بعد أيام معدودة من التفجير الدامي الذي ضرب الأتراكَ في مطار إسطنبول، يُطرَح السؤال: هل يستهلّ أردوغان هجومًا ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية ومتى؟
يُعتبَر الجيش التركي قوة إقليمية، وهو ذو أهمية على المستوى العالمي أيضًا. للجيش التركي منظومات قتالية عدّة من صِناعة إسرائيلية. حين يبدأ الأتراك بمحاربة الدولة الإسلامية، سيُطلقون على مقاتليها صواريخ إسرائيلية، ويقذفون قنابل من طائرات ودبّابات طوّرتها شركات إسرائيلية، كما أنّ لديهم منظومات قيادة واستخبارات من صناعة إسرائيلية.
يُعتبَر الجيش التركي هيئة ضخمة، مسلّحة، وحسنة التدريب. منح موقع GlobalFire الجيشَ التركي المرتبة الثامنة في تصنيف الجيوش القوية في العالم. تضمّ القوّات المسلّحة نحو مليون جندي، لديها أكثر من 200 طائرة F-16، عشرات طائرات الفانتوم، ويُخطَّط مستقبلًا لحيازة مئة طائرة مراوِغة F-35.
للأتراك أحد أكبر الجيوش المُدرَّعة في المنطقة مع نحو ألف دبّابة متقدّمة من نوع ليوبارد من صناعة ألمانية، وألف دبّابة أخرى من طراز M-60، حسّنت إسرائيل بعضها. وإلى جانب كلّ هذا، تعمل قوّة كبيرة من المشاة والمظليين.
سيجد مقاتِلو داعش جيشًا يستخدم منظومات تكنولوجية متقدّمة، ذا خبرة كبيرة في العمليّات، تشمل خبرة قتالية في الأراضي العراقية، وكذلك في حملات الأمم المتحدة في الصومال، البوسنة، ألبانيا، أفغانستان، وجنوب لبنان.
العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا قويّة رغم المرمرة
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)
رغم أنّ الدولتَين، اللتَين شابَت الخلافات علاقتهما حتى قبل وقت قصير، لم تُجريا تدريبات عسكرية مشترَكة، يكشف فحص البيانات أنّ مدى التصدير العسكري من إسرائيل إلى تركيا كبير. عام 2011، ازداد مدى التجارة بين الدولتَين بمقدار 13 بالمئة، ليبلغ 3.5 مليارات دولار عام 2012، قسم كبير منها في المجال الأمنيّ.
واصلت إسرائيل تزويد الأتراك بطائرات دون طيّار، دبّابات متطوّرة، أنظمة مراقبة للحريق، أنظمة لجمع المعلومات، والكثير جدًّا من الوسائل القتالية الأخرى.
منذ عام 2013، اقتُبس عن رؤساء أجهزة أمنية بارزين في إسرائيل قولهم: “حتّى في أكثر السنوات تعقيدًا، لم تكن تركيا الدولة الأقلّ شأنًا من حيث الصادرات العسكرية الإسرائيلية إليها. من جانب تركيا هناك طلَب على صفقات عسكرية مع إسرائيل، ونحن ندرس الأمر”.
قتال داعش باستخدام وسائل قتالية إسرائيلية
سلاح البحرية التركي (Flickr)
يُرجَّح جدًّا أن يكون سلاح الجوّ التركي أوّل من يبادِر إلى الهجوم على داعش. وضمن مسعاهم هذا، سيستخدمون عشرات طائرات F-4 فانتوم قامت بتحسينها إسرائيل، إذ إنّ الصناعة الجوية الإسرائيلية حسّنت 54 طائرة فانتوم تابعة لسلاح الجوّ التركي بكلفة نحو 700 مليون دولار. في إطار ذلك التحسين، أطالت الصناعة الجوية حياة طائرات سلاح الجوّ التركي حتى عام 2020 على الأقلّ، كما ركّبت عليها أنظمة إنذار من الحريق وأنظمة للقتال الإلكتروني.
لدى سلاح الجوّ التركي أيضًا صواريخ من طراز “بوباي”، صاروخ أرض – جوّ مُوجَّه ودقيق للمدى البعيد. لهذا الصاروخ رأس متفجّر يزِن 340 كيلوغرامًا، وهو يُعتبَر رياديًّا في مجاله، إذ يمكن إطلاقه من تنوّع واسع من الطائرات. حصل الأتراك من إسرائيل على “بوباي 2″، الذي يبلغ مداه 150 كيلومترًا، ويمكن التحكُّم به عبر مُشغِّل ليس في طائرة الإطلاق. وقد دفع الأتراك نحو نصف مليار دولار مقابل هذه الصفقة، وهم يشغِّلون بوباي من طائرات F-16 الخاصة بهم ومن الفانتومات.
زوّدت إسرائيلُ الأتراكَ أيضًا بأنظمة مراقبة جويّة، كما ركّبت شركة “إلتا” الإسرائيلية هذه الأنظمة بكلفة 200 مليون دولار. وقد جرى تركيب هذه الأنظمة على أربع طائرات استخبارات من طراز بوينغ 737، كما رُكّبت عليها أنظمة للقتال الإلكتروني.
فضلًا عن ذلك، اشترى الأتراك من إسرائيل 10 طائرات دون طيّار دفعوا مقابلها 185 مليون دولار. تطير هذه الطائرة دون طيّار بارتفاع يُعرَّف كمتوسّط، ولديها قدرة على المُكوث المستمرّ في الجوّ. تحمل الطائرة أيضًا مجسّات وأنظمة رادار، معدّات لجمع معلومات إشارات، معدّات للإبدال، وغيرها. ووفق منشورات أجنبية، يمكن إطلاق صواريخ وقنابل منها أيضًا.
تصدّر تحسينٌ إسرائيليّ العناوين مؤخرًا حين تلقّت دبّابة تركية إصابة من صاروخ كورنِت. ورغم أنّ الدبابة تضررت، فقد بقي أفراد الطاقم على قيد الحياة. حدث ذلك في 19 نيسان من هذا العام، وجرى توثيق الحادثة في فيديو نشره تنظيم داعش.
عدا ذلك، حصل الأتراك من إسرائيل على أنظمة اتّصالات متقدّمة لأمدية عديدة، أنظمة للقتال الإلكتروني، ومئات الأسلحة من طراز تابور. تُشغّل هذه خصوصًا وحداتٌ خاصّة ومظليّون أتراك.
نُشرت هذه النتائج المذكورة في التقرير مؤخرًا في موقع MAKO الإسرائيلي
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني