صوت إسرائيل

صدامات عنيفة في شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)
صدامات عنيفة في شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)

ملثمون يهاجمون صحفيين إسرائيليين

أصيب مصوران وتم احتجاز مراسلين من قبل ملثمين قاموا بتهديدهم بالقتل البارحة في شعفاط؛ ثم تم إطلاق سراحهم بعد التأكد من أنهم صحفيون بالفعل ولا يحملون السلاح

03 يوليو 2014 | 14:09

تعدت الصدامات التي اندلعت البارحة (الأربعاء)، بعد العثور على جثة الشاب العربي محمد أبو خضر، نطاق جموع الغاضبين وقوات الشرطة. عايش عدد من الصحفيين الذين تواجدوا في المكان تلك الصدامات على جلدهم.

تعرض مصوران للإصابة برصاصتين مطاطيتين طائشتين، إحداهما هي مصوّرة موقع “والاه” الإخباري، التي تم نقلها إلى المستشفى وهي تنزف. تم احتجاز صحفيّين آخرين، وهما مراسلي الشؤون العربية غال برغر من صوت إسرائيل وإيليئور ليفي من موقع ynet ، على يد ملثمين وتعرضت حياتهما لخطر حقيقي.

تحدث برغر على صفحته على الفيس بوك عن تلك التجربة، والتي حسب رأيه كانت أخطر تجربة مر بها منذ عشر سنوات خلال عمله في الضفة الغربية. حاول بارغر وليفي الانتقال من جانب تواجد قوات الأمن والاقتراب من المتظاهرين، لكن تفاجأ الاثنان عند زقاق ضيق بعشرة أشخاص ملثمين.

إيليئور ليفي وغال برغر (صورة من فيس بوك)
إيليئور ليفي وغال برغر (صورة من فيس بوك)

“من أنتما، صرخ أحدهم بوجهنا بينما كان يحمل صخرة بيده.” كتب باغر في صفحته على  الفيس بوك.  “قمنا بالرد عليه مرتين بالعربية وقلنا “صحفيان”. لم يصدقوا واعتقدوا أننا من المستعربين. راح شخص آخر، كان يقف بجانبه، يصرخ قائلاً “يهود؟”، ومن ثم راح يصرخ “يهود”!!! خلال ثوانٍ، قاموا بفصلنا عن بعضنا، أنا وزميلي. أنا أدخلوني إلى باحة مجاورة. وأخذوا إيليانور إلى زاوية أخرى. وحينها انقطع التواصل البصري بيننا. “ارفع يديك”، قال لي بالعربية، ذلك الملثم الذي يحمل حجرًا بيده. بدأ هو ورفاقه بتفتيشي بشكل عدواني. من ثم قاموا بالتحقق من كل البطاقات التي معي. طلبوا بطريقة مخيفة جدًا أن أُثبت أنني لست مستعرباً، بل صحفي. وفقط حين أظهرت لهم بطاقة الصحافة التي أصدرتها لي السلطة الفلسطينية، قرروا “إطلاق سراحنا” وتركونا نمضي قدمًا. وعندها شعرت بارتياح شديد”.

قال الصحفي المتمرس بأن هذه هي أول مرة يشعر فيها بخطر حقيقي يهدد حياته وكان قد عايش العنف والغضب عن قرب. قال أيضًا “أن ذلك محبط. حيث أن وظيفته كمراسل للشؤون الفلسطينية تأتي من أجل إيصال صوت الطرف الآخر، وصورة الأوضاع في الطرف الآخر،  شيء محبط أن نواجه ردة فعل كهذه في الشارع. ربما لا يحدث هذا دائمًا، ولا غالبًا حتى. إنما هذا يحدث،  وهذا حدث، وهذا سيحدث، لا بد أنها تجربة مروّعة”. وفي الختام كتب: “في هذه المنطقة، لا توجد حصانة للصحفيين. ومن الطرفين. هذا أمر عرفته من قبل، اليوم اتضح لي الأمر أكثر وحسب”.

