نجمة إسرائيلية مسلمة تعتنق اليهودية

المطربة العربية الإسرائيلية نسرين قدري (فيسبوك)
المطربة العربية الإسرائيلية نسرين قدري (فيسبوك)

أعلنت المطربة الإسرائيلية المسلمة نسرين قدري أنها انهت إجراءات اعتناقها الديانة اليهودية وأنها اسمها من اليوم هو براخا (بركة).. أسباب اعتناقها اليهودية ليست واضحة

03 سبتمبر 2018 | 11:25

في عيد ميلادها ال 32، أعلنت المطربة المسلمة المشهورة إسرائيليا، نسرين قدري، عن اعتناقها الديانة اليهودية بعد أن أنهت فرائض دخول اليهودية في احتفال عند المكان المقدس لليهود، الحائط الغربي، وطهرت في مغطس يهودي في المكان.

وجاء خبر اعتناق قدري الديانة اليهودية في الصحفة الأولى لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نظر إلى الشهرة الكبرى التي تحظى بها الفنانة في إسرائيل. وكتبت يديعوت في تقريرها أن قدري أتممت إجراءات اعتناق اليهودية برفقة مديرها الفني والحاخام دودو درعي وزوجته.

قدري والحاخام الذي ساعدها على اعتناق اليهودية وعقيلته (إنستجرام)

وأوردت الصحف الإسرائيلية أن قدري ولدت لعائلة عربية مسلمة من حيفا، وترعرعت في المدينة حتى جيل 17 عاما، حينها شاركت في برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية وحازت على المرتبة الأولى وانطلق بمسيرتها الغنائية في إسرائيل. وتعد قدري اليوم من المطربين الناجحين في إسرائيل، ويصفها البعض بأنها ملكة الغناء الشرقي في إسرائيل.

وأشارت يديعوت في حديثها عن خلفية قرار قدري إلى العلاقة العاطفية التي كانت بين المطربة وبين شاب يهودي، وكتبت أن الاثنين كانا في علاقة لمدة 13 عاما، وعقدا الخطوبة بهدف الزواج إلا أنها افترقا بعد ذلك. وكانت المطربة قد بدأت إجراءات اعناق اليهودية أثناء العلاقة مع الشاب اليهودي.

وجاء في التقارير الإخبارية أن الحاخامية الإسرائيلية والداخلية الإسرائيلية لن تعترف بيهودية قدري وذلك لأنها قامت بالإجراءات عبر محكمة شرعية مستقلة، الوحيدة التي وافقت على أن تواصل النجمة عملها. وقال مقربون من النجمة إنها ستكون يهودية من ناحية الشريعة، لكنها ستظل من ناحية الدولة مسلمة، على أمل أن توافق الحاخامية الكبرى على الاعتراف بيهوديتها.

والملفت أن الصحف الإسرائيلية لم تنشر تعليقات أو تصريحات لقدري تتعلق بأسباب اعتناقها الديانة اليهودية، وهل كان هناك ضغوطا عليها من جهات معنية، مع العلم أنها حققت نجاحها في الوسط الإسرائيلية وحظيت على مكانة مرموقة في الطرب الشرقي الإسرائيلي كمسلمة.

قدري وخطيبها اليهودي في السابق (إنستجرام)
اقرأوا المزيد: 262 كلمة
عرض أقل
المطرب عومر آدم (فيسبوك)
المطرب عومر آدم (فيسبوك)

الملك الجديد للموسيقى في إسرائيل

إن كنتم تتساءلون من هو المطرب الإسرائيلي الأفضل في الراهن؟ فالجواب بلا شك هو عومر آدم.. في الحقيقة، لا نبالغ إن قلنا أن الإسرائيليين وجدوا "العندليب الأسمر" الخاص بهم.. تعرفوا إليه

20 مايو 2018 | 08:53

“30 ألف تذكرة لحفلة المطرب عومر آدم في ملعب كرة القدم الجديد في حيفا اختطفت خلال ساعة” أفادت الصحف الإسرائيلية شهر مارس من هذا العام، معلنة أن المطرب المذكور هو الملك الجديد، بلا منازع، لموسيقى البوب – الشرقي الإسرائيلي. في الحقيقة، الصحف والمجلات ومواقع التواصل في إسرائيل تتحدث عن “ظاهرة” موسيقية غير مألوفة، وصوت شرقي – غربي لم تشهد مثله إسرائيل من قبل.

حفلة للمطرب عومر آدم (فيسبوك)

ففي زمن يقاس فيه نجاح الموسيقار بعدد الألبومات التي باعها، ظاهرة عومر آدم منقطعة النظير لأنه حطم أرقاما قياسية ليس فقط على ألبوماته، وإنما على الطلب الهائل لحفلاته. التذاكر تنفد بسرعة البرق وكل من يحمل بيده واحدة فهو محظوظ. الشرك الضخمة في إسرائيل، شركات الاتصالات والبنوك ودور الاستثمار والمؤسسات الحكومية الكبرى، تتقاتل على حفلاته وتنتظر في الطابور ليصل عومر آدم إليها. حتى أنه فكّر مرة في اعتزال الفن لكثرة العمل. من يكون؟

كان من المفروض أن يكون قائدا كبيرا

العجيب في قصة آدم أنه ولد في الولايات المتحدة وترعرع بعدها في بلدة محسوبة على اليهود الأوروبيين وليس له وللشرق كثيرا. وكان متوقع لهذا الولد أن يتقلّد منصبا مرموقا في الجيش الإسرائيلي مثل أفراد عائلته من جانب والده، فهو سليل عائلة جنرالات وقادة كبار في الجيش الإسرائيلي، آخرهم الجنرال في التقاعد أودي آدم الذي كان قائدا للمنطقة الشمالية في فترة الحرب اللبنانية الثانية.

لكن صوت آدم وموهبته غيّرا البرامج..

بداية قاسية

التجربة الأولى في الغناء المحترف لآدم كانت قاسية. فبعد أن تألق على منبر برنامج “أحلى صوت” في إسرائيل، وتوقع له الجميع أن يصل النهائيات ويفوز بالقلب، أعلن البرنامج إبعاده. والسبب أنه خدع المنظمين بالنسبة لعمره، فقال إنه يبلغ ال16 من العمر وهو ما زال 15 عاما ونصف، مخالفا شروط المسابقة.

لكنه أعلن في مقابلة تلفزيونية آنذاك أن الحادثة ليست النهاية بالنسبة له، وإنما البداية.. بداية مشوار فني ليس له مثيل في إسرائيل، حيث سيتربع هذا الشاب على عرش البوب الإسرائيلي الشرقي.

وبالفعل، استطاع آدم وهو دون ال18 أن يحيي حفلا في القاعة المحفوظة لكبار المطربين الإسرائيليين، في منطقة قيسارية. يومها فهم الجميع أن لا شيء يمكنه بعد أن يقف في طريق عومر آدم.

ما هو سر نجاحه؟

“عومر آدم منقطع النظير. غناؤه الشرقي أفضل من غناء جميع المطربين الشرقيين في إسرائيل. وغناؤه الغربي أفضل من غناء جميع المطربين الغربيين”، قال عنه المطرب الكبير أفيهو مدينا، المدير الفني لعملاق الطرب الإسرائيلي الشرقي، زوهر أرغوف.

حين يتحدث النقادون الإسرائيليون عنه فهم يشددون على أن صوته منقطع النظير. فهو يملك صوتا ذا مساحات وطبقات غير عادية. يؤدي الغناء الشرقي بسلاسة، وينافس مطربين مشهورين في إسرائيل مثل: إيال غولان. ويؤدي الغناء الأجنبي دون منازع. ويجمع الناقدون على أن صوت آدم يجمع الخشونة والنعومة في آن، والشرق الغرب في آن. فبإمكانه أن يغني أي لون بسهولة وبلباقة.

إضافة إلى موهبته الفنية، شخصيته ساحرة. يتسم بالتواضع، والبساطة. شاب مؤمن ويحترم الشريعة اليهودية. في حادثة أثارت ضجة في إسرائيل، رفض آدم تقديم عرض في يوم السبت، خشية من انتهاك قداسة هذا اليوم. ولا يخفى أن ذلك يزيد من حب الناس له ولغنائه في إسرائيل.

يحافظ على سمعة طيبة ولا يتحدث عن المال رغم أنه من أكثر المغنيين في إسرائيل ثراءً. ويحظى بإدارة ممتازة. فوالده كان يرسل معه وهو عمره 16 سنة، حراس خاصة لكي يتأكدوا أنه ينهي العرض ويعود إلى بيته.

محبوب الجميع

ظاهرة عمور آدم ليست مسبوقة في إسرائيل. فمعظم المطربيين لاإسرائيليين المشهورين محسوبون على فئة معجبين معينة. فتجد هذا محبوب عشاق الطرب الشرقي، وتجد هذاك محبوب عشاق الغناء الهادئ ومن هذا القبيل. أما آدم فهو محبوب الجميع.

الشباب الصغار والكبار، والبالغون، والمتقدمون في السن، يحبونه ويستمعون إلى أغانيه دون توقف. في كل ألبوم له هناك أغنية تتحول إلى الأكثر تداولا في إسرائيل. ولا يوجد شخص في إسرائيل لا يجد له أغنية يحبها من الأعمال الفنية الثرية الذي قدمها إلى الفن الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 573 كلمة
عرض أقل
كوكب الشرق، أم كلثوم
كوكب الشرق، أم كلثوم

5 أمور لم تعرفوها عن الست أم كلثوم

كيف تحوّلت أم كلثوم - امرأة، مُطربة، ابنة عائلة فقيرة - إلى رمز العالم العربي؟ أيقونة ثقافية لا مثيل لها. وكيف ما زالت تؤثر حتى اليوم على الثقافة العالمية؟

لا شك بأن أم كلثوم هي ملكة الثقافة المصرية. وليس فقط بالنسبة للمصريين. يعتبرها الملايين حول العالم كرمز ثقافي مصري وعربي عصري، “صوت أمة كاملة”، كما أطلق عليها باحثون أمريكيون.

أطلق عليها عشاقها العديد من الألقاب مثل “كوكب الشرق”، “الست”، و”الهرم الرابع”، العديد من الأهل أسموا بناتهم تيمنًا باسمها، منهم الكاتب نجيب محفوظ وزوجته؛ كان يتم استقبالها، خلال رحلاتها في العالم العربي، في المطارات من قبل رؤساء وملوك، وكان يتم التعامل معها باحترام وكأنها قائدة بكل معنى الكلمة، وشخصيتها، التي كانت بمثابة أيقونة ثقافة، طُبغت على الطوابع الرسمية في الدولة، وعلى البلوزات، الحقائب، الأقراط والكثير من الإكسسوارات.

الست أم كلثوم (Wikipedia)
الست أم كلثوم (Wikipedia)

سمحنا لأنفسنا أن نورد لكم 5 حقائق ملفتة عن تلك المرأة، التي تخطت كل تحديات المُجتمع المصري؛ في تلك الفترة وتحوّلت إلى شخصية محترمة ومُطربة لا مثيل لها:

1. وُلدت أم كلثوم، أو باسمها الحقيقي؛ فاطمة إبراهيم البلتاجي، في قرية طماي الزهايرة؛ في دلتا النيل، في وقت ما بين عاميّ 1898 -1904 (حينها لم يكن يتم تسجيل الولادات بشكل مُنظم). كانت عائلتها فقيرة وكان والدها إمام المسجد المحلي. تم إرسالها، وهي لا تزال طفلة؛ مع أخيها خالد، إلى “الكتّاب”، لتعلم القرآن. ربما لم يتوفر ما يكفي من المال، لدى رب العائلة، لتمويل استكمال تعليم الابنين، وبعد مرور بضع سنوات، أخرج ابنته من المدرسة وترك ابنه ليتابع تعليمه؛ ولكن تلك السنوات كانت كفيلة بأن تحصل أم كلثوم على مهارات لتستثمرها طوال 25 سنة من الحياة المهنية الموسيقية: في الثقافة الموسيقية العربية معروف بأن من يريد أن يُتقن استخدام اللغة ولفظ الكلمات والغناء بأفضل صورة، عليه تعلم القرآن، وتحديدًا “تجويد القرآن”. تقول أم كلثوم في إحدى المقابلات إنها كانت تُقلد والدها وأخيها “مثل الببغاء”، دون أن تفهم معنى الكلمات التي تُقال.

الست أم كلثوم (Wikipedia)
الست أم كلثوم (Wikipedia)

2. اعتاد الوالد، كنوع من زيادة المدخول، هو وابنه وأفراد العائلة أن يقدموا عرضًا في قرى دلتا مصر وتقديم أغانٍ دينية في مناسبات عائلية وفي الأعياد. في واحدة من تلك المناسبات، حين كان يُفترض أن يقدموا عرضًا في بيت عُمدة القرية، مرض شقيق أم كلثوم، وقرر الأب أن يصطحب ابنته للعرض وهي ترتدي زي فتى.

3. لم تكن بداية أم كلثوم في القاهرة بسيطة أبدًا. ربما كانت قد أصبحت معروفة ولكن طريقة تقديمها للعروض وأغانيها لم تكن ملائمة لصناعة الترفيه. كانت القاهرة في العشرينات مدينة عالمية. كان يعرض في ملاهيها الليلة مغنيون ومغنيات وراقصات شرقيات مع مرافقة موسيقية. كانت غالبية الجمهور من الرجال، الذين كانوا معتادين على شرب الكحول والاستمتاع بتدخين الحشيش، وكثيرًا ما كانوا يتغزلون بالفنانات اللواتي يقدّمن العروض وحتى أنهم كانوا يضايقونهن. كانت أم كلثوم في البداية تعرض في تلك الملاهي وهي تلبس زي الفتيان، بينما تعتمر كوفية وعقال، ويرافقها رجال العائلة. وفي وقت لاحق أيضًا، عندما تخلت عن ارتداء زي الفتيان، ظهرت بلباس تقليدي ومتواضع، مع غطاء رأس، وقدّمت الأغاني الدينية القديمة وأغانٍ في حب النبي. لم تتجاهل الانتقادات قدراتها الصوتية وموهبتها، ولكن منتقديها كانوا يقولون إنها لم تجلب شيئًا جديدًا ولا توجد فيها روح فنية.

4. بدأ يأتي التغيير على مهل. استجابت أم كلثوم، على الرغم من موقف أفراد عائلتها، للجمهور المصري الذي كان يبحث عن التجديد وعن المشاعر الرومانسية. بدأت شيئًا فشيئًا بتغيير أسلوب أغانيها، وانتقلت من القصائد الدينية وأغاني حب النبي لأداء أغانٍ أخف، أغاني حب مكتوبة باللغة العامية العربية وليست باللغة الفصحى. كذلك حسّن دخولها، شيئًا فشيئًا، إلى مجتمع النخبة من مسارها وكذلك أدى ذلك إلى تغيير في نمط زيها. نزعت عن رأسها غطاء الرأس التقليدي، بدلت ملابسها الريفية بفساتين سهرة، على الطراز الأوروبي، وبالنهاية أقالت والدها وأخيها وبقية الرجال المرافقين لها واستأجرت مجموعة من العازفين لمرافقتها. هكذا جعلت نفسها مُطربة تناضل من أجل ضمان مكان لها في عالم الترفيه التجاري المحلي وراحت تطمح للمزيد من الشهرة.

