عبد الله البرغوثي

الأسير عبد الله البرغوثي والوثائق الرسمية، الخاصة بوزارة شؤون الأسرى (Flash90)
الأسير عبد الله البرغوثي والوثائق الرسمية، الخاصة بوزارة شؤون الأسرى (Flash90)

كم يتقاضى سجين حماس من السلطة الفلسطينية؟

تكشف إذاعة صوت إسرائيل أن كل واحد من السجناء المُخضرمين يحصل على منحة مالية بمئات آلاف الشواقل من السلطة الفلسطينية، وتدفق الأموال لا يزال مُستمرًا حتى اليوم

06 أكتوبر 2015 | 16:04

دفعت السلطة الفلسطينية، في السنوات الأخيرة، مئات آلاف الشواقل لكل واحد من السُجناء الأمنيين المُخضرمين المُعتقلين في السجون الإسرائيلية، ولا تزال تُحوّل لهم المُخصصات حتى اليوم. هذا ما كشف عنه، اليوم غال بيرغر، في تقرير خاص لإذاعة صوت إسرائيل.

تمكن بيرغر من الحصول على عشرات الوثائق الرسمية، الخاصة بوزارة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية، والتي تُوثق حجم المبالغ التي دُفعت للسجناء. تُظهر تلك الوثائق قوائم تُبين المخصصات الشهرية وحسابات البنوك التي يتم تحويل الأموال إليها.

من بين الأسماء التي تظهر في القوائم اسم عبد الله البرغوثي، المُهندس الذي قام بتركيب العبوات الناسفة التي أودت بحياة 66 إسرائيليًا بين عاميّ 2001 – 2002. تلقى البرغوثي، الذي حُكم عليه بالسجن 67 مؤبدًا، من السلطة الفلسطينية؛ حتى عام 2013 وعلى مر 10 سنوات، أكثر من ربع مليون شاقل.

أحد الوثائق
أحد الوثائق

وتلقى إبراهيم حمد، الذي شغل منصب قائد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة وحُكم عليه بالسجن 45 مؤبدًا، في الفترة ذاتها رواتب بقيمة 200 ألف شاقل؛ من السلطة الفلسطينية.

كان حمد والبرغوثي مسؤولين عن عدد من العمليات الانتحارية البارزة في الانتفاضة الثانية ومنها عملية الجامعة العبرية في القدس، عملية مطعم سبارو وعملية ملهى “شفيلد” في ريشون لتسيون.

وتلقى محمد عرمان، الذي كان صلة الوصل بين حماس والخلية التي نفذت عدد من هذه العمليات؛ وحُكم عليه بالسجن لمدة 63 مؤبدًا، ربع مليون شاقل، من السلطة الفلسطينية، حتى عام 2012. يشغل عرمان الآن منصب قائد حركة حماس داخل السجون الإسرائيلية.  حصل أعضاء الخلية أيضًا على مبالغ تصل إلى مئات آلاف الشواقل.

وزادت، وفقًا لتقرير برغر، المُخصصات المُقدمة للسجناء الفلسطينيين على مر السنين؛ وفق عملية حسابية تأخذ بالحسبان عدد السنوات التي يقضونها في السجن المؤبد، وبعد تعديل في القانون الفلسطيني أجاز ذلك.

اقرأوا المزيد: 258 كلمة
عرض أقل
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (AFP)
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (AFP)

قبيل الصفقة المتبلورة مع إسرائيل، حماس تواجه ضغوطا متزايدة

الأسير عبد الله البرغوثي يحذّر قادة الحركة من التسرّع والاتفاق مع إسرائيل، وموقع الحدث التابع للعربية يتّهم حماس بالفساد المالي والتآمر مع حزب الله والحوثيين

كلما اقترب موعد التوصل إلى الصفقة بين حركة حماس وبين دولة إسرائيل فيما يتعلق بتبادل الأسرى بل وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الطرفين، كما تقول الشائعات، تزداد الضغوط الداخلية والخارجية لدى مسؤولي الحركة.

أجرى عبد الله البرغوثي، وهو أحد أبرز أسرى حماس، مقابلة اليوم مع الإذاعة الحكومية في غزة وحثّ مسؤولي الحركة على “عدم التسرّع في إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. وأكد البرغوثي أن “الأسرى صامدون وثابتون سواء فُك أسرهم الآن أو بعد ألف ألف عام‎”‎‏.

وغضبت سلطة السجون الإسرائيلية على البرغوثي، الذي يقضي 67 حكمًا بالسجن مدى الحياة على مشاركته في قتل 66 إسرائيليا وجرح المئات، لكونه استطاع إجراء المحادثة من داخل السجون الإسرائيلية بمساعدة هاتف تم تهريبه إليه. ومن المرتقب أن يتم نقل البرغوثي في أعقاب هذه المقابلة إلى الحبس الانفرادي لفترة محدودة.

الأسير عبد الله البرغوثي (Noam Moskowitz/Flash90)
الأسير عبد الله البرغوثي (Noam Moskowitz/Flash90)

في هذه الأثناء، نشرت قناة الحدث التابعة لشبكة العربية قبل يومين تقريرا نقديّا وساخرا يتحدّث عن فساد خطير في صفوف الحركة، في كل ما يتعلق بتعاونها مع الحوثيين في اليمن ومع حزب الله اللبناني.

وقد تم إظهار خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في التقرير كشخص فقد السيطرة على مكاتب حماس في لبنان واليمن، ويعمل لإعادتها بأية طريقة ممكنة.

ووفقا للتقرير، فقد ترك ممثّل الجناح العسكري للحركة في اليمن، إسماعيل عوض، مكاتبها في صنعاء وهو غاضب مصرّحا بأنّ: “الحركة وضعت ثقتها وأودعت أموالها بأيدي ثعالب”، وذلك في أعقاب قرار خالد مشعل بتقليص رواتب أعضاء حماس في اليمن، على خلفية التعاون بين حماس والحوثيين مقابل المساعدة الاقتصادية من إيران والتي تعارض رأي زعماء الحركة.

فضلًا عن ذلك، ورد في التقرير أنّه قد تم الكشف عن خلية لبنانية تعمل لصالح حماس وتستخدم آلية الحركة المصرفية في لبنان للتجارة مع كوريا الشمالية، وذلك من أجل تعزيز قدرات الحركة في مجال الاتصالات، بمساعدة حزب الله وإيران.

وقد نفت حركة حماس كل ما نسب لها في تقرير الحدث. وصرّحت حماس على لسان مصدر رفيع: “كل ما ورد في هذا التقرير هو محض أكاذيب وتلفيقات لا أصل لها، وواضح أن هناك من يريد عبر هذه الأكاذيب الإساءة إلى حركة حماس ومحاولة تشويه موقفها المعروف، والعمل من أجل التأثير السلبي على علاقاتها العربية”‏‎.

والسؤال الذي بقي مفتوحا هو: من هي الجهة التي ترغب بنشر تلك المعلومات، والتي دون أي شكّ تُباعد بين حماس والمملكة العربية السعودية، والتي تحاول حماس التقرّب منها بأية طريقة ممكنة منذ وفاة الملك عبد الله وتتويج الملك سلمان.

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل