبيرة التي تلقوها. هناك معطى واحد ناقص في كل تلك التقارير: كم قُتل من المواطنين اليمنيّين.

تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015  (اف ب)
تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015 (اف ب)

إذا كانت تطمح السعودية لإيقاف النفوذ الإيراني في اليمن وأن تبرهن لطهران بأنّ قوى عسكرية عربية حازمة قادرة على ترسيم حدود نفوذها، فيبدو أنّ هذا الهدف لا يزال بعيدا عن التحقيق

بعد يومين من ذلك، تجدّدت الهجمات ولم يبقَ من وقف إطلاق النار شيئا. ولا حتى من أهداف الحرب. لم يترك الحوثيون المدن التي سيطروا عليها، لم يتم التوصل إلى حلّ سياسي ولا تزال اليمن تعاني من حرب أهلية دامية، بينما الرئيس، عبد ربه منصور هادي، يحاول تجنيد أبناء القبائل للقتال ضدّ الحوثيين، وتبدو القوات المؤيدة له أشبه ما يكون بالميليشيات من جيش نظامي.

إذا كانت تطمح السعودية لإيقاف النفوذ الإيراني في اليمن وأن تبرهن لطهران بأنّ قوى عسكرية عربية حازمة قادرة على ترسيم حدود نفوذها، فيبدو أنّ هذا الهدف لا يزال بعيدا عن التحقيق. حتى العذر الذي تم تقديمه لوقف إطلاق النار، والذي بحسبه فإنّ الرئيس اليمني هو الذي طلب وقف إطلاق النار، ليس مقنعًا. لقد استنزفت الخطوة العسكرية نفسها عندما اتّضح أنّه دون قوات برّية، وفقط مع هجمات من الجوّ، لن يكون بالإمكان تحقيق حسم.

على الورق، فقد أعلنت عشر دول عربية عن استعدادها في المشاركة بالحرب أو المساعدة لوجستيّا، ولكن في الواقع كانت تلك في أساسها عملية سعودية. وقد صدرت في مصر، التي سارعت لتأييد الحرب، انتقادات حادّة ضد الحرب وخصوصا ضدّ نيّة إرسال قوات برّية. أعلنت باكستان بأنّها لن ترسل قواتها، بينما أعربت تركيا بشكل أساسيّ عن تأييدها الشفهي.

استعرضت الولايات المتحدة عضلاتها بل وساهمت في المعلومات الاستخباراتية واللوجستية، ولكن الخشية من صراع إيراني – أمريكي بحري على الحدود اليمنية، تحديدا عند تجدّد المحادثات النووية، أصبحت عاملا مهمّا لإنهاء العملية العسكرية. وقد علمت إيران بانتهاء هذه العملية حتى قبل أن يُعلن ذلك رسميّا، ويبدو أنّ الخطوة قد نُسّقت معها مباشرة.

تظاهرة مؤيدة لجبهة النصرة في سوريا (AFP)
تظاهرة مؤيدة لجبهة النصرة في سوريا (AFP)

اتّضح هنا أنّ الدول العربيّة ليست موحّدة في آرائها بخصوص العملية العسكرية ضدّ نظام الأسد

ولكن، كان لهذه العملية هدف استراتيجي آخر. لقد كانت موجّهة لإرسال رسالة تهديد إلى إيران على الجبهة السورية أيضًا. القول، بعد تحقيق الأهداف في اليمن، فمن المتوقع أن تعمل القوة العربية المشتركة في سوريا أيضًا من أجل التوصل إلى حلّ عسكري. ولكن اتّضح هنا أنّ الدول العربيّة ليست موحّدة في آرائها بخصوص العملية العسكرية ضدّ نظام الأسد. أوضح الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أنّ الحلّ في سوريا ليس عسكريّا وإنما سياسي، وأنّ بشار الأسد هو جزء من الحلّ، أي إنّه سيكون شريكا في المفاوضات للتغيير السياسي في البلاد.

في المقابل، تدفع قطر نحو حلّ عسكري، بينما لا تزال السعودية غير متأكدة ما هو الحلّ الممكن على ضوء الانقسام في المواقف العربية.

ويبدو أنّه ليس هناك إجماع أيضًا في الديوان الملكي، فبينما يعارض قسم من مستشاري ووزراء الملك سلمان الهجوم على سوريا، يعتقد قسم آخر أنّ الحلّ العسكري ممكن شريطة أن يقوم تحالف عربي قوي، بشكل منفصل عن التحالف الغربي الذي يعمل ضدّ داعش ولكن ليس ضدّ الأسد.

صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في القاهرة في 15 نيسان/ابريل 2015  (الرئاسة المصرية/اف ب)
صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في القاهرة في 15 نيسان/ابريل 2015 (الرئاسة المصرية/اف ب)

في حين أنّ مصر تعارض بأنّ يسيطر في اليمن حزب الإصلاح الذي يمثّل الإخوان المسلمين، غيّرت السعودية تقديرها وتجد في هذا الحزب قوة يجب تقريبها

هناك خلاف بين مصر والسعودية أيضًا حول مسألة بدائل النظام في سوريا واليمن. ففي حين أنّ مصر تعارض بأنّ يسيطر في اليمن حزب الإصلاح الذي يمثّل الإخوان المسلمين، غيّرت السعودية – التي يُعرّف الإخوان المسلمون فيها كحركة إرهابية – مؤخرا تقديرها وتجد في هذا الحزب قوة يجب تقريبها من أجل تعزيز موقف الرئيس هادي. تعتبرُ مصر الأسد في سوريا عاملا مهمّا لإيقاف الإخوان المسلمين، في حين أنّ السعودية تدعم الميليشيات المسلّحة التابعة للإخوان المسلمين والتي تعمل ضدّ النظام.

قد تتّفق السعودية ومصر على أنّه لا مناص من مشاركة الأسد في المفاوضات السياسية حول مستقبل سوريا، ولكن من المتوقع أن يحتدم الجدل بينهما حول شكل النظام الذي يُراد أنّ يحلّ مكانه.

وخلال هذه الخلافات، يمكن لإيران في هذه الأثناء أن تسترخي. كل حلّ سياسي في اليمن يحتاج منذ الآن إلى أن يأخذ بالحسبان قوة الحوثيين، وبالتالي مواقف إيران، ولقد بات من الواضح بعد العملية التي وُئدتْ في مهدها في اليمن، بأنّه ليس هناك الآن تهديد عسكري عربي على التدخّل الإيراني العميق في سوريا.

نُشر هذا التحليل للمرة الأولى في‎ ‎‏صحيفة “هآرتس‏‎”‎‏‏

اقرأوا المزيد: 772 كلمة
عرض أقل
صورة لنظارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي انتشرت على تويتر (Twitter)
صورة لنظارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي انتشرت على تويتر (Twitter)

نظارة الرئيس اليمني في غير موضعها

الرئيس اليمني خاطب شعبه من الرياض بعد إعلان دول التحالف انتهاء ضربات عملية عاصفة الحزم في اليمن ولم ينتبه إلى حال نظارته

22 أبريل 2015 | 18:07

وعد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الذي يمكث في الرياض، في أعقاب إعلان دول التحالف انتهاء الضربات الجوية على اليمن في إطار عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية- وعد شعبه أنه سيعود قريبا إلى اليمن لاستكمال الانتقال السلمي للسلطة. وانتبه متابعون للخطاب، اهتموا بشكل الرئيس وليس في مضمون حديثه، إلى أن هادي ألقى الخطاب المسجل ونظارته في غير موضعها. وقام هؤلاء بنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

شاهدوا الخطاب وانتبهوا إلى حال النظارة:
https://www.youtube.com/watch?v=YeJ3E1sxC3o

اقرأوا المزيد: 71 كلمة
عرض أقل
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء في 21 نيسان/ابريل 2015  (اف ب محمد حويس)
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء في 21 نيسان/ابريل 2015 (اف ب محمد حويس)

التحالف العربي يدشن مرحلة جديدة في اليمن بعنوان “اعادة الامل”

وزارة الدفاع السعودية تؤكد نجاح التحالف في "إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الاسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية"

اعلن التحالف العربي بقيادة الرياض الثلاثاء نهاية عملية “عاصفة الحزم” التي شنها قبل نحو شهر ضد متمردين يمنيين، مؤكدا تدشين مرحلة جديدة سياسية بعنوان “عودة الامل”، في خطوة رحبت بها كل من طهران وواشنطن.

واشادت ايران المتهمة من التحالف العربي بدعم المتمردين اليمنيين وهو ما تنفيه، بهذا الاعلان ورات فيه “خطوة الى الامام” باتجاه حل سياسي للنزاع في اليمن.

بدوره رحب البيت الابيض بالاعلان السعودي، داعيا الى استئناف الحوار السياسي في هذا البلد لانهاء الازمة الراهنة.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي أليستر باسكي لوكالة فرانس برس ان “الولايات المتحدة ترحب بالاعلان الذي صدر اليوم عن الحكومة السعودية وشركائها في التحالف بشأن انتهاء عملية عاصفة الحزم في اليمن”، مضيفا “نحن ما زلنا ندعم استئناف عملية سياسية بمساعدة الامم المتحدة وتسهيل المساعدات الانسانية”، في اشارة الى اعلان الرياض عن تدشين مرحلة جديدة سياسية بعنوان “عودة الامل”.

وكانت واشنطن حركت حاملة طائرات لتقربها من اليمن، مشيرة الى انها تراقب قافلة بوارج ايرانية يشتبه في انها تتجه الى هذا البلد المحاذي للسعودية، في اجراء قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية انه يسمح لواشنطن ب”الابقاء على (كافة) الخيارات”.

واعلن التحالف العربي الثلاثاء انتهاء عملية “عاصفة الحزم” مع زوال “التهديد” للسعودية والدول المجاورة، وبدء عملية “اعادة الامل”، وذلك بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وكان التحالف شن عملية “عاصفة الحزم” بطلب من الرئيس هادي اللاجئ في السعودية، في 26 آذار/مارس الماضي.

وقال التحالف في بيان نقلته وسائل الاعلام الرسمية السعودية ان “دول التحالف واستجابة منها لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي (..) تعلن عن انتهاء عملية عاصفة الحزم مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية إعادة الأمل”.

أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)
أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)

اوضح بيان التحالف انه سيتم من خلال عملية “اعادة الامل” العمل على “سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216) , والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين ، واستمرار مكافحة الارهاب ، و الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني (..)، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها (..) ومنع وصول الاسلحة جوا وبحرا إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين”.

واكدت وزارة الدفاع السعودية في بيان ان التحالف نجح في ” إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الاسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية ل(علي عبدالله صالح ) من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني”.

مع ذلك لم يستبعد العميد الركن احمد العسيري المتحدث باسم التحالف مع ذلك، احتمال تدخل التحالف لمنع تحركات المتمردين اليمنيين. كما اكد استمرار الطوق البحري.

الرئيس اليمني المعترف به دوياً السيد عبد ربه منصور هادي (AFP)
الرئيس اليمني المعترف به دوياً السيد عبد ربه منصور هادي (AFP)

اكد الرئيس اليمني انه خرج من بلاده “في ظل ظروف بالغة الخطورة وذلك نتيجة لاستمرار عدوان المليشيات الحوثية الانقلابية وجماعة صالح”

من جهته أدلى الرئيس اليمني عبد هادي منصور هادي بخطاب تلفزيوني من الرياض التي لجأ اليها بعد فراره من بلاده، وعد فيه شعبه ب”النصر”، مضيفا “سنعود قريبا الى بلدنا الى عدن وصنعاء”.

واكد الرئيس اليمني انه خرج من بلاده “في ظل ظروف بالغة الخطورة وذلك نتيجة لاستمرار عدوان المليشيات الحوثية الانقلابية وجماعة صالح وبدعم من حلفائهم الإيرانيين على عدن التي كنا قد اتخذناها مقرا مؤقتا لنا”، وذلك “في مسعى لجر البلاد إلى حرب أهلية وطائفية دامية”.

وفي خطابه شكر هادي السعودية ودول التحالف الذي تقوده على تلبيتها طلبه التدخل عسكريا لوقف زحف الحوثيين، ودعا اليمنيين الى “العمل ايجابيا (…) للتطبيق الفوري” لقرار مجلس الامن الذي صدر في 14 نيسان/ابريل وفرض حظرا على ارسال اسلحة الى المتمردين وطالبهم بالتخلي عن السلطة.

وقبيل الاعلان عن انتهاء الغارات الجوية امر العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز قوات الحرس الوطني بالمشاركة في عملية “عاصفة الحزم”، بحسب ما اعلن المسؤول عن هذه القوة البرية بشكل اساسي وذات الطابع القبلي.

عبر الامير متعب بن عبدالله عن “بالغ الاعتزاز اثر صدور امر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المهمة”

وعبر وزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله ال سعود في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية الرسمية عن “بالغ الاعتزاز اثر صدور امر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المهمة”. واكد الامير متعب، نجل العاهل السعودي الراحل عبدالله، “الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لكافة قوات الحرس الوطني، وهو الدور الذي يتشرفون بأدائه إلى جانب إخوانهم وزملائهم في بقية القطاعات العسكرية”.

جندي موالي لعالي عبدالله صالح (AFP)
جندي موالي لعالي عبدالله صالح (AFP)

ويعد الحرس الوطني الذي يضم عددا كبيرا من ابناء القبائل، قوة مستقلة من مئة الف رجل لها وزارتها الخاصة التي تلعب دورها في الامن الداخلي والدفاع الخارجي على حد سواء.

وسلاح الحرس الوطني هو مدرع بشكل اساسي، الا انه ابرم اتفاقيات لاقتناء مروحيات قتالية من طراز اباتشي وبلاك هوك.

وتواصل مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بدك مواقع الحوثيين وقوات الجيش اليمني الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما تتواصل المواجهات بين الحوثيين وحلفائهم من جهة والقوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي من جهة ثانية.

وشهدت محافظة الضالع الجنوبية اعنف الغارات الثلاثاء فضلا عن مواجهات بين الحوثيين و”المقاومة الشعبية” المناهضة لهم.

وذكرت مصادر طبية ومحلية ان الغارات والمواجهات في الضالع اسفرت عن مقتل 23 شخصا من الحوثيين واربعة مدنيين واربعة من عناصر “المقاومة الشعبية”.

الحرب الأهلية في اليمن (AFP)
الحرب الأهلية في اليمن (AFP)

كما شهدت محافظة شبوة مواجهات وغارات اسفرت عن مقتل حوالى 30 شخصا معظمهم من الحوثيين بحسب مصادر قبلية. كما تشهد مدينة عدن الجنوبية مواجهات مستمرة حيث يخوض الحوثيون مواجهات مع خصومهم في عدة احياء بالرغم من استهدافهم من قبل طيران التحالف العربي.

والمتمردون الحوثيون الذين انطلقوا من معقلهم في صعدة شمال اليمن، لم ين بامكانهم السيطرة على مناطق واسعة في اليمن في الوسط والغرب والجنوب، دون دعم القوات العسكرية التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد اله صالح الذي حكم اليمن من 1987 الى 2012، بحسب خبراء.

لكن حزب صالح اعطى الاحد الانطباع بانه بدا يبتعد عن الحوثيين معلنا ترحيبه بقرار مجلس الامن في 14 نيسان/ابريل الذي يفرض حظر اسلحة على المتمردين ويطلب انسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها في الاشهر الاخيرة.

قال مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته ان اهداف الحملة العسكرية الجوية تم تحقيقها لكن “ليس الهدف السياسي” حيث ان “الحوثيين لا يزالون حيث كانوا في السابق”

وتواكب اعلان وقف الغارات مع تحذير منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من انهيار وشيك للانظمة الصحية في اليمن. وخلال نهار الثلاثاء واصل التحالف العربي غاراته مستهدفا خصوصا محيط مدينة الضالع (جنوب). وقالت ان اعمال العنف في اليمن منذ اواخر اذار/مارس خلفت 944 قتيلا و3487 في حصيلة حتى 17 نيسان/ابريل نشرتها الثلاثاء في جنيف.

واوقعت المعارك بين المتمردين وانصار الرئيس هادي 23 قتيلا، بحسب مسؤول محلي. وفي محافظة شبوة (جنوب) اوقعت الغارات والمعارك 29 قتيلا في المعسكرين، بحسب مصادر قبلية.

مظاهرة في اليمن ضد العنف والإرهاب (AFP)
مظاهرة في اليمن ضد العنف والإرهاب (AFP)

وفي عدن خلفت المعارك بين الطرفين 21 قتيلا بينهم 13 مدنيا، بحسب مصادر طبية وعسكرية. وفي العاصمة صنعاء ارتفعت حصيلة الانفجار الضخم الناجم عن الغارة التي استهدفت مخزنا للذخيرة والصواريخ جنوب صنعاء الاثنين الى 38 قتيلا و532 جريحا جميعهم من المدنيين بحسب مصادر طبية.

وقال مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته ان اهداف الحملة العسكرية الجوية تم تحقيقها لكن “ليس الهدف السياسي” حيث ان “الحوثيين لا يزالون حيث كانوا في السابق”.

واضاف “اعتقد ان ايران غيرت رايها” ولن تتدخل في شؤون اليمن مؤكدا ان “الحوثيين سيذهبون للتحاور مع الحكومة”.

اقرأوا المزيد: 1065 كلمة
عرض أقل
ميلشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)
ميلشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)

هادي يتوجه إلى الشعب الأمريكي: أوقفوا الحوثيين، أوقفوا طهران

رئيس اليمن الهارب من الحوثيين في مقالة خاصة واستثنائية لصحيفة "نيويورك تايمز"، يتوجه إلى الأمريكيين على خلفية الاتفاق النووي ويتوسل: "ممنوع السماح لإيران بالتوسع، سيتحول الحوثيون سيتحولون ليصبحوا مثل حزب الله"

نشر الرئيس اليمني الملتجئ، عبدربه منصور هادي، الذي هرب من وجه المتمردين الحوثيين إلى المملكة السعودية، اليوم مقالة خاصة، باسمه، في الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز”، التي تطرح وجهة نظر تميل أكثر إلى الجانب الليبرالي والمُثقف في الولايات المتحدة.

ناشد هادي، من على صفحات هذه الصحيفة التي عبرت عن دعمها للرئيس الأمريكي أوباما فيما يتعلق بإيران، الأمريكيين بتفهم ودعم عملية عاصفة الحسم لإنقاذ اليمن.

كتب هادي يقول: “المتمردون الحوثيون هم دمى في يد إيران، والحكومة الإيرانية لا تهتم بمصير مواطني اليمن. ما يهمها فقط هو تحقيق الهيمنة الإقليمية”

كتب هادي يقول: “المتمردون الحوثيون هم دمى في يد إيران، والحكومة الإيرانية لا تهتم بمصير مواطني اليمن. ما يهمها فقط هو تحقيق الهيمنة الإقليمية. باسم اليمنيين، أطالب وكلاء الفوضى هؤلاء بالاستسلام، والتوقف عن خدمة مصالح الآخرين”. ناشد هادي الحوثيين بإلقاء أسلحتهم، والجلوس على طاولة المفاوضات معه.

كذلك أبدى هادي دعمه الكامل للعملية العسكرية السعودية، وأشار إلى أنها جاءت بطلب منه لإنقاذ اليمن. وكتب هادي يقول: إن لم ينسحب الحوثيون ويُلقوا أسلحتهم للانضمام للحوار السياسي، سنستمر بالطلب من التحالف المتابعة بالعملية العسكرية ضدهم. كانت اليمن، قبل أسبوعين، على شفى هاوية، والدعم العربي، غير المسبوق، أبعدنا عن ذلك”.

وأضاف هادي قائلاً: “الرسالة واضحة: لا يمكن لإيران أن تستمر بالتوسع على حساب سلامة وأمن دول أخرى في المنطقة”.

ولتوضيح الرسالة أكثر، قارن هادي بين الحوثيين وتنظيم شيعي آخر يعرفه الأمريكيون جيداً، وهو حزب الله: إن لم يتوقف الحوثيون، سيتحولون ليصبحوا مثل حزب الله، الذي تم زرعه من قبل إيران لتهديد الشعوب في المنطقة وخارجها”.

هكذا بعث هادي، المدعوم من قبل الرياض بشكل غير مسبوق، رسالة لا شك فيها للأمريكيين من خلال نيويورك تايمز: تذكروا من هم حلفاؤكم الحقيقيين في الشرق الأوسط، ولا تتخلوا عنهم.

اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل
ميليشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)
ميليشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)

لماذا تدخلت السعودية في اليمن؟

ما الذي تغير ودفع المملكة العربية السعودية إلى تشكيل تحالف عسكري لشن حرباً مفتوحة على كل الاحتمالات في بلد فقير مثل اليمن؟

لم يكن متوقعاً أن تتدخل المملكة العربية السعودية عسكرياً في اليمن بهذه السرعة. فاستطاعت أن تحشد تحالفا يتكون من عشر دول (قطر٬ الإمارات٬ البحرين، الكويت٬ الاردن٬ مصر٬ المغرب٬ السودان٬ وباكستان) وكان التدخل العسكري مفاجئاً؛ حيث لم يسبق وأن شنّت المملكة السعودية حرباً في تاريخها الحديث. إذن، ما الذي تغير ودفع المملكة العربية السعودية إلى تشكيل تحالف عسكري لشن حرباً مفتوحة على كل الاحتمالات في بلد فقير مثل اليمن؟

أعلنت قيادة قوات التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية أن أهداف الضربات الجوية تتمثل في الحفاظ على شرعية الرئيس المنتخب، عبدربه منصور هادي، وحماية الشعب اليمني من المليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح٬ وأن الضربات لا تستهدف البنية التحتية اليمنية أو الشعب اليمني، وإنما ستكون ضربات مركزة تستهدف القدرات العسكرية للمليشيات الحوثية وقوات صالح. وصرح مسؤولون سياسيون في السعودية والخليج أن الضربات الجوية أتت بعد استنفاذ كل النداءات والدعوات التي وجهت إلى الحوثيين من أجل التفاوض مع حكومة هادي والابتعاد عن فرض سياسة الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية.

اجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مرتين خلال شهر فبراير لتدارس الموقف بعد أن تيقّنوا بأن الحوثيين وحليفهم، الرئيس المخلوع صالح، يعدّون العدة لاقتحام الجنوب حيث كان يتواجد هادي. وفي 21 مارس 2015 بعث هادي برسالة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي يطلب فيها التدخل العسكري المباشر ضد مليشيات الحوثي، وذلك بموجب معاهدة الدفاع المشترك المنصوص عليها في ميثاق جامعة الدول العربية.

ميلشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)
ميلشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)

كان الحوثيون وحليفهم الجديد صالح قد سيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وأطاحوا بحكومة الوفاق الوطني، وبعد ذلك أطاحوا بحكومة الكفاءات الوطنية التي شكلت بعد دخولهم صنعاء بناء على اتفاق السلم والشركة الذين كانا طرفاً فيه وهم من صاغ بنوده. ومن ثم قاموا بوضع هادي وأعضاء حكومته تحت الإقامة الجبرية وإجبارهم على الاستقالة في 22 يناير 2015. واستمر الحوثيون في السيطرة على مقدرات الدولة العسكرية والمدنية، وواصلوا زحفهم المسلح للسيطرة وإخضاع باقي المناطق. استطاع هادي أن يفلت من قبضة الحوثيين وذلك بالهروب متخفياً إلى عدن في 21 فبراير 2015، وأعلن من هناك تراجعه عن الاستقالة واعتبر أن ما قام به الحوثيون يعد انقلابا مكتمل الأركان وأن كل القرارات، التي اتخذت بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، باطلة.

من جانبهم، أعلن الحوثيون أن هادي فاقداً للشرعية ومطلوباً للعدالة٬ وقاموا بصياغة ما أسموه بالإعلان الدستوري الذي بموجبه سيتم تشكيل مجلس وطني لإدارة البلاد، ومجلس أعلى للجان الشعبية، من أجل حفظ الأمن، يترأسه محمد علي الحوثي.

تسارع الأحداث والسباق على الزمن الذي أنتهجه الحوثيون وصالح لفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، نتج عنه تعطل الحوار السياسي الذي كان يسيّره مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد جمال بن عمر. وكان بن عمر قد أعلن في تقاريره، التي قدمت في شهر مارس، عن تعنّت الحوثيون وعدم اكتراثهم بقرارات مجلس الأمن الدولي السابقة التي دعتهم إلى نبذ العنف والعودة إلى طاولت الحوار.

التحالف العربي يقصف مواقع حوثية قرب مدينة عدن اليمنية (AFP)
التحالف العربي يقصف مواقع حوثية قرب مدينة عدن اليمنية (AFP)

يخطئ من يعتقد أن الهدف الوحيد للحملة العسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية هو فقط حماية الشعب اليمني والحفاظ على الشرعية الدستورية للرئيس هادي. فلم يعد خافيا على أحد تحالف الإيرانيين مع الحركة الحوثية، والذي يرى فيه البعض أكثر من مجرد تحالف، حيث يجزم الكثيرون أن إيران هي من أوجدت الحوثيين ودربتهم منذ تسعينيات القرن المنصرم. الحوثيون لم يخفوا عدائهم للملكة العربية السعودية وكذا لم ينكروا الدعم الإيراني لهم، بل أنهم يتفاخرون بأنهم حلفاء لإيران — التي يصفونها بقائدة الممانعة في وجه الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. في اليوم التالي لخروج الرئيس هادي إلى عدن، توجه وفد من الحوثيين إلى طهران وأعلنوا عن عقد اتفاقيات في مجالات تعاون عديدة٬ وكنتيجة بدأ الطيران الإيراني بتسيير رحلتين إلى صنعاء في الأسبوع الواحد. كما استقبل الحوثيون سفينة أسلحة من إيران عبر ميناء الحديدة٬ بالإضافة إلى المناورات العسكرية التي قام بها الحوثيون من على الحدود السعودية والتي اعتبرت استفزازاً غير مبرر٬ في الوقت الذي رفع فيه الإعلام التابع للحوثيين من حدة الهجوم على المملكة العربية السعودية.

يتهم الحوثيون المملكة العربية السعودية بأنها تتدخل في شؤون اليمن بشكل هدام وبما لا يخدم مصالح الشعب، حيث رفضوا المبادرة الخليجية التي تبنتها السعودية في العام ٢٠١١ لإخراج الرئيس السابق من السلطة، بحجة أنها منحت الحصانة لصالح. ومن المفارقات أن الحوثيين اليوم يتحالفون مع صالح ضد هادي ودول مجلس التعاون الخليجي. وكذا تُتّهم السعودية بأنها تمول القبائل والقاعدة ومراكز القوى، التي يصفها الحوثيون بالفاسدة، وبأنها أيضاً موّلت الحروب التي قادها صالح ضدهم منذ العام ٢٠٠٤ وحتى العام ٢٠١٠.

الحفاظ على شرعية الرئيس هادي والدفاع عن الشعب اليمني كانت من العوامل التي دفعت إلى التدخل في اليمن، لكن التهديد الذي يشكله الحوثيون للأمن القومي للمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، والمنطقة العربية بشكل عام، كان ذات أهمية قصوى. ففي ظل نفودها الغير مسبوق في العراق، لا يمكن السماح لإيران بالسيطرة على شبه الجزيرة العربية وإعاقة التقدم الذي شهده اليمن في السنوات الأخيرة. وهذا هو بالضبط ما يمكن أن يفعله الحوثيون، الذين يمثلون أقلية في اليمن، لو كان الأمر بيدهم.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع منتدى فكرة

اقرأوا المزيد: 761 كلمة
عرض أقل
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (AFP)
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (AFP)

الرجل الذي سلّم مفاتيح اليمن للإيرانيين

كيف نجح نحو 20,000 شخص فقط في السيطرة خلال مدة قصيرة على الدولة الثانية في حجمها في شبه الجزيرة العربية؟ لفهم من يقف وراء سقوط اليمن، علينا أن نتعرف على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، "طائر الفينيق" الذي اجتاز الخطوط

في 26 مارس (2015) انطلقت عملية “عاصفة الحزم”. هاجم السعوديون وحلفاؤهم في الخليج جوّا أهدافا للمتمرّدين الحوثيين في اليمن، وفجأة سطع نجمها وسط جدول الأعمال العالمي والشرق أوسطي.

وينشر الكثير من وسائل الإعلام، التي لم تنشغل منذ وقت طويل على الإطلاق بهذا البلد الضخم والمهم، في هذه الأيام ، الأخبار بانتظام خارطة السيطرة لعناصر القوة المختلفة في اليمن: الحوثيون، موالو الرئيس وتنظيم القاعدة. ولكن من المرجّح أن تتغيّر هذه الخارطة خلال أيام عدّة مرات. على أية حال، من أجل محاولة فهم ما يحدث في اليمن علينا أن نفهم بأنّها ليست فقط قضية “شيعة ضدّ سنّة” أو “موالي إيران ضدّ موالي السعودية”، وإنما صورة أكثر تعقيدا، تشمل العديد من اللاعبين.

اتحاد مصطنع

جندي موالي لعالي عبدالله صالح (AFP)
جندي موالي لعالي عبدالله صالح (AFP)

اليمن اليوم هي دولة تم إنشاؤها من توحّد دولتين. تم الإعلان عام 1990 عن الوحدة بين شمال اليمن، التي كان يقودها ائتلاف عسكري – قبلي – ديني برئاسة علي عبد الله صالح حينذاك. حيث اجتمع حول طاولة حزب “المؤتمر الشعبي العام”، زعماء اتحادات القبائل الكبرى من حاشد وبكيل ونخبة من ضباط الجيش، مع جنوب اليمن، الذي كان جمهورية ماركسية، تحت حماية الاتحاد السوفياتي. ورغم أنه قد تم الإعلان في اتفاقات الوحدة بأنّ اليمن سيتوحّد بشكل كامل، ولكن في حقيقة الواقع كان ذلك اتحادا مصطنعًا لا أكثر، لأنّه اشتمل بشكل حصري على تقسيم المناصب بين النخب الشمالية والجنوبية دون أن يقوم بأية محاولة في تكوين شعب يمني واحد.

وقد حوّل الواقع الذي نشأ، والذي عملت فيه النخب الجنوبية والشمالية على تحييد بعضهم البعض، الدولة من دولة موحّدة إلى دولة مشلولة. ناهيك عن الفقر المدقع الذي ساد فيها وعزلتها عن العالم العربي، بسبب دعمها لغزو صدام حسين للكويت. عام 1994، وعلى خلفية إعلان النخب الجنوبية عن انسحابها من الاتحاد وعن إقامة دولة جنوب يمن جديدة، اندلعت حرب أهلية انتصرت فيها قوات الرئيس صالح. استطاع الرئيس الذي أظهر قبل الاتحاد قدرة مثيرة للإعجاب على المناورة بين عناصر القوة المختلفة في البلاد، أن يجنّد الأوساط الإسلامية لصالحه وخصوصا أنصار حركة “الإصلاح”؛ وهي حزب إسلامي، لديه قاعدة قبلية واسعة، وقد كان لديه قاعدة دعم سواء في أوساط السنة أو الزيدية.

عمل الرئيس صالح في السنوات التي تلت الحرب الأهلية على ترسيخ حكمه وحكم حزبه؛ المؤتمر الشعبي العام، مع دفع جميع عناصر القوة التي وقفت في طريقه إلى الهامش، بما في ذلك أعضاء “الإصلاح”. عيّن عبد ربّه منصور نائبًا له، وهو رجل عسكري سنّي، كان جنرالا في جيش الجنوب حتى انشقاقه ولجوئه إلى الشمال عام 1986. حتى نهاية التسعينيات عمل صالح وهادي سويّة، وفي نهاية ذلك العقد كان يبدو أنّ اليمن يرسم طريقه نحو تقليص الفقر والفوضى، من بين أمور أخرى، بفضل تسوية النزاعات بين جيرانه ومع الولايات المتحدة، وبفضل عائدات النفط التي بدأت بالتدفّق أكثر فأكثر إلى خزينة الدولة. في تلك السنوات، حدث أيضًا انخفاض معيّن في مستوى العنف بالبلاد.

https://www.youtube.com/watch?v=uDBXFRE9HyE

صعود الحوثيين

منذ نهاية عام 2000، بدأ اليمن بالانحدار إلى فوضى جديدة تشكّلت في البلاد. عزّز تنظيم القاعدة من حضوره، مع استغلاله لمزاياه بشكل تامّ: التضاريس التي تصعّب على السلطات الوصول إلى أراض واسعة في البلاد، حقيقة أن أصول عائلة بن لادن تعود لليمن، الفقر المدقع الذي يعاني منه معظم سكان البلاد، حقيقة أنّه في اليمن هناك لدى كلّ شخص تقريبا سلاح أيا كان، تيّار اللاجئين الكبير الذي وصل إلى اليمن من دول القرن الأفريقي واتجاهات التطرّف التي ظهرت في أوساط الأحزاب الإسلامية، وخصوصا حزب “الإصلاح”. أضعفت التفجيرات الكثيرة التي تم تنفيذها في أراضي اليمن ومن أراضي اليمن من قبل القاعدة، سواء ضدّ أهداف يمنية أو ضدّ أهداف أجنبية، شرعية حكومة صالح وجلبت معها تدخّلا عسكريا أجنبيا في اليمن.

في المقابل، بدأت – دون أن يلاحظ أحد تقريبا – تعمل في منطقة صعدة، المجاورة للحدود مع السعودية، حركة الحوثيين. قامت تلك الحركة في الواقع في بداية التسعينيات تحت مسمى “الشباب المؤمن” وكحركة اجتماعية – ثقافية تهدف إلى مواجهة تعزّز الحركات السلفية والتيارات الموالية للوهابية في منطقة صعدة والمنطقة المحيطة بها. وقد سعت إلى العمل من أجل تحسين أوضاع السكان اليزيديين الاقتصادية في تلك المنطقة. كان قائد الحركة حسين بدر الدين الحوثي، رجل دين كاريزماتي، والذي رغم كونه زيديا وليسا من التيار الشيعي الإثني عشري، مقبولا جدّا على إيران بل وأقام فيها لمدة طويلة، مع ربطه للعلاقات الوثيقة مع مسؤولي الحكومة الإيرانية، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي.

أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)
أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)

في بداية العقد الماضي، كان الحوثيون لا يزالون حركة صغيرة، لم تزعج راحة السلطات اليمنية، ناهيك عن بقية الجهات الخارجية. بل وقد سعى الرئيس صالح، الذي أدرك بعد تفجيرات 11 أيلول 2001 بأنّ تنظيم القاعدة والتيارات الأصولية السنّية تشكّل خطرا على نظامه، إلى التقرّب من “الشباب المؤمن” وحسين بدر الدين الحوثي. في البداية، كان حسين وأنصاره راضين، ولكن بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 بدّلوا جلودهم وزعموا أن صلاح ونظامه من المتعاونين مع الأمريكيين. ومنذ ذلك الحين، بدأت الأمور بالتدهور. بين عامي 2004-2009، اندلعت ما لا يقلّ عن ستّ جولات من المواجهات المسلّحة بين القوات الموالية لعائلة الحوثيين وبين وجيش صالح. وقد قُتل حسين بدر الدين الحوثي في إحدى المعارك عام 2004 وحلّ مكانه كقائد للحركة أخوه، عبد الملك الحوثي.

