“لا نستوعب كيف عاد الإسرائيليون إلى سيناء”

إسرائيليون يتجولون في سيناء (Johanna Geron/FLASH90)
إسرائيليون يتجولون في سيناء (Johanna Geron/FLASH90)

قتل عام 2004 في التفجيرات التي ضربت شبه جزيرة سيناء 12 إسرائيليا.. وعائلات الضحايا تناشد الإسرائيليين بألا يسافروا إلى شبه الجزيرة

10 أكتوبر 2018 | 15:30

ناشدت عائلات إسرائيلية ثكلت أبناءها وبناتها في التفجيرات التي ضربت شبه جزيرة سيناء عام 2004، الشبان والشابات الإسرائيليين الذين يسافرون إلى شبه الجزيرة بأعداد متزايدة، مراجعة حساباتهم وعدم الاستهتار بالإنذارات التي تصدرها هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية.

وعلى رأس هذه العائلات، عائلة الشابة عينات ناؤور وعائلة الشاب روعي آفيساف الذين قتلا في التفجير الذي ضرب منطقة رأس الشيطان، مذكرين الإسرائيليين بالانفجارين الذين حدثا في السابع من شهر أكتوبر في طابا وفي نويبع عام 2004، وراح ضحيتهما 34 شخصا، منهم 12 إسرائيليا.

وتحدثت العائلات الثكالى إلى الإعلام الإسرائيلي عن آلام الفقدان وأن مرور الزمن لا يخفف الحزن وإنما يغيّر شكله، فبدل البكاء تأتي الآلام. وقد قامت العائلات بتخليد ذكرى أبنائهم وبناتهم هذا الأسبوع، في حين سافر إلى سيناء خلال شهر يوليو وأغسطس نحو 270 ألف إسرائيلي، عدا عن الذين دخلوا شبه الجزيرة خلال فترة الأعياد اليهودية التي حلّت شهر سبتمبر.

وقال أهل الضحايا إنهم يتعجبون من عودة الإسرائيليين إلى سيناء رغم الاعتداء الإرهابي الذي وقع هناك ورغم المخاطر التي تتحدث عنها الجهات الأمنية. “إما أن تكون حساباتهم مغلوطة أو أنهم يقولون لأنفسهم “لن يحصل لي شيء”” قالت أم إحدى الضحايا. “كل شخص مسؤول عن قراراته. ابني استهتر يومها بالتحذيرات وقال إن سيناء آمنة ولن يحدث فيها مكروه وللأسف حصل ما حصل وقتل” قال أب ثكل ابنه للإعلام الإسرائيلي.

وناشدت العائلات الإسرائيليين باختيار وجهة سياحية ثانية غير سيناء، قائلين إن السلطات المصرية لا تسمح لأحد بأن يدخل لتقديم المساعدة في حال وقوع اعتداء إرهابي ويفضلون أن يقوموا بالعمل لوحدهم لكن للأسف “إنهم لا يحترمون حياة البشر” قالت أم ثكلت بنتها في الاعتداء القاسي.

اقرأوا المزيد: 246 كلمة
عرض أقل
عتاليا يسرائيلي نافو (Facebook)
عتاليا يسرائيلي نافو (Facebook)

إسرائيلية يحظر عليها الدخول إلى سيناء لأنها متحوّلة جنسيا

بعد تأخير مستمر في الحدود، أخبرت السلطات المصرية شابة إسرائيلية أنه يحظر عليها الدخول إلى مصر لأن الصورة في جواز السفر لا تلائم تعابير وجهها

أرادت عتاليا يسرائيلي نافو، وهي شابة إسرائيلية، زيارة شواطئ سيناء مع صديقاتها، ولكنها اضطرت إلى العودة إلى إسرائيل بعد تأخيرها في المعبر، لأنها متحوّلة جنسيا. وصلت عتاليا، ابنة 27 عاما، في ساعات الصباح الباكرة مع صديقتين إلى معبر طابا. بعد أن اجتازت الفتيات الحدود الإسرائيلية، وصلن إلى الحدود المصرية، ومكثن ثلاث ساعات فيها لأن في جواز سفر عتاليا كُتب أن الجنس “ذكر”.

“لاحظت أن جواز سفري فحصه 12 ضابطا”، قالت عتاليا لموقع ynet. في النهاية، بعد انتظار طويل، ناد أحد الموظفين على عتاليا وقال لها مستعينا بسائح فلسطيني يتحدث العبرية لترجمة أقواله إنه يحظر عليها الدخول إلى مصر لسببين: الأول أن الصورة في الجواز لا تلائم تعابير وجهها، والثاني أن هناك مشكلة في بند الجنس. “أوضح الموظف أنه يجب الإشارة إلى أنها أنثى في بند الجنس”، قالت عتاليا.

“حاولت أن أوضح له مستعينة بالسائح الذي ترجم المحادثة وقلت له بالعربية أيضا إن هذا هو جنسي، وليس هناك أي سبب لئلا يكون جواز السفر ساري المفعول”، قالت عتاليا. “عرضت على الموظف رخصة القيادة التي فيها التفاصيل شبيهة تماما. فأعرب أن جواز السفر قد يكون ساري المفعول في إسرائيل ولكن لا يسري مفعوله في مصر لهذا يحظر عليها الدخول إلى مصر. طلب مني الموظف تغيير صورتي في جواز السفر، وكتابة ‘أنثى’ في بند الجنس.”