تعرّض قبل شهر ونصف، في شهر أيار الماضي، الصحفي المخضرم آفي ساخروف من موقع “والاه” لوضع مشابه في رام الله وقال إنه على الرغم من أنه قام في الماضي بتغطية مظاهرات في غزة وأجرى لقاءات مع مسلحين في قلب غزة، إلا أنه لم يسبق أن رأى أمرًا كهذا. “وجدت نفسي في لحظات بين عشرات الملثمين الذين لوحوا بقبضات أياديهم.” قال حينها.  “كاد الأمر أن ينتهي بعملية ضرب حتى الموت”. جدير بالذكر أنه فيما يخص تلك الحادثة تمت عملية الاعتداء رغم معرفتهم أنهم صحفيون، بينما في حالتنا هذه أخلوا سبيل الشخصين بعد التأكد من أنهما صحفيين فعلاً.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل
زهير بهلول خلال احتفال إذاعة الشمس (موقع إذاعة الشمس)
زهير بهلول خلال احتفال إذاعة الشمس (موقع إذاعة الشمس)

راديو الشمس يحتفل بمرور عقد على تأسيسه

قالت لي أمس مقبولة نصار مذيعة الراديو التي تختلف الآراء حولها "أنا أعلم علم اليقين أن هناك كثيرون يستمعون إليّ من خارج إسرائيل". برنامجها "حديث مباشر" هو برنامج يرتكز إلى أحاديث مع مستمعين، ويتم بثه مرتان في الأسبوع ويستقطب انتقادات كثيرة

حاولت في فترة ما في حياتي أن أتعلم كيف أفهم وأتحدث العربية قليلا. وللتدرّب على الإصغاء، حاولت في صباح واحد من الأسبوع على الأقل، أن أوجه الراديو لبث راديو الشمس بدلا من بث إذاعة الجيش أو الشبكة ب، اللتين كنت أستمع إليهما بشكل دائم. وبدلا من رازي بركائي أو كيرن نويباخ، فتحت أذني إلى زهير بهلول وجاكي خوري، وهما المذيعان البارزان في الراديو، الذي احتفل يوم السبت بمرور عقد على تأسيسه، وأنا أعرف كليهما معرفة شخصية.

وبين مقابلة وأخرى، يستضيف مذيعو الشمس، محطة الإذاعة التي تحظى بشعبية في الوسط العربي، شخصا لا يعرف العربية وتتم مقابلته. ومرة تلو الأخرى، يبدأ الضيوف الحديث بالاعتذار. “آسف لأنني لا يمكنني أن أتكلم بالعربي في الراديو. لم يعلمونا في المدرسة ونحن لا نتحدث اللغة”. هذه هي الافتتاحية الدائمة في أي حديث. اليهود الذين تتم مقابلتهم في راديو الشمس يشعرون بعدم الراحة للحظات، في حين لا يمكنهم أن يشعروا، من على أمواج الأثير، باللغة والثقافة. ولكن هذا الشعور سرعان ما يزول لدى معظمهم بعد دقيقة واحدة من إقفال الخط، ويواصلون طريقهم. اللغة العربية هي لغة الأقلية في إسرائيل ولكونها كذلك فإن الراديو الذي يمثلها يعيش كأقلية داخل أقلية.

مرت عشر سنوات منذ تأسيس راديو الشمس، ولكن الجمهور اليهودي يتطرق إليه بلا مبالاة، يتجاهل وكأنه محطة محلية، تخص الجليل فقط. في هذه الأثناء زادت شهرة الراديو في المجتمع العربي، وله نسبة استماع عالية ويتابعه جمهور من العالم العربي كله. لا توجد بحوزة الراديو وسائل قياس دقيقة لمعرفة عدد الأشخاص الذين يستمعون إلى موقع الراديو على الإنترنت، ولكن مذيعيه يتلقون توجهات على صفحات الفيس بوك الخاصة بهم من دول عديدة خارج إسرائيل.

قالت لي أمس مقبولة نصار مذيعة الراديو التي تختلف الآراء حولها “أنا أعلم علم اليقين أن هناك كثيرون يستمعون إليّ من خارج إسرائيل”. برنامجها “حديث مباشر” هو برنامج يرتكز إلى أحاديث مع مستمعين، ويتم بثه مرتان في الأسبوع ويستقطب انتقادات كثيرة.

تزاول ناصر (ربما مثلي) عملها في الحيّز الصحفي النسوي الذي يثير الغضب. من وجهة نظر جزء من الجمهور العربي هي أشبه بالمذيع “نتان زهافي”، ولكن من وجهة نظري هي أخت لي في النقاشات غير المنقطعة مع الرجال. إنها لا تخاف من النقاش، خلال البث، في مواضيع تتفاوت الآراء فيها في المجتمَع العربي، وهي تشدد كثيرا على حقوق المرأة ومكانتها. وتقول “لقد بدأوا مؤخرًا يديرون ضدي صفحات على الفيس بوك، بسبب آرائي، وروت لي أمس أن “هذا يأتي من جهة مؤيدي الحركة الإسلامية. أنا لا أتأثر ولكن هذا الأمر يُحدث الكثير من الضجة”.

غير أن مشاكل راديو الشمس أكثر تعقيدًا بقليل من النقاشات النسوية. يمكن لأغنية، في بعض الأحيان، يتم بثها في قائمة بث المحطة، وهي مستقاة من صراعات الاحتجاج في مصر أو في دولة أخرى في المنطقة أن تنجح في إغضاب المستمعين اليهود الذين يفهمون العربية وهم يكثرون من تقديم الشكاوى إلى سلطة البث الثانية. إن كمية الساعات التي يخصصها مدراء المحطة لصد الشكاوى حول طابع البرامج تزيد كل الوقت.

ويشعر مستخدمو الراديو أن الشكاوى قد زادت في السنتين الأخيرتين وبعضها تحوّل إلى مزعجة. يبدو أن هناك مجموعة من الجمعيات أو المنظمات التي تجلس وتستمع وتُغرق سلطة البث الثانية للراديو والتلفزيون بانتقادات لا نهائية وسخيفة توجهها إلى المحطة. خلال عقد من الزمن، لم يتدخلوا بالمضامين التي تبثها المحطة في الأعياد اليهودية، وفجأة وصلت شكاوى، في يوم ذكرى الجنود الإسرائيليين في السنة الأخيرة، حول بث موسيقى صاخبة وغير لائقة وتم تغريم المحطة بمبلغ 60 ألف شيكل.

وقد ذكر مالك المحطة، سهيل كرام، أمس في الاحتفال الحاجة إلى مواجهة الشكاوى ومواصلة العمل وبث الراديو للجمهور العربي. “نحن نشعر بالتعامل المجحف تجاه الجمهور العربي في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعلى الرغم من ذلك فإن 20% على الأقل ممن تتم مقابلتهم هم من المتحدثين بالعبرية. ونحن نشدد على نشر آراء من كافة الأطياف السياسية، ونحن نستضيف أيضا في البث سياسيين من اليمين المتطرف. لقد اتخذنا قرارًا استراتيجيا وهو أن على الحوار الجماهيري أن يدور يوميًا وكل ساعة ونحن راديو حر ومعاصر، يشدد على عدم تجاهل المشاكل داخل الوسط العربي، وإلى جانب ذلك نجح في تحقيق الرؤيا باعتبار إسرائيل دولة داخل المنطقة العربية. يستمعون إلى راديو الشمس من كافة دول الشرق الأوسط ونحن نستضيف أشخاصًا من كافة الأماكن. مع مرور السنوات أصبحنا نرى الواقع من حولنا يزيد تعقيدا، ونحن سنواصل، استمرارا للسنوات العشر الأولى، النضال من أجل حرية التعبير، التي لا تعتبر أمرًا مفروغًا منه حين يجري الحديث عن راديو عربي”.

الكاتبة هي ضيفة كثيرة التردد على راديو الشمس وتقدم تحليلات سياسية إسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 685 كلمة
عرض أقل