https://www.youtube.com/watch?v=YzbfP1T0wgQ

5. ليس من العجيب أيضًا خشية جمال عبد الناصر، عند اندلاع ثورة الضباط الأحرار؛ عام 1952، وقرار الضابط الذي كان مسؤولاً عن البث الإذاعي، وجيه أباظة، عدم إذاعة أغاني أم كلثوم، بأن يثور الشعب ضد قادة الثورة. عندما علم جمال بقرار أباظة أسرع بالاتصال به وسؤاله عن سبب اتخاذه لذلك القرار. “لأنها جزء من الماضي”، أي للحقبة الملكية التي كانت قبل الثورة، قال ذلك الضابط. غضب الناصر وقال له: “إذًا، أنا أقترح أن تهدم الأهرامات وتمنع النيل من التدفق، لأنه كان أيضًا يتدفق في العهد الملكي”. طلب ناصر وأصر أيضًا على أن تعمل أم كلثوم مع عبد الوهاب، الغريمان، بأعمال مُشتركة. فشل الناصر، وفقًا لكلام نجيب محفوظ، بتوحيد الأمة العربية ولهذا أراد أن يجمعها من خلال حب عملاقي الموسيقى هذين. كانت نتيجة ذلك الأغنية المعروفة “انت عمري” عام 1964 ومن ثم جاءت 9 أغانٍ أنتجها الخصمان معًا. كانت هناك انتقادات أيضًا ضد أم كلثوم وضد ظاهرة الإعجاب بها. هناك من انتقدوها بسبب علاقتها بالنخبة، وآخرون على طباعها الخشنة، وهناك من انتقدوا امتلاء الصحافة المصرية بالحديث عن عروضها وعنها، من أغانيها ومن خزانة ملابسها. سئم الكثيرون من أبناء الجيل الشاب، في نهاية حياتها المهنية، على الرغم من تقديرهم الكبير لصوتها وقدرتها الموسيقية، من أغانيها الطويلة واشتكوا من أنها تسيطر على ساعات البث في الراديو وتمنع فنانين آخرين من نيل الشهرة. ترك موت أم كلثوم في عام 1975 صدمة للمصريين والعالم العربي. يُقدّر عدد المُشاركين بجنازتها من مليوني حتى أربعة ملايين شخص. يعتقد الكثيرون، على أي حال، أن جنازتها كانت أكبر من جنازة عبد الناصر. من غير المؤكد أن الأمر كان كذلك إلا أنه تلك هي طريقة الجماهير لتقول أن أم كلثوم حظيت بشعبية أكبر من شعبية القائد الوطني، بحيث حققت آمالهم.

اقرأوا المزيد: 833 كلمة
عرض أقل
رقص شرقي في بار في القدس (Flash90)
رقص شرقي في بار في القدس (Flash90)

الرقص الشرقي يسحر الإسرائيليات

مقابلة خاصة مع راقصة إسرائيلية، تتحدث فيها عن الارتباط العاطفي بالموسيقى والرقص الشرقي، وعن تأثير العالَم العربي على إسرائيل، والعكس

من خلال بحث سهل في “جوجل” عن مصطلح “الرقص الشرقي” باللغة العبرية، نحصل على عشرات آلاف النتائج، بدءا من دروس الرقص الشرقي في إسرائيل، مرورا بأفلام فيديو لعروض رقص، وبيع تذاكر، وصولا إلى تشكيلة من إمكانيات طلب راقصة شرقيّة في حفلات خاصة.

في السنوات الماضية، أصبح الرقص الشرقي في إسرائيل، الذي كان يهتم به في الماضي يهود الدول العربية فقط، مصدر اهتمام لدى الكثيرين. تتعلم النساء في كل الأعمار ومن كل الطوائف والأديان الرقص الشرقي تحديدا ويرقصن.

“هذا الرقص روحاني.. يتميز بقوة كبيرة بالارتباط بالأرض، وبالقوة الذاتية، والمحبة. فهو يدب الفرح في القلوب.”

في كل عام، وهذا العام للمرة الـ 12 على التوالي، يُجرى في مدينة إيلات “مهرجان إيلات للرقص الشرقي”، وهو المهرجان الأكبر في العام، تشارك فيه راقصات ومعلمات رقص من كل العالم، ويستمر لأربعة أيام ويتضمن ورشات عمل، دروسا، تقديم العروض، وحفلات الرقص الشرقية بالتأكيد. تجرى خلال السنة عدة مهرجانات، ورشات عمل ودروس رقص شرقي، بمستوى أصغر.

كيف يمكن شرح الشعبية المتكررة للرقص الشرقي؟ هناك من ينسب ذلك إلى زيادة الحضارة الشرقية مجددا بشكل عام، وهناك من ينسبها إلى طبيعة هذا الرقص – الشوق، القوة والارتباط بالجسم، التي يأسر جميعها قلوب النساء الإسرائيليات.

في حديث مع ياعيل غلبواع، راقصة شرقيّة إسرائيلية قديمة ومعلمة رقص شرقيّ، تتحدث كيف أصبحت معلمة صدفة، قبل نحو 20 عاما. “شاهدت عرض رقص لراقصة شرقيّة، فأعجبني العرض جدا. في وقت لاحق اقترحت علي صديقتي أن أرافقها إلى دورة رقص شرقي فاستجبت لذلك. لم يكن الرقص الشرقي مشهورا في إسرائيل. انضممت لاحقا إلى فرقة قدمت عروضا أيضًا. أعتقدت أن الرقص سيكون هواية فقط، ولكن عندما انتقلت للعيش في مدينة جديدة، وكان علي العثور على عمل، بدأت بتعليم الرقص الشرقي، وبالمقابل قدمت عروضا ومررت ورشات عمل”. وفق أقوالها.

الراقصة الإسرائيلية ياعيل غلبواع

غلبواع هي مؤرخة، بدأت ببحث تاريخ الرقص الشرقي بحثا معمقا، وهي تقدم محاضرات حول الموضوع في وقتنا هذا. تقول غلبواع: “يشعر الكثير منا أن هذا الرقص قديم جدا”. فظهر التوثيق الأول للرقص الشرقي على مخطوطات وُجدت في بلاد الرافدين (منطقة في العراق) يعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد (أي قبل 3.000 سنة)، ولكن من المحتمل جدا أن الرقص الشرقي كان شائعا قبل ذلك بسنوات كثيرة، وفق ما تعتقد غلبواع.

“في السنوات الماضية، هناك راقصات شرقيات مشهورات من إسرائيل يسافرن لتقديم عروض في رام الله وبيت لحم”

ولكن واجهت غلبواع صعوبة عندما بدأت تبحث عن معلومات حول الموضوع. “في التسعينيات لم تكن هناك معلومات في البلاد تقريبًا عن الرقص الشرقي. فإذا كنا نرغب في مشاهدة الراقصات المشهورات، كان علينا البحث عن عروض لهن في القنوات العربية أو محاولة العثور على كاسيتات فيديو كانت منتشرة في المدينة القديمة في القدس. ولكن كان العثور صعبا ونادرا. منذ عصر اليوتيوب أصحبت إمكانية الوصول رائعة، ويمكن رؤية النجمات الكبيرات في العالم العربي والتعلم منهن”.

في الواقع، يمكن أن يشاهد العالم العربي عبر اليوتيب الرقص الشرقي الإسرائيلي والتعلم منه أيضا. هناك الكثير من أفلام الفيديو لراقصات إسرائيليات في النت بحيث يمكن البحث عنها بالإنجليزية، الفرنسيّة، وأحيانا بالعربية.

الراقصة الإسرائيلية أوريت مفتسير في عرض رقص في باريس:

هل قدمت عروضا أمام جمهور عربي؟ هل هناك طلب على هذه العروض في المجتمَع العربي؟

“في الحقيقة، لم يتسن لي الظهور بشكل شخصيّ. ولكني أعرف أن هناك دعوات أحيانا لحفلات وعروض في المجتمَع العربي، رغم أن اليهود هم الذين يطلبونها غالبا” تقول غلبواع مضيفة فجأة معلومات مدهشة: “في السنوات الماضية، هناك راقصات شرقيات مشهورات من إسرائيل يسافرن لتقديم عروض في رام الله وبيت لحم أيضا”. غلبواع ليست معنية بذكر أسمائهن، ربما من الأفضل عدم المس بمصدر كسب رزقهن أو من الأفضل الحفاظ على أمنهن، ولكن من المعروف أن الحديث يدور عن ظاهرة معروفة.

الراقصة الإسرائيلية ياعيل غلبواع
الراقصة الإسرائيلية ياعيل غلبواع

من المفترض أن الطلب على راقصات إسرائيليات يهوديات ليس شائعا في أوساط المجتمع العربي، لأن هناك الكثير من الراقصات العربيات المحترفات والمعروفات. ولكن في السنوات الماضية، بدأت في إسرائيل ظاهرة مثيرة للاهتمام لراقصات شرقيات من أصل روسي تحديدًا. هناك مجموعة سكانية كبيرة من الفتيات الروسيات في إسرائيل، وهناك خبرة لدى الكثير منهن في مجال الرقص الكلاسيكي. يصبح الكثير منهن راقصات شرقيات محترفات، ويقترحن تقديم عروض أمام جمهور واسع أو بشكل خاص، ويحظين بشعبية كبيرة في أوساط اليهود والعرب على حدِّ سواء.

“هذا الرقص شهواني جدا”، تقول غلبواع، “حتى أنه روحاني”. يتميز بقوة كبيرة بالارتباط بالأرض، وبالقوة الذاتية، والمحبة. فهو يدب الفرح في القلوب. يصبح جسمنا آلة موسيقية تعمل وفق الموسيقى. هناك الكثير من التأثير الروسي ويحظى الكثير من الراقصات بخبرة رقص كلاسيكية وقدرة إنجاز رائعة. ولكن في نهاية المطاف، فإن الراقصات الجيدات حقا هن الراقصات التي تحظى بإعجابنا، اللواتي يرقصن من كل قلبهن. مثل فيفي عبده. فهي قادرة على الظهور على المنصة، والتحرك قليلا، من ثم نلاحظ السعادة في قلوب جمهورها، رغم أنها لا ترقص تقريبًا. هذا ما يميز الرقص الشرقي، الارتباط والشعور بالموسيقى من القلب”.

إضافة إلى فيفي عبده، أية راقصة عربية مشهورة أثرت فيك أو تشكل إلهاما لك؟

“من بين الراقصات الكلاسيكيات، أحب تحية كاريوكا، ونعمية عاكف”.

اقرأوا المزيد: 751 كلمة
عرض أقل
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

“تربحوا وتسعدوا”.. عن عيد الميمونة في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)
الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)
الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)
عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
العندليب الأسمر، المطرب عبد الحليم حافظ (AFP)
العندليب الأسمر، المطرب عبد الحليم حافظ (AFP)

أغاني عبد الحليم حافظ بالعبرية

إسرائيلي وُلد في بغداد يترجم إلى العبرية المئات من أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب. في كتابه الأخير ترجم عشرات من أغاني عبد الحليم حافظ

في كانون الثاني 2015 صدر كتاب “أغان مختارة للموسيقيّ والمطرب الكبير محمد عبد الوهاب”. وقد تضمن الكتاب 158 أغنية ترجمها إسرائيلي وُلد في بغداد، وهو لطيف بارطوف، الذي أصدر في السنوات الأخيرة عدة كتب من بينها كتابا تُرجمت فيه الأغاني الأفضل للمطربة المصرية الكبيرة، أم كلثوم.

صدر مشروع بارطوف الأخير في نهاية 2016 “مختارات من أغاني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ”. ومن الجدير بالذكر أنّ كل واحد من كتب بارطوف، تضمن أيضا مقدمة قصيرة عن الفنان أو الفنانة، تاريخ حياتهم، وتطوّر سيرتهم المهنية. إلى جانب كل أغنية مشار إلى سنة بثها في الإذاعة، وتظهر كلمات الأغنية بالعربية وبالعبرية أيضا.

أصدر بارطوف الكتب بشكل مستقل. لا يمكن الحصول عليها في مكتبات الكتب المعروفة وإنما عن طريق التوجه إلى بارطوف عبر رسالة إلكترونية، في منتدى لمهاجري يهود بابل، وفي مقهى مقدسي صغير اسمه “كروسلا”.

المترجم لطيف برطوف
المترجم لطيف برطوف

وُلد لطيف أبو الخير في بغداد عام 1933، ووصل إلى إسرائيل عام 1951، مثل معظم يهود العراق، وأقام في القدس. ففي العراق، تعلم في المدرسة اليهودية “الشماس”، التي كانت لغة التعليم الأساسية فيها العربية، إلى جانب الإنجليزية. مع مجيئه إلى البلاد أكمل دراسته الثانوية، درس إدارة الحسابات، وفي عام 1954، عندما طُلب موظفون في وزارة المالية، انخرط في العمل وبقي فيه حتى تقاعده عام 1998. أبقى اسمه الشخصي، لطيف، كما هو. وفي المقابل، غيّر اسم عائلته، “أبو الخير”، إلى “بارطوف”، وهو اسم يدمج مؤلف من العربية والعبرية.

لم يخف بارطوف، مثل الكثير من اليهود من أصول شرقية، حبهم للثقافة العربية، وبشكل أساسي للموسيقى المصرية الكلاسيكية.

طٌرحتْ فكرة ترجمة عشرات الأغاني لكبار المطربين في مصر، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وإصدارها في كتاب بالعربية، في أعقاب جلسات مشتركة مع أصدقاء، عراقيين، والذين جاؤوا إلى البلاد في سنّ أصغر ولا يعرفون العربية بمستوى عالٍ بما فيه الكفاية. كرر أولئك طلبهم من بارطوف أن يترجم الكثير من الأغاني وكلما تراكمت ترجمات الأغاني، وحظي بارطوف بمديح وثناء على ترجماته، تشكّلت لديه فكرة جمع كل الترجمات، وتحسينها وإصدارها في كتاب.

جدد الكثير من المطربين الإسرائيليين، وخصوصا من أصول شرقية، على مدى سنوات طويلة أغنيات مصرية كلاسيكية. من بين هؤلاء المطربين يمكننا أن نجد سريت حداد التي غنّت لأم كلثوم أو عوفر ليفي الذي غنّى أغنية العندليب الأسمر الخالدة، “سوّاح”.

اقرأوا المزيد: 343 كلمة
عرض أقل
فرقة مشروع رفيفو
فرقة مشروع رفيفو

عودة الحفلة الشرقية

أثار تسويق الموسيقى الشرقية شوقا إلى المصادر التي نشأت منها: الحفلات المنزلية هي الحدث الاجتماعي الأكثر تأثيرا اليوم في الموسيقى الشرقية في إسرائيل

لم يعد ذلك مشهدا نادرا أن نرى مجموعة من الرجال (اليمنيين غالبا)، في أعمار مختلفة، يجلسون على أريكة، يتناولون المكسرات، يدخّن بعضهم النرجيلة، يمضغ بعضهم القات، ويمسك بعضهم كأس ويسكي أو فودكا في يده. تُعزف في الخلفية موسيقى شرقية ذات طابع حنين إلى الماضي. أصبحت الحفلة المنتدى الثابت للعائلات الشرقية الكثيرة في إسرائيل، والتي سئمت من تسويق الموسيقى الشرقية وتبحث عن الحنين إلى الماضي من خلال الأغاني العائلية والذكريات من دور الآباء في المغرب، اليمن أو الجزائر.

عودة الحفلة الشرقية
عودة الحفلة الشرقية

يعرف الجميع هذه العادة من البيت، من الوالدين والأجداد، وقد عادوا إليها في الثلاثينات أو الأربعينات من حياتهم. بدأ هذا الاتجاه الموسيقيّ الاجتماعي تحديدا قبل نحو أربع سنوات، من قبل أبناء لوالدين هاجروا من اليمن. وقد نشأ أحد المشاريع الموسيقية الأكثر تأثيرا اليوم في الموسيقى الإسرائيلية أثناء اللقاءات الاجتماعية – الأسرية ويسمى “مشروع رفيفو”. لقد قرر ثلاثة إخوة من مهاجري اليمن تصوير الحفلات الخاصة بهم وبأصدقائهم ورفعها على يوتيوب. سعى “مشروع رفيفو” إلى تجديد أغاني الموسيقى الشرقية والمتوسطية من السبعينات والثمانينات. كانت الأفلام التي تم رفعها للمرة الأولى عام 2012 متواضعة، وكان التحرير بسيطا، وهناك تجمع أيضا الأهل والأصدقاء حول مائدة مليئة بالقات، المكسرات، الكحول، والنراجيل. كان لكل واحد من الإخوة مهمة، فهناك من قاد الأغنية العامة وهناك من عزف وكذلك مَن اهتم بدب الحماس بين الحضور. وهكذا انطلق في الواقع مشروع اجتماعي سيغيّر رُوَيدًا رُوَيدًا الموسيقى الشرقية ويعيدها إلى حضن الأسر الإسرائيلية.

جاءت مقاطع الفيديو إلى يوتيوب في الوقت المناسب. وقد حظيت بمشاهدات سريعا. لقد رأى الناس النموذج الذي عرفوه منذ الخمسينات، وهي السنوات الأولى لقيام دولة إسرائيل التي قدِم إليها المهاجرون الأوائل من البلدان العربية، وأحضروا معهم تراثهم الثقافي الغني. ازدهر نجاح “مشروع رفيفو” وأشار إليه نقاد الموسيقى الشرقية المسوّقة باعتباره “بديلا ذا جودة” للبوب المتوسطي ومنذ ذلك الحين أقام الأخوة الحفلات في كل مكان ممكن.

عودة إلى الجذور

https://www.facebook.com/osimsamieah/videos/764470416987421/

“مشروع رفيفو” هو أحد الانعكاسات لمحاولة العودة إلى جذور الموسيقى الشرقية. وهي الموسيقى التي ازدهرت في الحفلات المنزلية، على الأسطح، في الساحات، في الجلسات الليلية الطويلة حول المائدة، من خلال الاهتمام التلقائي بالموسيقى من مصادر مختلفة: يمنية، يونانية، تركية، عربية، كردية، ومغربية. لم تتميز هذه الحفلات بالتعريف الموسيقيّ وإنما بالإطار الاجتماعي الجديد الذي تشكّل في الأحياء وكشف الموسيقى الإسرائيلية على أنغام جديدة. جرت اللحظات المؤسسة لهذا النوع في السبعينات، في حفلات “كرم اليمنيين”، وهو حي المهاجرين من اليمن الأكثر شهرة في تل أبيب. وُلد المطرب المتوسطي في تلك السنوات بعيدا عن المؤسسة الشكنازية (الشكناز هم المهاجرون اليهود من البلدان الأوروبية)، التي سيطرت على الثقافة الإسرائيلية، وبقي بعيدا عنها لسنوات طويلة بعد ذلك.

إن العملية التي جرت على مر السنين – بدءا من الكاسيتات التي حظيت بشعبية كبيرة في المحطة المركزية في تل أبيب والتجاهل التام من الإعلام، مرورا بـ “غيتوات” الموسيقى الشرقية وصولا إلى انطلاق إيال جولان وسريت حداد والتحول إلى تيار مركزي- قد غيّرت وجه هذه الموسيقى. وقد أثار هذا التغيير الاشتياق – الذي انعكس في عودة الحفلات، أو بشكل أكثر دقة بالطلب المتزايد عليها، أيضا في أوساط الجيل الذي وُلد بعد أيام مجدها.

الحفلات تتألق على الشاشات الكبيرة

عودة الحفلة الشرقية
عودة الحفلة الشرقية

يمكن أن نجد المشهد الذي وصفناه في بداية المقال عن الأصدقاء وأفراد الأسرة حول طاولات مليئة بكل ما هو جيد، آلات العزف والميكروفونات التي تنتقل من يد مطرب إلى آخر في التلفزيون أيضًا. يتعارض برنامج “جمعة سعيدة” الذي يتم بثه في هذه الأيام في التلفزيون الإسرائيلي مع كل ما هو مألوف اليوم في الشاشة الصغيرة وفي الصناعة التي تدور حولها. نرى مجددا مشهد الرجال والنساء والأطفال ذاته وهم يجلسون حول المائدة، يشربون، ويأكلون وبشكل أساسي يغنون ويرقصون على أنغام الموسيقى الشرقية. يتم بثّ البرنامج في أيام الجمعة في ساعات الظهيرة الباكرة. إنه البرنامج الأكثر نجاحا في القناة 24 الإسرائيلية، كما يقول منتجوه.

في هذه الأيام يتم تصوير البرنامج في أحد المطاعم العربية الأكثر شهرة في مدينة يافا وهو مطعم “حج كحيل”. يأتي الجمهور قبل البثّ والمكان مفتوح لكل من يرغب في المجيء والاستمتاع بالمأكولات والمشروبات الجيدة والموسيقى الحنينية. إنه بثّ حيّ لمدة نحو أربع ساعات. تتألف المجموعة من مائدة يجلس حولها مقدّم البرنامج والمطربون. توضع على المائدة السلطات وسائر أنواع المأكولات والمشروبات.

عودة الحفلة الشرقية
عودة الحفلة الشرقية

يوضح منتجو البرنامج أنّ الهدف من البرنامج هو ألا يكون برنامجا تلفزيونيا، بل أن يضع المشاهدون البرنامج في الخلفية وهم ينظفون المنزل، يطبخون أو يقومون بترتيبات أخرى في البيت. تهدف الموسيقى القادمة من التلفزيون إلى ترفيه الوقت في المنزل، ولا سيما، في أيام الجمعة التي تعتبر من الأيام الأكثر أسرية وقداسة في إسرائيل.

الموسيقى الشرقية تكافح من أجل مكانتها في الثقافة الإسرائيلية

إن الصراع على أصالة الموسيقى الشرقية هو صراع دوري. كل عدة سنوات يُطرح النقاش مجددا حول مكانة الثقافة الشرقية في إسرائيل. هل تم تسويقها؟ هل هي مكملة لتفرد الموسيقى العربية الكلاسيكية؟ ألم تتحول إلى غربية أكثر؟ هل من المفضل أساسا أن تكون تيارا سائدا في الثقافة الإسرائيلية؟

لا شكّ، أن الجمهور الإسرائيلي في أيامنا يريد الاستماع إلى شيء أقرب إلى البوب الغربي. أحد أسباب هذه الرغبة هو أن النغمة العربية الأصيلة تعتبر بالنسبة للمستمعين الإسرائيليين ، اليوم أيضًا، نغمة العدوّ. لقد اضطرت الثقافة اليهودية الشرقية دائما إلى مواجهة هذا التوتر، بين جوهرها العربي وبين القومية اليهودية التي تعيش صراعا ضدّ القومية العربية.

وبين صراع وآخر تعود هذه المشاهد إلى الأسر التي تجتمع في أمسيات يوم الجمعة حول مائدة الطعام، القات، النرجيلة، الويسكي، الميكروفونات، الدربكات، الدفوف وغيرها والتي تذكّر الجميع بأنّ سحر الشرق لا يزال محفوظا في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 826 كلمة
عرض أقل
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

“تربحوا وتسعدوا”: عن عيد الميمونة الذي أضحى عيدًا وطنيًّا في إسرائيل

الميمونة عيد شعبيّ يُحتفَل به في إسرائيل مع انتهاء عيد الفصح بين أبناء الجاليات الشرقية، من المغرب حتّى كُردستان. أمّا اليوم، فيُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية بشكل أساسي

مَن في إسرائيل لا يعرف إلى أيّ حدّ تحوّل عيد الميمونة، الذي يُحيي نهاية عيد الفصح، إلى إحدى أهم المناسبات المفرحة والتي تحظى بتغطية إعلاميّة في المجتمَع الإسرائيلي؟!

فالسياسيون ينقضّون في ليلة الميمونة على العشائر المعروفة والمرموقة بين يهود المغرب للتمتّع بألذّ مأكولات العيد الذي يمثّل الخصوبة والبركة، لتناول المُفلطّة مع العسل، والتصوّر مع وجهاء الجالية، آمِلين أن تكتب الصحف عنهم غداة العيد.

يُعتبَر هذا العيد مرتبطًا بذوي الأصول المغربية في إسرائيل بشكل أساسي، كما ذكرنا آنفًا. فقد احتفل يهود المغرب بالميمونة في نهاية عيد الفصح، الذي يُمنَع فيه تناوُل الخبز وأيّ أمرٍ مختمِر، لأنهم آمنوا أنّ أبواب السماء تُفتَح في تلك الليلة، وأنّ الله يستجيب أية صلاة أو دعاء.

يستمرّ الاحتفال بالميمونة ليلةً ويومًا، تُؤكَل فيهما مأكولات مرتبطة بالبركات (مثل العسل، الحليب، الطحين، الحبوب، والحلويات)، يكثُر الفرح، يزور المرء قريبه، ويبارك الواحدُ الآخَر بالكلمتَين “تربحوا وتسعدوا” (ربما: بالرفاه والمساعدة أو ليكن لديكم رفاه وتساعِدوا غيركم). وفق الإيمان الشعبي، الميمونة هي تميمة من أجل الرزق وإيجاد رفيق زواج.

يعود أصل العيد، وفق تقدير الباحثين، إلى القرن الثامن عشر. في جميع أيّام الفصح السبعة، كان اليهود يحرصون على عدم تناوُل الطعام أحدهم في بيت رفيقه، خشية أن يأكلوا خطأً شيئًا مختمرًا، معربين عن حرص زائد على ذلك. لهذا السبب، فور انتهاء العيد، كان أحدهم يستضيف رفيقه، كعلامة على انتهاء مفعول الحظر.

الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)
الزوجان نتنياهو يحتفلان بعيد الميمونة (GPO)

ليس هناك إجماع على مصدر الاسم “ميمونة”. ففي الواقع، ثمة ما لا يقلّ عن أربعة تفسيرات مختلفة:

1. تحريف للكلمة العبرية “إمونة” (إيمان).
2. على اسم الحاخام ميمون بن يوسف، والد الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي وُلد ومات خلال عيد الفصح.
3. من كلمة “ميمون” بالعربية، التي تُشير إلى الحظّ.
4. وجبة مصالحة كانت تُعدّ على شرَف “ميمون ملك ملوك الشياطين”.

عادات العيد

تتميّز ليلة الميمونة بإبقاء باب البيت مفتوحًا (ما دام أفراد الأسرة موجودين وصاحين) لدعوة كلّ مَن يريد الدخول، وليس بالضرورة أفراد العائلة، المعارف، أو المدعوّين مسبقًا فقط. في البلدات التي فيها كثافة كبيرة ليهود المغرب في إسرائيل، تميّزت ليلة الميمونة خلال سنوات بجولة كانت تقوم بها كلّ عائلة على جميع العائلات الأخرى، ما زاد المشاعر الاحتفاليّة، لأنّ تلك الليلة كانت تنتهي غالبًا بإغلاق أبواب البيوت فجرًا.

معظم التضييفات لأفراد الأسرة والضيوف من الحلويات (تعبير عن التمني بأن تكون السنة حلوة). غالبًا ما تكون هذه حلويات ومربى من أنواع مختلفة، تعدّها ربّة البيت خلال عيد الفصح. لذلك، كلّ المركّبات هي من الأمور المحلَّلة في الفصح (التمور، الفول السوداني، اللوز، الجوز، السكّر، وما شابه) دون أي أمر مختمِر (طحين، خميرة، وما شابه).

الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)
الحلويات على مائدة الميمونة (Edi Israel/Flash90)

وتشذّ عن ذلك المُفلِطّة – مُعجَّن أمسى اسمًا مرادفًا للميمونة. يجري تحضير المُفلطة (قطعة خبز تُدهَن بالزبدة وتُغمس بالعسل) قبل دقائق قليلة من تقديمها، من طحين يُشتَرى في ليلة العيد نفسها.

على المائدة، من المعتاد مدّ شرشف أخضر، عليه شرشف أبيض شفّاف. يمثّل الأبيض البداية الجديدة والطهارة، فيما يمثّل الأخضر الازدهار والتبرعُم. توضع أيضًا مأكولات ذات لون أبيض (منتجات حليب) وأخضر (فول وخسّ). فضلًا عن ذلك، من المُعتاد وضع وعاء يحتوي على نعنع، وعاء مع سكّر وفول، ووعاء فيه سمك (رمزًا للوفرة، النجاح، والخصوبة).

إحياء الميمونة في موطنها الأصليّ – المغرب

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب. فبعد أن يفرغ الرجال من الصلاة في المجامع المختلفة في المدن الكبرى في المغرب، كانت النساء تُعددنَ سلّة تحتوي على مأكولات العيد، بينها فطائر البيض واللحم، الخبز الفطير، والسّلطات المختلِفة. وحين يعود الرجال من الصلاة، كانوا يأخذون السلّة ويُقدّمونها هديّة لأحد الجيران أو المعارف المُسلِمين.

اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)
اعتاد يهود إسرائيل المغاربة على الاحتفال بالعيد في موطنهم الأصلي مع جيرانهم العرب في المغرب (Flash90/Gershon Elinson)

دامت علاقات حُسن الجوار بين اليهود والمسلمين أجيالًا عديدة. فقد رحّب المسلمون بجيرانهم اليهود وفق أصول الضيافة الشرقية، ومنحوهم في المقابل سلّة طعام تحوي الحليب، اللبن، الزبدة، الطحين، والخميرة. بفضل الخميرة (التي كان يُمنَع تواجدُها في بيوت اليهود في الفصح)، تمكّن اليهود من تحضير العجين للخبز والكعك في نهاية عيد الفصح.

استُهلّت احتفالات الميمونة باحتفال عجن العجين، الذي شارك فيه جميع أفراد العائلة. كان الخبز الفطير الذي خُبز في البيت أثناء العيد عسر الهضم، لا سيّما للأطفال والشيوخ، ولذلك كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر الخبز عند انتهاء العيد.

استئناف عادة الاحتفال بالميمونة في إسرائيل

تابع يهود شمال إفريقيا، الذين بدؤوا بالتوافُد على إسرائيل منذ الخمسينات، الاحتفال بالميمونة في إسرائيل في إطارٍ عائليّ. عام 1966، جرت المحاولة الأولى لإضفاء طابع العيد الوطنيّ على الميمونة. فقد جرت الاحتفالات، التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية ناشطي فاس (مدينة مغربيّة)، في غابة هرتسل، بمشاركة 300 رجل وامرأة من فاس، جميعهم أقرباء وأصدقاء. إثر نجاح اللقاء، تقرّر إحياء الميمونة في جميع مُدن إسرائيل.

عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)
عيد الميمونة في إسرائيل (Flash90)

مع انتهاء عيد الفصح عام 1968، جرت الاحتفالات في القدس، بمشاركة 5000 شخص، بينهم أبناء جاليات أخرى. وبعد عام، تضاعف عدد المُشارِكين.

اجتازت احتفالات الميمونة في العقود الأخيرة عملية مشابهة لتلك التي اجتازتها الموسيقى الشرقية، إذ خرجت من هامش الحضارة الإسرائيلية إلى التيّار المركزي. روى الممثّل الكوميديّ الشعبيّ، شالوم أسييج، الذي ترعرع في أسرة مغربية، أنه في سنوات طفولته في إسرائيل، كان يحتفل مع أصدقائه بالميمونة سرًّا، كأنهم يرتكبون خطيّة. “خجلتُ من دعوة أصدقاء مقرَّبين إلى بيتي”، روى في إحدى المُقابَلات معه. حسب تعبيره، كان “تغيُّر النظرة إلى المشرقية” هو الذي أدّى إلى إنقاذ الميمونة من (الغيتو المغربي).

ووفق دانيال بن سيمون، الصحفي العريق في صحيفة “هآرتس” والمولود في المغرب، هذا هو “نوع من الاعتذار من الدولة ومحاولة حقيقية لمصالحة المغاربة”.‎ ‎ويضيف: “الميمونة هي ضحيّة نجاحها. فقد نجحت الميمونة إلى حدّ كبير في أن تكون إسرائيلية، بحيث خسرت مغربيتها وأضحت عيدًا وطنيًّا”.
لا يرحّب الجميع بتأميم الميمونة. فقد نشر البروفسور يوسي يونة، المحاضر والباحث في جامعة بن غوريون في النقب ومعهد فان لير في القدس، مقالة نقديّة لاذعة عام 2007 في الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت “ynet”، بعنوان “أغنية المُفلطة”.

في تلك المقالة، يُطرَح الادّعاء أنّ العيد ليس غير داعم لشرعيّة التقاليد المغربية في الحضارة الإسرائيلية وللصورة الإيجابية للقادمين من المغرب فحسب، بل هو مُضرّ بالأمرَين. “إنّ تحوّل الميمونة إلى عيد وطنيّ يدلّ، كما يقول البعض، على أنّ الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة للقادمين من المغرب نحو الاندماج كاملًا في المجتمَع الإسرائيلي والاستيطان في لُبّ الإجماع الحضاري، قد وصلت إلى نهايتها السعيدة… لكن قبل تقديم التهانئ بذلك، دعونا نمعن النظر قليلًا. فهل تحظى الميمونة حقًّا بمكانة محترَمة في الحضارة الإسرائيلية المشترَكة؟ إذا كنّا سنحكم وفق التغطية الإعلامية التي تُكرَّس لها، فإنّ التراث المغربي يتلخّص في النساء اللاتي ترفعنَ أصواتهنّ في الأهازيج وتهتززنَ نحو الضارب على الطبل، فيما يعلو في الخلفيّة دخان الكوانين. إنّ إبراز التعبيرات عن الفرح هذه لا يساهم بالضبط في دمج التراث المغربي ضمن الحضارة الإسرائيلية. على النقيض من ذلك، إنه يشجّع على النظر إليه كأمرٍ أدنى لا معنى له في الوعي العامّ”.

اقرأوا المزيد: 1000 كلمة
عرض أقل
الثقافة الشرقية تُناضل من أجل مكانتها في المُجتمع الإسرائيلي (Facebook)
الثقافة الشرقية تُناضل من أجل مكانتها في المُجتمع الإسرائيلي (Facebook)

الثقافة الشرقية تُناضل من أجل مكانتها في المُجتمع الإسرائيلي

الشرقيون في إسرائيل يناضلون من أجل إدخال الموسيقى والثقافة الشرقية، العربية في المشهد الثقافي الإسرائيلي. وما هو مكان العرب في إسرائيل من كل هذا النضال؟

من يُريد أن يفهم المُجتمع الإسرائيلي أو على الأقل جزءًا من تعقيداته، عليه أن يُلاحظ الفجوة الثقافية بين الذين تعود أُصولهم إلى الدول الشرقية – وبين الذين تعود أُصولهم إلى دول أوروبا (الشكناز).

عام 2015، كان هو العام الذي وصل فيه الصراع طويل السنوات، بخصوص الهيمنة الثقافية وتعريف من هو إسرائيلي، إلى ذروته عندما فاز حزب الليكود (الذي يحظى بتأييد غالبية الشرقيين) بالحكم ثانية. تم تعيين نائبة الكنيست ميري ريغيف (من حزب الليكود)، التي هي بحد ذاتها شخصية مُعقّدة ومن أصول شرقية، كوزيرة للثقافة ووعدت بتنفيذ مهمات كثيرة. والأهم من بينها: زيادة نسبة تمثيل الثقافة الشرقية في وسائل الإعلام الاجتماعية الإسرائيلية.

ميري ريغف في حائط البراق (Hadas ParushFlash90)
ميري ريغف في حائط البراق (Hadas ParushFlash90)

عمومًا، تنعكس الثقافة الشعبية في أي مُجتمع، من بين وسائط عديدة، من خلال المُحتوى الذي يعرضه التلفزيون الخاص بالمُجتمع. في إسرائيل، عندما ننظر إلى التمثيل، من خلال الشخصيات التي تظهر على الشاشة، يمكن أن نلاحظ اختلافا جوهريَّا. تم استبدال الهيمنة المعروفة لشخصية الشكنازيّ الأسطوري، الشمالي، أبيض البشرة، من الكيبوتس أو من شمال تل أبيب، ببرامج كثيرة تحمل شخصية الإسرائيلي الشرقي القادم من أطراف البلاد، أو بشخصية تحمل “صفات شرقية” والتي أصبحت أكثر شيوعًا ومحبوبة ومطلوبة جدًا.

الحكواتي، يوسي الفي (Noam Moskowitz)
الحكواتي، يوسي الفي (Noam Moskowitz)

تشغل الجهود التي تبذلها ميري ريغيف بال الإسرائيليين في هذه الأيام، ويدور الحديث عن الجهود المُتعلقة بإدخال المزيد من الموسيقى الشرقية ضمن برامج أشهر محطة إذاعية إسرائيلية والنضال الذي يخوضه منتجو التلفزيون من أجل تخصيص حيز مُساوٍ بين الثقافة الشرقية والغربية.

ومن جهة، يدّعي مُنتجون شرقيون أن هناك تمييز كبير بقبولهم، بالإجماع، في الثقافة الإسرائيلية العامة، ومن جهة أُخرى، هناك ادعاءات ضدهم تقول إن أعمالهم تبعد سنوات ضوئية عن الثقافة الشرقية الأصيلة وأن ما يُنتجونه لا يتعدى كونه “ثقافة سريعة وتافهة”، لا تحترم تُراثهم.

المطربة الشرقية، مايا بوسكيلا (Facebook)
المطربة الشرقية، مايا بوسكيلا (Facebook)

لا شك أن دعم الثقافة الشرقية هام جدًا لخلق ذلك الاختلاف الاجتماعي وجسر الهوة الاجتماعية في إسرائيل. ولا شك أن هذه حاجة مُلحة من شأنها أن تُحرك عملية لا مثيل لها – استعدادا لاحتواء كل فئات المُجتمع وخلق شعور من المشاركة، الانتماء، الاكتراث والتقدير الذاتي. سيخدم دعم الثقافة الشرقية، وترويجها، ليس فقط المواطنين الشرقيين والشرقيات في الدولة، بل أيضًا غالبية فئة الشكنازيين المُهيمنة بحيث ستحظى بتوسيع تناغم الحوار الاجتماعي – الثقافي الخاص بها.

https://www.youtube.com/watch?v=kFV_K_fMiQI

ومن وجهة نظر شخصية، من خلال مُعطيات نُشرت هذا العام ضمن مُداولات لجنة التربية، الثقافة والرياضة في الكنيست، في موضوع الثقافة العربية وتمثيلها في الحيز الجماهيري اتضح أن الاستثمار في الثقافة العربية يصل إلى نسبة 3% فقط، من ميزانية الثقافة عمومًا. وطالما أننا نتحدث عن المساواة فأعتقد أن الثقافة العربية الغنية جدًا تستحق مكانًا مُحترمًا ضمن فُسيفساء المُجتمع الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 387 كلمة
عرض أقل
الست أم كلثوم (Haaretz)
الست أم كلثوم (Haaretz)

5 أمور لم تعرفوها من قَبل عن كوكب الشرق، الست أم كلثوم

كيف تحوّلت أم كلثوم - امرأة، مُطربة، ابنة عائلة فقيرة - إلى رمز العالم العربي، أيقونة ثقافية لا مثيل لها، وكيف ما زالت تؤثر حتى اليوم على الثقافة العالمية

لا شك بأن أم كلثوم هي ملكة الثقافة المصرية. وليس فقط بالنسبة للمصريين. يعتبرها الملايين حول العالم كرمز ثقافي مصري وعربي عصري، “صوت أمة كاملة”، كما أطلق عليها باحثون أمريكيون.

أطلق عليها عشاقها العديد من الألقاب مثل “كوكب الشرق”، “الست”، و”الهرم الرابع”، العديد من الأهل أسموا بناتهم تيمنًا باسمها، منهم الكاتب نجيب محفوظ وزوجته؛ كان يتم استقبالها، خلال رحلاتها في العالم العربي، في المطارات من قبل رؤساء وملوك، وكان يتم التعامل معها باحترام وكأنها قائدة بكل معنى الكلمة، وشخصيتها، التي كانت بمثابة أيقونة ثقافة، طُبغت على الطوابع الرسمية في الدولة، وعلى البلوزات، الحقائب، الأقراط والكثير من الإكسسوارات.

الست أم كلثوم (Wikipedia)
الست أم كلثوم (Wikipedia)

سمحنا لأنفسنا أن نورد لكم 5 حقائق ملفتة عن تلك المرأة، التي تخطت كل تحديات المُجتمع المصري؛ في تلك الفترة وتحوّلت إلى شخصية محترمة ومُطربة لا مثيل لها:

1. وُلدت أم كلثوم، أو باسمها الحقيقي؛ فاطمة إبراهيم البلتاجي، في قرية طماي الزهايرة؛ في دلتا النيل، في وقت ما بين عاميّ 1898 -1904 (حينها لم يكن يتم تسجيل الولادات بشكل مُنظم). كانت عائلتها فقيرة وكان والدها إمام المسجد المحلي. تم إرسالها، وهي لا تزال طفلة؛ مع أخيها خالد، إلى “الكتّاب”، لتعلم القرآن. ربما لم يتوفر ما يكفي من المال، لدى رب العائلة، لتمويل استكمال تعليم الابنين، وبعد مرور بضع سنوات، أخرج ابنته من المدرسة وترك ابنه ليتابع تعليمه؛ ولكن تلك السنوات كانت كفيلة بأن تحصل أم كلثوم على مهارات لتستثمرها طوال 25 سنة من الحياة المهنية الموسيقية: في الثقافة الموسيقية العربية معروف بأن من يريد أن يُتقن استخدام اللغة ولفظ الكلمات والغناء بأفضل صورة، عليه تعلم القرآن، وتحديدًا “تجويد القرآن”. تقول أم كلثوم في إحدى المقابلات إنها كانت تُقلد والدها وأخيها “مثل الببغاء”، دون أن تفهم معنى الكلمات التي تُقال.

الست أم كلثوم (Wikipedia)
الست أم كلثوم (Wikipedia)

2. اعتاد الوالد، كنوع من زيادة المدخول، هو وابنه وأفراد العائلة أن يقدموا عرضًا في قرى دلتا مصر وتقديم أغانٍ دينية في مناسبات عائلية وفي الأعياد. في واحدة من تلك المناسبات، حين كان يُفترض أن يقدموا عرضًا في بيت عُمدة القرية، مرض شقيق أم كلثوم، وقرر الأب أن يصطحب ابنته للعرض وهي ترتدي زي فتى.

3. لم تكن بداية أم كلثوم في القاهرة بسيطة أبدًا. ربما كانت قد أصبحت معروفة ولكن طريقة تقديمها للعروض وأغانيها لم تكن ملائمة لصناعة الترفيه. كانت القاهرة في العشرينات مدينة عالمية. كان يعرض في ملاهيها الليلة مغنيون ومغنيات وراقصات شرقيات مع مرافقة موسيقية. كانت غالبية الجمهور من الرجال، الذين كانوا معتادين على شرب الكحول والاستمتاع بتدخين الحشيش، وكثيرًا ما كانوا يتغزلون بالفنانات اللواتي يقدّمن العروض وحتى أنهم كانوا يضايقونهن. كانت أم كلثوم في البداية تعرض في تلك الملاهي وهي تلبس زي الفتيان، بينما تعتمر كوفية وعقال، ويرافقها رجال العائلة. وفي وقت لاحق أيضًا، عندما تخلت عن ارتداء زي الفتيان، ظهرت بلباس تقليدي ومتواضع، مع غطاء رأس، وقدّمت الأغاني الدينية القديمة وأغانٍ في حب النبي. لم تتجاهل الانتقادات قدراتها الصوتية وموهبتها، ولكن منتقديها كانوا يقولون إنها لم تجلب شيئًا جديدًا ولا توجد فيها روح فنية.

4. بدأ يأتي التغيير على مهل. استجابت أم كلثوم، على الرغم من موقف أفراد عائلتها، للجمهور المصري الذي كان يبحث عن التجديد وعن المشاعر الرومانسية. بدأت شيئًا فشيئًا بتغيير أسلوب أغانيها، وانتقلت من القصائد الدينية وأغاني حب النبي لأداء أغانٍ أخف، أغاني حب مكتوبة باللغة العامية العربية وليست باللغة الفصحى. كذلك حسّن دخولها، شيئًا فشيئًا، إلى مجتمع النخبة من مسارها وكذلك أدى ذلك إلى تغيير في نمط زيها. نزعت عن رأسها غطاء الرأس التقليدي، بدلت ملابسها الريفية بفساتين سهرة، على الطراز الأوروبي، وبالنهاية أقالت والدها وأخيها وبقية الرجال المرافقين لها واستأجرت مجموعة من العازفين لمرافقتها. هكذا جعلت نفسها مُطربة تناضل من أجل ضمان مكان لها في عالم الترفيه التجاري المحلي وراحت تطمح للمزيد من الشهرة.

https://www.youtube.com/watch?v=YzbfP1T0wgQ

5. ليس من العجيب أيضًا خشية جمال عبد الناصر، عند اندلاع ثورة الضباط الأحرار؛ عام 1952، وقرار الضابط الذي كان مسؤولاً عن البث الإذاعي، وجيه أباظة، عدم إذاعة أغاني أم كلثوم، بأن يثور الشعب ضد قادة الثورة. عندما علم جمال بقرار أباظة أسرع بالاتصال به وسؤاله عن سبب اتخاذه لذلك القرار. “لأنها جزء من الماضي”، أي للحقبة الملكية التي كانت قبل الثورة، قال ذلك الضابط. غضب الناصر وقال له: “إذًا، أنا أقترح أن تهدم الأهرامات وتمنع النيل من التدفق، لأنه كان أيضًا يتدفق في العهد الملكي”. طلب ناصر وأصر أيضًا على أن تعمل أم كلثوم مع عبد الوهاب، الغريمان، بأعمال مُشتركة. فشل الناصر، وفقًا لكلام نجيب محفوظ، بتوحيد الأمة العربية ولهذا أراد أن يجمعها من خلال حب عملاقي الموسيقى هذين. كانت نتيجة ذلك الأغنية المعروفة “انت عمري” عام 1964 ومن ثم جاءت 9 أغانٍ أنتجها الخصمان معًا. كانت هناك انتقادات أيضًا ضد أم كلثوم وضد ظاهرة الإعجاب بها. هناك من انتقدوها بسبب علاقتها بالنخبة، وآخرون على طباعها الخشنة، وهناك من انتقدوا امتلاء الصحافة المصرية بالحديث عن عروضها وعنها، من أغانيها ومن خزانة ملابسها. سئم الكثيرون من أبناء الجيل الشاب، في نهاية حياتها المهنية، على الرغم من تقديرهم الكبير لصوتها وقدرتها الموسيقية، من أغانيها الطويلة واشتكوا من أنها تسيطر على ساعات البث في الراديو وتمنع فنانين آخرين من نيل الشهرة. ترك موت أم كلثوم في عام 1975 صدمة للمصريين والعالم العربي. يُقدّر عدد المُشاركين بجنازتها من مليوني حتى أربعة ملايين شخص. يعتقد الكثيرون، على أي حال، أن جنازتها كانت أكبر من جنازة عبد الناصر. من غير المؤكد أن الأمر كان كذلك إلا أنه تلك هي طريقة الجماهير لتقول أن أم كلثوم حظيت بشعبية أكبر من شعبية القائد الوطني، بحيث حققت آمالهم.

اقرأوا المزيد: 833 كلمة
عرض أقل