اضطرت الصديقات الثلاث العودة إلى إسرائيل، ولكنهن لم يحصلن على إعادة ضريبة المعبر التي وصلت إلى 300 شاقل كن قد دفعنها لسلطة الضرائب الإسرائيلية رغم أنهن لم يدخلن إلى مصر. قالت إيراه كونتوروفسكي، صديقة عتاليا، إن “هذه الحادثة المؤسفة والمؤلمة تشير إلى كيف تلحق الإشارة إلى الجنس في جواز السفر ضررا بحرية التنقل للمتحولين جنسيا، وتكشف عن أنواع مختلفة من العنف، وفي هذه الحال ارتُكب عنف ممأسس”.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل

إسرائيليون كثيرون يزورون سيناء

إسرائيليون في سيناء (FLASH 90)
إسرائيليون في سيناء (FLASH 90)

قبيل عيد الأضحى المبارك، بدأ إسرائيليون كثيرون، عربا ويهودا، بزيارة سيناء، إضافة إلى هذا أدت العطلة الصيفية إلى ضغط استثنائي في معبر طابا، لهذا أصبحت تناشد السلطات المسافرين التحلي بالصبر

19 أغسطس 2018 | 13:56

رغم الحرب المستمرة بين خلايا داعش الإرهابية والجيش المصري، والتوصيات الإسرائيلية بعدم السفر إلى سيناء، يبدو أن لا شيء ينجح في التصدي للسيّاح الذين يجتازون الحدود في هذه الأيام.

فقبيل عيد الأضحى أصبح الكثير من السياح الإسرائيليون يفضل صرف الأموال مقابل عطلة في أحد الفنادق الرائعة في سيناء بدلا من تحضير وجبات العيد. مقارنة بإسرائيل الأسعار في سيناء منخفضة جدا، وهي تعتبر قريبة، شواطئها رائعة، ويتحدث سكانها العربية.

قبل العيد، بدأ يفكر الإسرائيليون بسيناء كوجهة السفر المفضلة. هناك تأثير إيجابي للأجواء الهادئة فيها على الإسرائيليين المتوترين. يتوقع أن يسافر المزيد من الإسرائيليين إلى سيناء وذلك قبيل رأس السنة والأعياد اليهودية في الشهر القادم.  المصريون هم الرابحون الرئيسيون، لأنهم يربحون الأموال من السياح الأسخياء. ولكن تتجنب إسرائيل التحدث بشكل بارز عن التحذيرات من الأعمال الإرهابية من جهة داعش، وبهذا تشجع السياحة في سيناء، التي تصب في مصلحة المصريين. بالمقابل، تخسر الفنادق وأماكن الاستضافة الإسرائيلية، لا سيما الفنادق في  إيلات، لأنها غير قادرة على منافسة الأسعار الزهيدة في سيناء.

 

اقرأوا المزيد: 155 كلمة
عرض أقل
سياح أردنيون في معبر ألنبي (Flash90/Kobi Gideon)
سياح أردنيون في معبر ألنبي (Flash90/Kobi Gideon)

لماذا يدخل المزيد والمزيد من الأردنيين إلى إسرائيل؟

ازدادت حركة السياح في المعابر الحدودية بين إسرائيل ومصر والأردن بشكل كبير في هذا العام. فدخل أكثر من نصف مليون أردنى إلى إسرائيل للعمل في مدينة إيلات

في عام 2017، شوهد ارتفاع نسبته %21 في حركة المسافرين في المعابر الحدودية الإسرائيلية البرية، إذ مر عبرها نحو 4.5 مليون مسافر. حدثت هذه الزيادة بشكل أساسي بسبب السياح الأردنيين الذين قدموا إلى إسرائيل.

وشهدت المعابر الحدودية “أللنبي”، “رابين”، و “طابا” زيادة كبيرة في حركة المسافرين لا سيّما المجموعات السياحية التي تدخل من عمان إلى المواقع السياحية والمقدسة في إسرائيل، وخاصة إلى القدس الشرقية.

وشهد معبر “رابين” الحدودي بين إسرائيل والأردن زيادة كبيرة نسبتها %40 في حركة المسافرين هذا العام إذ مر عبره 787.000 مسافر. ازدادت حركة المارة في المعبر هذا العام بنسبة %70 مقارنة بالعام الماضي.

وتنتقل المجموعات السياحية عبر معبرَي “أللنبي” و “رابين” من عمان إلى إسرائيل، وسجلت مجموعات سياحية من الشرق الأقصى النسبة الأكبر لهؤلاء القادمين – معظمها من الصين، الهند، ماليزيا، وإندونيسيا – إذ يزور السياح المواقع السياحية الأكثر طلبا في إسرائيل.

وشهد المعبر الحدودي “رابين” أيضا زيادة كبيرة في حركة العمال الأردنيين الذين يمرون عبر المعبر، إذ مر عبره 540.000 عامل أردني هذا العام للعمل في مدينة إيلات الجنوبية الاستجمامية. يجري الحديث عن زيادة نسبتها %42.

معبر طابا الحدودي (Flash90)

واجتاز معبر “أللنبي” الحدودي 2.5 مليون مسافر في عام 2017، ويشكل هذا العدد زيادة قدرها %17 في حركة السياح والفلسطينيين الذين يعبرون الحدود الشرقية لدولة إسرائيل. يعد معبر “أللنبي” أحد المعابر الحدودية البرية الخمسة بين إسرائيل والدول الجارة، شرقا وجنوبا، وهو المعبر الجنوبي القريب من نهر الأردن، ويقع على بعد نحو خمسة كيلومترات شرق مدينة أريحا على بعد زهاء 54 دقيقة سفر بالسيارة من العاصمة الأردنية، عمان.

هذا المعبر هو الطريق الأقصر بين مدن المركز في إسرائيل وعمان. يُستخدم المعبر للعبور بين إسرائيل والأردن، وبين السلطة الفلسطينية والأردن، ولنقل البضائع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبين الأردن، ويسافر عبره الفلسطينيون والسياح.

كما وسجل المعبر الحدودي “طابا” زيادة نسبتها %26 في حركة المسافرين، وقد مر عبره 720.000 مسافر في عام 2017. وتُعزى الزيادة الكبيرة في الحركة إلى زيارة العديد من الإسرائيليين إلى سيناء، فضلا عن المجموعات السياحية التي تنتقل من أوروبا الشرقية إلى إسرائيل، والمجموعات الهندية التي تصل إلى إسرائيل كجزء من السياحة الإقليمية.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل
سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)
سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)

المعركة لإبقاء سيناء جنة عدن

في ظل معارك بين داعش والقوى الأمنية المصرية وبين التفجيرات التي تنتهي بحالات قتل مروّعة، يحاول البدو في سيناء إعمار السياحة في سيناء لتحظى بإعجاب السائح الإسرائيلي

يتصدر شبه جزيرة سيناء العناوين مجددا: يدير الجيش المصري حرب ضارية ضد ولاية سيناء التابعة لداعش، أطلق مسلحو التنظيم الإرهابي الداعشي النار على ثكنة عسكرية خارج دير سانت كاترين مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين، ويدور نزاع سيطرة بين قبائل كبيرة في سيناء وبين النظام المصري من جهة، ومن جهة أخرى ضد داعش، وأكثر من ذلك يرفرف خطر تضرر السياحة الضرورية ليظل شبه جزيرة سيناء، المنطقة الأجمل في العالم.

المرشد والصحفي الإسرائيلي، تسور شيزاف
المرشد والصحفي الإسرائيلي، تسور شيزاف

بعد الحادثة الأخيرة في دير سانت كاترين في سيناء، وبعد أن أغلقت إسرائيل معبر طابا في خطوة غير مسبوقة وحظرت سفر الإسرائيليين إلى سيناء أثناء عيد الفصح الأخير (نيسان 2017)، اجتاز المرشد، تسور شيزاف والصحفي الإسرائيلي، الحدود إلى مصر. الهدف: إجراء جولة مع رؤوساء القبائل البدو لمعرفة إذا كان شبه جزيرة سيناء، الذي يتجول فيه منذ 40 عاما، يشكل خطرا حقيقيا. الصورة التي حصل عليها شيزاف مركّبة ومليئة بالأمل حيث أن الصحراء وشواطئ سيناء الزرقاء ستحافظ عليها لتكون جنة عدن إلى الأبد.

في حديث لنا مع شيزاف حاولنا معرفة ماذا لا يعرفه الإسرائيليون عن سيناء، ماذا لا يعرفه المصريون عنها، وهل هناك احتمال أن يسود في سيناء ثانية الهدوء والمشهد المميز في الشرق الأوسط المستعر؟

محبة سيناء من النظرة الأولى

سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)
سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)

“بدأت أحب سيناء قبل سنوات كثيرة. كسائر الجنود الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، فقد أنهيت خدمتي فيه في سن 21 عاما، وأصبحت مرشد رحلات عن طريق الخطأ. لقد اقترح علي صديق قريب أن أكون مرشد رحلات في سيناء ووافقت طبعا. وصلت إلى سيناء في بداية الثمانينيات، حيث كانت فترة حساسة جدا من ناحية علاقتي بشبه الجزيرة ومحبتي لها. تميزت تلك الفترة بقضاء الوقت، حيث وصل شبان وشابات إسرائيليّون إلى شبه الجزيرة للتمتع وكان بحوزتهم القليل من الملابس. كانت سيناء في الثمانينيات، بالنسبة للإسرائيليين مكانا شهوانيا وممتعا وكان يُفرض فيها القليل من القوانين والحدود. أعتقد أن سيناء هي المكان الأجمل في العالم”، قال لنا شيزاف بينما يتذكر الماضي والذكريات في شبه الجزيرة.

يقول شيزاف إنه في الفترة القصيرة التي سيطرت فيها إسرائيل على سيناء، لمدة 15 عاما فقط، لا سيّما منطقة شرق سيناء، نجح المرشدون في المنطقة في التعرّف إلى المناطق النائية في الجزيرة التي لم يهتم بها البدو المحليون. رُوَيدًا رُوَيدًا، بدأ المرشدون الإسرائيليون الشبان يتعرفون إلى القبائل البدوية التي كانت تتنقل في الجزيرة وبدأت تزدهر السياحة المحلية، التي جذبت اهتمام الإسرائيليين.

الإسرائيليون ما زالوا يزورون سيناء

معبر طابا البري (Flash90)
معبر طابا البري (Flash90)

يتضح أن هناك إسرائيليين ما زالوا مدمنين على جمال سيناء وهم ينقسمون إلى مجموعتَين: مجموعة تتألف من الإسرائيليين القدماء الذين عرفوا شواطئ الجزيرة وصحراءها في الثمانينيات، وما زالوا يصرون على زيارتها مرة في السنة على الأقل. تتضمن هذه المجموعة عرب إسرائيل الذين يفضّلون زيارة المنطقة الجنوبية من الجزيرة القريبة من شواطئ شرم الشيخ لقضاء الوقت مع العائلات في فنادق فاخرة.

أما المجموعة الثانية فتتألف من الإسرائيليين الشبان الذين يفضلون قضاء الوقت في شواطئ تقع شمال الجزيرة بين طابا ونويبع باتجاه مدينة دهب. يحب السكان الذين يرغبون في قضاء الوقت في هذه الشواطئ ركوب الجمال والتنقل في الصحراء أيضا.

أدى قرار إسرائيل غير المسبوق لإغلاق معبر طابا في شهر نيسان الماضي أمام المستجمين الإسرائيليين إلى كارثة سياحية في سيناء. ففي زيارة شيزاف الأخيرة إلى سيناء تحدث مع رؤوساء القبائل البدو الذين يعتاشون من استضافة السياح. وجه معظمهم انتقادات لاذعة ضد قرار إسرائيل لإغلاق المعبر الحدودي لأنه منح شرعية من وجهة نظرهم لتعزيز مكانة ولاية سيناء في شبه الجزيرة. ادعى رؤوساء القبائل أمام شيزاف أن مقاتلي ولاية سيناء قد نشروا في مواقع التواصل الاجتماعي أفلام فيديو وإعلانات أوضحوا فيها أنهم نجحوا في إلحاق ضرر بالبدو في جنوب سيناء من خلال حظر وصول السياح الإسرائيليين إلى شواطئ سيناء ومن ثم إلحاق ضرر بمصدر رزق البدو في جنوب الجزيرة.

ولاية سيناء والبدو في سيناء

https://www.youtube.com/watch?v=0Pg70JzFFiI

تطمح داعش إلى أن تصبح جزيرة سيناء جزءا من “الخلافة” لذلك تعمل على بسط سيطرتها عليها وإثبات أنها قادرة على تطبيق قوانين الإسلام في أرض الواقع. حتى الآن، عملت “ولاية سيناء” على المستوى العسكري بشكل أساسيّ. نجح التنظيم في إقامة منظومة عسكريّة منتظمة تعمل ضد القوى الأمنية المصرية وضد الجهود التي تبذلها ضده.

رغم ذلك، يعرض رؤوساء “ولاية سيناء” ونشطاء الإعلام الذين يعملون في شبكات التواصل الاجتماعي على نشر حملة ولاية سيناء الدعائية، صورة توضح أن التنظيم يسيطر على المنطقة وقادر على فرض سياسته على السكان وتطبيق نظام حكم إسلامي وفق رؤيته الدينية.

تعمل عناصر تسمى “الحسبة” لدى ولاية سيناء وهي مسؤولة عن تشجيع العمل وفق أوامر الشريعة، ومعاقبة المخالفين. أعلن رئيس الحملة الإعلامية التابع لـ “ولاية سيناء” في مقابلة معه أن عناصر الحركة تعمل يوميا على التربية والحث على العمل وفق وصايا الإسلام وتجنب عادات مرفوضة، مثل التدخين، أو التهريب وحتى أنها تفرض وصاياها على السكان البدو المحليين في الجزيرة، الذين سئموا مؤخرا فرض تطبيق قوانين الشريعة المبالغ به.

إحدى المشاكِل الأساسية التي تشكل صعوبة لدى الجيش المصري في حربه ضد نشاط داعش في سيناء هي غياب المعلومات الاستخبارية الدقيقة وعدم معرفة موقع جنود ولاية سيناء في اللحظات الحقيقية. لكن يبدو أن المشكلة تم حلها إثر تورط فرع داعش في سيناء مع قبيلة الترابين البدوية وهي القبيلة الأكبر في سيناء.

دير سانت كاترين في سيناء (AFP)
دير سانت كاترين في سيناء (AFP)

تشير التقارير في وسائل الإعلام المصرية إلى أن نشطاء داعش اختطفوا في الأسابيع الماضية عددا من السكان البدو في شمال سيناء وقتلوهم. إضافة إلى ذلك، نفذوا عمليات انتحارية باستخدام سيارات مفخخة بالقرب من مجمعات بدوية في جنوب رفح، أسفرت عن مقتل بدويين وجرح ثلاثة آخرين.

دارت خلافات بين تنظيم داعش وقبيلة الترابين، من بين أسباب أخرى، بسبب خلاف في الرأي حول نشاطات التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، إلا أن هناك غضبا أيضا في أوساط قبيلة الفواخرية ضد التنظيم لأنه اختطف رئيس القبيلة، الشيخ حمدي جودة.‎ ‎غيّرت القبائل البدوية، التي رفضت في السنوات الثلاث الماضية التعاون مع الجيش المصري ضد داعش في شمال سيناء، رأيها بعد أن طفح الكيل بسبب مضايقات داعش لها.

هل تتعاون إسرائيل مع البدو في شمال سيناء ضد داعش؟

“أعتقد أن إسرائيل تتعاون حقا على الأقل على المستوى الاستخباراتي وتساعد القوى الأمنية المصرية في حربها ضد فرع داعش في سيناء”، يقول شيزاف.

في بداية أيار 2017، قالت وكالة الأنباء “أعماق” التابعة لداعش إنه تم التصدي لهجوم شنه مسلحون من قبيلة الترابين في شمال سيناء ضد ثكنات لفرع داعش في سيناء، حيث حصل خلاله مسلحو قبيلة الترابين على مساعدة جوية إسرائيلية.

البدو: يسيطرون على سيناء

البدو هم أسياد سيناء على أرض الواقع (AFP)
البدو هم أسياد سيناء على أرض الواقع (AFP)

البدو هم المسيطرون على سيناء حتى وإن كانت مصر الدولة السيادية. لدى البدو قانون العرافة – وهو قانون معروف ومتبع. هذا القانون ليس مكتوبا في أي مكان، ولكنه يعتبر قانون ملزم ويهيمن على قوانين الدولة، ويعرف كل بدوي أنه في حال خرقه، تكون عقوباته مختلفة، بدءا من الإبعاد والمقاطعة وحتى السماح بقتل المخالف للقانون. ليس في وسع مَن يخرق قانون العرافة أن يبقى جزءا من القبيلة وعلى قيد الحياة.

يتم التعامل بين الأفراد على مستوى العائلات في سيناء. تسود علاقات متشعبة على المستوى العائلي والقبلي بين الأفراد، وهناك تحالف قبلي واتفاقات أخرى تعمل بموجبها الشبكة القبلية في شبه الجزيرة. لا يمكن السيطرة على أية منطقة في الشرق الأوسط دون التحالف مع البدو. يبدو أن نظام الحكم في مصر فهم هذه النقطة في وقت متأخر نسبيًّا وبدأ مؤخرا فقط بدعم البدو في سيناء. “في سيناء، لم تقع المنطقة الجنوبية تحت سيطرة داعش، ويبدو أنه في الآونة الأخيرة قرر البدو في الشمال، أنه بهدف أن يكونوا أحرار في أنحاء الصحراء يُستحسن أن يتعاونوا مع الجيش المصري”، وفق أقوال شيزاف.

هل يمكن أن نجمل ونقول إن سيناء تشكل خطرا؟

الجيش المصري يحاول جاهداً السيطرة على سيناء واستقرارها (AFP)
الجيش المصري يحاول جاهداً السيطرة على سيناء واستقرارها (AFP)

“الأخبار الجيدة حاليًّا أن داعش تفقد سيطرتها على المناطق في هذه الأثناء وهذا يضعف تحالفها مع جزء من البدو في شمال سيناء. أعتقد أن سيناء لا تشكل خطرا. لا تشكل المنطقة جنوب درب الحج خطرا وهي آمنة. تكمن المصلحة الإسرائيلية الكبرى في الاعتناء بالسياحة في سيناء لمنع البدو من إقامة مصالح متبادلة مع المقاتلين المناصرين لولاية سيناء. هذا ما كنت سأقترحه على الحكومة الإسرائيلية لو دُعيت للمشاركة في جلسة للجان الخارجية والأمن التابعة للكنيست. هذه هي الطريق الأفضل للحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية، وفق اعتقادي”.

اقرأوا المزيد: 1214 كلمة
عرض أقل
إسرائيليون في سيناء (Johanna Geron/FLASH90)
إسرائيليون في سيناء (Johanna Geron/FLASH90)

طريق الإسرائيليين إلى سيناء مفتوح من جديد

إسرائيل تقرر فتح معبر طابا بعد إغلاقه لما يزيد على أسبوعين.. ومع ذلك، ما زال الإنذار من احتمال وقوع عملية خطيرة ضد الإسرائيليين قائمًا

21 أبريل 2017 | 15:58

نشرت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية اليوم الجمعة، أنها قررت السماح للمواطنين الإسرائيليين، الخروج من إسرائيل إلى سيناء، عبر معبر طابا. وأضافت المستوى السياسي في إسرائيل صادق على القرار.

وشددت الهيئة في بيانها على أن الخطر الماثل للإسرائيليين في سيناء ما زال قائما ومحددا وفوريا، ناصحة الإسرائيليين بعدم زيارة شبه الجزيرة في الفترة القريبة. كما وناشدت الهيئة السياح الإسرائيليين في سيناء العودة إلى إسرائيل.

وكانت إسرائيل قد اتخذت قرارا غير مسبوق بغلق معبر رفح لأول مرة منذ عقد توقيع السلام مع مصر، ومنعت وصول آلاف الإسرائيليين لشبه الجزيرة خلال عطلة عيد الفصح. وأثار القرار غضب إسرائيليين قالوا إن الدولة لا يمكنها أن تمنعهم من الخروج منها، مشيرين إلى أن سيناء هادئة وأن الإنذارات صارت أوتوماتكية تتزامن مع حلول عيد الفصح.

وقد لجأ بعض الإسرائيليين إلى المحكمة العليا مطالبين أن تجبر المحكمة الدولة على فتح المعبر لأن قرار غلقه تعد انتهاكا لحقوق إنسانية أساسية، منها الحق بالانتقال من مكان إلى آخر.

اقرأوا المزيد: 146 كلمة
عرض أقل
الرئيس الإسرائيلي ريفلين والرئيس المصري السيسي
الرئيس الإسرائيلي ريفلين والرئيس المصري السيسي

إسرائيل تطلب مساعدة السيسي في التخفيف عن عقوبة مواطن إسرائيلي

الرئيس الإسرائيلي، ريفلين، يطلب من الرئيس المصري التخفيف عن عقوبة المواطن معاذ زحالقة، حكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بمحاولة تهريب أسلحة إلى شرم الشيخ

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم صباحا خبرا جاء فيه أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بعث برسالة إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، طلب فيها التخفيف عن عقوبة مواطن إسرائيلي مسجون في قسم العزل في مصر.

معاذ زحالقة هو مواطِن عربي إسرائيلي اعتُقل قبل خمس سنوات ونصف بتهمة محاولة تهريب أسلحة إلى شرم الشيخ. وفق لائحة الاتهام التي قدمتها ضده النيابة العامة في مصر في كانون الأول 2011، فهو متهم بمحاولة تهريب أسلحة عبر معبر طابا.

في فحص روتيني في جهاز الكشف عن الحقائب في المعبر الحدودي المصري، اتضح أن زحالقة نقل صندوقا خشبيا، تضمن هيكلا خشبيا على شكل صليب كان يحتوي على أسلحة نارية وذخيرة.

نائب الكنيست جمال زحالقة (Flash90/Tomer Neuberg)
نائب الكنيست جمال زحالقة (Flash90/Tomer Neuberg)

ادعى زحالقة في التحقيق معه أنه طُلِب منه نقل الصندوق الخشبي إلى مُرشد سياحي أوكراني في شرم الشيخ، ولم يعرف ما الذي كان مخبئا في الصليب الكبير.

حُكِم على زحالقة ومرشد الرحلات الأوكرانيّ بالسجن المؤبد.

وفق ما ورد في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد وصف ريفلين في رسالته إلى السيسي أن حالة زحالقة النفسية آخذة بالتدهور. תطلب الرئيس ريفلين من السيسي بتخفيف عقوبة زحالقة وتقليل مدتها.

زحالقة (38 عاما)، أعزب من قرية كفر قرع، وقريب عائلة عضو الكنيست، جمال زحالقة. يقضي محكوميته في يومنا هذا كسجين بالعزل في غرفة لوحده مثلما كان مسجونا عزام عزام وعودة ترابين.

في الأشهر الأربعة الماضية لم يزر السفير الإسرائيلي في مصر زحالقة بسبب التهديدات الأمنية وإغلاق السفارة الإسرائيلية، في القاهرة مؤقتا.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
الجيش المصري ينتشر في سيناء (AFP)
الجيش المصري ينتشر في سيناء (AFP)

خوفًا من إسقاط الطائرات الإسرائيلية، الجيش المصري ينتشر في سيناء

الجيش المصري يرسل كتيبة خاصّة لمنطقة طابا، حيث نفّذت هناك تنظيمات الجهاد - وعلى رأسها تنظيم أنصار بيت المقدس - سلسلة من العمليات الإرهابية ضدّ قوات الأمن المصرية وأطلقت قذائف باتجاه إسرائيل

11 يونيو 2014 | 20:04

نشر الجيش المصري مؤخرًا في الجانب المصري من منطقة طابا، قوة عسكرية كبيرة من الجيش الثالث، وذلك من أجل منع الهجمات على إسرائيل بواسطة صواريخ مضادّة للطائرات أو قذائف. وتقدّر مصادر مصرية أنّ عدد القوات مماثل لحجم كتيبة. لقد تمّت الخطوة بالتنسيق مع إسرائيل.

وستتركّز أعمال الكتيبة ضدّ تنظيم أنصار بيت المقدس. فقد أطلق التنظيم القذائف باتجاه إيلات وجنوب إسرائيل، ونفّذ عمليات إرهابية في أنحاء شبه الجزيرة. بل وقام بالتخطيط والتجهيز لتنفيذ عمليات إرهابية من إطلاق القذائف باتجاه الطائرات في مطار إيلات.

لا تُنفّذ هذه العمليات الإرهابية ضدّ الإسرائيليين والقوى الأمنية فحسب؛ فقبل أربعة أشهر تم تفجير حافلة وفيها عشرات السائحين الكوريين بالقرب من فندق هيلتون طابا، على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية. قُتل في العملية عدد من السائحين، وجُرح الكثيرون غيرهم.

ويخشى الجانب المصري من أن تحاول عناصر الجهاد العالمي في شبه جزيرة سيناء المنتمية إلى القاعدة، إسقاط طائرات مدنية إسرائيلية تطير قرب الحدود مع مصر في طريقها إلى إيلات. فقبل نحو خمسة أشهر أسقط رجال تنظيم أنصار بيت المقدس مروحيّة مصرية وقتلوا ركّابها الخمسة، وهم من ضبّاط الجيش المصري. ولدى التحقيق في حثيثات الحادثة، اتّضح أنّ التنظيم الجهادي قد استخدم، كما يبدو، صواريخ من نوع SA-7 والتي تمّ تهريبها من ليبيا.

ومنذ تلك الحادثة تزايدت المخاوف من الجانب الإسرائيلي، والمصري بل والأردني، من أن تحاول تلك التنظيمات إسقاط طائرة ركاب إسرائيلية، أردنية أو مصرية، والتي تطير في نطاق هذه الصواريخ. ومن هنا جاء قرار نقل كتيبة من الجنود قرب الحدود مع إسرائيل، بالقرب من إيلات، وذلك محاولة لمنع حوادث مماثلة.

اقرأوا المزيد: 239 كلمة
عرض أقل
فندق بريشيت في متسبيه رامون (Liron Almog/FLASH90)
فندق بريشيت في متسبيه رامون (Liron Almog/FLASH90)

خمسة فنادق فاخرة في إسرائيل

كيف يدلّل أثرياء إسرائيل المعنيّون بالاستجمام في الأراضي المقدّسة أنفسَهم؟

تُعرف فترة الفصح في إسرائيل بأنّها “فترة الإجازات”. فالكثير من أماكن العمل (بما فيها أماكن العمل الحكوميّة) لا يعمل لمدّة أسبوع على الأقل، فيستغلّ الشعب الإسرائيلي الوقت للتنزّه والاستجمام. ينتهز إسرائيليّون كثيرون الفرصة، ويسافرون إلى خارج البلاد للترويح عن أنفسهم، فيما يفضّل آخرون كثيرون الاستجمام في إسرائيل نفسِها. ومن أجل إثارة شهيّتكم لعطلةٍ فاخرة ومُدلِّلة، يستعرض “المصدر” خمسة فنادق فاخرة في أرجاء إسرائيل.

والدورف أستوريا القدس

عند الحديث عن الفنادق الفاخرة في القدس، فإنّ الاسم الأوّل الذي يخطر على البال هو فندق الملك داود. استضاف الفندق، ذو التاريخ الطويل والعريق، نخبة الضيوف الذين استضافتهم مدينة القدس، وأبرزهم رؤساء الولايات المتحدة العديدون وونستون تشرتشل. لكن، قريبًا جدًّا، سيواجه الفندق منافِسًا جديرًا بالمنافسة على لقب الفندق الأفخر في المدينة، إذ إنّ “والدورف أستوريا” هو في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، قُبَيل افتتاحه في الشهر القادم.

تبدأ قصة الفندق الفاخر في عشرينات القرن العشرين، حين أُنشئ في المبنى فندق “بالاس” الفاخر. عمل الفندق سنواتٍ قليلة حتّى قضت عليه منافسة فندق الملك داود، فجرى إغلاقه. مذّاك وحتّى التسعينات، استُخدم كمبنى لمكاتب حكوميّة حتّى جرى هجره، وأصبح خاويًا.

عام 2006، اشترى تجّار عقارات المبنى، وبدأوا بالتعاوُن مع “هيلتون” بترميمه وإنشاء فندق من شبكة “والدورف أستوريا” الفاخرة فيه. وبقيت الواجهة الخارجيّة للفندق شبيهة جدُّا بالفندق الأصلي في العشرينات، بناءً على توصيات برنامج حماية التراث في بلدية القدس، لكنّ وجه الفندق فاخر، ويتجه إلى الأمام إلى القرن الحادي والعِشرين. استمرّ ترميم الفندق ستّ سنوات، واستُثمر فيه مبلغ 150 مليون دولار، فكانت النتيجة عظَمة، بهاءً، ومجدًا لا تنتهي على بُعد خطوة من باب الخليل في المدينة القديمة.

في الفندق الحديث 226 غرفة (بينها 29 جناحًا مزدوجًا)، غرف جلسات فاخرة، قاعة ولائم ومناسبات تتّسع لتسعمائة شخص (الأكبر في القدس)، ومطعم فاخِر. تزيِّن بهو الفندق، الذي يشكّل مركزه (ليست للفندق إطلالة مميّزة على مدينة القدس)، ثريّات بلوريّة بقيمة 1.5 مليون يورو، وهو مُؤثَّث بكنبات بقيمة 8000 – 10000 يورو.

في الغرف نفسها أيضًا أُنفقت مبالغ طائلة، إذ تحتوي كلّ غرفة على تدفئة تحت أرضيّة، شاشات تلفاز في المرايا، آيباد، وغيرها. يكلّف المكوث العاديّ في الفندق بين 490 و1500 دولار للّيلة الواحدة. أمّا الجناح الرئاسي الذي يشمل مطبخًا مع أدواته، جاكوزي، ساونا، وزجاجًا مُضادًّا للرصاص فيكلِّف 5000 دولار للّيلة.

غرفة الطعام في فندق والدورف أستوريا (Flash90)
غرفة الطعام في فندق والدورف أستوريا (Flash90)

بريشيت متسبيه رامون

على جُرن رامون (وادي الرمّان)، الجُرن الطبيعي الأكبر في العالم، بلدة صغيرة تُدعى “متسبيه رامون”، فيها أحد أفخر الفنادق وأكثرها رومانسيّة في إسرائيل. دُشّن فندق “بريشيت” عام 2011 بعد استثمار 180 مليون شاقل (52 مليون دولار)، وهو يعِد الذين يمكثون فيه بتجربة مميَّزة في إسرائيل.

بسبب حجم دولة إسرائيل الصغير نسبيًّا، فإنّ معظم فنادقها موجود في جِوار فنادق أخرى، مدن، أو أراضٍ مستغلّة من قبل الإنسان. لكنّ “بريشيت” هو فندق يقع في لُبّ الصحراء، بعيدًا عن الحضارة، ويعِد الماكثين فيه باختبار “الانقطاع” الحقيقي، كأنهم سافروا خارج إسرائيل.

إنه المكان الذي يمكنكم أن تَروا فيه رجُلًا قرّر تدليل زوجته لمناسبة يوم ميلادها الأربعين، زوجَين يحتفلان بيوبيلهما الفضيّ (25 عامًا على الزواج) أو مجرّد عشّاق يريدون إيقاف الروتين اليوم المنهِك في مركز البلاد والتمتّع ببعض السكينة في الصحراء.

بُني الفندق وأُنشئ بدقّة، وبُذل في إنشائه جهد كبير من أجل دمج مظهره مع المشهد الصحراوي لمتسبيه رامون. الفندق مبنيّ من حجر وخشب، لا سجّادات فيه، نباتات، أو ينابيع، جميع بنيته التحتية تحت الأرض، وهو مبنيّ على مساحة واسعة تحتوي على وعول ترعى في الأرض.

في الفندق 111 غرفة، لـ 39 منها برَك سباحة خاصّة، فضلًا عن 3 بِرَك كبيرة ليستخدمها سائر الضيوف. فضلًا عن ذلك، يمكن للضيوف أن يستفيدوا من قاعة سينما، غرفة لياقة، وأمور جذّابة صحراوية مثل استئجار درّاجة نارية، رحلة جيبات، ركوب الخيل، جولة، وورشات تصوير. يبدو أنّ قرار مالك نادي تشلسي لكرة القدم، رومان أبراموفيتش، القدوم إلى الفندق في الفصح واستئجار غرفه الـ 111، لم يكن عبثًا.

فندق بريشيت ووادي الرمّان (Moshe Shai/FLASH90)
فندق بريشيت ووادي الرمّان (Moshe Shai/FLASH90)

فندق غابات الكرمل غابات الكرمل

إلى الجنوب قليلًا من مدينة حيفا تنتصب غابات الكرمل، وهي في الواقع غابة على الجبل الكبير. في قلب غابات الكرمل، يقع أحد الفنادق الفاخرة في إسرائيل – فندق غابات الكرمل.

بُني فندق غابات الكرمل أواخر ستّينات القرن الماضي كمبنى مُعدّ للنقاهة وعلاج الناجين من المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية، وبعد سنوات تمّت خصخصة المكان. في السنوات التي مضت، أضحى المكان رويدًا رويدًا فندقًا فاخرًا يمتدّ على مساحة 75 دونمًا، وهو يُعتبَر اليوم أحد متصدّري الغابات، بسبب موقعه المُميَّز في قلب المدينة والإحساس بالعزلة الذي يمنحه لضيوفه.

يختصّ الفندق في تقديم خدمات “سبا” (spa) لضيوفه، وقد فاز في السنوات الأخيرة سنةً تلو سنة بلقب “فندق السبا” الأفضل في الشرق الأوسط. يمكن للضيوف أيضًا أن يتمتّعوا بعلاجات للجسم، تدليك، وعلاجات جماليّة، وكذلك اجتياز ورشات صحيّة لحياة أفضل. الفندق معروف كمكانٍ من عادة الرجال أخذ رفيقاتهم إليه لعرض الزواج عليهنّ.

عام 2010، اندلع حريق هائل في غابات الكرمل، حصد أرواح 44 شخصًا. بلغ الحريق جوانب الفندق، الذي أُخلي من جميع شاغليه. لكن بفضل المساعي الكبيرة لرجال الإطفاء، التي شملت بين ما شملت اقتلاع أشجار مجاورة للفندق، لم يتضرّر الفندق كثيرًا. بعد الحريق، أُغلق الفندق نحو شهر قبل إعادة افتتاحه. في الفندق 136 غُرفة.

هيرودس إيلات

عند التفكير في الاستجمام في إسرائيل، تخطر على البال فورًا مدينة إيلات. فالمدينة الجنوبيّة الحارّة، التي درجة الحرارة المتوسّطة فيها في عزّ الشتاء هي 21 درجةً مئوية (و40 درجة منتصف تموز)، هي مدينة المنتجَع الإسرائيلية، وهي مجاورة للحدود مع مصر، ولمدينة طابا المصرية. ورغم أنّ نحو 50 ألفًا فقط يقطنون في إيلات، فإنّ فيها ما لا يقلّ عن 50 فندقًا.

بين الفنادق الفاخرة في المدينة ثلاثة فنادق “هيرودس”. تُعتبَر الفنادق ملكيّة وفاخرة، ويقدّم كلّ منها لضيوفه اختبارًا مختلفًا: فهيرودس بالاس يعرض ضيافة بأسلوب فاخر وحصريّ، فيما يعرض هيرودس بوتيك ضيافة في جوّ بوتيكم مُرفِّه، أمّا هيرودس فيتاليس فيقدِّم استجمامًا على نقاوة السبا الحميم.

هيرودس فندق (Facebook)
هيرودس فندق (Facebook)

تمتدّ الفنادق الثلاثة معًا على مساحة 40 دونمًا، وتتّصل واحدها بالآخَر بجُسورٍ فاخرة، بحيث يمكن لكلٍّ من الزبائن التمتّع بمنطقة السبا المميَّزة والمدلِّلة، التي تشمل مركزًا صحيًّا للعناية بالجِسم وأحواض استحمام. فضلًا عن ذلك، يتمتّع الزبائن بثلاث برَك كبيرة، غرفة لياقة جديدة، وردهة أعمال فاخرة ذات إطلالة رائعة.

الغرف في الفندق (454 غرفة) مصمّمة بوحي من الحقبة البيزنطية، والفندق كلّه يدّعي تقديم تجربة مختلفة عن تلك التي تُقدَّم في سائر فنادق إيلات. أمّا واسطة عقد الفندق فمسرحية الأطفال “سندريلا”، التي تُعرَض مرّتين في الأسبوع مجّانًا للزبائن.

يسروتل البحر الميت

أحد أشهَر الأماكن في إسرائيل هو البحر الميت، الذي هو أيضًا أكثر الأماكن انخفاضًا في العالم، إذ يقع على ارتفاع 427 مترًا تحت سطح البحر. ويُعرف “البحر الميت” باسمه هذا، لأنّ لا أسماك فيه بسبب الملوحة المرتفعة لمياهه. المياه مالحة جدًّا، إلى درجة أنه لا يمكن الغوص إلى قاع البُحيرة، ولذلك من الشائع رؤية أشخاصٍ يطفون على البحر، وحتّى يقرأون جريدة أثناء فعل ذلك.

مياه البحر الميت غنيّة بالمعادن، ولها خصائص طبية عديدة، مع الوحل الموجود في البحر الميت. يجذب كلّ هذا سُيّاحًا كثيرين من إسرائيل والعالَم إلى البحر في جميع أيّام السنة، ومع الوقت أُنشئت فنادق عديدة على ضفاف البحر.

أحد هذه الفنادق هو فندق “يسروتل” على ضفاف البحر الميت. والحديث هو عن فندق فاخر بمقاييس عالية جدًّا. الغرف في الفندق، التي لديها شُرفة مع إطلالة على الصحراء والبحر الميت، مؤثثة بطريقة أنيقة. مع الدخول إلى الغرفة، يحصل الضيوف على ثياب خاصّة وأحذية خفيفة، ويُدعَون إلى بدء التمتُّع بالاختبار الفريد.

يقدِّم الفندق لزبائنه بركة كبيرة ودافئة وخدمات سبا، لكنّ في الفندق إمكانية عيش اختبار مميّز: السباحة في بركة كبريت. تصفّي بركة الكبريت وتنظّف الجِسم، وتُعتبَر علاجًا رائعًا للمشاكل الجلديّة. إضافةً إلى ذلك، يجب التذكُّر أنه بعد الاغتسال ببركة الكبريت، تبقى رائحة غير جميلة على الجسم، لكنّ هذه الرائحة تشكّل ذكرى للاختبار الرائع الذي يعيشه ضيوف الفندق.

اقرأوا المزيد: 1162 كلمة
عرض أقل