“الربيع العربيّ” وطائر الفينيق: صالح يعود من جديد

تفكّك اليمن خلال العقد الماضي بسرعة وأصبحت سلطات البلاد غير فعالة إطلاقًا، ليس فقط ضدّ الحوثيين، وإنما أيضًا ضدّ تنظيم القاعدة، وبالطبع ضدّ القبائل الكبرى، التي قامت كلّ منها بما تراه مناسبا. وقد تسبّبت أحداث “الربيع العربيّ” التي بدأت عام 2010 في تونس واشتعلت كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم العربي، في تدهور الوضع في اليمن بشكل أكبر. أصيب الرئيس صالح في 3 حزيران 2011 إصابة بالغة بنيران مدفعية استهدفت القصر الرئاسي. تمّ نقله لتلقي لعلاج في السعودية وبشكل مفاجئ جدّا عاد إلى بلاده بعد عدّة أشهر، وإنْ كان قد استقال من منصبه بسبب وضعه الصحّي والضغوط الكبيرة التي مورستْ عليه في 25 شباط عام 2012. حلّ مكانه الرئيس الحاليّ، عبد ربّه منصور هادي.

الرئيس اليمني المعترف به دوياً السيد عبد ربه منصور هادي (AFP)
الرئيس اليمني المعترف به دوياً السيد عبد ربه منصور هادي (AFP)

وخلافا لطرق تغيير النُظم الأخرى في العالم العربي، والتي يموت الحاكم السابق فيها، أو يرسل إلى السجن، أو يفرّ خارج البلاد أو يُطرد منها؛ فلم يحدث شيء من هذا مع صالح. رغم استقالته، ورغم إقامته لعدّة أشهر في السعودية والولايات المتحدة، عاد في النهاية إلى اليمن. فضلا عن ذلك، استمر في العمل السياسي، مع مواصلته لتولّي منصب رئيس حزب “المؤتمر الشعبي العام”، واستمرّ في التأثير والسيطرة على وحدات جيش عديدة، بواسطة أقاربه من الدرجة الأولى والثانية. في هذه الفترة، تحالف صالح، الذي اعتُبر لما يقارب الأربعين عاما وكأنه “طائر الفينيق” الذي يعرف كيف يقف على قدميه دائما، تحالف مع الحوثيين، رغم أحداث العقد الماضي، وأدار ظهره لحلفائه القدماء وعلى رأسهم حزب “الإصلاح” ورعاته السعوديين.

ميليشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)
ميليشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)

ويبدو أنّ تحالف صالح مع الحوثيين هو السبب الحقيقي لانتصاراتهم وتوسّعهم الإقليمي. قيل كثيرا عن الدعم بالمال والسلاح والذي يحصل عليه الحوثيون من إيران، ولكن على الرغم من أن الحديث هو فعلا عن مساعدة كبيرة تتدفّق على مدى أكثر من عشرة سنوات، فلم يكن باستطاعتهم الوصول إلى إنجازاتهم الحالية دون التحالف مع صالح، وقد منحهم هذا الحلف دعم وحدات النخبة في الجيش اليمني، التي كانت خاضعة لأقارب صالح بالإضافة إلى الحصول على الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، الطائرات المقاتلة، الصواريخ والقذائف.

يوضّح الحلف الغريب – إنْ جاز التعبير – بين الحوثيين وصالح وأنصاره أكثر من أي شيء الواقع اليمني؛ وهو واقع تقوم فيه التحالفات أو تسقط انطلاقا من المصالح الضيّقة للقبيلة، الطائفة أو المجتمع، وليس انطلاقا من المصلحة الوطنية. علينا هنا أن نتذكر بأنّ صالح جاء من عشيرة زيدية، تنتمي إلى قبيلة سنحان؛ وهي إحدى القبائل الرئيسية في اتحاد قبائل حاشد، وعلى ضوء هذه المعطيات ربما يكون من الأسهل أن نفهم “المنعطف” الذي قام به صالح من الحرب ضدّ الحوثيين إلى دعمهم. استطاع صالح أن يدرك بأنّ لغة الحديث المسيطرة في اليمن اليوم هي دينية – طائفية، ولذلك كان من السهل عليه أن يضع نفسه في المعسكر الزيدي.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 1203 كلمة
عرض أقل
  • كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على اقل تقدير ( AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI)
    كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على اقل تقدير ( AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI)
  • أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)
    أنصار الحوثيين يتظاهرون (Abdel Rahman Abdallah / AFP)
  • صورة لأعضاء الكنيست بعد اداء يمين الولاء (Flash90/Miriam Alster)
    صورة لأعضاء الكنيست بعد اداء يمين الولاء (Flash90/Miriam Alster)
  • لصورة الطفلة عدي هودايا مقطعة القلب (عثمان ساغرلي)
    لصورة الطفلة عدي هودايا مقطعة القلب (عثمان ساغرلي)
  • حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)
    حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)

الأسبوع في 5 صور

محادثات النووي في لوزان تتواصل، صورة لطفلة سورية تجعل العالم يتأثر وابن نصر الله يتألق في تويتر

03 أبريل 2015 | 10:20

كما في كل أسبوع، نلخص لكم الأحداث الأبرز التي وقعت هذا الأسبوع: اندلاع الحرب ضد الحوثيين في اليمن، محادثات النووي بين إيران والدول العظمى في لوزان، أداء يمين الولاء من قبل أعضاء الكنيست الجدد وطفلة سورية صغيرة، نجحت في جعل كثير من الناس حول العالم يتأثرون. إليكم عددا من قصص الأسبوع بالصور.

محادثات النووي تتواصل في لوزان

تترقب عيون العالم ماراثون المفاوضات بين إيران والدول العظمى في لوزان بهدف التوصل إلى اتفاق بخصوص النووي الإيراني. أبلغت الوزارة الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري سيبقى في لوزان كي يحاول التوصل إلى اتفاق مع طهران. وزير الخارجية الفرنسي: “نحن على بُعد أمتار من خط النهاية”.

عاصفة الحزم

هي حملة عسكرية بتحالف دول عربية ومسلمة، بدأت في 26 آذار 2015، بهدف ردع المتمردين الحوثيين الذين احتلوا أجزاء واسعة من اليمن، ومساعدة الرئيس المقال، عبد ربه منصور هادي على السيطرة من جديد على البلاد.

تقف المملكة العربية السعودية على رأس الحملة، وانضمت إليها الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، قطر، الأردن، مصر، المغرب والسودان.

لقد خشيت جارات اليمن ودول الإقليم أن ينجح المتمردون الشيعيون، المدعومون من إيران، في احتلال اليمن بكامله على ضوء تقدمهم نحو المدينة الجنوبية عدن، حيث أقام الرئيس المخلوع حكومة معارضة. لقد حظيت الحملة بدعم الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا وتركيا وجامعة الدول العربية. بالمقابل، طالبت الصين، روسيا، إيران، سوريا وحزب الله بوقف الحملة.

الطفلة السورية

لأول وهلة، هذه صورة أخرى، تمس القلب، لطفلة سورية بريئة ذات عينتين حزينتين. لكن من وراء الصورة المحطمة للقلب، يقف تحولها غير الغريب إلى إحدى الصور الأكثر مشاركة في الأيام الأخيرة.

إنها صورة التقاطه الصحفي التركي، عثمان ساغرلي، في مخيّم اللاجئين على الحدود السورية- التركية. صاحبة الصورة هي عدي هودايا ذات الأربع سنوات، التي تعيش مع أمها وأخيها في مخيّم اللاجئين بعد أن قُتل أبوها في تفجيرات حماة عام 2012.

عندما توجه المصور بكاميرته المعدّة نحو الطفلة لتصويرها، اعتقدت الطفل أنها سلاح لذلك رفعت يديها فورًا، مستسلمة.

أداء يمين الولاء في الكنيست من قبل الأعضاء الجدد

يومَ الثلاثاء الأخير، بعد أسبوعين بالضبط من المعركة الانتخابية حامية الوطيس التي مرت على إسرائيل، أقسم 120 نائبا جديدا يمين الولاء في الكنيست والذين استلموا منصبهم بعد ذلك القسم.

من بين الأحزاب الكبرى في الكنيست الحالي (الكنيست الـ 20): حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو (30)، المعسكر الصهيوني بزعامة يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني (24)، ومفاجأة الانتخابات القائمة العربية المشتركة مع 13 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي.

في هذه الأيام، اجتهد نتنياهو في تشكيل حكومة إسرائيل القادمة التي سيعلن عنها أخر شهر نيسان أو بداية شهر أيار على الأكثر.

ابن نصر الله

تنقسم الساحة اللبنانية في الشأن اليمني بين مؤيد للتحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، ولا سيما السعودية التي تقود هذا التحالف، وبين مناصر للحوثيين وامتداداتهم في المنطقة، وعلى رأسها إيران وحزب الله. وتجلى طيف من هذا الانقسام قبل أيام عبر قناة “الجديد” اللبنانية، حين هاجمت القناة خطاب الأمين العام لحزب الله حول اليمن، مما أثار غيظ نجله، جواد نصر الله، الذي لا يظهر عادة على “الشاشة”، مدافعا عن والده ومهاجما قناة “الجديد” بانفعالية شديدة‎.‎

وبدأ الشجار بين الطرفين بعدما وصفت القناة خطاب الأمين العام لحزب لله، حسن نصر الله، بأنه يتسم بالانفعالية أكثر منها المنطق، وإن كان هنالك منطق في خطابه فلا سيما أنه المنطق الإيراني، هذا بعدما هاجم نصر الله وقوف سعد الحريري مع السعودية ووصف موقفه بأنه موقف مفروغ منه. وفي أعقاب هذه المقدمة، شن نجل الأمين العام، جواد، حربا على “الجديد” عبر هاشتاغ‏‎ #‎‏دكانة_الجديد، متطاولا على أصحاب القناة وأبزر شخصياتها‎.‎

اقرأوا المزيد: 526 كلمة
عرض أقل
الحرب الأهلية في اليمن (AFP)
الحرب الأهلية في اليمن (AFP)

هادي، الحوثيون، القاعدة: مَن ضد مَن في اليمن؟

قررت المملكة العربية السعودية، ردًا على السيطرة على القصر الرئاسي في عدن، بالتعاون مع جاراتها، شن عملية واسعة النطاق، أطلقت عليها اسم "عاصفة الحزم". من هم الحوثيون؟

تعود الأزمة في اليمن إلى الخلافات السياسية، القبلية، الإقليمية والطائفية في الدولة، الأمر الذي يخلق صراعًا مُعقدًا يجذب إليه عملاقة النفط، المملكة العربية السعودية، ودولتها العدوة في المنطقة – إيران. هنالك أوجه كثيرة للصراع الدموي الذي يحصد في هذه الأثناء أرواح الكثيرين.

الرئيس اليمني المعترف به دوياً السيد عبد ربه منصور هادي (AFP)
الرئيس اليمني المعترف به دوياً السيد عبد ربه منصور هادي (AFP)

من أجل فهم خارطة المصالح في تلك الدولة المتشرذمة ولماذا بدأت المملكة العربية بعملية “عاصفة الحزم”، إليكم 5 حقائق عن الحوثيين والحرب الدامية في اليمن:

1. يُقاتل المتمردون الحوثيون، الذين يتركزون في شمال – غرب اليمن، ضد الحكم المركزي في صنعاء منذ عام 2004، حين كان لا يزال رئيس البلاد هو علي عبد الله صالح، حليف الولايات المتحدة، الذي حكم البلاد حكمًا استبداديًا طوال أكثر من ثلاثة عقود. حاليًا، بعد مرور أكثر من عقد على بداية الثورة، يبدو الحوثيون على بُعد خطوة من تنفيذ انقلاب في اليمن.

2. ينتمي الحوثيون، بخلاف معظم الشعب اليمني، الذي ينتمي للتيار الإسلامي السني، لطائفة الزيديين الشيعية. يعود اسم هذا التيار إلى الإمام زيد بن علي، الذي قُتل بعد أن تمرد على حكم الأمويين عام 740 للميلاد.

ميليشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)
ميليشيات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (AFP)

3. استغل قائد هذا التيار، في حينه، حسين الحوثي، الغضب الشعبي الذي جاء نتيجة اجتياح الولايات المُتحدة للعراق ليحقق مكاسب سياسية وأعلن تمردًا ضد صالح. قُتل الحوثي عام 2004، بينما تابع مؤيدوه صراعهم المسلح في منطقة صعدة في شمال البلاد. تدخلت السعودية، الداعمة للنظام المركزي السني، فيما يحدث في شمال اليمن؛ عام 2009، وبدأت بشن عمليات عسكرية، من جانب واحد، ضد الحوثيين في المناطق الحدودية. تم التوصل، بعد عام من ذلك، إلى وقف لإطلاق النار وصمد ذلك الاتفاق، بشكل متزعزع، حتى عام 2011.

صورة من تلفزيون المنار التابع لحزب الله بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2014 لعبد الملك الحوثي يدلي ببيان من موقع لم يكشف عنه في محافظة صعدة شمال غرب اليمن  (تلفزيون المنار/اف ب)
صورة من تلفزيون المنار التابع لحزب الله بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2014 لعبد الملك الحوثي يدلي ببيان من موقع لم يكشف عنه في محافظة صعدة شمال غرب اليمن (تلفزيون المنار/اف ب)

4. تم عزل صالح عن الحكم في عام 2012 في أوج موجة التمرد التي اجتاحت العالم العربي. تم استبداله بنائبه، عبد ربه منصور هادي، باتفاق تضمن نقل الصلاحيات بهدوء والذي تمت رعايته من قبل دول الخليج والغرب. يحتل الحوثيون، مذاك، مكانة هامة وتحولوا إلى حركة سياسية قومية تُقاتل الذراع العسكري لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. سيطر الحوثيون في عام 2014 على صنعاء، قاموا بنصب حواجز على الطرقات وقاموا بتنصيب رجالهم في الكثير من مؤسسات الحكم، مع قطعهم وعود لإدخال تغييرات سياسية في الدولة. إلا أنهم يتعرضون، منذ ذلك الحين، إلى عمليات يومية، تقريبًا، من القاعدة.

حوثيون (Yemen Fox)
حوثيون (Yemen Fox)

5. يتلقى الحوثيون، الذين يقودهم حاليًا عبد المالك الحوثي؛ البالغ من العمر 33 عامًا، من إيران دعمًا ماديًا، عسكريًا ولوجستياً. ينفي الحوثيون هذا الادعاء، ولكن السلطات اليمنية كانت اعترضت سفنًا تحمل أسلحة إيرانية كانت مُعدّة للنقل إليهم. أدى تعاظم قوة الحوثيين إلى ضعف كبير للحكومة اليمنية. يطالب الحوثيون بصلاحيات أكبر في وزارات الحكومة للتيار الزيدي، الذي يُشكل 33% من الشعب اليمني، ويطالبون بأن تتضمن مسودة الدستور الجديد تقسيم اليمن إلى منطقتين بدل ست مناطق، الأمر الذي سيعزز مكانتهم.

يأتي تدخل دول الخليج، بوجود خطاب القاعدة المعادي للشيعة وللحوثيين، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بدعم من الولايات المتحدة والخلافات الإثنية في اليمن، ليزيد من خطر حدوث المزيد من سفك الدماء بين القبائل والجماعات الإثنية التي من شأنها أن تُقسم اليمن، المُقسمة أصلاً والدولة الأفقر في الشرق الأوسط.

اقرأوا المزيد: 462 كلمة
عرض أقل
دبابة خارج القصر الرئاسي في صنعاء (AFP)
دبابة خارج القصر الرئاسي في صنعاء (AFP)

الحوثيون على مشارف عدن وهادي يغادر القصر الرئاسي

في شرم الشيخ، طالب وزير الخارجية اليمني الموالي لهادي بتدخل عسكري عربي عاجل لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن

ضيق الحوثيون الخناق الاربعاء بشكل كبير على مدينة عدن اذ سيطروا على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في شمال المدينة ويستمرون بالتقدم نحوها، فيما تم نقل الرئيس المعترف به دوليا الى “مكان آمن” قبيل استهداف القصر الرئاسي بغارة جوية بحسب مصادر امنية.

واكد مصدر قريب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ان الاخير نقل الى “مكان آمن في عدن” في ظل تقدم المسلحين الحوثيين نحو المدينة الجنوبية، فيما اغلق مطار المدينة بسبب الاوضاع الامنية.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان هادي “انتقل الى مكان آمن في عدن ولم يغادر البلاد” بعد انتشار معلومات عن مغادرته اليمن.

وفي وقت لاحق، نفذت طائرة حربية غارة على مجمع القصر الرئاسي مطلقة ثلاثة صواريخ باتجاهه.

وقال المصدر ان “طائرة اطلقت ثلاثة صواريخ على مجمع القصر ثم صدتها المضادات الارضية”، فيما شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المكان دون ان يتبين سقوط ضحايا.

والقصر الرئاسي في عدن التي اعلنها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد انتقاله اليها من صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تعرض يوم الخميس الماضي لغارة ايضا.

من جهتهم، اكد الحوثيون انهم “اعتقلوا” وزير الدفاع الموالي لهادي محمود الصبيحي في محافظة لحج الجنوبية.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريحات عبر قناة المسيرة التابعة للحركة الشيعية ان محمود “الصبيحي تم اعتقاله في مدينة الحوطة” عاصمة لحج، مؤكدا انه “تم نقله الى صنعاء وهو بيد القوات المسلحة”.

وكان الصبيحي انشق عن الحوثيين بعد ان عينوه رئيسا للجنة الامنية التي يفترض انها تدير شؤون البلاد بموجب الاعلان الدستوري الذي فرضون مطلع شباط/فبراير، والتحق بهادي في عدن.

وفي شرم الشيخ، طالب وزير الخارجية اليمني الموالي لهادي رياض ياسين بتدخل عسكري عربي عاجل لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن.

وقال الوزير اليمني للصحافيين في منتجع شرم الشيخ حيث تعقد القمة السبت على البحر الاحمر “سنطلب من القمة القادمة ان يكون هناك تدخل عاجل”. وعندما سئل ان كان التدخل عسكريا اجاب “تدخل عسكري”.

وكان مصدر عسكري لوكالة فرانس برس اكد الاربعاء ان المسلحين الحوثيين سيطروا على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الواقعة شمال مدينة عدن التي يتحصن فيها الرئيس اليمني المعترف به دوليا.

واجلت الولايات المتحدة قبل ايام العشرات من عناصر القوات الخاصة الذين كانت تنشرهم في هذه القاعدة.

وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس ان “الحوثيين (المتحالفين مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح) سيطروا على قاعدة العند الجوية” الواقعة في محافظة لحج الجنوبية.

واضاف المصدر ان المسلحين الحوثيين “تمكنوا من السيطرة على القاعدة بعد اشتباكات محدودة”.

كما ذكر ان الحوثيين باتوا على مشارف على مدينة الحوطة عاصمة لحج، اي انهم باتوا على بعد حوالى 30 كيلومترا فقط من مدينة عدن.

واصبح الحوثيون يضيقون الخناق بشكل كبير على مدينة عدن وهم يسيطرون على مناطق في تعز، المدينة الكبيرة شمال عدن، وعلى مناطق في الضالع ولحج المحيطتين بعدن.

كما “بدات افواج من الحوثيين تتوافد الى ميناء المخاء” المطل على باب المندب غرب عدن.

وحض الرئيس اليمني مرة جديدة الثلاثاء مجلس الامن الدولي على تبني “قرار ملزم” من اجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين الى مدينة عدن.

وفي رسالة الى رئيس مجلس الامن السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، رسم الرئيس هادي صورة قاتمة للوضع. وقال خصوصا انه يخشى ان “تستغل القاعدة عدم الاستقرار الحالي من اجل زيادة الفوضى وجر البلاد نحو مزيد من العنف والتفكك”.

وبعد ان تحدث عن “مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في شرعة” الامم المتحدة، طلب الرئيس هادي من مجلس الامن “اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع لردع الميليشيات الحوثية”.

ودعا “جميع الدول التي ترغب الى تقديم مساندة فورية الى السلطة الشرعية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وردع عدوان الميليشيات الحوثية المتوقع في اي ساعة على مدينة عدن” التي لجأ اليها.

وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان اي اجتماع جديد حول اليمن ليس مقررا في هذه المرحلة.

واشار هادي ايضا في رسالته الى انه تشاور مع دول مجلس التعاون الخليجي من اجل “تدخل عسكري” ضد الميليشيات الحوثية.

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت السعودية مستعدة لمساعدة هادي عسكريا، قال وزير خارجيتها سعود الفيصل الاثنين انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي، فان دول المنطقة ستتخذ “الاجراءات” الضرورية من اجل “حماية” مصالحها بوجه “العدوان”.

اقرأوا المزيد: 617 كلمة
عرض أقل